Skip to main content

Full text of "Sharh Arbaoon Nawawi - Salih Aalsheikh"

See other formats


و 
لل 


3 
#(ي قري 
0 ونيم دما 


د ومسي عو ره د 2 0 9 
الما ميب شرق بسنب عمد التوويي 
أجرّل الله امو وللقُفرة 
لا 
الشتيح 
لحالمء المشتيخ 

2 0 و 7 - و ل 7 
0 


0 - ع دم 
عداطه له ونوالريّه مل بيه 
2-5 ماس سر (ء) نامي 
ميوت وعايي 


ل سسب تر له “)عه 
عاو ل زجي ري عرفا 


ا مارم امات 
غقرانته لمولؤائييّه للأهرسه ولشايه 


للنشرةاللوزجكة 


عادل محمد مرسي رفاعي 2 1471ل 


فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية اثناء النشر 
النووي؛ يحيى بن شرف 

شرح الاربعين النووية. / يحيى بن شرف النووي؛ عادل محمد رفاعي. 
- الرياض ؛ ١59١اه‏ 

مه" صر + /االزا م؟» سم 

ردمك 45-١‏ امسلل كسملاو 

ديوي //1؟ هخ غم" ١‏ 


رقم الإيداع: ١/4‏ ا( 
ردمك: ١-ع:‏ أملا صوص كسملاو 


نِم موق حَفُوكَلةٌ 
المَلبَحَةٌالأول 
اراس _ ١٠ل.كم‏ 


ولطاض مر 
اللمُلكةانعرييّة الستعوديّة 
الْيَيَامنٌ ‏ صرمب :259:7 - ارال رديت م3 
المركزال ركيد : شدارك السَوبدِءتًا لعذام 
هانف + 1؟كلاقة /ر فاكس ١‏ هوب وو 


عر جب ري 
مقّد م ةالناشس [ْ 0 (لزوئيى سم 


بهي ل اقل اليم 


مقدمة الناشر 


الحمد لله الذي امتنَّ على العباد؛ بأن جعل في كل زمان فترة من 
الرسل بقايا من أهل العلم؛ يدعون من ضل إلى الهدى» ويصبرون 
منهم على الأذى» يحيون بكتاب اللّه الموتى» ويبصرون بنور الله أهل 
العمى» فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه! وكم من ضال تأئه قد هدوه! 
بذلوا دماءهم وأموالهم دون هلكة العباد» فى| أحسن أثرهم على الناس! 
وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون بكتاب الله تحريف الغالين» وانتحال 
المبطلين» وتأويل الجاهلين» وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد 
وعلى آله وصحبه وسلم تسليًا مزيدّاء أَما بَعْدٌ: 
فدونك أخي القاري الكريم هذا الشرح العجاب للأربعين النووية 
ل له مره اه م م 007 
للومام يحبى بن شرف بن حَسَنٍ بن حسَينٍ النووي 
أَجْرَلَ ادلة لَهُ المثويةَ وَالحْفِرَةَ 
اشر 0 
د ال 1 لوده 0 
وكان ذلك في دروس ألقاها -حفظه الله- في جامع شيخ 
الإسلام ابن تيمية بسلطانة بالرياض» ضمن دروس الدورة العلمية 


المكثفة الرابعة» في العام السابع عشر وأربعائة وألف من الحجرة النبوية 
المباركة. 

ولعلو كعب شيخنا -وفقه اللّه- في أنواع العلوم وألوان الفنون 
جاء هذا الشرح مملوءًا بالفوائد العلمية» فهو بحق درر مضية» جمع فيه 
الشارح بين علوم متنوعة؛ فمن تبحر في العقيدة تملوء بدقائق التغسير 
إلي الفقه وأصوله. ومن الإطلاع علي كتتب السنة والمصطلح. إلي 
العناية اللغوية والبلاغية؛ واستنباطات متنوعة ظهرت فيها علمية 
الشيخ الفذة» فجاء الشرح موسوعة متكاملة للطائف العلوم 
والمعارف» التي ل يسبق أن اجتمعت في شرح سابق» ولا يستغرب هذا 
علي شيخنا -حفظه الله- فهو سليل بيت العلم والشرف. وصاحب 
علوم متنوعة» فمن قابل الشيخ -حفظه الله وهذه شهادة الكثيرين 
من المشايخ وطلاب العلم- رأى رجلا جمع العلوم بين عينيه» يأخذ 
منها ما يشاء» ويدع ما يشاءء بالإضافة للذكاء الشديدء وزكاء نفسه. 

وقد استأذنت شيخنا بالعمل علي هذا الشرح المبارك؛ لتنتفع به 
الأمة» فأذن لي - جزاه الله خيرًا-. فأسأل الله وَمْكَ أن يجرل لشيخي 
العلامة المفضال/ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ 
المثوبة والمغفرة» وأن يجعله إمام هدى ورشاد» وأن يعز به ويصلح» ى| 
أسأله يله أن يقيه شر الحاسدين» وأن يغفر له ولوالديه ولذريته ولأهل 
بيته» وأسأله كْكَ أن يرفع بهذه الشروحات ذكره؛ ويثقل بها موازين 


مقدمةالتاشس 0 
أعباله» وأن يجمعه ووالديه وأهل بينه تحت لواء الحمد في جنات 
النعيم» وفي زمرة السابقين مع النبي الأمين» وصحابته الغر الميامين» 
وأن يجعل لي ومن شارك في هذا العمل المبارك من الخير نصيبّاء وصلى 
الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليًا مزيدًا. 
وآخخر دعوانا أن الحمد دنه رب العالمين 
كتبه: 


عادل بن محمد مرسى رفاعي 
الرياض/ 41/8/18 ١ه‏ 


2 
ع (لتب لاجرَي 
مدمةالشاوج 1ه 2 («وقسه . 
نم امه اّمل اليم 
مقدمة الشارح 

الحمد لنّه حق حمدهء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له 
تعظيًا لمجدهء وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعللى 
آله وصحبه وسلم تسليًا كثيرًا إلى يوم الدين. 

أما بعد: 

فأسأل الله الكريم بأسائه الحسنى وصفاته العلاء أن يجعل هذا 
الشرح خالصًا لله غَلل وأن يجعلنا وجمبيع المسلمين من يتحرّك لله 

5 5 و 031 0 و 

ويعمل لله ويطلب العلم لنه َل «إِنََّا الأعمَال بالئيّاتٍء وإِنّا لكل 
امْرِئْ مَانَوَى)2"0, ومامن شك أن طَلَبُ الِْلْمٍ َرِِضَةٌ عَلَ كُلْ 
مُسْلِمِ»0"؛ ا ثبت ذلك عن المصطفى وَلِاةُ. 


.)١19 سيأتي تخريجه (ص‎ )١( 

(؟)أخرجه ابن ماجه (4؟5)): وأبو يعلى في مسنده (8/ 97؟). والبزار في مسنده (1/ 31/9), 
والطبراني في الأوسط (8/1)» والبيهقي في شعب الإيمان (؟/ 587): وأبو نعيم في الحلية 
(8/ *7”) من حديث أنس بن مالك وَبْ. قال السخاوي: 9 وهو مع طرقه الكثيرة قد ضعفه 
أحمد» والبيهقي؛ وغيرهماء ولكن 'يروى عن جماعة من الصحابة؛ كجابر؛ وابن عباس» وابن عمرء 
وابن مسعود؛ وعلي» وأي سعيد الخ.درية 


00 ومعناه صحيح») فقد أجمع العلماء على أن من 
العلم ما هو فرض ومتعين على كل امرئ في خاصة نفسه» ومنه ما هو فرض على الكفاية» إذا قام 
به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع' أه. انظر: مجمع الزوائد /١9‏ 4118 ١7١)؛‏ ومصباح 


6١‏ مقد مة الشأمرح 

٠‏ وطلب العلم له أصوله؛ وله رتيهه فمن فاته طلب العلم على رتبه 
وأصوله؛ فإنه يحرم الوصولء وهذه مسألة ينبغي أن تََنّ في قلوب طلبة 
العلم وححبّي العلم» ألا وهي: «أنْ يُطلب العلم شيعًا فشيئًا على مر الأيام 
والليالي»؛ كما قال ذلك ابن شهاب الزهري”"» الإمام المعروف؛ إذ 
قال: امن رام العلم جملة ذهب عنه جملة» وإنما يُطلب العلم على مر 
الأيام والليالي»2: وهذا ىا تُدَرّس الصغير أصول الكتابة» أو أصول 
تُطق الكلمات؛ فإنه لا بد أن يأخذه شيئًا فشيئاء ثم إذا استمرٌ على ذلك 
أحكم الكتابة والنطق» حتى يتمكن من ذلك كذلك العلم يبدأ 
بتحصيل صغاره قبل كباره(». 


الزجاجة 13/ :)"٠‏ والعجالة في الأحاديث المسلسلة (ص »)1٠١7‏ وكشف الخفاء (1/ 184). 

)١(‏ هو محمد بن مسلم بن عبيد لله بن عبد اللّه بن شهاب الزهري» أحد الأعلام من أئمة الإسلام» 
تابعي جليل» سمع غير واحد من التابعين وغيرهم؛ ولد سنة خخسين؛ وتوفي سنة أربع وعشرين 
ومائة. انظر: الطبقات الكبرى :)١97 /١(‏ وتاريخ دمشق (#”/ 144)؛ ووفيات الأعيان 
»3١17/4(‏ والوافي بالوفيات (ه/7١),‏ والعير ))188/١(‏ وسير أعلام النبلاء(/ 0795 
والبداية والنهاية (9/ ٠78)؛‏ وطبقات الحفاظ (ص 45). 

(؟) انظر: الجامع لابن عيد البر )6"١ /١(‏ والجامع للخطيب البغدادي (1/ 20775 وفتح المغيث 
للسخاوي (1/ 781)) وتدريب الراوي (؟/ ؟18). 

() قال الإمام البخاري في صحيحه /1١(‏ 197 مع الفتح) : ١‏ ويقال الرباني الي يُربي الناس بصغار 
العلم قبل كباره) اه. وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (55/1): (فيه تنبيه لأهل العلم على 


مقدمةالشامح 


فالعلم منه صِغار ومنه كبار 20 باعتبار القهيب: وباعتبار العمل» 
وباعتبار كون العلم من الله خَلةٌ وعن رسوله عله » فإنه ليس في العلم 


وقد سُئل الإمام مالك كته عن مسألة فقال: لا أدري؛ فقال له 
السائل: إنها مسألة خفيفة. فخذ فغضب وقال: اليس في العلم شيء خدة خفيف» 
العلم كله ثقيل» أما سمعت قول الله صَكَكُ : + إَِا تلت عَليك كَوْلَا تيا 4ه 
[المزمل:224]5» فالعلم من أخذه على أنه ثقيل صعب أدركه. وأما من 
أخذ المسائل على أنبا سهلة» ومُتصوّرة» ومفهومة؛ ويمرٌ عليها مرورًا 
سريعًا؛ فإنه يفوته شىء كثير. 

ذإ لبد في لب العم من التدوج فيه على أصوله؛ وعمل 
بل كله ثقيل من حيث فهمه؛ وتنيته» واستمراره مع طالب العلم؛ فهو 


تربية الأمة؛ ى) يرب الوالد ولده فيربونهم بالتدريج والترقي من صغار العلم إلى كباره» 
وتحميلهم منه ما يطيقون! اه. 

)١(‏ قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (1/ 148 ١:)‏ والمراد بصغار العلم ما وضح من فسائله» 
ويكباره مادق منهاة. 

() انظر: أدب المفتي والمستفتي لابن الصلاح (ص ))83١‏ وآداب الفتوى للنووي (ص١3)»‏ وبدائع 
الفوائد (”/ 9/47)» وإعلام الموقعين (4/ 514)» والموافقات للشاطبي (4/ 88؟). 


ثقيل لا بد له من مواصلة ومتابعة» فالعلم يُنسى إذا يرك وإذا تواصل 
معه طالب العلم فإنه يبقى» وهذا يُعظّم التبعة على طالب العلم في ألا 
يتساهل في طلبه للعلم؛ فلا يقولن قائل - مثلاً-: هذا الكتاب سهل» 
وهذا المتن لا ينبغي أن يُشرح لأنه سهل واضح. وأحاديئه معروفة. 
فإن هذا يَؤتى من هذه الجهة. حيث استسهل الأصول وعْقّد العلم. 
وقد قال طائفة من أهل العلم: «العلم عَقّد وملح؛ فمن أحكم العقد 
سهل عليه العلم؛ ومن فاته حل العقد فاته العلم»7©» وهذا إنما يكون 
بإحكام أصول العلوم. 

وإذا ضبط طالب العلم المتون المعروفة في الحديث. وفي العلوم 
المختلفة؛ فإنه يكون مهيئًا للانتقال إلى درجات أعلى بفهم وتأسيس ل) 
سبق» فلهذا أحض جميع طلاب العلم على أن يأخذوا العلم بحزم 
وألا يأخذوه على أن هذه المسألة مفهومة» وهذه سهلة؛ وهذه واضحة؛ 
بل الواضح يكرّر ليزداد وضوحًاء ويُكرر المعلوم ليزداد به علا وهكذا. 

نسأل الله عل أن يجعل هذا الشرح تاثا مكَمَّلا وأن يجعلنا فيه 
من المتبصّرين الذين يقولون بعلم لا برأي أو هوى. 

ثم إن هذا الكتاب هو الأحاديث المختارة المعروفة ب (الأربعون 


)١(‏ انظر: اللوافققات للشاطبي /١(‏ لال وما بعدها). 


معدمةالش) !م 
النووية)» جمعها العلآمة يحبى بن شرف النووي7"» ويُقال: النواوي”) 
أيضًاء وهو من علماء الشافعية البارزين» وممن شرح كتبًّا في الحديث: 
وكتبًا في الفقه. وأيضًا في لغة الفقهاءء وغير ذلك من العلوم. وأصل 
كتابه (الأربعون النووية) أن ابن الصلاح”(» ته جمع في مجالس من 
مجالس تدريسه للحديث الأحاديث الكلية التي يدور عليها علم 
الشريعة» فجعلها ستة وعشرين حديًاء فنظر فيها العلآمة النووي 
«ييْللنه فزادها ستة عشر حديئاء فصارت الأحاديث التي اختارها 


)١(‏ هو يحبى بن شرف بن حسن بن حسين بن جمعة بن حزام الحازمي؛ العالم محبي الدين أبو زكرياء 
النووي ثم الدمشقيء الشافعي العلامة شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه» ولد بنوى سنة 
إحدى وثلاثين وستاثة» وتوفي سنة ست وسبعين وستاثة» صف التصائيف النافعة المفيدة في 
الحديث والفقه وغيرهاء منها شرح صحيح مسلم؛ ورياض الصا حين. انظر: طبقات الشافعية 
الكبرى (8/ 48”): والعبر (8/ ؟١5)»‏ والبداية والئهاية (778/17)) وطبقات الحفاظ 
(ص 81١"‏ ), 

(؟) انظر: تذكرة الحفاظ (5/ ))١41٠‏ وشذرات الذهب (5/ 84”). 

() هو عثان بن عبد الرحمن بن موسى بن أب نصر الكردي ال هرزوري؛ الشيخ العلامة تقي الدين» 
أحد أئمة المسلمين علا وديئاء أبو عمرو بن الصلاح؛ ولد سنة سبع وسبعين ومسماثة» وتوفي 
سنة ثلاث وأربعين وستائة» تفقه على والده الصلاح بشهرزور ثم نقله والده إلى الموصل» 
فاشتغل بها مدة وبرع في الذهب وأصوله؛ والحديث وعلومه؛ وصئف التصانيف» منها: كتاب 
علوم الحديث؛ وشرح مسلم؛ وغير ذلك. انظر: وفيات الأعبان (*/ "47 ؟): طبقات الشافعية 
الكبرى (4/ 5؟”)ء والواني بالوفيات (١5/5؟):‏ وسير أعلام النبلاء(؟/ ))١4١‏ والعير 
(ه/ /317)ء وشترات الذهب (1/8؟5). 


النووي اثنين وأربعين حديئًاء فسّميت ب (الأربعون النووية) تجورًا ©. 

ثم زاد عليها الحافظ الإمام عبد ال رحمن بن أحمد بن رجب 
الحنبلي(" ثانية أحاديث كُلَيّة أيضَاء وعليها مدار فهم بعض الشريعة» 
فصارت خمسين حديئًاء وهي التي شرحها في كتابه المسمى (جامع 
العلوم والحكم في شرح سين حديثًا من جوامع الكلم). 

وأصل هذه الأحاديث في اختيارها على أنبا جوامع كلم تدور 
عليها أمور الدين؛ فمنها ما يتصل بالإخلاصء ومنها ما هو في بيان 
الإسلام وأركانه» والإيمان وأركانه؛ ومنها ما هوفي بيان الحلال 
والحرام» ومنها ما هو في بيان الآداب العامة» ومنها ما هو في بيان بعض 
صفات الله مَل وهكذا في موضوعات الشريعة جميعًا(”". فهذه 
الأحاديث الأربعون» وما يزيد عليها أيضّاء فيها علم الدّين كل فم) 


.)5 انظر: جامع العلوم والحكم (ص‎ )١( 

(؟) هو الإمام الحافظ والمحدث الفقيه زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي, البغدادي ثم 
الدمشقي؛ ولد ببغداد سنة ست وثلاثين وسبعاثة» ثم توجه مع أييه تلقاء دمشق» وفيها شب 
وترعرع واكتهل» وها توفي سنة مس وتسعين وسبعائة» له المؤلفات السديدة والصنفات 
الفيدة» منها: شرح على صحيح البخاري لم يكمل؛ وشرح على الجامع للترمذي» وغير ذلك. 
انظر: الدرر الكامنة (*/ 2308 4١١).؛‏ وشذرات النهب (5/ 8"”)., وذيل تذكرة الحفاظ 
(ص 18١‏ - ؟18)» وطبقات الحفاظ (ص 540))؛ وشرح علل الترمذي بتحقيق الدكتور همام 
عبد الرحيم سعيد (45/1؟1- 807؟). 

(") انظر: جامع العلوم والحكم (صه). 


مقّدمة الشاممح 0 
من مسألة من مسائل الدين إلا وهي موجودة في هذه الأحاديث؛ من 
العقيدة» أو الفقه» وهذا يتبدّن لمن طالع الشرح العجاب لابن رجب 
تنه على الأربعين النووية» وعلى الأحاديث التي زادها ثم شرحهاء 
فالعناية بها مهمّة؛ لأن في فهمها فهم أصول الشريعة بعامة» وقواعد 
الدين؛ فإن منها الأحاديث التي تدور عليها الأحكام؛ كما سيآتي بيانه 
-إن شاء الله تعالى - مفصلاً. 


10 
(مل ١ج‏ وريس 


مقٌدمةالامام التووى 


الْحَيْدُلِنهِرَ ب العَالَحِينَ» يوم السّمَواتِ وَالأَرضِينَ» مُدَيِرِ 
الخلا تين بايث اشر -صَلَرَاتٌ اللَّه وَسَلامُهُ عَلَيْهِمْ- إِلّ 
المْكَلّفِينَ لِهِدَايَتِهم 7 شَرَائْع الدِينٍ بِالدَلائلٍ المَطْعيّة وَوَاضْحَاتِ 
لزاميء أذ عل جم يشرو لالب من نش كريد 
وَأَشْهَدُ أن لا إل إلا النةء الوَاحدٌ المَمَارُالكَرِيمُ المَمَان وَأَشْهَدُ أن 
مُْحَمداً عبده ورمثو له يبه وليل أفضّل المخلوة قِينَه المْكَرَّمُ 
بالقرْآنٍ العَزِيزِء المعْجَرَّةٍ المسْتَوِرَةِ َل تَعَاقَبِ ب السَنِينَء وبالسَيَنٍ 
المستتيرة لمن قيلدين» المخصوص بججوَامِع الك لم وسَمَاحَةٍ الدّينِء 
صَلَوَاتُ الل ه وَسَلامُةُ عَلَيْهه وَعَل سَائْر ال ّنه وآل ل كُلء وسَائِرِ 
الصَّاحِينَ. 


2 
ب م ل بم 


بل وأ الا وان عَم وان حياس ونس بْن مَالِك» وَأ 
3 رَأَبِ مَعِيدٍ الْمُدْرِيٌ فت من طق كتِيرَاتء برِوَايَاتٍ 
؛ أن وَصُولَ اللَّه َكل َال :امن حفظ حل أي ون َي 
جين َع بَعنَُ الله تَعَالَ يَوْمَ القِيَامَةٍ في زُمْرَةِ المُقَهَاءِ وَالعُلَاءِ». 
ِوَايَةِ: انه اللة فَقِيهًا عَالِمَا». 


وَفِ روا بن تشغوو: «قيل له: اذنخل ون أي أو وَابٍ ابِكنّ شِنْتَ. 
وف رِوَايَةٍ ابن عْمَرَ رَ: (كتبَ في ُمْرَة العُلَ))ء» وهر في رُهْرَ 
الشّهَدَاء؛. 


20 01 6س هاابرار 
افق ا الحفاظً عَلَ نه حَدِيتٌ ضعيف؛ وإن كَثْرَتْ طرقه(©. 


آ سه در 


وَبتهر ني هَذَا الاب ما لا حص من المصَبْفَاتِ 
عو بو عوبر 


فَأوَلَ مَنْ عَلِمْنّه صَنْفَهُ عبد لهب الاك كم ؛ مُحَمَدُ بْنُأَسْلَمَ 
الطَّومِيٌ العَلِم الاي ثم عَسَنْ بن سَفَيَانَ النَسَويُه وأو بكر 
الآجْرِي» وو بكر محمد رايم الأضتهاا. وَالْدَارَقَطْنِن 
والحَاكِم وأَبُو تُحَيْم وأو عَبْدِ الرّحمْنِ السَّلمِيء وأَبُو سَعِيدٍ الَاليني؛ 


)١(‏ اتفق الحمّاظ على أن هذا الحديث ضعيفه وإن كثرت طرقه وتعددت رواياته عن عدد من 
الصحابةء وقد رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص”7١):‏ وابن عدي في الكامل 
(5/9)» والبيهقي في شعب الإيمان (5؟/ ٠9؟),‏ وأبو نعيم في الحلية (4/ 184) (ص 7١‏ 
7') وجمع طرقه ابن عساكر في الأربعين (58-11)» وابن الجوزي في العلل المتناهية 
(1/ 178-114 ). 
قال البيهقي في شعبه (؟/ ١7؟)‏ عقب روايته من حديث أبي الدرداء وَإقهُ: هذا من مشهور 
فيا بين الناس وليس له إسناد صحيح»اه. وقال ابن عساكر في الأربعين (ص 5؟) عقب روايته 
من بعض طرقه: «فيها كلها مقال ليس فيها ولا فيا قبلها للتصحيح مجال» ولكن الأحاديث 
الضعيفة إذا ضُم بعضها إلى بعض أخذت قوة» لاسما ما ليس فيه إثبات فرض» اه. وقال ابن 
حجر في تلخيص الحبير (44/5): اجمعمت طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة 


قادحة)اه. 


مقدمةالامام التووي 
بو عَتَنَ الصَّابُون» وَعَبْدٌاللَّبْنُ مُحَمَدٍ الأَنُصَارِيء وأو بكر 
المَسْمَقِيٌ) وخلائقٌ لا يُخْصَوْنَ من المحَقَدّمِينَ امغر 

وقنداسْتيدَوْتٌ الله تَعَالَ في جمع أَرْبَِينَ حَدِيًا؛ اْيِدَاءَ بمَؤّلاء 
الأَيَمَة ة الأغلام؛ وَحُفَاظٍ الإشلام وَكَذْاتَمَقَ العلَمَه عَلَ العَمَلٍ 
بَالَدِيتِ الضَّعِِفٍ في فَصَائلٍ الأَعْالِ مَعَ َدَا قلَيْسَ اعتَادِي عَل هَذَا 
عدت لعل لون المت الصَّحِيحَة: ليلغ السَاهِدٌ 
مِنْكُمْ القات»20 وَقَولَه يكَِ: انَضَرَ لله امرَءً! سم سَمعَ مالي قَرعَاهَا 
قَأَدَاهَا كّ) سَمِعَهَاة©. 

م مِنَ العُلَمَاءِ مَنْ جمَعَ الأَرْبعِينَ في أُضصُولٍ الدَّينِء وَبَمْضُهُمْ في 
الُوُوع» وبَمْضْهُمْ في الهاو وَبَمْضُهُمْ في الزَهَيء وَبَْضْهُمْ في الآدَاب 


١ 
رمه 8 يمه‎ 


وَبَعْضَهُم في الخُطب» و وله مَقَاصِدُ صَالَ رَضِيَ الله عَنْ قَاصِدِبهًا. 


تمك عل جميع َلِكَه وَل ديت ينها كَاعِدَةٌ عَظِيْمَةُ مِنْ فَوَاعِدٍ الذين. 


ل 


)١(‏ أخخرجه البخاري (517): ومسلم (1514) من حديث أبي بكرة ولاع. 

(؟) روي هذا الحديث بألفاظ متقاربة عن جمع من الصحاية؛ منهم: ابن مسعود» وأنس بن مالك» 
وزيد بن ثابت» وجابر بن عبد الله» وجبير بن مطعم؛ وأبي سعيد الخدري. وَقتيء أخرجه 
الترمني (1788)» وابن ماجه ( .)57٠‏ وأحمد في امسند (6/ 518؟) (1 على كقاء والدارمي 
في سننه (71؟)» وأبويعلى في مسنده (1/ 22408 والبزار في مسنده (4/ 747)» وا لطبراني في 
الأوسط (8/ ”38 4: والكبير .)١841(‏ والحاكم في الستدرك (1/ ؟١١).‏ 


وَقَدْوَصَفَ العُلَّاءُ كل دي حَدِيثٍ نا أن مَدَارَ الإشلام عَلَيْه أو زهو 
ف الإشلام» ول وَنَحْوَّ ذَلِكَ. 


262 


لم الكرِمني هَذْه ارين أن تَكُونَ صَحِيحَة وَمُمْظمها في 


صّحيحي' البخا ري وَمْسْلٍِ؛ وَأَذْكُدُمًا خْذُوقَةَ الأسَانِيدِ؛ لِيَسْهُلَ حِمْظْهًا 
َم الايماٌ با إن ن شَاءَ الله تَعَالّ. 


_ 


ا 


9 


2 2م 


بها ياب في حَفي لايق وني ِكل راب في الآجر ةن 


يعرف مذ لأَحَاويت لِسَا ملت عَلَيِْ من الات واشتوّت عَلَيْه 
من اليه عل جبيع الطاعَاتٍ؛ وَذلِكَ ظَاهِرٌلِمَنْ تبره 0 


وَعَلَ الله اعْتَادِيء وَإِلَيِْ تَقْوِيضِي وَاسْينَاوِيء وَلَهُ الْحَمْدُ وَالتَْمَفُ 
وَبهِ التَوفِيقٌ والعضمَة("©. 


.)١9 انظر: مقدمة الأربعين للإمام النووي مع شرح ابن دقيق العيد -رحمهم| الله- (ص‎ )١( 


و 
عر 


0 
و 
9 9 لبي (لزون سم 
ش الحديث الأو يي 

سُولَ 0 7 1 امال ب الات 1 ِكل امْرِي مَا نَوَى» 
كات هِجْرَتةُ إل اله وَرَسُولِهِ فَهِجْرَنَة إل اللّه وَرَسُولِهِه و دَمَنْ 
كَانَتْ مِجَرَتُه لا يْصِيبّها أ امْرَأوْيَتكحُهَاء فَِجرَثُةإلَ مَاهَا 
ِنَيْمو00). 

رَوَاهإِمَامَا المْحَدَئينَ أبُو ع عَيْدِ الله محمد بن إساعِيل بن | برَاهِيمٍ بن 
لد بن ري اياي في »ود لسن مُسْلِمٌ بن اجاج بن 


ام 8 
م الْقَسَبْرِيٌ لسابو ري وإ في صَحِيحَيْه: اللذِين هما أصَحٌ 
الْكتّب المصَئقَة"). 


الشرح: 


.)18.1/( ومسلم‎ :)١( أخرجه البخاري‎ )١( 

(؟) قال الحافظ اين حجر في تغليق التعليق (8/ 4؟5): «أخيرنا أبو الحسن بن أب المجد عن محمد ابن 
يوسف أن العلامة تقي الدين بن الصلاح أخبره؛ قال: أول من صف في الصحيح أبو عبدالله 
محمد بن إسماعيل الجعفي؛ وتلاه مسلم بن الحجاج؛ قال: وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب لله 
العريز». 
وانظر: مقدمة فتح الباري» وشرح النووي على صحيح مسلم (15/1)» وتبذيب الأسماء 
(91/1). وتدريب الراوي (81/1). 


هذا الحديث الأول؛ حديث عمر لس ول 
يقول: : «إنَّا الأعمَالٌ بالييّاتء نا لكُلُ امْرِي مَا تَّوَى» وهذا الحديث 
حديث عظيم؛ حتى قال طائفة من السلف ومن علماء الملة: (ينبغي أن 
يكون هذا الحديث في أول كل كتاب من كتب العلم)77"؛ وهذا بدأ به 
البخاري وله صحيحه؛ فجعله أوّل حديث20©. 


وهذا الحديث أصل من أصول الدين» وقد قال الإمام أحمد: 
ثلاثة أحاديث يدور عليها الإسلام”": 
١‏ لأماللٌ لي 8 
حديث عمر وق ننه نا َال بالنيّات». 
وحديث عائشة وال من حت في أثر نا هَذًَا مَا ليس مه فَهُوَ 


08 


و45 


وحديث النعان بن بسيرس 7 بشير ولع سن ا خلال من ُ ين ون 


0 أنظر: جامع العلوم والحكم (ص8)» وقتح الباري ))١١/١(‏ والسنن الأبين (ص8”). 

(؟) وافتتح به جماعة من أهل العلم كتبهم؛ منهم: عبد الغني المقدسي في (عمدة الأحكام)» والبغوي 
في (شرح السنة)» وعقد النووي في فاتحة كتبه (المجموع شرح المهذب) (8/1”) فصلاً قال فيه: 
(فصل في الإخلاص والصدق وإحضار النية في جميع الأعمال البارزة والمخفية). 

(؟) انظر: مجموع الفتاوى (541/14)؛ والمقصد الأرشد لابن مفلم )١ ١4/1(‏ وجامع العلوم 
والحكم (ص6)) وفيض القدير للمناوي (478/9). 

(4) سيأتي تخريجه (ص4١١).‏ 


ارام بينّ)00. 

وهذا الكلام من إمام أهل السنة متين للغاية؛ وذلك: أن عمل 
المكلف دائر على امتثال الأمر واجتناب النهي, وامتثال الأمر واجتناب 
النهي هذا هو الحلال والحرام؛ وهناك بين الحلال والحرام مشبّهات» 
وهو القسم الثالث» وهذه الثلاث هي التي وردت في حديث النعمان 
اسن بسشير وَإِققنة: ون ا محلل بَيْنٌ وإنَّ الحَرَاءَ يٌَْ بده أُمُورٌ 
مُشْتبِهَات1 وفي رواية: (مشبهات». 

ومن أراد فِعل الأمر واجتناب النهي لا بد أن يكون عمله بنية 
حتى يكون صا مًاء فرجع تصحيح ذلك العمل - وهو الإتيان به 
فرض اللّهء أو الانتهاء عم| حرّم الله - إلى وجود النية التي تجعل هذا 
العمل صِال ًا مقبولاً» ثم إِنْ ما رض الله خل من الواجباتء أو شرع 
من المستحبات, لا بد فيه من ميزان ظاهر حتى يصلح العمل» وهذا 
يحكمه حديث: (مَنْ عَوِلَ عَمَلاَ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمرْنًا قَُوَوَده(")؛ كا في 
رواية مسلم للحديث. 

فإِذًا هذا الحديث -حديث إن الأَعَال باليّيّاتِ»- يحتاج إليه في 
كل شيء؛ يحتاج إليه في امتشال الأوامرء واجتناب النواهي» وترك 


.)14١ سيأتي تخريجه (ص‎ )١( 
.)119 سيأتي تخريجه (ص‎ )9( 


المشتبهات؛ ومبذايَعْظُم وَفْعُ هذا الحديث؛ لأن المرء المكلّف في أي 
حالة يكون عليها ما بين أمر يأتيه: إما أمر إيجاب أو استحباب» وما بين 
نمي ينتهي عنه: نمي تحريم أو نمي كراهة: أو يكون الأمر مشتبهًا 
فيتركه» وكل ذلك لا يكون صا ًا إلا بإرادة وجه الله خَللِ به» وهي 
النية. 

قوله وَلِذٌ: «ِنَّا الأعغمَالٌ باليّاتِ» روي أيضًا في الصحيح: 
«العمَلٌ بالئيّة»0": ورُوي: ون الأَعْمَالٌ باليمّة»0©. فالألفاظ ختلفة 
والمعنى واحد؛ فإذا أفرد العمل أو النية أريدَ مها الجنسء فتتفق رواية 
الإفراد مع رواية الجمع. 

وقوله: ونا الأعَالُ بالئيّاتِ وإِّها لِكُلّ امْرِئ مَانَوَى» هذا فيه 
حصر؛ لأنّ لفظ هِإِنََّاه من ألفاظ الحصر عند علماء المعاني9”: وهذا 
يقتضي أن تكون الأعمال محصورة في النيات» فا المقصود بقوله: (إِنَّها 
الأعَالُ بالئيّاتِ»؟ للعلماء في ذلك أقوال©»: 


القول الأول: إن قوله وَكَِكٌ: «إنَّا الأعمال باليّاتِ)؛ يعني: إن 
)١(‏ أخرجه اليخاري .)907٠(‏ 
(؟) أخرجه البخاري ( *598): ومسلم (1507)) وجاء بحذف (إنما) عند البخاري (84 1894 
). 
(") انظر: مغني اللبيب (ص 85).؛ وهم الموامع (1/ ١؟8).‏ 
(4) انظر: جامع العلوم والحكم (ص١٠‏ وما بعدها). 


امحدث الأول م 

١‏ - هاتبلنل-اااا ا اح 5 اله 
الأعمال وقوعها مقبولة» أو صحيحة بالنية» وقوله: (وَإنّا لِكُلٌ امْرِئ ما 
نَوَى»؛ يعني: وإنما يثاب المرء على العمل الذي عمله با نواه. فتكون 
الجملة الأولى متعلقة بصحة العمل» والجملة الثانية يراد مها الثواب على 
العمل» ففي قوله: بالييّاتِ) الباء هنا للسببية» يعني: إنما الأعمال تُقبل 
أو تقع صحيحة بسبب النية» فيكون تأصيلاً لقاعدة عامة» وفي قوله: 
«لِكُلٌ امْرِي» اللام هذه لام الملكية» يعني مثل التي جاءت في قوله 
تعالى: +( وَأ لضن إِلَّاماسَ ٠‏ 6 [النجم: 58]. 

القول الثاني: أن قوله عَلَيِةٌ: د الأعّال بالئيّاتِ» هذا راجع إلى 
أن الباء سببية أيضًاء والمقصود بها سبب العمل لا سبب قبوله» قالوا: 
لأننا لا نحتاج مع هذا إلى تقدير» فقوله: (إنَّهَا الأعمَالٌ بالييّاتِ» يعني 
إن الأعمال بسبب النيات» فيا من عمل يعمله أحد إلا وله إرادة وقصد 
فيه» وهي النية» فمنشأً الأعمال - سواء كانت صاحة أو فاسدة» طاعة 
أو غير طاعة - هو إرادة القلب لهذا العمل» وإذا أراد القلب عملاً 
وكانت القدرة على إنفاذهتاقة؛ فإ العمل يقع» فيكون قوله زا على 
هذا :إن الأغمَال بالئيِّاتِ) يعني إنما الأعمال صُدورها وحصوها 
بسبب نية من أصدرهاء أي: بسبب إرادة قلبه وقصده لهذا العمل. 
وقوله: «وإِنّا لِكُلٌ امْرِي ما تَوَى» هذا فيه أن ما يحصل للمرء من عمله 
ما نواه نية صحيحة؛ يعني إذا كانت النية صالحة صار ذلك العمل 
صالمًاء فصار له ذلك العمل. 


والقول الأول أصح؛ وذلك لأنْ تقرير مبعث الأعمالء وأنها 
راجعة لعمل القلب» هذا ليس هو المراد بالحديث؛ ى| هو ظاهر من 
سياقه؛ وإنما المراد اشتراط النية للعملء وأن النية هي المصححة 
للعمل» وهذا فيه وضوح؛ لأن قوله وَكئِي: دإنَّا الال بالئيّاتِ وإنَّ) 
ِكل امْرِي مَاتَوَى) بيان ل) تطلبه الشريعة» لا لم) هو موجود في الواقع. 

فلهذا تقول: الراجح من التفسيرين أن قوله وكِِ: «إَِّا الأَعَْالُ 
بالئيّاتِ)» يعني: إن) الأعمال صحّة وقبولاً أو فسادًا بسبب النيات» وإنما 
لامرئ من عمله ثوابًا وأجرًا لَِا نواه. 

إذا تقرر هذاء فيا هي الأعمال؟ 

الأعمال جمع عملء والمقصود به هنا ما يصدر عن المكلف؛. 
ويدخل فيه الأقوال» فليس المقصود بالعمل قسيم القول والاعتقاد» 
وإنما الأعمال هنا كل ما يصدر عن المكلف من أقوال وأعمال: قول 
القلب. وعمل القلبء وقول اللسان» وعمل الجوارح» فيدخل في 
قوله: (إنَّا الأَعْمَالُ بالييّاتِ) كل ما يتعلق بالإييان؛ لأن الإيمان قول 
وعمل: قول اللسان» وقول القلب» وعمل القلب وعمل الجوارح؛ 
فقوله: (إنَّا الأَعَْالُ الات يدخل فيه جميع أنواع ما يصدر من 
المكلف» وهذا عمومٌ يراد به الخصوص؛ لأن العموم عند الأصوليين 


على ثلاثة أقساه(): 
« عام باق على عمومه. 
» وعام دخله التخصيص. 
© وعام يراد به الخنصوصء يعني: أن يكون اللفظ عامًا 
ويراد به بعض الأفراد. 
وف قوله: و(إنَّا الأَمَْالُ الات الأعمال هنا لا يدخل فيها 
الأعمال التي لا تُشترط ها النية مثل: أنواع الروك وإرجاع المظالم» 
وتطهير النجاسة» وأشباه ذلك. 
والنية التي عليها مدار هذا الحديث هي: قصد القلب وإرادته20, 
فهي إذّا متعلقةٌ بالقلب» فليس علا اللسان ولا الجوارح وإنما محلها 
القلب؛ نَوّى يعني: قصيدٍ بقلبه وأراد بقلبه هذا الشيء؛ فالأعال 
مشروطة بإرادة القلب وقصده. فأي إرادة وقصد هذه؟ اا 
الجواب: تأتي النية في النتصوص ويقصد بها: 
أولاً: الإرادة: إرادة وجه الله عل بذلك؛ كما في قوله: يدون 
عدا 4 [الروم: 108 وقوله: ج وَِ رسك مأل يدعوم ريه 


. والإهاج (؟/85):‎ .)018 /١( انظر: الإحكام لابن حزم (”/ 798): وأصول السرخسي‎ )١( ٠ 
.)1919 وإرشاد الفحول (ص‎ 
.)951 /4( أنظر: شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية لله‎ )1( 


ِألْحَدَذْة وَالْشيَبرِيدُونَ وِجْهَه 4 [الكهف: 178]. وقوله: ‏ منكات يُرِيدُ 


ك7 صر ور كد 


ل َك اَل روه [الشورى: ل وقوله م وم من أرا دا لآخرةٌ 


وَسَيَ ها سعيها سعيها [الإسراء :7 يريد يعني: ينوي» ويطلب» ويقصدء 


ثانيا: الابتغاء: كه في قوله غل الااعةمنوروالظ» 
[الليل: »1٠١‏ وقوله: + لَّاخَيرّ هحكثير ين نَجْوَسْهُمْ لام أمرَيِصدَكوَاَوْ 
مَعْرُوفٍ أو إضَلج بت الئاس ومن يَفْعَلْ دل كَإبيِمَآة مرّضَا تَآنَهسَوْتَ 

ون َجرَاعَظِيمًا 4 [النساء: 4 .]١١‏ 

ثالمًا: الإسلام: إسلام القلب والوجه لله عله ؛ ى) في قوله يَكل: 
+ ومن أَحْسَنُ دِيسَاضِمَنَ أسْلم وجَهَه َه وَهْوَنحْسِنٌ )4 [النساء: 8؟١١1]‏ 
وقوله: +[ هن حَلبدَمَع للكت وَجهىَ يِل 4 [آل عمران: .]٠١‏ 

والنية في الشريعة بعامة يراد بها أحد معنيين: 

الأول: نية متجهة للعبادة» وهي التي يستعملها الفقهاء ني 
الأحكام حين يشترطون في العبادات النية» ويقصدون بذلك النية 
المتوجهة للعبادة» وهي تمييز العبادات بعضها عن بعض: تيز الصلاة 
عن الصيام» تمييز الصلاة المفروضة عن النفل» يعني: أن يميز القلب 
فيا يت ما بين عبادة وعبادة» أتى المسجد وأراد أن يركع ركعتينء ميّر 
قلبه هاتين الركعتين؛ هل هي ركعتا تحية المسجدء أو راتبة» أو 


استخارة؟ إلى آخره. 


الثاني: نية متجهة للمعبود» وهذه هي التي يتحدث عنها باسم 
الإخلاص: إخلاص القصد, إخلاص النية» إخلاص العمل لله خَلة 
وهي التي تستعمل كثيرًا بلفظ النية والإخلاص والقصد. 

ِذًا هذا الحديث شمل نوعي النية: النية التي توجهت للمعبود. 
والنية التي توجهت للعبادة(©. 

فقوله: إن الال باليْيّاتِ)» يعني: إنما العبادات تقع صحيحة» 
أو مقبولة بسبب النية» يعني: النية التي تيز العبادة بعضها عن بعض» 
والنية التي هي إخلاص العبادة للمعبود» وهو الله عَلِه. 

فلهذا لا يصلح أن نحصر النية في معنى الإخلاص؛ لأن كلام 
الفقهاء في النيات لم يدخل فيه الإخلاص. وتحقيق المقام هو: انقسام 
النية إلى هذين النوعين السالف ذكرهما. 

قال وََِدِ: «وإِنّا لكل امْرِي مَا نَوَى» هذا حصر أيضًاء وإنما لكل 
امرئ من عمله ثوابًا وأجرًا لم| نواه بعمله؛ فإن كان نوى بعمله الله 
والدار الآخرة - يعني: أخلص لله وأراد وجه الله عله فعمله صالح. 
وإن كان عمله للدنيا فعمله فاسل؛؟ لأنه للدنيا. 

وقد جاء في آيات كثيرة إخلاص الدين لله وبْكَ؛ِ ى) في قوله خ8: 


(١)انظر:‏ جامع العلوم والحكم (ص .)٠١‏ 


د ا مز بكعلب- خلا تاي 
< مَمَآلْرةإ بخص أي 4 [البينة:5]» يعني: الدين يقع على 
نية الإخلاصء وكا في قوله: +( أَلانوالدِينَتلَالِسُ 4 [الزمر: 7]: وجاء 
في أحاديث كثيرة بيان إخلاص العمل لله عَل؛ كقوله مَك في الحديث 
القدمي الذي رواه مسلم في الصحيح: «أنَا أَغْنَى الشّرَكَاءِ عَنْ ادك 
عن عَلَ عَمَلا ليه مي خَيِي كته نَهُ وَشِرْكه2000: وفي لفظ آخر: 
«هَأنَا مه > بريء دُوَمُوَ لِلّذِي فر ك7 

وهذا يدل على أن العمل لا بد أن يكون خالصًا لله عله حتى 
يكون مقبولً» ويؤجر عليه العبد» فمن عمل عملا ودخل في ذلك 
العمل نية غير الله مَل بذلك العمل؛ فإنه عمل باطل؛ لقوله ثلا ني 
الحديث القدسي: امَنْ عَِلّ عَمَلا أَفْرَكٌ فيو مَعِي غَيْرِي تَرَكْتّهُ 
َشرْكَُك وقوله: «وَمُوَ لذي شرك وقوله وك نّم الأَعْمَالٌ 
بالييّاتِء وإِنَّا ِكل امْرئ مَاتَوَى). ويحتمل أن يكون المراد بذلك. 
العمل: العمل الذي يكون في أصل العبادة» أو في أثناء العبادة» أو غّر 


نيته بعد العبادة» ويحتمل أيضًا أن تكون العبادة في بعضها لله وفي 


(1) أخرجه ملم ( 1988) من حديث أب هريرة 883. 

(1) أخرجه ابن ماجه( .)47١7‏ وأحمد في المسند (؟/ ١0")؛‏ واين حبان في صحيحه (؟/ ))١7١‏ 
وابن خزيمة في صحيحه (1/ 287؛ والطبراني في الأوسط ("/ 714)؛ والبيهقي في شعب الإيان 
(5/ 8؟؟) من حديث أبي هريرة 2 . 


ا محديث الول 
بعضها لغير الله؛ ولتحقيق هذا المقام قال العلاء(©: إن العمل إذا 
خالطته نية فاسدة -يعنى: رياء أو سُمعة- فإِنّه يبطل» ويكون ذلك على 


-. 


فسمين: 

لقسم الأول: أن ينشئ العبادة للخلق» يعني: دخل في الصلاة 
-مثلاً- لا لإرادة الصلاة» ولكن يريد أن يراه فلان» فهذه الصلاة 
باطلة» وهو مشرك؛ كما جاء في الحديث: «من صَل يُرَائِي قد أشْرَكَ 


ع 
سل اع اله 


وَمَنْ صَامٌ يَرَائِي َقَدُ أَهْرَكَ وَمَنْ تَصَدَقٌ يُرَائي َقَدْ أَغْرَ 2062 يعني: 
حين أنشاً الصلاة الواحدة أنشأها يرائي» وإلا فإن إنشاء المسلم عباداته 
جميعًا على الرياء هذا غير متصورء وإنا يقع الرياء ربأ في بعض عبادات 
المسلم: إما في أولماء أو في أثنائها. 

وأما الرياء التام في جميع الأعمال فإِنْ هذا لا يُتصور من مسلم: 
وإنما يكون من الكفار والمنافقين؛ كما قال عه في وصفهم: م يمون 


0 


الئاس وَلايذ وت أن ِلَجيلا 4 [النساء: 1١47‏ وقوله في وصف 


)١(‏ انظر: جامع العلوم والحكم (ص ؟١))‏ وتيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد؛ باب: ما جاء 
في الرياء ( 454)» وباب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا (ص 47# ). 

(0) أخرجه أحمد في ال مسند (4/ ))١118‏ والبزار في مسنده (8/ /501)» والطيراني في الكبير( 7/384) . 
وابن عدي في الكامل (4/ 3*)؛ والحاكم في المستدرك (4/ 0768 والبيهقي في شعب الإيمان 


(0/ /ا"*) من حديث شداد بن أوس وإك. 


الكفار: مإ رِمََالدّاسس #[البقرة: 55؟]. فإذا ابتدأ العبد الصلاة» أو 
الصيام؛ أو الصدقة؛ أو غير ذلك من العبادات بنية أراد بها غير الله 
فهذه العبادة تكون باطلة؛ لأنه نوى بالعمل غير وجه الله َك 

القسم الثاني: أن يحدث تغيير النية في أثناء العبادة» وهذا له 


أحوال: 

الأولى: أن يُبطل نيته الأصلية» ويجعل العبادة لهذا المخلوق» فهذا 
حكمه كالأول من أن العبادة فسدت؛ لأنه أبطل نيتها وجعلها 
للمخلوق؛ كأن ينوي في أثناء الصلاة أن الصلاة هذه لفلان» فتبطل 
الصلاة. 

الثانية: أن يزيد في الصلاة لأجل رؤية أحد الناس» يعني: يراه 
أحد طلبة العلم» أو والده؛ أو كبير القومء أو إمام المسجدء فبدل أن 
يسبح ثلاث تسبيحات أطال في الركوع» والركوع عبادة لله عله فأطال 
على خلاف عادته لأجل رؤية هذا الرائي» فهذا العمل الزائد الذي 
نوى به المخلوق يبطل؛ لأن نيته فيه لغير الله وإ الأعال باليّاتِه: 
لكن أصل العمل صالح؛ لأن هذه النية ما عرضت لأصل العمل» 
وإنها عرضت لزيادة في بعضه؛ ويكون فيا زاد فيه لأجل الخلق مشركًا 
الشرك الأصغرء وهو الرياء والعياذ بالله. 

الثالثة: أن يعرض له حب الثناء» وحب الذكر بعد تمام العبادة؛ 
كا لو عمل العبادة لله: صلى لله أو حفظ القرآن لله أو صام النوافل 


له َل خلصّاء وبعد ذلك رأى من يني عليه؛ فسرّه ذلك» ورغب في 
المزيد في داخله؛ فهذا لا يَخْرم أصل العمل؛ لأنه نواه للّه» ولم يكن في 
أثنائه فيكون شركَاء إن) وقع بعد تمامه فهذا )ا جاء في الحديث أنه قيل 
للنبي وك أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ 
قال: يلّكَ عَاجِلُ بُشْرَى الُؤْمِنِ»!": فهو لم يقصد ني العمل الذي 


عمله أن يثني عليه الناس. 
إذا تقرر هذا فالأعمال التي يتعلق بها نية مع نيتها لله عل على 
قسمين أيضا: 


الأول: أعمال يجب ألا يريد بها وألا يعرض لقلبه فيها ثواب 
الدنيا أصلاء وهذه أكثر العبادات» وأكثر الأعمال الشرعية. 

الثاني: عبادات حض عليها الشارع بذكر ثوابها في الدنياء مثل: 
صلة الرحم حضٌ عليها الشارع بذكر ثواب الدنياء فقال وَبَيِةُ: «مَنْ 
سَدْهُ أن يُبْسَط لَه في رِؤْقِه أَوْيُنْسَآَلَهُفي أئر فيصل رحجه0"؛ فحض على 
صلة الرحم بذكر ثواب الدنياء وهو: النسء في الأثرء والبسط في 
الرزق» أ كقول في امهاد: مر كل كلا له عَلييَكة هسه 10. 


(1) أخرجه مسلم (؟54؟) من حديث أبي ذر و8ع. 
() أخرجه البخاري (/70517): ومسلم ( /801؟) من حديث أنس وَإققة. 
(") أخخرجه البخاري ( 5141): ومسلم ( )178١‏ من حديث أبي قنادة وه . 


يعني: ما عليه من السلاح؛ وما معه من المال» وما شابه ذلك؛ فيكون 
سلبه لهذا القاتل» وهذا حض على القتال بذكر ثواب دنيويء فمن أراد 
الثواب الدنيوي هنا -في هذا القسم- مستحضرا ما حضّ الشارع من 
العمل -يعني: من هذه العبادة- وذكر فيه الثواب الدنيوي فإنه جائز 
له ذلك؛ لأن الشارع ما حضّ بذكر الدنيا إلا إِذْنَّ منه بأت يكون ذلك 
مطلوبًا("©. 
فمن وصل الرحم يريد وجه الله عله ويريد أيضًا أن ياب في 
الدنيا بكثرة الأرزاق» وبالنسء في الأثر -يعني: طول العمر- فهذا له 
ذلك؛ لأجل أن الشارع حض على ذلك. 
ومن جاهد في سبيل الله ونيته خالصة لله عله لتكون كلمة الله 
هي العلياء ولكن يريد أيضًا مغتّاء وهو شيء ذكره الشارع في ذلك» 
فهذا قصده ليس من الشرك في النية؛ لأن الشارع هو الذي ذكر الثواب 
الدنيوي في ذلك. 
ظ فإذًا تنقسم الأعمال إلى: 
© عبادات ذكر الشارع الثواب الدنيوي عليها. 
٠.‏ وعبادات لم يذكر الشارع الثواب الدنيوي عليها. 
وهذا ى) جاء في قول الله حل : +[ مَنَك يريد الْحيوة دنا وَزِيكنها 


(1) انظر: سبل السلام (4/ /81). 


الحددث آلأول م 
سبلل _ ا ا ا ل 
وق ف الوم الهم يما وقد لايس [هود. 1]. 
ررحم سلا مع يله مساو من لينو اليا نا جعلها خالصة لك 

الجواب: لا يستويان؛ بل يختلف الأجرء لكن من أراد الثواب 
الدنيوي لا يكون مرائيّاء ولا مشركًا بذلك» ومن كانت نيته خالصة لله 
عله فأجره أعظم؛ لهذا لما شئل عدد من الأئمة من السلفء والإمام 
أحمد. وجماعة؛ عن الرجل يجاهد للمغنم ونيته خالصة لله؟ قال: «أجره 
على قدر نيته20» فلم يبطل السلف العمل أصلاء وإنم| جعلوا التفاوت 
بقدر النيات» فالأعمال التي ذّكر الشارع عليها ثواب الدنياء كلم) 
عظمت فيها نية العبد الخالصة عظم أجره عليهاء وكلم| نوى الدنيا مع 
صحة أصل نيته قل أجره» يعني: عن غيره. 

وتفاصيل الكلام في النية» ودخول النية في أبواب كثيرة من 
العبادات» هذا يطول الكلام عليه جدّاء وقد صنفت مصنفات في هذاء 
وشروح كتب الأحاديث أطالت في شرح هذا الحديث. وإن) نذكر في 
شرحنا لمذه (الأربعين النووية) قواعد وتأصيلات متعلقة بشرح 
الحديث؛ ىا هي العادة في مثل هذه الشروح المختصرة لهذه الكتب 

المهمّة. 


(١1)انظر:‏ جامع العلوم والحكم (ص ))١1‏ وتيسير العزيز الحميل شرح كتاب التوحيد (ص 555). 


قال: «قَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتهُ الفاء هذه تفصيلية؛ تفصيل لمثال من 
الأعمال التي تكون لله وتكون لغير اللهء فذكر مثالاً لهذه الأعمال وقال: 
«قَمَنَ كَانْتْ هِجْرَثّة إلى الله وَرَسُولِهء فَهِجِرَثّة إلى الله وَرَسُولِ وَمَنْ 
كَانَتْ هِجْرَنه لِدنيَا يبه أو إمْرَوٍيَنكِهَاء فِجْرَنة إلى ما مَاجِرَ إِلَيده. 
المجرة معناها: لتك هَجَرٌَ يعني تَرَك20؛ وأصلها أن تكون إلى 
الله عله ورسوله جَكلِفْكِ ©: 
© هجرة إلى الله عل بالإخلاص وابتغاء ما عئده. 
وهجرة إلى النبي وَيِذةٌ باتباعه والرغبة فيها جاء به. 


)١(‏ انظر: النهاية في غريب الأثر (ه/ ”4 ؟)» ولسان العرب (8/ +8؟)؛ ومختار الصحاح (ص 88؟). 

(؟) قال ابن القيم مله في نونيته: 
واجعل لقلبكٌ هجربنٍ وَلَآَكََم فعا عل كل امسرىء قَرَضَان 
فاليجرةٌ الأول إلى الرَّحمنٍ بال إخسلاص في سر وفي إعلان 
فالقصدٌ رجه الله بالأقوَالٍوال أعال وَالطََعَاتٍ والشُّكرَانِ 
بذاك يجو العب دمن إشراكِه وََصِيرُ حََاعَابدَاليّحَن 
وَافجرةٌ الأخرّى إلى المبعوث بال ححكقٌ المبين وََاضِح البران 
يدور تع قَولٍ الزسُول وله فا وتنا بلآروَفان 
وُيحْكُمُ الوّحيّ المبينَ عَلى الذي قال الشْيوحُ نِضْدَهُحَكَيَنٍ 


لأتحمكان بباطِل أبِداً ول العدلقَد جائت بهالهكين 
انظر: النونية بشرح ابن عيسى (1/ 2١77‏ وانظر: طريق الحجرتين (ص .)5١‏ 


المحديث الأول 
٠‏ 
ومن آثار ذلكء الهجرة الخاصة التي هي الانتقال من دار الكفر 
إلى دار الإسلام؛ كهجرة الصحابة من مكة إلى الحبشة» وكهجرة 
الصحابة أيضًا من مكة إلى المدينة» وقد تكون هجرة من دار كفر قد 
0 
لَه الااهجرَةًبء 5َبَعْدَ الْمَمْح وَلَكِنْ جهَاد وَن مم00 فالمقصود منه 
لا هجرة من مكة إلى الدينةمد اله لأنه بعد الفتح أصبحت مكة 
دار إسلام» فمن كان فيها بعد الفتح؛ فإنه يمكث فيها ولا يلزمه الهجرة 
إلى المدينة» ولا تزال مكة دار إسلام إلى أن يرث الله عل الأرض ومن 
عليهاء حرسها اللّه وبلاد المسلمين. 
وهذه الهجرة لها أحكام وشروطهء وتفصيلها في مواضعه من كتب 
العلماء في العقيدة أو في التوحيد والفقه. ولا نطيل في بيانما في هذا 
الموطنء لكن ننبه إلى أن المجرة هذه من دار الكفر إلى دار الإسلام هي 
واجبة بشروطهاء وقد يكون تََ هجرة واجبة أخرى أيضّاء وهي من 
دار بدعة إلى دار سنة» أو من دار لا يستطيع فيها إظهار الدين إلى دار 
يستطيع فيها إظهار الدين» وهذه تختلف باختلاف الأحوال والأزمنة 
والأمكنة» وها تفاصيل. 


)١(‏ أخرجه البخاري ( 2597/87 1898) بهذا اللفظ؛ ومسلم ( *198) بنحوه» من حديث أبن عباس 
وُه وأخرجه مسلم ( 18454) بهذا اللفظ من حديث عائشة و. 


5" ) مح ...د #لساشى 
كذلك إذا كان لا يستطيع البقاء في دار بدعة أو تظهر فيها البدع؛ 
لأجل ما ينوب نفسه من الحزن أو من الضيق على ظهور البدع» ولكنه 
يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلي أمر السنة» لكن يريد بلادَا يأمن فيها 
أكثر ولا يعرض فيها دينه للفتن» فيكون حكم الهجرة في هذا الحال 
مستحبة؛ لأنه يستطيع أن يظهر دينه والبلد أو الدار ليست دار كفرء 
وإنا هي دار فيها السنة وفيها لع 
قال كَلئِْدّ: «فَمَنْ كَانَتْ هِجُرَثُة يعني: من كان تزكه لبلد الشرك 
إلى بلد الإسلام «إلى الله وَرَسُ سُولهء فهجرَثّة إلى ادله وَرَسُولٍ لّهة» هذا فيه 
تكرير للجملة؛ والمتقرر في علوم العربية أن الجمل إذا تكررت في 
رنب الفعل والجزاء؛ ؛فإن شرط الفعل يختلف عن شرط الجزاء؛ ؛ فلهذا 
نقول: «قَمَنْ كَانَثْ هِجْرَثُهُ إلى الله وَرَسُولِهِ) نية وقصدًاء (فَهِجِرَنّةُ إلى 
الله الله وَوَسُولِه» ثوابًا وأجرّاء فما تعلق بالفعل النية والقصدء وما تعلق 
بالجواب الأجر والثواب. 
وهذا فيه نوع من أنواع البلاغة» وهو أن عمله جليل عظيم 
بحيث يُستغنى لبيان جلالته وعظمته عن ذكره؛ لأنه من الوضوح 
والبيان بحيث لا مُحتاج إلى ذكره. فقوله وَكيِةٌ: «قَمَنْ كَانَتْ هِجْرَنُهُ إلى 
الله وَرَسُولِهء قَهِجِرَنّه إلى الله وَوَسُولِهِ هذا تعظيم ورفع لهذا العمل؛ 
وهو أن تكون المهجرة إلى الله ورسوله» يعني: نية» وقصدّاء وتعظيً 
للثشواب والأجر بقوله: «فَهِجِرَنة إلى الله وَرَسُوله) يعني : حدّث عن 


ثوابه وعظّم ذلك. 

ثم بين الصنف الثاني فقال: (وَمَنْ كَانَتْ ِجْرَثة لِدَُْا يُصِيبْهَاء أو 
إمْرَأَةٍ يتزوجها». قوله: الِدُيْيَا يُصِبُهَاه هذا حال التاجر الذي هاجر 
لكي يكسب مالآ «أَوِإِمْرَاةٍ يتزوجها) أو هاجر ليكسب امرأة 
يتزوجهاء فالعمل الظاهر يُشارك فيه من هاجر إلى الله ورسوله. لكن 


نيمه أنّه في هجرته يريد التجارة» أو يريد أن يتزوج امرأة» فهي نية 


رع 


فاسدة» قال: ههجْرَثةُ إلى مَا هَاجْرَ ليها يعني: من حيث إِنْه لا ثواب 
له فيها ولا أجرء وقد يكون عليه فيها وزر. 


00 
ويس 


الحديث الثاني 


الحديث الثاني 


عَنْ عم 


عْمَرَ ويج أَيْضًا قَالَ: ابَيْعَا نَخْنْ جَلُوسٌ عِنْدَ وَسُولٍ الله 
نات يز,لأطلع نوجل كدي ةياض لابه دود سد 
الشَّخِْ لايُرَى عَلَه كد رُ السّمّرِه وَلا يَعْر مالع على جلت 21 
لك أ َأَسْئَد ند يإ كبن وض ْكفي عل فيه َكل امح 


ادكه الإسْلامٌ أَنَْشْهَدَ أن لا إله إلا الله وَأَنَّ 


0 


َسُولُ لله وَتْقِيم الصّلائٌ نوق اكاك وتَصُومَ وَمَضَانَ وَتحجَ 
أي ادقلك ابوسية نال شاف ت . فَعَجِبُنَا لَه يَسْأَلهُ 


قَالَ: 7 خْبرني عَنْ الإيهان. قَالَ: أنْ تُؤْمنَ بالل وَمَلائِكَيه وَكَتْد 
ُسُلِهء َالو الآر» ومُؤْنَ بار حبرو وَشَرٌو. قَالَ: صَدَفَت. 


ان 2< 


قَالَ: فَأَخْيرْني عَنْ الإحْسَانٍ. قَال: أن عبد الله كَأنَكَ َرَام مَِنْ 


2 


لَ تكن َه نيالك 
قَالَ: فَأَخْيرْني عَنْ السَّاعَةٍ. قَالَ: :ما ستول عَنْهَا لمن 
السَّاِ . قَالّ كَأخر: عَنْ أَمَارَاعيًا؟ ؟ قَالَ : أن نَ تَلِدَ الأمة ري هَاء وَأَنْ تَرَى 


رَوَاه مُسْلِمٌ 2. 


الشرح: 

هذا حديث عظيم أيضًا سماه بعض أهل العلم (أم السّنة)0, 
يعني: كا في القرآن أم القرآن» فهذا الحديث أم السنة؛ لأنْ جميع السنة 
تعود إليه؛ ففيه بيان العقيدة» والعقيدة مبنية على أركان الإيهان الستة 
وفيه بيان الشريعة» وذلك بذكر أركان الإسلام الخمسة» وفيه ذكر 
الغيبيات والأمارات؛ بل قبل ذلك فيه ذكر آداب السلوك» والعبادة» 
وصلاح توجّه القلب والوجه إلى الله عله بذكر الإحسان» وفيه ذكر 
الساعة وأماراتهاء وهذا نوع من ذكر الأمور الغيبية ودلالات ذلك. 

فهذا الحديث يعود إليه جل السنة » كا أن قول الله عَكلهٌ في سورة 


.)8( أخرجه مسلم‎ )١( 

() قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/1؟١):‏ «قال القرطبي هذا الحديث: يصلح أن يقال له: أم 
السنة؛ لما تضمنه من جمل علم السنة. وقال الطيبي لهذه التكتة: استفتح به البغوي كتابيه 
المصابيم» وشرح السنة؛ اقتداء بالقرآن في افتتاحه بالفاتحة؛ لأنها تضمنت علوم القرآن إجمالاً. 
وقال القاضي عياض: اشتمل هذا الحديث على جميع وظائف العبادات الظاهرة والياطنة: من 
عقود الإيمان ابتداء وحالا ومآلاء ومن أعمال الجوارح؛ ومن إخلاص السرائر والتحفظ من 
آفات الأعمال» حتى إن علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه؟ اه. وانظر: شرح النووي 
على صحيح مسلم (188/1 00): وجامع العلوم والحكم (ص9)) وشرح الأربعين لابن 
دفيق العيد (ص »)”١‏ وعمدة القاري (591/1). 


امحديث الثاني 


©» ١ 


النحل: 2 إذَاَهيام ْمَل لاسي وَرِسَآيٍ وى الشرص وين عن 
لْتَحْمَلَالْسْحكر رابئي يوظْك ملك تَدكرو 4 [النحل : 
٠‏ قال طائفة من مفسري السلف(©: دخل في هذه الآية جميع 
أحكام الدين » وجميع أصول الأحاديث النبوية في هذا الحديث. 

وهذا الحديث معروف بحديث جيريل وروايته على هذا الطول 
عن عمر قّ وَإفي» وروي أيضًا مُقَطّعا ببعض الاختصار في الصحيحين 
عن أبي هريرة 03. 

وهذا الحديث فيه ذكر الإسلام والإيهان والإحسانء وفيه أن 
هذه الثلاثة هي الدين؛ لأنَّ النبي وَل قال في آخره: «أَنَاكُمُ 


)١(‏ أخرج عبد الرزاق في مصنفه ("/ »)3"/١‏ والطبري في تفسيره (154/ 17)» والطبراني في الكبير 
(4188)., والحاكم في المستدرك (؟/ 88")» والبيهقي في شعب الإيمان (؟/ 41/7 )» عن عبد 
لله بن مسعود وبع أنه قال: «إن أجمع آية في القرآن للخير والشر في سورة النحل : + إِذَأله 
َأمْرُبلمدْلِوَالاِضدن وتاي ذى لفق )4 ا.ه. 
وأخرج البيهقي في شعب لان 0115/00 وأبو نعيم في الحلية (؟/ )1١88‏ أن الحسن قرأ هذه 
الآية: نمه يأمُرُ لْمَئلٍ ملسن ... )#4 الآبة؛ ثم وقف فقال: «إن الله جمع لكم الخير كله 
والشر كله في آية واحدة» فولله ما ترك العدل والإحسان شيئًا من طاعة لله و إلا جمعه 

ش ولا ترك الفحشاء والمتكر والبغي من معصية الله شيئًا إلا حمعه؛ ا.ه. وانظر: التمهيد لابن 
عبدالبر (4؟/ ؟””)» وزاد المسير (4/ 584): وتفسير أبن كثير (؟/ *2)88) والدر المنشور 
(ه/ 15١‏ ). 
(؟) أخرجه البشاري (:ق /1/ا/ا4): ومسلم (4: .)١٠١‏ 


5 5 “العوية 
يلم تياك سككة». فإذًا الدين الذي هو الإسلام منقسم إلى ثلاث 
مراتب : الإسلامء والإييان» والإحسان . وهذا نخلص منه إلى قاعدة 


مهمة وهي: «أن الاسم العام قد يندرج فيه أنواع منها الاسم العام»؛ 
لأن الإسلام هو الدين فجمع هذه الثلاثة: الإسلام, والإييان 
والإحسان؛ فالإسلام منه الإسلام» وهذا مهم في فهم الشريعة بعامة؛ 
لأنه قد يكون أحد أقسام اللفظ هو اللفظ ذاته» وهذا له نظائر» فإذا 
وجد هذا فإن الاسم العام غير الاسم الخاص. 

ولهذا نقول: الاسم العام للإسلام يشمل: الإسلام, والإيمان» 
والإحسانء وليس هو الاسم الخاص إذا جاء مع الإيوان ومع 
الإحسان؛ لهذا لم يلحظ هذا الآمر طائفة من أهل العلم. فجعلوا 
الإسلام والإيمان واحدًا(©» ولم يفرقوا بين الإسلام والإيمان» حتى عزا 
بعضهم هذا القول لحمهور السلف,» وهذا لبس بصحيح؛ فإن السلف 
فرقوا ما بين الإسلام والإيمان إذا كان الإسلام والإيمان في مورد 
واحدء وأما إذا كان الإسلام في مورد والإيمان في موردء يعني: هذا ني 
سياق وهذا في سياق؛ أو هذا في حديث وهذا في حديث. فالإسلام 


(1) تمن قال بهذا محمد بن نصر المروزي؛ وابن عبد البرء انظر: التمهيد (4/ ٠8؟)»‏ وكتاب الإييان 
(ص 155)) وفتح الباري (1/ »)١١4‏ وعمدة القاري (1/ .)١1١4‏ 


الحددث الثاني كا 


لد 


يشمل الدين حميعّاء والإيهان يشمل الدين جميعًا("©. 

قال: (إِدْ طَلّعَ عَلَيْنَارَجُلٌ شَدِيدُيَنَاضٍ التََّابِء شَدِيدٌ سَوَادِ 
الشَّعرِه في هذا مدح هذه الصفة» وإحداهما مكتسبة والأخرى جِبِلَية: 
أماشدة سواد الشعر فهذه جبلية لا كتسب. ولا يجوز أن يصبغ 
بالسواد لمن ليس بذي سواد””» وأما شدة بياض الثياب فسياق هذا 
الحديث يقتضي مدح من كان على هذه الصفة؛ ولهذا كان النبي كيلو 
يحب لبس الثياب اليض» وا يك كفي لون فيها؟. 

قوله: «لايْرَى عَليْه آَرُ السّمَرِاء يعني: أنهم لا يعرفونه في المدينة» 
وأتى بهذه الصفة الجميلة «شََدِيدٌ سََادٍ الشّعَرِ ليس عليه أثر الغبار 
-وعادة المسافر أن يكون كذلك- وأيضًا سَدِيدُ بَيَاض الثَّيّاب»؛ كأنه 
حرج من بيته في نظافة أهله الساعة» فكيف يكون ذلك؟! قفي هذه 


)١(‏ انظر: شرح النووي على صحيح مسلم /١(‏ 144)) ومجموع الفتاوى (/1/ 0588 وجامع العلوم 
والحكم (ص 7" وما بعدها)؛ وفتح الباري (1/ .)١1١8‏ 

() أخرج مسلم ١ ١50‏ من حديث جابر وفع قال: :أي بي ب ُحَافَة ْم فح ” مَكَةَ وَرَأْسْهُ ويه 
كَالتَعَامَةِ يَاضَا كَقَالَ رد سول الو َك موا هذا بيء واوا السَوَاد». 

(0) أخرج أبو داود 2874 والترمذي (444). وأحمد في المسند (419//1؟), والطبراني في الكبير 
(486؟١1)‏ اك الستدرك (1/ 05:5)» والبيهقي في الكبرى (”/ 148) وشعب الإيران 1 

وَإِييع أن النبي يك آل: < لبسو ٠‏ من يُيَايكمْ يض فَإِنّهَا مِنْ 


2و 


عر يك انها مزكاقن». 


شسريج لأ مربعين النووية 
اللفظة إشعارٌ بأنه مستغرب أن يكون على هذه الصفة؛ لهذا قال بعدها: 
١لا‏ يَعِْفَه ما أَحَدٌ: وقد جاء في بعض الروايات أن جبريل كان رب 
أتاهم على صورة دحية الكلبي(2 -أحد الصحابة- فيسأل النبي عله 
فيجيب» وهذا غير مراد هنا؛ لأنه لا يتوافق مع قوله: (وَلا يَعْرفَه ونا 
أَحَدٌ» خلافًا لمن قال غير ذلك2©. 

وهذا فيه التعليم» فإن جبريل لكك أتى متعلًا ومعلء؛ متعلًا 
من جهة الحيئة والسؤال والآدب». ومعلً) حيث سأل لأجل أن يستفيد 
الصحابة رضوان اللّه عليهم» وتستفيد الأمة من بعدهم. 

قال: «قَأَسْتَد رُكْبَتيهِ ِل رُكْبْتَيوه الضمير الأول راجع إلى جبريل» 
والثاني إلى النبي ليله وهذا فيه القرب من العالم والمسؤول حتى 
يكون أبلغ في أداء السؤال» بدون رُعونة صوت ولا إيذاء» ويكون 
أفهم للجواب. 


)١(‏ أخرج هذه الرواية النسائي في الكبرى (5/ 518) وني المجتبى (4/ 1١1‏ 307 )؛ وابن راهويه في 
مسنده (1/ 05؟, ١1؟)‏ من حديث أبي هريرة وأبي ذر وَبكم. 

(1) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 5١1):«وأما‏ مأ وقع في رواية النسائي من طريق أب فروة في 
آخر الحديث (وَأنه يبيل كزْل في ضورّة دنخية الكلِيّ»؛ فإن قوله: هل في صُورّة دخية الكلي؛ 
وَمْةٌ؛ لأن دحية معروف عندهم؛ وقد قال عمر: ما يَعْرةُ ا أحد)؛ وقد أخرجه محمد بن نصر 
المروزي في كناب الإيران له من الوجه الذي أخرجه منه النسائي, ققال في آخره: لوه جيْريل 
جَاء ليعلْمَكُمْ دينكُما وحسب» وهذه الرواية هي المحفوظة لموافقتها باقي الروايات» اه. 


امحديث الشأء 
قال: «وَوَضَمَ كَمَيّْهِ عَلَ فَخِدَيْه هذا فيه تفسيران لأهل العله(©: 
الأول: «وَوَضَعَ كَفَْه» يعني : جبريل ييل عل فَحِذّيْ يعني : 
على فخذي النبى عَيَفِِْ 2 قالوا: ذلك لأجل أن تكون الضائر راجعة 
تعارضه بلا قرينة. 


الثاني: «ووّضَع كَمَيْه عل فَخِدّيُو) يعني : جبريل يِِيكمْ وضع 
كفيه على فخذي نفسهء وهذا أدب منه أمام مقام النبي كَكِاةُ. 
ويُستفاد من هذا أن طالب العلم ينبغي له أن يكون مهيا نفسَه 
ومهيّئا المسؤول للإجابة على سؤاله في حسن الجلسة» وفي حسن وضع 
الجوارح» وفي القرب منه؛ وهذا نوع من الأدب مُّهم؛ فإنَ سؤال طالب 
العلم للعالم» أو سؤال المتعلم لطالب العلم له أثر في قَبول العالم 
وقد ذُكر ني آداب طلب العلم وفي الكلام عليه أن بعض علماء 


)١(‏ انظر: شرح النووي على صحيح مسلم »)١91/ /١(‏ وفتح الباري ))1١7/1(‏ وعمدة القاري 
(1/ /1817)) وتحفة الأحوذي (1/ 8)» والديباج على مسلم للسبوطي .)8/١(‏ 

(؟) وني رواية: «وَضُمَ يَدَهُ َل رَكبَيْ رَسُولٍ اللّواء أخرجها النسائي في الكبرى (5/ 514)؛ وأمد في 
المسند (14/1) بلفظ: (وَافسعاً كيْهاء والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (785:/1), 
والدارقطني في سننه (؟/ 587 )؛ واللا لكائي في اعتقاد أهل السنة (5/ »)١١810/‏ والبيهقي في 
الكرى (4/ 44"). 


الشلف كانوا ينشطون لبعض تلاميذهم فيعطونهم» وبتعضهم 
لا ينشطون له فيعطونه بعض الكلام الذي يكون عاماء أو لا يكون 
مكتملاً من كل جهاته؛ وذلك راجع إلى حسن أدب طالب العلم أو 
المتعلم؛ فإِنّه كلما كان المتعلم أكثر أدبًا في جلسته. ولفظه. وسؤاله. كان 
أوقع في نفس المسؤول؛ فيحرص ويتهياأ نفسيًا لجوابه؛ لأنه مَن اخترم 
اختّرم ومن أقبل أقبل عليه» فهذا فيه أن نتأدب جميعًا بهذا الأدب. 

ومن الملاحظ على بعض طلاب العلمء أو بعض المتعلمين أنه إذا 
سأل العالم سأله بنِدّية لا يسأله على أنه يستفيد» فيجلس جلسة العالم 
نفسهء أو يجلس جلسة المستغني» ويداه في وضع ليس في وضع أدب؛ 
واحدة هنا والأخرى هناك؛ وجسمه في استرخاء تام ليس فيه 
الاستجاع» ونحو ذلك مما يدل على أنه غير متأدب مع العالم أو طالب 
العلم الذي سيستفيد منه. 

وهذه الآداب لها أثر على نفسية العالم أو المجيب؛ فإنك تريد أن 
تأخذ منه العلم؛ وكلما كنت أذ على الوجه الشرعي في أخذ العلمء 
كلما كان العالم أكثر إقبالاً عليك؛ ولههذا تجد أن أكثر أهل العلم لحم 
خواصء» وهذه الخصوصية راجعة إلى أن هذا المتعلم كان متأديًا في 
لفظه. وفي تعامله» وفي كلامه» وفي حركته مع شيخه. نما جعل شيخه 
يثق فيه» ويقبل عليه في العلم: ويعظيه من العلم ما لا يعطيه غيره؛ 
ويعطيه من تجاربه في الحياة وتجاربه مع العلم ومع العلماء؛ بم| لا يفيده 


غير المتأدب معه. 


فهذه تأخذها من حديث جبريل طِيكَم هذاء ونأخذها أيضًا من 
قصة الخضر مع موسى في سورة الكهف» وهي حَريّة بالتأمل في آداب 
طلب العلم. 

قال: «أخيرني عَنِ الإسلام) هذا سؤال عن نوع من أنواع الدين 
ألا وهو الإسلام المتعلق بالأعمال الظاهرة» فسأل عن الإسلام» ثم 
سأل عن الإيمان» ثم سأل عن الإحسان .. إلى آخره. 

وقوله: «أَخْيرن» فيه دلالة على أن النبي َي مير يعني: أنه 
ينقل أيضًا الخبَرَ عن الإسلام؛ وهذا موافق لم| هو متواتر في الشريعة أن 
النبي وَل إنما هو مُبَلّْ للدين عن الله عل » فقوله: (أَخْيرْني» يعني 
اجعل كلامك لي حَبَرَاء فأخبرني بذلك» والنبي يك أيضًا بر عن ربه 
َل فى ذلك؛ كبا جاء في بعض الأحاديث القذسية: «عن النبي كَل 
يَرُويه عَنْ رَبه290. ظ 

قال: «الإِسَاآمٌ أن تَشْهَدَ أن لا لَه إلا الله وَأنَّ تحَمَدَ ُحَمَدَارَسُولُ 


(1) أخرج البخاري في صحيحه - كتاب العلم باب قول الحدث: حدثنا أو أخيرناء وأنبأنا 
(1/ 174 فتح) وفيه ٠١‏ وقال أبو العالية: عن ابن عباس وه عن النبي َكل فما يروى عن .. 
ربه» وقال أنس عن النبي وَلِِ يرويه عن ربه يك وقال أبو هربرة وليه عن البي وَل يرويه 
عن ربكم قَيْدَا. 


الله...» إلى آخمره» هذا تفسير للإسلام بالأركان الخمسة المعروفة التي 
سيأتي - إن شاء الله - بعض بيانها في الحديث الثالث؛ حديث ابن عمر 
ها قال: (وَنْقِيمَ الصَلاك وَتُؤْتٍ اكاك وتَصُومَ رَمَضَانَ وَتحَجٌ 
الَْيْتَ إن إسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبيلا» فسر النبي وك الإسلام هنا بالأعمال 
الظاهرة» ولم يجعل فيه الأعمال الباطنة» أو بعض الأعنال الباطنة» 
ومعنى هذا أن الإسلام استسلام ظاهر» وهذا الاستسلام الظاهر مْيَرُ 
عنه بالشهادتين» وبإقامة الأركان العملية الأربعة» والشهادة في نفسها 
لفظ فيه: الاعتقاد» والتحذث» والإخبار الذي هو الإعلام, وعلى هذا 


فسر السلف كلمة (شهِد)0"؛ كما في قوله جل : + مَِدَ متك إل 


)١(‏ قال ابن للقيم يقلقت في مدارج السالكين (/ ١ :)48١ 48٠‏ وعبارات الساف في (شهد) تدور 
على الحكم» والقضاء؛ والإعلام؛ والبيان» والإخبار وهذه الأقوال كلها حق لا تنافي بينها؛ فإن 
الشهادة تتضدن كلام الشاهد وخبره وقوله؛ وتتضمن إعلامه وإخباره وببانه؛ فلها أربع مراتب: 
فأول مراتبها: علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته. 
وثانيها: تكلمه بذلك ونطقه به وإن لم يعلم به غيره؛ بل يتكلم به مع نفسه ويذكرها وينطق بها أو 
وثالثها: أن يعلم غيره بم| شهد به ويخيره به ويبينه له. 
ورابعها: أن يازمه بمضمونها ويأمره به. فشهادة لله ولق لنفسه بالو حدانية والقيام بالقسط 
تضمنت هذه المراتب الأربعة: علم الله َكل بذلك» وتكلمه يه؛ وإعلامه وإخباره لخاقه بد 
وأمرهم والزامهم به؛|.ه باختصار . وانظر: مجموع الفتاوى (14/ 2158 114)؛ وشرح 
الطحاوية لابن أبي العز (ص 84, )9٠‏ 


هُوَوَالْمَلَهَكة ووو ليما الْقِسْطٍ )4 [آل عمران: ]١8‏ فقوله غَلة: 

فإِذًا شهادة المسلم بأن لا إله إلا الله لا تستقيم مع كتمانه هذه 
الشهادة» فمن شهد ذلك بقلبه ولم يظهر هذه الشهادة دون عذر 
شرعي؛ فإنه لا شهادة له(» بل لا بد من إظهار الشهادة من حيث 
اللفظ الذي دلت عليه اللغة» وأيضًا من حيث الدليل الشرعي» وهذا 
هو الموافق لمعنى الإسلام الذي هو الأعمال الظاهرة. 

فإِذًا دخول الشهادتين في الإسلام الذي هو الأعمال الظاهرة 
راجع لمعنى الشهادة» وهو أن معنى الشهادة -بعد الاعتقاد-: 
الإظهارء والإعلام؛ والإخبار» ويدخل اعتقاد الشهادتين في معنى 
(شَهِدَ)؛ فترجع إليه أركان الإيمان جميعًا. 

ولهذا نقول: الإسلام هو الأعمال الظاهرة» ولا يصح إلا بقدر 
مصحّح له من الإيوان”2؛ وهو الإيهان الواجب بالأركان الستة؛ 


67417 /5( 559)؛ وزاد المسير (*/ 27585)) وتفسير القرطبي‎ /١( انظر: معاني القرآن للنحلس‎ )١( 
وججموع الفتاوى (158/15): وفتح القدير (1/ 8؟7).‎ 

() قال شيخ الإسلام ابن تيمية #للنه في مجموع الفتاوى (/9/ 505): 7 فأما الشهادتان إذالم يتكلم بيب 
مع القدرة» فهو كافر باتفاق المسلمين» وهو كافر باطنًا وظاهرًا عند سلف الأمة وأئمتها وجماهيي .. 
علمائها...1 اه. وانظر: تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد (ص .)1١١‏ 

(؟) انظر: جامع العلوم والحكم (ص ١")؛‏ ومجموع الفتاوى (/0/ 70# ), 


فالإيان الواجب يعني: أقل قدر من الإيمان به يصبح المرء مسنًاء هذا 
مشمول في قوله: أن َشْهَدَ أن لا لَه إلا الله»؛ لأن الشهادة معناها: 
الاعتقاد؛ والنطق, والإخبار والإعلام؛ والاعتقاد يرجع إليه أركان 
الإيمان الستة. 

فنخلص من هذا إلى أن الإسلام لا يصح إلا بقدر من الإيمان 
مصحح له - وإن قال أهل العلم فيه: إن المراد به هنا الأعمال 
الظاهرة- وهذا القدر من الإيمان دلنا على اشتراطه لفظ «أن تَشْهَدَ؛ 
لأن لفظ الشهادة في اللغة والشرع متعلق بالباطن والظاهر. 

والاعتقاد في الشهادتين بأن لا إله إلا اللّه: هذا هو الإيمان بالله 
وبأن محمدا رسول الله: يرجع إليه الإيمان بالنبي وكيك وبها أخبر به من 
الإييان بالملائكة. والكتب» والرسل» واليوم الآخر والقدر خيره وشره. 

والإيهان فسّره النبي وَيَيلْةِ لجبريل يِه بالاعتقادات الباطنة» 
ففرق هنا بين معنى الإسلام ومعنى الإيهان؛ لأجل وردوهما في 
حديث واحد. 

فالإسلام إذا اقترن مع الإييان رجع الإسلام إلى الأعمال الظاهرة 
ومنها الشهادتان» ورجع الإيهان إلى الأعمال الباطنة. 

وإذا أفرد الإسلام فإنه يراد به الدين كله؛ وهو الذي منه قسم 
الإسلام هذاء وإذا أفرد الإيوان فإنه يُراد به الدين كله بها فيه الأعمال. 

وهذا أجمع السلف والأئمة على أن الإيان: قول»وعملء» 


| ١ه‏ أي 


واعتقاد» يعني: إذا أفرد(©. 

وهذا هو الذي عليه عامة أهل العلم من أهل السنة والجماعة في 
أن الإسلام غير الإيمان؛ وأن الإييان إذا جاء مستقلاً عن الإسلام؛ فإنه 
يُعنى به الدين كله؛ يعنى به: الإسلام؛ والإيمان» والإحسان. وإذا أتى 
الإسلام في سياق مستقل عن الإيمان فإنه يُعنى به الدين كله؛ وأن 
الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا من حيث الدّلالة؛ فجعل الإسلام 
للأعمال الظاهرة» والإيان للاعتقادات الباطنة. 

من أهل العلم من السلف أيضاء من رأى أن الإسلام والإيمان 
واحدء وهذا سبق أن أوضحنا أنه غير صحيح » ومنهم من رأى أن 


(1) وقد نقل الإجماع على ذلك أكثر من واحد من أهل العلم؛ فقد قال الإمام البخاري #َلنَنه: «لقد 
طفت الأمصار ولقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم كلهم يقول: الإيآن قول وعمل يزيد 
ويتقص» اه. أخرجه اللا لكائي ني اعتقاد أهل السنة /١(‏ 11+ 2174) وابن عساكر في تاريخ 
دمشق (88/87: 289 والذهبي في سير أعلام النبلاء(17/ 04077 08 2)4 وذكره السبكي في 
طبقات الشافعية الكبرى (؟/ 7١1‏ وابن حجر في الفتح /١(‏ /40). 
وقال أيضًا: «كتبت عن ألف نفر من العلماء وزيادة» ولم أكتب إلا عمن قال: الإيان قول وعمل؟ 
اه. أخرجه اللالكائي ني اعتقاد أهل السنة (/ 885)» وذكره ابن حجر في الفتم (1/ 475). 
ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع عن الشافعي » انظر: مجموع الفتاوى (1/ 7:4). 
وقال ابن عبد البر في التمهيد (9/ 578): «أجمع أمل الفقه والحديث على أن الإهان قول وعمل» . 
ولا عمل إلا بنية» والإيان عندهم يزيد بالطاعة» وينقص بالمعصية؛ والطاعات كلها عندهم 
إيان) اه. 


الإسلام والإيهان يختلفان ولو تفرقا أيضًاء ولكن الصحيح أن الإسلام 
إذا اجتمع ممع الإيمان صار الإسلام للأعمال الظاهرة. والإيمان 
للاعتقادات الباطنة؛ ىا دل عليه حديث جرريل هذا. 
وأهل السنة والجماعة يقولون: إن الإيمان يزيد وينقص». مع أنه 
متعلق بالاعتقادات, أما الإسلام فلا يطلقون العبارة بأنه يزيد 
وينقص: مع أنه متعلق بالأعمال الظاهرة» فكيف يكون هذا؟ 
والجواب عن هذا الإشكال: أن الإيران إذا أريد به عامة أمو 
الدين - كما جاء مثلاً في حديث وفد عبد القيس» حيث قال لمم النبي 
كِِ: «آمْْكُمْ بالإئان باللهوَهَل تَدْرُونَ ما الإيان بالتُواء ثم ذكر أمور 
الإبيان» وقال: لوَتُمْطُوا مر معنم الخمْسَ000» وهذا نوع من الأعمال. 
فإذًا الأعمال باتفاق أهل السّنة والجماعة داخخلة في مسمّى الإيمان. 
وإذا كان كذلكء فإذا قالوا: الإيمان يزيد وينقص. فإنه يرجع في 
هذه الزيادة إلى الاعتقاد» ويرجع أيضًا إلى الأعمال الظاهرة» وهذا يعني 
أن الإسلام يزيد وينقص؛ لأن الإيمان الذي يزيد وينقص: إيان 
القلبء وإيمان الجوارح. وإيمان القلب اعتقاده بقوة إيرانه باللّه. 
وملائكته» وكتبه» ورسله. هذا الناس ليسوا فيه سواءء بل يختلفون؛ 
منهم من إيوانه كأمثال الجبال» ومنهم من هو أقل من ذلك» وهو يزيد 


)١(‏ أخرجه الببخاري (*8)» ومسلم )١17/(‏ من حديث ابن عباس وَإفع. 


بالطاعة وينقص بالمعصية. 

والأعمال الظاهرة التي هي من الإيمان أيضًا تزيد وتنقص»ء فكلم| 
زادت زاد إيإن العبد؛ وكل| نقصت نقص إيان العبد؛ وينقص الإيمان 
بالمعصية أيضًاء ويزيد بترك المعصية. 

بعض أهل العلم يقول: الإسلام أيضًا يزيد وينقص. على اعتبار 
أن الإسلام هو الإيمان في دلالته على الاعتقاد والعملء أو في دلالته 
على الأعمال الظاهرة؛ فإن الأعمال الظاهرة أيضًا يزيد معها الإسلام 
ويزيد معها الويهان» كيف يزيد معها الإسلام؟ 

الجواب: لأن الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيدء والانقياد له 
بالطاعة» والبراءة من الشرك وأهله("©. وتدخل فيه الشهادتان» وهذا 
يزيد وينقص في الناس» فهم متفاوتون في استسلامهم للّه بالتوحيد» 
ومتفاوتون أيضًا في الانقياد لله عَلِة بالطاعة. 

إِذَا من أطلق هذا القول فلا يغلط» وقد أطلقه مرة شيخ الإسلام 
ابن تيمية» ولكن القول المعتمد عند السلف أنهم يعيرون في الزيادة 
والنقصان عن الإيمان دون الإسلام؛ لأن في ذلك مخالفة للمرجئة 
الذين يجعلون الناس في أصل الإيمانٍ سواء؛ يعني: في اعتقاد القلب» 
وإنما يتفاوت الناس عندهم بالأعال الظاهرة؛ لأجل ذلك تقييد 


(1) انظر: تفسير الطبري ))4١/5(‏ وجموع الفتاوى (0/ 358)) وثلاثة الأصول وأدلتها (ص؟١).‏ 


:22 شسرح الأ مربعين الووية_ 
السلف بلفظ: «الإيمان يزيد وينقص» خلاقًا للمرجئة الذين جعلوا 
الزيادة والتقصان في الأعمال الظاهرة دون اعتقاد القلب» وعندهم 
اعتقاد القلب الناس فيه سواء؛ كما يعبرون عنه بقولهم: «وأهله في أصله 
سواء»7»» فيؤخذ بتعبيرات السلف. ولا تُطلق العبارة اللأخرى؛ لأنها 
غير مستعملة عندهمء مع أنها إن أطلقت فهي صحيحة إن احتيج 
إليهاء وفهُمٌ معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان يمنع من الدخول في 
الضلالات؛ من التكفير بالمعصية» أو من التكفير ب| ليس بمكفرء فلو 
فهم المسلم معتقد أهل السنة والجماعة في الإيهان حصّن لسانه وعقله 
من الدخول في الغلو في التكفير» واتباع الفرق الضالة التي سارعت في 
باب التكفير فخاضت فيه بغير علم» فكفروا المسلمين» وأدخلوا في 
الوسلام والويان من ليس بمسلم ولا مؤمن. 

قال: قَالَ: صَدَفْتَ» فحنا لَهُ يَسْألَهُ وَيُصَدّفهه يعني: في جوابه 
عن مسألة الإسلام» وهذا فيه عجب أن يسأل ويُصدَّق» وفي هذا لفت 
لانتباه الصحابة إلى هذه المسائل» كيف يسأل ويصدق؟! فالمتعلم إذا 
أتى بأسلوب في السؤال يلفت النظر ليستفيد البقية مع علم المسؤول؛ 
فإِنَ هذا حسن ليستفيد منه الآخرون؛ لأن النبي كَكِِِةِ يعرف أن هذا 
جبريل» وتصديقه له دال على هذا بوضوح. 


.)”1/" كا قال بذلك الإمام الطحاويء انظر: شرح الطحاوية لابن أبي العرّ (ص‎ )١( 


اتحدث الثاني ع 

ويستفاد من هذا أن المتعلم قد يأي للعالم ويسأله عن شيء يعرفه 
لإفادة غيره» وأن هذا أسلوب حسن من أساليب التعليم الشرعية. 

قال: هقَالٌ: قََخْيْني عَنِ الإيْمانِ قَالَ: أنْ وين باس وَمَلائِكَيهء 
كيو وَوْسلهء وَاليَوْم الوقن قد > خَيْرِهِ وَعَرّوا ذكر أركان 
الإييان الست وهذه الأركان جاءت في القرآن أيضًاء منها ما جاء في 
قوله :12# امن ليسول يمآ أُنْرِلَإِلبَهِ من تَيَف وَالْموْصود ذَ عل ءَامَنَ يه 
مكو وَْبوَمْسُيوء 4 [البقرة : 7 وقوله: + وَلكِنَهرَمَنْءَامَنَ 
أله وَالْيوْ الآ ِوَالْمكِيحكة وَالْكِتبوَالبيِنَ * [البقرة: لا/١١1»‏ وقوله 
00 كسا بَّرنَ !متو ءَ!مِنُوأ اله وَرَسُولوء وَالْكنبٍ 
لِك تَرَلَعَلٌ رَسُولو. لذ" أنْرلٌ من مَل ومن يَكف َه وَمَلَيَكَِه وَكذيدء 

وَرُسلِو وَاليْو الآ مَقَد صَرَّصَكَلاْبَعِيدًا 4 [النساء: 1175]: وجاء في 

القدر قوله 3#: ج تامعن ققد رٍ)4 [القمر: 44]. يعني أن أصول 
هذه الأركان جاءت أيضًا في القرآن. 

وهذه الأركان الستة هي التي عبر عنها بأركان الإيان» والخمسة 
التي قبلها بأركان الإسلام. 

وهنا مسألة مهمة ينبغي الانتباه لماء وهي: أن لفظ «أركان 
الإسلد»» ولأركاة لبان ليرد في شيء من التصوص» وإن عم شْ 
العلماء بلفظ الركن اجتهادًا منهم؛ وإذا كان كذلك فينبغي أن تُفهم 
النصوص على ضوء هذا الأصل؛ وهو أن التعبير عن هذه ب «الأركان» 


6 شرلا مربعين النووية . 
إنما هو فهم لأهل العلم ني أن هذه هي الأركان» وفهمهم صحيح بلا 
شك؛ لأن الركن هو ما تقوم عليه ماهية الشيء» فالشيء لا يُتتصور 
قيامه إلا بوجود أركانه» فمعنى ذلك أنه إذا تخلف ركن من الأركان ما 
قام البناء» فإذا تخلّف ركن الإيان بالقَدَر لم يقم بناء الإيهان أصلا وإذا 
تخلف ركن الإيمان باليوم الآخر لم يقم البناء؛ لأن الركن في التعريف 
الاصطلاحي هو: ما تقوم عليه ماهية الثيء؛ فإذا تخلف ركن لم يقم 
الشيء وجودًا شرعيّاء لأن قيامه مبني على تكامل أركانه. 

وهذا يورد علينا إشكالٌ» وهو: أنّه قيل في الإسلام: هذه هي 
أركان الإسلام الخمسة. والعلماء لم يتفقوا على أن من ترك الحج 
والصيام جميعًا -وهما من أركان الإسلام- أنه ليس بمسلم. واتفقوا 
على أنه من ترك ركنًا من أركان الإيهان فإنه ليس بمؤمن أصلاً» وهذا 
يرجع إلى أن اصطلاح الركن اصطلاح حادث. 

فينبغي على طالب العلم أن يفهم -خاصة في مسائل الإيمان» 
والإسلام؛ والتكفير» وما يتعلق بها - أن العلاء أتوا بالألفاظ 
الاصطلاحية لأجل إفهام الناس؛ فلا ينبغي أن تُحَكّم الاصطلاحات 
على النصوصء وإنما النصوص هي التي تُحَكّم على ما أتى به العلماء من 
الاصطلاحات» يعني: أن نفهم الاصطلاحات على ضوء النصوص». 
فإذا صار الاصطلاح صحيحًا من جهة الدليل الشرعي رجعنا في فهم 
الدليل الشرعي للاصطلاح. ففهمنا ذلك. 


وهذا يتضح ببيان أركان الإسلام؛ فإنه لو تخلف ركنان من أركان 
الإسلام -تخلف الحج والصيام مثلاً- فإن أهل السنة والجاعة لم يتفقوا 
على أن من لم يأتٍ بالحج والصيام فإنه ليس بمسلمء بل قالوا: هو 
مسلم؛ لأنه شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ولأنه أقام 
الصلاة» واختلفوا فيا عدا ذلك من الأركان فيا إذا تركها غير جاحد 
لها(" مع أنه تخلف عنه ركن أو أكثر. 

وهذا يعني أننا في فهم أركان الإسلام نجعل هذه الأركان تختلف 
في تعريف الركن عن فهم أركان الإيمان» فنقول في أركان الإسلام: 
يُكتمّى في الإسلام بوجود الشهادتين والصلاة وفي غيرهما خعلاف» وأما 
في أركان الإيهان فمن تخلف منه ركن من أركان الإيان فإنه ليس 
بمؤمن» هذا من حيث التأصيل. 

فإِذًا نقول: يمكن أن يُسمَّى العبد مسلً) ولو تخلف عنه بععض 
أركان الإسلام؛ ولا يصح أن يُسمى مؤمنًا إن تخلف عنه ركن من 
أركان الإيان . 

إذا تقرر هذا فأركان الإيمان الستة هذه فيها قدر واجب لا يصح 
إسلامٌ بدونه» قدرٌ واجب على كل مكلف من ل يأتِ به فليس بمؤمن؛ 


)١(‏ انظر ا لاف في تكفير تارك المباني الأربعة في مجموع الفتاوى (/1/ 5:4 - ١١5)؛‏ وجامع العلوم 


فا هو القدر المجزئ الذي من لم يأت به صار كافرًا ؟ 

هناك قدر مجزئ في الإيهان بالله» وقدر مجزئ في الإيمان بالرسل» 
وني الإيهان بالكتب» واليوم الآخر والقدر ... إلى آخره. 

الركن الأول: الإيمان بالله: ويشمل أربعة أشياء(©: ' 

أولا: أن يؤمن العبد بأن له ريا موجوداء وأن المخلوقات لم توجد 
من عدم وأن لهذا الملكوت مُوجداً. 

الثاني: أن يؤمن بأن هذا الذي له هذا الملك واحد في ربوبيته 
لاشريك لهفي ملكه؛ يحكم في ملكه بم يشاء؛ لا معقب لحكمه. 
ولا راد لآمره» وهذا الذي يُعنى به توحيد الربوبية. 

ثالثًا: الإيهان بأن هذا الذي له ملكوت كل شىء وأنه صاحب هذا 
الملك وحده دون سوا الذي ينفذ أمره في هذا الملكوت العظيم أنه 
له الأسماء الحسنى والصفات العلى؛ له النعوت الكاملة» وله الكمال 
المطلق بجميع الوجوه؛ الذي ليس فيه نقص من وجه من الوجوه؛ بل 
له الكمال في أسمائهء وله الكمال في صفاته» وله الكمال في أفعاله» وله 
الكال في حكمه في بريته وفي خلقه؛ وهذا هو الذي يعنى به توحيد 
الأسماء والصفات. 


)١(‏ انظر: شرح الأربعين النووية للعلامة محمد بن صالح العثيمين #لقنَه (4” ه"). 


ويعتقد مع ذلك أنه في تلك النعوت وتلكم الصفات أنه ليس ثم 
أحد يراثله فيها ولا يكافئه فيها؛ كا قال عَلِل : # هَلْتَعلمْلَمْسَييًا )4 
[مريم: 58]» وقال: ل وَلْمَيَ لمَكُُوًا لم 4 [الإخلاص: 
5 فليس له عه مثيل» ولا كفؤء ولا نظير ولا ند ولا عِدْلء تبارك 
ربنا وتعالى عم| يقول الظالمون علوًا كبيرًا. 

الرابع - وهو المهم الأعظم في الإيمان بالله-: الإيمان بأن هذا 
الرب الذي له الملك وحده دونم| سواه. والذي له نعوت الجلال 
والجمال والكمال على وجه الكمال أنه هو المستحق للعبادة وحده دونم 
سواه» و إنما كل ما سواه لا يستحق شيئًا من العبادة» وأن أنواع العبادة 
- عبادات القلب أو عبادات الجوارح - أن المستحق لما قليلها 
وكثيرها هو الله جل وحده دونم| سواه. 

فمن أتى بهذه الدرجات الأربع فقد أتى بالإيان بالله الذي هو 
ركن من أركان الإيمان» ومن ترك الأولى منها فهو ملحد لاشكء يتبع 
ذلك أنه لا يعتقد شيئًا بعد ذلك, وكذلك من أشرك في الربوبية 
ولم يعتقد الربوبية الكاملة لله عل وحده فإنه يتبع ذلك» وكذلك من 
لم يوحد الله عل في العبادة فإنه لا يسمى مؤمنًا بالله ولو كان يعتقد أن 
الله عله موجودء وأن له الربوبية الكاملة له وحده دونه سواه وأنه له 
الأسماء الحسنى والصفات العلى» فإذالم يوحد الله َل في العبادة في 
نفسه؛ أو أقر عدم توحيد الله عل بتصحيحه لذلك أو بتجويزه له فهو 


مه( ) شرح الأ مريعين النووبة : 
لم يؤمن بالله. 

أما من أشرك في الأسماء والصفات» فهل يتتفي إيوانه بذلك 
فيصبح كافرًا؟ الجواب: من لم يؤمن بتوحيد الأسماء والصفات ففي 
حقه تفصيل» وهو من المهمات؛ لأن من الناس من غلا في هذا الجانب 
وكَمَرَ بالإخلال يشيء من أفراد توحيد الأسماء والصفات. 

الركن الثاني: الإيان بالملائكة: فلا يصحٌ إيمان العبد إلا أن يؤمن 
بالملائتكة, ولفظ الملائكة جمع «مَلأك», وأصل هذه الكلمة «مَلأك» 
مقلوبة عن «مألك». والمألك: مصدر -يعني بالاعتبار العام- أصلها 
من الألوكة» والألوكة: 
هي الرسالة؛ وفِعْلُها أَلكَ يَألكُ أنُوكَة0'»: يعني: أرسل برسالة خاصة. 

والإيان بالملائكة مرتبتان: 

الأولى: الإيان الإجمالي» وهو المعني بهذا الركن؛ ومعناه أن يؤمن 
العبد بأن الملائكة لق من خلق الله عل » خلقهم من نور؛ ى) جاء في 
حديث عائشة» الذي رواه مسلم: «خلقت المائِكَةٌ مِنْ تُورِ»", فهم 
أرواح مطهرة مكرمة جعلهم الله عله عنده. يعني: أنه جعلهم في 
السماء» فأصل مقامهم في السماء» وقد يوكلون بأعمال في الأرض 


.)584 /1١( انظر: العين للخليل (8/ 5:4))؛ ولسان العرب‎ )١( 
(؟) أخرجه مسلم (555؟).‎ 


ظ امحديث الثاني مه 9 
فينزلون بأمر الله عل » قال يعل: +[ ذََلُ الملهكة والروح فيب بإدريّهِميّن 
كلأس 4 [القدر: 4]؛ وقال: جز نَرَدَي ِل المِينُ 4 [الشعراء: ,]١97‏ 
يعني: أصل مكانهم ني السماء؛ كما أن أصل مكان الجن والإنس في 
الأرض. 

فمن اعتقد هذا الإيمان الإجمالي وهو أن الملائكة خلق من خلق 
الله عل وأهم خلق مطهرون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما 
يؤمرون؛ وأهم عبيد لله وليسوا بمعبودين» فقد حقق وأتى بهذا الركن 
وهذه المرتبة الإجمالية» فمن قال من العوام: أؤمن بأن الملائكة 
موجودون وهم عبيد لله جه ولا يُعْبَدَون. فقد حقق هذا الركن. 

الثانية: الإيهان التفصيلء وهي الإيمان بكل ما أخبر به الله عله في 
كتابه» أو أخبر به النبي وَلَكُِ في السنة من أحوال الملائتكة وصفاتهم 
وخلقهم ومميزاتهم» وما وكلوا به» وآنواع المهمات» ونحو ذلك» وهذا 
إيمان تفصيلي يلزم العبد الإيمان به إذا علم النص في ذلكء فإذا علم 
النص وجب عليه الإيان به؛ لآنه أمر غيبي» أما من لم يصل إليه النص 
فإنه لا يكون ناقضًا لإيانه بالملائكة إذا كان قد أتى بالإيان الإحمالي؛ 
لأن الإيهان التفصيلي يختلف فيه الناس تبعًا للعلم. 

فلو سألت عاميًا وقلت له: هل تومن بميكال؟ فقال: لا أؤمن 
بميكال» من ميكال هذا؟ فهذا لا يعد كافرًا منكرًا لوجود هذا الملك 
إلا إذا عُرّف بالنصوص وعُلَّم بها إعلامّاء فيكون بعد ذلك الجاحد له 


عر 7 ) ا ل 
كافراء وهذا مرجعه إلى تكذيب النصوص لا عدم الإيمان بالملائكة؛ 
لأنه قد يكون مؤمناً بجنس الملائكة لكن ليس مؤمئًا بهذا على هذا 
الوجه؛ فيكون مكنبًا للنص: فيُكَرّف ويُعَلَّم فإن أنكر كفر. 

الركن الثالث: الإيهان بالكتب: فيعتقد أن الله َل أنزل كتبًا على 
من شاء من رسله؛ والويان بالكتب يكون على مرتبتين: 

إيمان إجمالي: وهو القدر المجزئ من الإيمان بالكتب» فيؤمن 
العبد أن الله َل أنزل كتبًا مع رسله إلى خلقه» وجعل في هذه الكتب 
الحدى والنور والبينات وما به يصلح العباد» وأن منها القرآن الذي هو 
كلام الله وك وأن هذه الكتب التي أنزلت مع الرسل كلها حق؛ لأنها 
من عند الله وك والله له هو الحق المبين» وما كان من جهة الحق فهو 
حق» يوقن بذلك يقينًا تامًا. 

ثم بعد ذلك يكون الإيمان التفصيلي: فيوقن ويؤمن إيانا خاصًا 
بأن القرآن آخر هذه الكتبء وأنه كلام الله منه بدأ وإليه يعودء وأنه 
حجة الله على الناس إلى قيام الساعة» وأنه به نُسخت جميع الرسالات 
وجميع الكتب التي قبله. وأنه حجة الله الباقية على الناس» وأن هذا 
الكتاب مهيمن على جميع الكتب» وما فيه مهيمن على جميع ما سبق؛ ىا 


ع 


قال عله في وصف كتابه: ل وَمُهَموِتَاعَيَهُ )4 [المائدة: 4/8]؛ وأن ما فيه 


0-2 


من الأخبار يجب تصديقهاء وما فيه من الأحكام يجب امتثاهاء وأن من 


حكم بغيره فقد حكم بهواه ولم يحكم با أنزل الله. 


ويؤمن بجميع الكتب السابقة: التوراة» والإنجيل» والزبور 
وصحف إبراهيم» وصحف موسى» ونحو ذلكء فيؤمن بأن الله 88/2 
أنزل على موسى التوراة» وأنزل على عيسى الإنجيلء» قد يقول قائل: أنا 
لا أعرف التوراة» أو لا أعرف الإنجيل» فإذا عرّف وجب عليه الإيران» 
وهكذا في تفاصيل ذلك. فمن علم شيئًا بدليله وجب عليه أن يؤمن 
به» لكن أول ما يدخل في الإسلام يجب عليه أن يؤمن بالقدر المجزئ 
وهو الذي يصح معه إيهان المسلم. 

الركن الرابع: الإيمان بالرسل: وكذلك الإيمان بالرسل على 
مرتيتين: 

إيمان إجمالي: فإذا آمن العبد بأن الله عل أرسل رسلاً يدعون 
أقوامهم إلى التوحيد» وأنهم بلغوا ما أمروا به؛ وأيدهم الله تعالى 
بالمعجزات والبراهين والآيات الدالة على صدقهمء وأنهم كانوا أتقياء 
بررة» بلغوا الأمانة وأدوا الرسالة» والإيمان هم متلازمٌ؛ فمن كفر 
بواحدٍ منهم فقد كفر باللّه تعالى وبجميع الرسل عليهم الصلاة 
والسلام. 

فبهذا يكون قد آمن بالرسل جميعًاء ثم يؤمن إيهانا خاضًا بمحمد 
كيد بأنه خاتم الرسل» وأن الله عل بعثه بالحنيفية السمحة: بعثه بدين 
الإسلام الذي جعله خاتم الأديان وآخر الرسالات. 

أما الإيمان التفصيل بالرسل: ففيه مقامات كثيرة» يتبع العلم 


4 ) 1 
التفصيلي بأحوال الرسل» وأسمائهم» وأحوالهم مع أقوامهم؛ وما دعوا 
إليه» وكتبهم» ونحو ذلك» وفيه أشياء مستحبة في تفاصيل. 

وهنا مناسبة وهي: أن الإيمان بالله هو الأصلء والملائكة هم 
الواسطة بين الله وبين خلقه» فهم الذين يَنِلُون بالوحي إلى الرسل» 
ويَنِْلُونَ بالكتب والشرائع؛ لهذا وُتبت هنا أحسن ترتيب» فقدم الإيمان 
بالله؛ لأن منه عَلِل المبتدأ» وإليه المعاد. والإيمان به هو المقصود؛ وكل 
أمور الإيهان هي كالتفريع للإيمان بالل وَتَنّى بالملائكة لأنهم يأخذون 
الوحي من الله عله ويسمعونه فيتقلونه إلى الرسل؛ وَيَثْلُون بالكتب» 
وَتَلّثْ بالكتبء ثم الرسل. فالترتيب بين هذه الأربعة: الإيهان بالله لأنه 
أصل الإيمان» ثم الإيمان بملائكته لأنهم هم الواسطة, والإيمان بالكتب 
لأن الملائكة تتزل بهاء والإيمان بالرسل لأنهم هم ختام هذه السلسلة» 
ثم الرسل ينقلونها إلى الناس. 

الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر: وهو الإيمان بالموت وما 
بعده إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النارء وهو أيضًا على 
مرتبتين: 

إيمان إجمالي: وهو القدر المجزئ في الإيمان بهذا الركن» فيوقن 
العبد بغير شك أن ثم يومًا يعود الناس إليه» يُبعئون فيه من قبورهم 
للحساب على ما عملواء وأن كل إنسان تَمْزِيٌ بء) فعل؛ فيجازى 
المحسن بإحسانه والمسبيء بإساءته؛ كم قال ييل +( وَووِيتصلْتقيمَا 


الحديث الثاني ١‏ 5 9 
عت وَهْوَاعكمُيمَاِفْعَُونَ 4 [الزمر: ١7]؛‏ فإذا آمن بهذا القَذْرء وأنه 
سيبعث من جديدء فإنه قد حقق هذا الركن. فلو سألت أحدًا قلت له: 
هل نَم يوم آخر يعود فيه الناس؟ قال: بلا شك هناك يوم القيامة يبعث 
فيه الناس ويحاسبون» وفيه أهوال. وسكت,. فيكون بهذا قد حقق 
الركن وهو الإيان باليوم الآخر. 

بعد ذلك الإيان التفصيل باليوم الآخر: وهذا يتبع العلم به) جاء 
في الكتاب والسنة من أحوال القبور» وأحوال ما يكون يوم القيامة؛ 
والإيهان بالحوضء والميزان» والصحف. والصراطء والإيهان بأحوال 
الناس في العرصات» وأحوال ما يكون بعد أن يجوز المؤمنون الصراط» 
ومن يدخل الحنة أولاً وأحوال الناس في النار» ونحو ذلك. 

هذه كلها أمور تفصيلية لا يجب الإيمان بها على كل أحدء إلا من 
علمها من النصوص؛ فإنه يجب عليه الإيمان با علم» لكن لو قال قائل: 
أنا لا أعلم هل نَّمّ حوض أم لا؟ لا أدري هل نّم ميزان أم لا؟ ونحو 
ذلك؛ فإنه يُعَرّف بالنصوص فإن عَرفَ فأنكر وكذَّب فيكون مُكدَّيًا 
بالقرآن وبالسنة؛ لآن هذا من العلم التفصيليٍ الذي يجب أن يؤمن به 
بعد إخباره بها جاء في النصوص من الأدلة عليه. 

الركن السادس: الإيان بالقدّر خيره وشره: وهو أيضًا ينقسم إلي: 
إيمان تفصيل» وإيان إجمالي: 

فالإيمان الإجمالي: وهو القَدّر المجزئ من الإيان بالقدر أن يؤمن 


العبد بأن كل شيء يحدث في هذا الملكوت قد سبق به قدر الل وأن 
الله عل عال .هذه الأحوال وتفصيلاتها بخلقه قبل أن يخلقهم؛ وكتب 
ذلك. فإذا آمن أن كل شيء قد سبق به قدر الله فيكون حقق هذا 
الركن. 

أما الويمان التفصيلٍ: فيكون على مرتبتين: 

المرتبة الأولى: الإيهان بالقدر السابق لوقوع المقدر: وهذا يشمل 
در حتين. 

لأولى: العلم السابق» فإن الله عله يعلم ما كان وما سيكون وما 
هو كائن ومالم يكن لو كان كيف يكون. علم الله السابق بكل شيء. 
بالكليات وبالجزئيات؛ بجلائل الأمور وتفصيلاتباء هذا العلم الأول لم 
يزل الله عه عالً)ا به بجميع تفاصيله. عِلمُه به أَوّل يعني ليس له بداية. 

الثانية: أن يؤمن العبد أن الله جَلةٌ كتب أحوال الخلق وتفصيلات 
ذلك قبل أن يخلق السموات والآأرض بخمسين ألف سنة» وذلك عنده 
في كتاب جعله في اللوح المحفوظ. 

المرتبة الثانية: أيضا تحوي درجتين» وهي تقارن وقوع المقدر: 

الأولى: الإيمان بأن مشيئة الله عله نافذة» وأن ما شاء الله كان وما 
م يشأ لا يكون, فليس نَم شيء يحدث ويحصل في ملكوت الله خَلل إلا 
وقد شاءه وأراده كوئاء فلا يمكن أن يعمل العبد شيئًا يكون مقدرًا من 


الله عَكهُ إلاوهذا الثبىء قد شاءه الله عَللل. 


المحديث أثانى يس 

الثانية: أن يؤمن بأنّ كُلَّ شيءٍ محلوق؛ فالله عله خالقه» مثل 
أعمال العباد وأحوالهم؛ والسماوات والأرض ومن فيهن. 

إذا تقرر هذا فالإيهان الشرعي المراد به في هذا الموطن الذي 
يكون قرينًا للإسلام يُراد به الاعتقاد الباطن؛ فإذا قُرن بين الإسلام 
والإيهان انصرف الإسلام إلى عمل اللسان وعمل الجوارح؛ والإيمان 
إلى الاعتقادات الباطنة؛ فلهذا نقول: لا يتصور أن يوجد إسلام بلا 
إيمان» ولا أن يوجد إيمان بلا إسلام؛ فكل مسلم لا بد أن يكون معه 
من الإيمان قدرٌ هو الذي ذكرنا صحَّح به إسلامه فلو لم يكن عنده 
ذلك القدر ما سمي مسلً) أصلاً» فلا يتتصور مسلم بلا إيمان» قكل 
مسلم عنده قدر من الإيمان» وهذا القدر هو القذر المجرئ الذي سبق 
بيانه. 

وكذلك كل مؤمن عنده قدّر من الإسلام مصحّح لإيمانه؛ فإنه 
لا يقبل من أحد إيمان بلا إسلام؛ ى! أنه لا يقبل من أحد إسلام بلا 
إيمان. فإذا قلنا: هذا مسلم. فمعناه أنه وجد إسلامه الظاهر مع أصل 
الإيهان الباطن؛ وهو القذر المجزئ. 

إذا تقرّر هذا فتقول: الإيران يتفاوت أهلّه فيه ولتفاوت أهله فيه 
صار الإيان أعلى مرتبة من الإسلام؛ وصار المؤمن أعلى مرتبة من 
المسلم؛ لأن الإيوان في المرتبة التي هي أعلى من مرتبة الإسلام قد حقق 
فيها الإسلام؛ وما معه من القدر المجزئ من الإيمان» وزاد على ذلك 


شرح الأمريعين النووية 


ط[ 348 | 
فيكون إذَاإيرانه أرفع رتبة من إسلامه؛ لأنه اشتمل على الإسلام 
وزيادة. ولهذا قال العلماء: (كل مؤمن ممسلم؛ وليس كل مسلم 
مؤمتًاة(0©. 

وقد جاءفي الحديث الصحيح أن النبي ولد قال له أحد 
الصحابة: أعط فلانا فإنه يا رسول الله مؤمن. فقال ويلك : «أو 
مُسْلِهُ». فأعادها عليه الصحابيء فقال وَكِِ: «أوْ مُسْلةٌ أعادها عليه 
ثلانًا0": قفي قوله: «أَوْ مُسْلِمٌ» دليل على الفرق بين المسلم والمؤمن؛ 
فإن مرتبة المؤمن أعلى من مرتبة المسلم» كما دلّت عليها آية سورة 
الحجرات: لوت الْأْعراب امنا ل لَّم موأ وللكن مولا تمن وَلِمَايدَخُلٍ 
الْإينُ لويم 6 [الحجرات: 4 :]١‏ فدل على أنهم ل يبلغوا مرتبة 
الإيهان التي هي أعلى من مرتبة الإسلام. 

فإذًا نخلص من هذا إلى أن الإيهان الذي هو تحقيق هذه الأركان 
الستة بالقذر الممعجزئ منه» ليس هو المراد بذكر هذه المراتب؛ لأنه 
داخل في قوله: «أَنْ تَشْهَدَ أن لا لَه إلا الله وَأَنَّ نحَمَدَ) رَسْولٌ الله 
فتحقيق مرتبة الإيمان يكون بالقدر المجزئ؛ وما هو أعلى من ذلك؛ 


)١(‏ انظر: مجموع الفتاوى (/ا/لقى لافىق وه" وفتح الباري(١/ ,)١18‏ ومعارج القبول 
(١‏ 5.2). 


(1) أخرجه مسلم )١5:(‏ من حديث سعد بن أبي وقاص ولغ 


المحديث الثاني 


لأن الإيهان أعلى رتبة من الإسلام؛ والمؤمن أعلى رتبة من المسلم. - 
وقد تنوعت عباراتٌ السَّلفي في الإيوان وأنواعه على أقوال: 
الأول: الإييان قول وعمل. 
الثاني: الإيمان قول وعمل واعتقاد. 
الثالث: الإيان قول وعمل ونية. 
الرابع: الإيهان قول وعمل ونية واتباع سنة(©. 
وهذا مَصِير منهم إلى يء واحد وهو أن الإيمان إذا أطلق؛ أو 

جاء على صفة المدح لأهله في النصوص أو في الاستعمال؛ فإنه يراد به 

الإيوان الذي يشمل الإسلام؛ أو جاء في مورد فيه المدح له ولو كان مع 

الإسلام؛ فإنه يشمل الإسلام أيضًا لدخول العمل فيه. 
فقال بعسضهم: الإيمان قول وعمل. ومن قال هذا فإنه يعني 

بالقول: قول القلب وقول اللسان. وبالعمل: عمل القلب وعمل 

الجوارح. 

وقول القلب هو: اعتقاده؛ لأنه باستحضار أنه ينطق في قلبه هذه 


(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية بده في مجموع الفتاوى (17/  :)9١‏ والمقصود هنا أن من قال من 
الساف: الإيبان قول وعمل» أراد قول القلب واللسان» وعمل القلب والجوارح؛ ومن أراد 
الاعتقاد رأى أن لفظ القول لا يفهم منه إلا القول الظاهر أو خاف ذلك؛ فزاد الاعتقاد بالقلب» _ 
ومن قال: قول وعمل ونية» قال: القول يتناول الاعتقاده وقول اللسان» وأما العمل فقد لا يفهم 
مته النية» فزاد ذلك» ومن زاد اتباع السنة فلأن ذلك كله لا يكون محبوبًا لله إلا باتباع السنةة اه. 


المعتقدات أو يقوها قلبّاء وقول اللسان: هو النطق بالشهادتين؛ وعمل 
القلب: هو النية» وعمل اللسان: هو ما يجب أن يتكلم به المرء في 
عباداته بلسانه مثل: الفاتحة» والأذكار الواجبة .. إلى غير ذلك ما يجب» 
واجوارح عملها ب| يتصل بعمل اليدين والرجلين وسائر جوارح 
المكلفين» هذا من حيث الجملة في صلة هذه الكلمات(©. 

فإذًا رجع إلى أن القول والعمل والنية هو القول والعملء فإذا 
قلت: إن الإيان قول وعمل عند أهل السنة. فالعمل هو عمل القلب 
واللسان والجوارح» وعمل القلب هو نيته فإِذًا من قال: هو قول 
وعمل ونية. فصّل العمل فأخرج عمل القلب فنص عليه» وقال: هو 
النية. ومعلوم أن عمل القلب أوسع من النية يدخل فيه أنواع عبادات 
كثيرة. 

ومن قال: هو قول وعمل ونية» يريد بالنية: ما يصح به الويمان» 


)١(‏ قال ابن القيم لَه في مدارج السالكين (1/ :)50١١-1٠١‏ ١قول‏ القلب: هو اعتقاد ما أخبر الله 
به عن نفسه؛ وعن أسائه» وصفاته» وأفعاله» وملائكته» ولقائهء على لسان رسله؛ وقول 
اللسان: الإخبار عنه بذلك» والدعوة إليه» والذب عنهء وتببين بطلان البدع المخالفة له والقيام 
بذكره؛ وتبايغ أوامره؛ وعمل القلب: كالمحبة له؛ والتوكل عليه والإنابة إليه» والخوف منه؛ 
والرجاء له وإخلاص الدين له» وأعمال الجوارح: كالصلاة؛ والجهاد. ونقل الأقدام إلى الجمعة 
والجماعات» ومساعدة العاجزء والإحسان إل الخلق؛ وتحو ذلك؟ ا.ه ياخختصار. وانظر: الشريعة 
للآجري (١17-؟9؟1).‏ 


الحديث الثاني 0 
فزاد هذا القيد تنبيها على أهميته؛ لقول الله جه : 8« مَنْحِلَ صَدِلِحَامّن 
دَكرِأرَأنقٌ وَهْر مُؤْممٌ 4 [النحل: 41]. قال: + مَنْعَيِلَ 4» وقال 

وَهوَمُؤْنٌ 4 » فصار القول والعمل مع النية» يعني: النية في القول 
والعمل» وهذا راجع أيضًا إلى الاعتقاد؛ لأن النية هي: توجه القلب» 
وإرادته وقصده. 

إنه)ا أردت بذلك أن تنوع العبارات في هذا راجع إلى شيء واحدء 
وإنا هو تفصيل لبعض المجملات؛ فمنهم من فصّلء ومنهم من قال: 
قول وعمل. واكتفى بذلكء والكل صحيح موافق للأدلة. 

والإيمان عندهم - كي| سبق بيانه - يزيد وينقص!؛ يزيد بالطاعة» 
وينقص بشيئين: بنقص الطاعات الواجية» أو بارتكاب المحرمات. 

قوله هنا: (وَتُؤْمِنَ ِالْقَدَرِ حَيْرِه وَشَرّو خير القدر و شره هنا من 
جهة تعلقه بالعبد» أما من جهة تقدير الله عه فهو خير محض؛ لأن 
النبي وك وصف ربه جل بقوله: «وَا ليد كُلُّ في يَدَيِكَ وَالدُّلَيْسَ 
إَِيِك2"04. فالله عل ليس بشرء وليس في أفعاله شر» وليس في صفاته 
شر؛ بل هو عل ذو الرحمة الواسعة» وذو الخير العميم الذي عم به 
عباده» وتقديره عَللِهُ خيرٌ محضٌء لكن بالإضافة إلى العباد قد يكون في 


)١(‏ أخرجه مسلم ( 61/١‏ من حديث على بن أبي طالب و8. 


شسرح أل ربعين النووية 
ع[ ؟7 ) الام مإم)ٌ) بب بر جل 7ه 
حق العبد المعين شرٌ!(©. 
قال: هقَالٌ: فَأَخْيرْني عن الإحْسَانْء قَالَ: أَنْ تَعْبْدَ الله كََنَكَ تَرَامُ 
َإِنْ ل تكن تَرَاهُ قإِنّهُيَرَاكَ»» قال العلماء: الإحسان هنا ركن واحد””. 
والإحسان جاء في القرآن مقرونًا بالتقوى» وجاء مقرونا بالعمل 
الصالحء وجاء مقرونًا بأشياء» قال 3: + إِنََهَ مََألَدنَ أتَعَوأ وَأَلَذِنَ 
2 م 5 رح صر مر د 000 - و 
هم حُحُسِنُوتَ * [النحل: »]١14‏ وقال: 8 لَيْسَ ع للدت ءَامنُوأ وعماوأ 
لحت ججتاحٌ ينبم سوا دام تصوأدَاممُوا وح آلصكيحتٍ مه مقوأوّاموا م 
20110 2 َه 
أتقوأ ولسوأ وله يآلْحِينَ )4 [اللائدة: *47]. وجاء الإحسان مستقالاً؛؟ | 
مالس نكا + 7 مهامس . د 
ف قوله 2 + للَذِنَاحسنوا للسووزيادة »4 [يونس: 5 ويراد 
وقوله هنا في بيان ركنه: «أَنْ تَْبدَ الله كنك تَرَاه؛ فَإنْ لَتَكُنْ ترا 
قَإِنَّهُيَرَاكُ4 هذا ركن به يحصل الإحسان؛ لأن الإحسان مِنْ أَحَسّن 
العمل إذا جعله حسئًاء وإحسان العمل يتفاوت فيه الناس » ومنه قدر 


مجزئ يصح معه أن يكون العمل حسنًا وأن يكون فاعله محسئاء فكل 


,)11١ /1( انظر: مجموع الفناوى ((14/ 7*4)) والحسنة والسيئة (ص 44)» وبدائع الفوائد‎ )١( 
وشفاء العليل (ص 2355 1487 755): والحكمة في أفعال الله لمحمد بن ربيع الدخلٍ‎ 
.)17 - (ص 199 - 504 )) وشرح الأربعين للعلامة ابن عثيمين #كْلته (ص‎ 

(؟) انظر: ثلاثة الأصول وأدلتها (ص””ى "5؟). 


المحديث اثان 
2 : ال يرف مقط لج | ررمي 
مسلم عنده قدر من الإحسان لا يصح عمله بدونه» ثم هناك القدر 
المستحب الآخر الذي يتفاوت الناس فيه بحسب الحال الذي يتحقق 


به هذه المرتبة . 
خالصًا صوابًا. 


وأما القدر المستحب: أن يكون قامً) في عمله على مقام المراقبة أو 
مقام المشاهدة . ومقام المراقية هذا أقل» ومقام المشاهدة هذا أعظم 
المراتب التي يصير إليها العبد المؤمن» وهو أن تكون الأشياء عنده حق 
اليقين . 

فأما المرتبة الأولى - مرتبة المراقبة - : فهي في قول النبي مَللِاةٌ : 
«َإِنَ ل تَكُنْ كر دأه نه ير ا وهي مقام أكثر الناس» فإنهم إذا وصلوا 
إلى هذه المرتبة فإنهم يعبدونه عله على مقام المراقبة» فإذا راقب الله بأن 
دخل في الصلاة بمراقبة الله ويعلم أن الله عه مطلع عليه وأنه بين 
يديه؛ كما قال 85: ير وَمَانَكوْنُ في سأ ومَائا تهون ُرَْانوَكاتْمَوَ من 
عَمَلٍ حكن ليد شْهُودَاإِْتفِِصُونفِيةٌ 4 [يونس: 11١‏ فهذا مقام 
الإحساس بمراقبة الله غَلْ للعبد. 

وقد قال النبي يَكئِة: هذا قُنْتَ في صَلاتِكَ قَصَلَ صَلاةً 


مُوَدّع2"70؟ لتعلم أن الله َل مراقبكء وأنه مطلع عليكء وما تفيض 
في شيء إلا وهو يعلمه ويراه منك يه وكلما عظمت هذه رجعت إلى 
إحسان العمل؛ فإذا تحرك المرء في صلاته فاستحضر مقام مراقبة الله 
جَلِ له واطلاعه عليه؛ فإنه مباشرة سيخشع لاستحضاره هذا المقام 
مقام المراقبة . 

وأما مقام المشاهدة: فهو أعلى من مقام المراقبة» وهو الذي أخبر 
به الببي وَكَيةِ بقرله: «أَنْ تَعْبَدَ الله كَأَنَكَ كَرَاهُه؛ وهذه المشاهدة 
المقصود ها مشاهدة الضفات لا مشاهدة الذَّات؛ لأن الصوفية 
والضَادّل هم الذين جعلوا ذلك مدخلا لمشاهدة الذات -كم] 
يزعمون- وهذا من أعظم الباطل والبهتان» وإنها يمكن مشاهدة 
الصفات ويُعنى بها: مشاهدة آثار صفات الله حل في خحلقه؛ فإن العبد 
المؤمن كلما عَظُّم علمه ويقينه بصفات الله عل وبأسائه» أَرْجَع كل 
شيء يحصل في ملكوت الله إلى اسم من أسمء الله َل أو إلى صفة 
من صفاته» فأية حالة من الحالات يراها في السماء أو في الأرض» فإن 
مقام مشاهدته لصفات الله تقتضي أنه يرجع كل شيء يراه إلى آشار 
أسماء الله مه وصفاته في خلقه؛ ولهذا يحسن هذا المقام لمن عظم علمه 


(1) أخرجه ابن ماجه ( »)417/١‏ والإمام أحمد في المسند (8/ ؟١4)»‏ والطبراني في الكبير ( /411")» 


من حديث أبي أيوب الأنصاري 5إ(2». 


بأسياء الله ل ويصفاته» وبأثرها في ملكوته؛ فيأي - لعظم علمه 
بذلك - حتى يشهد صفة إحاطة الله عله بالعبد» وأن الله رقيب عليه» 
وأنه محيط به وأنه شاهد عليه؛ فبعظّم ذلك في نفسه حتى يستحبي أن 
يكشف عورته في خلوة لا يراها إلا هو؛ كا جاء في الحديث «اللّهُ أَحَقٌّ 
أَنْ يُسْتَحْيا ه270 هذا لأجل مقام المشاهدة العظيم. 

فإِذًا أهل السنة» والذين يتكلمون في الزهد وني إصلاح أعمال 
القلوب على منهج أهل السنة يجعلون الإحسان على مقامين: المراقبة» 
والمشاهدة 9). 

وكل هذا راجع إلى إحسان العمل يلو أن سرعملا )4 
[الملك: 9]» كلما عظم مقام المراقبة أو المشاهدة زاد إحسان العمل . 

قال: لاقال: َأَْررْني عَنْ السّاعة؟ قال: : ما الَسْؤُولُ عَنْهَا بأعْلَمَ مِنَ 
اا؟ لأن علم الساعة عند الله 8 ؛ك) في قوله يُدل: + يلوك عن 


_- 
0_2 


الَحَةٍ أن سه كل إِتَّمَا لها عند رق لابحلا لوقه إلا هو لت في اموا 


(1) أخرجه البخاري معلقًا بصيغة الجزم في كتاب الغسل - باب من اغتسل عريانًا وحده في الخلوة 
(58/1:؛ قفتم وأبو داود (/5037): والترمني ( 11/55)) وأحمدفي المسند (8/”), 
وعبدالرزاق في مصنفه (1/ 421417 والبيهقي ني الكبرى )١159 /١(‏ من حديث بهز بن حكيم 
عن أبيه عن جله. ش 

() انظر: مدارج السالكين (؟/ /ا١؟)2‏ وجامع العلوم والحكم (ص /ا"): وفيض القدير ,)88١ /١(‏ 
ومعارج القبول (/ 498). 


رض لاتأية لابه [الأعراف: /4]. 
قال: «فأَخيرني عَنْ أَمَارَاتها؛ الساعة للها أمارات» وهي الدلائل 


والعلامات» والأمارات يعني الأشراط؛ كا جاء 2 قوله 


0 طيً 


15 + هَقَدَ 
شراطها © [محمد: )1١8‏ يعني: أشراط الساعة؛ جمع شَرّط وهو 
ام التي تدل على الشىء. 
وأمارات الساعة قسمها العلماء إلى قسمين: 
©« أشراط أو أمارات صغرى. 
© أشراط أوأمارات كبرى 
والمذكور هنا هي الأمارات الصغرىء ذكر منها: (أَنْ تَلِدَالأَمَةُ 
رَيْتَهَااء والمقصود بالأشراط الصغرى أو الأمارات الصغرى: هي التي 
تحصل قبل خروج المسيح الدجالء ف كان قبل خروج المسيح الدجال 
مما أخبر النبي ولي أنه من علامات الساعة؛ فإن هذا من الأشراط 
الصغرى» ثم ما بعد ذلك من الأشراط الكبرى» وهي عشْرٌ تحصل 
تباعًا في ذلك» فمثلا قوله: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَمَّى تُقَاتَلُوا اليهُو)(©, 
هل امن الأشراط الصغرىء وقوله: الائقُوم السَاعَُ حَنّى تَضْطَربَ 


بساكم وج مم 


عكر و ,امه صم اله 870 ١١‏ 
ألمأت نساء 3 ذى الخَلصّة04') وقو له: الامو الساعة 
7 0 وس على دي 2 وقو 18 حَتَى 


)١(‏ أخرجه البخاري (955؟): ومسلم ( 1977) من حديث أبي هريرة وإ. 
(؟) أخرجه البخاري (5١١/9)؛‏ ومسلم (1105) من حديث أبي هريرة 48. 


تَخْرْجَ تَارّمِنْ أزْض الِجَازِ تّضِيِءٌ أعْنَاقٌ الإبلٍ ببُضْرَى)!" هذا من 
الأمارات الصغرىء وقوله في حديث عوف بن مالك و المعروف: 
«اعْدُدْ سا بين يَدَيْ السَّاعَةٍ مَوْةٍ ثنخ بيت افيس ثم وان ان يَأخُلٌ 
يكم تحاص الكت افاضة الال > حَتَّى يُخْطَى الدَّجُلٌ مِانَةَ ديد 
بعل سَاخط كم ذه لا يبقَى بيت من الْعَرَبٍ إلا 5 > لتك لكر 
بَبنَكُمْ وَبْنَبيِي الأأصْفَرٍ قي يَِْرُونَ بوك كت مَازن خَهة كحت كُلُ 
غَايَة انْنَا عَكَرَ أَلَهّاه("©... وأشباه ذلك» هذه جميعًا أشراط صغرى. 

وهذه الأشراط الصغرى ذْكْرّها لا يدل على مدح أو ذم فقد 
يُذكر الشىء على أنه علامة من علامات الساعة وليس هذا دليلاً على 
أنه محمود أو مذموم؛ أو على أنه منهي عنه في الشريعة: فقد يكون 
الشىء من الأشراط وهو من الأمور المحمودة في الشريعة؛ كا في 
حديث عوف بن مالك ولاك - السابق ذكره - فهو من الأمور 
المحمودة» وقد يكون من الأمور المذمومة. 

فإذًا وصف الثىء بأنه من أشراط الساعة الصغرى أو الكبرى 
لا يدل بكونه شرطًا على مدحه أو ذمه؛ بل هذا له اعتبار آخر. 


)١(‏ أخرجه البخاري (0/118)) ومسلم ( 1494) من حديث أبي هريرة وإك. 
(؟) أخرجه البخاري (195"). 


ومؤلفات أهل العله( في هذا الباب ما بين مصيب مدقق» وما 
بين متساهل» وهي كثيرة جدًاء وينبغي لطالب العلم أن يحترز في هذا 
الأمرء لأن أشراط الساعة أمر غيبي» والأمور الغيبية يجب أن يُسَلّم لها 
إذا صمح الدليل من كتاب الله وَكْكَ أو من سنة نبيه وليك وفيها ما في 
جنس أخبار الغيب» فلا يتعرض لما بمجاز, ولا بنفي حقيقتهاء 
ولا بتأويل يصرفها عن ظاهرهاء فباب التأويل والمجاز مرفوض في 
مسائل الغيب حميعًاء أو القول بأن العقل يحيل مثل هذاء فالواجب هو 
التسليم لها. 

قال: «فأخيرني عَنْ أَمارَامبًاا يعني الأمارات الصغرى. 

قال: «أَنْ تَلِدَ الأَمَةٌ رَيْتَهَاه يعني : سيدتهاء فالأمة إذا ولّدت فإِنَّ 
مولودها الذكر أو الأننى هو سيد كالك الأمّة. فد الأمة هذه التي 
وَلدت هذا الولد أصبحت مَسُودَة له فهو سيّد على أمَّهء والبنت سيدة 
على الأَمّة باعتبار أن الأب سيد؛ لهذا تُعتق أم الولد بعد موت السّيد 
ولا تُعتق بمجرد ولادتها منه بل بعد موته لأجل الولادة؛ فلهذا قال 


و 


هنا: «أَنْ تَلِدَ الأمَة رَبتَهًا». 


)١(‏ ومن المصنفات في أشراط الساعة: (صفة أشراط الساعة) للسرخسيء و( القناعة فيا سس إليه 
الحاجة من أشراط الساعة) للسخاويء و( الإذاعة) لصديق حسن خان: و(إتحاف الجاعة فيا 
ورد في أشراط الساعة) للشيخ حمود التويجري تله 


الحديث الثانى م 

قال أهل العلم(2©: هذا كناية أو إخبار عن كثرة الرقيق حيث 
يكثر هذاء وإلا فإنه موجود في عهد الإسلام الأول» وموجود فيما قبله 
أيضًا ولود الأمة لسيدها أو لسيدتهاء وهذا غير المقصود به هذا الخير 
لأنه من أمارات الساعة» لكن المقصود به أن يكثر ذلك بحيث يكون 
ظاهرة» فيكون علامة. 

وهذاقد حصل ل) كثرت الفتوح.ء وكثر الرقيق» وصار الرجل 
يأخذ إماء كثيرة» ويصير له عشر أو عشرون من الإماء» فيطأ هذه ويطأ 
هذه ومن تنجب منهن يُصبح أولادها أسيادًا لها. 

8 رع هم شو 0 70 007 ور سس 

قال: «وَأَنْ تَرَى الحْمَاة الْعْرَاة الْعَالَةَ رعاءَ الشَّاءِ يتَطَاوَلُونَ في 
الْمَيّان)» يعنى: أن ترى الفقراء الذين ليسوا بأهل للغنى» وليسوا بأهل 
للتطاول؛ لا جعلهم الله لله عليه من الأمور من رَعي للشّياهء أو تتبع 
للجهالء أو نحو ذلكء أنهم يتركون هذا الذي هو لهم, ويتعجهون 
للتطاول في البنيان. والتطاول في البنيان جاء في ذمّه أحاديث كثيرة 
معروفة”"» فقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم - لا يتطاولون في 


(١)انظر:‏ غريب الحديث لابن الجوزي (١1/١01")؛‏ وصيانة صحيح مسلم (ص 15)) وشرح 

التووي على صحيح مسلم ))١88 /١(‏ وجامع العلوم والحكم (ص .)4١‏ 
(؟) أخرج أبو داود ني سننه ( /8771)» وابن ماجه (4151) بتحوه؛ وأبو يعلى في مسنده (/1/ 8" 
4 والبيهقي في شعب الإبيان (9/ )55٠‏ أن رسول لله يد قال: دأمّا إن كل به وَيَلُّ عل 
صاحبه إلا مَا لا إلا ما لا يني ما لا بد ِنْهُ من حديث أنس َيه قال الحافظ ابن حجر في 


البنيان» بل كانت منازلهم قصيرة» ففي هذا ذٌّ للذين يتطاولون في 
البنيان» وهم ليسوا أصلاً بأهل لذلك» وهذا فيه تغيّر الناس» وكثرة 
المال بأيدي مَن ليس له بأهل. 

قوله: ١نم‏ نُطَلقّ»: يعني جبريلء قوله: اقَليِفْتُ) : اللابث عمر 
ع يي » قوله : «مَليّاك: وفي رواية : «قَليِنْتُ ثلانًا»20, أي: ثلاثة أيامء 
قوله: «مُمَ َال لي: يا عُمَرُ دي من الاي ؟ ؛ قُلتُ: الله وَرَسُولُه أَعْلهُ 
ال: هيل ناكم يُعلمكُْ ديتكُْ». أحرم وك بذلك حتى ينظ 


وقع هذه الأسئلة وجوابها. 


الفتح: (57/11): 3 رواته موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي؛ فليس 
بمعروفء وله شاهد عن واثلة عند الطبراني» اه. 
وأخرج البخاري في الأدب المفرد (ص ١٠3)؛‏ وابن سعد في الطبقات 28٠١ /١(‏ وأبو داود في 
الرنسيل /١(‏ 01741 وابن عبد ابر في التمهيد (48/8) عن الحسن و أنه قال: كُنْتُ ادحل 
يوت أزواج ابي وني خلائة علا نول سُفْقَهَايبيه. 
وأخرج البخاري في الأدب المفرد (ص ١5١)؛‏ وابن سعد ني الطبقات (485/8) عن عبد الله 
الرومي قل:ادضلت عل طلق؛ فقلت: ما أقصر سف ينك مذ تالت نيا بني إن أميه 
الؤمنين عمر بن الخطاب ورك 0 

)61/1( وابن ماج 055 وأحمد في السند‎ ), ١ أخرجه أبو داود( 4548)) والترمني‎ )١( 
51؟)؛ من حديث عمر وَإ.‎ /١( وأبن حبان في صحيحه‎ 


2 
< جر (ي في 
59 م 207 3 4 
الحديث الثالث 
عَنِ عبد الله بن عُمَرَ وه كَالَ: فَالَ رَسُولُ لل وَكٌِِ: مني 


الإسْلامُ عَكَ خمس: شَهَاكَة أَنْ لا إلهإ أن محمد 


0 و 
إلا النّق وَأَنْ مُحَمَدَا رَسُول اللّى 
وَإِقَام الصَّلاق وَإِنَاءِ الزَّكَاقِِ وَالْحَجٌ وَصَوْم رَمَضَانَ». رواه البخاري 


ومسلم0". 


الشرح: 

هذا الحديث فيه ذِكرٌ دعائم الإسلام ومبانيه العظام» وهي 
الخمس المعروفة: 

الأولى: «شهَادة أَنْ لد إله إلا الله» وَأَنْعحَمَدَ رَسُولُ اللهاء وهذه 
واحدة باعتبار أن كلا من شقيها شهادة. 

الثانية: إِقَام الصّلاة. 

الثالثة: إِيمَاءِ الرَّكَاةِ. 

الرابعة: الحَج. 

الخامسة: صَوْمِ رَمَضَان. 

وهذا الحديث من الأحاديث التي اسْئْدِلُ بها على أن أركان 


.)15( أخرجه البخاري (4: 4815)) ومسلم‎ )١( 


الإسلام خمسة(7©» وهذا الاستدلال صحيح؛ لأن قول النبي َيَِاةٌ: 
ابْيِيَ الإسلامٌ عَل خمس» يدل على أن البناء يقوم على هذه الخمس» 
وغير هذه الخمس مكملات للبناء» ومعلوم أن البناء يسن السكنى 
فيه» ويكون جيدَاء أو يكون العبد فيه سعيدًا إذا كان تانّاء وكلما كان 
أتم كان العبد فيه أسعد. 

فإذا أتى العبد بهذه المباني الخمس فقد حقق الإسلام» وكان له 
عهد عند الله خَلةْ أن يدخله الحنة(. 

قال: (بَنِيَ الإِسْلامٌ عَللَ حمُس».: ولفظ ابْنِيَ) يقتضي أن هناك من 
بناه على هذه الخمس» فلم يُذكر الباني على هذه الخمسء والمقصود 
بالباني: الشارع أو المُشَّرّع فالذي بنى الإسلام على هذه الخمس هو 
الله َكل وهو الشارع َل والنبي لَه مبلّْ عن ربه جل ليس هو 
مُشسَرّعا على جهة الاستقلال» وإنم| هو وَل مبلغ أو مشرّع على جهة 
التبليغ» على الصحيح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة”)؛ فإِن 
النبي علي ذكر لنا هنا أن الإسلام بني على هذه الخمس. 


(1) انظر: جامع العلوم والحكم (ص"4). 

(؟) كبا جاء في حديث أب هريرة وَقْعِ الذي أخرجه البخاري ( 740؟) أن رسول اله يككَةٌ قال: 
١مَنْ‏ من بالل وَيرَسُولِه وَأنَامَالصّلاءً وَصَامَ رَمَضَااَ كلا حَمًا عل الله أن للخل الج ...». 

(*) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (*/ 588): والاعتصام للشاطبي (4/ ؟4"). 


الحديث اثالثك 


والمقصود بالإسلام هئا الدين؛ لآن الدين هو الإسلام؛ كما قال 
عَله: + إَِالدِ عن دَآفَالِإِسْلَمُ 4 [آل عمران: »]١9‏ والإسلام في 
قوله: ١بَنِىّ‏ الإِسْلامُ عل خمس» مقصود منه الإسلام المخاص الذي 
بُعث به محمد بن عبدالله وَيَئهُ. 

والإسلام في القرآن وفي السنة له إطلاقان0©: 

الأول: الإسلام العام: الذي لا يخرج عنه شيء من مخلوقات الله 
َل » إما اختيارّاء وإما اضطرارًاء قال َل : + أمَمَيْرَ وين أله بعرت 
وله سكم من في السَموات وَالْارض ْوْحَاوَحكَرَهًا 4 [آل عمران: 


8]. وقال عل : + ومن يَبَيَعْ عير الإسَلي ديا هن يقْبَلَ مِنْهُ وَهُوٌ في 
لْأِفْرَةَ مِنَ لْكَرنَ 4 [آل عمران: 188]؛ وقال عله عن إبراهيم 


:+( مان ريم بودي ولَاع انك ولي كانحدًِِامُسَلِمَا اتن 


ص 


لْممْرِكِنَ )4 [آل عمران: 5177]؛ وقال عَله: | هو سَصَسكالْمتلوينَ من 
كْلُ 4[الحج : 78]. 


(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية مله : «فإن الإسلامَ الخاص الذي بعث اله به محمدا وَلكةٌ التتضمن 
لشريعة القرآن ليس عليه إلا أمة محمد وَليلْكٌ والإسلام اليوم عند الإطلاق يتناول هذاء وأما . 
الإسلام العام المتناول لكل شريعة بعث له بها نيا فإنه يتناول إسلام كل أمةٍ متبعة لنبي من 
الأنيياء» اه. انظر: مجموع الفتاوى (” / 44). 


فالمقصود أنَّ لفظ الإسلام هذا هو الذي يقبله الله له من العباد 

المكلفين ديئاء فآدم يليم مسلمء وكل الأنبياء والرسل وأتباع الأنبياء 
والرسل جميعًا على دين الإسلام؛ الذي هو الإسلام العام» وهذا 
الإسلام العام هو الذي يُمَسَّر بأنه: «الاستسلام لله بالتوحيدء والانقياد 
له بالطاعة» والبراءة من الشّرك وأهله)7"» فهذا هو ملة إبراهيم» وهو 
الذي دانَ به جميع الأنبياء والمرسلين ومّن تبعهم. 

الثاني: الإسلام الخاص: ويراد به الإسلام الذي بعث به محمد بن 
عبد الله وك وهو الذي إذا أطلق الإسلام لم يُعن به إلا هذا على وجه 
الخحصوص؛ لأن الخاص مقدم على العام في الدّلالة» ولأن هذا الاسم 
خصّت به هذه الأمّة» وص به النبي وَلِلْةِ فجعل دين الصطفى 
َيِه الإسلام. 

فَإذًا المقصود هنا بقوله: ابْيِيَ الإسَلامٌ» الإسلام الذي جاء به 
نبينا محمد بن عبد الله وَلِكة. ا 

أما الإسلام الذي كان عليه الأنبياء والمرسلون» فهو من حيث 
التوحيد والعقيدة كالإسلام الذي بُعث به النبي وَلَيِدٌ محمد في أصوله 
وأكثر فروع الاعتقاد والتوحيد» وأما من حيث الشريعة فإنه يختلف؛ 


فإن شريعة الإسلام غير شريعة عيسى يليبلا وغير شريعة موسى 


.) 8" راجع (ص‎ )١( 


الحددث الثااث 

يِل إلى آخر الشرائع. 

وقد جاء في الصحيح أن النبي ولد قال: «الْأنْيَاءٌ إِخْرَةٌ علا 
أمَهَامُمْ شَتَى وَدِينهُمْ وَاجِد(2. 

فقوله: ابْئِيَ الإسلامُ» يعني: الذي جاء به محمد يَلَكقٌ فلا 
يُتصور من هذا أنّه يعم ما كان عليه الأنبياء من قبل» فالأنبياء ليس 
عندهم هذه الشريعة؛ من جهة إقام الصلاة على هذا النحوء أو إيتاء 
الزكاة على هذا النحوء أو صيام رمضان ... إلى آخره. فهذا بقيوده مما 
أختصت به هذه الأمة. 

قال: عل حخمس: شَهَادةٍ أَنْ لا إلّه إلا الله»» ويجوز في (قَهَادةِ) 
ونظائرها أن تكون مجرورةٌ على أنها بَدَل بعض من كل؛ يعني تقول: 
( عل خمس شَهَادَةِ) فخمس شُمولء وشهادة بعض ذلك الشمول» 
ويجو ز أن تستأنفهاء فتقول: : على خمس: شَهَادَةٌ أَنْ لاله إلا الله» على 
القطع؛ كا قال: + وَسَرَبَلَهمَتَكايَجْنمَدَمَُآآبْحكمْ »4 [النحل: 
“ا فقال: + ف تيكشكنا 4 

وهذا شائع كثير» فإذا ذكرت نظائرها فيجوز فيها الوجهان: الجن 
على البدلية» والرفع على القطع والاستئناف. 


(1) أخرجه البخاري ( 5445)» ومسلم (7518) من حديث أبي هريرة و48 . 


رو 


وقوله: اشَهَادَةُ» الشهادة مأخوذة مِنْ: شَّهِدَ يَشْهَدُ شهُودَاء 
وَتََهادَةٌ إذا علِم ذلك بقلبه» فأخبر به بلسانه. وأعلّمّ به غيره 
ولا تكون شهادة حتى يجتمع فيها هذه الثلاث: 
9 أن يعتقد ويعلم بقلبه. 
وأن يتلفظ بها بلسانه. 
© أن يُعْلِمَ بها الغيْر. 
هذا إذالم يكن ثمة عذر شرعي عن إعلام الغير؛ كالإكراه؛ أو 
اختفاء» أو ما أشبه ذلك ما تجوز فيه التّقيّة. 
فقوله: شَهَادةٍ أن لآ لَه إلا الله؛ يعني: العلم بأن لا إله إلا الثّه» 
وأن محمدًا رسول الله والنطق بذلك» والإعلام به. وكلّ شهادة هي 
بهذا المعنى» والشاهد عند القاضي لا يُسمّى شاهدًا حتى يكون علِم ثم 
نطق؛ تكلم بذلك فأَعلَمَ به القاضي» فسّمي شاهدًا لأجل ذلك. وقد 
يتوسع فيقال في المعاني: إنها شواهد. لأجل تنزيلها في النهاية منزلة 
الشهادة الأصلية. 
قوله: «أَنْ لآ إلّه إلا الله»: (أنْ) هذه هي التفسيرية» وضابطها أنها 
تأتي بعد كلمة فيها معنى القول دون حروف القول7"» وقد يجوز أن 
تكون مخففة من الثقيلة أيضًاء يعني: شهادة أنه لا إله إلا الله. 


)١(‏ أنظر: كتاب سيبويه (/ 42١67‏ ومغني اللبيب (ص 47)» والأصول في النحو (؟/5037). 


الحديث الثااث 00 

قوله: (لآ إِلَّه إلا الله هي كلمة التوحيد. ودلا إِلّه) نفي» وإلا 
الله) إثبات. والمنفي: استحقاق أحد العبادة؛ لآن الإله هو المألوه 
والمعبود» و«إلا الله هذا إثبات» يعني: إثبات استحقاق العبادة لله 
له دونم! سواه» ونفي هذا الاستحقاق عما سواه. 

فإذا قلنا: كلمة التوحيد نفي وإثيات. فهذا معناه أنها تنفي 
استحقاق العبادة عا سوى الله وتثبت استحقاق العبادة لله جز 
وحده» فمن شهد أن لا إله إلا الله يكون اعتقد وأخير بأنه لا أحد 
يستحق شيئًا من أنواع العبادة إلا الله وحده لا شريك له وفي ضمن 
ذلك أن من توجّه بالعبادة إلى غيره فهو ظالم متعدٌ باغ بذلك على حق 
الله خل8ة. 

قوله: (وَأنَّ تحَمَدَ) رَسُولُ الله) يعني: أن يعتقد؛ ويخبر» ويعلن أن 
حمدًا بن عبد الله القَرَشِي لمكي رسول من عند الله حقء وأنه نرّل 
عليه الوحي؛ فأخبره با تكلم الله عل بهء وأنّه إنّ) يبلّْ عن الله خللة. 

وهذا واضح من كلمة (رسول)؛ فإن الرسل البشريين مبلغون 
من لفظ الرسالة؛ ىا أن الملائكة رسل من لفظ الملائكة» فالرسول 
يأخذ من الله مَل ويبلّْ الناس ما أخذه عن الله عَلل. 

ومعلوم أن الرسل من البشر جَلِكأيَْ م يجعل ادثه لحم خاصيةً 
أن يأخذوا الوحي منه مباشرة» وأن يسمعوا الكلام منه» يعني في عامة 
الوحي» وقد يسمعون با أَذِنَ الله عل لهم في بعض الرسل. فاعتقاد أن 


محمدًا رسول الله: اعتقاد أنه مُبَلّعٌ عن الله عل لم يكلمه الله جل بكل 
الوحي مباشرة» وإنما أوحى إليه عن طريق جبريل يليك واعتقاد 
أيضًا أنه خاتم المرسلين؛ ختم الله عله به الرسل» فمن اعتقد أنه 
موحى إليه من اللّه» وأنه رسول حقء وأنه خاتم الرسلء تمت له هذه 
الشهادة. 

وهذه الشهادة بأن محمدًا رسول الله لها مقتضى» وهذا المقتضى 
هو: طاعته لكيه في| أمرء وتصديقه فيما أخبر» واجتناب ما عنه نهى 
وزجرء وألا يعبد الله إلا بها شرعه رسوله وَلَيلَةِ 20. 

قال: هوَإِقَامٍ الصَّلاقه والتعبير عن الصلاة بلفظ: «إقام ‏ َلاق 


هذا لأجل مجيئها في القرآن هكذا: +( ضكر لدتو لشم إِكَ عَسَقٍ 
يل )4 [الإسراء: 08]. ج وَأقِيمُوألصَلردَوَاوا وك 4 [البقرة: 4], 
2 سثر عي 1 دك بي سو د م 2 


الزنيقيمون يوون الرَكَرةٌ #ل[اللائدة: 6 ونحو ذلك من 
الآيات. 
ففي القرآن أن الصلاة تُقام؛ ومعنى كونها تقام يعني: أَنْ تكون 
3 - 0 5 كرادت 002 4- 0-00 
قائمة بإيان العيد. وهذا هو معنى قول الله جه : +[ وَأَقِ الصسكرة ارت 


بر ير 2 


ألصّصكوء تنُك ع نالْفَحَْآ وَالَْكُرِ 4 [العنكبوت: 48] فمن لم يُقم 


.)5١ انظر: ثلاثة الأصول وأدلتها (ص‎ )١( 


المحديث اثالث 


الصلاة لم تَنْهَهُ الصلاة عن الفحشاء والمكر. 

قال: 9وَإِيتَاءِ الزَّكَاقِ أيضًا لفظ الإيتاء قيل فيه: «إيتاء»؛ لأجل 
مجيئه في القرآن» وكذلك «التج؛ وَصَوْمرمَضَانَ». 

يعني: هذه الألفاظ بلّغها النبي كلد هكذا لموافقتها لما جاء في 
القرآن» فلو قيل في الزكاة: إعطاء الزكاة لجازء ولو قيل في الصلاة: 
أي الصلاة لجاز أيضًاء ولكن اتباع ما جاء في القرآن أولى في هذا 
الأمر. 

وهذا الحديث دل على أن هذه الخمسّ أركانٌ» وقد سبق بيان أن 
التعبير عن هذه الخمس بالأركان إنا هو مصطلح حادث عند الفقهاء؛ 
لأنهم عرّفوا الركن بأنّه ما تقوم عليه ماهية الشيء» وأن الشيء 
لا يتصور أن يقوم بلا ركنه. 

فيقولون - مثلاً-: أركان البييع ما تقوم عليه ماهية البيع» 
فلا يمكن أن يُتصور بِيعٌ إلا أن يكون هناك بائع ومشترء وسلعة تُباع 
وتّشترىء يعني: سلعة يقوم عليها ذلك» وهناك صيغ للبيع؛ كأن يقول 
البائع: خذ وهات. أو يقول الأول: بِعْتَء ويقول الثاني: اشتريت» أو 
ما أشيه ذلك. 

فإذًا الأركان كيف نستنتجها؟ الجواب: هي ما تقوم عليها حقيقة 
الثيء. فتتصور شيئًا كيف يوجدء وما دعائمٌ وجوده. فتكون هي 
الأركان. 


فالنكاح - مثلاً - ما أركانه؟ الجواب: هي ما يقوم عليها النكاح: 
فلا يتصور أن يوجد نكاح إلا بزوجين» وبصيغة أخرى: رجل وامرأة 
وهذا حقيقة من حيث هوء فتأتي أشياء شرعية لتصحيح هذه الأركان» 
فيقال: يُشترط في الزوج المواصفات كذا وكذاء ويشترط في المرأة أن 
يعقدلما وليّهاء ويشترط في الصيغة أن تكون كذا وكذا إلى آخرهء 
فغيرُها تكون شروطًا. 

فإِذًا الركن عندهم ما تقوم عليه ماهية الثيء أو حقيقة الشيء؛ 
فهذه الخمس قيل عنها إنها أركان الإسلام» وهذا الإطلاق يُشكل عليه 
أن أهل السّنة قالوا: إن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول 
الله» وأَدّى الصلاة المفروضة:ء وترك بقية الأركان تهاونًا وكسلاً؛ فإنّه 
يُطلق عليه لفظ المسلم» ولا سلب عنه اسم الإسلام بتركه ثلاثة أركان 
تهاونًا وكسلاًء وهذا متّفق مع قوهم في الإيمان: الإيمان قول وعمل 
واعتقاد. ويعنون بالعمل: جنس العملء ويمثّلّهِ في أركان الإسلام: 
الصلاة. 

فإِذًا نقول مرادهم هذا ما دلّت عليه الأدلة الشرعية؛ ودلت عليه 
قواعد أهل السنة مِنْ أن هذه الأركان ليس معنى كوهما أركانًا أنه إن 
فقد منها ركن لم تقم حقيقة الإسلام؛ ك) أنه إذا فقد من البيع ركن 
لم تقم حقيقة البيع» فلا يتصور أن هناك بيع بلا بائع؛ ولا نكاح 
بلا زوج» أما الإسلام فيُتصور أن يؤجد الإسلام شرعًا بلا أداء للحجء 


يعني: لو ترك احج تهاوتاء فإنه يقال عن تاركه مسلم إذا أتى 
بالشهادتين وأقام الصلاة؛ كذلك من ترك تأدية الزكاة تباونًا 
لا جاحدً؛ فإنّهِ يقال عنه مسلم» وهكذا في صيام رمضان. 

واختلف أهل السنة في الصلاة: هل تَرْكُها #باونًا وكسلاً يسلّب 
عنه أسم الإسلام أم ود 

فقالت طائفة: إِنْ تَرْكَ الصلاة تهاونًا وكسلاً لا يسلب اسبم 
الإسلام عن المسلم الذي شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله 
وإنما يكون على كبيرة» وهو في كفر أصغر. وهذا قول طائفة قليلة من 
علماء أهل السنة. وقال جمهور أهل السنة: إنَّ تَرْكَ الصلاة تهاونًا 
وكسلاً كُمُرٌ وإنّه مَن ترّكَ الصلاة فليس له إسلام؛ يعني: ولو أدى 
الزكاة وصام رمضان وحج. وهذا هو الصحيح لدلالة الكتاب والسنة 
والإجماع على ذلك. 

والصحابة أجمعوا على أن الأعمال جميعًا المأمور بها تركها ليس 
بكفر إلا الصلاة؛ ى) قال شقيق بن عبد الله في) رواه الترمذي وغيره: 


)١(‏ انظر الخخلاف في حكم تارك الصلاة في التمهيد لابن عبد البر (4/ 598 ومجموع الفتاوى 
:)5١١ 64 /9(‏ والصلاة وحكم تاركها لابن القيم (ص59؟)) وجامع العلوم والحكم 
(ص 44)» والمهنب لأبي إسحاق الشيرازي (1/١081)؛‏ ومغني المحتاج (1١/1؟”)»‏ وعون 
المعبود (؟/ :)1١8‏ وتحفة الأحوذي (؟/ .)70٠١‏ 


اتلك شرعوألامربعين التووبة 
ملك دل اح ته 
#2 ه سيى تمده مَيَيلابه يدسر 28> > ص 0هبب؟ه وت وش؟ت يو > ول 
«كَانَ أُصْحَابٌ حَحَمَدِ وَلَدُِ لا يَرَوْنَ شَيئًا مِنْ الأغمال تَركه كفرٌ غَيِرَ 
الصّلاة)20 . 
الصلة مع عل كه كر وهو الذي دل علب فول ل 
غَللة: < مَدلسك وف سر( ) تالوألرتك دوت التي )4[الدثر: “4 
وكذلك قول الب يل صحيم سال :ونين الرّجُلِ وَيَْنَ الشّدك 
ئز دك الصّلاقه"» وني السنن الأريعة وف الحُسنّد وفي غيرها 
سناد صحيح من حديث بريده قوع مرفوعًا : «الْعَهْدٌ الذي ينا يمنا 
7-0 2 م2 تَرَكَها فَقَدْ كن20, وقوله عَيَيِْك : « "مي ناجل و ويس 
الشّرّكَ وَالْكُفْر ئَرْكَ الصّلاة» دلّئا على أن ترك الصلاة كف أكير؛ وذلك 
أن القاعدة أن لفظ «الكفر» إذا جاء في النصوص؛ فإنه يأتي على 
وجهين: 
الأول: أن يأ متكّرًا بلا تعريف» فيكون معناه الكفر الأصغر. 
الثاني: أن يأتي مُعرَّفَاء فتكون (ال) فيه: 


)١(‏ أخرجه الترمذي (5551))؛ والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (؟/ -49٠‏ 0305)) والحاكم في 
المستدرك (48/1). 

(؟) أخرجه مسلم (81) من حديث جابر بن عبد الله وَزقكُها. 

(") أخخرجه الترمني 555١0‏ والنسائي في الكبرى /١(‏ 148)» وأبن ماجه (1/4١٠)؛‏ وأحمد في 
المسند (8/ 45”)» وابن ع أبي شيبة في مصنفه (5/ »)١1/‏ وابن حبان (4/ »)0”٠8‏ والدارقطني في 
سنته (؟/ ؟8)) والبيهقي في الكبرى ("/ 55”)» وشعب الإيان (9/1/1). 


الحديث الثالث ! 
» إماللعهد: عهد الكفر الأكير؛ العهد الشرعي في ذلك. 
© أو للاستغراق؛ يعني استغراق أنواع الكفر. 
مثلاً في الكفر المتَكّر: قال َيِل : انان في اناس هُمَايِمْ كُفْرٌ: 
الطَعْنُ في النَسَب وَالبَاحَةٌ عَلَ الميَتِ)20. وقال: الا تَرْجِعُوا بَمْدِي 
ناا يَظْربُ بَْهُ كُمْ رِفَابَ بَعْضْ0” 2 وأشباه ذلك من ذكر كلمة 
الكفر مَُكَرة (كفر). ْ 
فإذا قيل في الكفر: كُفْرٌ فهذا الأصل فيه أنه كفر أصغر؛ لأن 
الشارع جعله منكرًا في الإثبات» وإذا كان منكرًا في الإثبات فإنه 
لايعم؛ ك] هو معلوم في قواعد الأصولء أما إذا أتى معرَّفًا فإن 
المقصود به الكفر الأكير. 
فإذًا نقول: الصحيح أنَّ ترك الصلاة تهاوًا وكسلاً كفر أكبر» 
لكن كفره باطن وليس ظاهرًاء لكنه ليس بباطن وظاهر جميعًا حتى 
يثبت عند القاضي؛ لأنه قد يكون له شبهة من خلافء أو فهم, أو نحو 
ذلك؛ وهذا لا تحكم بردة من ترك الصلاة بمجرد تركه؛ وإنما يُطلق على 


)١(‏ أخرجه مسلم (/51) من حديث أب هريرة وإقع. 
(؟) هذا جزء من خطبة النبي يََكِيْ في حجة الوداع أخرجه البخاري :)11١(‏ ومسلم (18) من . 
حديث جرير و( وجاء عن جمع من الصحابة: متهم : أبن عباس؛ وأبي بكرةء وابن عمر» وابن 


مسعود. وم. 


الجنس أنَّ من ترك الصلاة فهو كافر الكفر الأكبر» وأما المعيّ فإنَّ 
الحكم عليه بالكفر وتنزيل أحكام الكفر كلها عليه هذا لا بد فيه من 
حكم قاض يدرأ عنه الشبهة» ويستتيبه حتى يؤدي ذلكء وهذا هو 
المعتمد عند حمهور أهل السنة. 

أما غير الصلاة؛ فإن جمهور أهل السنة على أن من ترك الزكاة 
تهاونًا وكسللاً أو ترك الصيام؛ أو الحج؛ فإنه لا يكفر بتركها تهاونًا 
وكسلاً؛ لأنه ما دل الدليل على ذلك: وقالت طائفة من أهل العلم من 
الصحابة ومن بعدهم: إن من ترك بعض هذه فهو كافر. على خلاف 
بينهم في هذا: 

فعمر وإ ظاهر قوله: أن ترك الحج مع القدرة عليه ووجود 
الاستطاعة المالية والبدنية أنه كفر» فقد روي عنه أنه قال: «لَقَلُ عَحَمْتُ 


أنْ أَبْعَتَ رجالا إِلَ هذه الأمصار فَيَنظُرُوا كُلّ مَنْ كَانَلَهُ جِدَةٌ فَيَضْرِبُوا 


8 


عليه لزي » مَاهُمْ بمُسْلِوِنَ مَاهُمْ بمُسْلِوينَ»”0. وبعض الصحابة 


وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (05/5”) بلفظ امَنْ مَاتَ وَهُوَ مُويرٌ ليج فَليْمْتْ عل أي 
حَالٍ شَاءَ يَمُودِيًا» أو تَصْرَانِياا: وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 4”) وابن عساكر في 
تاريخ دمشق (158/5) بلفظ: (لِيَحْتْ يَبُوديًا أَوْتَصْرَايًا وخا نَلَتَ مَوّاتِ رَجُلٌ مَاتَ وَل 
ع ل لم سم 


يحَجٌ وَجَدَ لِذَلِكَ سَعَةٌ وَتلِيَثْ سَبيلَة». انظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية (؟/597), 
وتلخيص الخبير (؟/*؟؟)) ونصب الرأية )41١/85(‏ 


- كابن مسعود و8 وغيره - كَمَّر أيضًا مَن ترك الزكاة تهاونًا 
وكسلاً0"©؛ وهذا خلاف ما عليه جمهور الصحابة ومن بعدهم في أن من 
تركها بلا امتناع وجحود لما. 
فنقول إِذَا: جمهور أهل السنة على تكفير من ترك الصلاة تهاونًا 
وكسلاًء ومن أهل السنة من لم يكمّر من تركها تهاونًا وكسلاًء أما من 
ترك بقية الأركان الثلاثة العملية؛ فإن حمهور أهل السنة على أنه 
لا يكفر» وهتاك من كفره. 
هذه الأركان منقسمة إلى ثلاثة أقسام» وخحصّت بالذكر لعظم 
مقامها في هذه الشريعة» وعظم أثرها على العبد: 
© فالشهادتان: نصيب القلب» وبها يتحقق الويان الذي هو 
أصل الاعتقاد والعمل. 
©» والصلاة: عبادة بدنية محضة. 
» والزكاة: عبادة مالية محضة. 
© والحج: مركب من العبادة المالية والعبادة البدنية. 
» وصوم رمضان: عبادة بدنية محضة. 
لهذا قال طائفة من المحققين من أهل العلم: إنه جاء في هذه 


)١(‏ انظر: مصف ابن أبي شيبة (؟/ 8#”)؛ واعتقاد أهل السنة (844/4)» والغني (؟/9؟؟) 
وجامع العلوم والحكم (ص ٠‏ ")؛ وكشاف القناع (؟/ 88؟). 


الرواية تقديم الحج على الصوم فقال: (١وَإيتَاءِ‏ الزّكَاَوَاْحَج وَصَوْمٍ 
رَمَضَانَ»20: وصوم رمضان في بقية الروايات قدم على الحج: فقال: 
«ِقَام الصّلاةٍ وَإِيتَاءِ الزّكَاةٍ وَصِيّام رَمَضَانَ وَاخَيج)20, وسبب تقديم 
الحج على الصيام أن الأمر على ما سبق بيانه» من أن الصوم من حيث 
جنس دلالته مُكل في الصلاة» فالصلاة عبادة وجبت وتغلقت بالبدن 
محضة. والزكاة عبادة تعلقت بالمال محضة؛ والحج عبادة تركبت من 
المال والبدن» فصارت قس ثالنًا مستقلاً» وأما الصوم فهو من حيث 
هذا الاعتبار مكرر للصلاة. 

وعلى هذا الفهم بنى البخاري #ِيلْلَه صحيحه. فجعل كتاب 
احج مقدما على كتاب الصوم؛ لأجل أن الحج عبادة مركبة من المال 
والبدن؛ فهي جنس من حيث هذا الاعتبار جديد» والصيام جنس سبق 
مثله» وهو إقام الصلاة. 


)١(‏ أخخرجه البخاري (8 ) ومسلم (15) من حديث ابن عمر وه. 
(؟) أخرجه البخاري ( 4514) ومسلم (11) واللفظ له. 


جر (ض لاجريَ 
527 مومه 1 


الحديث الرابع 

نإ عند لحن لدبي مشثرو و4 قال: عد 

رَسُولُ الله يك وهو الصَاينُ المصدُوقٌ: دا ع عار 
طر أي بع يوا ثم يكُون علقة مفل لِك كم يكُونُ مُضغَة مغل 
دلِكَه كم يُرْسَْ إَرِ ب الْلَكَفتمع” فيه الرُوحء وَمُؤْمرَ ربع كلمت : 
ِكَنْبٍ رزقك أجل علو تيد ون فولله الذي لاإ حر قم 
كلمعل بعل أل ابح َتّى مَايَكُون ب َيه لارام 
َيَسْيقٌ عَلَيْهِ الْحِتَابُ ْمل بعَمَلٍ آهل انار وَدخْلْهَه ون دكن 
َمل عمل أل الى ايكون بيهلا يي عل 
الْكِتابُء فََعْمَلُ بِعمَلٍ أَهْلٍ اجن فدْخُها». رواه البخاري ومسلم0". 


هذا الحديث هو الرابع من هذه الأحاديث المباركة» وهو حديث 
ابن مسعود يز فيه ذكر القدّرء وذكر جمع الخلق في رحم الأم. وهذا 
الحديث أصل في باب القدر والعناية بذلك» والنوف من السوابق» 
والخوف من الخواتيم» وكا قيل: «قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم» 
يقولون: باذا يتم لنا؟ وقلوب المقربين معلقة بالسوابق» يقولون: ماذا 


(1) أخرجه البخاري (57:8): ومسلم (514). 


شرح الام ربعين النووية 
سبق )2300 وهذا هو الإيهان بالقدر» والخوف من الكتاب السابيق» 
والخوف من الناتمة» وهو من آثار الإيران بالقدر خيره وشره؛ فإن هذا 
الحديث دل على أنْ هناك تقديرًا عَمْرِيًا لكل إنسان» وهذا التقدير 
العْمْري يكتّبه الحلك بأمر الله عَل. 
ذا هذا الحديث مَسُوقٌ لبيان التقدير العُمْرِي لكل إنسان؛ 
وليّخاف المرء السوابق والخنواتيم» ويؤمن بأنْ ما أصابهلم يكن 
ليخطئه» وما أخطأه لم يكن ليصيبه» والسوابق في عمل العبد والخواتيم 
متصلة؛ كما قيل: «الخواتيم ميراث السوابق»9©: فاخاتمة ترثُها لأجل 
السوابق» فها من خاتمة إلا وسبيّها - بلطف الله لله ورحمته. أو بعدله 
وحكمته - سوابق المرء في عمله» وهي جميعًا متعلقة بسوابق القدر. 
هذا الحديث قال فيه ابن مسعود وقَلإ#: «حدثنا رسول الله عَيَلِادٌ 
وهو الصادق المصدوق». هذا فيه استعمال لفظ التحديث من ابن 
مسعود إ. وهو أحد ألفاظ التَحَمَّل المعروفة عند المحدثين؛ ولهذا 
استعملها العلماء كثيرًا في صيغ التحديث» فالملحدثون اختاروا من 
ألفاظ التحمّل (حدثنا) وهى أعلاها؛ لأجل قول الصحابة حدثنا 


(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية :)١5١ /1١(‏ والبيهقي في شعب الإيران (808/1): وابن عساكر في 
تاريخ دمشق )5١ /1١(‏ من طريق الجنيد عن سري السقطي. 


الحديث المع 000 
رسول الله جَكَِّْ» وهذا الحديث مثال لذلكء واختاروا (أخبرنا) أيضًا 
لقول الصحابة أخبرنا رسول الله يَكِِكَ أو أخبرني النبي وَلكِْةِ بكذاء 
وزادوا عليها ألفاظًا من ألفاظ لتحتل”". 

قوله: «وهو الصادق» يعني: الذي يأتي بالصدقء والصدق 
حقيقته الإخبار با هو موافق للواقع؛ والكذب ضله؛ وهو الإخبار با 
تخالف الواقع؛ و«المصدوق» هوالمصدّق» يعني: الذي لايقول شيئًا 


الام 


إلاصدق. 

وقول ابن مسعود وَل هنا: «وهو الصادق المصدوق» هذه فيها 
أدب للمعلم أن يِيئ العلم لمن يُعلمه ومن يخبره بالعلم؛ لأن هذا 
الحديث فيه شيء غيبي لايّدرّك لا بالحس ولا بالتجربة» وإنما يدرك 
بالتسليم والعلم بالخبر لصدق المخبر به ولت ففيه ذكر تنوّع الحَمْل. 
ومعلوم أن الصحابة في ذلك الوقت لم يكونوا يعلمون» وكذلك الناس 


)١(‏ قال الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية (ص 187): ستل أحمد بن صالح عن حدثنا 
وأخبرنا وأنبأناء فقال: حدثنا أحسن شيء ني هذاء وأخيرنا دون حدثناء وأنبأنا مئل أخبرنا... 
وقال غيره حدثنا ونبأنا أدخل إلى السلامة من التدليس من أخبرناء وإنما استعمل من استعمل 
أخبرنا ورعًا ونزاهة لأمانتهم» فلم يجعلوها للينها بمتزلة حدثنا ونبأناء وإن كانت نبأنا تحتمل ما 
تحتمله حدثنا وأخيرنا» اه. وانظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (؟/ 49 »)8١‏ 
والحدث الفاصل (ص897)» والمنهل الروي (ص 8/- :)8١‏ وفتح المغيث للسخاوي 
(؟/؟5).: وتدريب الراوي (؟8/5وما بعلها). 


في ذلك الزمان لم يكونوا يعلمون تطور هذه المراحل بعلم تجريبي» أو 
برؤية» أو نحو ذلكء وإنما هو الخبر الذي يصدقونه. فكانوا علماء 
لا بالتجريب وإنم بخبر الوحي عن النبي وَلكاق. 

فقوله: «وهو الصادق المصدوق» يعني: الذي لا يخبر بشيء على 
خلاف الواقع؛ وهو الذي إذا أخبر بشيىء صُدَّق مهما كان» وهذا من 
جراء التسليم له وَلَيِْةِ بالرسالة. 

قال: «إن أحدكم يْمَعْ حَلْمَهُ في بَطن أُمِه أرَْعِينَ يَرْمَاهء لفظ 
«تمَعٌ» كأنّه كان قبل ذلك متفرمًا فجّمع نطفة» والنطفة: هي ماء 
الرجل وماء المرأة» أو ما شابه ذلك قبل أن يتحول إلى دم والعلقة: 
قطعة الدم التي تعلق بالشىء» وهي تعلق بالرحم» والمضغة: هي قطعة 
اللحم. 

قوله: (إِنَّ أحدكم ممَعُ حلقه في بَطنٍ أوه أن يَْم» يعني: أنه 
يكون ماءً لمدة أربعين يومًا لا يتحول إلى دم هذه المدة» يعني: من بداية 
وضع النطفة في الرحم تستمر أربعين يومًا على هذا النحو. وهل يعني 
كونها نطفة هذه المدة أنها لا يكون فيها أي نوع من التصوير أو الخلق 
أو نحو ذلك؟ 

الحواب: لا يدل هذا الحديث على ذلكء وإنها يدل على أن هذه 
المدة تكون نطفة» أما مسألة التصوير ومتى تكونء فهذه لم يُعرض لا في 

3 ِ 

هذا الحديثء وإنا في أحاديث أخر. 


المحديث الراء 


قال: «نُمَيَكُونُ علقةً مِثْلَ ذَلِكَ» يعني: يكون دما متجمدًا في 
رحم الأم أربعين يومًا أخرى. 

قال: (تُعَ يك نُ حُضْعَةَ مِثْلَ ذَلِكَ) يعني: يتحول إلى مضغة - 
وهي قطعة اللحم - أيضًا أربعين يومًا أخرى» وهذا التحول من الدم 
إلى اللحم .. إلى آخره قال فيه وَكاك: ٠”‏ يون ركلمة (نم ِّ) تفيد 

والتصوير يكون في أثناء هذه المدةه وقد جاء في صحيح مسلم 
من حديث حذيقة بن أسيد ييه أن لني 217 ذل : «إذَا م مَرَ بِالْطمَة 


| 


ينان وَأَرْيَحُو ل ليله يَحَثٌ الله إِليْهَا مَلَكّا فَصَوٌ 7 وَخَلَقَ م سَمْعَهَا 


وََصَرَمَاء وَجِلْدَهَاء وََكْمَهَاء وَعِظَامَهَاء نُمَ قَالَ: ا 
فضي وَيْكَ مَاسَاءَ َكب للك نَميقُولُيَارب جَلّهُ؟ فِيَقُولُ 
َبْكَ مَانَا شَاء وَيَكُْبُ امَك كه يَقُولُ: يَا رَبٌُ ررْقَه؟ قَيَقْضِي رَبك مَا 


يقث اللا ؛ كدج | 5 لصَّحِبِفَةِ في يَدِو فَلاَيَزِيدٌ عَلَ مَا 
ب 602 
فهذا يدل على أن التصوير سابق لتام هذه المدة» وأن التصوير 
يكون بعد ثنتين وأربعين ليلة» وقد قال عل : + فيص صورَوم مورك “4 
[الانفطار: 4]» وهذا التصوير معناه التخطيط؛ فإِنْ ألفاظ تكوين 


(1) أخرجه مسلم (5548). 


المخلوق ثلاثة» وهي: التصوير. والخلقء والبَرْءء قال 
الْحَياقٌ بارع الْمُصَوَدٌ )4 [ا حشر: ؛ ؟]. 

فالمصور معناه: الذي يجعل الشيء على هيئة صورة مخططة. 

والخلق؛ خلق الشيء؛ وخخلق الجنين يعني: أن يجعل له مقاديره 
من الأطراف» والأعضاءء» ونحو ذلك. 

والبرء: أن يتم ويكون تامّاء يعني: أن يبرأ ما سبق. 

وهذا في الجنين واضح؛ فإن الجنين يصور أولاً قبل أن تلق له 
الأعضاء. فبعض الأجنة إذا سقط في تسعين يوما أو أكثر من ثهانين 
يومًا ونُظر إليه وُجد أنه كاللوحة عليها خطوطء يعني: العين مرسومة 
رسماء ل فَتَبَارَك أله لله أَحْسَنْكلْلِقِيتَ 4 [المؤمنون: 54 وكأنه تخطيط في 
شيء شفافء فهو لم تتكون أعضاؤه بعد» وإنما هذا التصوير - كما جاء 
في حديث حذيفة وإ - يفعله الملّك بأمر الله جلك والملائتكة 
موكلون بم| يريد الله جل منهم؛ ؛ كما قال سبحانه فوشكم مَك ألْموتٍ 
لقم ) [السجدة:١١لدوهم‏ موكشرب) ضاء لك 86 
يفعلوه «لاِيَِصُونٌاللَه مآ مره ويَفَْلُونَ مَاؤْمرُونَ 4 [التحريم: *]. 

ويستفاد من هذا الحديث أيضًا أن في هذه المدة يُكتب هل هو 
ذكر أم أنثى؛ كما جاء في حديث حذيفة وَِْكُه -الذي سبق- أنه بعد 
اثتمين والأربعين ليلة يسآل املك فيقول : فيَاوَبٌ أدَكَرأمْ أنقَى؟ 
تقض رَبك مَاشَاء وَيَكْتُبُ الملكه. 


م2 . خم 2 
ود 23 ٍ هو لك 


لبشل ااا للبم + 3 ”ا  _‏ ا 1 ب يه 

قال طائفة من المحققين من أهل العلم: إنه بعد الثنتين والأربعين 
ليلة يخرج علم نوع الجنين من كونه ذكرًا أو أنثى عن اختصاص الله 
عل به؛ لأنْ الله عل اختص بخمسة من علم الغيب لا يعلمها إلا هو 
يكل ومنها: أنه عَللة يعلم ما في الأرحام» ومافي الأرحام يشمل من في 
الرحم؛ ويشمل ما في الرحم قال يُة: < اَمسْلُمَاعجِلْسَكْ لُق وبا 
يني ضُ ابيا وَمَائَرْادوَحكُل و صِدَممِفدارٍ 4 [الرعد: 8]. 

وهذا العلم الشَمولٍ بتطور الجنين في رحم أمه لحظة بلحظة 
لا أحد يعلمه إلا الله مَك أما العلم بكون الجنين ذكرًا أم أنثى فهذا من 
اختصاص علم الله مَل قبل الثنتين والأربعين ليلة» فإذا أَعْلّمِ الملّك 
بذلك دل الحديث على خخروجه عن العلم الذي لا يعلمه إلا الله َل 
ولهذا في بعض العصور المتقدمة كان بعض أهل التجريب - كما ذكر 
ذلك اين العري © 

في تفسيره «أحكام القرآن»2 - ينظر إلى المرأة الحامل» ويقول: 


)١(‏ هو العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد لله بن العربي الأندلسي 
الإشبيلي اللالكي» صاحب التصانيف, مولده سنة تان وستين وأربعاثة» ووفاته بفاس سنة ثلاث 
وأربعين وحم سمائة. انظر تاريخ دمشق (14/84)) وسير أعلام النبلاء(٠؟/‏ 199). والعبر 
(4/ 6؟١))؛‏ وطبقات المفسرين للسيوطي (ص .)٠١8‏ 

(5) قال ابن العربي في أحكام القرآن (؟/ 259): «من قال إنه يعلم ما في الرحم فهو كافروفأما الأمارة 
على هذا فتختلف. فمنها كفر» ومنها تجربة» والتجربة منها: أن يقول الطبيب: إذا كان الشدي 


1 ال اا عد ا‎ ْ ١ 
في بطنها ذكر أو أنثى. وذكر العلاء أن هذا ليس فيه ادعاء علم الغيب؛‎ 
لأن الاختصاص فيا قبل ذلك» ومنهم من يقيّد الاختصاص با قبل‎ 

نفخ الروح في الجنين» وهذا هو الصحيح أن يُمَيّد الاختصاص با قبل 
الثنتين والأربعين ليلة؛ ى) دل عليه الحديث الصحيح الذي سبق 

وفي الزمن هذا يُعرف أيضًا هل هو ذكر أم أنشى بالوسائل 
الحديئة؛ وليس في هذا ادعاء علم الغيب؛ لأنهم لا يعلمونه قطعّاء 
ولا يستطيعون أنْ يعلموه إلا بعد هذه المدة التي ذكرناء وأما قبلها فإنها 
من اختصاص علم الله جل مع أنهم لا يعلمونمها إلا بعد أن تتميز آلة 
الذكر من آلة الأنثى؛ يعني: فرْج الذكر من فرّج الأنثى» وهذا يكون 
بعل مدة. 

قال: فيَكُونُ علقةً مِثْلَ ذَلِكَ نّم يَكُونُ مُضْعَةً مثْلَ ذلك وهذه 
مالة وصشردد مو بدني : أربعة أشهر. 

ل: اَم يُرْسَلَ َي الْلكَ؛ يُسلُ إليه ملك موكّل بتفخ الروح 

بعدما أويمة هر رعو املك الول الي رس بعر 


الأيمن مسود الحلمة فهو ذكر» وإن كان ذلك في الشدي الأيسر فهو أنثى» وإن كانت المرأة تجد 
الجنب الأيمن أثقل فهو ذكرء وإن وجدت الجنب الأشأم أثمقل فالولد أنثى. فإذا ادعى ذلك عادة 
لا واجبًا في الخلقة» لم نكفره ولم نفسقهة أه. 


والأربعين ليلة -كما في حديث حذيفة الذي سبق- ولكنه إرسالٌ آخر. 
قال: سنح فيه الوح كؤم رع كهات: : بكنْب رذق وَأَجَلِه 
رَعَمَلِهِه وَشَّقِىّ أَوْ سَعِيدٌ»: هنا نظر العلاء في ذلك فقالوا: هذا الحديث 


بدل على أن نفخ الروح لا يكون إل بعد أربعة أشهر, وعلى هذا بنى 
الإمام أحمد وجماعة من أهل العلم قولهم: إن الجئين إذا سقط لأربعة 
أشهر غُسّل وضْلٍ عليه؛ لأنه قد تُفخ فيه الروح بدلالة هذا الحديث 00 
وأحاديث كر دلّت على أنه يُكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد 
قبل ذلك» فكيف نوفق ما بين الأحاديث التي فيها ذكر الكتابة قبل 
هذه المدة» وذكر الكتابة بعد تمام الائة والعشرين يومّاء أي: بعد تمام 
أربعة أشهر؟ للعلماء في ذلك أقوال2»). وأظهر الأقوال عندي أن هذا 


(١)انظر:‏ المغني (؟/ 5٠0‏ وزاد المستقنع (ص55)» وروضة الطاليين (؟//١١ ١‏ وفتح الباري 
(484/15).: وتحفة الأحوذي(4/؟: )١‏ والروض المربع (8/1"”)؛ ونيل الأوطار 
(8"/4). 

(؟) قال ابن القيم لله في تحفة المودود بأحكام المولود (85؟-١111):‏ #حديث حذيفة وق 
على أن ابتداء التخليق عقيب الأربعين الأولى» وحديث ابن مسعود يدل على أنه عقيب الأربعين 
الثالثة فيكيف يجمع بينهما؟ 
قيل: أما حديث حذيفة فصريح في كون ذلك بعد الأربعين» وأما حديث ابن مسعود فليس فيه 
تعرض لوقت التصوير والتخليق؛ وإن! فيه بيان أطوار النطفة وتنقلها بعد كل أربعين» وأنه بعد . 
الأربعين الثالثة ينفخ فيه الروح؛ وهذالم يتعرض له حديث حذيفة بل اختص به حديث ابن 


مسعود؛ فاشترك الحديثان في حدوث أمر بعد الأربعين الأولى» واختص حديث حذيفة بأن ابتداء 


الذي جاء في هذا الحديث على وجه التقديم والتأخير» وذلك أنْ إدخال 
الكتابة في أثناء ذكر تدرّج الحمل هذا من حيث اللغة غير مناسب» بل 
المراد أولاً أن يُذكر التدرجء ثم بعد ذلك يُذكر نفخ الروح؛ لتعلقه بها 
قبله» وأما الكتابة فإنها وإن كانت في أثناء تلك المائة والعشرين يومًا 
فأترت لأجل أنه لا يُناسب إدخالها لترتيب تلك الأطوار بعضها عل 
بعض» يعني: أن اللغة يقنضي خُسْنْها أن لا تدخل الكتابة بين هذه 
الأطوارء فالمقصود هنا ذكر هذه الأطوار الثلاثة: النطفة, ثم العلقة» 
ثم المضغة» فذكر الكتابة في أثنائها يقطع الوصل. 


تصويرها وخلقها بعد الأربعين الأول» واخمتص حديث ابن مسعود بأن تفخ الروح فيه بعد 
الأربعين الثالئة» واش ترك الحديثان في استئذان املك ربه ول في تقدير شأن الولود في خلال 
ذلك» فتصادقت كلمات رسول الله وصدق بعضها بعضًاء وحديث أبن مسعود فيه أمران: أمر 
النطفة وتتقلهاء وأمر كتابة الملك ما يقدر الله فيها ... ولا ريب أنه عند نفخ الروح فيه وتعلقها به 
يحدث له في خلقه أمور زائدة على التخليق الذي كان بعد الأربعين الأولى» فالأول كان مبدأ 
التخليق» وهذا تسويته وكال ما قدر له؛ كا أنه يق خلق الأرض قبل السماء؛ ثم خلق السماء ثم 
سوى الأرض بعد ذلك» ومهدهاء وبسطهاء وأكمل خلقهاء فذلك فعله في السكنء وهذا فعله في 
الساكن» على أن التخليق والتصوير ينشأ في النطفة بعد الأربعين على التدريج شيئًا فشينًا؛ كا ينشأ 
البات» فهذا مُشاهد في الحيوان والنبات؛ كما إذا تأملت حال الفروج في البيضة؛ فنا يقع 
الإشكال من عدم فهم كلام الله تعلل ورسوله؛ فالإشكال في أفهامنا لافي بيان اللعصوم,ء والله 
المستعان» اه. وانظر: مجموع الفتاوى (4/ 74 - 547). وشفاء العليل (ص ؟1). 


وهذاله نظائر في اللغة» ومنه : قول الله غ4 : © وَيدَأَحَلقَ ليلاي 
مط دلرو (2) يكل كلقن شككؤزد لوو (2) مُسرده رت نويد 
8 بيه ) [السجدة : 1- 9] الآياتء. فهنا كان الترتيب: وَيَدَأخَلقَ 
فسن مِنلِينٍ (8) ميَحَصَلَ مون سَللوْعن مَلومّهِينِ )4 مع أن نفخ 
الروح سبق وجود النسل» أي: بدأ خلق الإنسان من طين, ثم نُفِسحَّتِ 
فيه الروح» ثم ججعل النسل من ماء مهين» قهنا أَخَر نة نفخ الروح مع 
أنه بينهمأ -- لأجل أن يتناسب الماء مع الماء أو الطين مع الماءء ومهذا 
تتفق الأحاديث» وهذا هو أولى الأقوال في هذه المسألة» وأقرمها من 
حيث اللغة. ومن حيث جمع الأحاديث. 

إذا د تقرر هذا فنفخ الروح هل هو متعلق بالكتابة أو هو بعد المائة 
والعشرين يومًا؟ اختلف العلماء أيضًا ف ذلك2(0: 

فقالت طائفة من أهل العلم: لا يكون نفخ الروح إلا بعد أربعة 
أشهر؛ لآنه قال هنا ١نم‏ يُرْسَلُ إلَبْه لَك م فيه فيه الرّوح)» اث 
تفتضي التراخي الزمني؟ ولهذا قال طائفة من الصحابة واختاره الإمام 
أحمد وجماعة: إنه يُنفخ فيه الروح في الأيام العشرة التي تلي الأشهر الأربعة. 


. 1/١5 انظر: تفسير الطبري (؟/815)» وتفسير ابن أبي حاتم (؟//41)؛ وتفسير القرطبي‎ )١( 
8)؛ وتفسير ابن كثير (7385/1)) وجامع العلوم والحكم (ص 45 *8)) شرح النووي على‎ 
.)48 - 481/11( وفتح الباري‎ »)١91/15( صحيح مسلم‎ 


10000 
أشهر وعشرة لروايات رويت عن الصحابة في ذلك. 

وقال آخرون: إن نفخ الروح هنا على أو عل مقترنا به الكتابة. 
فقال كِلِاوٌ: ٠‏ 2 سَل إِلَيْه املك كر تخ فيو الروع؛ وَمُؤْمر ديع 
كلا»؛ فجعل الأمر بارع كلمات مع نفخ الروح» ونعلم بالأحاديث 
الأحر أن كتابة هذه الكلمات كانت قبل ذلك؛ وأحاديث النبي لله 
لا تتعارض بل تتفق؛ لأن الحق لا يعارض الحق وكلها يُصدق بعضها 
بعضًاء؛ فقالوا هذا بناءً على الأغلب» وقد تنفخ الروح وتوجد الحركة 
قبل ذلك؛ لأن نفخ الروح قرن هنا بالكتابة» والكتابة دلت أحاديث 
على سبقهاء فمعنى ذلك أنه يُمكن أن يكون نفخ الروح في أثناء المائة 
والعشرين يومًا. 

هل تكون الكتابة بعد نفخ الروح؟ هذا الحديث ليس فيه دلالة 
وإنا فيه ترب الكتابة على الروح بالواو» فقال: هم يُرْسَلُ إِلَيْهِ لمك 
يمح فيه الرُوحَ وَيُؤْمَرَ مَرباربَع كَلَِاتِهء والواو لا تقتضي ترتيبّاء وإنما 
تقتضي اشتراكًاء فمعنى ذلك أنه قد تتقدم الكتابة وقد يتقدم نفيع 
الروح» والأظهر تقدم الكتابة على نفخ الروح؛ كما دلت عليه أحاديث 
كثيرة. 

وني هذا خلاف طويل لأهل العلم؛ وخلاصته: أن نفخ الروح 
يكون - كما جاء في هذا الحديث - بعد مائة وعشرين يومّاء وقد يتحرك 


اجنين ويُتفخ فيه الروح قبل ذلك؛ وهذا مشاهد؛ فإن كثيرًا ما تحصل 
ا حركة والإحساس بالجنين من قِبّل الأم وَنقَلهِ في رحمها قبل تمام أربعة 
الأشهرء وقد وصف الله علي المصطفى وَيَكِلْةِ بقوله: # وَمَاينوقُ عن 
موق 20 إذْهْرَِلَامفِى * [النجم: 7- 4]؛ فهو الصادق المصدوق» 
وكلماته وأحاديثه يصدّق بعضها بعضًا. 
قال: «قَيَتْمُخّ فيه الرُوحَ»؛ و(الرُو) مخلوق من مخلوقات الله 
عد فلا نعلم كيفية هذا النفخ؛ ولاكيفية تلبس الروح بالسدن؛ 
والروح فسنت إلى لله تشريفالها وتعظيما لشأناء قال عَللهٌ: 
0 ذا سَيَّسْهُء وَتَفَحْتٌ فْهِ مرو #[الحجر:15]» الإضافة هنا إضافة 
خلق» وإضافة تشريف» وليست هي صفة لله 8/2 
والروح هي سر التياة كما هو معلوم؛ وتعلّق الرّوح ببدن الجنين 
في رحم الأم تعلق ضعيف؛ لأن الروح لم تكتسب شِيئّاء ولم تقوّء فتبداً 
الروح بالقوّة في تعلقها بالبدن كلما تقدم بالجنين الزمن في رحم الأم» . 
حتى إذا خرج صار التعلق تعلقا اخر. 
يقول العلماء إن الروح مع البدن لها أربعة أنواع من التعلقات7"©: 


الأول: مايكون في رحم الأم حين يُبعث الملك فيؤمر بنفخ 


)١(‏ انظر: الروح لابن القيم (ص"4) ؛ وشرح الطحاوية لابن أبي العز (ص١40)؛‏ وشرح النونية ش 
لابن عيسى .)١1/0/7(‏ 


الروح في الجنين» وهذا فيه حياة للبدن والروح, لكن التعلق هنا تعلق 
خاص ليس كا إذا خرج الجحنين من بطن أمه. 

الثاني: تعلق الروح باليدن على هذه الحياة الدنيا؛ فإن الحياة 
للأبدان والروح تبع للبدن» يعني: أنه يقع التنعيم في الدنياء ويقع التألم 
ونحو ذلك على الأجساد» والروح تبع لها؛ فإنها تألم بألمه وتسعد 
بسعادته» وقد يكون أيضًا هناك استقلال للروح في تنعمها وحَرَّنها 
ونحو ذلك . 

الثالث: ما يعد الموت حياة البرزخ» فإنالحياةهنا للروح» 
والبدن تبع لماء وذلك عكس الحياة الدنياء وأما ما بعد الموت في البرزخ 
فا حياة للأرواح والعذاب والنعيم على الأرواح» والأبدان تبع لما يكون 
لها نصيب من العذاب ومن النعيم بتبعيتها للروح. 

الرابع: تعلق الروح بالبدن يوم القيامة العظمى وما بعده» وهذا 
أكمل تعلق؛ فإن الروح مخلوق منفصل والبدن مخلوق منفصل» ويكون 
التنعم في يوم القيامة والعذاب واقعين على الروح والبدن جميعًا في 
أكمل تعلق لهماء وهذا أسراره يعلمها الله جه 

وهناك نوع من التعلق ذكره طائفة من أهل العلم زيادة على ما 
ذكرنا وهو: حال المنام؛ فإن لروح النائم تعلقاً بالبدن لكن ليس كالحياة 
الدنياء ففيه نوع اختلاف؛ وذلك أن بعض الروح المعين المكلف منها 
ما يمسكها الله جل حال المنام» ومنها ما تسرح وتذهب وتجيء ويكون 


نه لحل متها مايكرد لزع اليد وب تكوة حا يريب 

قأل: (وَيُوْمَرَ بزع كات: :يكنب ردقو أجلو وَعَمَلو وََيٌ 
أَوْ سَعِيدٌ»: هذه الكتابة تُسمَّى القدر العّمْرِي أو التقدير العُمْريء 
والتقديرات أنواع: منها القدر اليومي» ومنها القدر السنوي أرفع منه» 
ومنها القدر والتقدير العُمْريء ومنها التقدير أو القدر السابق الذي في 
اللوح المحفوظ. 

والقدر السابق الذي في اللوح المحفوظء هذا الذي يعم الخلائق 
حميعًا؛ كما جاء ذلك في قول الله عَلل :+ ألر تع تلهأت( نَيِصَلممَاالسمَل 
وَالْأَرْضٍ إن للك فكِتَني إنَدلِكَ عل الله بد 4 [الحج: ]7٠١‏ وقوله: 
( تاف عستت » [القمر: 44]. وقال النبي كَكِيِيةٌ: «قَدَرَ الله 
الْقَادِرَ قبل أَنْ يلق السّمَاوَاتٍ وَالأْضٌ بِحَمْسِينَ ألْفَ سَبَ)(21» قوله: 
«قَدَّرَ الله المّمَادِيرَة يعني: كتبها", أما العلم فإنه أولٌ ليس مقصورًا 
بقبل تلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. 

فتحصّل من هذا أن هذا التقدير اسمه التقدير العمري؛ وهو 


(1) أخرجه مسلم ( 05587 والترمني (85١؟)‏ واللفظ له من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص 


0 بوضحها لظ مسلم ايب الك نه مََادِير الحلائِتٍ قَبْل أنْ يلق السموَاتٍِ والأرض بخسَمينَ 
لف سَيد كَالَ وَعَرْشّهُ عل الّاءا. 


بعص ادر السابق» يعني: أنلك إذا تصورت التقدير العمري للناس 
جميعًا؛ فإن هذا يوافق التقدير الذي في اللوح المحفوظء كل أحد 
بحسبه. فالتقدير الذي في اللوح المحفوظ عام وخاص أيضًاء وأما هذا 
التقدير فهو تقدير عمري يخص كل إنسان. 

وهذا القَدَر ليس معناه أنه إجبار؛ يعني: هذه الكلمات الأربع 
التي يؤمر بها الملك لا يكون العبد بها مجبرًاء وإنما هي إخبار للملك بأن 
يكتب ما كتبه الله عل ؛ ليظهر موافقة علم الله لل في العباد وهذا 
التقدير لا يمكن لأحد أن يخالفه» فمن كُيِبَ عليه أنه شقي فإنه سب 
شقيًا؛ لأن علم الله عله نافذ, بمعنى: أن الله عَكلةْ يعلم ما سيكون عليه 
العباد إلى قيام الساعة» وما بعد ذلك أيضًا. 

فهذا التقدير العمري كتابةً يكون بيد الملك؛ وهو يختلف عن 
التقدير الذي ني اللوح المحفوظ بشيء» وهو أنّه يقبل التغيير» وأما 
الذي في اللوح المحفوظ فإنه لا يقبل التغيير» بمعنى أَنَّ ما كتبه الله 
َل في أم الكتب لا يقبل المَحْوٌ ولا التغيير» وغيره من أنواع التقديرات 
- يعني: السنوية أو العمرية - فإنها تقبل التغيير» قال عل : +( يَنَحُوأ 
أسَعمَامتَادوَييِتٌ وَعِندَه أهُالحكئ [الرعد: 1*6 قال ابن عباس 


ركع : 9١‏ يَمحوأ أله مايهنَاه ويييتُ )4 يعني: فيا في صحف الملائكة» 


اتحديث الماع 


١١“ |‏ جه 
(وعندة: أةٌالحكت 4 يعني: عنده اللوح المحفوظ لا يتغير 


ولا يتبدل)20©, 


)١(‏ قال ابن الجوزي في زاد المسير (4/ /ا#*): «اخمتلف المفسرون في المراد بالذي 'يمحى ويثبت على 
ثيانية أقوال: 
أحدها: أنه عام في الرزق والأجل والسعادة والشقاوة؛ وهذا مذهب عمر وابن مسعود وأبي وائل 
والفحاك وابن جريج. 
والثاني: أنه الناسخ والمنسوخ, فيمحو النسوخ ويثبت الناسخ» روى هذا المعنى علي بن أبي 
طلحة عن ابن عباسء وبه قال سعيد بن جبير وقتادة والقرظي وابن زيد» وقال ابن قتيبة: يمحو 
الله ما يشاء أي ينسخ من القرآن ما يشاءء ويثبت أي يدعه ثبنًا لااينسخه وهو المحكم. 
والثالث: أنه يمحو ما يشاء ويثبت إلا الشقّاوة والسعادة والحياة والموت» رواه سعيد بن جبير 
عن ابن عباس» ودليل هذا القول ما روى مسلم في صحيحه من حديث حليفة بن أسيد قال: 
سمعت رسول الله يكل يقول: إذا مضت على النطفة حمس وأربعون ليلة يقول الملك الموكل 
أذكر أم أنثى فيقضي الله تعال ...) الحديث. 
والرابع: يمحو ما يشاء ويثبت إلا الشقاوة والسعادة لا يغيران» قاله مجاهد. 
والخامس: يمحو من جاء أجله؛ ويثبت من لم يجئ أجله قاله الحسن. 
والسادس: يمحو من ذنوب عباده ما يشاء فيغفرهاء ويثبت ما يشاء فلا يغفرهاء روي عن سعيد 
ابن جبير. 
والسابع: يمحو ما يشاء بالتوبة ويثبت مكانها حسنات» قاله عكرمة. 
والثامن: يمحو من ديوان الحفظة ما ليس فيه ثواب ولا عقاب» ويثبت ما فيه ثواب وعقاب قاله 
الضحاك وأبو صالح» وقال ابن السائب: القول كله يكتب» حتى إذا كان في يوم الخميس طرح .. 
منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عفاب» مثل قولك: أكلت شربت دخلت خرجت ونحوه وهو 
صادق» ويثبت ما فيه الشواب والعقاب.»ا.ه. 


ول ا «اللهم إن كنت كتبتني شقيًا 
فاكتبني سعيدًا»(2, وهذا يعنى به الكتابة في صحف الملاتكة لا الذي 
في اللوح المحفوظ؛ فإن الذي في اللوح المحفوظ لا يتغير ولا يتبدل» 
وهذا له حكمة بالغة» وهو أن ينشط العبد فيا فيه صلاحه؛ وأن يُعظم 
الرغب إلى الله خَتةٌ » وأن الله عل يعلم ما العباد عاملون» ومما يعلم: 
دعاءهم ورجاءهم بالله له » ووسائلهم إليه و في تحقيق مابه 
صلاحهم في الآخرة. 
قال: ١بِكَنْب‏ رِزْقِد وَأَجَلِه وَعَمَلِ وَسَقٍ د آَوْ سَعِيدٌ» هذا - ىا 
سبق بيانه - ليس فيه إجبار» والعبد محر عند أهل السنة» وفي اختياره 
لا يخرج عن قدر الله َه السابق» وليس بمجبر على ما يفعل» وليس 
أيضًا خالا لفعل نفسه» بل الله عه هو الذي يخلق فعل العبد. 
قال: «فوالله الَذِي لاَإِلَهَ غَيْرٌه هذه الكلمة مُدْوَجَة من كلمات 
ابن مسعود وَيُ كتعليق على ما سبق من كلام النبي وَل قال: 


«فوالله الَّذِي لاله عَْده؛ إن أحَدَكُمْ ليَْمَلُ بَعَمَلِ أَهْل اخ حنّى مَا 


وانظر: تفسير الطبري (155/17- »)١118‏ وتفسير القرطبي (719/9)) وتفسير ابن كثير 
(؟/ :67 .)80١‏ والدر المتتور للسيوطي  ,550/4(‏ 

(1) أخرجه اللا لكائي في اعتقاد أهل السنة (4/ *55: 555) وذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 
»)84٠ /4(‏ وابن القيم في شفاء العليل (ص »)4١‏ والعيني في عمدة القاري .)187/١١(‏ 


يَكُون بيه وَبَيَهَا إلا ذْرَاءٌ» فَيسْيقٌ عَلَيْهِ الْكِنَابُء بُء فيعْمَلُ بعَمَلٍ أَهْلٍ الَْارٍ 
يَدْخُلُهَاه؛ لأن الكتاب فيه ذكر الخاتمة» شقي أو سعيدء وهذا باعتبار 
الخاقة» سار طول عمره في طاعة» ثم بعد ذاك اختار الشقاء» فوافق ما 
كتبه الملك أنه شقي» وليس معنى ذلك أنه مجبر» ولكن وافق ذلك. 

وكما مر معنا - في]| سبق - قال جماعة من السلف: «الخواتيم 
ميراث السوابق2(0©: فهذا الحديث وكلام ابن مسعود هذا يبعث عل 
الخوف الشديد من الخاتمة؛ لأن العبد لا يدري بم محم له» والسوابق 
هي التي تكون وسائل للخواتيم؛ والعبد بين خوف عظيم في أمر 
خاتمته؛ وما بين رجاء عظيم؛ وإذا جاهد في الله حق الجهاد واستقام 
على الطاعة؛ فإنه يُْجَى له أن يتم له بخائمة السعادة. 

قال: «وَإِنَ أَحَدَكُمْ لِيَعْمَلُ بَعَمَلٍ أَهْل الْنَارِ حَنّى مَايَكُونَ ينه 
وََيْنّهًا إِلأَدِرَاعٌ): يعني: أن الأجل قريب؛ لكن يسبق عليه الكتاب: 
فيكون في آخر أمره على الردة - والعياذ بالله - وعمله بعمل أهل الجنة 
فيا يظهر للناس» وفي قلبه ما الله أعلم به» فلا ندري ماذا كان في 
قلوب الذين زاغوا فأزاغ اللّه قلومهم؛ لكن نعلم علم اليقين أَنْ الله 
جل حَكَمْ عَذْل» لا يظلم الناس شين ولكن الناس أنفسهم يظلمون. 


أحدة ؛ لَه 


قال: «وَإنَ أَحَدَكم لَيَعْمَل ليَمْمَلُ بَعَمَلٍِ أَهْلٍ الْنَارِ حَنّى مَا يَكُونَ بَنَهُ بين 


(1) راجع (ص 417). 


يتالا يسن علد حاب ْمَل يعمل أَملٍ اق 
َيَدُخُلّهَااء وهذا من فضل الله العظيم على بعض عباده أن يختم له 
بخاتمة السعادة. 

فهذا الحديث وكلام ابن مسعود في آخره يبعث على المنوف 
الشديد من الخواتيم» ويبداً المرء يفكر فيم| سبق له» وإن المرء أحيانًا 
لينظر إلى السوابق فلا يدري ماذا كتب له فيبكي؛ ى) قال بعض الأئمة 
من السلف: (ما أبكّى العيونّ ما أبكاها الكتاب السابق»27) فالمرء ينظر 
ويتأمل» ويود أنه لو اطلع على ما كتبه الملك» هل الملك كتبه شقيًا أم 
كتبه سعيدًا؟ فإن كان كتبه سعيدًا فهي سعادة له وطمأنينة» وإن كان 
كتبه شقيًا فيعمل بعمل أهل الجنة حتى يُكْتّبِ من الأتقياء» ولكن الله 
عل بحكمته غَيِبَ هذا عن العباد ليبقى الجد في العمل» ولتبقى حكمة 
التكليف. وأن يكون الناس متفاضلين في البر والتقوى» فليس سواءً 
حازم ومضيع» وليس سواءً من هو مجاهد يجاهد نفسه ويجاهد عدوه 
إبليس» ومن هو مضيع ويتبع نفسه هواها. 

وقال بعض السلف: «قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم؛ يقولون: 


)١(‏ أخرج هذا الأثر أبو نعيم في الحلية (؟/ 7؟1”) بسئده لأبي عمران عبد الملك بن حبيب الجوني 
الإمام الثقة التابعي الجليل» توفي سنة ثلاث وعشرين وقيل ثمان وعشرين ومائة. انظر: ترحمته في 
سير أعلام التبلاء(8/ 88؟)) وانظر: جامع العلوم والحكم (ص /50). 


بءاذا يختم لنا؟ وقلوب المقربين معلقة بالسوابق» يقولون: ماذا سبق 
لنا2'0: وهذا مثال للخوف الشديد الذي يكون في قلوب أهل الإيمان؛ 
ولا يعني هذا الخوف أن يكون مترددًا ليس على طاعة» ولكن يبعثه هذا 
على الأخذ بالحزم, وأنْ يعد العدة للقاء الله خلهة. 

فالإيان بالقدّر له ثمراته العظيمة في العمل واليقين» وصلاح 
قلوب العباد» فالأتقياء هم الذين آمنوا بالقدّرء والمضيّعون هم الذين 
اعترضوا على القدر» ولكلّ درجات عند الله له من الفضل والنعمة» 
يعني: من المقربين والسابقين» وأصحاب اليمين .. إلى آخره» ولأهل 
الشقاء دركات في النار» نعوذ بالله من الخذلان. 


(1) راجع (ص 91). 


جر( قري 
الحديث المخامس.. )0 م لي 07 


وَعَنْ أمَّالمُؤْمِيين أمٌ عبد اله عائشاً وفك َالّت: قَالَ رَسُولُ الله 


َِد: «مَنْ أخدّتٌ و في أَمْرَا هذا مَا لَيْسَ مِنْهُ قَهُوَرَده رواه البخاري 


مسلو0©. 


وفي رواية لمسلم: امن عَوِلَّ عَمَلدَيْسَ عَلَيْه أَوْد نا فَهُوَ 005 


الشرح: 7 

هذا الحديث حديث عظيم جذاء عَظَمّه العلماء وقالوا: إنه أصل 
في رد كل المحدثات والبدع والأوضاع المخالفة للشريعة» فهو أصل في 
رد البدع في العبسادات» وفي رد العقود المحرمة» وني رد الأوضاع 
المحدثة على خلاف الشريعة في المعاملات» وني عقود النكاح» وما 
أشبه ذلك؛ ولهذا جعل كثير من أهل العلم هذا الحديث مستمسكًا في 
ردّكل بدعة من البدع التي أُْدِئّت في الدين. ولهذا ينبغي لطالب 
العلم أن يحرص على هذا الحديث حرصًا عظيًاء وأن يحتج به في كل 


)١(‏ أخرجه البخاري (5591): ومسلم )١114(‏ واللفظ له. 

(1) أخرجه مسلم (1718) ورواه البخاري معلقًا في كتاب البيوع - باب النجش (81/4" مع 
الفتح)» وف كتاب الاعتصام بالكتاب والسئة - باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم فأخطأ 
"١07/1*(‏ مع الفتح). 


مورد يحتاج إليه فيه في رد البدع والمحدثات: في الأقوالء والأعمال 
والاعتقادات؛ فإنه أصل في هذا كلّه. 

نال م من أخست في ثرا امالس مه ُوَ وذ قوله. 
(مَنْ أَحَدّت» لفظ (مَنْ) هذا للاشتراط» وجوابه (فَهُوَ و5 وَالْحَدّث 
في قوله: «أَحَدَتَ» هو كل مالم يكن على وفق ماجاء به الصطفى 
كيد لهذا قال نه امن أخت في أثرئ» والأمر هنا هو الدين؛ كقوله 
ل ١‏ تضكر أل لاعن كيه ل يي فكأ أنغيبيئ اث ليه ) 
[النور:57]. فمن أحدث في الذي ما لبر انه فهو سروه علي 

وقوله هنا: امَا لَيْسَ مِنْه)؛ لأنه قد مث شيئًا باعتبار الناس» 
ولكنه سنة مهجورة؛ هجرها الناس» فهو قد سَنَّ سنة من الدين» ودَكّر 
بها الناس؟؛ كما جاء في الحديث أنه يَكةٌ قال: من سن في الإشلام سن 

حَسَنََكَلهُأَجْيُهَا وَأَجْرُ من عَعِلَ ها بَعْدَهُ م خَيْرِ أن يفص ون أجُورهة 

ش00 

فإِذا قوله: مَنْ أَحْدَتَ» هذا فيه المحدثات في الدين» ودل عليها 
قوله: (في أَمِْنًا هذا يعني: في ديتنا هذاء وما عليه أمر النبي د 
وهو شريعته 

قال: هما لَيْسَ مِنّْهُ)» وهذه هي رواية مسلمء وفي رواية البخاري: 


الحددث ا كامس م 
«مَا لَيْسَ فيه فَهُوَ رَد200» يعني: ما ليس في أمرناء فهذه الرواية تدل على 
اشتراط العمل بذلك الشىء. ولا يُكْتَمَى فيه بالكليات في الدلالة. 

قال: «قَهُوَرَدّه يعني: فهو مردود عليه؛ | قال علاء اللغة(©: 
(ردٌ) هنا بمعنى مردود؛ كسد بمعنى مسدود. فَمَعْلُ تأي بمعنى 
مفعول» يعني: من أتى بشيء محدث في الدين لم يكن عليه النبي وله 
فهو مردودٌ عليه كائنًا من كان» وهذا فسرته الرواية الأخرى: (مَنْ 
عَوِلَ عَمَلالِيْسَ عَلَيْهِ مدنا فَهُوَ رَد: فأرجعه إلى الأعمال» والعمل هنا 
المراد به الدين أيضًاء يعني: من عمل عملا يتدين به من الأقوال أو 
الأعمال أو الاعتقادات ليس عليه أمرئا فهو رد يعني: مردودًا عليه 
وهذا فيه إيطال كل المحدثات» وإبطال كل البدع؛ وذم ذلكء وأنها 
مردودة على أصحاما. 

وهذا الحديث أصلٌ في رد البدع في الدين» والأعمال التي في 
الدين» يعني: أمور الدين منقسمة إلى: عبادات وإلى معاملات» 
والمحدثات تكون في العبادات وتكون في المعاملات» فهذا الحديث وَلَّ 
على إبطال المحدثات وإبطال البدع؛ لأن 9 حك بذْعَة00, يعني: 


# 


)١(‏ أخرجه البخاري ( 591؟) من حديث عائشة وَإييه. 
(؟) انظر: النهاية في غريب الأثر (؟/ 51؟2): ولسان العرب ("/ 10). 
(5) ورد ذلك اللفظ في خطبة الحاجة التي كان يقولها النبي وَكَِهِ بين يلي حاجته؛ أخرجها مسلم 


كك ش رسألا مرعين التووبة 
كل محدتة في الدين بدعة. 
والعلاء تكلموا كثيرًا عن البدع والمحدثات» وجعلواهذا 
الحديث دليلاً على رد المحدثات والبدع؛ فالبدع مذمومة في الدين» 
وهي شر من كبائر الذنوب العملية؛ لآن صاحبها يستحسنهاء ويستقيم 
عليها تقربًا إلى الله غَلهة. 
إذا تبين هذا الشرح العام للحديث؛ ف المراد بالبدع والمحدثات؟ 
الحواب: هذهنمااختلف العلاء في تفسيرهاء والمحدثات والبدع 
منقسمة إلى: 
٠‏ محدثات وبدع لغوية. 
٠.‏ ومحدثات وبدع في الشرع. 


مختصرة من حديث جابر وَإْقع (851): ومن حديث ابن عباس وَلكُم (414)» ووردت 
مطولة وغتصرة من حديث ابن مسعود َه عند الإمام أحمد في المسند (1/ 045 97"): وأبي 
داود في سننه ( 422041 والترمني في ستته :)21١١8(‏ والنسائي في الكبرى (1/ :)56٠‏ 
(*/ 448)» وابن ماجه ( »)١857‏ ولشيخ الإسلام ابن تيمبة كه شرح لحافي جزء لطيف» 
طبعته دار الأضحى بالأردن. 

كما ورد في حديث العرباض بن سارية وَإكْعِ الذي أخرجه أبو داود ( 4507): والترمذي 
(7505)؛ وابن ماجه (42» 47؛ 44): وأحمد »)١51/4(‏ والدارمي (48): والطبراني في 
الكبير (71؟5): وابن حبان /١(‏ 118), والحاكم في المستدرك »)١375 /١(‏ والبيهقي في الكبرى 
(0ؤ/ ١4‏ أ ). 


الحدث انامس بم 
ك 


أما المحدث في اللغةفهو كل ما كان أحدث » سواء أكان في 
الدين» أو لم يكن في الدين» وإذا لم يكن في الدين؛ فإنّه لا يدخل ني هذا 
الحديث» وكذلك البدع؛ ولهذا قسم بعض أهل العلم المحدثات إلى 
قسمين: 
٠‏ محدثات ليست في الدين» وهذه لا تُذّم. 
» ومحدثات في الدين» وهذه تذم. 
مثال المحدثات التي ليست من الدين: ما حصل من تغير في 
طرقات المدينة» وتوسعة عمر الطرقاتء أو تجصيص البيوت. أو 
استخدام أنواع من البُسط فيهاء واتخاذ القصور في المزارع؛ أو اتخاذ 
الدواوين» وما أشبه ذلك مما كان في زمن الصحابة وما بعده. فهذه 
أحدثت في حياة الناس فهي محدثة؛ ولكنها ليست بمذمومة؛ لأنها 
لم تتعلق بالدين. 
كذلك البدع» منها: بدع في اللغة يصح أن تسمى بدعة باعتبار 
أمها ليس لها مثال سابق عليها في حال مَنْ وصفها بالبدعة» وبدع في 
2م مه 
الدين» وهذه البدع التي في الدين كان الحال على خلافهاء ثم أَحْدِنُتٌ. 


ار 


2 امه 5 ٠.‏ م لير 
وكانوا يصلون أشتاثا في رمضان» قال: زعم البدّعة)20. وني رواية: 


)١(‏ أخرجه البخاري ( ١٠1؟)‏ من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري. 


م رسأل مربعين النووية 
لنْعْمَتٍِ الْدْعَةٌ و0(" يعني: هذه البدعة اللغوية؛ لأن هذا عُمِل على 
غير مثا سابق في عهده ف م يي وليست بدعة في الشرع؛ لأن النبي 
د صلى بهم ليالي من رمضانء واجتمع الناس معه؛ كما روى ذلك 
أصحاب السئن» فسماها بدعة باعتبار اللغة؛ لأنها في عهده بدعة. 
يعني: لم يكن لها مثال سابق في عهد عمرء فتعلقت باللغة أولاء ثم 
بالمتكلم ثانيا. 

إذا تبين هذا فالمقصود مبذا الحديث المحدثات والبدع في الدين» 
والبدعة في الدين دَلَّ الحديث على ردهاء ودلت على ذلك آيات كثيرة 
وأحاديث كثيرة» كا قال عله :« أملهز شربكذؤا سَرَعُوأ لهم من ألذين 
مَا لم يَأََنْي همه 4 [الشورى: ١7]؛‏ فسماهم شركاء؛ لأخهم شرعوا من 
الدين شيئًا لم يأتِ به محمد وَكَتِلَقٌ ولم يأذن الله به شرعًاء وقد قال جه : 
+ الوم كلت لك ديدح وَأْمَنْتْعَلك نعمت وَوَضِيتٌ لَكُم الْإسْلَم دين 4 
[المائدة: *]» وقال عله : #( ل إن كنم تحبوَألمكَأتَُونٍ يجمه )4 [آل 
عمراك: "١‏ والآيات في هذا المعنى كثيرة» ويصلح أن يكون منها 
قوله ع 0 وآ ءاد أ ل فحدرة ومهْ5 هته 4 [الحشر:/]. 

وقد جاء أيضًا في الأحاديث ذم البدع والمحدثات؛ ى| كان وك 


)١(‏ أخرجه مالك في الموطأ( 560)؛ والبيهقي في الصغرى (1/١48).؛‏ وفي شسعب الإيمان 
(*/ /917)) وأبو نعيم في الحلية (8/ .)1١‏ 


يقول في خطبة الجمعة وفي غيرها : "كل تحدَكةِ بذ بدعَةٌوَكُلُ بدْعَة صَلاكةٌ 
وَكُلٌ ضَلالَة في الَّارِه0'. وجاء أيضًا في السنن من حديث العرباض بن 
سارية و أنه قال: : «وَعَظَنَا رسول الله وَكَِةٌ موعظة: وَحِلَّت منها 
القلوبُء ودَرقت منها العيونء فقلنا: يا رسول الله؛ كاتا متوعظة مود 
فأوصنا»» فكان مما أوصاهم به وَل أن قال : «إنَّهُ مَنْ يَحِشُ ء 24 
قَسَيرَى اختلاهًا كثيرَاء فَعليِكمْ بتي وَسُئَةٍ ست لقا الرَاشِِينَ المي 
عَضوا عَلَيْهَايالوَاجِذِ وَإِيَاكُمْ وَعخْدَكَاتِ الأَمُورِ َكل ةبذع 
وَكُل بِدْعَةٍ ضَلالةً)©. 

فهذه وصيته وك بعد موعظته التي ذرفت منها العييون؛ 
ووجلت منها القلوب» ف] كان أنصحه لأمته؛ وما كان أرأفه بأمتهى 
لا خير إلا دهم عليه ولاشر إلا حذرهم منه؛ كما جاء في الصحيح أنه 
َيِل قال: (إِنّهُ 1 يَكُنْ نبي قَيلٍ لكا حَفًاعليِ نيدل َه َل حير 
مَا يَعْلَْمَةُ َعَم رما يَْلَمُة كم ذ كم ذو يل َع 
في أوّهَاء وَسَيْصِيبُ آخِرَهَا بَلاهوَأمُودٌ :: كِرُونبَاء وَنجِيِءٌ د نه فيُرفّقٌ 
بَْضها بَنْضاء وَيء اله يفول المُؤُِْ: : هَذْهِ مُهُلِكْتِي نه تَتُكَشِفت) 


وَنجِيء الْفِيئهُ ول المؤْمن: َذ َو .نحت أذْيرخح عَن لتر 


)١(‏ تقدم تخريجه (1؟1). 
(؟) سيأق تخريجه (ص ال"). 


١١١ [4‏ باثي 
وَيَدْخُلَ | ند كَلتَأته مَييّة وَ وَهَوَ يُؤْمِنُ باللّه نه وَالْيَوم الآخِر»2» وهكذا 
كان المصطفى 8 1 

وعلماء السلف أجمعوا على إبطال البدع؛ فكل بدعة أَجمِعَ على 
إبطالها إذا صارت بدعة في الدين. 

ذا فها هي البدعة التي يحكم عليها بأنها رَد؟ 

الجواب: البدعة في الدين عرّقَتُ بعدة تعريفات» منها(): 

الأول: هي ما كان على خلاف الدليل الشرعي. 

الثاني: هي طريقة في الدين مخترعة تُضَاهى بها الطريقة الشرعية» 
يُقصَدٌ بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى؛ كبا هو تعريف 
الشاطبي في «الاعتصام)0©. 

الثالث: وهو تعريف الشمنتٌ©) حيث قالهي ما أحذث"” على 


(1) أخرجه مسلم ( 18544) من حديث عبد لله بن عمرو بن العاص وَإلكهًا. 

(؟) انظر: تبيين كذب المفتري لابن عساكر (ص47)» ورفع الأستار للصنعاني (ص ١١1١))؛‏ وعون 
المعبود /١5(‏ 2741 والتعريفات للجرجاني (ص ؟5)؛ وشرح النونية لأحمد بن عيسى 
/١(‏ "23 وفتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء - فتوى رقم (1؟581). 

(*) انظر: الاعتصام (1/ 5 97). 

(4) هو الشيخ تقي الدين أبو العباس أحمد بن العلامة كال الدين محمد بن محمد بن علي الشمني» ولد 
بالأسكندرية سنة إجدى وثاتائة» قال عنه السيوطي: ' الإمام العلامة الفسرء المحدث؛ 
الأصولي؛ المتكلم» النحوي البيانيٍ إمام النحاة في زمانه؛ اه. توفي سنة اثنتين وسبعين وثاناثة. 
انظر: شذرات الذهب (1/ 71). 


احديث الحخامس 


خلاف الحق المتَلَقَى عن رسول الله وَل في اعتقادء أو علمء أو حال 
وجعِلَ ذلك صراطًا مستقييًا وطريقًا قويّ(0. 

هذه تعاريف مختلفة للبدعة؛ وتعريف الشاطيى مشهور. 
والتعريف الثالث أيضًا جيد» ويظهر لنا من تعريف الشاطبي للبدعة 
أنه يتعلق بثلاثة أشياء: 

الأول: أن البدعة ملتزم بها؛ لأنه قال: طريقة في الدين؛ والطريقة 
هي الملتزم مها» يعني : أصبحت طريقة يطرقها الأول والثاني والثالث؛ 
أو تتكرر» فهذه الطريقة يعني ما التَرِم به من هذا الأمر. 

الثاني: أنها مخترعة» لم يكن عليها عمل سابق» وهذه توافق الرواية 
الثانية : «مَنْ عَيِلّ عَمَلاَيْسَ عَلَيْه أَدْد نا فَهُوَ رَد). 

والثالث: أن هذه الطريقة تُضَامَى بها الطريقة الشرعية» من حيث 
الزمان والمكان والوصف والأثرء يعني: العدد الذي هو الوصف مع 
الزمان والمكان» والأثر: وهو طلب الأجر من الله عله بذلك العمل. 

وهذا القول يعطينا فرقًا مهيا بين البدعة وغخالفة السنة» وهى أن 
البدعة مُلتَرّم بباء وأما ما فيل على غير السنة وم يُلتَرّم به فيقال: إنه 
خلاف السنة. فإذا التزم به صار بدعة» وهذا الفرق نبه العلماء على أنه 


907١ /١( والبحر الرائق شرح كنز الدقائق‎ )774 /١( انظر: درر الحكام شرح غرر الأحكام‎ )١( 
,)859 /1( وحاشية ابن عابدين‎ 


ا نتن ال 3 سات 
فرق دقيق مهم بين البدعة ومخالفة السنة» فالضابط بين العمل المبتدع 
وبين العمل المخالف للسنة أن ننظر للعمل هل هو ملتزم به أم غير 
ملتزم به؟ فإذا عمل عملاً على خلاف السنة بأن تعبد بذلك مرة أو 
مرتين ول يلتزم به من جهة العدد؛ أو من جهة الهيئة» أومن جهة 
الزمن» أو من جهة المكان؛ فإنه يُقال: خلاف السنة. 

أما إذا عمل عملاً يريد به التقرب إلى الله جَلِلة والتزم به عددًا 
غالهًا للسنة» أو التزم به هيئةً مخالفةً للسنة» أو التزم به زمانًا القًا 
للسنة» أو التزم به مكانًا محالمًا للسنة صار بدعة» هذه أربعة أشياء: في 
العدد. والهيئة» والزمان» والمكان» فمن أخطأً السنة وتعبد ولم يلتزم 
يقال له: هذا خالف السنة. وأما إذا التزم بطريقته وواظب عليها؛ فإنه 
يقال: هذا صاحب بدعة» وهذا العمل بدعة. 

مثال ذلك: مَن رَفَعَ يديه بعد الصلاة المكتوبة ليدعوٌ» أو سلَمٌ ثم 
رَفَعَ يديه بعد الصلاة المفروضة ليدعوٌ. ٠‏ 

نقول: هذا الفعل منه خلاف السنة؛ لأن السنة أنه بعد السلام 
يَشْرّع في الأذكار» وأما رفع اليدين بالدعاء بعد السلام فليس مشر وعَاء 
وليس من السنة» فإذا رأيته يفعل ذلكء» تقول: هذا خلاف السنة» وسُبَهُ 
النبي وَلَيِيةٌ أن يبتدئ بالأذكار بعد السلام. فإن كان ملازمّا لها بأن 
يفعل هذا بعد كل صلاة» صار بدعةً» أو كان يلتَزِم عددًا في التسبيح في 
وت ما من اليوم لا يتركه؛ أو يجعل له بعد الصلاة - مثلاً - مائة 


تسبيحة ومائة تهليلة ومائة تكبيرة ومائة تحميدة» فهذا بدعة» لكن إن 
فعلها مرة أو نحو ذلك فهذا نقول: إنه خلاف السنة. وقد يكون له 
حاجة في تكفير ذنب أو نحو ذلك هو أدرى بهء لكن إن التزمه صار 
بدعة. 

والتقييد بالأعداد مقصود شرعًاء فلا بد من التَقَيِّده وهذه هي 
السنة» فإذا تعدى الشرع وأراد أن يحوز فضلاً في شيء قد فيد بالشرع في 
وقته» أو زمانه؛ أو عدده. أو مكانه؛ فإن الزيادة تكون نوعا من 
الاعتداء. 

وهناك تقسيم آخر للبدع؛ وهو: 

أولاً: إما أن تكون البدع كبيرة من الكبائر قد تصل إلى الكفر. 

ثانيًا: إما أن تكون صغيره من الصغائر» يعني: مما يغفر لصحابها 
إذا زاحم عمله هذا عمل صالح يُكمّر عنه به لكن ليس معنى ذلك 
أنها تشترك مع صغائر الذنوب التي تكفرها الصلاة إلى الصلاة» 
ورمضان إلى رمضانء والجمعة إلى الجمعة» بل البدعة شرها أعظمء 
وإن كانت صغيرة من حيث تقسيم الذنب» فهي وإن كانت صغيرة 
لكن شرها أعظم من صغائر في الذنوب» قال الإمام مالك #مَلْلَه : 
«من ابتدع بدعة فقد زعم أن الله عل لم يكمل لنا الدين وأن النبي وك 


قد خان الرسالة وقد كتم بعض الدين06: 1 الججواب: لأن المبادع 
يفعل هذه الأفعال وهو يعتقد أها من الدين» والله عله يقول: © أليوْمَ 
كلت لَكْم دِيكَكُ )4[الائدة: *] فهل الكامل يحتاج إلى زيادة؟ 
الجواب: لاء وكلام الإمام مالك وله هذا متين واضح. 
إذا تبين ذلك فالبدع كلها مذمومة؛ كي قال النبي َكِادِ: : ١وَإِيَاكُمْ‏ 
محَدَنَاتِ تِ الأمُور ر؛ ؛ إن كُلّ دك بدَعَة وك بِذْعَةِ ضَلالَة 7, وهذا 
يعني أن هذه كلية لا يخرج عنها شيء؛ فكل بدعه يصدق عليها أنها 
ضلالة» فها هذه البدع؟ الجواب: هي البدع التي عَرَّفنَاها: هي طريقة 
في الدين مخترعة يُقصد بالملازمة عليها والمبالغة في التعبد لله َل بها 
وجه تضاهي به الشريعة. 

بعض أهل العلم لم يفهم هذا وقال: إن البدع منها ماهو حسن 
ومنها ما هو قبيح» كيف؟ قالوا: البدعة هي كل مالم يكن على عهد 
النبي وكيد فيدخل في ذلك من مثل جمع القرآن؛ فإن القرآن في عهد 
النبي وَلتكُ م تجمع في كناب فجمع. فيقولون: هذا من جنس البدع: 
لكن هذه بدعة واجبة يجب على الأمة أن تسعى في ذلك. 


وَع ل 


ويقولون: هناك بدع مستحبة؛ وهناك بدع مباحة» وهناك بدع 


.)45/١( أخرجه ابن حزم في الإحكام (5/ 718)» وانظر الاعتصام للشاطبي‎ )١( 
سبق تخريجه (ص /7/ا”).‎ )5( 


م لحرن مقخغخت حزن اه 
مكروهة؛ وهناك بدع محرمة. 0 

والجواب: أن هذا الذي قالوه فيه مناقضة لقول النبي َكَِِ: «َإنَ 
كُلَّ يدْعَةِ ضَلالَة» فهذه كلية» فيجب أن يُفْهِم منها أن قوله: هكُلٌ 
َذْعَةِ) أنها البدعة في الشرعء وهذه الأشياء التي مثلوا أغها واجبة أو أنها 
مباحة أو أنها مستحبة لا تدخل في البدع الشرعية حتى تكون داخلة في 
قوله: «قَِنَ كُلّ دع ضَلالةٌه فإنه لا تتصور أن جمع القرآن يدخل في 
قوله: (قَإنَ كُلّ بدْعَةٍ ضصَلالَةُ»» ولا يدخل في ذلك الردود والتصانيف 
التي صنفها العلماء لحفظ السنة ودحض البدعة» وتصنيف الكتب لم 
يكن في عهد النبي ليد إلا أنه قد يكون مستحيّاء وقد يكون واجبًّا 
بحسب اللحاجة. 

إذا تبين ذلك فإن قوله: «قَإِنَ كل بدْعَةِ ضصَلالَةٌ»» المراد هنا البدعة 
في اصطلاح الشرع» وليست البدعة في اللغة. 

وتعريف البدعة بأغبا: «كل ما أحدث بعد رسول الله يَكَلِلةٌ....) 
هذا التعريف قال أصحابه: البدعة منها ما يكون بدعة حسئة. وهذا هو 
الذي مال إليه بل ابتدعه ونصره العز بن عبد السلام(2 المعروف» 


)١(‏ هو عبد العزيز بن عبد السلام بن القاسم بن الحسن بن محمد السلمي الدمشقي الشافعي شيخ 
اللهب» ولد سنة سبع أو تيان وسبعين وحم سماثة) وتوقي سنة ستين وستاثة. انظر العير 
(ه/ مكا)ء والبداية والنهاية (1/ ه5؟), وشئرات الذهب (ه/ مر 


َم شسرجألامرعين النووية 
وأوقع الأمة في بلاء تحسين البدع بعد أن قال هذا في كتابه 
«القواعد»(2"» وتبعه عليه تلميذه القراني”" في «الفروق26 المشهورة 
له وقد رد عليهما الشاطبي مله في كناب «الاعتصام»», وكذلك 


(1) انظر القواعد الكبرى لعز الدين بن عبد السلام (؟/ 890 - #م). 

(؟) هو أحمد بن إدريس الشهور بالقراني الشي الإمام العالم الفقيه الأصولي شهاب الدين الصنهاجي» 
كان مالكيًا إمامًا في أصول الفقه وأصول الدين» عاًا بالتفسيره صف في أصول الفقه الكتب 
المفيدة؛ وأفاد واستفاد منه الفقهاء» له شرح المحصول الشرح المشهور» والتنقيح وشرحه؛ وأنوار 
البروق وأنواء الفروق» والذخيرة في مذهب مالك؛ والا ستبصار فيا يدرك الأبصار» توفي بدير 
الطين ظداهر مصر سنة اثتنين وثانين وستائة. انظر: الوافي بالوفيات (145/5)» والديباج 
المذتهب (39/1). 

(؟) انظر: الفروق للقراني (ص "١5‏ - 5:4). 

(4) قال الشاطبي #تلقنه: لوتما يورد في هذا الموضع أن العلاء قسموا البدع بأقسام أحكام الشريعة 
الخمسة. وم يعدوها قسبًا واحدًا مذموماء قجعلوا منها ما هو واجب» ومندوب» ومباح» 
ومكروه» ومحرم؛ وبسط ذلك القرافي بسطا شافيّاه وأصل ما أتى به من ذلك شبخه عز الدين بن 
عبد السلام» ؛ ثم بعد أن نقل كلام القرافي وشيخه في تقسيم البدعةء قال: «...هذا التقسيم أمر 
مخترع لا يدل عليه دليل شرعي؛ بل هو في نفسه متدافع؛ لأن من حقيقة البدعة أن لا يدل عليها 
دليل شرعي لا من نصوص الشرع ولا من قواعده إذ لو كان هنالك ما يدل من الشرع على 
وجوب أو نلب أو إباحة لما كان ثم بدعة» ولكان العمل داخخلاً في عموم الأعمال المأمور بها أو 
المخير فيهاء فالجمع بين أن تلك الأشياء بدعَا وبين كون الأدلة تدل على وجويها أو نديبا أو 
إباحتها جمع بين متنافيين. أما للكروه منها والمحرم كمسل من جهة كونها بدكًا لا من جهة 
أخرى؛ إذ لو دل دليل على منع أمر أو كراهته ل يثبت ذلك كونه بدعة؛ لإمكان أن يكون معصية 
كالقتل والسرقة وشرب الخمر ونحوهاء فلا بدعة يتصور فيها ذلك التقسيم البتة إلا الكراهية 


وجماعات من أهل العلم» ولكن تبع العز بن عبد السلام على تعريفه 
وتقسيمه جماعات» فلا تكاد تجد أحدًا من شرح الحديث بعد العز بن 


عبد السلام إلا وقد وقع فيم) ذكره؛ وهذا ولا شك وقعت الأمة من 
جرائه في وبال. 

وقد جاء عن النبي َلئِلْة في البدع ما يحذر منها بأبلغ تحذي 
فكيف تدخلون أمثال هذه فيها؟ والنبي وَكِلْهِ يفصل ول يبين أن 
بدعة دون بدعة لها حكم؛ بل قال: «قَإِنَ كُلّ بدْعَةٍ ضصَلالَةه» وهذا كله 
يعني أنها عامة» ف «كل» من ألفاظ العموم ك]| هو مقرر علد ' 
الأصوليين» وإذا جعل من الدع منها ماهو واجب ومنهاماهو 
مستحب ومنها ماهو مباح» فهذا باطل وغلط. والسبب في الغلط 
الحاصل هو في أمرين: 

الأمر الأول: هو أنهم جعلوا البدعة اللغوية هي المرادة» أو 
جعلوا البدع تضم ما كان بدعا في اللغة» ولم يجعلوا للبدع تعريفا شرعيًا 
جامعًا مانماء فقوهم في تعريف البدع: هي كل مالم يكن علي عهد النبي 


والتحريم حسبها يذكر ني بايه ... فيا ذكره القراني عن الأصحاب من الاتفاق على إنكار البدع 
صحيح وما قسمه فيها غير صحيح.11.ه. بتصرف. انظر: الاعتصام ١88 /١(‏ -"1818), 


كك هذا يعني البدعة اللغوية فكل ما أحدث بعد النبي يكل 
يجعلونه بدعة» ويدخل في هذا - مثل ما مثل به الشاطبي وغيره-: 
المناخل» وأنواع الأطعمة وأنواع الأكيسة» وأنواع البيوت» والمراكب» 
إلى آخره» كلها داخلة» لكنها ليست مرادة» فالنبي وَل نمي عن البدع 
أشد النهي وذم أصحابهاء بل وجعلهم لا يردون عليه حوضه: وهذا 
لاشك أنه لا يدخل فيه البدع التي هي بدع في اللغة وليست بدعًا في 
الشرع. 
الأمر الثاني: العلاقة بين البدع والتبديع» اعلم أن لا ملازمة بين 
كون الرجل يأتي بالبدعة وكونه مبتدعاء فإنه قد يعمل ببدعة ولا يُطلق 
عليه لفظ المبتدع؛ لأن هذه الثنائية لا تلازم بينهاء فلا تلازم بين البدعة 
والتبديع» ولا تلازم بين الكفر والتكفير» ولا تلازم بين الفسق 
والتفسيق؛ فقد يعمل الرجل بالفسق ولا يسمي فاسمَّاء وقد يعمل 
بالبدعة ولا يسمي مبتدعاء وقد يعمل بالكفر ولا يطلق عليه أنه كافر؛ 
وذلك لأن من شرط هذه الأسماء أن تقام الحجة على من قام به أحد 
تلك الأعمال. 
. إذا قامت الحجة على من عمل ببدعة» ول يتبع الحجة التي قال 
بها أهل العلم» وصدف عنهاء وأعلمه إياها أهل العلمء فإنه 
يصبح مبتدعًا. 
٠‏ كذلك الفسق لا يلزم لكون الرجل يعمل كبيرة أن يكون 


اتحديث انأمس 
فاسقاء الفاسق هو من يعمل الكبيرة» أما الصغائر فلا يسمي 
فاعلها فاسقاء ولا يُسمي فاسقًا حتى ثُقام عليه الحجة» ويبين 
له ثم لا يأبه لذلك. 
كذلك الكفر قد يقوم الكفر بأحد؛ يعني: يعمل عملاً شركيًا 
أو عملاً كفريّاء لكن لا نسميه مشركًا أو كافرًا حتى تقوم عليه الحجة. 
وهذه قاعدة مهمة بينها الأئمة في أكثر من موضعء لكن كيف 
تقام الحجة؟ هذا له بحث آخر. 
ل| ذكرنا تعريف البدعة ذكرنا لفظ الملازمة وزدناه علي تعريف 
الشاطبي» وهذا مهم قد نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية له 
وغيره؛ وذلك لأن من عمل عملاً ل يلتزمه فإنه يكون عمل عملاً علي 
خلاف السنة» ولكن لم يلتزمه ولم يجعله طريقة تُطْرَقُ وتتبَعُ وتُسْلَكُ» 
وإنها فعله مرة أو مرتين» فإنه يعد مخالما للسنة في هذا العمل ويقال: 
أخطأ فلان في كذا وكذاء ونحو ذلكء أما إذا لازمه فيكون بملازمته 
لهذا العمل أو العمل الملازم عليه ليضاهي به المشروع يكون بدعة: 
فليس كل مخالفة للسنة تعد بدعة» فمن أخطأ خالف السنة, لكن لا 
يعد مبتدعا إلا إذا لزمه؛ وكذلك يكون عمله خلاف السنة لكن لا يعد 
مبتدعًا. 
ما يتصل أيضا بهذا الحديث, والفرق بين تُحَدَّث ومُحْدَثْء أن 
هناك محدّثات لم يجعلها الصحابة - رضوان الله عليهم - من البدع؛ بل 


بص لسلست 
أقروهاء وجعلوها سائغة» وعَْمِلَ بهاء وهذه هي التي سماها العلماء في| 
بعد: (المصالح المرسلةة» والمصالح المرسلة للعلاء فيها وجهان من 
حيث التفسير» ومعنى المصالح المرسلة: أن هذا العمل أرسل الشارع 
حكمه باعتبار المصلحة؛ فإذا رأى أهل العلم أن فيه مصلحة؛ فإِنْ لهم 
أن يأذنوا به لأجل أن الشارع لم يعلّق به حُكرّاء وهذا يأتي بيان صفاته. 

قال العلماء20: المصالح المرسلة تكون في أمور الدنياء لا أمور 
العبادات» فتكون ني الوسائل التي محقَنُ بها أحد الضروريات الخمس؛ 
لآن الشريعة قامت على حفظ الضروريات الخمس» وهي: الدين؛ 
والنفسء والمال؛ والنسلء والعقل. فوسائل حفظ هذه الخمس من 
المصالح المرسلة: وسائل حفظ الدين مصلحة مرسلتفلك أن تحدِ” 
فيها ما يحفظ دين الناس. مثل تأليف الكتب؛ فإنه لم يكن على عهد 
النبي وَكيِْحَدْ" تأليف الكتبء وتأليف الرّدود وكذلك ججمع 
الحديث لم يكن على عهده وَلَّْ. فقد نمى النبي ويد أن يكنب حديثه 
ونمى عمر و أن تب حديث النبي يك ثم كُنب» فهذه وسيلة 
م يكن الْمَنَضيٍ للها في ذلك الوقت قائّاء ثم قام المقتضي لهاء فصارت 
وسيلة لحفظ الدين؛ أي: صارت مصلحة مرسلة وليست بدعة. 

فإِذًا من المهمات في هذا الباب أن تمَرّق ما بين البدعة وما بين 


.)4 0” وإرشاد الفحول (ص‎ :)188 /١( انظر: المسودة لآل تيمية (ص ١40)؛ والاعتصام‎ )١( 


المصلحة المرسلة» ومن ذلك: 
أولاً: أن البدعة في الدين» متجهة إلى الغاية» وأما المصلحة 


المرسلة فهي متجهة إلى وسائل تحقيق الغايات. 

ثانيًا: أن البدعة قام المقتضي لفعلها في زمن اللصطفى يك و! 
تُفْعَل» والمصلحة المرْسَلّة لم يقمٌ قَمْ المقتضي لفعلها في زمن النبي وَلَةِ. 

فإذا نظرنا مثلاً إلى جمع القرآن؛ فإن القرآن جمعَ بعد عهد النبي 
يلك و/ تجمع في عهده؛ فهل نقول: إن جمع القرآن بدعة؟ أجمع 
العلماء من الصحابة ومن بعدهم أن جمع القرآن من الواجبات العظيمة 
التي يجب أن تقوم ها الأمة» ففي عهد النبي وَلَيِْهٌ ما قام المقتتضي 
للفعل؛ لأن الوحي يتنزلفلو نسّيْم" القرآن كاملاً لكان هناك إدخال 
للآيات في المهوامش أو بين السطور» وهذا عرضة لأشياء غير محمودة؛ 
فكان من حكمة الله عله أنه ما أمر نبيه وليك بجمع القرآن في كتاب 
واحد في حياته» ولما انتهى الوحي بوفاة المصطفى وَلَيِةٌ جمعه أبو بكر 
ولق وليه ثم جمع بعد ذلك. 1 

وهناك أشياء شتى مشل: إنشاء دواوين الجند؛ واستخدام 
الآلات» وتحديث العلوم؛ والاهتام بعلوم مختلفة» وفتح الطرقات» 
. وتكوين البلديات والوزارات» وأشباه هذا في عهد عمر وق وني 
عهد أمراء المؤمنين في] بعد ذلك. ٠‏ 

فالحاصل إِذَا من هذا أن المصلحة المرسلة مُحَدََةَ» ولكن لا ينطبق 


عليها هذا الحديث: «مَنْ أَحْدَتٌ فى أَمْرًا هَذَا ما لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَرَدّاءٍ لأن 


هذه ليست في الأمر وإنما هي في وسيلة تحديث الأمر» فخرجت عن 
شمول هذا الحديث لما من هذه الجهة. ومن جهة ثانية أنها إحداث 
ليس في الدين؛ وإنا هو في الدنيا لمصلحة شرعية تعلقت بهذا العمل. 

سرَّاها العلماء مصالح مرسلة؛ وجُعِلَتْ مطلوبة من باب تحقيق 
الوسائل؛ لأن الوسائل لما أحكام الغايات» فهي واجبة ولا بد من 
عملها؛ لأن لما حكم الغاية. 

والعبادات قسم من الشريعة؛ والمعاملات قسم من الشريعة 
فإحداث أمر في عبادة على خلاف سنة المصطفى وَلَقِيْةٌ محدثٌ وبدعة 
في الدين» وكذلك إحداث أوضاع في المعاملات على خلاف ما أمر به 
النبي بيد هو أيضا مردود؛ لأنه مُحْدَتٌ في الدين. 

مثاله: تحويل عقّد الربا من كونه عقدًا محرمًا إلى عقد جائز» فهذا 
تبديل للحكم, أو إحداث لتحليل عقد حَرّمه الشارعء أو إبطال شرط 
من الشروط الشرعية التي دَلَّ عليها الدليل؛ فإبطال هذا الشرط تُحْدَتٌ 
أيضّاء ومردود على صاحبه. أو أن تَحَوَلَ - مثلاً - عقوبة الزنا من كونها 
رجا للمّخْصَّنء أو الجلد والتغريب لغير المحصن. إلي عقوبة مالية» 
فهذا ردٌ على صاحبه؛ ولو كانت في المعاملات؛ لأنها إحداث في الدين 
ما ليس مته. ش 

وهذا يختلف عن القاعدة المعروفة: أن اللأصل في العبادات 


اتحد يث انامس ١و‏ 


التوقيفء والأصل في المعاملات الإباحة وعدم التوقيف. فهذه 
القاعدة تسري فيم| يكون في معاملات الناس مالم يكن هناك شرط 
شرعه الشارع وأمر به واشترطهه أو عقدٌ أبطله الشارع؛ فلا يدخل فيه 
جواز التغيير؛ وإنما جواز التغيير أو التجديد في المعاملات» وأنها مبنية 
على الإباحة والسّعةء هذا فيا لم يدل الدليل على شرطيته» أو على عقده» 
أو على إيطال ذلك العقد, وما شابه ذلك. 

وقد قال النبي وَلَيِلةٌ في حديث بريرّة 495 المشهور: فيا شَرْطٍ 
َس في كِتَابٍ الله مَهُوَبَاطِلُ وإ كَانَِائَة شر َقضَاء لله أحَقٌ وَشَرْطُ 
السو أَوكقٌ700, فهذا الحديث يأتي في جميع أبواب الدين: يأتي في الطهارة, 
والصلاة» والزكاة» والصيام. والحج. والبيوع والشركات» والقرض» 
والصرف؛ والإجارة» والنكاح؛ والطلاق» وجميع أبواب الشريعة؛ كما 
هو معروف في مواضعه من تفصيل الكلام عليه (©. 


.93 من حديث عائشة‎ )١8:04 ( أخرجه البخاري ( 1857): ومسلم‎ )١( 
.) هم‎ - ٠١ (؟)انظر: جامع العلوم والحكم (ص‎ 


2 
قر 


2 
جر( قري 


الحددث السأدس 2 بم رو م 
الحديث السادس 

عَنْ أي عَبْدِ اله انان بْنِبَشِرٍ وك قَالَ : سَحِطْتَ وَسُول الله 
كك يكُول: دإنَّ الال بين وإن الحرام ين َيِه أَحُودٌ مُشَْبهَاتٌ 
ايَمْلمهُنَ كد الدَّاسء قَمَنِانَى الشيَاتٍ ا اشكرا دنه 
وَعِرْضِه وَمَنْ وََمَ في الشّبّمَاتِ و وَقَعَ في ي الْحرَام؛ كَالرَاعِي يَرْعَى حَوْل 
الى يُوشِكٌ ديتع فب انكل مَك مى» لون حَى الله 
حَارمَة» آلك وَإِنَّف الْجْسَدِ مُضْعَة إِذَاصَلْحَتْ صَلّحَ الْحْسَدُ كُلّكُ وَإِذَا 
قَصَدّتْ كَسَدَ الْجَسَدُ كُدة ألاوَهِيَ الْقَلْبُ». رواه البخاري ومسلم”». 


الشرمم: 
هذا الحديث - حديث النعان بن بشير وإ - عَدَّه العلماء ثلث 
الدين أو ريع الدين؛ فإن الإمام أحمد قال: ثلاثة أحاديث يدور عليها 
الإسلام””): حديث عمر و2ع: 8 : دإِن) الأغَال باليّاتِ4؛ وحديث 
عائشة وَبْلفيه السابق :مان أحدْك” في نا ذا مَا لَيْس مِنْهُ فَهُوَ رذق 
وحديث النعمان بن بشير 45 ؟ وذلك أن حديث النعمان دَلّ عل أن 


.)*919 /*( هذا اللفظ: «فقد» ورد في مسند أبي عوانة‎ )١( 
.)1858( (؟) أخرجه البخاري (؟5ق8 ١8:؟)) ومسلم‎ 


00 ظ شسرج الا مرمعين النووية ى 


4 “غ١‏ نه 
الأحكام ثلا نة: 
9 حلال بن واضح لا اشتبأه فيه. 


« وحرام بين واضح لا اشتباه فيه. 

© وثالث مشتبه لا يعلمه كثير من الناس» ولكن يعلمه بعضهم. 

فالحلال البَئّن والحرام البَئّن واضح الّكم, والمشتبه جاء حكمه 
في هذا الحديثء والحلال يحتاج إلى نية» ومتابعة» وعدم إحداث فيه من 
أمور العبادات والمعاملات» وكذلك الحرام يحتاج إلى نية في تركه حتى 
يؤجر عليه .. إلى آخر ذلك» فصار هذا الحديث ثلث الإسلام. 

وأبو داود صاحب السئن جعل الأحاديث أريعة”» فزاد عليها 
حديث: «الدين النْصِيحَةٌ)؛ الحديث الذي سيأق بعد هذا إن شاء اللّه 
تعالى(؟). 

وهذا يدل على أن هذا الحديث موضعه عظيم في الشريعة؛ فهو 
ثلث الدين لمن فهمه. فالحلال الْبَيّن الواضح من أتاه يكون على بينة» 
والحرام البين الواضح أيضًا بَيّن للناس لا اشتباه فيه من انتهى عنه فهو 


() انظر: التمهيد لابن عبد البر (8/ 01؟)» وتهذيب الأساء (7/ :)951١‏ وجامع العلوم والحكم 
(ص4)؛ وسبل السلام (4/ ١31)ء‏ وعمدة القاري(١5958/1).:‏ وكشف الخفاء(١/١٠),‏ 
والأشباه والنظائر (ص4).» و نيل الأوطار (8/ ؟1”). 

(؟) سبأي تخريجه (ص 197 ). 


مأجور» ومن وقع فيه فهو مأزورء وهناك ما هو مُسْتبهه ومن أجل هذا 
المشتبه جاء هذا الحديث من الرءوف الرحيم ا 

فقال : دن الحلا يع يعن إن الجر ام بين وَيَنه)) ينها أمُورٌ مُشْيهَاتٌ». 

القسم الأول: قال: دإنَّ الال بَيّنٌ : مثاله: أنواع المأكولات 
المباحة» فتأكل اللحمء والخبز» وتشرب الماء ... إلى آخره» وكذلك 
أنواع العلاقات المالية المباحة: البيع الواضح. والصرف الواضح 
...إلى آخره» وأنواع الإجارة الواضحة:ء والزواج الواضحء وأشباه 
ذلك ما اكتملت فيه الشروط ولا شبهة فيه» فهذا بين يعلمه الناس» 
وأيضا هو درجات _ 
والسرقة؛ والزنا وحرمة قذف الغافلا المؤمنات» وحرمة الوه 
وأشباه ذلك ما الكلام فيها واضح لا اشتباه فيه. 

القسم الغالث: قال: «وَبيئه) أ 1 مُورٌ مُشْتِهَات؛: فجعل هذا القسم 
بين الخلال والحرام؛ وذلك لأنه يجتذبه الحلال تارة ويجتذبه الحرام تارة» 
عند من اشتبه عليه؛ فالذي اشتبه عليه هذا الأمر يكون عنده بين 
الحلال والحرام» لا يدري هل هو حرام أو حلالء إِنْ نظر فيه من جهة 
قال هو حلال» وإن نظر فيه من جهة أخرى جعله حرامّاء وهذا عند 
كثير من الناس» وأما الراسخون في العلم فيعلمون حكمه. هل هو 


فقوله كلا: «وَيَيئهها أَخْر مُشَْْهَاتٌ لأ يَعلَمْهَنَ كثيرٌ من النّاسٍ) 
دل عل أذ هتاك كثي من اناس يعلمون المتكه 0 

هذه المشتبهات اختلف العلماء في تفسيرهاء في أقوال كثيرة جدَاء 
وصَّئْمَثْ فيها مصنفات» وشروح هذا الحديث في الكتب المطولة طويل 
أيضًا في تفسير المشتبهات» ووضوحُها ينبني على فهم معنى المشتبه في 
اللغة وفي القرآن أيضًا. 

أما في اللغة: فاشتبه الشيء بمعنى اختلطء يعني: صار يتنازعه 
أشياء متعددة جعلته مختلطًا على الناظر أو السامع؛ مثاله: اشتبهت 
الأشياءٌ عند عينه» بمعنى اختلطت فلا يميز هذا من هذاء واشتبهت 
الأصوات عليه» يعني: تداخلت فلا يميز هذا من هذا(©. 

فالمشتبهات في اللغة هي التي لا يتضح منها الأمر عند كثير من 
الناس لضعف قوته. فكا أن الناظر لضعف بصره اشتبه عليه. 
والسامع لضعف سمعه اشتبه عليه» فكذلك المسائل التي تُذْرَك 
ببصيرة القلب تشتبه من جهة ضعف البصيرة؛ ضعف العلم. 

أما في القرآن: فجعل الله ل المشتبهات أو امتنشابهات في يقابل 
المحكماتء في قو له وَِة ج[ حَوَآل هآر عَكَانكتب ينه يت عت هنأ 


.) ١١5 3١9 انظر؛ شرح الأربعين النووية للعلامة ابن عثيمين لَه (ص‎ )١( 
(؟) انظر: لسان العرب(؟١/ 6:ة).‎ 


الحدث السأدص لم 
١:5 [ -‏ © 


ل 
مودس 2 ارمع دس سس عو 21 مك 0 
الْكنب وأخرمتشبيهدت مَأ في قلويهم زيغ فيتيعون ماتشبهمنه ابتغاء الْفَتنةٌ 


ف 2 _ 


تأنيقة تيمو واكم تأويلة: لا ولخد اليف يعوو هنايو امن 
عِنرَيناً 4[آل عمران: /0] فدلت هذه الآية على أن المحكم ما كان 
واضحابَيّنّاء والمشتبه ما يشتبه علمه على الناظر فيه. 

وما ني الحديث غير ما في الآية من جهة أن ما في الآية من جهة 
المعاني؟ لأنه قال: له وَالَذِىَأَْلَ عَلِِكَ الككب نه ينث متَكمات هن أم 
لكي وَلُعرْمتَم دهت )4 فمعنى الآية يشتبه. أما الحديث فهو من جهة 
الحكم: هل هذه من الخلال» أم من الحرام؟ 

فمن جهة الاشتباه الأمر واحدء أن المشتبه فيا دلت عليه آية آل 
عمران هو غير الواضح» وهذا نستمسك به في تفسير المشتبه في هذا 
الحديث؛ لأنَ الكلمةً إذا اشتبه معناهاء أو اختلف العلماء في معناهاء 
فتُرجع إلى عُرْفٍ الشارع ني كلامه» يعني: إلى ما كان عليه استعمال 
الشارع في القرآن» فهذا يريحنا من إشكال تفسير الكلمة» فإذا نظرنا في 
هذه الكلمة (مُتَشَابئَات)» فإن بعض العلماء قد جعلها: اختلاط المال 
المباح مع الال الحرام؛ وجعلها بعضهم: فيم| اختلف فيه العلماء في 
أقوال ربا يأ بعضها. 

فتفسيرها الصحيح أن نجعلها مثل آية آل عمران» يعني: ما 

اتضح حكمه من الحلال فهو حلال؛ وما اتضح حكمه من الحرام فهو 
حرام» وهذه محكمات» وما اشتبه حكمه فهو من غير الواضح من 


الإمام أحمد لَه وإسحاق”" وجماعة من أهل العلم فسروا 
المشتبهات بها اختلف الصحابة في حِلّه وحرمته؛ أو اختلف العلماء في 
حله وحرمته» فقالوا - مثلاً-: أكل الضب اختلقوا فيه فيكون من 
قبيل المشتبه» وقالوا: إن أكل ذي الناب من السباع اختلف فيه العلماء؛ 
فيكون من قبيل المشتبه» أو لبس بعض الملابس احتلفوا فيهاء فيكون 
من قبيل المشتبه» وجعلوا اختلاط المال الحلال والحرام؛ هذا من قبيل 
المشتبه في أشياءء وشرب ما يسكر كثيره من قبيل المشتبه» من جهة 
الناظر فيه؛ وهذافي الحقيقة ليس واضحًاء وهذه إذا جُعِلََتْ من 
المشتبهات فهذا من جهة التأويل» لا من جهة كونها مشتبهات بينة. 
فالإمام أحمد وإسحاق وجماعة إذا قالواعن هذه الأشياء: إنها 


)١(‏ هو الإمام إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم؛ المعروف بابن راهويه» ولد سنة إحدى وستين 
وماثة» وتوني سنة مان وثلائين وماثتين» وهو من أقران الإمام أحمد بن حنبل» وذكره الإمام أحمد 
فقال: إسحاق بن إبراهيم الحنظل؛ وكره أن يقول راهويه» وقال:لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل 
إسحاق؛ وإن كان يخالفنا في أششياء فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضًا. انظر: تاريخ بغداد 
(48/1")؛ وتاريخ دمشق (20119/4): وألواني بالوفيات (181/8)؛ وشذرات الذهب 
(؟/81) وطبقات الشافعية الكرى (؟/ "8). 


مشتبهات0©» فيعنون أنه ينبغي لمن ذهب إلى القول المبيح أن يستبرئ؛ 
فمن ذهب إلى القول المبيح في ال مُسْكر لا بد له أن يستبرئ لدينه 
ويذهب إلى القول الآخره وكذلك أكل الضب السنة فيه واضحةء 
فيتبغي أن يترك رأيه إلى السنة لأن الأمر فيه من الواضح. فقالوا: إنها 
من المشتبهات. باعتبار الخلاف» وليس هذا هو المقصود بالحديث؛ 
وإنما هم نظروا في اختلاف العلماء في ذلك. 

والذي ينبغي حمل الأحاديث عليه ما سبق ذكره من أن 
المشبهات. أو المشتبهات» أو المتشاببات هي ما اشتبه علمه» واشتيه 
حكمه على من يحتاج إليه» فإذا اشتبه عليه حكم هذا البيع فاستبراؤه له 
حماية لعلمه ودينه؛ وإذا اشتبه عليه حكم هذه المرأة» هل هي مباحة له 
أم غير مباحة؟ فالاستبراء أن يتوقف حتى يعلم, فإما أن تكون حلالاً 
بِينًا أو حرامًا بينًا. 

إذا تقرر ذلك فَإِنٌ المشتبهات هذه لما حالان: 

الحال الأولى: ما يتوقف فيه العلماء» فيتوقف العالم في حكم 
المسألة» يقول: أنا متوقف فيها. والعلماء توقفوا في شيء مثل بعض 
المسائل الحادثة الآن» تأتي مسألة مثلاً من مسائل البيوعات أو مسائل 
المال الجديدة التي تحدثها الناس» وحتى ينظر العلماء فيها لا بد أن 


.)88 - 85 انظر: جامع العلوم والحكم (ص‎ )١( 


يتوقفواء فتوقف العلاء في بعض المسائل الطبية مثلآء وتوقفهم ليس 
عن عجزء ولكن حماية لدينهم؛ لأنهم سيّفتون الأمة» وإذا أفتوا الأمة 
فالحلال - الذي صار في الأمة حلالا - منسوب إليهم؛ وهم وقَعُوا 


عن رب العالمين عَلله يعني: أفتوا عن الله عله فينبغي أن يتوقفوا 
حتى تتبين لههم» فإذا توقف العلماء في مسألة حتى يتبين لهم حكمهاء 
فهي من المشتبهات. 

الحال الثانية: ما تشتبه على غير العالم» فيجب عليه ألا يواقعها 
حتى يردَّها إلى العالم؛ لأن النبي وكيد قال: (وَبِيْتهها يعني: بين الحلال 
والخرام «أَحُورٌ مُشَِْهَاتٌ لايَعْلَمُهُنَ كير مِنَ النّاس»» ففي قوله هذا 
إرشاد إلى أن هناك من يعلم؛ فيسل من يعلم عن حكم هذه المسألة. 

قال: «فَمَنٍ اتقَى الشبَهَاتٍ» يعني: قبل أن يصل إليه العلم, أو في 
المسألة التي توقف فيها أهل العلمء هقَمَّدِ إستَبْرا ديه وَعِرْضوه فإذا 
استبرأ لدينه فقد أتى ما يجب عليه فلا يُقَدِمِ على فعل شيء لا يعلم 
حكمه؛ لأنه ربها كان حرامّاء والمؤمن مُكَلْفء فينبغي عليه وجويًا ألا 
يأتي شيئًا إلأوهو يعلم أنه حلال» أو غير حرامء فمن توقف عن 
الحلال المشتبه أو الحرام المشتبه فقد استيراً للدين؛ لأنه ربا واقع ذلك 
الثيء وكان حرامّاء وهو لا يدري. 

وهل يقال هنا: إذا كان لا يدري فهو معذور؟ الحواب: لا بل 
غير معذور؛ لأنه يجب عليه أن يتوقف» حتى يتبين له حكم هذه 


الحددث السادس م 
لسألة» فبأتيها عل أي أساس» لأنه مكلف» قلا يعمل عملة ا 
من الشرع؛ فلهذا قال : «لَقَدِ إسْتبراً لدينه»؛ ثم قال: (وَعِرْضِو)؛ لأن 
من أقدم على الأمور المشتبهات من أهل الإيمان فإنه قد يُتَكَلّم فيه بأنه 
قليل الديانة؛ لآنه لم يستبرئ لدينه» كذلك إذا ترك مواقعة المشتبهات 
وفي هذا حث للمرء ألا يأتي ما يُعاب عليه في عرضه. فالمؤمن 
يرعى حال إخوانه المؤمنين» ونظرة إخوانه المؤمنين إليه» ولا يأتي بشيء 
ويقول: أنا لا أهتم بقول أهل الإيمان» ولا بقول أهل العلم؛ ولا قول 
طلبة العلم. فإن استبراء العرض حتى لا يوقع فيه أمِرٌ مطلوبٌ» وقد 
جاء في الحديث أن النبي يك قال: «بِحَسْب امْرِي مِنْ الشَّر أن يُشَارَ 
إلَِْ الأصَابع في دين أَوْ يا إلا مَنْ ١‏ عَصَمَةُ ألنّهُ لنه2 يعني : من أهل 
الإيان» حيث ينتقدون على العامل عمله في| لم يوافق فيه الشريعة. 
1 ولولة لاسن مودو رمس ع د 0 
قال: «وَمَنْ وَقَمَ في الشبْهَاتِ وَقَعَ في ارام قوله هنا: «وَقَمَ في 
الخَرَام) فُسّرَ بتفسيرين: 
الأول: الحرام الذي هو أحد الجانبين - جانب حلال» وجانب 


١1)أخخرجه‏ الترمني معلقا(487؟) من حديث أنس وي وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده 
ل رةه والطبرانٍ في الأوسط (0/ الاي وفي مسئد الشساميين (”/ 4 كول والبيهقي في شعب 
الإبيان (8/ 537”) من حديث أبي هريرة واد 


حرام - والشبهات بينهماء فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام الذي 
هو أحد الجهتين. 

الثاني: أنه وقع في أمر مُحَرّم؛ حيث لم يستبرئ لدينه بأن وقع في 
شيء لم يعلم حكمه؛ كمن واقع مسألة ولا يعلم أنها غير محرمة» فلا 
شك أن هذا إقدام على أمر دون حجة. 

وهذافي المسائل التي تتنازعها الأمور بوضوح.ء وهناك مسائل 
من الورع يستحب تركهاء ليست هي المقصودة بهذه الكلمة؛ لأنه قال: 
«وَمَنْ وَقَعَ في الشُبّهَاتٍ وَقََّ في الحرَام4؛ ذلك لشدة مقاربته للحرام؛ 
فإنه صَوْرٌ كأنه واقع فيه» فإن الذي يقع في الشبهات يؤدي به ذلك إلى 
مواقعة الحرام؛ كم مَثَلَ له ول بقوله: ١كَالرَاعِي‏ يَرْعَى حَوْل الحَمّى» 
يُوشِكُ أن يرْكَعَ فيه». فالراعي يكون معه شيء من الماشية؛ والماشية 
من طبيعتها أها في بعض الأحيان تخرج عن مجموع الماشية وتذهب 
بعيدَاء فإذا قارب حمى محمية» مثلاً: أرض محمية للصدقة:؛ أو محمية في 
ملك فلان» أو ما أشبه ذلك؛ فإن مقاربته باشيته للحمى لا بد أن 
يحصل من بعضها ضرر في حق غيره. 

وهذا تمثيل عظيم في أن «حمى الله مَحَارِمُةُ» وماهو داخل هذا 
الحمى هو الدين» وهذه المحارم حمى» فمن قارب فلا بد أن يحصل منه 
مرة أن يتوسع» فيدخل في الحرام» حتى في الأمور التي يكون عنده فيها 
بعض التردد وليس كل التردد؛ فلهذا مَثَّلَ يكل .هذا المثال العظيم؛ 


الحديث السادس كك 
١6١ [‏ نج 
نقال: ١كَالرَاعِي‏ يَرْعَى حَوْل الى يُوشِكُ أَنْ يرتم فيه». ثم قال: «ألآ 
ا ا 2 عرس © س 2 ١‏ 
وَإنَ لكل مَلِكِ حمىء ألا وَإِنَ حمى الله تَحَارمُةُ»» فحمى اللّه محارمه؛ بها 
يقوّى دين المرء. 

فهذا الحديث واضح الذّلالة في أن من قارب الحرمات فإنه 
يوشك أن يقع في المحرم من جرّاء تساهله. 

نفهم من هذا الحديث أن الحلال الْبَيّن واضح. والحرام البين 
واضحء وأنه يجب على المسلم ألا يأتي شيئًا إلا وهو يعلم حكمه فإذا 
لم يعلم يسأل أهل العلم فيم| اشتبه عليه. فيزول الاشتباه بسؤال أهل 
العلم» فإن بقيت مشتبهة على أهل العلم ولم يحكموا فيها؛ فإنه يتوقف 

وهناك مسائل في الأحكام ليست مشتبهة لكونها تبعاًء والأصل 
جريان القواعد عليهاء ودخولها ضمن الدليل. 

فإِذًا المسائل التي اختلف العلماء فيها لا تدخل ضمن هذا 
الحديث من جهة كونها مشتبهة» فلا نقول: هذه مسألة اختلف فيها 
العلماء» فيُخرج منها بتانًا على جهة أن من وقع فيها وقع في الحرام. لكن 
ترج من الخلاف على وجه الاستحباب. 

وهذا هو الذي فهمه العلماء من الحديث: أن الخروج من خلاف 
العلاء مستحبء يعنى: أن العلماء إذا اختلفوا في مسألة» فالخروج من 
خلافهم إلى متيقن» هذا مستحب» وهو صحيح باعتبارات» وف بععض 


مثال ذلك: قصر الصلاة في السفرء فجمهور الأئمة الأربعة 


-مالك وأبى حنيفة والشافعى وأحمد- حَدوا المدة بئية إقامة أربعة أيام 


فصاعداء فإذا نوّى إقامة أربعة أيام فصاعدًا لم يترخص برخصة السفرء 
وهناك قول ثانٍ للحنفية بأن له أن يترخص مالم يُرْمِع إقامة أكثر من 
خمسة عشر يومّاء وهناك قول ثالث لشيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة 
من أهل العلم بأن له أن يترخص حتى يرجع إلى بلده. 

فهذه أقوال ثلاثة(2» والقول الأول - وهو أن ينوي إقامة أربعة 
أيام - رجح على غيره من جهة أن المسألة من حيث الدليل مشتبهة» 
وإذا كان كذلك فالأخذ فيها باليقين استبراءٌ للدين؛ لأن الصلاة ركن 
الإسلام الثانيء فَأَحْدُ اليقين في أمر الصلاة هذا تمادّلٌ عليه هذا 
الحديثء لأنه استبراءٌ للدين؛ لأنْ الأيام الأربعة هذه بالاتفاق أنه 
يترخص فيهاء وأما ما عداها فهو مختلف فيه» فإذا كان كذلك فالخروج 
من الخلاف هنا مستحبء فنأخذ بالأحوط؛ ولهذا رجح كثير من 


))48 /١( وما بعلها)؛ واختلاف العلماء لمحمد بن نصر المروزي‎ 1١68/١1( انظر: المدونة الكبرى‎ )١( 
و بداية الجتهد(1/ 23117 "17): والغني‎ 23١ /١( والمهذب لأي إسحاق الشير ازي‎ 
والذخيرة‎ ))18١ :59/4 /4( ومجموع الفتاوى (4؟/37)» والمجموع للنوري‎ »)5559/7( 
.) 55 88 والفروع لابن مفلح (؟/‎ 275١ للقرافي (؟/‎ 


الحديث السادس م 
المحققين هذا القول باعتبار الاستبراء» وأنْ في الأخذ به اليقين في أمر 
الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام؛ وأعظم الأركان 
العملية. 

ومن المسائل التي يتعرض للا العلماء أيضًا في هذا الحديث: 
الأكل من مال من اختلط في ماله الحلال بالحرام؛ مثال ذلك: رجلٌ 
نعلم أنه يكتسب من مكاسب محرمة؛ كأن يرتشيء أو يأكل الرباء أو ما 
أشبه ذلك» وعنده مكاسب حلالء فم الحكم في شأنه؟ 


اختلف العلماء فيه على أقوال(): 

الأول: بعض العلماء جعله داخلاً في هذا الحديث؛ وأن الورع 
ترك الأكل من ماله على سبيل الاستحباب؛ لأنه استبراء. 

الثاني: وطائفة من أهل العلم قالوا: بحسب ما يغلب؛ فإن كان 
الغالب عليه الحرام فإنه يُسْتَيْرَأ وإن كان الغالب عليه الحلال فإنه يجوز 
أن تأكل منه ما لم تعلم أن عَيْن ما قُدّمَ لك من الحرام. 

الثالث: وقال آخحرون - منهم ابن مسعود وَإِقهع") - لك أن 


)١(‏ انظر: مجموع الفتاوى (8/ 41 (59؟/ ؟/ا؟ وما بعذها/ /"١(‏ الال © وجامع العلوم 
والحكم (ص 1١ - 5١‏ وعملة القاري (5/ 56). 

() أخرج عبد الرزاق في مصنفه (8/ )١9١‏ عن ابن مسعود ويه أنه جاء إليه رجل فقال: لي بجارٌ 
بل لاوا يدن دون كقَلَ: ١مهَئه‏ لك وَإِفْمَهُ عَيُهه. وأخرج عن سلان الفارسي 85 
أنه قال: (إذًا كَانَ لك مَيدِيقٌ عَلِملٌ كدَحَاك إِلّ طَعَام فَاهْلهُ إن هده لَك وَإنْمُهُ عَلَّوا. 


تأكل والحرام عليه لتَغَير الجهة» فهو اكتسبه من حرام» وحين قدمه 
لك قدمه على أنه هدية؛ أو على أنه إضافة أو هبّة» أو ما أشبه ذلك» 
تخي الجهة يغير الحكم؛ كه في حديث بريرة؛ حيث أن النبي وَكلَ 
بلحم تُصدق به على بريرة وبي والنبي و لا يأكل الصدقة» فقال 
كاه : «مُوّهًا صَدَفَةَوَلَنَا عَبية0. لاختللاف الجهة» مع أنه عين 
المْهَدَى وهو اللحم. فقال جماعة من الصحابة ومن أهل العلم: إِنّه 
يأكل والحرام على من قدمه» وأما هذا فقدمه على أنه هدية؛ فلا بأس 
بذلك. 200 

الرابع: وقال آخرون: إنه يأكل منه ما لم يعلم أن هذا المال بعينه 
حرام؛ يعني: أن عين ما قَدَّم حرام» فإذا علم أن عين ما قدم حرام 
فلا يجوز له أكل هذا المعين» ويجوز أكل ما سواه» واستدلوا على ذلك 
بأن اليهود كانوا يقدمون الطعام للنبي ويك وكانوا يأكلون الرباء 
وكان َيِل ربم| أكل من طعامهم. 

المقصود من هذا كمثال لاختلاف العلماء “ني التنازع في هذه 
المسألة» هل تدخل في هذا الحديث أم لا؟ وجملتهم على دخوله من 
جهة الورع» وليس على دخوله من جهة أنه من أكل فقد أكل حرامّاء 
مع أن عددًا من المحققين رَجحوا قول ابن مسعود وهو ترجيح ظاهر 


)١(‏ أخرجه البخاري ( ))١1497‏ ومسلم (101/8) من حديث عائشة ف وه 


الحديث الساوس 
يليب هيبي .ل.ل بسب !بي ه١1‏ أ 6 


من حيث الدليل» كابن عبد البر(" في «التمهيد»7» وغيره من أهل 
العلم في تفاصيل يطول الكلام عليها. 
قال َل «ألاوَإِنَ في اْحْسَدٍ مُضْعَةَه إِذَا صَلَّحَتْ صَنُّحَ الْحْسَدُ 
هُ وَإِذَا َسَدَتْ قَسَدَ الْجَسَدُ كُلَّهُ ألاوَهِيَ الَْلْبُك فهذا فيه أن 
القلب الذي هو معدن الإيوان به يكون التورّع» وبه يكون التوقف عن 
الشبهات؛ وبه يكون الإقدام على المحرمات» فإذا صلح القلب صلح 
الحسد كله في تصرفاته» وإذا فسد القلب فسد الحسد كله. فهذا كله 
متعلق بالقلبء والقلب من حيتٌ إدراك المعلومات هو الذي يُدرك 
فعند المحققين من أهل العلمء والذي تدل عليه نصوص الكتاب 
والسنة أن حصول الإدراكات»ء والعلوم» والصلاح» والفساد. والنيات 
.. إلى آخره» هذا معلق بالقلب. 
فإذاكان كذلك, ف) وظيفة الدماغ أو المخ؟ الجواب: وظيفته 


و2 


(1) هو الإمام العلامة الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري 
القرطبي اللالكي؛ أحد الأعلام» وصاحب التصانيف المليحة» منها: ! التمهيدة؛ و«الا ستذكار»» 
و«ألا ستيعاب»» واجامع بيان العلم وفضله»؛ وغير ذلك» ولد يوم الجمعة مس بقين من شهر 
ربيع الآخر سنة ان وستين وثلائائة» وتوفي سنة ثلاث وستين وأربعأثة يوم الجمعة آخر يوم 
شهر ربيع الآخر. انظر: سير أعلام النبلاء(18/ "87١)؛‏ والواني بالوفيات (5؟/49)» والبداية 
والنهاية (؟1/ .)1١4‏ 

(؟) انظر؛ التمهيد (118/4). 


شسرحالأمربعين النووية . 


وج لسع - - ل الجلقخطخللت 
الإمدادء هذا على قول المحققين من أهل العلم(» فاختلفوا في العقل؛ 
هل هوفي القلب أم هو في الرأس؟ والصحيح أنه في القلبء والعقل 
ليس جرْمًا؛ِ وإنما المقصود به إدراك المعقولات؛ والدماغ وما في الرأس 
هذه وسيلة د القلب بالإدراكات. 

وهل القلب يدرك من جهة كونه مضغة؟ الجواب: لاء لكنه 
يدرك من جهة كونه بيت الروح. 


)١(‏ قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (194/11): 7 واحتج بهذا الحديث على أن العقل في 
القلب لافي الرأس؛ وفيه خملاف مشهور: فمذهب أصحاينا وجماهير المتكلمين أنه في القلب» 
وقال أبو حنيفة: هوني الدماغ» وقد يقال: في الرأس» وحكوا الأول أيضًا عن الفلاسفة» والثاني 
عن الأطباءء قال اللمازري: واحتج القائلون بأنه في القلب بقوله تعاى: +( أرما الْأضٍ 
فوتكم ُلُوبُ يَنْقِلونَ بآ 4[ الحسج: 45]: وقوله تعال: +( إن مَِكَ لَِكَرَئ سكن لم لَك 4 
[ق: لا"]» ومبذا الحديث؛ فإنه وَيلَِِ جعل صلاح الجسد وفساده تابعًا للقلب» مع أن الدماغ من 
جملة الجسد, فيكون صلاحه وفساده تابعًا للقلب فعلمَ أنه ليس محلا للعقل؛ واحتج القائلون 
بأنه في الدماغ بأنه إذا فسد الدماغ فسد العقل» ويكون من فساد الدماغ الصرع في زعمهم» 
ولاحجة لهم في ذلك؛ لأن لله ككل أجرى العادة بفساد العقل عند فساد الدماغ» مع أن العقل 
ليس فيه؛ ولا امتناع من ذلك»اه. وأخرج البخاري في الأدب المفرد (ص ؟15)» والبيهقي في 
شعب الإيمإن (4/ 2215١‏ والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ ؟11) عن علي ابن أبي طالب 
َي أنه قال: دن لعفل في القلب. وَإِنّ الحم في الكيدء وَإِنَّ الأقة في الطْحاليء ون الس في 
الرَمَةً). وانظر: فتح الباري »)١719/1(‏ وعمدة القاري /١(‏ ؟70)» والديياج على مسلم 
(5/ 190)» وشرح الأربعين النووية للعلامة ابن عذيمين لله (ص .)1١١4‏ 


ش 20 
فبدمع #0( (وية 


الحديث السابع 


عن بير رُكَبّة كيم بْنِ أَوْس الْدَارِي ؤي قَالَ: إنَوَصُول الله 
يِه قَالّ: «الْدَّينٌ التصيحة». قُلْنَا: لنْ يَارَسُولٌ الله؟ قَالَ: (يثى 
وَلِكِنَابهِ وَلوَسولِ له وَلأَيِمَةٍ المسَلِمِينٌ» وَعَامتَهِمُ» روآه مسلو("). 


هذا الحديث من الأحاديث الكلية العظيمة التي اشتملت على 
الدين كله؛ فقد اشتمل على حقوق الله وحقوق رسوله هَيَئِلِةِ وعلى 
حقوق عباده؛ فليس ثم لفظ أجمع في بيان تلك الحقوق من لفظ 
النصيحة. والنصيحة هذه فَعِيلّة من النصح. وأصل النصح في لغة 
العرب سر بأحد تفسيرين”) 

الأول: أن النْصح بمعنى الخلوص من الشوائب والشركة. 
فيقال: عَسَلٌ ناصح أو نصوح. إذا لم يَشُبْهُ شيء. 

الثاني: فُسرت النصيحة بأنها التئام شيئين بحيث لا يكون نّم تنافر 
بينهماء فيَعْطَى هذا الصلة هذا حتى يكون التئام يوافق ما بين هذا 


(1) أخرجه مسلم (58)» وأخرجه البخاري معلقًا في كناب الإيمان - باب قول النبي يَكِِ: الدين 
النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. 
(1) انظر: النهاية في غريب الأثر (57/8)؛ ولسان العرب (117/9؟)) ومختار الصحاح (ص75؟). 


وهذا. قالوا: ومنه قيل للخياط: ناصم؛ لأنه ينصح الطرفين. إذ 
يجمعهم بالخياطة. 

والنصيحة عَدّفَتٌ في هذا الحديث بأنها إرادة الخير للمنصوح 
له0"» وهذا في] يتعلق بنصح أئمة المسلمين وعامتهم, أما في الثلاثة 
الأول؛ فإن النصيحة - كما ذكرنا - تكون الصلة بين الذاتين على التثام» 
بحيث يكون هذا قد أعطى حق هذاء فلم يكن بينهما تنافر» ومعلوم أن 
العبد في صلته بربه عليه حقوقٌ كثيرة واجبة ومستحبة» وكذلك في حق 
القرآن» وكذلك في حق المصطفى ويَِيَئِلْة. 

فقال وَكَلَِةِ: «الدَّينُ التصِيحَة»» وجعل الدينّ كلّه النصيحة؛ لأن 
النصيحة تجمع الدين كله بواجباته ومستحباته. 

قال بعض العلاء: (الدّينُ التصِيحّة: يعني أن معظم الدين وجل 
الدين النصيحة”» وهذا على أخذ نظائره» كقوله: «الدّعَاءٌ مُوَ 
الْعبَاده)0©, 


)١(‏ انظر: جامع العلوم والحكم (ص 75)؛ وشرح السيوطي لسنن النسائي (7/ 185)؛ وعون المعبود 
(*1/ 056) ونحفة الأحوذي (44/5). 

(؟) انظر: فتح الباري (18/1), 

() أخرجه أبو داود (1؟/75): والترمذي ( 5954)) والنسائي ني الكبرى (5/ :)45٠‏ وابن ماجه 
(818)) وأحمد في المسند (5617//5)) والبخاري في الأدب المفرد (ص 544)» وابن أبي شيبة 
في مصنفه ))5١/5(‏ والطبراني في الصغير (؟/25808) والحاكم في المستدرك (١51//1ة)‏ 


الحديث السأيم 


لو 1 3 
و«الحج عوَكَة)20 وأشباه ذلك؛ لكن إذا تأملت في كون هذه الأشياء 
لما النصيحة رأيت أنها جمعت الدين كلّهُ في العقائد» وفي العبادات 
والمعاملات» وفي حقوق الخلق» وحقوق من له الحق بجميع صوره. 

قالوا: (للن يا رسول الله ؟): واللام هنا في قوهم: (لمن) هي لام 
الاستحقاق» يعني: من يستحقها في الدين؟ فأجابهم النبي وَلثِْةٌ بقوله: 
الله وَلِكِمَابهه وَلِرَسولِهء وَلأَِمَة المْلوينَ» وَعَامتِهِمٌ». فاشتملت على 
أمور: 

الأول: النصيحة للّه: وهي كلمة جامعة لأداء حق الله عله 
الواجب والمستحبء فحق الله الواجب هو الإيمان به: 

بربوبيته: الإيان بأنه هو الرب المتصرف في هذا الملكوت وحده؛ 
لاشريك له في ربوبيته» ولا في تدبيره للأمر» ما شاء كان؛ ومالم يشام 
يكن» يحكم ما يشاء» ويفعل ما يريد فلل. 

وألوهيته: بأن يَعْبّد وحده بجميع أنواع العبادات» وألا يَتَوَجّه 


والبيهقي في شعب الإيان (1/ /"؟) من حديث النعآن بن بشير وإ#. 

)١(‏ أخرجه الترمني (8488)؛ والنسائي في الكبرى (؟/ 5؟5)؛ وابن ماجه (18:*). وأحمد في 
المسند (4/ 08"): وابن خزيمة في صحيحه (4/ 81١)؛‏ وابن أبي شيبة في مصنفه (*؟/ 5؟1)) 
والمحاكم في الستدرك /١(‏ 5"8): والدارقطني في مستته (؟/ :)54٠‏ والبيهقي في الكبرى 


(8/ 17) من حديث عبد الرحمن بن يعمر وإلقع. 


لأحد بشيء من العبادات إلا له يل فكل عبادة تُوّجّه مها إلى غير اله 
َل هي خروج عن النصيحة لله ل يعني: خروج عن أداء الحق 
الذي له غلله. 

وأسمائه وصفاته: بأن يؤمن العبد بأن الله غك له الأسماء الحسنى 
والصفات العلاء وأنّه لا سَمِي له ولا نِدٌ له ولا كفو له؛ ىا قال غَلله: 
حلت ْكَمُسَييًا 4 [مريم: 1] وقال غلل: +( وَلَمسَك أَمَكُمُوا 
لَعسد )4 [الإخلاص: 4]: وقال جل( كوه نَى مُوَموَالتديعٌ 
لبر ) [الشورى:١١1.‏ إلى غير ذلك من الآيات» فيعتقد المسلم أن 
الله ع له ما أثبت لنفسه من الأسماء الحسنى» والصفات العلاء وأنّه 
في أسرائه وصفاته ليس له مثيل» فالغلو في الصفات بالتجسيم ترك 
للنصيحة الواجبة» والتفريط فيها والجفاء بالتعطيل ترك للنصيحة 
الواجبة؛ والنصيحة بالتئام ما بينك وبين الله خلإ في شأن أسائه 
وصفاته أن تثبت له الأساء الحسنى» والصفات العلاء من غير تمثيل 
ولا تعطيل» ومن غير تحريف ولا تأويل يصرفها عن حقائقها اللائقة 

أيضا من النصيحة لله عل أن يحب غ8 وأن بُتبَع أمره وشريعته. 
وأن يصدق خبره َل وأن يُقبل المرءٌ عليه بقلبه مخلصًا له الدين» 
فالإخلاص في الأقوال والأعمال حق الله جل والذي يعمل ويقع في 
قلبه غير الله من جهة الرياء أو من جهة التسميع لم يؤدٍ الذي لله جَإله. 


الحديث الساء 


وهناك أيضًا أشياء مستحبة في حق الله ل مشل: ألا يقوم 
بالقلب غبره َك فيُرْدَرَى الخلق في جنب الله خَلِل» وأن يُراقب العبد 
ربه له دائًا في السّرٌ والعلن؛ فيا يأتي وما يذر من الأمور المستحبة» 
وأن يستحضر دومًا مقامه بين يدي الله عل في الآخرة» ونحو ذلك مما 
يدخل في المستحبات؛ فإنْ النصيحة فيه لله عله مستحبة. 

فالنصيحة منقسمة إلى: 

واجبة: وهي ما يكون فيا أوجبه الشرع في حق الله. 

ومستحبة: وهي في| كان من المستحبات. 

قال: (وَكِتَابِهِ؛ يعني: النصيحة مستحقة للكتاب» وهو القرآن؛ 
ومعنى ذلك: أن يُعْطَّى القرآن حقه. وهو أن يُوقن بأنه كلام الله عَللة 
تكلم به وَقلا وأنّه آية عظيمة» وأعظم الآيات التي أوتيها الأنبياء» وأنه 
الحجة البالغة إلى قيام الساعة» وأنْ هذا القرآن فيه الهدى والنور؛ كا 
قال تعالل: +[ يَهوى لَه أقُوم )4 [الإسراء: 019 وأن ما أمر النّه به في 
القرآن وجب إنفاذه؛ ومانهى عنه وجب الانتهاء عنه» وما أخير به يِل 
فيه وجب تصديقه وعدم التردّد فيه؛ إلى غير ذلك مما يستحقّه القرآن. 

وأيضا من النصيحة المستحبة للق رآن أن يُكثر تلاوته؛ وألا جره 
في تلاوته وتدبره» وفي العلاج به» وأشباه ذلك بما جاءت به السنة في 
حق القرآن» فهذا من التواصل بين صاحب النصيحة -وهو العبد 
المكلّف- وبين القرآن؛ فإن النصيحة التثامٌ واجتماعٌ فيي| بين هذا وهذاء 


ليكو الاجتما إلا بأهاء اله وهذا لحن عل العبد للقن عل 
نحو المعنى الذي أسلفت. 
قال: (وَلِرَسولِهِ). كذلك النصيحة للرسول وَيَقِيْهُ تكون بطاعته 
وك في| أمرء وتصديقه فيا أخبرء واجتناب ما عنه تَبَى وزجرء وألا 
يُعْبَّد الله إلا با شرع رسوله وَيَكي وأن يؤمن العبد بأنه ولي هو خائم 
الأنبياء والمرسلين» وأن كل دعوة للرسالة بعده يَكِلِبَةِ كذب وزور 
وباطل وطغيان؛ دأله يهو الذي يطاع؛ كا قال 8: (َاءكم 
لول فَحُدُوه وَمَلعَنْهُهانََهُوأ 4 [الحشر: 7]؛ وهو الذي يحب 
وَبَيِيةُ لأمر اله عل بذلك: ولما يستحقه من المحبة الواجبة» وأن َقَدَمَ 
محبته على حَحَابٌ العبد» ونحو ذلك من النصيحة التي هي أيضا منقسمة 
إلى واجبة ومستحية. 
قال: «وَلِأَئِمَةِ المُسْلِمِينَ والنصيحة لأئمة المسلمين أن يُمْطَّوا 
حقهم الذي أعطاهم الله عل إياهء وبينه يله في الكتاب» وبينه رسول 
ظ الله وَلَكةٌ في سنته؛ وذلك بطاعتهم ني المعروف؛ وعدم طاعتهم في 
المعصية؛ وأن مْتَمَع معهم على الحق والهدى؛ وعلى مالم نعلم فيه 
معصية؛ وأن تُؤلف القلوب لهمء وأن تُجْتَمع عليهم؛ وأن يذْعَى لهم 
وهذا يشمل الحق الواجب والحق المستحبء وأن يُثْرّك الخروج عليهم 
بالسّيف طاعة لله عل وطاعة لرسوله ولب وأن يبايع ولي الأمر 
المسلم؛ وألا يموت المرء وثمٌ وال مسلم ليس في عنقه بيعة له. وأن 


الخد مث السأد 

يأتمر إذا أمره با ليس بمعصية» وأن ينتهي إذا مباه عن غير الطاعة» 
يعني ما كان من قبيل الواجبات؛ فإن أمره بخلافها لا يطاع فيه» وإذا 
أمره بمعصية لا يُطاع فيه وما كان من قبيل المستتحبات والاجتهادات 
-يعني: ما يدخله الاجتهاد- فإنه يُثْرَكَ الرأي فيه لما يراه الإمام المسلم؛ 
لأنَ في ذلك مصالح العباد والبلاد؛ كما قرره أهل العلم في هذا 
الموضع. 

أيضًا من النصيحة لهم أن تبذل النصح الذي يعلمه الناس» بأن 
تنبههم على ما يخطئون فيه» وما يتجاوزون فيه الشريعة» وهذه المرتبة 
-كما قال ابن دقيق العيد 207 في شرحه وغيره(2- فرض كفاية تسقط 
بفعل البعض من أهل العلم ونحوهمء فحق ولي الأمر المسلم أن 


)١(‏ هو الحافظ تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري الشافعي اللالكي 
الصري» ولد سنة حمس وعشرين وستائة بساحل مدينة ينبع من أرض الحجازء تفقه على والده؛ 
وكان والده مالكي المذهب. ثم تفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام» فحقق المذهيين وأفقتى 
فيهاء وسمع الحديث من جماعة؛ وصنف التصانيف المشهورة منها: الإلام في الحديث وشرحه؛ 
وشرح مختصر ابن الحاجب في فقه الالكية» وشرح عمدة الأحكام؛ وشرح الأربعين النووية» 
وغير ذلكء توفي سنة اثتتين وسبعائة. انظر: طبقات الشافعية (؟/ 94؟؟)» وطبقات الشافعية 
الكبرى (5/ 2707 والبداية والنهاية :)77/١4(‏ والواني بالوفيات (9*7//4). وش.ذرات 
الذهب (8/5))؛ وطبقات الحفاظ (ص .)8١5‏ 

(1) انظر: شرح الأربعين لابن دقيق العيد (ص 8#)؛ وشرح النووي عل م صحيح مسلم (؟/9), 
وعمدة القاري /١(‏ ؟؟")؛ وسبل السلام (4/ .)5١١‏ 


م شر بألا مربعين التووءة 
نع بسي اناق لوأك له لشو ولا تطبه وا 
يوضح له ما أمر الله جل بهء وما أمر به رسوله وَيَئِيكٌ وأن يُعان على 
الطاعة؛ ويسدد فيهاء وبي له ما ديقع قبه من عصيان أو خالفة 
للأمرء وهذه النصيحة الخاصة لولاة الأمر جاءت لها شروط وضوايط 
معلومة في شروح الأحاديث يث37» ومن أمثل من تكلم عليها ني هذا 
الموضع ابن رجب لَه في «جامع العلوم والحكم»("؛ وساق عن ابن 

يني وسن شيره أنواص من الاداب واشروط الني ينبني 
للناصح أن ب يتحلى بها إذا نصح ولي الأمرا ل لمسلم» فمن شروط النصيحة 
لولي الأمر: 

أولاً: أن تكون النصيحة برفتٍ وسهولة لفظ؛ لأن حال ولي الأمر 
في الغالب أنه تَعرّ عليه النصيحة:» إلا إذا كانت بلفظ حسن,ء وهذا ربا 
كان في غالب الناس أنهم لا يقبلون النصيحة إلا إذا كانت بلفظ حسن؛ 
وقد قال عله لموسى وهارون : + مَعُولا له- ولا نا عه 206 رأَوْيخْسَى )4 
[طه: 44 ]؛ فمن الآداب والشروط في ذلك أن تكون النصيحة بافظ 
حسن؛ لأنه ربا كان اللفظ خشتاء فأداه ذلك إلى رفض الحق» ومعلوم 
أن الناصح يريد الخير للمنصوح له؛ كما قال أهل العلم في تفسير 


)١(‏ انظر: شرح الأربعين النووية للعلامة ابن عشيمين يتنه (ص ١١١‏ - ؟1). 


الحديث الساد . 


النصيحة: «هي إرادة الخير للمنصوح له06©, فكيفيما كان السبيل في 


ثانيًا: أن تكون النصيحة لولي الأمر سرًا وليست علانية؛ لأن 
الأصل في النصيحة بعامة لولي الأمر ولغيره أن تكون سرّاء بخلاف 
الإنكار - كا سيأ عند شرح حديث أبي سعيد الخدري وَإلقُعُ: «مَنْ 
رَأَى مِْكُمْ مُنْكرًا فَلَْكَيْرهُ بيَدِوة0؟© - فإن الأصل في الإنكار أن يكون 
علنّاء والأصل في النصيحة أن تكون سرّاء فالنصيحة لولي الأمر يجب 
ويشترط لكوهها شرعية أن تكون سرّاء بمعنى: أنه لا يعلم بها من جهة 
الناصح إلا هوء وألا يتحدث بأنه نصح وعمل وكذا؛ لأنه ربه| أفسد 
المراد من النصيحة بذلك» وصعب قبول النصيحة بعد اشتهار أن ولي 
الأمر نْصِحء وأشباه ذلك؛ وعلى هذا جاء الحديث المعروف الذي 
صحّحه بعض أهل العلمء أن النبي وَلِْدِ قال:مَنْ أرَادَ أَنَْيَنْصَعَ 
كَذَّاكَ وَإِلا كَانَ قَدْ أكَى النِي عَلَيْهِ لَهُ4©: وهذا الحديث إسناده قوري 


(1) راجع (ص .)١688‏ 

.)457 سيأتي تخريجه (ص‎ )١( 

(؟) أخرجه الإمام أحمد في المبسند (9/ 405)» والبخاري في التاريخ الكبير (18/9)» وابن أبي عاصم 
في السنة (؟/ ؟81)» وابن عدي في الكامل (4/ 78)» والطبراني في الكبير ( 23٠١1‏ والحاكم في 
المستدرك (#/ 42*18 والبيهقي في الكبرى (8/ 114) من حديث عياض بن غنم وإ6. 


1 م اا 1 
ولم يصب من ضعف إسناده وله شواهد كثيرة ذكرها الهيثمي في مجمع 
الزوائد(؟؛ ويؤيده ما جاء في الصحيحين من أنه قيل لأسامة بن زيد: 
ألا تدخل على عثان فتكلمه؟ فقال أسامة وَإِلع:إِنَكُمْ لَررَوْنَ أن 
لا أكلمْه إلا أسْمِعْكُْ إِنْ أكلّمُه في امد دُونَّ أن فح بَابَا لا أَكُونُ وَل 
مَنْ قَتَحَهُ("2) فدل هذا على اشتراط أن تكون النصيحة سرّاء وهذا من 
حقه ... إلى غير ذلك من الشروط التي ذكرها أهل العلم في هذا 


الموضع. 
قال: (وَلأَئْمَةٍ المسْلِدِينَ» وَعَامَتِهِم». العامة غير الأئمة» والأئمة 


إذا أطلقت يراد بهم الأئمة في الأمر العام؛ وليس الأئمة في العلم؛ لأنْ 
على هذا جرى الاصطلاح. 

أما لفظ (ولي الأمر) فإن الأصل أن ولي الأمر يُعْنَى به الإمام 
العام للمسلمين؛ لأن ولاة الأمر في عهد الخلفاء الراشدين» وفي عهد 
معاوية؛ كانوا يجمعون بين فهم الدنيا وفهم الشريعة» وأما بعد ذلك 
فد قال العلماء: إن ولاة الأمر -كلاً فيم) يخصه- هم العلماء والأمراء؛ 
الأمراء في الأمر العام الذي يتعلق بأمور المسلمين العامة» والعلماء في 
أمر دين الناس. فولاة الأمر يعتى بهم هذا وهذاء ثم صار الأمر فيما بعد 


,) 5": انظر: مجمع الزوائد (/ فكى‎ )١( 
. 259484 ( (؟) أخرجه البخاري (71507), ومسلم‎ 


الخد مث الساء” 

أنه تولّى الأمر من ليس بعالم ل) شاع الملك في عهد بني أمية» ثم في عهد 
بني العباس» فا بعد ذلك. 

فأئمة المسلمين المقصود مهم في الحديث هم الذين يلون الأمر 
العام» أما أئمة الدين فلهم نصيحة أيضّاء وهم الحق» والنصيحة للعلاء 
بأن يحبوا لأجل ما هم عليه من الدين» وما يبذلون للناس من العلم 
والخير» وأن يُنصّروا فيم| يقولونه من أمر الشريعة؛ وفيا يبلغونه عن الله 
َل وأن يُذّبَّ عنهم وعن أعراضهمء وأن يُحبوا أكثر من محبة غيرهم 
من المؤمنين؛ لأن الله عَكلةْ عقد الولاية بين المؤمنين بقوله: + وَالْمَؤْممُونَ 
ومنت بَص مَك بض 4[التوبة: ١‏ 1 يعني بعضهم يحب بعضّاء 
وينصر بعضًاء ومن المعلوم أن أعلى المؤمنين إيانا هم الراسخون في 
العلم» أو هم أهل العلم العاملون به؛ كما قال غَل: + يَرَوَع أمَهُألذينَ 
موك وين أوثا الْولرَدَيَكتٍ #[المجادلة: »]١١‏ فالنصيحة لأهل 
العلم أن ينوا وأن يذب عن أعراضهم» وأن يؤخذ ما ينقلونه من 
العلم؛ وأن ينصروا فيا نصروا فيه الشريعة» وأن تُْمّظ لهم مكانتهم 
وسابقتهم. ونشرهم للعلم» ونشرهم للدين» وهذه كلها حقوق واجبة 
لهم؛ لأن لمم في الملة مقامًا عظيًاء وإذا طّْعِنَ في أهل العلمء أو ل تُبْرّل 
لهم النصيحة الواجبة بهذا المعنى؛ فإن ذلك يعني أن تضعف هيبة . 
الشريعة في نفوس الناس؛ لأنه إن ينقلها أهل العلم. 

وأما النصيحة لعامة المسلمين فهي إرشادهم ل| فيه صلاحهم في 


دنياهم وآخرتهم» هذه جماع النصيحة للمؤمنين» بأن يحبوا في الله» وأن 
يتعاون معهم على الخير والمهدىء وألا يتعاون معهم عل الإثم 
والعدوان» وأن يُبدّن لهم الحق» ويُنصحوا فيه ويُرشدوا إلى ما فيه 
صلاحهم في دنياهم وآخرتهم» بأنواع النصح بالقول والعمل» وأن 
يُنكر عليهم المنكر إذا واقعوه لحق الله جل وأنهم إذا رُئي أنهم 
يحتاجون إلى عقاب شرعي بحد أو تعزير؛ فإن هذه الأمور مبناها على 
الرحمة» فالنصيحة لعامة المسلمين أن تَبْذّل وتكم فيهم بشرع اللهء وأن 
تعطيهم حقهم» وأن تُلزمهم بأمر الله خَلة إذا كانوا تحت يدك» وهذا 
على قدر الاستطاعة» ثم إنه إذا حصل منهم ضدٌّ ذلك فيُسْعَى فيهم با 
يصلحهم» وما فيه سعادتهم وإرشادهم بالبيان» أو بالإلزام بحسب 
الأحوال. 

وكل حق للمسلم على المسلم يدخل في النصيحة لعامة 
المسلمين» فكلمة النصيحة إذَا كلمة جامعة دخلت فيها جميع الحقوق 
الشرعية لله وللكتاب. ولرسوله وََئِْةٌ ولأئمة المسلمين ولعامتهمء 
فهي كلمة عظيمة جامعة» جمعت الحقوق جميعًا لما فيه خير الدنيا 
والآخرة للذي قام بالنصيحة» فكل مفرّط في أمر من أمر الله فقد فرط 
في شىء من النصيحة الواجبة» واللّه المستعان. 


ثم 
جر ضفري 
لحديث تان ضم (ج ويس 


الحديث الثامن 
0 6 2 ةكةرو 1 كتاالله م + وم ع #* - 
عَنْ ابن عْمَرَ وله أن رَسُولَ له ل كل: يرث كيل 
اناس حتّى يَشْهَدُوا آل للا للم وان مدا رم َسُولُ الله» وَيُقِيمُوا 
الصَّلآةه وَيُْتُوا الزَكَاَ ذإذا فَعَنُوا ذَلِكَ عَصَمُ عَصَمُوا مني دِمَاءَهمْ وَأ مُوَاكُمْ 
إلا بح الوِسْلام» وَحِسَامهِمْ عَلَ النّه) .رواه البخاري ومسله7". 


الشرح: 
قوله: «أُِرْتٌ أن أَقَاتِلٌ النَّاسَ حَبَّى يَشْهَدُوا»» يعني: أن شهادة أن 
لا إله إلا اللهء وأن محمدًا رسول اللّهء وما يلزم عنها من إقام الصلاة 
وإيتاء الزكاة» هذه لا بد من مطالبة الناس بها جميعٌاء المؤمن والكافرء 
فالناسٌ جميعًا أَرْيسلَ إليهم المصطفى وَككَْكِ وأَمِرَ أن يقاتلهم بقول 
الله غلا : #وقددلوأ ئِلوأ كينا المشرمكيت كَقَّهُ كما زلوتكم كانه )4 
[التوبة:5"”*]؛ وقول الله غه: 0 ينوا أل لا يورت أله ولا الور 
لز وكاو م حكرّ لّهوَرَسوم ولا يوت وبا القن اليرت 
أوثُو أ لحكتنب حَقٌّ يعُطوأ الْجِرَيْدٌ عن ير وهم وت 4 [التوبة:5؟]: 
نأمر الله غل بالقدال حنى ثلثم الشريعة وهذا لا يعني أنه يعدأ 


بالقتال؛ بل هذا يكون بعد البيان» وبعد الإنذار» فقد كان يَكِلِْدِ لا يغزو 
قومًا حتى يؤذنهم» يعني حتى يأتيهم البلاغ بالدين» فقد أرسل يكل 
الرسائل المعروفة إلى عظماء أهل البلاد فيا حوله؛ يبلغهم دين الله 
علي ويأمرهم بالإسلام, أو القتال» وهذا ذائع مشهور(2. 

فقوله يََدُِ: اُِرْتُ أن أكَاتلَ النّاسَ حَتَّى يَشْهَدُواا يعني: بعد 
البيان والإعذار, فهو يقاتلهم حتى يلتزموا بالدين. 

وهل هذا يعني أنه الخيار الوحيد؟ الجواب: هذا في حق 
المشركين؛ ولهذا حمل طائفة من أهل العلم ذلك على أن الناس هنا هم 
المشركون الذين لا تُقبَّل منهم الجزية» ولا يُقَرُون على الشرك؛ أما أهل 
الكتاب» أو من له شبهة كتاب. فإنه حير بين القتال أو أن يُعطُوا الجزية» 
حتى يكونوا في حماية أهل الإسلام؛ يعني: يدخل المسلمون بلدهم 
ويكون هؤلاء رعايا لدولة الإسلام» وبذلك لا يقتلون. وهذا في حق 


(1) فقد كتب رسول لله كَل إلى كسرى وقيصر والنجاشيء وإلى كل جبار يدعوهم إلى لله تعال؛ كى) 
في الحديث الذي أخرجه مسلم ( )١774‏ من حديث أنس وَ. وانظر هدي النبي وَل في 
مكاتبات الملوك وغيرهم في زاد المعاد (/ 58/4). 
وأخرج البخاري ( 05:") ومسلم (405؟) من حديث سهل بن سعد و أن البي مَك 
قال لعلي بن أبي طالب وق يوم خيير: نقذ على رِسْلِكَ عتّى نَل بساحوهنء كم امه إل 
الإشلاه َْرْهُمْ ا يب عَلَهِب َال لان ردي اللَّةبكٌ رَجُلا لَك من أن يكُونَّ لك 
ع 
حمر اللعم». 


الحديث الثامن | 20 7 

أهل الكتاب واذ ضح؛ فإن أهل الكتاب يون بين ثلاث أقياء: .. 

الأول: إمَا أن يسلمواء فد فتعْصَم دماؤهم وأموالهم. 

الثاني: إما أن يُقَاتَلُوا حتى يظهر دين الله. 

الثالث: إما أن يرضوا بدفغ الجزية» وهي مال على كل رأس» 
فيبقوا رعايا في دولة الإسلام» ويسمّون أهل الذمة. 

قوله وَكيِدِ : «حتّى يَشْهَدُوا أَنْ لد إِلَه إلا الله المقصود بالشهادة 
هنا أن يقولوا: لا إله إلا الله» فأول الأمر أنه يكف عن قتالهم بقولهم 
هذه الكلمة» وقد يقول الكافر هذه الكلمة تعوذاء فتعصمه هذه الكلمة 
حتى يُنْظر عمله؛ وقد أنكر النبي وَلَِلْةٌ على أسامة بن زيد وإ قتله 
لذلك الرجل الذي قال: لا إله إلا الله» لما علا عليه أسامة بسيفه. 
فذُكر ذلك لرسول الله كلك فقال للأسامة وَِ: «أَقَتَلتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ: 
لا إله إلا الله نّهُ ؟4: فقال: يا رسول الله إنما قالمما تعودًاء قال: «آَمَدَلْيَهُبَعْدَ 
مَا قَالَ: : لا له إلا الله لنَهُ؟»» قال أسامة: فا زال يكررها علي حتى تمنيت 
أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم(©. 

فِإذًا قوله وَكِِِ: «حَنَى يَشْهَدُوا أَنْ لا لَه إلا الله وَأنَّنحَمَدًَا 
رَسُولُ الله» المقصود به هنا أن يقول الكافر - في مبدأ الأمر -: أشهد أن 
لا إله إلا الله أو يقول: لا إله إلا الله محمد رسول اللّه. 


)١(‏ أخرجه البخاري (54؟4: 581/7): ومسلم (41) من حديث أسامة بن زيد وَإق. 


ومن هنا اختلف العلماء ليا أضاف إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة 


0 


بعدهاء فقال: احَتَّى يَشْهَدُوا أن لاله لا الث و لأنختةا ول له 
ويقية يِيمُوا الصّلآة وَيُْنُوا الرّكاةًه ومن المعلوم بالإجماع أنه لا يُشتر 
في الكف عن قتال الكافر أن يقيم الصلاة وأن يؤتي الزكاة. 

فقالت طائفة(١»:‏ هذا باعتبار المآل» يعني: يُكْتَمَى منه بالشهادتين» 
فيكف عن دمه؛ ثم يطالب بحقهاء وأعظم حقوقها الظاهرة إقامة 
الصلاة» وإيتاء الزكاة» حتى يكون قد دخل في الدين بصدق؛ ىا قال 
2 م إن مَاب وَأَككَامُوأ الكو رمام )1 لكر ووأ 1 فِأَلِييِنِ »4 
[التوبة:١١]»‏ فتبين بهذا أن قوله: (وَيُقِيمُوا الصَّلاقٌ وَيُوْكُوا الّكَادًا 
ليست على ظاهرهاء من أنه لا يكف عنه حتى تجتمع الثلاثة: الشهادة: 
والصلاة» والزكاة. 

معلوم أنه قد يشهد أن لا إله إلا الله قبل حلول وقت الصلاة» 
والصلاة تحتاج إلى طهارة» وإلى غسلء إلى غير ذلك والزكاة تحتاج إلى 
شروط؛ من دوران الحول» وشروط أر معروفة لوجويها. 

قال طائفة من أهل العلم: إِنَ المقصود هنا بقوله: : (ويقيمُوا 

الصلاة؛ ويؤْتُوا الرّكَاةً» أن يلتزموا بباء يعني : أن يقول: لا إله إلا الذم 
محمد رسول الله ويلتزم بجميع شعائر الإسلام؛ وأعظمهها حقٌ الله 


16 084 انظر: جامع العلوم والحكم (ص‎ )١( 


عل تعلق بالدن: وهر الصادة» وحق الله ع امتعلق بل الحجمو 
الزكاة» ومعنى الالتزام أن يقول: أنا غخاطب بهذه. فمعناه أنه دخل في 
العقيدة» وفي الشريعة؛ لأنه قد يقول لا إله إلا الله. ولا يؤدي بعض 
الواجبات» فلا يؤدي الصلاة» ولا يؤدي الزكاة» ويقول: أنالم أدخل 
إلا في التوحيد» وما التزمت ببذه الأعمال. 

فقالوا: دل قوله: «وَيُقيمُوا الصَّلاَةٌ وَيُؤْتُوا الرَّكَاةَة على وجوب 
الالتزام بالعبادات» يعني: أن يعتقد أنه حاطب بكل حكم شرعيء وأنه 
لا يخرج عن الأحكام الشرعية؛ لآن هناك من العرب من قبلوا بشرط 
ألا تخاطبوا بترك شرب الخمرء أو ألا يكونوا محاطبين بعدم نكاح 
المحارم» وأشباه ذلك. 

فالالتزام بالشريعة معناه أن يكون معتقدًا دخوله في الخطاب بكل 
حُكم من أحكام الشريعة» وهذا - | هو معلوم - مقترنٌ بالشهادتين؛ 
لهذا قال العلماء2©: تُقائّل الطائفة الممتنعة عن التزام شعيرة من شعائر 
الإسلام» واجبة أو مستحبة. فانو اجتمع ناس فقمالوا: نحن نلقزم 
بأحكام الإسلام؛ لكن لا نلتزم بالأذان؛ بمعنى أن الأذان ليس لناء 


)١(‏ انظر: الأم للشافعي (4/ 25١8‏ والصارم اللسلول على شاتم الرسول (؟/ 48) ومجموع الفتاوى 
التوحيد (ص ؟؟1١).‏ 


وإنها لطائفة أخرى من الأمة. أو يقولون: نلتزم بأحكام الإسلام إلا 
الزكاة» فلسنا مخاطبين بأن نعطيها الإمام» يعني: يعتقدون أن شيئًا من 
الشريعة ليسوا داخلين فيه» وهذا الذي يسمى (الامتناع)» مثل ما 
حصل من مانعي الزكاة في عهد أبي بكر ومثل الذين يزعمون سقوط 
التكاليف عنهم, أو أنهم غير مخاطبين بالصلاة والزكاة» وأنهم غير 
تخاطبين بتحريم الزناء وأشباه ذلك. 

الملقصود أن قوله وكيك : «أُِرْتُ أن أكَاتِلَ النّاس حَبَّى يَشْهَدُوا أَنْ 
لا كه إلا الله وَأنَ عحَمَدَّا رَصُولُ الله وَيُقِيمُوا الصَّلاى وَيُؤْتُوا الزَّكَادًا 
أن هذا لأداء حقوق كلمة التوحيد: لا إله إلا الله حمد رسول النّه. 

واختلف العلاء فيمن يمتنع عن أداء الصلاة» يعني: يقول 
لا أؤديها. أما الذي لا يلتزم؛ بمعنى أنه يقول: أنا غير مخاطب. فسواء 
كان فردًا أو جماعة؛ فإنه كافر» ليس له حقء ولا يُعْصَمِ ماله ولا دمه 
لكن الذي يمتنع من الأداء» مع التزامه بذلك» فاختلفوا: هل يقدّل 
تارك الصلاة؟ والصحيح فيها أنه لا يُقَتَل حتى يستتيبه إمام أو نائبه» 
ويتضايق وقت الثانية عنهاء ويؤمر بها ثلانّاء ثم بعد ذلك يُقتل مرتدًا 
على الصحيح. 

واختلفوا أيضا في الأنع للزكاة هل يُقعَل؟ على رواينين عند 
الإمام أحمد. وعلى قولين أيضا عند بقية العلماء؛ يعني: في قوله: إنه 
يقتل» والثاني: أن من امتنع عن أداء الزكاة لا يقتل. 


وهكذا في سائر الأحكام والصوم والحج: َم خلاف بين أهل 
العلم فيمن تَرَكٌَه وأصر على الترك» ودعاه الإمام وقال: افعل» هل 
يقحل أو لا يقدل؟ اختلفوا في هذا كله با هو مبسوط في كتب 
الفروع0©. 

قال وك «فإدًا فَعَنُوا دَلِكَ عَصَمُوا مني دِمَاءهُمْ وَأمْوَاكُمْ»؛ فدَلّ 
على أن الكافر مباح المال والدم؛ وأن مال الحربي مباح» فالحريعٌ الذي 
بينك وبينه حرب» ووجدت شيئًا من ماله» فلك أن تأخذه؛ فليس لاله 
حرمة؛ لأنه قد أَبِيحَ دمه» وأبيح ماله بالتبع» بخلاف المعاهد 
والمستأمن» أو من خانك؛ فإنه لا يجوز أن تعتدي على شيء من 
أموالهم» حتى ولو كان غير مسلمء إلا إذا كان حربيًا. يعني: أن 
المستأمن والمعاهد والذَّمي ولو خانوا في المال فإنه لا يجوز التعدي على 
أموالهم؛ وإذا ل يخونوا من باب أولى؛ لأمهم لم يُبَحْ مالحم» وقد جاء في 


الحديث: «أدٌ الأمَانَةَ إل مَنْ انتَمَنَكَ وَلا كَحَنْ مَنْ تَائَكَ»؛ لأنك 


)١(‏ انظر الخلاف في تكفير تارك أحد المباني في التمهيد لابن عبد البر (4/ 8؟7)) وكتاب الإيمان 
الأوسط (ص 155)) ويجموع الفتاوى (/9/ 5:8 :)51١‏ وعون امعبود (؟١/‏ 585)) وراجع 
(ص 80 ). 

(؟) أخرجه أبو داود ( ه87”)) والترمني (554؟1١))‏ والدارمى في سه (؟/ 4”)» والبخاري في . 
التاريخ الكبير (4/ #50): والطبراني في الأوسط (4/ 8ه)» والحاكم في المستدرك (؟/89) 


عالهم لق الله »فلا تستييح ماهم لأجل ما هم عليه بل تؤدي 
فيهم حق الله غلهة. 

أما مَن ليس كذلكء يعني: المشرك الذي أبَى أن يشهد أن لا إله 
إلا الله» وأن يقيم الصلاة» وأن يؤتي الزكاة» فهذا لا يحرم ماله ودمه؛ 
بل يُباح منه الدم فيقتل على الكفر؛ لأنه أصر على ذلك» وذلك بعد 
إقامة الحجة عليه؛ أو بعد الإعذار؛ لأن هذا هو الأصل. 

وجاء في الحديث الصحيح ماهو يخلاف الأصل: إن الي 
َه أَغَارَ عَلَ بي الحُصْطَلِقٍ وَهُمْ خَارُونَ وَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَ الْياءِ 
َقَكَلَ مُقَاتِلتَهُمْ وَسَبَى دَرَارِيجْم0 277 يعني: بدون أن يؤذنهم. وهذا 
كالاستثناء للأصلء وله بعض أحكامه نما هو استثناء من القاعدة» 
فالأصل أن النبي وَل لا يُقاتل قومًا حتى يؤذهم, أي: يبلغهم. 

قال: «فإذًا فَعَلُوا ذَّلِكَ عَصَهُ عَصَمُوا مني دمَاءهُمْ وََْوَا كُمْ إلا بحَقَ 
الإسلام» وَحِسَاهِمْ عل الله»» فإذا شهدوا الشهادتين» وأقاموا الصلاة» 
وآنواالزكاة فإهم إخواساء فتحرم دساؤهم وأصواهم إلا بحق 
الإسلام؛ يعني: إلا با أباح الإسلام» أو شرع الله عله في هذه الشريعة 


حديث أبي هريرة وَإقع. 
)١(‏ أخرجه البخاري ( 1841)؛ ومسلم (9120). 


لحيل مث لكام ام 
اكت ا 6 


أن دمهم مباح» مثل: : الثيب الزاني» والنفس بالنفس» وما أشبه ذلك ما 
هو معروف» وسيأتي بعضه في الحديث :لايل دم امْرِئ مُسْلِم 
إلا يإخدّى ثلاث200. 
ْ قال: «وَحِسَابجُمْ عَلَ الله6» هذا ل تقدم من أن العبد قد يشهد. 
ويقيم الصلاة» ويؤتي الزكاة ظاهرّاء فنقول: نقبل منه الظاهر, وك 
سريرته إلى الله عَل؛ كحال المنافقين» المنافقون نعلم أنهم كفار» لكن 
نعصم دماءهم وأموالهم بها أظهروه: وحساءهم على الله غَللة. 
مبذا نقول الكفر كفران: 
٠‏ كفرردّة: تترتب عليه الأحكام؛ من إباحة المال والدم. 
وكفر نفاق: نحلم أنه كافر» ويُحْكم عليه بأنه كافر» لكن لا 
تترتب عليه أحكام الكفر؛ لأنه ملحق بال منافقين» وهذا 
معروف في تفاصيله في كلام أهل العلم. 


)١(‏ سيأي تخريجه (ص 8؟؟). 


0 
يل 


2 
١‏ 
. الحديث الناس 2 2 (زوئيسس 


الحديث التاسع 
اه مه 0 َ_ : 0 : 
عن أبي هريّرة عبد الرحمن بن صخر وإ قال: سمعت رسول 
الله وك يفول: هما كيك عَذْهَُاجتُوهُ وما مركم يه فَأُوا نما 
اسْعَطَنتم» كما أَْلَكَ الْذِينَ من قَبِْكُمْ كثْرة مسَائِلِهمْ وَاحْتلآفّهُم عل 
َنَْائهمْ'. روا البخاري ومسلم0". 


تت 


الشرح: 

قوله: «ماكَهََكُمْ عَنْهُ فَاجْيَْبُومُ هذا عام في كل منهي عنه. 
والمنهي عنه قسمان: 

الأول: منهي عنه للتحريم؛ فهذا يجب فيه الاجتناب . 

الثاني: منهي عنه للكراهة» فهذا يستحب فيه الاجتناب . 

وهذا كقوله يُل: +[ وماء انك الول مدو ومَتبَكْْعَتْمدنهُوا 4 
[الحشر: /ا]» فنحن مأمورون بالانتهاء عم نمى عنه وَكَئِيْةِ؛ِ فإن كان 
محرّمًا فالأمر بالانتهاء عنه أمر إيجابء وإن كان مكرومًا فالأمر 
بالانتهاء عنه أمر استحباب . 

إذا تقرر هذاء فالمنهي عنه خلاف الأصل؛ لآن الأصل في 
الشريعة ليس هو النهيء إنم| الأصل فيها الأمرء والمنهيات بالنسبة 


.)١171 ( أخرجه البخاري (88؟/01)) ومسلم‎ )١( 


للأوامر قليلة . 

وما مي عنه لأجل أنه خلاف الأصل لم يجعل الله جل النفوس 
محتاجة إليه في حياتهاء بل هي مستغنية عما نمي عنه. فإذا نظرت في باب 
الأطعمة فإن ما أُهنَّ به لغير الله لا حاجة إليه والميتة لا حاجة إليهاء 
والأشربة المسكرة ليس المرء محتاجًا إليهاء والألبسة المحرمة ليس المرء 
محتاجًا إليهاء وإنما في الحلال كثرة وغَيْيّة عن هذه المحرمات؛ فتكون 
هذه المحرمات في كل باب كالاستثناء من ذلك الباب» فالمحرمات من 
الأشربة استثناء من الكثرة المباحة في باب الأشربة» والمحرمات من 
الأطعمة استثناء من الكثرة المباحة في باب الأطعمة» وهكذا في باب 
الألبسة والبيوعات والعقود وأشباه ذلكء وهذا من لطف 
الله عله بالعباد» فإنه عه ما جعل شيئًا منهيًا عنه فيه إقامة الحياة» بل 
كل المنهيات عنها إن| ابت الله عَكلةٌ العباد بها. 

وما أُمِر به فإنه خير» سواء فعله المرء رغبة في الأجر بإخلاص» 
أو فعله لغير مرضاة الله وهذا التفصيل يذكره العلما!؟ عند قول اليه 
8 ني آية النساء : لاخر في مكثير ين نَجْوَسَهُمَ إلا مَنَ مر يِصَدَكَوََوَ 
مَعَرُوفٍ أو صلئج بترت التَّاين )4 [النساء: 4 إفهذهالمأمورات فيها 


احديث التأسع 600 
خير ولو فعلها بغير نية صالحة؛ لأنها متعدية النفع والأثرء فإذا فعلها 
بنية صالحة فإنه يُؤجر مع بقاء الخير» وإن فعلها بغير نية فإنه لا يؤجر 
مع بقاء خيرية هذه الأفعال؛ ولذا وصفها الله عله بالخيرية بعد ذاك» 


وقال: ومن يَفْعَلَ دَلِكَأبيَسَآهَ مرَضَاتٍ لَه مَسَوْفٌ فُوْئِه لجرا حَظِيمًا )4# 


[النساء: 5 11]. 

هذا بخلاف المحرمات. فيا حَرّم وبي عنه فإنه يجب اجتنابه» فلا 
خير فيه البتة» يعني: من حيث تعدي الخير أو المصلحة؛ وقد يكون فيه 
منفعة دنيوية لكنها مقابلة بالمضرة؛ كا قال وله في الخمر والميسر: 


) يَسَعَلُويكَ - 8 أ 4 روَالْمئِيِرٍ قله مانم ع تفع لِلئّاسِ ونم 0 


- 


أَكَبَرمِن ننْمْهِمَا 4[البقرة: ]1١19‏ ففيها نفع باعتبار المُعيّنء لكن 
باعتبار الضرر فيها إثم كبيرء وهذا بخلاف الأوامر التي فيها خير. 

إذا تقرر هذاء فقوله وَكللَدَ : «ما عََيْتَكُمْ عَنْهُ فَاجْيِبُوُ) هذا عام في 
كل منهي» وجواب الشرط افَاجْييُوم»» والمنهي عنه إما أن يكون 
محرمّاء وإما أن يكون مكرومًا؛ ]ا سبق بيان ذلك» والأصل فيا نمى 
عنه وَكلَِهِ إذا كان في أمور العبادات أنه للتحريم؛ وإذا كان في أمور 
الآداب أنه للكراهة؛ يعني: إذا جاء النهي في أمر من العبادات فهو 
للتحريم؛ لأن الأصل في العبادات التوقيفء وإذا جاء النهي في أدب 
من الآداب» فالأصل فيه أن يكون للكراهة. 

بهذا أجمع العلماء على أن الأوامر والنواهي الواردة في بعض 


م شسر الام رععين التووية 
لأا دي للاستحياب ف الأوامره وللكراهة ف النواهي» ومنه أذ 
طائفة من أهل العلم أن النهي ني الآداب الأصل فيه للكراهة إلا إذا 


مئال ذلك: جاء في الحديث الذي رواه البخاري أن النبي كد 
قال: «أَمؤْنًا أن تَسْجُدَ عَلَ عَلَ سَبَْةٍ أَعْظْم وَلاَكُفٌ ككف كوا وَلاضعج2001, 


فهل النهي عن كف الثوب أو الشعر عبادة: أم هو أدب لشرط من 
شرائط العبادة وهو اللباس؟ الجواب: هو أدب؛ ولهذا ذهب عامة أهل 
العلم إلا عدد قليل إلى أن النهي هنا للكراهة”©» فلو صلَّ وهو كافٌ 
ثوبه» أو عاقص شعره؛ فالصلاة صحيحة؛ ولا إشم عليه؛ ولو كان 
النهي للتحريم لصارت الصلاة فاسدة كنظائرها. 
ومثال ذلك أيضًا: الأوامر في قوله وَبَيِاْةٌ: «سَمٌ الله وَكُلْ ييَمِينِكَ 

وَكُلْ ينا يَلِيكَ270: فعامة أهل العلم على أذ الأكل / باليمين مستحب» 
والأكل بالشمال مكروه» وهناك من قال بالتحريه©»» وفي كل هذه 


)١(‏ أخرجه البخاري »))8١١(‏ ومسلم (440) من حديث ابن عباس وإ6. 

(0) انظر: بداية المجتهد )١ /1١(‏ والمبسوط للسرخسي ))94/١(‏ ومغني المحتاج /١(‏ 4 
وشرح منتهى الإرادات (1/ ,)5١5‏ 

(7) أخرجه البخاري (079/5): ومسلم ( )73١77‏ من حديث عمر بن أبي سلمة وَإق. 

(4) انظر: المغني (1/ 1؟75). والآداب الشرعية لابن مفلح (*/ :)١88‏ وفتم الباري (5/ 517)» 
وسبل السلام (*/ 189)؛ وعون المعيود :)١174/١١(‏ ومطالب أولي النهى (8/ ؟4؟), 


الحديث الت لم 
2 [ *م١‏ ك 


المسائل خلاف بتعارض الأصول فيا بين أهل العلم؛ لكن الجمهور 
هنا قالوا في الأكل باليمين: هذا من الآداب. فلم كان أدبا صار الأصل 
فيه أنه للاستحباب؛ وكذلك هكُل يما يَليِكَ) الأصل فيه أنه 
للاستحباب؛ ولهذا ترى في كثير من كتب أهل العلم القول بأن هذا 
النهي للكراهة لأنه من الآداب» وهذا الأمر للاستحباب لأنه من 
الآداب» فيجعلون من الصوارف كون الشيء من الآداب» وهذا مهم. 

قال: ١م‏ كييْدَكُمْ عَنْهُ فَاجْيَبُومُ» ولم يقيده بالاستطاعة؛ بل أوجب 
الاجتناب بلا قيد ؛ لأن الانتهاء عن المنهيات ليس فيه تحميل فوق 
الطاقة؛ بل المنهيات لا حاجة للعبد بهاء يعني لا تقوم حياته بهاء بل إذا 
استغنى عنها تقوم حيانّه. فليس محتاجًا ولا مضطرًا إليهاء وأما إذا 
احتاج لبعض المنهيات فهنا الحاجة يكون لما ترخيص يحسبها. 

قال: الوَما أَمَرْنكُمْ بو َأنُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَخْتُم؛ لأن الأوامر كثيرة 
ليست مثل المنهيات» ومنها ما قد لا يستطيعه العبد؛ ولمذا جاءت 
القاعدة بناء على هذا الحديث: (لا واجب مع العجز)؛ يعني: أن المرء 
إذا عجز عن الشيء فلا يجب عليه؛ كما جاء في حديث عمران بن 


وتحفة الأحوذي (ه/ )2 


جَنْب2300) فهنا تأتي الاستطاعة» وقد قال عله في آية البقرة 9 لَايْكَلَكْ 
وَكك ريا وَكَاصََعلَِضرَا كمَاحَمَلتَهع1َالزرك من ينابرلا 


إلى آذ ل 


ناما لاطافَة آتايدء 4 [البقرة:85؟1]. وقال غلل: < مهما 
سْتَطعمٌ 4 [التغابن:5١]»‏ وقال عَللة: !( وَمَاجَمَلَعَكر فين حرج 4 
[الحج: 7]. إلى آخر الأدلة التي تدل على تعليق الوجوب بالقدرة 
والاستطاعة . 

هنا اختلف العلماء في مسألة يطول الكلام عليهاء وهي: هل 
منزلة النهي أعظم أو منزلة الأمر؟ يعني: هل الانتهاء عن المنهيات 
أفضل أم فعل الأوامر والإتيان بها أفضل؟ تنازع العلماء في هذا على 
قولين: 

الأول: أن الانتهاء عن المنهيات أفضل من فعل الأوامرء 
واستدلوا عليه بأدلة منها: هذا الحديث؛ لأنه أمر بالانتهاء مطلقاء 
وقالوا: الانتهاء فيه كلفة؛ لأنها أشياء تتعلق بشهوة المرء» قال عَلكِلَةٍ : 


3 مجَ يو 


َ ريك روه مه ن* َ< 
«خفت المنة بِالمكَاره وَححفث النارٌ بالشْهَوَاتِ)9» فالانتهاء عن 


8 


.)1111/( أخرجه البخاري‎ )١( 
(؟) أخرجه البخاري ( 1487) بلفظ: (حجبّت»» وأخخرجه مسلم ( 817؟) بهذا اللفظ من حديث‎ 


51 0010 
أنس وووطة. 


الحديث اننا لم 

المنهيات أفضل. 

الثاني: أن امتثال الأمر أفضل وأعظم منزلة» قاله جماعة من أهل 
العلم؛ واستدلوا عليه بأدلة منها: أن الله لل أمر الملائكة بالسجود 
لآدم يلك فلم يسجد إبليس» يعني: لم يمتفل الأمرء فخسر الدنيا 
والآخرة» فصار ملعوئًا إلى يوم يُبعثون» ثم هو في النار أبد الآبدين» 
وهذا لِعِظّم الأمر. قالوا: وآدم أكل من الشجرة التي مُبِيَ عنها فَعْفِرَ له 
بذلك. فإبليس أمر بالأمر فلم يمتثل فخسرء وآدم يبك فعل المنهي 
عنه ثم أعقبته توبة. 

وهذا القول الثاني هو الأرجح والأظهر في أنَّ فعل الأوامر أعظم 
درجة» وأما ارتكاب المنهيات فإنه على رجاء الغفران» أما التفريط في 
الأوامر؛ كالتفريط في الواجبات الشرعية» والفرائضء والأركان؛ 
ونحو ذلكء فهذا أعظم وأعظم مما نبى الله عله عنه» مع ارتباط عظيم 
بين هذا وهذا. 

وهذا يفيدنا في تعظيم مسألة الأمر» وأن توجيه العباد لفعل 
المأمور به أعظم من توجيههم لترك المنهي عنه؛ فكثير من الدعاة 
والوعاظ على غير ذلك» فتجدهم يعظمون جانب المنهي عنه في نفوس 
الناس وينهونهم عنه ويفصّلون في ذلك. ولا يفصّلون لهم في 
المأمورات ولا يحضوتمم عليهاء وهذا ليس بجيد بل يؤمر الناس بما 
أمرهم الله جَلللة بى وحضّهم على ذلك أولى وأرفع درجة» مع وجوب 


كل من الأمرين في البيان على الكفاية . 

قال: هنا أَهْلَكَ الْذِينَ من قَبلكُمْ كدر مسَائِلِهخء وَاخْتلافُهُم عَل 
أنَْاهماء هذا لأن السؤال عن أشياء ل تحرّم لزيادة معرفة» أو لتنطع: 
أو ما أشبه ذلك هذا محرم, ف أَمَرَ به النبي وَل نأ منه ما استظعنا. 
وفي وقست التشريع - وقت نزول الوحي - ثمي الصحابة أن 
يسألوا النبي وَيَكيةٌ عم سكت عنه الشارع؛ لأنه ربم| خُرّمَ عليهم بسبب 
المسألة» وقد جاء في الحديث: ان الله فَرَض فَرَاِيْصضء قلا تَصَيُحُومَاء 
وَحَدَّ خدُودًا قَلدَتَوَ ذُومَاء وَحَرمَ أَشْيَاء قَلا تَتَهِكُومَاء وَسَكَتٌ عَنْ 
أَشْيَاءَ رَحمَةٌ مَهَلَكُيْ غَيْرَنِسْيَانِ فلا تَبْحَشُوا عَنْهّاه2'9» وجاء أيضا في 
صحيح مسلم أنه و قال: دم ليمي جزما مَنْ سَأَلٌ حَنْ 
: َيه َبحرَمْ مَرَم من أجل مَسْألَيهه”". فكيْرَةٌ المسائل لا تجوزء وقد 

بة َف يلون من سؤال النبي يكيل وكانت مسائلهم 

-على قلتها- كلها في القرآن» وكان همهم امتثال الأمر واجتناب النهي» 
وكانوا يفرحون بالرجل يأتيٍ من البادية ليسأل ويستفيدواء فقدروى 
مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك وليه أنه قال: ينا أن 
تسأل رَسُولَ الله يك عَنْ مَيْءِ ءِ فَكَانَ يُعجينًا أ أَنْيجِيء الرَجُلُ من أَهلٍ 


.) 417 سيأتي تخريجه (ص‎ )١( 
(؟) أخرجه البخاري ( 1244): ومسلم (88؟؟) من حديث سعد بن أبي وقاص وإ.‎ 


الحددث الت 
- ام ك 


الْبَادِيَةٍ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنْ تَسْمَعُ...270 , وهذا من الأدب المهم 
الذي يلتزم به» فإن كثرة المسائل ليست دالة على فقه في الدين» ولا على 
ورع؛ ولا على طلب علمء؛ وإنما ينبغي على طالب الحق وصاحب الدين 
والخير أن يُقَلّ من المسائل ما استطاع» وقد قال الله خَل: +( يناما 
ليست موا هموعن أشَيآه إن يد لك وح وَإن عتما نكرل 
لْعرَانُ د لمعه أَهَعَتهَا #[الائدة: 1٠١١‏ فالسؤال عن أشياء لم يأتِ 
فيها تنزيل هذا ليس من فعل أهل الاتباع؛ بل يشل عما جاء فيه 
التنزيل؛ لأن الله عله قال في هذه الآية: ل وَإن تَسَفواْعتهَا حون يرل 
لان تَدَلَحمْ )ه» فدلّ على أن السؤال إذا كان متعلقًا بفهم القرآن 
ويتبعه فهم السنة فإن هذا لا بأس به أما أن تكثر المسائل في أمور ليس 
وراءها طائل فهذا ما ينبغي تركه واجتنابه. 

وقد قال هنا وَكَيٌِ: دهن أَهْلَكَ الّْذِينَ مِنْ قَيْلِكُمْ كدْرَةمَسَائلِهِمْ 
وَاخْتلا فم عل أَنْييائهِمْ؛ ويُلاحظ هذاء فالذين يُكثرون السؤال يكثر . 
عندهم اللاف» ولو أخذوا ب عليه العمل وما تعلموه وعملوا به 
وازدادوا علمً) بفقه الكتاب والسنة؛ لحصلوا خيرًا عظيًاء أما كثرة 
الأسئلة فهي تؤدي إلى كثرة الخلاف. 


(1) أخرجه مسلم (؟1١).‏ 


الهذاما سكت عنه ينبغي أن يظلّ مسكوئًا عنه وألا تدك إلا فيا 
كان فيه نص أو تتعلق به مصلحة عظيمة للمسلمين؛ لأنه ربا لو خُرّكَ 
بالسؤال لاختلف الناس» ووقعت مصيبة الاختلاف والافتراق» وهذا 
ظاهر في بعض الأحوال والوقائع في التاريخ القديم والحديث. 


ري 
الحد مث العأاشسس 2 له رويس 
ج77 لل ...ل نر 1 3 
الحديث العاشر 00 

عَنْ أبي هُرَيْرَةَ َإ قَال: قال وَسُولُ اش وَكِةُ: «أيبَا النَاسُ إن 
الله طَيِّيٌ لايْْبَلُ إلا طيباء وَإِنَّ لله آمَرَ لُؤْمنِنَ يه أَمَرَ به الْوْسَلِينَ ؛ 
ققال: +( ييا الس وان أبنت واغتذوأسديا إن يكاتنمثوة ليه 4 
[المؤمنون: 19١‏ وَقَالعٍ يَآيّْهَاالءمَنْوا كام ن لبت مَاررَفتُ 4 
[البقرة: ؟97]. ُمَ ذَكَرَ الرَجُل يُطِيلٌ السَفْرَ أشْعَتٌ أَغْبَر يَمُديَدَيْهِ إلى 
السَّاءِ يَارَبٌ يَارَبٌّء وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبةُ حَرَاٌ وَمَلْبَسْهُ حَرَامُ 


و َي بالحرام» فأنى د يستجاب لذلك». رواه مسله(23. 


هذا الحديث أيضًا من الأحاديث التي قيل فيها: إنها أصل من 
أصول الدين» يعني: أن كثيرًا من الأحكام تدور عليهاء وهذا الحديث 
فيه الأمر بالأكل من الطيّب» وأنه سمة المرسلين» وسمة المؤمنين 
بالمرسلين» وأثر ذلك الأكل الطيب من الحلال على عبادة المرء» وعلى 
دعائه» وعلى قَبول الله جل لعمله. 


اه 


5 لاله . به 02 بع اعللا .> ا 
فقوله وَكَئِْْ: (إِنْ الله طَيِّبٌ4 يعني: أنه عَلةْ منرَّه عن النقائص 


(1) أخرجه مسلم (9018). 


والعيوبء وأنه عل له أنواع الكمالات في القول والفعل؛ فكلامه لل 
أطيب الكلام» وأفعاله لل كلها أفعال خير وحكمة:؛ والشر ليس إلى 
الله عل فالله وله طيب بما يرجع إلى ذاته» وأسمائه» وصفاته» ومن 
أوجه كونه طيبًا: أنه عله هو المستحق للعبادة وحده دونم| سواه وهو 
المستحق لأ يُسلم المرء وجهه وقابه إليه يل دون سواه. 

ولذلك قال عَيَلِبدٍ :ون الله عيب لا يقل | إلا طَييا». 


ومعنى قوله الايَقْيَلُ) يعني لا يرضى ولا يحب إلا الطيب» 
ويعني أيضًا أنه لا يثيب ولا يأجر إلا على الطيب؛ فإِنَ كلمة الا يَقبَلُ) 
هذه في نظائرها ما جاء في السنة قد تتوجه إلى: 

أولاً: إبطال العمل. 

ثانيًا: إيطال الثواب. 

المًا: إبطال الرضا بالعمل» وهو مستلزم في الغالب لإبطال 
الثواب والأجرء يع: يعني: أن العمل قد يقع محْرَنًا ولا يكون مقبولاً؛ ى] 
جاء في قوله ولك إذا أ ابد ميل لَه صلا" وقوله: امن أتّى 


أ 


عَرَافًا قَسَألَهُ حَنْ كَيْء 1 قبل لَه صلا أ َعِينَ للها(" وأشباه ذلك. 
فتقرر أن كلمة اليه هذه تنجه إلى نفى أصل العمل يعنى: 


(1) أخرجه مسلم ( ٠/ا)‏ من حديث جرير بن عبد لله 5 2 


(1) أخرجه مسلم ( )٠‏ من طريق نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي رضي لله عنهن. 


للُُُُّ7”]ُل/لككككييض ا ويك امم 201111 
إلى إبطاله؛ كا في قوله: الايَقْبَلُ الله صَلاَةٌ حائض إلا بخمار»(©, 
«لايَمْيلٌ الله صَلاةٌ أحَدِكُم ذا أحدَتَ حَتّى يَوَضِاً»0©: هذا فيه إبطال 
العمل إلا مبذا الشرطء وقد تتجه إلى إبطال الرضى به» أو الثواب عليه 
فهذه ثلاثة أقسام. ش 
وفي قوله َل (إنَ الله طيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا يناه يحتمل بحسب 
العمل أن يكون المنفي: 
©« الإجزاء. 
« الأجر والثواب. 
« الرضى به والمحبة لهذا العبد حين عمل هذا العمل. 
فقوله: الايَقْبَل إِلأَ يناه يعني: الذي يوصف بأنه مجزئ» وأنه 
مرضى عنه عند الله جَللة وأنه يُئاب عليه العبد هو الطيب» وأما غير 
الطيب فليس كذلك» فقد يكون غير مرضي عنه؛ أو غير مثاب عليه 
أو غير مجزئ أصلا» بحسب تفاصيل ذلك في الفروع الفقهية. 


)١(‏ أخرجه أبو داود (541)) والترمذي (/الا"), وأبن ماجه (588). وأحمد في المسند (18/5؟)» 
وابن أبي شيبة في مصنفه (؟/٠5))‏ وابن حبان في صحيحه »)5١7/4(‏ والحاكم في المستدرك 
(80/5"): والبيهقي في الكبرى (؟/ *17) من حديث عائشة وَإلك. قال أبو عيسى: لاحديث 
عائشة وإ حديث حسن:؛ والعمل عليه عند أهل العلم أن المرأة إذا أدركت فصلت وشيء من 
شعرها مكشوف لا تجوز صلاتها» اه. 

(؟) أخرجه البخاري (038 5984): ومسلم (15؟) من حديث أبي هريرة قإ. 


إذا تقرر هذا فقوله وَل : دلا يَقْبلٌ إل طَيّبّاه هذا فيه أن الله جل 
إنما يقبل الطيب على الحصرء وقد جاءت النصوص ببيان أن الطيب 
يرجع إلى الأقوال. والأعال» والاعتقادات» فحصل من آثار أن 
الله َل طيب أنه لا يقبل من الأقوال إلا الطيبء ولا يقبل من 
الأعمال إلا الطيب» ولا يقبل من الاعتقادات إلا الطيب. 

ف| هو القول» والعمل» والاعتقاد الطيب؟ 

يُفسَّر الطيب بأنه: المبرأ من النقائص والعيوب» فيكون في القول 
والعمل والاعتقاد هو الميرأ من النقص والعيبء يعني: الذي صار 
برينًا من خلاف الشريعة» فالطيب هو الذي جاء على وفق الشرع؛ 
فالقول الطيب هو الذي كان على منهاج الشريعة؛ والعمل الطيب هو 
الذي كان على منهاج المصطفى وَيَيِيْةٌ والاعتقاد الطيب ما كان عليه 
الدليل من الكتاب والسنة» فهذا هو الطيب من الأقوال والأعمال 
والاعتقادات. ش 

وإذا صار قول المرء طيبًا فإنه لا يكون خبيثّاء ولا يستوي الخبيث 
والطيب؛ كم في آبة اللائدة: +( قُل لَاسْمَوى اكيت وَالَِيبْوَلأَمْجْبكَ 
كه ليث )4[المائدة: :]٠٠١‏ وكذلك في الأعمال والاعتقادات» فنتج 
من ذلك أن العبد إذا تحقق بالطيب في قوله وغمله واعتقاده صار طيبًا 
في ذاته» والطيب له دار الطيبين؛ ىا قال عله ج( ان لوََهالْمليكة 

بين بوت سكو مياد عُلواالْجَنَّهبِمَا تر َمَلُونَ )4 [النحل: ؟*], 


امحديث العاشس م 
> +4 ك 


ومن صار عنده خحيث في انه وروحهء تتيجة لخبت قوله أو خخ 
عمله» أو خيث اعتقاد, وم يغفر الله له له» فإنه يُطَهّر بالنار حتى 
يدخل الجنة طيبا؛ لآن الجنة طيبة لا يصلح لا إلا الطيب. 

وهذا في الحقيقة فيه تحذير شديد» ووعيد وتخويف من كل قول 
أو عمل أو اعتقاد خبيث؛ يعني: ل يكن على وَفْتٍ الشريعة» فالطيب هو 
المبرأ من النقصء ومن أعظم ما ينقص العمل أن يتوجه به إلى غير الله 
َل وأن تُقُصَد به الدنيا. 

فتَحَصّل هنا أن قوله: وإنَّ الله طيِّبُ لايَقْبَلُ إِلِأَطيباة يعني 
لا يقبل من العمل والقول والاعتقاد إلا ما كان على وفق الشريعةء 
وأَرِيدٌ به وجهه َل وهذا حاصل تعريف الطيب؛ لأن العلماء نظروا 
في كلمة (طيب) في وصف الله عله وفيم| ما يقابلهاء وتنوعت أقوالهم: 
والذي يحقق المقام هو ما سبق ذكره. 

قال وَل : «وَإِنَ الله أَمَرَ المُؤْمِنينَ ب أَمَرَ بو المرْسَلِينَ» فالله جل 
أمر المرسلين وأتباعهم بقوله فر يكأيها الرسل طوا م سَالطيَيت وَعملوأ 
صَللِكًا 4 [المؤمنون: )18١‏ وقال َل في أمره للمؤمنين في آية البقرة: 
(١‏ يهال ءَامَنوَاكُلُوا كُنُواً من طِيبات ما ررقن وأ شْكٌوأ ينه إن مكدثز 
إِيَاهُ تَْبُدُوست ) [البقرة: 1١7”‏ فأمر المؤمنين بأن يأكلوا من 
الطيبات: وأمر المرسلين بأن يأكلوا من الطييات: وأمر الجميع بأن 
يعملوا صالخًاء وهذا يدل على أثر أكل الطيبات في العمل الصالح؛ لأن 


الاقتران في قوله: جز تأيه الي ءَامَب كوا من عيبت ازنك )4 
[المؤمنون: ]8١‏ يدل على أن بينههما صلة» والصلة ما بين أكل الطيب 
والعمل الصالح هي تأثير الأكل الطيب في العمل الصالح؛ ولهذا قال 
كثير من أهل العلم: إن العمل لا يكون صايًا حتى يكون من مال 
طح60©, 


فالصلاة لا تكون صالحة مقبولة حتى يكون فيها الطيب من 
الأقوالء ويكون لباس المرء طباه ويكون متخلّصًا من الخبييث من 
النجاسات وغيرهاء إلى آخر ذلك. 

والزكاة لا تكون مقبولة حتى تكون طيبة» بأن تكون عن نفس 
طيبة» وألا يراد مها رياء ولا سمعة إلى آخر ذلك. 

والحج كذلك؛ فمن حج من مال حرام ل يُقَبَل حجه؛ لأن الله 
كك لا يقبل إلا الطيب. 

ثم ذكر ولي مثالاً من أمثلة تأثير الأكل الطيب في بعض الأعمال 
الصالحة» وأثر أكل الحرام في بعض الأعمال الصاحة» فقال أبو هريرة 
رق نم كر أبعي ابي قاقر عه ا 


مه 2 رت 1 حر وو 


(١)انظر:‏ جامع العلوم والحكم (ص 3٠١!‏ والمجموع للنووي (374/5)) والفروع لابن مفلح 
44/5" 


وَمَلْبَسَهُ حَرَامٌ وَعُذيَ باحر ام الى مُسْتَجَابُ لِذَّلِك). 

فذكر هذه الصنات: فيُطِيلُ السّفَرَ أشْعَتٌ أَغبنَ يَمُدَيَدَيْةِ ِل 
السّمَاءِ)؛ لأنها مظنة الإجابة؛ فالسفر من أسباب إجابة الدعاء؛ كما جاء 
في الحديث الحسن أن النبي كَلَئَِدِ قال: «نَلاتُ دَعَوَاتٍِ مُسْتَجَابَاتٌ 
لاشَك فين وذكر منها دعوة المسافر» فالسفر من أسباب الإجابة» 
وهذا قد تعرّض لسبب من أسباب الإجابة وهو السفر» ووصفه بقوله: 
ايُطِيلٌ السّفَرَه وإطالة السفر تعطي كثيرًا من الاغتراب» وفيه انكسار 
النفس» وحاجة النفس إلى الله َل إذا كان السفر للحاجة؛ يعني: 
يحتاج إلى السفر في معيشته وني أموره. وإلا فإن المرء لا يختار إطالة 
السفر إلا الحاجة. 

قال: 'يُطِيلٌ السَّفْرَ أضْعَتٌ أَغْبَرَ» وهاتان الصفتان تدلان على 
له واستكانته» وهذه يحبها الله كَنْكَ وكان بعض السلف إذا أراد أن 
يدعو لبس شيئا حَرِفَاء ول ينزين» وإنم| صار أشعثء ثم توجه في 
خلوة» ودعا الله كن وقال: إنه أقرب للإجابة؛ لما في هذه الصفة من 


(1) أخرجه أبو داود ))١9*5(‏ والترمذي »)١508(‏ وأبن ماجه (5857)): وأحمدفي المسند 
(288/1): والبخاري في الأدب المفرد (ص 28)» وابن أبي شيبة في مصنفه (8/5١١)؛‏ وابن 
حبان في صحيحه (417/5)؛ وعبد بن حميد في مسنئده (411/1)) والطبراني في الأوسط ش 
(31/1)» والبيهقي في شعب الإيان (5/ )"٠١‏ من حديث أبي هريرة وَإقيه. 


| ْ احرج تت لاطا 2 
اتتفاء الكبر ؛ وقرب التذلل والاستكانة؛ وهذه يكون معها الاضطرار 
والرغبء وعدم الاستغناء. 

فذكر وَكلِيْكِ هذه الصفة» فقال: «أَشْعَتٌ أَغْبرٌ نَ يَمُدَيَدَيْهِ |[ 
السََّاءِ»» وهذه صفة ثالئة: يمد يديه إلى السماء في رغب أن يكون أتى 
بها نجَابُ معه الدعاء ورفع اليدين في الدعاء سنئة؟ ى| سيأقي بيان بعض 
ذلك. 

قال: هيَمُذٌيَدَيْهِإِلَ السّماء: يا رَبّ؛ يآرَبٌُة. وذكره هنا (يآرَبٌ) 


3 3 
- 


مكررة» ويجوز أن تقول: يآرَبٌ على حذف الياء» أويا رب عل القطعء 
وفي تكريرها ذكر لصفة الربوبية» ومعلوم أن إجابة الدعاء من آثار 
ربوبية الله عله على خلقه؛ ولهذا لم تكن إجابة الدعاء للمؤمن دون 
الكافر» بل قد يجاب للكافر» والماردء وقد أجيب لإبليس؛ ذلك 
لأن إجابة الدعاء من آثار الربوبية» كرزق الله عَللهُ لعباده» وكإعطائه 
لهم؛ وكإصحاحه إياهم» وإمدادهم بالمطر» وأشباه ذلك ممايحتاجون 
إليه» فقد يدعو النصراني ويستجاب له؛ وقد يدعو المشرك ويستجاب 
له إلى آخر ذلك» وتكون هنا الاستجابة لا لأنه متأهل لما؛ ولكن لأنه 
قام بقلبه الاضطرار والاحتياج لربه كد والربوبية عامة للمؤمن 
وللكافر. 

فقوله هنا: «يَا رَبّ؛ يا رَبٌ» هذا من آداب الدعاء العام -كما 
سيأتي- وذكر هذا بلفظ الربوبية أيضًا من أسباب إجابة الدعاء. 


ا جد مث العاشس تك 

ثم قال في وصف حاله مع أنه تعرض لهذه الأنواع ما يجاب معها 
الدعاء: (وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبهُ حَرَامُ وَمَلْبِسُهُ حَرَابُ وَعُذِيَ) 
-بالتخفيف: فمن الغلط أن تقال بالتشديد (عُذّيَ) بل هي عُذِيَ من 
الغذاء- «بإِخْرَام؛ كَأنّى يُسْعَجَابُ لِذَّلِك): يعني: فبعيد ويتعجب أن 
يُستجاب لذلك» وهو على هذه الحال» فمن كان ذا مطعم حرام, وذا 
مشرب حرام وذا ملبس حرام وغذي بالحرام» فهذا يُستبعد أن 
يُستجاب له. 

وقد جاء في معجم الطبرانى بإسناد ضعيف: أن سعد بن أبي 
وقاص قال للنبي يَلكَْةّ: يا رسول الله أدع الله لي أن أكون يجاب 
الدعوة: فقال يكل ِيَاسَعْدٌ أَطِبْ مَطْعَمَك تَكُنْ مُسْتَجَابَ 
الدّعْرَةه270 وهذا في معنى هذا الحديث؛ فإن إطابة المطعم من أسباب 
الإجابة» فهذا تعرض لأنواع كثيرة من أسباب الإجابة» ولكنه لم يأكل 
طيا؛ بل أكل حراماء فنع الإجابة» واسشغْرب أن يجاب ل , 

وقد جاء أيضَافي بعض الآنار التي إذْرَاهل» حر جُوا عخْرَجًا 
كَمْ َأ وى اللة لم ترجو إل الصّعيد ل اصع وَكَمُونَ كن سدحَكُم يه 


لم 


الما ماش يا بُطُوتَكُمْ مِنَ الحرَام؛ الآنَّ حِينَ اشْئَدّ غَضَبِي عَلَيِكُمْ 


)١(‏ أخرجه الطبراني في الأوسط (11/5"). قال الفيئمي في مجمع الزوائد /9١(‏ 41؟): اروأه ش 
الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم» اه. 


وَلَتَرْدَادُوا مني إلا بَعْدَاه(©. ولا شك أن هذا مما يخيف المؤمن؛ لأن 
حاجته للدعاء أعظم حاجة» فدل هذا على أن إطابة المطعم من أعظم 
أسباب إجابة الدعاء» وأنه إذا تخلف هذا السبب ولو وُجدت الأسباب 
الأخر فإن الدعوة غالبًا لا تجاب؛ لقوله وَكَئِةٌ: «فَنّى يُسْسَبَابُ لِذَّلِك). 

هذا الحديث دَلَّنَا في آخره على آداب من آداب الدعاء» ومن 
ذلك: الدعاء في السفرء فالسفر يُتَحَرَّى فيه الدعاء» والإتيان للدعاء 
بتذلل واستكانة في الظاهر والباطن» هذا أيضا من أسباب إجابة 
الدعاء» ورفع اليدين إلى السماء في الدعاء» هذا أيضًا من أسباب إجابة 
الدعاء؛ ورفع اليدين إلى السماء له ثلاث صفات في ثلاثة أحوال دلت 
عليها السنة(00): 

أما الأول: فهو بالنسبة للخطيب القائم؛ فإنه إذا دعا يشير 
بإصبعه السبابة فقط» وهذا دليل دعائه وتوحيده؛ ولا يُشْرع له أن يرفع 
يديه إذا خطب قائًا على المنبر أو على غيره إلا إذا استسقى؟ فإنه يرفع 
يديه» ويرفع الناس معه أيديهم؛ ى| جاء في حديث أنس 27433 . 


(1) أخرجه أبو داود في الزهد (ص )١١‏ والبيهقي في شعب الإييان (؟/ 88) عن مالك بن دينار. 

(؟) انظر: جامع العلوم والحكم (ص 42030١625١8‏ وشرح الأربعين النووية للعلامة ابن عثيمين 
تلش (ص .)16١ 30١٠‏ 

(") أخرجه البخاري (9؟١٠١))‏ ومسلم (/880). 


الثاني: أن يرفع يديه إلى السماء رفعًا شديدّاء بحيث يَرَى بياض 


الإبطين» وهذا إنها يكون في الاستسبقاء؛ وني الأمر الذي 
معه كرب شديدء بم| فيه استجارة عظيمة» وكرب شديد» فهذا يرفع 
يديه إلى السراء بشدة» وهذه لما صفتان: إما أن تكون اليدان بَطْنْهما إلى 
السماء»ء وإما أن تكون اليدان ظهرهما إلى السماءء ورد هذا وهذا عن 
النبي 00 

الثالث: أن يرفع يديه مبسوطة الكفين إلى الصدرء يعني إلى 
موازاة الثديين» وهذا هو أغلب دعاء النبي لله بل كان دعاؤه في 
عرفة هكذا؛يرفع يديه إلى الثديين» ويمدهما كهيئة المستطعم» 
فلا يجعله] إلى الوجه؛ ولا بعيدة عنه؛ بل يبسطها كهيئة المستطعم 
المسكين الذي يريد أن يُعْطَى شيئًا في يديه. 

وقد ثبت بالسئن من حديث سللان الفارسي 685 أن النبي 5 

2 ع 


- 5 0 ًََ وت ه 6 كاه سس 5ه سامة 8 
قال: (إِنْ الله حَيِيٌ كَرِيمٌ يَسْتَحْبِي من عَبدِهِ إِذَا رَهَمَ إِلَبَِْدَيْهِ أن يَرُدهُما 


ذخ - 


صِفْدًا حَايتين 00 وهذا من أعظم الآداب. 


يصيب المرء 


8 


(1) أخرج مسلم في صحيحه (097) عن أنس وَإه: «أنّ البَىَ وك ادكنقى قافر فر كمي ِل 
السّمّاء) . 

(؟) أخرجه أبو داود :)١484(‏ والترمني (7081): وابن ماجه ( 858”)» وأحمدفي المسند بنحوه . 
(/4"8)» وابن حبان ("/ 166)» والبزار في مسنده(5/ 4/8)) والبيهقي في الكبرى 
(؟/١51):‏ والطبراني في الكبير بنحوه ( 5170). والحاكم في المستدرك بنحوه(١/‏ 51/8), 


فإذًا نخلص من ذلك إلى أن آداب الدعاء كثيرة» وهذا مثِلٌ قاله 
ََيِلٌ يعني: مثل أثر الحلال الطيب في العبادة ذكر الدعاءء كذلك له 
أثر في الصلاة» وفي العبادات» وفي الذكر ... إلى آخره. 

فالله عله لا يقبل إلا طيبّاء فمن أكل حرامًا فهو يتحرك يجسده 
في حرام فقد تجزؤه صلاته؛ لكن لا يكون بتحركه في بدنه بحرام 
مرضيًا عند الله وَبْقَه ولو كانت صلاته خاشعة؛ بل أعظم ما يَبَرٌ به 
البدن أن يكون البدن طيبًا بالأكل» فلا يأكل إلا ما يعلم أنه حلال 
طيب» فهذا له أثر في رضى الله عله عن العبد, وقبوله لصلاته 
وصيامهء وقبوله لأعاله كلها. 

قوله في آخره: «فَأنَى يُسْتَجَابُ لِذَّلِك)؛ يعني: عجيبٌ وبعيدٌ أن 
يُستجاب له. وقد يُستجاب له لعارض آخر؛ كأن يصادفه اضطرارء 
وشدة إلحاح؛ وحاجة ماسة؛ فهذه يغْطَى معها ولو كان كافراء قال 
ل: < وَإِدا سبوا فلمك دعوأ اهعضن له أ لَمألزِيتَ لما يحَنهُمْ إل أليرٌ إِدا 
هم شرن /)4[العنكبوت: 58]. فالمشرك قد يُستجاب له؛ وكذلك 
المؤمن العاصي الذي أكل الحرام قد يستجاب له؛ لكن في حالات 


والخطيب في تاريخ بغداد (8/9؟:375) (11/4") من حديث سلان الفارمي 83: 
وجوّد إستاده الحافظ في الفتح ١(‏ 1/8 ). 


قليلة» وذلك إذا كان معها حالة اضطرار» أو شفع له غيره؛ أو كان مع 
ياب الدعوة فَأَمنَ عليه» أو ما شابه ذلك من الاستثناءات التي ذكرهاأ 


أهل العلم. 


و 
له 


422 
١‏ ري 
ا جد مث امحأدي عشسص ) ١‏ رويس م 


الحديث الحادي عشر 
عن أبي محمد الحسنٍ بن عل بن أبي طاا لب سسبْطٍ رسول الله وَل 
اق رَحَائهِ قم قال : حَفِظْتٌ من رسول الله وكلة: «دَعْ مَا يربك لما 
يريك رواه التزمذي والنساتيه وقال الترمني: حديث حسن 


امسا 


0 
9 004 2 

وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَمَ في في ليهات وَفَعَ : قي ا 
فهذا اللحديث قال فيه الحسن 5 لضع : : حفظت من رسول اللنّه 
ييٌِْ: «دَغْ مَا يَرِيبُكٌ إِلَ مَا لأيَرِيبكَ»: وهذا أمرء وقوله: (يَرِيبكٌ» بفتح 
الياء» ويجوز يُريبك بالضمء لكن الفتح أفصح وأشهرء (دَعْ مَا يَرِيبكٌ» 
يعنى: ما تشك فيه» ولا تطمئن له» وتخاف منه؛ لأن الرّيب هو الشك 
وعدم الطمأنينة» وما يخاف منه من يأتيه» فلا يدري هل هو له أم عليه؟ 
فإذا أتاك أمرٌ فيه عدم طمأنينة لك. أو أقبلت أنت عليه وأردت عمل 


.)80711( أخرجه الثرمني (75818)؛ والنسائي‎ )١( 
.)14١ (؟) سبق تخريجه (ص‎ 


م شرجألأمربعين النووية 
فارتبت منه» وصرت في خوف أن يكون حرامًاء فذعه إلى شيء 
لايريبك؛ لأن الاستبراء مأمور به فترك المشتبهات إلى اليقين هذا 
أصل عام. 

وهذا الحديث دل على هذه القاعدة العظيمة: أن المرء يبحث عن . 
اليقين؛ لآن فيه الطمأنينة» وإذا حصل له اليقين فإنه سيدع ما شك فيه 
فإذا اشتبه عليه في أمر مسألة ماء هل هي حلال أم حرام؟ فإنه يستبرئ 
لدينه ويتركها إلى ما هو حلال بيقين عنده؛ فإذا اشتبه عليه مال -مثلاً- 
فإنه يدع ما يريبه منه؛ ويأتي ما لا يريبه» وكذلك في العبادات؛ وإذا قلنا 
العبادات» فنعني بها الشعائر؛ لأن العلماء إذا قالوا: العبادة -بالإفراد- 
أرادوا منها ما يدخل في تعريف العبادة» وهي: اسم جامع لكل ما يحبه 
الله ويرضاه ... إلى آخره. 

وإذاقيل: العبادات - بالجمع - فيريدون بها الشعائر: الصلاة» 
والزكاة» والصيام» والحج» والجهادء وأشباه ذلك. 

ففرقٌ بين الإفراد والجمع؛ كم) فرقوا بين السماء والسماوات» 
ونظائر ذلك. 

فالعبادات أيضًا يأتي فيها اليقين» وإذا طرأ الشك عليه فلا يدع 
ش هذا اليقين لشك طرأ؛ لأن اليقين لا يريبه» وما وقع فيه من الشك هذا 
يريبه» ولا يطمئن إليه» فإذا اشتبه عليه مثلاً في الصلاة هل أحدث أم 
لم يحدث؟ هل خرج منه شيء أم لم يخرج منه شيء؟ فيبني على الأصل» 


وهوما لا يريبه» وهو أنه دخل في الصلاة على طهارة متيقن منهاء فيبني 
على الأصلء ويدع ما طرأ عليه من الشك إلى اليقين. 
ع ابا 3 

فهذا الحديث أصل عظيم من أصول الشريعة» ويدخل فيه ترك 
جميع ما يريب المسلم إلى شيء يتيقن من جوازه؛ وأنه لا يلحقه به إثم؛ 
أو شيء في دينه أو عرضه؛ هذا جاء هذا المعنى في أحاديث كثيرة» وق 
قالابن مسعود» 95ع: : «دَغْ الواحد الذي يريبك» د يعني: الشيء 
الواحد الذي يريبك (إلى أربعة آلاف لا تريبك»2(7) يعني بذلك أن 
الذي يريب قليل؛ والذي لا يريب المرء سواء في الأقوال أو الأعمال أو 
الاعتقادات هذا كثير وللّه الحمد. 

فالذي يريب اتركه» سواء كان من العلم» أو القولء أو العمل؛ 
أو العلاقات» أو الظن» فكل ما يريبك فتخاف منه ولا تطمئن إليه دعه 
واتركه إلى أمر لا يريبك» وهو كثير ولنّه ا لحمد» فهذا فيه طلب براءة 
الذمة إلى الأشياء المتيقنة. 

وإذا تقرر هذا فالحديث له تكملة في بعض رواياته» وهو قوله 
عه «فَإِنَّ الصّدْقٌ طُمَأِْيئةٌ ون الْحَذْبَ ريه مم27 وهذا يدل على أن 


(0) أخرج هذه الزيادة الترمني (3018). وأحمد في المسند (1/ »)273٠١‏ وأبو داود الطبالسي في مسنده 
(ص "15), وأبو يعل في مسنده (؟1١/‏ 2/179 والحاكم في المستدرك (54/ )23١١‏ والبيهقي في 


كل ما فيه خير تطمئن له نفس المؤمن. فيجب على العبد أن يزن أقواله 
له ومع ذلك يغشاه؛ فهذا تحالف لهذا الأمر العظيم» وقد يعمل أعمالاً 
لا يرتاح لهاء أو تكون له صحبة لا يرتاح لحاء ومع ذلك يأتيها وهو غير 
مطمئن لذلك. 

وهذا لاشك أنه تخالفة لهذه الوصية العظيمة: (دَعْ مَا يَرِيبِكَ إِلّ 
مَا لآَيَرِيبَكَ», وهذا توجيه نبوي عظيم الفائدة» وقد كان الصحابة 
-رضوان الله عليهم- يستعملون هذا. ٠‏ 

وهذا الحديث أصلٌ في الورع» وفي ترك المشتبهاتءوفي الت وّف 
من أي نوع من الحرام؛ والورع سهل» فقد قال حسان بن أبي سان (2 
-أحد علماء السلف-: «ما شيء أهون عندي من الورع إذا رابني شيء 
تركته»2"). وهذا لا شك أنه عند نفس المؤمن الذي أخبت لربه؛ فإنه إذا 


الكرى (ة/ ه39 ). 

)١(‏ هو حسان بن أبي سنان البصريء تابعي الجليل» روى عن الحسن البصري وأنس وثابت» قال 
البخاري: ٠‏ كان من عباد أهل البصرة». انظر: التاريخ الكبير (*/ *)؛ والجرح والتعديل 
(9/ 2575). والمنتظم (8/؟8١)»‏ وهذيب الكمال (5/ 017 والإصابة في تمييز الصحابة 
١/9‏ ؟). 

(؟) بوب البخاري في صحيحه - كتاب البيوع - باب تفسير المشبهات (4/ 5 مع الفتح) قال: ذم 


اح مث اتكأدي عشس 


ام ل ______ بم 
أتاه ما يريبه يتركه» ويكون في ذلك راحة النفس وطمأنينة القلب» 
وهذا أمر واضح في الشريعة. 


2 ايع 


نت ًا مون م الْوَرَع دعْ ما يَريبُكَ إل مَا لا يرييُكَ». وأخرج هذا الأثر الإمام أحمد ني 
الورع (ص 55)» وابن أبي الدنيا في الورع (ص 87)؛ والبيهقي في الزهد الكبير (؟/ 719), 
)ميث ؟). 


وق 
0 (ونيه 


احد مث الثاني عشسصي 


الحديث الثاني عشر 
عن أبي هريرة وَْققْع قال رسول الله يِكلِكِ: لمن خسن | إسلام الخ 
تَدْكُهُ ما لأيَعْنِيه) . حديث حَسّن رواه الترمذي وغيره هكلا("©. 


٠. 


الشرح: 

هذا الحديث أيضًا من الأحاديث الأربعة التي قال فيها طائفة من 
أهل العلم منهم ابن أبي زيد القيرواني( اللالكي المعروف: «جماع 
آداب الخير تتفرع من أربعة أحاديث ...206 وذكر منها هذا الحديث؛ 
فهذا الحديث أصل من الأصول في الآداب؛ كما ذكرنا فيما سبق أن 
النووي #ملْلَنَه اختار هذه الأحاديث كلية في أبواب مختلفة» ففي كل 
باب أصل من الأأصول. 


.)455/1( أخرجه الترمني (/711؟)؛ وابن ماجه ( 915")؛ وابن حبان في صحيحه‎ )١( 

(؟) هو أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي» شيخ المغرب» وإليه انتهت رئاسة اللذهبء قال 
القاضى عياض: «حاز رئاسة الدين والدنياء ورحل إليه من الأقطار. ونجب أصحابه» وكثر 
الأخذون عنه؛ اه له من الكتب «الختصر) كتاب يحتوي على نحو سين ألف مسألة من 
النوادر في الفقه» توفي سنة تسع وثيانين وثلا ثاثة. انظر: سير أعلام النبلاء(17/ 2٠١‏ والعير 
(79/ 44)» الفهرست لابن النديم (ص 587؟)» وشذرات الذهب (*/ 13). 

(") انظر: صيانة صحيح مسلم (ص *70)» وشرح النووي على صحيح مسلم (؟/5١))‏ وجامع 
العلوم والحكم (ص 2١١8‏ والديياج على مسلم .)5١/1(‏ 


م شرج الأمربعين النووية 
قوله: هين حُسْن إسلام الُْءِتَدكُهُ ما يوه (يِنْ) هنا 
تبعيضية» يعني: أن بعض ما به حَسْن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه» 
وهذا ظاهر من اللغة. وقوله: «حُسْن إسلام مره جاء هذا اللفظ 
ومشتقاته في أحاديث متعددة منها: : قول النبي عله « ذا أخسَنَ 
َحَدُكُمْ إشلامة مُكل َس تكب لبه يمذر أياك - سَبْع مِانَة 


ضِدْفٍ وَكُلٌّ سك يَمْمَلْهَا ُُكَبْ لَهُ لهُبوِؤْلِهَاه!'» وفي رواية 0 
أَسْلَمَ الْعبْدُ د فَحَسْن إسْلامُه ديك لله عن كل 2 


دَلِكَ الْقِصَاصٌ لسن بِعَشْر مايا إِلَ سَبْع بع أن ضِحْفٍ وَالسَيكة يدها 
إلا أن يَعَجَاوَرَ الل عَنْهًَا»”©. فدل هذا وغيره على أن إحسان الإسلام 
مرتبة عظيمة» وفيها فضل عظيم. 
وإحسان الإسلام مما اختّلّف فيه أهل العلم؛ على أقوال0): 
القول الأول: أن إحسان الإسلام معناه أنْ يأتي العبد بالواجبات» 
وأن ينتهي عن المحرمات» وهي مرتبة المقتصدينء يعني: الذين جاؤوا 
في قول الله كَكَ: # مَمَوربا لَك باد نَأَصْطَمَيْنا سنا اقنور كا 


)١(‏ أخرجه البخاري (؟4): ومسلم (9؟١)‏ من حديث أبي هريرة وَإقع. 

(؟) أخرجه البخاري معلقا كتاب الإهان باب حسن إسلام المرء (48/1 فتح ) من حديث أبي منعيد 
الخدري وَل. 

وأخرجه موصولا النسائي (4448) والبيهقي في الشعب )04/١(‏ و تغليق التعليق (؟/ 44). 

() انظر: جامع العلوم والحكم (ص .)١١5‏ 


امحديث الثاني عشس 2 1 
لَقَيِي ونه ممقتصِد َنم سايق لخبت بإِذْقِ أله 1#[فاطر: 7"], 
فالمقتتصد هو الذي يأتي بالواجبات» ويترك المحرمات» ويجعل مع 
الواجبات بعض النوافل» فمن كان كذلك فقد حسن إسلامه. 

القول الثاني: أن إحسان الإسلام معناه أن يكون العبد على رتبة 
الإحسان في العبادة التي جاءت في حديث جبريل المعروف: «قَالَ: 
خرن عَنْ الِحْسَانٍ. قَالَ: أَنْ تَعْبْدَ الله كَاَنَكَ نك تَرَاة؛ فَإِنْ ل تَحْنْ تراه 
َِنهُ دُيَرَاكَ00')» فالذي تحسن إسلامه هو الذي وصل إلى مرتبة 
الإحسان. إما على درجتها الأولل؛ درجة المراقبة» أو على كالها وهي 
درجة المشاهدة» وهذا القول الثاني ظاهر في الكمال» ولكنه ليس ظاهرا 
في كل المراتب. 

القول الثالث: إن إحسان الإسلام ليس مرتبة واحدة؛ بل الناس 
ختلفون فيهاء فبقدر إحسان الإسلام يكون له الفضل والثواب الذي 
أعطيه من أحسن إسلامه» فمثلاً : في قوله َل 9إِذَا أَحْسَن أَحَدَكُمْ 
إسلامة َكل حَسَةيَمْمَلها تدب لَه عَشْرٍ ميا إل سَبْعِ ِأنَة ضِحْفٍ 
وَكُلَ سَيْكَةِيَمْمَلّْهَانُكُتَبُ لَهُيذْلِهَاك؛ قالواهنا: من أسلم وحسن 
إسلامه فإنه يبدأ من عشر أضعاف للحسنة: يعني: تُكتب له الحسنة 
بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف» هذا بحسب درجته في إحسان 


(1) سبق تخريجه (ص 40). 


الإسلام» فدل تنوع الشواب على تنوع الإحسان. يعني: أن درجة 
الإحسان تختلف» وأهل إحسان الإسلام فيه متفاوتون لتفاوت الفضل 
والمرتبة والأجر على ذلك, ومن أسباب مزيدها إلى سبعيائة ضعف أن 


يكون إحسانه للإسلام عظيًا؛ ولهذا قال ابن عمر وُه وغيره في قوله 
تكك: +( ص جه بللسكة َلَعَف رُأمكَاِهَا 4[الأنعام: .]1٠١‏ قال:إن 
الحسنة بعشر أمثالها لأعراب المؤمنين» أمّا من أحسن إسلامه فإن له ما 
هو أعظم؛ كما في قوله 36: +( وَإن تك حَسَئَهُ يصَدِصِفهَا وَعُوتِ ين لَدنهكيوا 
عَظِيمًا 4[النساء: »77]4٠‏ وهذا تقرير صحيح؛ فإِنَ الناس في إحسان 
الإسلام مراتب. 

وقد قرر المحققون من أهل العلم هذه المسألة؛ وبينوا أن إحسان 
الإسلام له مراتب. وليس بمرتبة واحدة وأن أهل المعصية؛ يعني من 
ظلم نفسه؛ ليس من أهل إحسان الإسلام. 

فقوله وَيٌَِ: من حُسْن إسلام ارْءَِرْكُمَا لا يَعْنِيو» يعني : هذا 
الفعل -وهو ترك ما لايعنيه- من حسن إسلامه» وهذا ظاهر في 
المرتبتين جميعًاء فإن الذي يأتي الطاعات» ويبتعد عن المحرمات منشغل 
بطاعة ربه عن أن يتكلف ما لا يعنيه» وأما أهل الإحسان فهم في مقام 


)١(‏ انظر: تفسير الطيري (8(:)91/8/ »)16١‏ وتفسير ابن كثير (444/1). والدر المنشور 
(؟رفقمة). 


الحدمث الثاني 0.ث. تك 
9 اط كك 5٠١1‏ كه 


المراقبة» أو ما هو أعظم منهاء وهو مشاهدة آثار اليصمة والصفات في 
خليقة الله يق فهؤلاء منشغلون بإحسان العمل الظاهر والباطن عن 
أن يكون لهم هم فيها لا يعنيهم. 

إذا تقرر هذا فا معنى قوله: هما لأَيَعنِيه»؟ 

العناية في اللغة: هي شدة الاهتمام بالشيء» فالشيء الذي لك به 
عناية هو الشيء المهم الذي بُبْنَمٌ به» والذي ليس لك به عناية هو الثىء 
الذي لا ينفع المعتني به يعني: لا ينفع المتوجه إليه؛ وليس له به 
مصلحة؛ ومعلوم أن أمور الشرع لكل مسلم بها عناية؛ وأنّ فقه 
الكتاب والسنة لكل مسلم به عناية. إذا فالاهتام ب| فيه فقه للنصوص 
يدل على حسن إسلام المرء. 

قال: هن حُسْن إسلآم المْءِ ترك ما لأيَعِْيو» وبالمفهوم أن من 
حسن إسلام المرء الاهتتام با يعنيه؛ وما لا يعني المرء المسلم من 
الأقوال التي ليس لما نفع له في دينه ولا في دنياه» أو في آخرته؛ أو في 
أولاه؛ فإن تركها من حسن إسلام المرء» وهذا عام يشمل ما يتصل 
بفضول العلوم التي لا تنفعه؛ وبفضول المعاملات» وبفضول 
العلاقات» ونحو ذلك» فتركه ما لا يعنيه في دينه دليل حسن إسلامه. 
يعني: دليل رغبته في الخير؛ لأن إتيانه ما لا يعنيه في العلاقات. أو في 
الأقوال» أو في السمع ... إلى آخره» هذا ذريعة لأن يرتكب شيئًا محرمّاء 
أو يفرط في واجب. فتفوته رتبة المقتصدين التي هي أقل رتب أهل 


شسرح لأ مرعين النووية 


كر 5١:‏ ا 
حسن الإسلام؛ وهذا واضح وبيّن. 
وقد جاء في بعض الأحاديث أن مما لا يعني المرء: الكلام نطمًا أو 
سماعا , يعني: أن من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه من الكلام 
سماعًا أو نطقاء وهذا ظاهر بين؛ لأن اللسان هو مورد الزلل» والأذن 
أيضًا هي مورد الزلل؛ فالإنسان محاسب على ما ينطق لسانه. قال يَقلة: 
+( تَانلْفِظْ وول لَالدَيرَقِب عند #[ق: .]١4‏ وهذه الآية عامة؛ فإنَّ 
الملّكَ يكتب كل ما يقوله العبد حتى الأشياء التي لا يؤاخذ بهاء وقد 


اك اد 


قال بعض السلف: (إنه يكتب حتى أنين المريض076)؛ يعني: حتى ما لا 
يؤاخذ به فإنه يكتبه» وهذا هو الراجح في أنه يكتب كل شيء: 
ولا تختص كتابته با فيه الثواب والعقاب» وذلك لدليلين: 

الأول: أن قوله :0ة: جز ينول )هذه نكسرة في سياق النفي؛ 
وسبقتها (من)» وهذا يدل على التنصيص الصريح في العموم؛ يعني: 


)١(‏ أخرج الديلمي ني الفردوس (ه/ 071 وأبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان )*8٠ /١(‏ عن 
علي بن أب طالب وَإقُِ مرفوعًا: 3 يكتب أنين المريض؛ فإن كان صابرًا كان أنيئه حسئات؛ وإن 
كان أنينه جزعًا كتب هلوعًا لا أجر له». | 
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (؟/ 44) وهناد في الزهد (1/ ه*8)» وابن عبدالير في التمهيد 
07 عن مجاهد قال: 9 يكتب من المريض كل شيء حتى أنينه في مرضهة. ورُويٌ مثل ذلك 
عن طاوس. أنظر: حلية الأولياء (5/4)» وتذيب الكال (57/17), وسير أعلام 
النبلاء(8/ /ا5), والدر المنثور (/ا/ 885). 


ا محديث الثاني عشس 0-6 

الذي لا يتخلف معه شيء من أفراده البتة» +( مَالقِطِ كول )4 فأي قول 

الثاني: أن قصر ما يكتبه الملك على ما فيه الثواب والعقاب», هذا 
تُحتاج له أن يكون الملّك الذي يكتب عنده التمييز في الأعمال بين ما فيه 
الثواب» وما لا ثواب فيه» والتمييز في النيات وأعمال القلب والأقوال 
التي تصدر عن أعمال القلوب ... إلى آخره. 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان©: وهذا لا دليل 
عليه؛ يعني: لا دليل على أن الملك يعلم ما يثاب عليه من الأقوال؛ وما 
لايئاب عليه؛ وإنما المللك كاتب؛ كما قال كَبْك: + ينامع 
يرهم وَجوَسهم بلورُسْلنا لدي يَكْنُبْونَ 4 [الزخرف:180]. وقال فلا: 
+ كِرَامَاكنَ 4 [الانفطار:١١]‏ وأشباه ذلك من الآيات. 

فدل هذا على أن ترك ما لا يعني من الأقوال لفظًا أو ساعًا أنه تما 
تعظم به درجة العبد, قال كل: جا لَاخَيرَ كبر يِنِنجْوَسْهُمَ إِلَامَنْ 
أمرَبِصَدَكَوأوْمَعَرُوفٍ أَوْإِصَلنِج بَتح الئاس 4[النساء: .]١١4‏ 

والذي يظهر من هذا الحديث عند كثيرين أن المراد به القول أو 
السماع» فيدخل فيه البحث عن أحوال لا تخصك أو لا تعنيك في 


() انظر: كتاب الإيهان الكبير ضمن مجموع الفتاوى (43/17). 


دينك» أو الحرص عل معرفة أخبار فلان» وماذا قال» وماذا فعل» 
وخبره مع فلان» وماذا فعل الناس» ونحو ذلكء فالاهتام ببذه 
الأشياء بها لا يعني هذا مخالف ل] يدل عليه حسن الإسلام؛ فمن أدلة 
حسن الإسلام ترك ما لا يعني من فضول الأقوال» وفضول ما يسمع. 

فهذا الحديث إِذَا من أحاديث الآداب العظيمة؛ فينبغي لنا وجويًا 
أن نحرص على حسن الإسلام؛ لأن فيه من الفضل العظيم ما فيه 
ومن حسن الإسلام أن نترك ما لا يعني من الكلام؛ أو السماع» فلا 
نسأل أسئلة ليس لها داع ولا نبحث عن أخبار الناس بها ليس له داعء 
وهذا فَعَلء وهذا ترك» وهذا ذهبء وهذا جاء ... إلى آخره. هذا كله 
مذموم؛ ويسلب عن العبد حسن الإسلام إذا غلب عليه. . 

ولهذا نقول: في هذا الحديث وصية عظيمة في هذا الأدب العظيم 
من المصطفى يلل فإنَ من حسن إسلام المرء أن يترك ما لا يعنيه: ما 
لا يعنيه في دينه» وما لا يعنيه في أمر دنياه» وما لا يعنيه من الأقوال 
والأفعال» وأشباه ذلك؛ فإن في ذلك أثرًا في صلاح قلبه» وصلاح 
عمله؛ والناس يؤتون من كثرة ما يسمعون أو يتكلمون؛ ولهذا قال 
بعض السلف في أناس يكثرون الكلام والحديث مع بعضهم: هؤلاء 
خففٌ عليهم العمل» فأكثروا الكلام. 

فإكثار الكلام بلا عمل والجلوس في مجالس طويلة الساعات الطوال 
في كلام مكرّر لا نفع فيه هذا من المذمومء والواجبات لو تأمَّلها العبد 


الحديث الثانى عشس 

لوجد أنها كثيرة» وبعض الناس يتوسع في المباح» وربع| كان معه بععضص 
الحرام في الأقوال والأعمال ويترك واجبات كثيرة؛ وهذا ليس من صفة 
طلاب العلم» فطالب العلم يتحرى أن يكون عمله دائًا في| فيه نفع له 
ير نايس ما أيه الشرية وشت عليه ويرام لايع م 
الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. 

وهذا الحديث قال عنه النووي '#مالَئه في آخره: «حديث حسن رواه 
الترمذي وغيره هكذا»؛ وتحسينه من جهة كثرة طرقه؛ وكثرة شواهده؛ 
والراجح عند علماء العلل أنه مرسل» فقد قال أحمد؛ ويحيى ابن معين» 
وجماعة(©: إن الصواب فيه أنه مرسل» ولكن له شواهد كثيرة بنحو لفظه؛ 
ولهذا حسنه النووي كته فالصواب أنه حسن لغيره. 


)١(‏ انظر: الكامل لابن عدي (4/ /7ا؟): والعلل للدارقطني ("/ ))5١8‏ والتمهيد لابن عبدالير 
(9/ 148 - 194). وتهذيب الكال (4/ 19)) وجامع العلوم والحكم (ص١١).‏ 


47 
ري 
لحديث اناك عش وني 
الحديث الثالث عشر 
عن أبي حمزةً أنس بن مالكِ وَإِقِقّ - خادم رسول الله وَل - عن 
الب كلد قال: ١لا‏ يَؤْمِنُ أَحذَكُمْ حَنّى يِب لأخيه مَا جه لتفْسِها. 
رواه البخاري ومسله(2. 


الشرححم: 

5006 الكلمة تدل على أنْ ما بعدها مأمور 
به في الشريعة» إما أمر إيجاب أو أمر استحبابء ونفي الإيمان هنا قال 
فيه شيخ الإسلام ابن تيمية #إلنه في كتاب الإيمان(»: إن هذا نفي 
لكال الإيهان الواجب. 

فإذا نُقِي الإيمان بفعل دل على وجوب ما في الإيمان لأجله. 
فقوله: «لأيُؤْمِنُ أَحدُكُمْ حَنَّى يحب لأخيه مَا جه لِنَفْسِه دل على أن 
محبة المرء لأخيه ما يحب لنفسه واجبة؛ لأن نفي الإيمان لا يكون لنفي 
شىء مستحب» فمن ترك مستحبًا لا ينفي عنه الإيمان» فنفي الإيمان 
دان على أن هذا الأمر واجبء فيكون إِذَا نفي الإيمان نفيٌ لكماله 


مسلم ليه أو قَالَ يخَارِو؛ على الشك. 
(1) انظر: كتاب الإمان الكبير ضمن مجموع الفتاوى (/ا/ لاه؟ - 168). 


الواجبء فيدلٌ على أن الأمر المذكورء والمعلّق به النفي يدل على أَنّه 
واجب. ٠‏ 

إذا تقرر هذا فقوله هنا: (لأ يُؤْمِنَ أَحدُكُمْ حَتَّى» له نظائر كثيرة في 
السنة» مثل: قوله وَكيٌِ: ٠لا‏ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أكون أَحَبٌ إِلَيّهِ مِنْ 
وَالِدِهِ وَوَكَدِو وَالنّاسِ أَجمَعِينَ06©: وقوله: (وَالنه لا يُؤْمنٌ وَالنه لا يُؤْمِنُ 
َال لايُؤْمنُ قبل وَمَْيَا وَسُولَ اللهقَالَ الذي لايَأمَنُ جاده بَوَاِقةة0”, 
وما شابه ذلك؛ فإن نفي الإيمان فيها على باب واحدء وهو أنه ينفي 
كبال الإيمان الواجب. 

ثم قوله وي : «حَنَّى يحب لأخيه مَا يبه لِتَفْسه هذا يشمل جميع 
الأعمال الصالحة من الأقوال والاعتقادات والأفعال» فيشمل أن يحب 
لأخيه أن يعتقد الاعتقاد الحسن كاعتقاده» وهذا واجبء ويشمل أن 
يحب لأخيه أن يكون مصليًا كفعله» فلو أحب لأخيه أن يكون على غير 
الهداية؛ فإنه ارتكب محرمّاء فانتفى عنه كمال الويمان الواجبء ولو 
أحب أن يكون فلانًا من الناس على غير الاعتقاد الصحيح الموافق 
للسنة» يعني: على اعتقاد بدعي؛ فإنه كذلك يُنفى عنه كال الإيمان 
الواجبء وهكذا في سائر العبادات»؛ وفي سائر أنواع اجتناب 


(1) أخرجه البخاري (18) ومسلم (44) من حديث أنس وإ. 
(؟) أخرجه البخاري (5015) من حديث أبي شر بح وَإقه. 


الحديث اثالث عش 0 6 'آ 
المحرمات: فإذا أحب لنفسه أن يترك الرشوة» وأحب لأخيه أن يقع في 
الرشوة حتى يبرز هوه كان منفيًا عنه كال الإيان الواجبء وهكذا في 
نظائرها. 

وقد جاء في سئن النسائي وفي غيره تقييد ما يحب هنا بها هو 
معلوم؛ وهو قوله: احَتَّى يحب لأخيه مَا يبه لِتَفْسهِ من الحيْر0": وهذا 
التنصيص عليه واضح؛ فمحبته الخير من أمور الدنيا لأخيه ى) يحب 
لنفسه هذا مستحب؛ لأن الإيثار بها مستحب» وليس بواجب» فيحب 
لأخيه أن يكون ذا مال مثلما يحب لنفسه» هذا مستحبء ويحب لأخيه 
أن يكون ذا وجاهة مثلما له هذا مستحبء فإذا قَرّط فيه لم يكن منفيًا 
عنه كيال الإيهان الواجب؛ لأن هذه الأفعال مستحبة. 

فإِذًا صار المقام هنا على درجتين: 

الأولى: إذا كان ما يحبّه لنفسه متعلقًا بأمور الدين؛ فهذا واجب أن 
يحب لإخوانه ما يحب لنفسه» وهذا هو الذي تسلط نفي الإيهان عليه؛ 
بقوله عَلَيِلْه: ١لا‏ يو يُؤْمِنُ أحدكُم حَبّى نّى ححِبٌ لأخيه مَا يبه لتَفْسِه»» يعني : 
من أمور الدين أو من الأمور التي بُرغب فيها الشارع وأمر بها أمر 


)١(‏ أخرجه مبذه الزيادة النسائي في الكبرى (5/ 88"4)» وأحمد في المسند (*/ 705): وابن حبان في 
صحيحه /١(‏ ١ا4):‏ وأبو يعلى في مسنده (8/ 73548)) وأبن منده في الإيمان (4141/1) من 


حديث أنس وإع. 


إيجاب أو أمر استحباب» وكذلك ما نبى عنه الشارع؛ فيحب لأخيه أن 
ينتهي عن المحرمات» ويحب لأخيه أن يأتي الواجبات» فإذا لم يحب 
لأخيه ذلك لانتفى عنه كمال الإيهان الواجب. 

الثانية: إذا كان ما يحبه لنفسه من أمور الدنيا؛ فإنها على 


الاستحباب؛ كأن يحب لأخيه أن يكون ذا سعة في الرزق فهذا 
مستحبه ويحب أن يكون لأخيه مثل ما له من الجاه مثلا أو المال» أو 
حسن الترتيبء أو من الكتسب ... إلى آخره» فهذا كله راجع إلى 
الاستحباب. 

ويتفرع عن هذا مسألة الإيثار» وهو منقسم إلى قسمين: 

الأول: الإيثار بالقرب» وهو مكروه؛ لأنه يخالف ما أمرنا به من. 
المسابقة في الخيرات والمسارعة في أبواب الطاعات؛ كا في قوله ككَ: 
+ سايقو إل مَعْفْرَة مسري #[الحديد: 0١‏ وقوله فَللة: #وسارعوا لك 
مَصّفرَ وين رَيكُمّ 4[آل عمران: 1١7‏ فالمسارعة والمسابقة تقتضي 
أن كل باب من أبواب الخير يسارع إليه المسلم ويسبق أخاه إليه؛ كى| 
قال 35: +[ وَفي دَلِكَ لاض الْمتتْفِسُونَ 4 [المطففين: 5؟]. 

الغاني: الإيثار في أمور الدنياء يعني: في الطعام؛ أو الملبس» أو 
المركبء أو في التصدر في مجلسء أو ما أشبه ذلك؟ فيُستحب أن يؤثر 
أخاه في أمور الدنيا؛ كما قال عله في وصف خاصة المؤمنين: 


و 00-0 وه 2 عر 7 هه 0 
( وَيؤشِروت َك نضح وَلَون يب حَصَاصَةوَمَنْبُوقَ سح تق وليك 


الحديث الثالث عبس م 
هْمَالْمُفيسُرت *1[الحشر:ة]» فدلت الآية على أن الإيثار بأمور الدنيا 
من صفات المؤمنين» وهذا يدل على استحبابه. 

فإذا كانت المسألة قربة إلى الله كَْك؛ فإن إيثار أخيك بها مكروه؛ 
لأن هذا يداني المسابقة والمسارعة في الخيرات والمنافسة» فمغلاً: أن 
يكون هناك فرجة في الصف الأول أو مكان متقدم خلف الإمام 
فتقف أنت وأخوك المسلم فتقول: له: تقدم» تفضلء فيقول لك: لا» 
تقدم» فتقول: تقدم؛ فمثل هذا لا ينبغي؛ لأنه مكروه؛ والواجب 
المسارعة في تحصيل هذه القربة» وهي فضيلة الصف الأول. 

مثال آخر: أتى رجل محتاج إلى مبلغ من المال يسد عوزه» خمسين» 
مائة ريال» أكثر» فأنت مقتدر وأخوك المسلم أيضًا مقتدر» فتقول له: 
ساعده أنا معطيك الفرصة» تفضل ساعده. وهو يقول: لاء تفضل 
أنت! من باب المحبة» يعني: أن كل واحد يقدم أخاه؛ فمثل هذا 
مكروه أيضًا لا ينبغي؛ لأن الواجب في هذا الباب المسارعة والمسابقة 
في الخيرات. 

كذلك من جهة قراءة العلم على الأشياخ» وأخذ الفرص لنيل 
الطاعات» والجهاد وأشباه هذاء فمثل هذه المسائل تسمى طاعات» 
فالإيثار في الطاعات يعني بالقرب لا ينبغي» بل مكروه؛ لآنه ينافي 
الآمر بالمسارعة؛ والمسابقة» والتنافس في الخير. 

فالحاصل أن محبة المؤمن لأخيه تقتضى أن يقدمه. فإذا كان الأمر 


من أمور الآخرة؛ فإن الإيثار بالقرب مكروه؛ أما الإيثار في أمور الدنيا 
فهو مستحب. 
وبهذا يظهر ضابط قوله: (لأيُؤْمِنُ أَحدْكُم؛ وما يتصل بها من 
الفعل؛ ك) في قوله: «حَتَّى حب لأخيه؛, وقوله في الحديث الآخر 
احنََى أكُونَ أب إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنّاسٍ أَجمَعينَ00, وقوله: 
دالَّذِي لايَأْمَرُ 2 4 .. إلى آخره؛ لأن هذا أمر مطلوب 


شرعًا. 


.)570 سبق تخريجه (ص‎ )١( 
.)35١١ سبق تخريجه (ص‎ )١( 


رك 
ظ 0 


الحديث الرابع عشر 
وعن ابن ) مسعود ف قال قال رسول الله وَكك: «دلآيجلٌ 5 
امري مُسْلٍِ إل يإخدى كلت: الَّيْبُ الرّاني» وَالتَفسُ بِالَفْس» قر 
لدينه الممَارِقٌ لِلجََاعة». رواه البخاري ومسله0"©. 


الشرح: 

هذا الحديث حديث ابن مسعود وَإلهُ فيه ذكر ما به يحل دم المرء 
المسلم؛ وقد تقدم قول النبي يَكلِِ: «أُمِرْتُ أَنْ أقَاتِلٌ النّاسَ حَنَى 
يَشْهَدُوا أَنْ لا إِله لا الله وَأنَّ نحَمَدَا رَسُولُ الله وَيُقيمُوا الصّلاة 
َيُوْنُوا الرَّكَاكَ فإنْ فَعَُوا ذَلِكَ عَصَمُ عَصَعُوا مي دقاف ونوك بق 
الإسلامء وَحِسَامُمْ عَلَ الله("2؛ فحديث ابن مسعود وَيْلُِهُ فيه أن 
المسلم إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. وأقام الصلاة 
وآتى الزكاة» يعني: أَدَى حقوق التوحيد؛ فإنه معصوم الدم؛ وحرام 
المال. ظ 

وفي هذا الحديث بيان للأحوال التي يباح بها دم المسلم الذي 
شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأتى بحقوق ذلك» 


(1) أخرجه البخاري (5818)» ومسلم (151/5). 
(0) سبق تخريجه (ص159). 


نشسرجألامربعين التووية 


فقال يك أجل م امري مُسْلِم؛ وقوله: الأجلٌ؛ يعني يحرم 
وهو كبيرة من الكبائر أن يبا ح دم مسلم بغير حق؛ وهذا ثبت عنه وك 
أنه قال: «لا تَرْحْعُوا يَعْدِي كُمَارَاءَ يَهْرِبُ بَعْضْكُمْ رقاب بَعْض200, 
فجعل ضرب المسلم أخاه المسلم وقتلّه بغير حق من خصال أهل 
الكشره رثات عده ينا م أنه قال «إذًا الْعَقَى الْمْسَنَان يِسَيْميْهه) 


َقَاتلُ وَلمُفعُولُ في الَارِ فعُلْتٌ يار سول الل هَذًَا الْقَاتِلَ قَ َال الممُولٍ 
قَالَ نه نه كَانَ حرِيصًا عل قل صَّاحيهغ(©. 

وهذا يدل على أن من سعى في قتل المسلم» وأتى بالأسباب التي 
بها يقتل المسلم؛ فإنه في النارء لقوله وَكُِ: «قَالْقَاَل وَالقَيُولُ في انار 
وهذا لا يناي عدم مؤاخخذة المسلم ههه وما جاء في الحدديث: إوَاهَمَّ 
عَبْدِي بسَيكَةٍ فلا كيو ه200 وفي الحديث الآخر الذي في 
الصحيح: ون هجاو متي ما حَدَئتْ بو أَنْفْسَهَامَايدَكلَمُوا و 
يَحْمَلُوا ب4ه(2). 


)١(‏ هذا جزء من خطبة النبي وَلْكٌ فى حجة الوداع أخخرجه البخاري (١؟1):‏ ومسلم (58) من 
حديث جرير وُه وجاء من حديث ابن عباس؛ وابن عمره وابن مسعوده وعبد الرحمن ابن أبي 
بكرة» وغير هم وها 

(؟) أخرجه البخاري (71): ومسلم (1884) من حديث أبي بكرة و8. 

(؟) أخرجه البخاري (8:9): ومسلم )١18(‏ واللفظ له من حديث أبي هريرة 65. 


(4) أخرجه البخاري (918؟: 28559 ومسلم (117) واللفظ له من حديث أبي هريرة [. 


ففي قوله: «القاتل والمقتول في النار» ا 
النار؛ لأنه قد سعى ني الأسباب» وعدم حصول ما سعى إليه لم يكن 
لإرادته» وإنها لتخلف ذلك عنه بأمر قدري» فيدل هذا على أن من 
سعى في أسباب القتل» أو في أسباب المحرّم» وتمكن منها لكن تخلفت 
عنه لسبب ليس إليه؛ فإنه يُعتبر كفاعلها من جهة الإثم؛ بل إِنَ الذي 
يرضى بالذنب كالذي فعله يعني من جهة الإثم؛ وهذا ظاهر من 
الأدلة. 

فقوله يك هنا: لايل دم امرئ مُسْلِم إِلأَيإخدى تَلآثْ), يدل 
على تعظيم حرمة دم امرءالمسلم؛ وقوله: مرجي مسر المقصود 
بالمسلم هنا هو الذي حقق الإسلام» يعني: أصبح مسلً) على الحقيقة 
لا على الدعوة» فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأتى 
بالتوحيد أما المشرك الشرك الأكبرء والمبتدع البدعة المكفرة المخرجة 
من الدين» وأشباه هؤلاء؛ لا يدخلون في وصف الإسلام في هذا 
الحديث. ولاني غيره؛ لأن المسلم هو من حقق الإسلام بتحقيق 
التوحيد» يعني: بإتيانه بالشهادتين ومقتضى ذلك,. ولم يرتكب مكفرّاء 
ولاشركًا أكر. 

قال: «إلأبإخدى نَلاثِ) هذا حصر؛ لأنه استثناء بعد النفي» 
والاستثناء بعد النفي يدل على الحصرء وقوله وَل في أول الحديث: - 
«لكيجلٌ» أتى على النفي» ومجيء النفي يدل على النهي؛ بل مجيء النفي 


أبلغ من مجرد النهي» يعني كأنه صار حقيقة ماضية أنه لايحلٌ» بحيث 
إن النهي عنه قد تقرره وإنما ينفي وجوده في الشريعة أصلاً» وله نظائر؛ 
كقوله: ج لَايَصَسُمُه ِلَملْمطْهَرُونَ 4[الواقعة: 4/]» وأشباه ذلك مما 
يُعدل فيه من النهي إلى التفي للمبالغة في النهي» وهذه قاعدة معروفة 
في اللغة وفي أصول الفقه. 

قال: «إلأيإخدى كَلآثْ؛ هذه الثلاث أصولء قال فيها: ١‏ النَيْبُ 
الرّاني»؛ والزاني له حالان: 

الأول: أن يكون ثيبّاء وهو من ذاق العّسيلة من قبلء يعني : سبق 
له أن أحصن وتزوج بعقد شرعي صحيح فهذا يقال له: ثيب» وإذا 
كان كذلك فإنه لا يكون ثيبًا بزناء ولا يكون ثُيبًا بعقد فاسد باطل» 
ولا يكون ثيبًا بعقد متعة زواج» وأشباه ذلك؛ فلا يكون محصنًا ثيبًا في 
الشريعة إلا إذا تزوّج؛ أي: نكح نكاحًا صحيحًا مستوفيًا للشروط»ء 
فالثيب إذا زنى فإنه يحل دمه؛ وقد كان فيما أنزل ونسخ لفظه وبقى 
حكمه قوله كَ: (وَالِشّبْحُ وَالشبِحَة إِذَا رثا فَارْجموهمَا الْمَّةَتَكَالا مِنَّ 
اله وَادنَه عَزِي يرّحَكِيمٌ)20» وفي| بقي لفظًا وحكمً) قول الله وَبْ: 


)١(‏ أخرجه النسائي في الكبرى )17١/4(‏ ؛ وابن حبان في صحيحه :)17/7/١١(‏ وأحمد في المسند 
افامضنةة وعبد الرزاق في مصنفه (718/5)» والطبراني في الأوسط (4/ ؟#8)» والحاكم في 
المستدرك (؟/0٠5))؛‏ والبيهقي في الكبرى (8/١1؟)‏ عن أي بن كعب وق قال: ؛ اكانت 


الححد مث ال رمع تشس سم 

ع الرَايَةوارَنعِدُوً لوتب أتقَجَلْنَ و [النور: ؟]» فدلت الآية على 
عموم أن الزاني يجلد مائة» ودلت الآية التي تخ لفظّها وبقي حكمُها 
أنه يرجم وكذلك السنة دلت على الرجم؛ ودلت أيضًا على الجمع بين 
الجلد والرجم 

ولهذا اختلف العلماء في الزاني اليب هل تجمع له بين الجلد 
والرجم؟ يعني: هل يجلد أولا ثم يرجم؟ أم يكتفى فيه بالرجم؟”") 
والنبي وَل أمر برجم ماعز والغامدية؛ وأمر برجم اليهسودي 
واليهودية؛ وأشباه ذلك في حوادث تدل على أن الرجم قعل من غير 
جلدء؛ وقد قال بعض أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم - كعلي 
-: إنه تجلد ثم يرجم؛ ؛كما ثبت في أن عليًا جَلَدَ زانيّة ثب ثم 


سورة الأأحزاب توازي سورة البقرة .......1. 
وأخرج البخاري ( 5818 140) وصلم ( 0 عن عمر بن الخطاب وَيِيه قال: (إِن اله 
بَعَتَّ نايكلل بلق انل عَليِْ أب كَكانيمًا أنرَل الله أيه الرَجم تاها وَعَقلناها 
َياوَجم شل ال لذاخت ىإ َل الا ردول كلاوما 

َحدُ ليد لوجم في يكبٍ الله كيضِلُوا بتك ْوَل 2 ل لوعن عل من 
أت ونين لجال وَالتساء ذا كَمَتْ ايه أو كان ابل أو الإغير 

)١(‏ انظر: تفسير ابن كثير /١(‏ 4517)) وشرح النووي على سبع 004/11 وق الباري 
(؟1/١١)»‏ وعملة القاري (؟/ ))591١‏ وفيض القدير (”/ 4”4)؛ وسبل السلام (8/5)» 
ويل الأرطار (/9/ 3184 68 ؟). 


شسرح ألا سرعين النووية 


لوؤسم اسمس كتتكت 
رجمهاء نقال: اجَلَديّها بكتَابٍ الله وَرَجَنتّهَا بسن وكلك00". يريد 95 
أنه جلدها بعموم قوله كَبْك: +( هدو كل ريماو ةلد َ)ه؛ لأن الآية 
ليس فيها تفصيل هل هو محصن أم غير محصن؟ هل هو ثيب أم بكر؟ 
والسنة فيها الرجم» فدل هذا عنده وَإْج على الجمع بين الجلد 
والرجم» وهو رواية عن الإمام أحمد. 

وكثير من أهل العلم على الاكتفاء بالرجم؛ لأن النبي يَلَئِدٌ اكتنى 
بالرجم في حوادث متعددة» حيث رجم ماعرًا والغامدية» واليهودي 
واليهودية دون جلد؛ | هو معروفء. فقال بعضهم: الجمع بين الجلد 
والرجم راجع إلى الإمام فيما يراه من جهة كثرة النكال» والمبالغة فيه. 

المقصود من هذا أن الثيب إذا زنى» وتحققت شروط الزنا كاملة» 
با هو معروف: بشهادة أربعة» أو باعترافه على نفسه اعترافا محققا 
لا يرجع فيه؛ أنه يُرجم حتى يموت. 

قال: «التَيْبُ الزّاني» يعني: يحل دم الثيب إذا زنى. 

قال: 9وَالتَفسٌ بِالنّفْسِ)» هذه كقوله يُل: + وَكبََاعلوم بآ أن 


))١15 والدارقطنى في سئنه (/ 7؟١ )وأحمد في المسند(9/‎ )١6٠ ( أخرجه النسائى في الكبرى‎ )١( 
وعلٍ بن الجعد في مسنده (ص 86) والطبراني في الأوسط ( ؟/ 078؟) والحاكم في المستدرك‎ 
وأشار البخاري في صحيحه إلى طرف منه ( عن علي وه ١حينٌ رَجَمَ‎ .)40:8/54( 


م م 


لزأ يم امع وَفَلَ قد رَحتّهَا سن رَسُولٍ الل يكلا وانظر فتح الباري (؟114/1). 


اححد يث ال ادع عشس 


|( ١”؟‏ كك 
لتَفْسَ لتقي 4[الائدة: ه 4]» وقوله: +( كيب َلك الِصَاصٌ ف ْمَل 
للزذراكوٌ وَالْمبدُ امبر والأنقيا لق #[البقرة: 4 فدلٌ ذلك على أن 
النفس تقل بالنفس» فإذا اعتدى أحدّ على نفس معصومة؛ فإنه يُقتل 
إذا كان اعتداؤه بالقتل عمدًا. 

شم نظر أهل العلم في قوله: «التَفْسٌ بِالتَمْسِ» هل هذا عام 
لا تخصيص فيه؟ أو هو عام مخصوص؟ أو هو مقيد؟ في أقوال لهم: 
والذي عليه جمهور أهل العلم أن هذا مقيد بأن النفس تكون مكافئة 
للنفس؛ لدلالة السنة على ذلك؛ ىا قال صَبْكَ: ج ابر والعبد بالمبّد 
الاق )4 والسنة دلت على أن المسلم لا يُقّل بكافر» وأن الحر 
لا يُقتل بعبد» حتى في القصاص في الأطراف بين الجر والعبد لا توجد 
المكافأة» وهكذاء فلا بد من وجود المكافأة من جهة الدين» ومن جهة 
الحرية» فقوله و : «التَفْسُ بِالنَفْسِ» يعني: فيي| دلت عليه آية البقرة» 
ودلت عليه مواضعها من السئة: أن النفس بالنفس المكافئة لحاء أما قتل 
كل نفس بكل نفس فهذا لاف السنة. 

وذهب أبو حنيفة(2 الإمام المعروف لله وأصحابه إلى أن 


. هو فقيه أهل العراق وإمام أصحاب الرلي» أحد الائمة الأربعة أصحاب الذاهب التبعة أبو‎ )١( 
حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي الكوفي مولى بني تيم الله بن ثعلبه» 'يقال: إنه من أبناء‎ 
الفرس» ولد سنة ثانين في حياة صغار الصحابة» ورأى أنس بن مالك وَل ل| قدم عليهم‎ 


1 
المسلم يقتل بالكافر؛ لعموم قوله ي8: # وَِناعليومَ فيهآ أن نفس 
بأَلتَنْيس #[الائدة: ©4]» ولعموم الحديث؛ وعلى أن ا حر يُقتل بالعبده 
: 5 0 3 

والجمهور على إعمال الأحاديث الأخمر في هذا الباب من أن النفس 
بالنفس تُقيّد ب جاء في الأحاديث؛ فيكون هذا من العام 
المخصوص227. ا 

قال : «وَالَارِكَ لدِينِه الْمَارِقُ لِلجمَاعَة), «إلتا ارك لِدِينِه فَسّرت 
بتفسيرين: 

الأول: هو المرتد الذي ترك دينه كله فارتد عن الدين: فيباح دمه. 

الثاني: هو من ترك بعض الدين مما فيه مفارقة للجماعة» قالوا: 
ولهذاعَطف «اُمَارِقُ لِلجَاعَةِ» على «الثّارِكُ دينو»: فجعل مفارقة 


الجماعة عطمًا لبيان ترك الدَّينء فدل هذا على أن إباحة الدم في ترك 
الذين يكون بترك الجاعة. 


الكوفة. انظر: تاريخ بغداد(1#/ 77؟”)؛ ووفيات الأعيان (4:8/8): وسير أعلام 
النبلاء(5/ »)9٠‏ وطبقات الحفاظ (ص .)8١‏ 

)١(‏ انظر: الأم (5/ 4؟)» أحكام القرآن لابن العربي (؟/ ))١14‏ وللغني (8/؟57): وتفسير ابن 
كثير (1/ .)3٠١‏ وتفسير القرطبي (؟/ 45 ؟)» والإمباج (/58). 


ا حديث الرإيع عشس 


| 1# ك 

أولاً: ترك الجماعة التي اجتمعت على الدين الحق بمفارقه 
للدين» وتركه للدين ب! يكفره» يعني: مفارقة جماعة الدين أو الاجتماع 
في الدين. 

ثانيًا: مفارقة الجماعة بالخروج على الإمام, أو البغيء فتكون 
المفارقة للجاعة المقصود بها الاجتماع بالأبدان. 

وهنا تكلم العلماء في كثير من المسائل التي تدخل تحت ترك 
الدين؛ فجعلوا باب حكم المرتد فيه مسائل كثيرة يخرج بها المرء من 
| الدين» ويكون مرتدًا بذلك» فكل مسألة حكم العلماء فيها على أنها من 
أسباب الردة» أو بها يرتد المسلم؛ فإنه بعد اكتمال الشروط وانتفاء 
الموانع يحل دم المرتدء وكذلك يحل دم المفارق للجاعة بالأبدان؛ لقوله 
َك : امن أََاكُمْ وَآمْوْكُمْ جِيعٌ عل رَجُلٍ وَاحِدٍ يُِيدُ أَنْيَشْقّ عَصَاكُمْ 
أَوْ يمدق جمَاعَتَكُمْ فَاقدلُوه27: فدل هذا على أن ترك الجماعة ومفارقتها 
يحصل بالردة عن الدين» وبمفارقة الاجتماع على الإمام؛ وهذا ظاهر 
بين في تعليق ترك الدين بمفارقة الجماعة؛ ولذا جعل أهل العلم في ترك 
الدين كل المسائل التي يقتل بها. 

إذا تقرر هذا؛ فإن إحلال الدم هذا متوجه إلى إمام المسلمين» 


ولا يجوز لأحد أن يستبيح دم أحد بحجة أنه قد أتى بشيء من هذه 


(1) أخرجه مسلم (1807) من حديث عرفجة 85 


الثلاث فإذا قال: أنا رأيت بعيني هذا يزني فاستبحت دمه لذلك. فإنه 
يقتل» ولا يجوز له؛ لأن الله عَكليةْ جعل ثبوت الزنا منوطًا بشهادة أربعة؛ 
ولو شهد ثلاثة من أعظم المسلمين صلاحًا على حصول الزناء وأنهم 
8 3 مع سم 2 0 
رأواذلك بأعينهم لدرئ الحد. ولأقيم على هؤلاء الصلحاء حد 
القذف؛ لأنهم قذفوه؛ ول يَكْمْل أربعة من الشهداء؛ ك| هو بين في 
أوائل سورة النور. 1 

كذلك من قال: هذا ارتد عن دينه؛ فأنا أقيم عليه الحد وأقتله» 
وأبيح دمه لأجل هذا الحديث. فإن هذا افتئات وتعدء ولا يباح له أن 
يفعل ذلك» ودمه لايحل لكل أحد. 

فإذًا قوله وك : «لأيجل دم امري مُسْلِمِ إلأيإخدى تَلآثِ) 
إحلاله لولي الأمر أو لنوابه تمن جعل الله عل إليهم إنفاذ الحدود. 
وقدل من يستحق القدل» أما لو ججعل هذا لكل أحد لصار في ذلك 
استباحة عظيمة للدماء؛ إِذْ المختلفون كثيرًا ما يُكمّر أحدهم الآخر إذا 
م يكونوا من أهل السنة والاعتدال» فإذا قيل بظاهره -ولا قائل به- 
فإنه يعني: أن من حَكُمَ على الآخر بأنه كافر فإنه ينفذ ذلك. 

ثم هاهنا مسألة متعلقة بذلك: إذا كان في بلد لا يوجد إمام أو 
ولي أمر يُنَفَذ الأحكام؛ فهل للمسلم إذا ثبت عنده شيء من ذلك أن 
ينفذ الأحكام ؟ 

الجواب: ليس له ذلك؛ كما هو قول عامة أهل العلم؛ إذ يُشترط 


ا حديث الر|دم شسص 
لإنفاذ الأحكام التي فيها استباحة للدمء أو المال؛ أو الأم رام أو ما 
أشبه ذلك أن يكون إنفاذها للإمام» فإذا لم يوجد لم يمز لأحد أن ينفذ 
هذه الأحكام, إلا في حالة واحدة وهو أن يأتي أحد إلى من يرى فيه 
العلم أو الصلاح» ويقول: أنا ارتكبت حذا في دون القتل» يعني: 
ارتكب زناء وكان غير محصن. أو قال: شربت الخمرء أو قذفت فلانًا 
فطهرني بالجلد؛ يعني: بأ دون القتل» فهذا لا بأس به عند كثير من أهل 
العلم؛ لأنْ إرادة التطهير له» وإذا جلد فإن هذا له» وليس فيه استباحة 
للدم؛ أما استباحة الدم؛ أو تطبيق الحدود في غَيْرِ حال مَنْ يرضى 
بتطبيقها عليه؛ فإنه لا يجوز بقول عامة أهل العلم. 

فتلخص من هذا: 
أولاً: أن إقامة هذه الأحكام راجعة إلى ولي الأمر المسلم؛ أو من 


ثانيًا: أن البلد التي لا يوجد فيها من ينفذ أحكام الله ويك 
لا يجوز فيها إنفاذ أحكام القتل؛ لأن هذه معلقة بولي الأمر المسلم» 
والنبي َل في مكة. والصحابة في بعض البلاد التي لم يكن فيها ولي 
مسلمء لم يقيموا فيها هذه الأحكام» وكذلك العلماء في بعض البلاد ىا 
كان في الدولة العبيدية» وأشباه ذلك؛ فإن العلاء لم يقيموا الحدود 
بالقتل» وأشباه ذلك. 

ثالعًا: إنفاذ الأحكام فيه دون القتل» يعني: فيهم| فيه تطهير بيجلد 


ونحوه؛ إذا اختار المسلم عالً) وقال: طَهّرني بالجلد من ذلك. فإن ذلك 
جائز؛ لأن هذا فيه حق له» ويريد التطهير ولا يتعدى ضرره؛ وهذا عند 
بعض أهل العلم» وآخرون يشترطون في الجميع إذن الإمام» أو وجود 


ولي الأمر المسلم. 


421 
و( قري 
ا حديث الخأمس عشس ) كم دبي م 


الحديث الخامس عشر 
عن أبي هريرة فإ أن رسول الله يَكَلِدِ قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله 
وَاليُوم الآخر كَلْيَقَلُ حَيرًا أ لتِضْشه ومن نمؤن بل ا 
الآخِرٍ فلكم جارَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنْ يالله وَالْيوْمٍ الآخر فَليَكُمْ ضَيْمَه طَُ 
رواه البخاري ومسلم'". 


ف ا 


الشرح: 
هذا الحديث أدب من الآداب العظيمة» وهو صِنو(© حديث: 
همِنْ خُسْن إسلام الرْءِ: تَرْكُهُ مَا لأيَعِْيه من جهة أنه أصل في الآداب 
العامة وهذا الحديث دل على أن من صفات المؤمن بالله وباليوم 
الآخرء الذي ياف الله ويتّقيهء ويخاف ما يحصل له في اليوم الآخرء 
ويرجو أن يكون ناجيًا في اليوم الآخرء أن من صفاته: 
ل أنه يقول الخير أو يصمت. 
٠‏ أنه يكرم الجار. 
© أنه يكرم الضيف. 


)١(‏ أخرجه البخاري ))5١18(‏ ومسلم (/!1) واللفظ له. 
(؟) قال ابن منظور في لسان العرب :)67١ /١4(‏ الصّئْو: الأخ الشقيق والعم والابن؛ والجمع 
أصناءٌ وصنوان» والأنتى صِنْوة. وفي حديث البي َك اعم الرجل صِيْوٌ أبيه) اه. 


حبسم شسريجالأمرعين اللووية 
هذا بعموم مادل عليه الحديث؛ والحديث دل على أن الحقوق 
منقسمة إلى قسمين: 
3 حقوق لله 
» وحقوق للعباد. 
وحقوق الله عله مدارها على مراقبته» ومراقبة الحق عل أعسر 
شيء أن تكون في اللسان؛ وهذا نبّه بقوله: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بإلله وَالييوم 
الآخر: فَلْيَقَلُ تَيرًا أو لِيَضْعْتْ؛ على حقوق الله د والتي من 
أعسّرها من حيث العمل والتطبيق حفظ اللسانء وهنا أَمَرَهُ بأن يقول 
خيرًا أو يصمتء فدل على أن الصمت متراخ في المرتبة عن قول الخير؛ 
ذلك لسببين: ١‏ 
الأول: أنه ابتدأً الأمرّبقول الخير» فقال: «مَليقَل حيرا 
فالاختيار المقدم أن يسعى في أن يقول اخير. 
الشاني: أنه إذا لم يجد خيرًا يقوله أن يختار الصمت؛ وهذا لأن 
ل 0 
تَجَوسهُحَ إِلَامَنْأمرَبِصَدَفَوَوَسَعْرُوفٍ أو صلا بتر الئاس #[النساء : 
14]. 
فهذا الحديث فيه: «قَليَقَلُ حبرا وعلق هذا بالإييان بالله واليوم 
الآخرء وقَوْلُ الخير متعلق بالثلاثة التي في قوله ل في آية النساء: +(إلا 


م 


07 هراد مَرَيِصِدَقَةَاَوم معر و١‏ عرو أو إِضْلج تر لتايس 4 فالصدقة 8 اض.__يحةع 


والإصلاح أيضا واضح. والمعروف هو ما عرف حسنه في الشريعة» 
ويدخل في ذلك جميع الأمر بالواجبات والمستحبات» وجميع النهي عن 
المحرمات والمكروهات» وتعليم العلم» والأمر بالمعروف» والنهي عن 
المنكر ... إلى آخره. 

فإذًا قوله وك «َلْيْقَلُ يْرًاه يعني: فليقل أمرًا بالصدقة» فليقل 
أمرًا بالمعروفء فليقل بما فيه إصلاح بين الناس» وما خرج عن هذه 
فليس فيه خيرء وقد يكون من المباحات» وقد يكون من المكروهات» 
وإذا كان كذلك فالاختيار أن يصمتء وخاصة إذا كان ني ذلك 
إحداث لإصلاح ذات البَيْن» يعني: أن يكون ما بينئه وبين الناس صا ًا 
على جهة الاستقامة بين المؤمنين الأخوة. 

قوله: «قَلْيَقَلُ حَيرًا أو لِيَصْهُتْ؛ فيه أنّ حفظ اللسان من 
الفضول بقول الخير» أو بالصمت إن لم يكن القول خيرًا أن هذا من 
علامات الإيمان بالله واليوم الآخر؛ لأن أشدٌّ شيء على الإنسان أن 
يحفظ لسانه؛ لهذا جاء في حديث معاذ ووَبق ل| أخذ النبي وَلَيلةٌ بلسانه 


وقال: «كفٌ عَلَيُكٌ هَذَا2 فاستعجب معاذ ولك وقال: يا نبى الل 


و م 


3 سس 2و م‎ ١ 
وإنا لمؤاخذون ب نتكلم به؟ فقال وكيد «ككِلَنْكَ أَمّكَ يَا مُعَادُ وَمَلُ‎ 
ساح 0 22-0 ماف9*م م هه يرت 05 اسم‎ 3 2-1 7 

يكب النّاسَ في النَارِعَلَ وجومِهمْ أؤْعَلَ مَتَاخِرِهِمْ إلاحَصَائِدُ 


!0 فدل على أن اللسان خطير تحركه؛ إذا لم يكن تحركه في خير 
فإنه عليك لا لك؛ والتوسع في الكلام المباح قد يؤدي إلى الاستئناس 
بكلام مكروه أو كلام محرم؛ كما هو مجرّب في الوقع؛ فإن الذين توسعوا 
في الكلام» وأكثروا منه في غير الثلاثة المذكورة في الآية جرهم ذلك إلى 
أن يدخلوا في أمور محرمة من: غيبة» أو نميمة» أو ببتان» أو مداهنة» أو 
ما أشبه ذلك مما لا محْمّد. 

فإذًا الإيمان بالله واليوم الآخر يحض على حفظ اللسان؛ وفي 
حفظ اللسان الإشارة لحفظ جميع الجوارح الأخر؛ لأن حفظ اللسان 
أشد ذلك. وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي وَلَيَْدِ قال: «مَنْ 
يَضْمَنْ لي ماين حي وما َْنَ ِجْليْهِ أَضْمَنْ مر لَه ه70 

ثم قال وَل : 'وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بإلهه وَالْيَوْم الآخر قَلِكمْ جَارَم 
يعني: يكون مع جاره على صفة الكرم. 

والكرم: هو اجتماع الصفات المحمودة التي يحسن اجتاعها في 
الثىء, فيقال: هذا كريم؛ لأنه ذو صفات محمودة: وفي أساء الله عل 


(1) أخرجه الترمذي (2515)» والنسائي في الكبرى (5/ 578))؛ وابن ماجه ( *590), وأحمد في 
المسند (8/ 2793) وعيد الرزاق في مصتفه ))١54 /1١(‏ وابن أبي شيبة في مصنفه (/ ٠؟9),‏ 
والطبراني في الكبير :)١15(‏ والحاكم في اللستدرك (؟/ 447)) والبيهقي في شعب الإيمان 
(#/؟”). 

)١(‏ أخرجه البخاري ( 14174) من حديث مهل بن سعد وَإ. 


الكريم؛ والكريم في أسء الله له هو الذي تفرد بصفات الكمال. 
والأسماء الحسنى؛ فاجتمع له عَلاةِ اسن الأعظم في الأساء, والعلو 
في الصفات» والحكمة في الأفعال. 

فالكريم في اللغة: من فاق جنسه في صفات الكال» والإكرام: أن 
تسعى في تحقيق صفات الكمالء ففإكرام الجار: أن تسعى في تحقيق 
صفات الكمال التي تتطلبها المَجُورة» وإكرام الضيف: أنْ تسعى في 
تحقيق صفات الكمال التي تتطلبها الضيافة. 

وقوله وَيَئِكِ: «فليِكْرِمْ جَارَُ» يدخل فيه إكرام الجار بالألفاظ 
الحسنة» وإكرام الجار بحفظه ني أهله. وعرضه. وني الاطلاع على 
مسكنه؛ ويدخل فيه أيضًا: حفظ الجار في أداء الحقوق العامة له؛ في 
الجدار الذي بينهاء أو النوافذ التي يُطِلٌ على الججار» أو في موف 
السيارات مثلاً» أو في اعتداء الأطفال» أو ما أشبه ذلك. 

فيدخل هذا جميعًا في إكرام الجار» ويدخل فيه أيضًا أن يكرم الجار 
في المطعم والملبس» وأشباه ذلك» فإذا كان عنده طعام فإنه يطعم جاره 
منهء وهذا عبد الله بن عمرو وفك قد ذُبحت له شاة فقال: (أَهُدَيْت 
يخَارئًا الْيهُودِيٌ»0©, وهذا في حق الجار الكافر؛ ولهذا رأى طائفة من 


(١)أخرجه‏ الترمذني("154), والبخاري في الأدب المفرد(ص ٠١شة)‏ وللكميدي في مسئله ش 


أهل العلم - كأحمد في رواية» وغيره - أن إكرام الجار في هذا الحديث 
عام يدخل فيه الحار المسلمء والحار الكافر(©. 
وروي عن النبي كلد أنه قال: «الحي ران ثلاثة: فجار له حق وهو 
أدنى الجيران» وجار له حقان وجار له ثلاثئة حقوقء فأما الذي له حق 
واحد: فجار مشرك له حق الجوار» وأما الذي له حقان: فجار مسلم له 
حق الإسلام؛ وحق الجوار» وأما الذي له ثلائة حقوق: فالجار ذو 
الرحم له حق الرحمء وحق الإسلام؛ وحق الجوارء وأدنى حق الجوار 
أن لاتوَذٍ جارك بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها»2). 
فإِذًا إكرام الجار كلمة عامة يدخل فيها: 
« أداء ماله من الحقوق. 
٠‏ كف الأذى عنه. 
© بسط اليد له بالطعام وما يحتاجه. 


وهذا أيضا مع قول الله يك + الْذين هوي راةوت 2 ويمتعون 


)١(‏ أنظر: الكبائر للذهبي (ص07١؟)»‏ وإعلام الموقعين عن رب العالمين (؟/ 4١4”‏ وجامع العلوم 
والحكم (ص »)١6١‏ وفتح الباري /١١(‏ ؟44)) وسبل السلام (4/ 158). 

(؟) أخرجه البزار 1845 كشف الأستار)» والطبراني في مسند الشاميين ("/ 781): وأبو نعيم في 
الحلية (8/ /707) من حديث جابر 4. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 154): روه البزار 
عن شيخه عبدالله بن محمد الحارثي» وهو وضاع! اه. 


00 


لْمَاهُونَ 4 [الماعون: 5: /9]» والماعون هو ما يحتاج إليه في الإعارة» 
وَيَمتَعونَألْمَاعُونَ )# يعني يمنعون ما يحتاج إليه المسلمون في الإعارة» 
فإذا احتاج جارك إلى أن تعيره شيئًا من أدوات الطهيء أو شيئًا من 
أدوات المنزل» أو من الأثاث, أو ما أشبه ذلك؛ فإن من إكرامه أن 
تعطيه ذلكء أما إذا كان يتعدى على أشيائك» ويتلف المال» فهذا 
لا يكون له الحق في إكرامه بذلك؛ لأنه مظنة التعدي. 
والجيران الذين لهم حق حسن الجوار على مراتب: 
المرتبة الأولى: الجار الملاصق» وهو أعظمهم حقّاء وقد جاء في 
الندب إلى حسن الجوار معه أحاديث كثيرة» منها: قول النبي وَكةٌ: 
«مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلٌ باخَارٍ حَبّى ظَدنْتٌ أنّهُ سَيورُه)(2. 
المرتبة الثانية: الجار الجنب» يعنى: البعيد» واختلف السلف في 
حد الجنب”» وهو ما ذكر في آبة النساء: # وَكَبْمَارِذِىالْشُرْقَ وَكبْمَارِ 
الحنُب 4[ النساء: 5" ], 
ب 
قال بعضهم: حده سبعة بيوت من كل جهة:؛ هؤلاء يعتبرون 


. أخرجه البخاري ( 5015):( 25018 ومسلم (7574):( 86؟5؟) من حديث عائشة وابن عمر‎ )١( 


(؟) انظر: الحلى (8/ 00000 وجامع العلوم والحكم (ص 1"8)) وفتح الباري /1١(‏ /ا44). 


وقال آخرون: حده أربعون دارا من كل جهة. وقد جاء فيها 
حديث؛ ولكنه ضعيف2(0. 

المرتبة الثالثة: جيران البلد» أي: من يساكنك في البلد الذي أنت 
فيه ولو كان في طرف البلد وأنت في الطرف الآخر؛ فإنه يُسمى جارًا؛ 
كما قال كك «إشمّ لا يج اوشوكلك بآلا يلا 4[الأخزاب:١5],‏ 
فالذي يسكن معك في نفس اليلد يعتبر جارّاء فله حق حسن الجوار. 

وهذه المراتب أوطا أعظمهاء والثاني - الجار الجنب - متوسط 
وله حق عظيم أمر الله به والثالث من باب العموم وحسن الجوار 
للعامة. 

والمرتبة الأولى والثانية تنقسم أيضًا إلى مراتب بحسب الحق» فإذا 
كان جارًا وصاحب رحم ومسلًا صار له ثلاثة حقوق: حق الجوار» 
وحق الإسلام وحق الرحمء وإذا كان جارًا مسلا وليس بذي رحم 


(1) وهو حديث عائشة الذي أخرجه البيهقي في الكبرى (5/ 5/؟) أنها سألت النبي وَدَكةِ فقالت: ما 
حد الجوار؟ قال: ( أَريْحُونٌ كار41. وفي رواية: ١‏ أُوصَانى جربل عَليه السام اسار إل أريعِينَ 
كثراه. قال البيهفي: :في هذين الإسنادين ضعف» أه. وروى نحوه أبو يعلى في مسنده 
(:١88/1؟)‏ من حديث أبي هريرة وَل ورواه أبو داود في المراسيل (ص /8؟) بإ سناده عن 
ابن شسهاب الزهري عن النبي يَككةٌ مرسلاً: ( السَاكنُ من أَريعِينَ كرا جارٌه» قبل لابن شهاب: 
ركيف أربعين درًا؟ قال: أربعين عن يمينه؛ وعن يساره؛ وخلفه؛ وبين يديه. انظر: نصب الراية 
(4/ 414)؛ والتلخيص الحبير (7/ 87)» وكشف الخفاء (1/ 49*). 


صار له حقان؛ وإذا كان جارًا وليس بمسلم ولا بذي رحم صار له 
حق الجوار» وقد كان النبي وكيك يزور بعض جيرانه اليهود» ويرسل 
لهم من بعض الطعام ونحو ذلكء» فهذا فيه حق الحوار. 

قال: (وَمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالهه وَاليَوْم الآخِر َليكُرِمْ ضَيْفَة»؛ إكرام 
الضيف أن تَبُذّل له من الصفات المحمودة مابه يحصل له الحق» ومن 
الصفات المحمودة التي تعطى للضيف: بشاشة الوجه. وانطلاق 
الأسارير» والكرم باللسان» يعني: أن يضاف بألفاظ حسنة؛ ومن إكرام 
الضيف أيضًا: أن تُطعمه؛ وهو المقصود في هذا الحديث؛ لأنّ 
الأضياف يحتاجون لذلك. 

وقوله وك هنا: «قَلْيقَلُ حيرا «قَلْيَكْرِمْ جَارَة) «قَليَكُرِمْ 
صَيْقَه» كلها أوامر» وهي على الوجوبء وإكرام الضيف واجب؛ كم| 
دل عليه الحديث بإطعامه؛ وهذا فيه تفصيل وهو أنه يجب أن يضاف 
الضيف بالإطعام يومًا وليلة؛ كما جاء في الحديث عن النبي ولا أنه 
قال: (جَائْرَئهُ يَوْم وَليْلة وَالضّيَافَة كلا ثلائة يام م بد ذَلِكَ هو فَهُوَ صَدَفَةو!0, 
يعني: يومين بعد اليوم والليلة الأولى؛ فيجب أن نُكْرِم الضيف يومًا 
وليلة» يعني بأن تعطيه ما يحتاجه. 


)١(‏ أخرجه البخاري ( 5158)) ومسلم (48) من حديث أبي شريح العدوي وَإقة. 


قال العلماء9»: هذا في حق أهل القرى الذين ليس ثم مكان 
يمكن الضيف أن يستأجر له. أمافي المدن الكبار التي يوجد فيها 
الخان» ويوجد فيها الدور التي تؤجر فإنه لا تجب الضيافة؛ لأنه 
لايضيف مع ذلك إلا إذا كان محتاجا لماء ولا مكان له يؤويه؛ فإنه يجب 
على الكفاية أن يُعطى كفايته» وأن يستضاف يومًا وليلة» وتمام الثلاثة 
مستحبء يعني: في مكان لا يوجد فيه دار يمكنه أن يستأجرها. 

أما الآن في المدن الكبار فإنها لا تجبء وإنما يُستحبء ومن كان 
في أطراف القرىء أو أهل الخيام» ونحو ذلكء إذا نزل به الأضياف؛ 
فإنه يجب عليه أن يقرِهم يومًا وليلة» وتمام الضيافة ثلاثة أيام بلياليها. 

إذا تقرر هذاف] الذي يقدمه لضيفه؟ 

الجواب: يقدم للضيف ما تيسر له» يعني: ما يطعمه هو وأهله. 
ولا يجب عليه أن يتكلف له في ذبح» أو تكلف طعام كثيرء أو ما أشبه 
ذلك؛ فالذي يجب ما يطعمه به» ويسد عَوَْة هذا الضيفءه أو ما يسد 
جوعه من الطعام المعتاد الذي يأكله. 

وقد جاء في الأثر أن قومًا من أهل الكتاب أرسلوا لعمر #803 
عمر بن الخطاب فقالوا له: إن المسلمين إذا مرّوا بنا كلفونا ذيح 


071 70 انظر: جامع العلوم والحكم (ص ؟5١))؛ وشرح النووي على صحيح مسلم (؟1/‎ )١( 
.)8107/5( وعمدة القاري (؟5/١١١)) وتحفة الأحوذي‎ ,)8# /١١( وفتح الباري‎ 


ا حديث اذأ مس عشس 00 
الدجاج لهم وإِنَّ هذا لا نطيقه» فأرسل إليهم عمر بها حاصله: أن 
أطعموهم مما تأكلون ولا تتكلفوا لهم. وهذا ظاهر من حيث الأصول 
في أن الإكرام لا يعني التكلف. 

وهذا الوجوب في حق من عنده فضل في ماله يفيض ويزيد عن 
حاجته الضرورية» وحاجة من يمُونُه: أما إذا كان هو ومن يمُونّه 

محتاجًا لهذا الطعام؛ فإن من يمُونُه أولى من الضيف في الشرع. 


- 
ع 


م 
و( هري 
لحديث سمس عش ا 


انلك 
عن أبي هريرة و : أذ رجلاً قال للنبيّ يٌَِ: أؤصنيء قال 


ول تَعْضَبْقا فَرَدَدَ دَمِرَارّاء قال ولا تَغْضَبْ). رواه البخاري20. 


الشرح: 

هذا أيضا من أحاديث الآداب العظيمة» حيث قال النبي َيِه 
لرجل سأله: أوصني. قال: ١لا‏ تَغْضَبْ». والسؤال بالوصية حصل 
مرارًا من عدد من الصحابة رضوان الله عليهم» يسألون المصطفى 
كه فيقولون له: أوصناء أوصنيء واختلف جوابه يَلُِْْ فمرة قال 
كما قال هنا: «لَأتَعْضَبُْ) وقال له رجل: : إن شرائع الإسلام قد كثرت 
عل فأخبرني بشيء أتشبث به؛ فقال وَكِاةِ: «لايَرَّالُ لِسَانُكَ رَطْبّا من 
ؤِكْرِ اللّوا”"»: وتكرر هذا واختلفت الإجابة؛ كا جاء في غير ذلك من 
الأحاديث. 


.)5115( أخرجه البخاري‎ )١( 

(؟) أخرجه الترمذي ( ه/ا؟”)؛ وابن ماجه ( 1/4"), وأحمد في المسند (4/ 3184 ) وابن 
شيبة في مصنفه (5/ 88)» وابن حبان في صحيحه (957/7)) والحاكم في م : 
والطبراني في الأوسط :)1١8/1(‏ والبيهقي في الكبرى (5/ ١ل9”)»‏ وابن المنذرني الأوسط 
(40/1”) من حديث عبد الله بن بسر ولإقع. 


العلماء: اختلاف الإجابة تحمل على أحد تفسي رين 

الأول: أنه يَلَكةٌ نوّع الإجابة بحسب ما يعلّمه عن السائل» 
فالسائل الذي يحتاج إلى الذكر أرشده للذكرء والذي يحتاج إلى ألا 
يغضب أرشده إلى عدم الغضب. 

الثاني: أنه نوّع الإجابة لتتنوع خصالٌ الخير في الوصايا للأمة؛ لأن 
كل واحد سينقل ما أوصاه به النبي يَلكْةٌه وكل من قال: أوصني محتاج 
لكل جواب» لكن ل يكثر النبي و الوصايا بأن قال : الأَتَْضَبْ) 
دلا يَرَالٌ ل لِسَائَكَ رَطْبّا مِنْ وِكْرٍ اللّواء وغير ذلك» حتى لا تكثر عليه 
المسائل» فإفادة من طلب الوصية بشيء واحد أدعى للاهتمام؛ ولتطبيقه 
لتلك الوصية. 

قال هنا: (أَوْصِنِي)؛ والوصية الدلالة على الخير» يعني: دلني على 
كلام تخصني به من الخير» الذي هو خير لي في عاجل أمري وآجله. قال 
له وَيَلِبَ: «لاتَغْضَبْ)؛ فدلّ على أن من طّلبت منه الوصية فإنه يجتهد 
في الوصية الجامعة» وفيهما يحتاجه الموصّى له وألاً يتخلف عن الجواب» 
وهذا يناسب أن يكون المعلم أو المربي مستحضرًا لوصايا النبي وليك 
ولوصايا أهل العلم» حتى يوصي بها متى ما سننحت الحاجة في طلب 


)١(‏ انظر: فتح الباري (١0/1؟8718)؛‏ وعمدة القاري (؟154/51)؛ وتحفة الأحوذي 
(دك/لة؟ 1 ). 


المحددث السأدس عشص 


الوصية» وأشباه ذلك. 

وقوله: الآتَعْصضَبٌ» هذا أيضًا له مرتبتان: 

المرتبة الأولى: لا تغضب إذا أتت دواعي الغضب فاكظم 
غضبكء واكظم غيظّكء؛ وهذا جاءت فيه آيات, ومنها قول الله وَبَْ: 
+ وَالْحكظِيين الْمَيْظ وَالْمَافِينعَنَالتَاس © [آل عمران: 5 »]١‏ وكظم 
الغيظ من صفات عياد اللّه المؤمنين المحسنين» الذين يكظمون 
الغضب عند فورته» وجاء أيضًا في الحديث الصحيح أن النبي لئاه 


ه 


ا للع يل م سس ب 1 لت لس الوك سا 12 
قال: «مَنْ كَظَمَ عَيْظظا وَهُوَ قَاوِرٌ عَل أن يُنْقِدَهُ دَعَاه الله عَزَّ وَجَل عَللَ 


89 
ان 


8 ع 


رُمُوس الَْلائِقٍ يَوْمَ الَِْامَةِ حَنّى مره لله مِنْ احور الْعِينِ ما شّاء2700, 
فكظم الغيظ» وإمساك الغضب هذا من الصفات المحمودة» ويأتي 
تفصيل الكلام على كونه من الصفات المحمودة. 

المرتبة الثانية: لا تَسْعّ فيا يتغضبك؛ لأنه من المتقرر أن الوسائل 
تؤدي إلى الغايات» فإذا كنت تعلم أن هذا الشيء يؤدي بك إلى غاية 
تغضبّك فلا تَسْعَ إلى وسائلها؛ ولهذا كان كثير من السلف يمدحون 
التغافل. 


)١(‏ أخرجه أبو دود( /7/ا4)؛ والترمذي( :)505١‏ وابن ماجه(4185)؛ وأحمد في المسند 


)9/ 20000 وأبو يعل في مسنده (9/ 55) والطبراني في الأورسط (8/ )1١8‏ والكبير ( 518)) 
والبيهقي في الكبرى (4/ )15١‏ من حديث معاذ بن أنس الجهني. 


شسرحألاربعين العووية 


ط[ ؟ه؟ )ا 


وكان عثان بن زائدة 27 يقول: «الْعَافيَةٌ عَسَرَةُ أَجْرَاء يَسْعَةٌ مِنْهًا 


سر يي 


في الَعَاقلٍ 4 فَحُدِّث الإمام أحمد بذلك فقال: «الْعَافِيَةٌ عَثَرَة أَجْرَائ 
كُنّهَانِ الَافُلٍ» . يعني : أن إحقاق الأمور إلى آخرها في كل شيء 
هذا غير ممكن؛ لأن النفوس مطبوعة على التساهل ومطبوعة على 
التوسعء وعندها ما عندهاء فتغافل المرء عما يحدث له الغضب» 
وتحدث له ما لا يرضيه» من أبواب الخير العظيمة» وكذلك التغافل عن 
الإساءة» والتغافل عن الكلام فيا لا تحمد. والتغافل عن بعض 
التصرفات بعدم متابعتها ولحوقها إلى آخرها ... إلى آخر ذلك. 

فالتغافل أمر محمود» وهو مبنيّ أيضًا على النهي عن التحسس 
والتجسس . 

فقوله وَكئِّْ: الأتَغْضَبْ» يعني: لا تدخل في وسائل الغضب 
بأنواعهاء فتنتهي عن كل وسيلة من الوسائل التي تؤدي إلى الغضب» 
فإذا رأيت ما تعلم من نفسك أنه يؤدي بك إلى الغضب. فالحديث دلّ 


(1) هوعثان بن زائدة للقرئ أبو محمد الكوفي نزيل الري أحد العباد البرزين» سمع سفيان الشوري» 
وروى له مسلم في الصحيح» وقال ابن عيينة: ما جاءنا من العراق أحد أفضل من عثمان بن 
زائدة»اه توفي سنة ستين وماثة. انظر: التاريخ الكبير (5/ ؟755)» والخرح والتعديل لابن أبي 
حاتم (5/ »)16١‏ والثقات لابن حبان (1/ 158)» وتبذيب الكيال (19/ للك 0754 
والوافي بالوفيات (15/ 19"). 

(1) أخرجه البيهقي في شعب الإوان (5/ ٠77)ء‏ وذكره المزي في تبذيب الكال (15/:/ا5). 


عل أذ تتهى عنه من أوله ولائبيع تفسك هذا الشيء ولاخيابى تي 
أو تتهادى فيه حتى يغضبك ثم بعد ذلك قد لا تستطيع أن تكظم 
الغضب أو الغيظ. 
فالنهي عن الغضب في هذا الحديث يشمل: 
« النهي عن إنفاذ الغضب بكتمان الغضب. 
© النهي عن غشيان وسائل الغضب. 
إذا تقرر هذا فإن الغضب من الصفات المذمومة التي هي من 
وسائل إبليس»؛ فالغضب دائمًا يكون معه الشرء فكثير من حوادث 
القتل والاعتداءات كانت من نتائج الغضب. وكثير من الكلام السيئع 
الذي ربا لو أراد الإنسان أن يرجع فيه لرججع, لكنه أنفذه من جراء 
الغضبء وكثير من العلاقات السيئة بين الرجل وأهله. وحوادث 
الطلاق» وأشباه ذلك» كان منشؤها الغضب» وكثير من قطع صلة 
الرحم؛ وتقطيع الأواصر التي أمر الله عل بوصلها كان بسبب 
الغضبٌ؛ ومجاراة الكلام» وتبادل الكلام والغضب إلى أن يخرجه عما 
يعقلء ثم بعد ذلك لا ت(2© ساعة إصلاح» وهكذا في أشياء كثيرة؛ 
فالغضب مذموم؛ وهو من وسائل الشيطان لإحداث الفرقة بين 


)١(‏ قال ابن هشام في شرح قطر الننى (ص :)١67‏ انما يعمل عمل ليس (لات)؛ وهي لا النافية 
زيدت عليها التاء لتأنيث اللفظ أو مبالغة» اه. وانظر: لسان العرب .)١185 /١(‏ 


شسرح ال مريعين النووية 


ها :ومع الج حت ل ستل 
فإذا كان كذلك» فا علاج الغضب؟ 
جاء في السنة أحاديث كثيرة في علاج الغضبء نجملها في الآتي: 
أولاً: أن الغضب يعالج بالوضوء؛ لأنه فيه فورة» والوضوء فيه 
تبريد؛ ولأن الغضب من الشيطان» والوضوء فيه استكانة لله غَلللة 
وتعبد له» فهو يُسكن الغضبء فمن غضب يشرع له الوضوء ©. 
ثانيًا: إذا غضب الإنسان وكان قاثًا فعليه أن يقعد» وهذا من 
علاج آثار الغضب؛ لأنه يسكن نفسه”©. 
ثالمًا: أن يسعى في كظمه وإبداله بالكلام الحسنء لمن قدر على 
ذلك70), 


)١(‏ ى) جاء في الحديث الذي أخرجه أبو داود ( 4184). وأحمد في المسند (3575/4)؛ والطبراني في 
الكبير ( ”5 4)» والبيهقي في شعب الإوان (5/ ١6؟)‏ من حديث عطية السعدي وَإيُه أن النبي 
َك قال: وإِنَّ ْحَهَبَ يمن المِطَان ون الماك يلق من الا لها مُطْمَأ انا اليا دا 
عضب أحلك كَلتومأ'. ْ 

(؟) ى) جاء في الحديث الذي أخرجه أبو داود ( ؟41/8)) وأحمد في المسند (8/ ؟8١):‏ وابن حبان في 
صحيحه (801/17)؛ والبيهقي في شعب الإيهان (5/ 4:”) من حديث أبي ذر و6 أن النبي 
كي ل: دإذًا عضب َحَلكُمْ َهْوَ كانم كلْيْجْلِس هن ذهب عَنْهُ لحمب وإلا قيض طجع). 

(*) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ( 77187). ومسلم ( ١59؟)‏ من حديث سليان بن صرد 
زه قال: كنت جالسًا مع النبي يَليَةٌ ورجلان يستبان» فأحدهما حمر وجهه وانتفخت أوداجه؛ 


ام م 


فقال البي يَكَِِ: ون لأغلَمُ كمه لَْقَلهَاذَحَبَ عَنْهُمَا يد لو قَلَ أَعُودُ بالله م انان ذَحْبَ 


٠‏ الحديث السادس عشس 


رابعًا: أن يسكتء ولا يتكلم بثيء يندم عليه بعد ذلك20©. 

ومن المعلوم أن الإنسان يُبتلى» وابتلاؤه يكون معه درجاته 
وأجره وثوابه» فإذا ابتلى ب) يغضبه فكظم ذلكء وامتثل أمر النبي ولد 
وماحثٌ الله ويْكَ عليه بقوله: <وَالْكَطِتَ اميك 4[آل عمران: 
5ه وكظم غيظه وهو يقدر على إنفاذه» كان حَرِيا بكل فضل مما 
جاء في الأحاديث؛ بأن يُدعى على رءوس الخلائق إلى الجنة» وأشباه 
ذلك. 


فهذا الحديث دل على هذا الأدب العظيم» فحريّ بطالب العلم» 
وبكل مستقيم على أمر اللّه أن يوطن نفسه على ترك الغضبء وترك 
الغضب لا بد له من صفة تحمل عليه؛ والصفة التي تحمل عليه الحلم 
والأناة» ومن اتصف بالحلم والآناة كان حكيً؛ ولمذا الغضوب 
لا يصلح أن يكون معالًا للأمور بل يحتاج إلى أن يبدأ حتى يكون 


عَنّْهُمَا يد فقالوا له: إن النبي يَلكْةٌ قال تعوذ بلله من الشيطان» فقال: وهل بي جنون؟! 

)١(‏ كا جاءفي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 578)؛ والبخاري في الأدب المفرد 
(ص 46)) وأبو داود الطيالسي في مسئله (ص 2# واسن عدي في الكامل (5/ 88) من 
حديث ابن عبس وَلها أن البي َك ال: «إِذَا خضب أَحَدَكُمْ فَليسَكْت». 


شرح ألأمربعين النووية 


ينبغي أن يكون قوله وَيَيِْةٌ: «لأتَعْضَبْ» بين أعيننا دائًا في علاقاتنا مع 
إخواننا وأهليناء ومع الصغار والكبار» فكلما كان المرء أحلم وأحكم 
في لفظه وفعله؛ كان أقرب إلى الله كَبْكَ وهذا من صفات خاصة عباده. 


ا 


الحديث السابع عشر 
عن أبي يعلى شدَّادٍ بن أؤس وي عن رسول الله وك قال: إن 


2 سام 


الله كَتَبَّ الِْسَانَ ع1 كُلَّ عَئْ 39 ذا لمحيو | الْمَيْلَهَ وَإِذًا 
َه فأحْسُِوا الذَّبْحَدَه وَلْبحِدٌ دك عَفْر شَفْرَتَُ وَلْمرِحُ ديحت رواه 


مسله”"». 


الشرح: 2 

هذا الحديث في باب آخر» وهو باب الإحسان. قال فيه النبي 
عه سَّ الله كتَبَ الإِحْسَانَ عَلَ كُلْ قَىْءا فلفظ «كتب» يدلنا على 
أن الإحسان واجب؟ لأنه عند الآصوليين من الألفاظ التي يستفاد بها 
الوجوبء وما تصرّف من الكتابة» قال الله كَبك: +[ إِنَاْلصَّلْوةَ كت عَلَ 
لْمُؤْمِىككَبَامَوْفوْكَا 4 [النساء: »]٠٠١*‏ فدلٌ على وجوبها أشياءٍ 
منها أنه وصفها بأنها كتاب. وقال الله وبّك: «يبَعَركمْألصِيَامٌ 4 
[البقرة : »]١8‏ وقال ويْكَ: كيب عَلككْإدَاحَصَ رأحدَكُم الْمَوَثٌ »4 
[البقرة: 14]» وقال 0 4 وقال 
كك + وَكْبَاعليِح فيهآ أن ألنّفْسَ بالتَفْيس #[الائدة: ©4].؛ ني آيات 


(1) أخرجه مسلم ( 1488). 


كثيرة فيها لفظ (الكتاب). 

فلفظ: «كتَبَ» وما تصرف منه يدل على أن المكتوب واجب» 
ومنه الإحسان: (إنَّ الله تَبَ الإِحْسَانٌ عل كُلّ طئْء». 

وكلمة: (عَل) هنا فيها احتمالان: )١(‏ 

الأول: أن تكون كتابته الإحسان على كل شيء كتابة قدّرية» 


يعني : : أنْ الله يله قدّر أن 2 تمشي الأشياء على الإحسان» وَأَخُم مخلوقاته 
الإحسان. 
الثاني: أن تكون الكتابة هنا شرعية» فتكون (على) في قوله: ١كَتَيَ‏ 


الإخْسَانٌ عَلَ كُلّ عَىّْء) بمعنى (في)» يعني: كتب الإحسان في كل 
شيع أي : لكل شيء فإذا كانت الكتابة شرعية فإن الخطاب يتجه 
للمكلَّقِين؛ فلهذا مثَّل بمثال يتعلق بالمكلّفين. 
وهذا الثاني أظهرء يعني: أن تكون الكتابة شرعية؛ وأن يكون 
معنى ١كُتَبَ‏ الإِخْسَااَ عَلَ كُلَّ َيْء؛ يعني: في كل شيء؛ أو لكل 
شيء<"» وتكون (عل) هنا بمعنى (في)؛ كقوله وَيَئِةٌ حيث سُئل: أي 
الأعمال أحب إلى النه؟ فقال: «الصَّلاةٌ عَلَ وَقْتَهَا) 222 يعني: في وقتهاء 


(1) انظر: جامع العلوم والحكم (ص .)١8١‏ والفروع (5/ 588). 
(؟) انظر: شرح الأربعين النووية للعلامة ابن عذيمين يله (ص 3186 1897). 
(*) أخرجه البخاري (811)» ومسلم (88) من حديث ابن مسعود إ(4. 


الحديث الج عش [/014؟ مستا ل- ‏ يت ييح 0 ا 
فيها هو معلوم في مجيء (علّ) بمعنى (في)؛ وبجيء (في) بمعنى (12) في 
مواضع. 

إذا تقرر هذا فالإحسان الذي كيب على المكلف بكل شىء؛ مأ 
هو؟ الإِحْسَانُ مصدر أَحْسَنَ الشىء, تُحْسِئْهُ إحساناء وإذا كان كذلك 
فالإحسان يختلف باختلاف الثبىء؛ فإذا كان الثىء هذا عبادة صار 
الإحسان الواجب فيها بتكميل ما به يكون أجزاؤهاء وصحتهاء 
وحصول الثواب بهاء يعني: تكميل الأركان والواجبات والشرائط» 
فيخرج عن ذلك المستحبات؛ لأنها مالم يكتب: مع أن بها يكون 
الإحسان, لكنه الإحسان المستحبء فقوله هنا: «كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَ 
كُنَّ قَىْء» يعني: فيه| تزاوله من أمرك في حياتك؛ وهذا الإحسان 
مطلوب منك دائمًاء فتحسن في تعاملك مع نفسك؛ بأن تمتشل 
الواجبات» وتنتهي عن المحرمات؛ لأن من لم تُحسن هذا الإحسان كان 
ظالً) لنفسه. والظالم لنفسه من ارتكب بعض المنهيات؛ أو فرط في 

بعض الواجبات؛ لهذا أمر الله عل في سورة النحل بالإحسان فقال: 
ا يأْمُرٌ يالْمَدْلٍ وَالْإِحْسَدن وإبتآي ذى الْقُرَ 4 [النحل:١4]»‏ 
وهذا يشمل - جميع الشريعة. 

كذلك من الإحسان أن تسن في التعامل مع الخلق» وهذا يكورن 
بأداء الحقوق التي لهم وعدم ظُلْهِهِم فيا لهم؛ والخلق متنوعون» - 
أصناف شتى» فكل أحد من الخلق له حق. 


شح الأمربعين التووية 


وينقسم الإحسان من حيث حقوق الخلق إلى: 

الأول: إحسان في حق النبي وَكَبِلِِ فهو أعلى الخلق مقامًا ممن له 
حق على المسلم» فتحسن في الشهادة له بالرسالة بأن تصدقه مَكِلٌِ في 
أخبر» وأن تعبد الله على ما جاء به المصطفى وَل وأن تقدم مراده في 
الدين على ما تشتهيه أنت من الأهواء والبدع» فهذا إحسان في حق 
المصطفى عَلَكِلَة. | 

الثاني: إحسان في حق الوالدين» فقد أمر الله جَلِلةْ به في قوله: 
وَقَصَى ريك الاتهبدأ إلَإِياموولودين يِمْسَدمًا 14 الإسراء: 77]» فهذا 
إحسان ني حق الوالدين بإعطاء الوالدين الحقوق الواجبة التي لهم. 

الثالث: إحسان في حق المؤمنين بعامة. 

الرابع: إحسان في حق العصاة. 

الخامس: إحسان في حق العلماء. 

السادس: إحسان في حق ولاة الأمر. 

السابع: إحسان في حق الكافر أيضًا. 

فكل نوع من أنواع الخلق يتعلق به نوع من أنواع الإحسان 
جاءت الشريعة بتفصيله؛ حتى الحيوان من الخلق تعلق الإحسان به 
بها مثل به المصطفى وكيد بقوله: «َإدً كتَلُم فَأَحِْنُوا الْقْلَةه, هذا تمثيل 
لنوع من أنواع الإحسان تعلق بنوع من أنواع المخلوقات. 

فذكرنا أن الإحسان يكون على كل المخلوقات؛ يعني: في كل 


المخلوقات التي تعاشرهاء ومن هذه المخلوقات الحيوانات» فكيف 
تحسن إلى الحيوان؟ 

مَل المصطفى وبي بالحيوان تمثيلاً وتنبيهًا للإحسان في غيره» 
2 م كل تأخيثرا لدابتم أُوا لذّبْحَد 

لْبْحِدَّ أَحَدَكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيْرِ مرح ذَبيحَمَةُ) يعني: أن تسعى في القتل 

حسن الطرائقء وني الذبح بأحسن ‏ الطرائق» وقوله: «فَإِدًا 2 
. خسوا الْقِيْلَةه هذا يشمل قتل من يستحق القتل من ابن آدم؛ أو من 
الجيوانات» والظاهر من السياق أن المقصود به الحيوان» وحتى 
الإنسان مأمور بأن تحسن قتلته» فيضرب بالسيف ضربة واحدة على 
رقبته بها يكون أسرع في إزهاق روحه. 

وحتى الكفار أمر النبي وَيَِيةُ ألايُمثل بهم. وألا يقتل شيخ» 
ولا امرأة» ولا طفل» وقد كان النبي وكا يوصي المسلمين في قتالهم 
الكفار بقوله: «اغرُوا اشم الوني سَولٍ اللو كَاُوا م مَنْ كَمَرَ بالنّو اغْزُوا 
لاوا اواولا ااال وَلِيرَ)00. 

قال: : دا دبَْتُمْ أخيئوا الذبْحَة يعني: ابحثوا عن أحسن 
طريق للذيم تافبسواء ويد أ 5 شَفْتهُ حتى لا يتأل المذيوح 
حين الذبح» فيحد الذابح شفرته بحيث يكون إمرارها مسرعا في 


)١(‏ أخرجه مسلم )10/51١(‏ من حديث بريدة و. 


شرج ألا سرعين التووية 

إزهاق الروح. فإذا كانت الشفرة غير حادة يؤدي ذلك إلى تكرار 
روحةه. 

وهذا يدل على وجوب استخدام الآلات الجيدة في إزهاق الروح 
في الحيوان» فيخالف الإحسان ما قد يفعله بعض من لا يحسن الذبح» 
حيث يذهب يتعلم كيف يذبح» فيظل عشر دقائق أو حمس دقائق؛ وهو 
يعالج هذه الذبيحة» وربما فرت منه؛ أو حمَرّت من يديه وقامت والدم 
يتناثر» ونحو ذلك مما يحدث ممن لا مُحسن الذبح. 

ومثل هذا مخالف للأمر بإحسان القتلة» وإحسان الذبحة, فينبغى 
أن يكون مسرعًا في إزهاق الروح في الحيوان بإحداد الشفرة» وأن 

2 . 300 ١ 

بحسن استعمال الشفرة في ذلك» وهذا من الإحسان الذي أمرنا به 
حتى إنه جاء من الإحسان الذي أمرنا به ألا تُذبح بهيمة عند بهيمة؛ 

عه 5 ع الى 
حتى لا تتاذى برؤية دم أخحتها وهي تذبح. 

فهذا أمر عام بالإحسان في كل شيء: إحسان في العبادة» 
وإحسان في التعامل مع نفسه»ء ومع الخلق» ومع الحيوان» حتى مع 
النبات» ومع الجن» ومع الملائكة ... إلى آخر ذلك. ففي كل شيء من 
مخلوقات اللّه إحسان بحسبه. 

وهذا مقام عظيم أمر الله عل به في قوله: + إِذَأمَهيْْمريألْمَدلِ 
وَالِْحْسَدنِ * [النحل : ٠‏ 64]» فعلى طلاب العلم أن يحسنوا في أقوالهم» 


امحديث الساءم عث اكككتكتك 

3 م [ 5# كت 
وفي أعمالهمء وفي تعاملهم مع ربهم كبك وفي تعاملهم مع الخلق 
بأنواعه: المكلفين وغير المكلفين؛ والجبال والنبات والشجر 
الدوات... إلى آخر ذلك؛ لأن الله علد كب الإحْسَانَ عَلَ كز 
و و ع د 4 2 


0 


شىء) . 


6 


الحديث الثامن عشر 


ع٠‏ ن أي دَرُ جنْدُبٍ بن جتَادَة وأبي عبدٍ الرحمن مُعَاذِ بن 
جَبَلٍ فقا عن رسول الله و قال: «إنّقِ الله حَيع) كنْتَ 3 3 كُنْسَّ» وبع 


الكييّهٌ الس كيدها موتخالق النّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذيء وقال: 
(حديث حسن)) وفي بعض النسخ: (حسن صحيح)(2. 


الشرح: 

قوله: (إنَّ الله حَيْعا كُنْتَ) هذا أمْر بالتقوى في أي زمان كنت» 
وفي أي مكان كنت؛ لأن كلمة احَيتُ) قد تتوجه إلى الأمكنة» وقد 
تتوجه إلى الأزمنة» يعني: قد تكون ظرف مكان» وقد تكون ظرف 
زمان» وهي هنا محتملة للأمرينء (إنَّ الله حي كُنْتّ» يعني: اتق الله 
في أي مكان أو في أي زمان كنت. 
2 والأمر بتقوى الله َل هنا على الوجوب؛ لأنّ التقوى أصل 
عظيم من أصول الدين؛ وقد أمر الله غك نبيه وَككِْةِ بالتقوى» فقال 
ك: ج ييا تأنه 4 [الأحزاب:١]»‏ وأمر المؤمنين بأنْ يتقوا الله 


5 زتقاته فقال: مم لذن امَنوا نموا َه حقٌّ قاذ )4 [آل عمران: 


.)1841/( أخرجه الترمذي‎ )١( 


02-4 25 مز سبو لوعو 


5 وأمرهم بتقوى الله بعامة» فقال: ظر يتأيها لَّذِينء|منوأ اهو اله 
وَمُوأْوَلَاسَرِينًا 4ه [الأحزاب: »]7٠١‏ وقال: + يليت اموا هوأ 
هنظ رْقَْسٌ دمت لِحَوِوَائهْالَه 4 [الحشر: ]١١‏ وأشباه ذلك. 
وتقوى الله حل جاءت في القرآن في مواضع كثيرة. 

وأنّتِ التقوى في مواضع أخر بتقوى عذاب الله كه وباتقاء 
النار» واتقاء يوم القيامة؛ كما قال يَبْك: ج وَاتَفُوأيومَ ْجَمُور فيد إل 
ل )4 [البقرة: ١8؟].‏ وقال: لير وَكَّمُوا آَل لْهدَّترلْكفِرنَ 4 [آل 
عمران: ,١‏ وهكذا في آيات أخر. 

فهذان إِذًا نوعان» فإذا توجهت التقوىء وصارٌ مفعوضًا لفظً 
الجلالة؛ كا في قوله: +( يما لني ءَامَنُوا َه 4 فمعنى تقوى الله 
له هنا: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وسخطه وأليم عقابه في الدنيا 
وفي الآخرة وقاية تَقِيكَ منه. وهذه الوقاية بالتوحيد ونبذ الشرك» وهذه 
هي التقوى التي أمر الناس جميعًا بها لأن تقوى الله من معناها راجعة 
إلى المعنى اللغوي» وهي أن التقوى أصلها (وَفَوَّى) فالتاء فيها منقلبة 
عن واوء وهي من الوقاية» وَقَاهُ يَقِيِه وِكَايَةٌ فتقول: اتقيت الشىء 
بالشيء إذا جعلت بينك وبينه وقاية» ”© والعرب تعرف ذلك؛ كما قال 


(1)انظر: الكنز اللغوي :»)57/١(‏ والحيط في اللغة (58/5)»: ولسان العرب (18/ 4:4)» 


امحديث الثأمن عشسص 


| /ا55 كت 

قال الشاعر: 1 
سَقَطٌ التصيف وَل سرد إسقاطة قتناوتفة وَإتّقتناباليِي» 

والنصيف ما تُجعل على الوجه» فسقط عنها ومن عفافها أنها م 
ترد إسقاطه. قال: فتناولته - يعني: بإحدى اليدين - واتقتنا باليد 
يعني: باليد الأخرى. فالمتقي هو من جعل بينه وبين ما يكره وقاية» 
فيجعل العبد بينه وبين سخط الله وعذابه وأليم عقابه وقاية. 

والأمر بتقوى ادنه جاء في القرآن على ثلاث مراتب: 


المرتبة الأولى: تقوى أمر مها اننا ناس جميعًاء ى) في قوله 6: م(كائها 
لاس تاريخ 4[النساء: »]١‏ وهذا معناه أن يسلمواء بأن يحققوا 
التوحيد» ويتبرؤوا من الشرك؛ فمن أتى بالتوحيد, وسَلِمٌ من الشرك 
هد اشى الله 36 أمظ نوع الشوى؛ وهذا قال جماعة من الفسرين 
في قوله عَكلة +[ إِتَمَا تمل هنَأ َالْمَقِيَ 4 [المائدة: 17؟] يعني: من 
الموحدية9) 


والمصباح المنير (؟/ 519)؛ وتاج العروس (50/ 0559 :7؟). 

(1) من شعر النابغة الذبياني» وهو أبو أمامة زياد بن معاوية بن ضباب بن جاير بن يربوع؛ أحد شعراء 
الجاهلية المشهورين ومن أعيان فحوهم . انظر: طبقات فحول الشعراء »)58/١(‏ والأغاني لأبي 
الفرج الأصفهاني (14/11). 

(؟)انظر: مصف ابن أب شسيبة (9/ 1؟؟)) وتفسير الطبري (5/ ))195١‏ وتفسير بر القرطبي 


المرتبة الثانية: تقوى أمر بها المؤمنون» فقال ويْك: << كايا ازيرت 


انوأ َه 4. وهذه التقوى للمؤمن تكون بعد تحصيله التوحيد 


وترك الشرك»؛ فتكون التقوى في حقه أن يعمل بطاعة الله على نور من 
اللّه؛ وأنْ يترك معصية الله على نور من الله وك وأنْ يترك المحرمات» 
ويمتشل الواجباتء وأن يبتعبد عما فيه سسخط الله له والتعرض 
لعذابه. 

وهذه التقوى للمؤمنين أيضًا على مراتب أعلاها: أن يدع ما 
لا بأس به حَدَّرًا ممابه بأس؛ كا قال النبي يَلئَِةٌ: «لا يَبلعٌ الْعبْد أَنْ 
يَكُونَ ون الِّينَحَتَّى يَدَعَ ما لا بس به حَدّرًا )به الَْْسُ00" وهذا في 
أعلى مراتب التقوى؛ لأنّه اتقى ما لا ينفعه في الآخرة» وهذه مرتبة أهل 
الزهد والورع والصلاح. 

المرتبة الثالثة: تقوى أمر بها من هوآتٍ بهاء وذلك قول الله ة. 
يدها لبن أن أّهَ #[الأحزاب ]١:‏ ومن أُمر بشىء هو محصله؛ فإِنَّ 


(2"2/5») والدر المنثور ("/ اه ). 

)١(‏ أخرجه الترمني (١48؟)»‏ وابن ماجه ( 8١؟4)»‏ والبخاري في التاريخ الكبير ))1١88/8(‏ وعبد 
بن حميد في مسنده (ص ))١76‏ والطبراني في الكبير (545)» والحاكم في للستدرك (؛؟/ هة؟) 
والبيهقي في الكبرى (8/ ه*") وفي شعب الإعان (8/ ؟5) من حديث عطية السعلي 4. 


معنى الأمر أن يثبت عليه. وعلى دواعيه» فمعنى قول الله كَيْك: 
( كايا ليم أله )4 : اشن مل لصفا رك 


1 عر صر ووس 


كفن وَالْمتفِقِينَ 4» ومن ذلك قوله وبق :+( كلدي امنوأ ء 
بشم )4ه [النساء: 15, فناداهم باسم الإيمان» ثم أمرهم بالإييان» 
وهذا معناه أن يثبتوا على كمال الإيمان» أو أنْ يكملوا مقامات الإيمان 
بحسب الحال؛ لأنْ الإيهان له درجات. 

فقول النبي يلد هنا: (إنَّنِ الله حَيْ) كُنْتَ» هذا خطاب موجه 
لأهل الإيمان» يعني لأهل النوع الثاني» فالمقصود منه أنْ يأتي بتقوى الله 
له في أي مكانء أو زمان كان؛ وذلك بأن يعمل الطاعات» ويجتنب 
المحرمات؛ كما قال طَلْقٌ بن حبي ب(" ميته : «تقوى الله: أن تعمل 
بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على 
نور من الله تخشى عقاب اللّه)(". 


)١(‏ هو طلق بن حبيب العتزي؛ البصري» زاهد كبير من العلماء العاملين» حدث عن ابن عباس» وابن 
الزبير؛ وجنلب بن سفيان» وجابر بن عبد الله والأحنف بن قيس وأنس» وعدة» وروى عنه 
منصور: والأعمش» وسليان التيمي» وعوف الأعرابي» ومصعب بن شبية؛ وجماعة؛ قال ابن 
الأعرابي: كان يقال: فقه الحسن» وورع ابن سيرين» وحلم مسلم بن يسار» وعبادة طلق»» انظر: 
الطبقات الكبرى (1/ 711)» وصفة الصفوة (*/ 84؟): وسير أعلام النبلاء(4/ 4)5531) . 

(؟) أخخرجه ابن أبي شيبة في مصتفه (5/ 154)» وهناد في الزهد (1/ 597)» وابن أبي حاتم في تفسيره 
(؟/445) وأبو نعيم في الحلية (*/ 55)» والبيهقي في الزهد الكبير (؟/ 781). 


وسأل رجل أبا هريرة وَإِلق عن التقوىء فقال له: هل أخذت 
طريقا ذا شوك ؟ قال: نعم؛ قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت 
الشوك عدلت عنه؛ أو جاوزته» أو قصرت عنه. قال: ذاك التقوى22©. 
وروي نحو ذلك أيضًا عن كعب الأحبار لما سأله عمر بن الخطاب 
ِف عن التقوى2”». 

وقد نظمها ابن المعتز9” الشاعر المعروف بقوله: 4) 
حل الدُنوب صَغيرَها وَكبيرَهائَهِرَّاللقى 
واصنغْ كماشٍ قوق أر ضٍ السَّوك تحذْرٌ مار 


)١(‏ أخرجه البيهقي في الزهد الكبير (؟/ 78١‏ وذكره السيوطي في الدر المنشور )5١/1(‏ و فتح 
ادير (54/1) وعزاه إلى كتاب التقوى لابن أبي الدنيا. 

(؟) انظر: تفسير البغوي /١(‏ 48): وتفسير القرطبي ))16١ /١(‏ وتفسير ابن كثير (1/ 41). 

(*) هو أبو العباس عبد الله ب بن المعتز بن المتوكل ب بن المعتصم بن هارون الرشيدء كان متقدما في 
الأدبء غزير العلم» بارع الفضل» حمن الشعرء سمع المبرد وثعلبًا وأبا على العتزي» وروى عنه 
أدابه أحمد بن سعيد الدمشقي وكأن مؤدبه» وروى عنه شعره محمد بن يحيى الصولي وغيره؛ وقد 
اجتمع الأمراء والقضاة على خلع المقتدر وتولية ابن المعتزء فم! مكث في الخلافة إلا يومًا أو بعض 
يوم» ثم قبض عليه المقتدرء وحبسه في داره حتى قُتل في حبسه سنة ست وتسعين وماثتين. انظر: 
تاريخ بغداد(١١/48):‏ ووفيات الأعيان(*/75)» والعبر (؟/ »))23١١‏ والبدابة والنهاية 
(08/11 وشئرات الذمب(؟/١5؟5),‏ 

(4) انظر: تفسير القرطبي (1/ 157): وتفسير ابن كشير ))4١/1(‏ وجامع العلوم والحكم 
(ص .)15١‏ 


الحديث الثأمن عشس 


5/١ [‏ كت 

لا تهرَن صَغيرَةً إِنْاهالَه :لقص 

وهذا بعامة تخاطب به أهل الإيمان. 

فإذًا تقوى الله جل أن تخاف من أثر معصية الله وك وأنْ تخاف 
من الله َل فيا تأتي» وفيم| تذرء وهي في كل مقام بحسبه ففي وقت 
الصلاة تُخاطب بالتقوى» وفي وقت الزكاة تُخاطب بالتقوى» وفي وقت 
الإتيان بسنة تُخاطب بالتقوى» وفي وقت المخاطبة بواجب تخاطب 
بالتقوى» وإذا عُرِضٌ عليك تُحرّم من النساء أو المال» أو الخمورء أو ما 
أشبه ذلك من الأنواع؛ أو محرمات اللسانء أو أفعال القلوب من 
العَجّب والكِبْرء أو الازدراء وسوء الظن ... إلى آخره؛ في كل مقام 
يأتيك هناك تقوى تخصه. ١‏ | 

فالتقوى تتعلق بالأزمنة والأمكنة؛ ولههذا قال وَكََِِ : «إنّقٍ الله 
حَيْنً) كَنْتَ»؛ لأنّه ما من مكان تكون فيه أو زمان تكون فيه إلا ونم أمرْ 
أو نبي من الله عه يتوجه للعبد. 

والوصية بالتقوى هي أعظم الوصاياء قال 355: © وَلْعَدَوْصَينا 
لذ وا الكتبَمِنقَبَلِكْم وَإِيَاحنِتَّفواآَة 4 [النساء: )]1١‏ وكان 
الصحابة - رضوان الله عليهم - كثيرًا ما يوصى بعضهم بعضًا بتقوى 
الله فهُم يعلمون معنى هذه الوصية العظيمة. ا 

قال عَكَلِاةِ: «وأنْبع السَّكَة الْحْسَئهٌ كَحْهَاه. (أنبع) فعل والفاعل 
أنت» والسيئة هي المتبوعة» والحسنة هي التابعة» يعني : اجعل ا حسنة 


بعد السيئة أي: إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة؛ فإِنَّ الحسنات يذهبن 
السيئات؛ كما قال وَيْكَ: ‏ وَأ اَلصسَكوءطرَق لتر وَرلمَانَنَا كل إن 
مستت يدبن ألتّيكَاتٍ 4 [هود: 4 .]١١‏ وفي صحيح البخاري وغيره 
أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة» فأتى النبي وَلَئِْةٌ فأخبره» فأنزل الله 
ود هذه الآبة: «( وآ لكر ء طرق الَار اتلك إن السك 
ذبن ألتّيكَاتِ #. فقال الرجل: يا رسول الله ألي هذا؟ قال: ويشويع 
أي كلهم" ظ 

وجاء في الحديث الصحيح أن رجلاً أتى النبي وَكَيِلَةٌ فقال: إني 
أصبت حدًا فأقم فّ كتاب الله فقال له النبي يَكِلٌِ: «ألْيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ 
مَعَنَاه قال: نعمء قال: 36 النَّهَ قد خَمْرَ لَك ذَنْبْلكَ -أو قال- حَدَّلة7, 
وهذا يدل على أن المؤمن يجب عليه أن يستغفر من السيئات؛ وأنْ 
يسعى في زوالهاء وذلك بأن يأتي بالحسنات. فالإتيان بالحسنات يمحو 
الله ل به أنواعٌ السيئات» وكل سيئة لما ما يقابلهاء فليس كل سيئة 
محوهاأيٌ حسنة» فإذا عظمت السيئة وكيرت فلا يمحوها إلا 
الحسنات العظام؛ لأنْ كل سيئة لها ما يقابلها من الحسنات؛ ولهذا جاء 


(؟) أخرجه البخاري ( 1877)؛ ومسلم ( 754؟) من حديث أنس إع. 


أنَّ الرجل إذا غَلِط أو جرى على لسانه كلمة فيها شرك؛ فحلف 
بالكعبة» أو أقسم بغير الله» أو الحلف بالآباء وأشباه ذلك؛ فإن كفارة 
ذلك أن يقول: لا إله إلا الله؛ لأن ذلك شركء وكفارة الشرك أن يأتي 
بالتوحيد» وكلمة لا إله إلا الله هي من الحسنات العظاء(2©. 

فالسيئات لها حسنات يمحو الله عله بها السيئات» وهذا يدل 
على أن السيئة مُحىء ولا تدخل في الموازنة» وظاهر الحديث أنّ هذا 
فيمن أتبعهاء يعني: أَنّهِ إذا أتى بسيئة أتبعها بحسنة بقصد أنْ يمحو الله 
عله عنه السيئات؛ لأنه قال: (وَأَنْيِع السَّيكةٌ الحَسَئةَ تَحُهَااء فإذا فعل 
سيئة سعى في حسنة لكي مُحى عنه تلك السيئة. 


عل يدص سر دل 


9 2 . 222 ره 1 2 سس جه مم و رمك 2 
وعموم قوله #للا: ( وَأ الكو عرق التَار راكاد 


فسعت يدنليات 4 يدل على أن يتبعها قاصدًاء وحديث ابن 
مسعود الذي سبق يدل على عدم اعتبار القصدء فهل هذا في كل 
الأعمالء أم أنه يحتاج إلى أن يتبع السيئة الحسنة حتى يمحوها الله علخ 
عنه بقصد الإثباع؟ هذا ظاهر في أثره» فأعظم ما يمحو الله َل به 
السيئات أن يأتي بالحسنة بقصد التكفير» فهذا يمحو الله عَللة به 


. ْنَم١ من حديث أب هريرة وله أن النبيوَكياةٌ قال:‎ )١15417 ( أخرج البخاري (4850): ومسلم‎ )١( 


حَلَفَ كَقَالَ في حَلِفِه وَاللاتٍ والعرّى كليل لا له إلا اللّه. وانظر: شرح الطحاوية لابن أبي العر 


ذم 


(ص ”55)) وتيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد (ص 8590). 


الخطيئة؛ لأنه جمع بين الفعل والنية» والنية فيها التوبة والندم على تلك 
السيئة» والرغبة إلى الله َل في أن يمحوها الله » َب عنه فهى مرتبتان إِذَا: 

المرتبة الأولى: أن يقصد إذهاب السيئة بالحسنة التى يعملهاء 
فيتيرأ بقلبه من هذا الذنب» ويرغب في ذهابه» ويتقرب إلى الله عل 
با حسنات حتى يَرضى الله مَل عنه» ففي القلب أنواع من العبوديات 
ساقته إلى أن يعمل بالحسنة؛ ليمحو الله جه عنه بفعله الحسنة ما فعله 
من السيئة. 

والمرتبة الثانية: أن يعمل بالخير مطلقاء والحسنات يذهبن 
السيئات بعامة» كل حسنة بم يقابلها من السيئة» فالله كلل ذو الفضل 
العظيم. 

إذا تقرر ذلك فالحسنة المقصود بها الحسنة في الشرعء والسيئة هي 
السيئة في الشرعء والحسنة في الشرع ما يثاب عليه» والسيئة في الشرع ما 
ورد الدليل بأنه يُعاقب عليه فالسيئات هي المحرمات من الصغائر 
والكبائر» والحسنات هى الطاعات من النوافل والواجبات. 

قال وَل بعد ذلك: «وَحَالِقٍ اناس بِخُلّقٍ حَسَنٍ» والناس هنا 
يُراد بهم المؤمنون» ومن جماع املق الحسن أن يحسن إليهم» ويراد بهم 
أيضًا غير المؤمنين في معاملتهم بالعدلء والخُلق ال حسن يشمل ما يجب 
على المرء من أنواع التعامل بالعدل لأهل العدل» والإحسان لمن له حق 
الإحسان. 


والخلق الحسن فسر بتفسيرات» منها: 
الأول: أنه بذل التّدَى وكف الأذى»؛ يعني ٠‏ : أن تبذل الخير للناس» 


وأن تكف أذاك عنهم. 

الثاني: أن مسن للناس بأنواع الإحسان, ولو أساؤوا إليه. 

وقد جاء الأمر بمخالقة الناس بالخلق الحسن؛ والحث على ذلك؛ 
وبيان فضيلته في أحاديث كثيرة وتما جاء في بيان فضيلته قول النبي 
اه : دمن أحَبَكُم ون وان ربكم مني عْلِسَا يوم الَِامَةأحَايتكُمْ 
ص 85 3 3 
ف 7 ان ِنَم حار أ 4 تَكُمْ أخلاًا2'00» وقوله: (إِنْ 
المؤْمِنَ لَه بَحُسْنٍ خُلْقِهِ هِ دَرَجَةَ الصّائِم الْقَائِمه”27) يعني: المتنفل 
بالصيام؛ 0 بالقيام؛ فحسن الخلق الذي يبذله دائً) طاعة من 
طاعات الله وك فإذا كان دائم إحسان الأخلاق على هذا النحو؛ فَإنْه 
يكون في عبادة دائمة؛ إذا فعل ذلك طاعة لله وَبْك. 

وحسن الخلق تارة يكون طبعّاء وتارة يكون حملا يعني: طاعة 
لله عَلهْ لا طبعًا في المرء» وما كان من حسن الخلق على امتثال الطاعة 


)١(‏ أخرجه الترمني )7١18(‏ وحسنه؛ من حديث جابر وإ 

(؟) أخرجه الببخاري ( 7888): ومسلم ( 571١‏ ) من حديث عبد لله بن عمرو ك. 

(5) أخرجه أبو داود( 4748): وأحمد في المسند (5/ 40): والحاكم ني المستدرك :)١18/1(‏ 
والبيهقي في شعب الإيران (5/ ”5) من حديث عائشة وَإف. 


2 شرح الأرمين النووية 
وإلزام النفس بذلكء» فهو أعظم أجرًا من يفعله على وفق الطبيعة؛ 
يعني: لا يتكلف فيه؛ لأن القاعدة المقررة عند العلماء: أن المسألة إذا 
أمر بها في الشرع» فإذا امتثلها اثنان؛ فمن كان أكلف في امتثال ما أمر به 
كان أعظمٌ أجرًا في الإتيان بالواجبات؛ كما ثبت في الصحيحين أنه 
ِل قال لعائشة وَإظُةه: «وَلَكِنْهَا عل قَدْرِتََقَِكِ أو تَصَبِكِ00©. وهذا 
مشروط بشرطين: 

الأول: أن يكون من الواجبات. 

الثاني: أن يكون ما توجه الأمر للعبد به فيكون أجره على قدر 
مشقته في امتثال الأمر. 

أما النوافل فلا تدحل في هذاء لحديث: (الْهاهِرُ الْمرْآنِ مَمَ السَمَرَةٍ 
الْكِرَام الْيرَرَةَوَانَّذِي يَقْرَأ الْقَرْآنَ وَتتَعْتَعُ فِيِدِوَمُوَعَلَيْهِمَاقَ لَهُ 
أَجْرَانِ». 


.)1911( أخرجه البخاري (11417) ومسلم‎ )١( 
(؟) أخرجه البخاري ( /4951)) ومسلم (748) واللفظ له.‎ 


و 
2000 


42 
ري 
الحديث التاء ع عش 2 020 (زوتيى ّ ١‏ 
الحديث التاسع عشر 0 
عن أبي العباس عبد الله بن عباس ليقع قال : كنت لف الْنْبِيُّ 
َكل يوا فقال: «يا غُلامٌ إن أَعَلُمْكَ كَلَِاتٍ: احْمّظ الله يخْْطْكَ 


احْمَظٍ الله تحدَهُ امَك : ا صَأَلْتَ فَاسْلٍ الله وَإِذَا استَعَدْتٌ فاسْئّحِن 


بالله» رَاعْكَهْ أن ةلو 266 تمَعت عل يوك بكيء يَُوة إل 
ب فك لهل وإ امت مُواعَل أن يَضُرُوكَ بيء يضرو 
إلا 0 بِتَيْءِ قد كَتَبَهُ الله لَك رُفِعَتٍ الأَقْلآم وَجْمَتِ الصّحْفْ)؛ رواه 
الترمذي» وقال: (حديث صحيح)(". 

وفي روابة غير الترمذي: «احْمَظٍ الله تِذَهُ أُمامَكَ» تَعَرّفْ إلى الله 
في ارخا يرك فياش واغكم نما أخطلة ]بحُن يصيكَ: وَمَا 
أصَابك يكن ليمُحْطَِكَ» وَاعلَم أن النَضرَمَعَ م الصَّبْرِء وَأَنَ المَرَحَ مَعَ 
الْكَوْ بو وَأَنَّمَعَ الْعْسْرِ يستَاه220. 


الشرح: 


.)1015( أخرجه الترمني‎ )١( 

(؟) أخرجه أحمدفي المسند (017/1*): وهنادفي الزهد(١/ ))"١04‏ وعيد بن حميدفي مسئله 
(ص 14؟)» والطبراني في الكبير ( 4؟7١١).‏ والحاكم في المستدرك ("/ 57)» واللا لكائي في 
اعتقاد أهل السنة (4/ »25١5‏ والبيهقي في شعب الإيان (؟/77). 


شرج الأ سربعين النووية 


هذا حديث عظيم جدًا من وصايا المصطفى وَلَِلَةٌ حص بها ابن 
عمه عبد الله بن عباس وك وهذه الوصية جمعت خيري الدنيا 
والآخرة؛ فالنبي وَيَيِلَةٌ أوصى عبد الله بن عباس وأمره بقوله: هيا 
غُلام يي أُعَلّمُكَ كلت وهذا اللفظ فيه تودّد المعلم والأب 
والكبير إلى الصغير» وإلى من يريد أن يوجهه بالألفاظ الحسنة» فالنبي 
كيد استعمل لفظ التعليم بقوله: «إنٍّ أَعَلمُكَ كَلَِاتِه. وهي أوامر, 
فلم يقل له َلَيِية: إن آمرك بكذا وكذاء وإنما ذكر لفظ التعليم؛ لأن من 
المعلوم أن العاقل يحب أن يستفيد عل 
قال: «إن أَعَلْمُكَ كَلَاتِك والكلمات جمع كلمة؛ والمقصود بها 
هنا الجمل؛ لأن الكلمة في الكتاب والسنة غير الكلمة عند النحاة 
الكلمة عند النحاة اسم أو فعل أو حرفء أمّا في الكتاب والسنة 
فالكلمة هي الجملة؛ ى) قال وَْك: ٍإِتَهَاطِمَة هر مها 4 [المؤمنون: 
٠‏ يريد بها ما جاء في الآية قبلها: + قال رَبَارِْمُون )4 [المؤمنون : 
8 وثبت أيضًا في الصحيحين أن النبي بَكَِةِ قال: «أَصُدَّقٌ كَلِمَةٍ 
كَاكَا الاح كَلِمَةُ ليد أَلاكُلٌ عَيْءِ مَا كحلا اللّهبَاطِلُ)0: فقوله: 
«أَصْدَقُ كَلِمَقة دل على أن الكلمة يُعنى بها الجمل. 


)١(‏ أخرجه البخاري (5147): ومسلم (185؟) من حديث أبي هريرة وَإه. 


الحديث التاسم عشي ١‏ [' 1 هه 
فقوله وَكَِةِ : «إنّ أُعَلْمْكَ كَلِمَاتِ) يعني: إني أعلمك جْمَلاً 
ووصاياء فأرعها سمعك. 
قال وك بعدها: «اسْمَظْ الله يحَْظْكَء احْمَظٍ الله كهدهُ امَك 
هذه هي الوصية الأولى: «احْمَظْ الله يحْمَظكَ» فهنا أمره بأن يحفظ الله 
ورتّب عليه أن الله عله يحفظه. وحِفْظٌ العبد ربه عل المراد منه أن 
يحفّطه في حقوقه قَبْكَ وحقوق الله عل نوعان: 
9 حقوق واجية. 
» وحقوق مستحبة. 
فحفظ العبد ربه يعني: أن يأتي با حقوق الواجبة» والحقوق 
المستحبة؛ ونعبّر بالحقوق تجورًا بالمقابلة» فمن أتى بالواجبات 
والمستحبات فقد حفظ الله كَيِكَ؛ لأنه يكون من السابقين بالخيرات» 
والمقتصد أيضًا قد حفظ الله كيْكَ؛ إذا امتثل الأمر الواجبء وانتهى 
عن المُحَرّم. فأدنى درجات حفظ الله عل أن يحفظ الله 08 


بعد إتيانه 


3 


بالتوحيد بامتثال الأمرء واجتناب النهي» والدّرجة التي بعدها: أن يأتي 


بالمستتحبات» وهذه يتنوع فيها الناس» وتتفاوت درجاتهم. 

قال: (احْمَظْ الله يحْتَظْكَ». وحفظ الله جه للعبد على درجتين 
أيضا: 

الدرجة الأولى: أن يحفظه في دنياه؛ فيحفظ له مصالحه في بدنه بأن 
يصحه.؛ وفي رزقه بأن يعطيه حاجته؛ أو يوسع عليه في رزقه؛ وفي أهله 


بأن يحفظ له أهله وولده ... وغير ذلك من أنواع الحفظ لمصالح العبد 
في الدنياء فكل ما فيه مصلحة للعبد في الدنيا؛ فإنه موعود بأنْ تُحفظ له 
إذا حفظ الله عل بأداء حقوق النه عله واجتنابه المحرمات. 

والدرجة الثانية - وهي أعظم الدرجتين وأرفعه| وأبلغهم] عند 
أهل الإيمان» وفي قلوب أهل العرفان.: أن يحفظ الله 2 العمد في 
دينه» بأن يسلم له دينه بإخلاء القلب من تأثير الشبهات فيه» وإخلاء 
كواب م تأر الههوات قيهاء وان يكن علب افا ار قلق 
وأن يكون أنسه بالله» ورغبه في الله» وإنابته إليه» وخخلوته المحبوبة بالله 
علب كما جاء في حديث الوَّليّ المعروف» الذي رواه البخاري في 
الصحيح أن النبي ويد قال: : إن النّه قال م مَنْ عادى لي وَلِيا لما ققد دنه 
ِالحوْبٍ وَمَا تَقَربَ إل عبِي دا يم حب لضت عل وَمَا يَرَالُ 
عد عَبْدِي يتَقَجبُ ب لوال حَنّى حِبَّهُ قا ذا أَحَيمَهُ كُنْتُ 7 سَمْعَهُ الي 
تش به صر لي ينم به َه أي نط بها جلي يي 
هاون سَألنِي لاعْطِيئهُ وَلَينْ اسْتَعَادَن لاعِيدَنهُوَمَا تَرَدَدْتُ حَنْ عَيْء أن 
فَاعِلهُءَ َرَددِي عَنْ نفس الموْمِن يَكْرَُ الموْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءتَهُ)(0. 

فحفظ الله جل العبد في الدين هذا أعظم المطالب؛ ولهذا كان 


النبي عَكئِْدٌ يدعو الله كثيرًا أن يَحْمَظّه من الفتن وأن يحفظ قلبه؛ كما في 


)١(‏ أخرجه البخاري ( ؟:18) من حديث أبي هريرة وَإإ8. 


ا حديث التاسع عشي ١‏ 00 1 
قوله َك هيا مُقَلّبَ الْقَلُوبٍ تََّتْ قَلْبِي عَل دِينِكَ»20» وقوله: هيا 
مُصَرفَ الْقُلُوبٍ تَيتْ قَلْبِي عَلَ طَاعَتِكَ»0©) ونحو ذلك؛ وكان كثيرًا ما 
يقسم بقوله: «لا وَمُقَّبٍ الْقَنُوبٍ»0"» فأعظم المطالب التي يحرص 
عليها العبد أن يسلم له ديئه» والله َل قد يبتلي العبد بخلل في دينه» 
وشبهات تطرأ عليه لتفريطه في بعض ما يجب أنْ يحفظ الله عل فيه؛ 
فإذا حصل للعبد إخلال في الدين» فإنّه قد أخل بحفظ الله وك وقد 
يعاقب بأن يجِعل غافلاً» أو بحرمانه البصيرة في العلم» وقد يُعاقب بأن 
تأتيه الشبهة ولا يحسن كيف يتعامل معهاء ولا كيف يردهاء وقد 
يُعاقب بأنه تأتيه الشبهة فتتمكن منه؛ كما قال كَبْكَ: + فََمَارَاعُوَا راع أنه 
ُلُويهُمْ 4 [الصف: 5 ]» وقال كك: +( حَمُوا لَه نيهم )4 [التوبة: 517]» 
وقال وَبّكَ في آبية آل عمران: +( عَآمَاادَ ف هيوم ديع يود مَامَطََونَهُ 


)١(‏ أخرجه الترمذي (٠4١5)؛‏ وأبن ماجه ( 878”): وأحمد في المسند (*/ :)1١7‏ والبخاري في 
الأدب المفرد (ص 577 )؛ وابن أبي شيبة في مصفه (5/ 8؟)) وأبو يعلى في مسنده (5/ 0789 
وابن أبي عاصم في السنة (1/ »238١‏ والطبراني في الكبير (9/89)؛ والحاكم ني المستدرك 
/١(‏ 77 والبيهقي في شعب الإان /١(‏ 4/8) من حديث أنس و68. 

(؟) أخرجه النسائي ("/ 87): وأحمد في المسند (7؟/ 414)» وأبو يعلى في مسئذه (4/ 48؟1)» وعبد بن 
حميد في مسنده (ص 4"4)) وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 4"؟) من حديث عائسة 

(*) أخرجه البخاري (/5511) من حديث ابن عمر وَإلكها. 


وه عرسم ضرح اج مل 0 


أت الَِْكةَ ويه تيو 4 [آل عمران: 77]» وقال: نه إلا تدك 
مضل يا من هيدو من قََآةُ 4 [الأعراف: »]1١58‏ وهكذا في آيات 
أخر دلت على أن العبد قد تخذل» وخذلانه في أمر الدين هو أعظم 
الخذلان. 

ولمذا ينبغي للعبد أن يحرص تمام احرص على أن يحفظ الله غلا 
في أمره سبحانه» وإن فاته الامتثال فلا يفته الاستغفار» والإنابة» 
واعتقاد الحق» وعدم التردد» والسرعة بإتباع السيئة بالحسنة لعلها أن 


8 


لهذا فإن حفظ الله َل للعبد في دينه أعظم من أن يحفظه ني أمر 
دنياه؛ ولمذا في قول الله كبك في اللائدة: # ومَانَفْضم مَيتَقَهْ كه 


آآ ا تي فلوبَهج قلس ىه 2-2 ل 0 
وَجَمَلَنَا فُلُوبَهُمم 0 مَوَاضْعِء وَنسُوأ حظا 


مم َال ل 


مْمَادُ كروايه- ولاكرا تيه عل َل تومته امامت َلَعَف عَنهم و عع 

إِنَشّهَيحْبُ الْمْحَسينيت ا م درج م 
سِِكَفَهُمْ كَسَاحَطا مئاد كُوُوا بو عونا يَْنَهُمْ الْمَدَاوَموَالبقَصَاء إل 
يَو الْقِمؤا وَسَوْ كك بيه للَهيِمَاكَا يموت 4 [المائدة: 
1 قوله: 9 مَسَسُوَا حَطامِئَادكُرُوا بوم # يعني: تركوا نصيبًا 
ما أمروا به؛ تركوه عن عمد وعن علم؛ فلما تركوه عن بصيرة عوقبوا 
بالفرقة» قال: 9 ريما أَعْريًا بد دنهم الْعَدَاوَمَوالْبَضَأء إل يو ِاَلْمِيَمَةَ )4. وهذا 
من أنواع العقوبات التي يبتلي الله مَل بها العباد» ويعاقب بها المؤمنين؛ 


الحديث التاسع عشس 0 1 
حيث يعاقبهم بالفرقة؛ لأهم تركوا ما أوجب الله عل عليهم من 
مقتضى العلم؛ وهذا نوع من أنواع ترك حفظ الله جل للعبد» فالعيد 
بحاجة أن يحمّظه الله وله بتوفيقه له ومعيته له» وتسديده إياه. 

وحفظ الله عل للعبد في الدين» أو في الدنيا راجع أيضًا إلى معية 
الله ولك والمراد بها المعية الخاصة التي مقتضاها التوفيق والإلهام 
والتسديد والنصر والإعانة. 

قال: «إحْمَظ الله تدْهُ نجَامَكَ2 يعني: احفظ الله على نحو ما 
وصفنا تجده دائ| على ما طلبت»ء تجده دائما قريبًًا منك يعطيك ما 
سألت؛ كما في حديث الوَّلّ الذي سبق: «ولئن سألني لأعطيته. ولئن 
استعاذني لأعيذْنّه). 

ثم قال وك : «إِذّا سَأَلْتَ فَاسَْألٍ الله وَإِذَا استَعَدْتَ فاشتَّحِن 
بالله» هذا مأخوذ من قول الله كك : ج[ يك مسْدُ د نميهت )4 
[الفاتحة: ©]» وفيه إفراد الله عَْ بالاستعانة وبالسؤال» وهذه على 
مرتبتين: 

الأولى: واجبة» وهي التوحيد بأن يستعين بالله َل وحده دون ما 
سواه فيا لا يقدر عليه إلا الله هنك فيجب على العبد أن يُفرد الله عل 
بالاستعانة» وأن يسأل الله عله وحده في) لا يقدر عليه إلا الله غَا؛ 
لأن صرف الدعاء لغير الله عله شركء وكذلك الاستغاثة بغير الله عله 


شرك. 


الثانية: المستحبة» وهي أن العبد يُستحب له ألا يسأل الناس شيئًا 


إذا أمكنه ذلك لكن الناس لا تستقيم أمورهم إلا بحاجة بعضهم إلى 
بعض» وقد ثبت في صحيح مسله(2" أن النبي ليد أوصى عددًا من 
أصحابه ألا يسألوا الناس شيئًاء قال راوي الحديث: «قَلَقَدُ رَأَيْتُ بَعْضَ 
أُولَيِكَ الثم رِيَسْقطُ سَوْطُ أَحَدِمِمْ َه يَسْألُ أَحَدًا يُنَاولُهُ ياه وذلك 
الكمال» وهذا من المراتب التي يتفاوت فيها الناس» فإذا أمكنك أن 
تقوم بالشيء بنفسك فالأفضل والمستحب ألآ تسأل أحدًا من الخلق في 
ذلكء إذا أمكنك بلا كلفة» ولا مشقة» ومن كانت عادته دايا أن يطلب 
الأشياء فهذا مكروه؛ وينبغي للعبد أن يوطن نفسه. وأن يعمل بنفسه 
ما يحتاجه كثيرًاء وإذا سأل في أثناء ذلك فإنه لا يقدح حتى في الدذرجة 
المستحبة؛ لأن النبي وَبَيْيكٌ ربا أمر من يأتيه بالشيء» وربها طلب من 
يفعل له الثبىء» وهذا على بعض الأحوال. 

قال: (إذًا سَأَلْتٌ فَاسْأَلٍ الله وَإِذّا اسبَعنْتٌ فاسْتَعِن بالله) ظاهر 
في الوجوب على القيد الذي سبق ذكره؛ مِنْ أن هذا يتناول المرتبة 
الأولى على الوجوبء والمرتبة الثانية على الاستحباب. 

قال: دوَاعْلَمْ أن الم لو اجْتَمَعَتْ عَل أن يَتمَعُوكَ بِتَىءِ 1 يَنْمَعُوكَ 


ِلأَبِكَيِء قَدْ كَتِبَهُ الله َك وَإِنِ اجْتَمهُ جْتَمَعْواعَل أَنْيَهُرُوكَ بنَيءِ 


(1) أخرجه: مسلم )١١47(‏ من حديث عوف بن مالك الأشجعي 8. 


الحديث التأسع عشس 


ص 


َيَشُرُوكَ إلا بكَيْءِ قَدْكَتبَهُ الله لَك رُفِعَتٍ الأَفْلامُ وَجَُتٍ 
الصحخف»». هذا فيه بيان القدر السابق» وأن العباد لن يغيروا من قدر 
الله َل الماضي شيئاء وأن من عظم توكله بالله عله فإنه لن يضره 
الخلق» ولو اجتمعوا عليه؛ ى| قال جل انبيه وَكٌِ: +( وَأَةيسع لكين 
ْنَا [المائدة: 517]؛ وجاء في عدد من الأحاديث بيان هذا الفضل» 
في أن العبد إذا أحسن توكله على الله عله وطاعته لله؛ فإن الله يجعل له 
تخرجّاء ولو كاده من في السماوات ومن في اللأرض لجحعل الله َل له 
من بينهن مخرجّاء والتوكل ء على لله لامر من هذه الوصيةة حيث 


قال: دوَاعْلَمْ أن الأمةَ لو اجتمع- جْتَمَحَتْ عَل أَنْ يَنْفَعْر ...» ثم قال : ون 
دم جْتَمَعُوا على أن شد ولك. لاخر ماين وهل ا 
عل الله ك. 


والتوكل على الله و8 من أعظم مقامات الإيمان؛ بل هو مقام 
الأنبياء والمرسلين في تحقيق عبوديتهم العظيمة للرب بد والتوكل 

0 ع 8 ٌِ 03 
على الله معناه: أن يفعل السبب الذي أمر به. ثم يفوض أمره إلى الله 
عله في الانتفاع بالأسباب, وإذا كان ما لديه من الأمر لا يملك أن 
يفعل له سبيًا؛ فإنه يفوض أمره إلى الله كَبكَ؛ ى) قال يه في ذكر مؤمن 
آل فرعون: + وَأفيِ سمرت إِلَسَّه )#[غافر: 4 4]. 

وهذا التفويض إلى الله جَةْ عمل القلب خاصة: يعنى: أن 
يلتجئ بقلبه» وأن يعتمد بقلبه على الله عَكة في تحصيل مراده؛ أو دفع 


شسرح ل مين النووية 

الشر الذي يخشاهء وإذا تعامل مع العباد فإن| يتعامل معهم على أنهم 
أسباب» والسبب قد ينفع وقد لا ينفع» فإذا تعلق القلب بالخلّق أوتي 
من هذه الجهة؛ ولم يكن كاملاً في توكله. 

فتعلق القلب بالخلق مذموم؛ والذي ينبغي: أن يتوكل على الله 
وأن يُعلق قلبه بالله َك وألا يتعلق بالخلق» حتى ولو كانوا أسبابًاء 
فينظر إليهم على أنهم أسباب» والذي يجعل السبب سببًا ويتفع به هو 
اه ك3 

إذا قام هذا في القلب فإن العبد يكون مع ربه كَكْكْء ويعلم أنه لن 
يكون له إلا ما قدره الله عله له ولن يمضي عليه إلا ما كتبه الله جل 
عليه. 

قال َكل : «رُفِعَتٍ الأَقُلآم وَجْمَّتِ الصّحُْفْ» يعني: أن الأمر 
مضى وانتهى» وهذا لا يدل على أن الأمر على الإجبار؛ بل إِنَّ القدر 
ماض» والعبد يمضي فيها قدره الله وك؛ لأجل التوكل عليه» وحسن 
الظن به وتفويض الأمر إليه» وهو إخلاء القلب من رؤية الخلق. 

قال: (وفي رواية غير الترمذي: «احْمَظٍ الله تحِذهُ أُمامَكَ؛ تَعَجَفْ 
ل لكف ارا يوذ كفي الخد واكم لها أضط ةتكن 
لِيُصِيبَكٌ» ما أصَابكَ لميكن يكن ليه طِنَكَ). 

قوله عَلَئِيَهُ: «تَعَرّفْ إلى الله في الرحاء». تعرّف العبد إلى ربه هو 
عِلْمه به| يستحقه َي يعني: تعلّم ما يستحقه للةُ منك في توحيده في 


الحد مث التأسء عث 


ربوبيته؛ وإلهيته» وني أسائه وصفاته» وما يستحقه جل من طاعته ف 
أوامره» وطاعتّه فيا نبى عنه باجتناب المنهيات» وما يستحقه خَلةٌ من- 
إقبال القلب عليه؛ وإنابة القلب إليه؛ والتّوكل عليه والرغب فيما 
عندهء وإخلاء القلب من الأغيار - يعني: من غيره وك - واتباع ما 
يحب ويرضى من أعمال القلوب. 

وقوله: «في الرححاء» يعني: إذا كنت في رخاء من أمرك؛ لأن بعض 
النفوس قد تشعر حين الرخماء أنها غير محتاجة لأحدء فتتعرف إلى الله 
في الرخاء بأن تطلب ما عنده؛ وتعلّم ما يستحقه عل وتتبع ذلك 
بالامتثال؛ فإن هذا من أفضل الأعمال الصالحة؛ بل نب الدين وعماده 
هو: العلم ب| يستحقه كنك ثم العمل بذلك. 

فإذا حصل منك التعرف إلى الله لد عَرَفَك الله في الشدة» قال: 
ايَعْرِفُكَ في الشَّدَّوَاء وكلمة: ايَعْرفُكَ» هذه جاءت على جهة الفعل» 
ومعلوم في باب الصفات أن باب الأفعال أوسع من باب الأسماء. 
وباب الإخبار أوسع من باب الصفاتء فلا يقتضي هذا أن يكون من 
صفاته َك المعرفة؛ فإنه لا يوصف الله َه بأنه ذو معرفة» بل يقيّد 
هذا على جهة المقابلة كما قال الني وَل هنا: : انعرف إلى الله في الرحاء 
يَعْرفَكَ في السّدّوا. 

فيجوز أن تسستعمل لفظ (يعرف) على الفعلية في مقابلة 
لفظٍ يعرف آخر؛ كم في نظائره؛ كقولء وك «لايَمَلٌ الله حَنَى 


عَنُوا(2» وكما في قول الثه حل # ويم00 دُوَيَسولنَه )4 [الأنفال: ٠‏ "]» 
وفي قوله َك : ٍإِتَمَاعَنَ ممه زوق (2) أمَهيستهزة يوم #[البقرة:4 03 8١]ء‏ 
وقوله غلة: «إيكرِعْونَ لوكي 4 [النساء:؟4 10 وأشباه ذلك 
من الألفاظ التي جاءت بصيغة الفعل» ومجيئها بلفظ الفعل لا يدل على 
إطلاقها صِفة؛ لأنها جاءت على لفظ المقابلة» ومجيء بعض الصفات 
على جهة الأفعال بالمقابلة هذا يدل على الكمال. 

ومعلوم أن المعرفة غير العلم» فالمعرفة قد تشويها شائبة النقص؛ 
لأن لفظ المعرفة وصفة المعرفة هذه قد يسبقها جه ؛ لأنْ (عَرَفَ 
الشي) يعني: تَعَرفَ إليه بصفاته» وهذا يقتضي أنه ربا كان جاهلاً به 
غير عالم بهء أما العلم فهو صفة لا تقتضي ولا يلزم منها سبق عدم علم 
أو سبق جهل وأشباه ذلك؛ ولهذا كان من أس)ء اللّه الحسنى العليم» 
ول يكن من أسمائه َه العارف. وأشباه ذلك. 

إذا تقرر هذا فلفظ (المعرفة) جاء في القرآن على جهة الذم. قال 
خَة: + يَعَرِْوننِعمَ تله تُمْسْصكروها 4[النحل: وقال الله 
يل في آية الأنعام: + لين اينهم الكتب يعرفوته, كما كما يمرفو تدهم ادن 


“م 


2 


حيرأ أنه فم لَايوْصُونَ )#[الأنعام: وما شابه ذلك من الآيات 


)١(‏ أخرجه البخاري ("4)؛ ومسلم ( 88/) من حديث عائشة وإفه. 


فلفظ (المعرفة) جاء على جهة الذم في غالب ما جاء في الكتاب والسنة 
وقد يأ على معنى العلم؛ كم| في هذا الحديث. فَإذًا قوله وَكئِكٌ: «تَعَرَفْ 
إلى الله في الرحاء يَعْرِفْكَ في الشَّدَّةَه من جهة الصفات هذا بحثه. 

ما معنى معرفة اللّه للعبد في الشدة؟ 

قال العلماء: هذه معناها المعيّة» فمعرفة الله جل للعبد في الشدة 
يعني: أنْ يكون معه بمعية النصر والتأييد والتوفيق» وأشباه ذلك0©. 

قال: «واغكَم أَنْمَا أخطاك لَيَكُنْ لِمُصِيبَكَ» وَمَا أَصَابَكٌ 1َيَكُنْ 
لِيحدْطِئَكٌ؛ وهذا في القدّر وقد مضى بحثه. 

قال: (رَاعْكَم أنَّ التَضرَ مَعَ الصَّْ وَأَنَّ المَرجَ مَعَ الْكَرْبٍ» وَأَنَّ مََ 
الْعْسْرِ يُسْرًا» هذا فيه الأمر بالصبر» وأن مع الكرب يأتي الفرج» وأن مع 
العسر بسأني اليسر؛ كما قال وق: (وَمَاترت] ]نرف 
[الشرح: 5-8]» وثبت عنه وَل أنه قال: «لَنْ يَغْلبَ عَسْرٌ يُسْرَيْنِ)70, 
وهذا من فضل الله وَبك. 

وقد قال الشاعر9: 


.)١88 أنظر: جامع العلوم والحكم (ص‎ )١( 

(؟) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ("/ :)"8٠١‏ والحاكم في المستدبرك (؟/ 8518)» والبيهقي في شعب 
الإبيان (7/ 5١؟)‏ من حديث الحسن يل. وروي موقوفًا على ابن مسعود؛ وابن عباس؛ وعمر 
فته انظر: تخريج الأحاديث والآثر للزيعلٍ (4/ 78؟). 

(*) هذا الببت من القصيدة المنفرجة لأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري المعروف بابن 


8 آ/ الوية 
54٠١ [2‏ | ل اه عل سه 


0 


اشبَدّي أزمة تف رجي فقداآدنَ ليك بابلج 

في القصيدة المسياة (المنفرجة)» وهذا يدل على أن العبد إذا اشتد 
عليه الأمر» وأحسن الصبرء وأحسن الظن بالله وْكَ؛ٍ فإنه يؤذن له بأن 
ينفرج كربه» وأنْ سر له عسره» والصبر أمر به هنا في قوله: (وَاعْلَمْ أن 
النَضْرَمَعَ الصّبرّه والنصر مطلوب» فصار الصبر مطلوبًاء والصبر 
مرتبة وأجبة. 

وإذا حصل كرب ومصيبة؛ ىا قال: (مَا أخطأك 1 يكُنْ لِيْصِيبَكَ 
وما أصَابكَ يكن لييُْطِقَكَ»؛ فإن الواجب عليه أن يصبر» والصبر 
عند البلاء هذا يشمل صبر القلب وصبر الجوارح؛ لأن الصبر في اللغة: 
الحبس. قتل فلان صررًا يعني: حبسّاء ُبس وربط في شيء حتى قتل» 
يعني : من غير قتال.(© 

وهو ني الشرع: 

٠.‏ حبس اللسان عن التشكي. 


النحوي المتوفى سنة ثلاث عشرة ومسماثة» وقيل: لأبي الحسن يحبى ابن العطار القرشي الحافظ» 
والأول أرجح. ش 
انظر: طبقات الشافعية الكبرى (85/8)؛ وكشف الظنون (؟/ 1745). 

)١(‏ انظر: معجم مقايس اللغة لابن فارس (5/ 2185 وكتاب العين (17/ 115)» والتعريفات 
للجرجاني (ص 375)» ولسان العرب (4/ 479). 


الحد مث اناسع عشس اتلك 
حبس القلب عن التسخط. 
٠.‏ حبس الجوارح عن التصرف بما لآ يجوز من لطم الخدود. 
أوشق الحيوب» أو النياحة» ونحو ذلك. 
فإذا أتى بلاء فإنه يصبرء وإذا ابتلي بشيء في نفسه. أو في أهله. أو 
في أولاده من نقص في الأنفسء أو نقص في الأموالء أو ما شابه ذلك؛ 
فإنه يصبر عند البلاء. والصير واجب من الواجبات وليس بمستحب 
فقط» فيُحبس القلب عن التسخط على فعل الله قَبْكَه ويحبس اللسان 
5 ل عاللد - 
عن شكوى الله غلا إلى الخلق» وتحبس الجوارح عن إظهار الجزع من 
مسلم وغيره أن النبي وليك قال: «وَالصَبْرٌ ضِيَاة2'0: وهذا من أعظم 
الطريق» فالصير واجبء والأجر على البلاء هذا يكون بالصبرء والبلاء 
للمؤمن له جهتان: 
٠‏ جهة تكفيره للسيئات. 
فالبلاء يكفرء ولكن الإثابة تكون على الصبر؛ فإن فقد الصبر هل 


.)5١4 سيأتي تخريجه (ص‎ )١( 


:ليرا 0 حلاف ين آمل الل والقامرق ذلك نال 
لا يشترط لتكفير السيئات بالمصيبة» بل وقوع المصيبة في نفسها فيه 
تكفير للسيئات رحمة من الله يل ى] قال خَللة : # وَمَآآص بكم ين 
مُصِييسة يْهِمَا كسبتْ يديك وَيَعْفُوا ص كدير )4 [الشورى:٠‏ "1 وفي 
الصحيح: «مَنْ يُرِدْ الله به حَيْرًا يَصِبْ مِنْهُ206» فبالمصيبة يكون الخير 
للمسلم ولاشك» إذا صير عليه فإنه يؤجر وتكفر عنه السيئات؛ 
وتفاصيل الكلام على الصبر في «كتاب التوحيد).؛ وفي (مدارج 
السالكين» في منزلة الصبر(©. 

وإذا حصل للإنسان كرب وبلاء: بأن ظلمه السلطان؛ فإنه يجب 
عليه أن يصبر ولا يدعو عليه؛ كما فعل الإمام أحمد مع ولاة بني 
العباس مع أنهم كانوا في شر مقالة» أخذوا الناس بهاء ودعوا الناس 
إليهاء وقتلوا وحبسوا فيها من حبسواء فكانت طريقة الإمام أحمد أن 
صبر عليهم ولم ينزع يدا من طاعة» وكان الفضيل بن عياض( يقول: 


)١(‏ أخرجه البخاري ( 89548) من حديث أبي هريرة وَق. 

(؟) انظر: مدارج السالكين (؟/ 187- »)١37١‏ وتيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد 
(ص )48١‏ باب: من الإيان بالله الصبر على أقدار الله 

(5) هو الإمام الزاهد العابد أحد صلحاء الدنياء الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر أبوعلي 
التميمي ثم اليربوعي الخراساني المروزي» أخذ الفقه عن أبي حنيفة» وروى عنه الإمام الشافعي؛ 
كان ني أول أمره شاطرًا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخحس. ثم أراد الله مل له المداية. انظر: 


امحد مث التأسء عشس 
«لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان200. 
وهذاله مأخذ آخر من جهة أن الكرب الذي ربما أتى من 
السلطان إذا تشكى المؤمن منه؛ فإنه يخالف حبس اللسان عن التشكى؛ 
ولحذال) جاء أحد الصحابة إلى النبي يللي وذكر له ما يلقى من 
المشركين من الشدة غضب النبي وَكٌ لأجل أنهم لم يصبرواء وقال: 
كان الج جل فسن بكم ْفُلَهفي الازض مَمجْعلُ فيه قَيجَاء المنْشَارٍ 


ص 


2 ص 2 5 َِ م22 
َبُوضَعٌ عَلَ رَأسِهِ ممق بِائْتنِ وَمَا يَصَه ْلِكَ عَنْ ويذه وَيمْقَط 


ا رداون هوي طم صب وعاط 41 لِكَ عَنْ 
دين هيم هذا الأمر حت يسِرالرَاكِبُ ون صَنْعَ ءَإِلَ حَضْرَمَوْتَ 


لا يحَافُ إلا اللّه أو الذَّدْبَ عَلَ غَتَمِهِوَلَكِدَكُمْ تَسْتَمْجِلُونَ» 0" فدل هذا 
على أن الصبر واجب في جميع الحالات؛ ولهذا أمر الله ل نيه أن يصبر 


كما صبر أولو العزم من الرسل» فقال: كَأصَررَكمَاصَرَأوْلوأ لمرو مِنّ 


تاريخ دمشق (48/ 8ل)» ووفيات الأعيان (61//4)؛ وسير أعلام النبلاء(8/ ١؟4)؛‏ وطبقات 
الحنفية (ص 405)؛ وشذرات الذهب (11/1"). 

)١(‏ أخخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (1/ :)١75‏ وأبو نعيم في الحلية :)5١/8(‏ وذكره 
البري.اري في شرح السنة (ص »)8١‏ وابن عساكر في تاريخ دمشق (؟50/8)؛ والذهبي في سير 
أعلام النبلاء (4/ 4"4). 

(؟) أخخرجه البخاري (517") من حديث خباب بن الأرت وَ2. 


شسرح ألا مرعين النوو, بة 


َلْرْسْلِ *#[الأحقاف: ه "]» وكل مخالفة لهذا الواجب يأتي لما أضدادها 
في حياة العبد» إما الخاصة أو العامة. 

ثم المرتبة الثانية المستحبة وهي: الرضا بما قدر الله كبك فالصبر 
واجبء وأما الرضا فهو مستحبء ومعنى الرضا بالمصيبة أن يستأنس 
ما ويعلم أنها خير له. فيقول: هي خير ليء ويرضى بها في داخله. 
ويسلم لهاء ولا يجد في قلبه تسخطًا عليهاء أو لا يجد في قلبه رغبة في أن 
لا تكون جاءته؛ بل يقول: الخير في هذه وهذه مرتبة خاصة. 

وهناك فرق ما بين الرضا الواجب والصيرء فالصبر حبسء وأما 
الرضا فهو التسليم لهذه واستكناس القلب لما؛ ولهذا كان الرضا 
قسمين: الرضا الواجبء والرضا المستتحب. 

وتحقيق المقام في ذلك أن الرضا تختلف جهته: تارة يكون واجبّاء 
وتارة يكون مستحبّاء فالرضا الواجب أن يكون النظر إلى جهة فعل 
الله قد فإذا نظر العبد إلى فعل الله غَلإة وجب عليه أن يرضى به. وألا 
يتسخط فعل الله وك فهذا قدر واجبء أما المصيبة في نفسها فهذه 
الرضا بها مستحبء فإذا نظر إلى المصيبة وأنها شر بالنسية إليه فقد 
لايرضى بذلك من جهة؛ كمن فقد ولده. أو فقد مالآ أو أصابه 
مرضء لكن المستحب له أن يرضى بذلكء أما من جهة فعل الله 2ه 
فيجب عليه أن يرضىء وألا يتهم الله جل في فعله ولا في قضائه. 
فالرضا بالقضاء واجب. والرضا بالمقضي مستحب. وهذا تحقيق القول 


الحديث التا عسل 


في هذه المسألة التي اختلف فيها أهل العلم. والصبر -ىا هو معلوم- 
غير الرضاء الرضا شيء والصبر شيء آخر؛ لآنه قد يصبر من لم يرض» 
فإذا رضي عن الله عل ورضي بالمصيبة التي جاءته صار ذلك كالاً في 
حقه وزيادة على الصير. 


ب 
ويم ل 


الحديث المشسرون 


الحديث العشرون 

وعن أي تسعر عقب نَمو الأنصاري البدري وق قال: 

قال رسول الله يكل نين كَ النَاسُ مِنْ كلم الَو الأول : إِدَا 
تَسْتحي قَاصْنَعْ مَا شِنْتَّ». رواه البخاري7©. 


هذا الحديث فيه الكلام على شعبة من شعب الإيمان ألا وهي 
الحياء» فقد أَُسْيِد الكلام هنا إلى ما بتي للناس من النبوة الأوى؛ فقال 
عِتَيَِه: «إِنَّمما أَذْرَ كَ اناس مِنْ كلام المَرَة الأول». وهذا يقتضيى أن 
ناك كلام أدركه اناس من كلا! اليا وعنى الإدرك: أنه فشي 

وقوله: ليا للش (ين) هنا تبعيضية» فيكو هذا الول 
وهر: إِذَالَتَسْتَحي قَاضْنَْ مَاشِْتّ» يكون بعض ما أدرك من كلام 
النبوة الأولى» والنبوة الأولى المقصود بها النبوات المتقدمة» يعنى: أواكل 
الرسل والأنبياء؛ كنوح يلك وإبراهيم يَإلييك؛ فإن نوحًا يكلم له 
كلام فشا في أتباعه فيا بعصده» وإبراهيم ع تم#كذلك في كلام له 
وكذلك مما أعطاه الله عله وأوحاه إليه في| في صحفه. 1 


.)51١( أخرجه البخاري‎ )١( 


شرح الأمريعين التووية _ 


04 ) 
فالنيوة الأول المقصود بها النبوات السابقة البعيدة عن إِرْثِ 
الناس لذلك الكلام» فيكون مقتضى النبوة الأولى أنّ هناك نبوات 
متأخرة» وهذا صحيم؛ لأنّه إذا أطلق النبوات الأولى فإن) يُعنّى مها 
الرسل والأنبياء المتقدمونء أما موسى يليت وعيسى يليك وهكذا 
أنبياء بني إسرائيل» داود وغيره؛ هؤلاء من النبوات المتأخرة؛ يعني: 
من الأنبياء والرسل المتأخرين. 

وقوله وَكي : نا أَذْرَكَ النّاسُ مِنْ كلام التموة الأول هذا يعني 
أن هذا الكلام كلام أنبياء» وله تشريعٌه» وله فائدته العظيمة: فهذا فيه 
لفت النظر إلى الاهتمام بهذا الكلام. 

قال: وإذَا لَْتَسْتحي) هنا دخلت (4) على الفعل تستحبي فأثرت 
فيه بالجزم بحذف الياء؛ لأن هناك يائين» وتظهر هذه في قول الله صِبْكَ: 
١‏ إِذَّألَه لاِسَْسَسيء [البقرة: 5؟]» فلم أتت (1) خَذِفَت الياء التي 
هي من الفعل» وبقيت الياء الأخرى الداخلة» وإذا قيل: «1 تَسْتّم) على 
كسر الحاء إشارة إلى حذف الياء فلا بأس في نظائرها المعروفة في 
النحو. 
قوله: «لَ نسحي قَاضَْْ مَا شِْتَ» هذا فيه ذكر الحياء» والحياء كما 


35 


8 ب 2 2 م 3 ا 
جاء في الحديث الآخر: (وَالحَيَاءُ شَعْبَةٌ مِنْ الإيان2700, وهو مَلَكَة 


)١(‏ أخرجه البخاري (5)؛ ومسلم (8") من حديث أب هريرة وإفق. 


باطنة» والحياء هذا يأتي تارة بالجبلة والخُلّق المطبوع عليه الإنسان» 
وتارة أت بالاكتساب. 

أما بالجبلة والطبع فإن بعض الناس يكون حييًا بطبعه؛ كي جاء في 
الصحيح أن رجلاً من الأنصار كان يعاتب أخاه في الحياء يقول: إنك 
لتستحيي» حتى كأنه يقول: قد أضر بك الحياء» فقال له النبي عَيَلِةٌ: 
«دغْهُ فَإِنَ ااه مِنْ الإيانٍه7": وثبت عنه وََيِِ أنه قال في حديث 
آخر: اخيَاهُ لايأتي إِلابِخَبْرِ»”". فالحياء شعبة باطنة» ويكون جبابًا 
طبعياء ويكون مكتسبّاء والمكتسب مأمور به» وهو أن يكون مستحيًا 
من الله ويك وأنْ يكون مبتعدًا عن المحرمات وما يّشينه عند ربه ويك 
تمتثلاً للأوامر مقبلاً عليها؛ لأن الله ع يحب ذلك ويرضاهه فالحياء 
المكتسب ما يكون في القلب من الخُلق الذي يجعله آنفا أنْ يغشى 
الحرام, أو أن يترك الواجب» وهذا يكون بملازمة الإيمان» وبالعلم 
والعمل الصالح حتى يكون ذلك ملكة. 

وقوله وك : ذا لتحي قَاضْدحْ مَاشِدْتّه اختلف فيه العلماء 
على قولين9»: 


)١(‏ أخرجه البخاري (4؟): ومسلم (5”) من حديث ابن عمر وَإفكةا. 
(1) أخرجه البخاري (/5117): ومسلم (50) من حديث غمران بن حصين وإإق. 
(5) انظر: تأويل خمتلف الحديث لابن قتيبة (ص 2578): والتمهيد لابن عبد البر (4/ 5؟)» وجامع 


. القول الأول: من العلماء من قال: إنه أمرء وقال: معنى الحديث 
إذاكان الأمر الذي تريد إتيانه تما لا يُستحيى منه فاصنع ما شئت من 
تلك الأمور التي لا يستحيى منها عند المؤمنين» يعني: إذا كان الآمر 
ليس حراماء وليس مما يخرم مكارم الأخلاق والمروءة» ولم يكن فيه 
تفريط بواجبه ولم يكن مما يستحيى منه في الشرع فاصنعه ولا تبال؟ 
لأن هذا دليل أنه لا بأس بهء وهذا قول جماعة من أهل العلم؛ منهم 
إسحاق وأحمد. وجماعة كثيرون. 

والقول الثاني: أنه ليس بأمرء وأهل العلم في هذا أيضا لهم 
توجيهان: 

الوجه الأول: قالوا إِنّهِ خرج عن معنى الأمر الذي هو الإلزام 
بالفعل إلى التهديدء ذ فمعنى (إِذَا ل تَسْتَحي 8 ي فَاضْدَعْ مَاشِئْتَ ) يعني: 
إذالم يكن لك حياء يمنعك من مقارفة الحرام والمنكر والتفريط 
في الواجبات فاصنع ما شعت شكت» فإن من لا حياء له لا خير فيه» 
وهذا يكون خرج للتهديد؛ لأنْ صيغة (افعل) عند الأصوليين وعند 


العلوم والحكم (ص 194)» وفتح الباري (5/ 877)» /9١(‏ 51)؛ وشرح الأربعين لابن دقيق 
العيد (ص "8): وعملة القاري /١5(‏ 54)» وشرح الأربعين النووية للعلامة ابن عثيمين فته 
(ص 3056 ا 


الحديث المشسرون 

أهل اللغة تأتي ويراد مها التهديد؛ كا في قوله كَبَكَ: « أعْملوأماسِلئم »> 
(أفصلت : 015٠‏ وهذا مخاطب به المشركون» يعني: اعملوا ما شئتم 
من الأعمال» وليس هذا تخييرا مم ولكنه تهديد وكما في قوله 518: 
د ذف تلك أ تَالمربر لمك لَحكرمُ 4 [الدخان: 49] هذا توبيخ أيضاء 
وليس فيه الأمر الذي هو يوجب الامتثال» ولكن هذا من باب التهكم 
والتوبيخ والتخويف» وهكذاء فصيغة (افعل) تخرج عن مرادها من 
أنه إلزام بالفعل إلى صيغ أخرى بلاغية منها التهديد والتوبيخ؛ 
وأشباه ذلك. 

فهنا في قوله: «قَاضَعْ مَاشِيْتَ» هذا على جهة التهديدء إذا 
لم يكن لك مانع من الحياء يمنعك عن مقارفة المنكر» فافعل ما شئت» 
وستلقى الحساب؛ وستلقى سوء هذا الفعل الذي لم يمنعك عته الحياء. 

الوجه الثاني: أن طائفة من أهل العلم قالوا هذا خرج محرج 
الخبر؛ يعني أَنْ ما لا يُستحيا منه فإن الناس يصنعونه» وهذا خبر عن 
الناس؛ وعما يفعلونه» وهو أن الأمور التي لا يستحيون منها 
يصنعونهاء إذا لم تستحي مسن ذلك الفعل فلك صنعه؛ أو فالناس 
يفعلونه» فهو أمر في ظاهره خبر في باطنه. 

وهذان القولان ظاهران» في الأول» وفي الثاني يعني: أنه أمر أو . 
أنه ليس بأمرء خرج على التهديد, أو على الخبر» كل هذا قريب» 
والحديث يحتمل القول الأول. ويحتمل القول الثاني. 


مق < 
2 ويم 9 


الحديث الحادي والمشسرون 


الحديث الحادي والعشرون 
عن أي عمو - وقيل: أبي عَمرّة - سفيان بن عبد الله وَإِي كَالَ: 
قَلْتٌ: يا سُول القه قل لي ني الإشلام ْله لا أَسْألُ عَنْهُ أحِدٌ دَا غَبرَك. 


ل: شل آمك ؛ بايلهُ نَم استقم) .زواة مسلو(". 


الشرح: 

هذا الحديث أيضا من أحاديث الوصاياء وهو حديث سفيان بن 
عبد الله وإ طلب فيه الوصية من الرسول وك نقال: «قُل لي في 
الإلام ْله يعني: أوصني في دين الإسلام لا يحوجني معه أن 
«أَسَأَلُ عَنْهُ أَحدًا غَيْرك) فقال وكيد وهو من جوامع كلمه عَيَئلَة: «قُلْ 
منت الهأ اشتقن»» وهذا مأخوذ من قول الله في فصلت: إل 
اليس وَالوأرسَاائَه كعَاستصدمواتت عله والمكيحكة اواولا 
تَحْرَوأ )4 [فصلت: ٠‏ "], فقول الله يل ج( ناليس كاري لَه 
أسْتَقَدمُوأ )4 هو كقوله وَل هنا: «قَل آمَنْتٌ يالله م ا 
رواية: «قل آمنْتُ باللهفَاسْعَقِمٌ»» وهذا الحديث في معنى الآية. 

ومعنى الإيمان بالله هو أن تقول: ربي الله؛ لأن قول العبد: ربي 


(1) أخرجه مسلم (78)» وفيه: (فَاسْيقِ). 


اللهء معناها: معبودي الله وحده لااشريك له؛ لآن الابتلاء في القبر 
يكون في التوحيد الذي هو توحيد الإلهية ويأتٍ بصيغة الربوبية» فالعبد 
يُسأل في قبره: من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟200)» فمن ربك يعني: 
من معبودك ؟ فلفظ الرب يُطلق ويراد به المعيود؛ لأن توحيد المعبود - 
لازم عن توحيد الربء فتوحيد الإفية لازم لتوحيد الربوبية» فمن 
أيقن بتوحيد الربوبية لزم عنه أن يوحد الله في الإلهية؛ وني أسمائه 
وصفاته؛ لهذا كان الاحتجاج في القرآن على المشركين كثيرًا بتوحيد 
الربوبية في توحيه الإلهية؛ كما في قوله وَبَك: + فل ميرد فكي نَالسَمَك 
لض سيك المع مسرن لي ألمت ومح ميت ورت 
لس ومن يدور 0-7 مَعْل أفَل كتَوُونَ ((0) ملل مشر 21 35 
َسْدَاَلْحيَ إلا ألصّكَلُ 4 [يونس: "١‏ ؟"]ء وقوله ويْكَ: + وكين 
َنْحَلَهمَشوَْآئُ 4 [الزخرف: /81]» وقوله وَيْك: +( 0 
ا برُالْعلِيمٌ #[الزخرف:9], والآيات 
. في هذا كثيرة» وطريقة القرآن أنه يحت على المشركين بم| يقرون به» وهو 
توحيد الربوبية على ما ينكرونه وهو توحيد الإلهية. 


)١(‏ تواترت الأحاديث عن النبي يَكَيِةِ في إثبات فتنة القبر» وسؤال الملكين للا نسان بعد موته؛ ى! جاء 
في حديث أنس وق الذي أخرجه البخاري ( 3178 17/4), ومسلم ( ٠5410)؛‏ وجاء أيضًا 


من حديث البراء» وأبي هريرة ؛ وأبي سعيد؛ وأبي قتادة» وعائشة» وغيرهم د 7 


احديث اهادي والمشسرون 


إذّا قول قائل: «آمَنْتٌ بالله», أو قوله: (ربي الله) هو التوحيد 
الذي يشمل توحيد الريوبية والإلهية والأساء والصفات؛ لأنَّ بعضها 
يتضمن البعض الآخر. 

وقوله: «شُلْ آمَنْتٌ يالله»: تقدم معنا أنَّ الإيمان قول وعمل 
واعتقاد("2, فإذا قال: «آمَنْتٌ يالله» يعني: أنه اعتقد الاعتقاد الصحيح 
وعمل العمل الصحيح الصالح الذي وافق فيه السّنة» وكان مخلصًا فيه 
دله وبق وأيضًا تكلم وتلفظ بها يحب الله َل ويرضى. 

فإذًا قوله: «قل آمَنْتٌ بالله» يشمل الأقوال والأعمال 
والاعتقادات» فدخل في هذه الوصية الدين كله؛ لأنه قال: «قلُ لي في 
الإسْلام ولك له أَسألُ عَْهُ أحدا غَيْرك» وفي لفظ: «لاآأَسْأَلُ عَنْهُ أحدا 
يَعْدَك) فقال: «قَل آمَنْتُ بالله؛, وقوله: «آمَنْتٌ بالله» المقصودبه 
الإيهان الشرعي؛ لأنه هو الذي يتعدى بالباء» فالإيان إذا تعدى بالباء 
في نصوص الكتاب والسنة فيعنى به الإيمان الشرعيء الذي هو قول 
وعمل واعتقاد. ٠‏ 

وكما سبق في شرح حديث جبريل يليك أن الإيهان مشتق من 
الأمْنء وأصله أن من آمن بشيء أُمِنَ الغائلة» يعني من صدق به 
تصديقًا جازمّاء وعمل بم يقتضيه ذلك التصديقء فإنه يأمن غائلة 


000 راجع (ص .)8١‏ 


التكذيب؛ لأن تكذيب امبر له غائلة؛ يعني له أثر سيى على المكذّب» 
فمن كذّب م يأمن» فالإيهان والأمن متلازمان من حيث الأثر» والإيران 
مشتق من الأمنء يعني: من جهة الاشتقاق اللغوي البعيد؛ والإيمان 
معناه: التصديق الحازم الذي لا ريب معه؛ ولا تردد فيه. 

قال: (حُهَ ثم اسْتَقِم)؛ ( هذه لتراخي الجمل» وإلا فإِنْ الاستقامة 
من الإيهان» فلا يُتقصل بين الاستقامة والإيوان؛ كا تقول: آمن بالله ثم 
اعمل من الصا حات. فهذا تراخي جملة عن جملة؛ وتراخي الجمل ب 
(مُعٌ) له فائدة من جهة علم المعاني في البلاغة» فمحل الكلام عليها 
هناك. 

وقوله: لتم اسْيَقِم) فيه الأمر بالاستقامة» والاستقامة لفظها 
(استفعل)؛ استقام فيها معنى الطلب» ولكن هذا ليس بظاهر؛ لأن 
هذه الصيغة (استفعل) تأتي ويراد بها الطلبء وتأتي ويراد بها لزوم 
الشىء وكثرة الاتصاف به. 

فمن الأول: أن استفعل تأت ويراد مها الطلب؛ كقولك: استسقى 
فلان يعني: طلب السقياء واستغاث طلب الإغاثة» واستعان طلب 
الإعانة» وهكذا في أشباهها. 

ومن الثاني: أن استفعل تأتي ويراد منها لزوم الوصف. وكثرة 
الاتصاف به وعظم الاتصاف به» كقوله كبْك: 9( وََسْسَنْىَكمَة م )4 [التغاين 
: 5] فليس معناها طَلَّبَ الغنى» ولكنه غنيٌ بغنى لازم لذاته» وكثر 


امحدمث الحأدي والمشسرون 


وعظم جدًا. 
فإِذًا (استفعل) إذا لم تستعمل في الطلب فيُعنى بها لزوم الصفة 
للذات» وكثرة الاتصاف» وعظم الاتصاف بها بحسب ما يناسب 


الذات» فإذًا (استقام) يعلى: < ناليس كَالوياامَه كماد مكيأ 4 


1فصلت: »]١‏ + دََسْيَّهِمَ كمَآأْمِرَتَوْصَ كاب مَمَكَ )4 [هود: ؟١١],‏ 


ل« هَأسْيّقِيمُوَإِكّه وَاسْتَفْفِرُوهُ 4 [فصلت: "] وهكذاء استقيموا ليس 
معناها طلب الشيء» ولكن معناها الإقامة على هذا الدين؛ والإقامة 
على الإيمان» وأن يعظم وصف الالتزام به والإقامة عليه. 

لهذا كلمة (الاستقامة) تشمل - كا فسرها طائفة من أهل 
العلم(" - الثبات على الدين» (استقام) يعني» ثبت على الدين» أي: 
عمل الطاعات. وابتعد عن مساخط اللّه» وعن المحرمات» وهذا معناه 
الأخذ بوسائل الثبات: بالاستقامة بالجهاد بأنواعه» وهذا وسيلة من 
الوسائلء والاستقامة بلزوم السنة. والإخلاص لله ويك وهذا هو 
حقيقة الدين. فلفظ (استقام) يعني: صار له وصف الإقامة مبالغا فيه» 
يعني كثيرًا بحيث إنه لزمه. ول يتغير عنه؛ ولم يتبدل عنه» وهذا هو 


الج 1333 اا ا 

ذا قوله ولي : «قَل آمَنْتُ بالله ّم اسْيَقِمُ) يعني: لتكن إقامنك 
بعد الإيان بالله على هذا الإيوان عظيمة» بحيث يكون وصف الإقامة 
لك ملازمًا. وهذا تعظم معه هذه الوصية؛ لهذا أثنى الله عله على عباده 
المستقيمين بقوله: إن أل وَالوأْ وس لَه دم سْتَعدمُوا تَدَثَرَلٌ عََبْهدْ 
لمكو حكةٌ اواك روا وإَشِرْ يواكش دوت » 
[فصلت: .]"٠١‏ 

فإِذّاهذا الحديث شمل أمور الاعتقاد وأمور الظاهر والباطن 
-أعمال الجوارح وأعمال القلوب- وشمل الحثٌ على الثبات على هذه 
الطاعات» فصارت هذه الوصية وصية جامعة» وما أعظمّها من 
وصية: «قُلُ آمَنْتُ بادسه ثُمَ اسْتَقِمُ) يعني: على الإيمان بتعظيم أمر 
الإقامة عليهء والازدياد من خلال الإيهان. 


2 
ري 
المحديث الثاني والعشسرون 2 2 0 ويس 6 


الحديث الثاني والعشرون 
عن أبي عبد الله جابر بنٍ عبد الله قَرلفُع: أن رجلاً سأل رسول 
الله يكف فقال: أرأيتٌ إذا صَلَيتُ المكتوباتء وصّمْتٌ رمضان 
وأَخْلّلتٌ الحلال» وحرّمتٌ الحراة» ولم أَزْد على ذلك شيئًا: أأدُْلُ اللوة؟ 
قال: :هنعم زواه مسلم!". 
ومعنى (حرّمتٌ الجرام) ١‏ اجَتئِيتة ومعئنى (أحللتٌ الحلال) فَعَلثُهُ 
مُعتقَدًا حلّه. 


الشرح: 
في هذا الحديث ذكر بعض العبادات وهي: الصلاة» والصيام» 
وإحلال الحلال» وتحريم الحرام. 
ع ءِ ع 
وقد جاء في روايات أخر قد تكون هي أصل هذا الحديث: أن 
رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي وَلكةٌ فسأله عن أمور الإسلام؛ فقال 
للنبي وَيَيِيةٌ: أخيرني ماذا فرض الله علي من الصلاة» فقال: «الصلوات 
الخمس إلا أن تطوع شيئًاه: فقال: أخخبرني بها فرض الله علي من 
الصيام» فقال: اشهر رمضان إلا أن تطوع شيئًاه؛ فقال: أخبرني ما 
فرض الله علي من الزكاة» فأخبره رسول الله يَيَكِة شرائع الإسلام؛ 


.)18( أخرجه مسلم‎ )١( 


ال د 
فقال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئًا ولا أنقص مما فرض الله علي شيا 
فقال رسول الله يَكَئِلِ: «د حل لَه إن صَدَّقٌ200» وفي رواية: ١مَنْ‏ سَدَهُ 
أن ينْظرَ إل رَجُل مِنْ أَهْل الجن َْمنْظرْ إل هَذّاه(", وهناك روايات أخر 
في بجيء أعرابي للبي َكل في ذِكر الفرائكض: الصلاة» والصيام 
والزكاة والحج. 

وهذه الأحاديث تدل على أن من فعل هذه الواجبات تمتثلاً 
متقربًا بها إلى الله عله فصل الصلوات المكتوبة مطيعًا لله ود وصام 
وزكى مطيعًا لله وحج مطيعًا لله وأحل الحلال مطيعًا لله وحرّم 
الحرام مطيعًا لله أنه من أهل الجنة» والأحاديث متعددة في ذلك؛ 
بعضها يرتب ثواب الجنة على كلمة التوحيد» وبعضها يرتب ثواب 
الجنة على الصلاة» وبعضها يرتب ثواب الجنة على الصيامء ني ألفاظ 
مختلفة وروايات متعددة. 

الحاصل أن هذه الروايات التي فيها ترتيب دخول الجنة على 
بعض الأعمال الصالحة المقصود بها أنها إذا فعلت مع اجتماع الشروط» 
وانتفاء الموانع» أو إذا فُعلت هذه الأفعال مع الإتيان بالتوحيد» وهذان 
احتالان: 


.# أخرجه البخاري ( 18431) من حديث طلحة بن عبيد لله‎ )١( 
95 أخرجه البخاري (/17917): ومسلم (14) من حديث أبي هريرة‎ )( 


ا حديث الثاني والعشسرون 


الأول: أغها مع اجتماع الشروط وانتفاء الموانع. 
الثاني: أنها مع الإتيان بالتوحيد؛ لأنه به تصح الصلاة» وتقبل 
الزكاة» ويصح الصيامء إلى آخره. 

وهذا معناه أن قوله له ١نم)2‏ أو «دَكَلٌ الْجنّةٌ إن صَدَقَ4 دل 
على أن دخول الجنة متنوع وهذا الظاهر دلت عليه الأدلة الأخرى» فا 
جاء في النصوص في ترتب دخول الجنة على بعض الأعمال فهو حقّ 
على ظاهره وأنَ من أتى بالتوحيد وعمل بالأعمال الصا حة بأي عمل 
فإنه موعود بالجنة» والله له وعده حق وصدقء قال يل: + وَمَنْ 
َصَدَقٌ نَأل حَدِيًا )4 [النساء: 417]. 

ودخول الجنة في الننصوص تارة يراد به الدخول الأوَّلي» وتارة 
يراد به الدخول المآلي» وهذا في الإثبات؛ يعنى: إذا قيل: «دَخَلّ انه 
فقد يراد بالنص أنه يدخلها أولاً» يعني: مع من يدخلها أولاً ولا 
يكون عليه عذاب قبل ذلك. فيُغفر له إن كان من أهل الوعيد؛ أو يُكفر 
الله حَْهةْ عنه خخطاياه .. إلى آخر ذلك. 

أو يكون المقصود ب «َكحلَ اَْنّةَ أن الدخول مآلي؛ بمعنى أنه 
سيؤول إلى دخول الجنة؛ كقوله يك : هما مِنْ عب قَالَ لا له إلا الله ثم 


بم بش سالام عه" لوي 
:8 كك اه ال سه 


عم 


مَاتَ عَلَ ذَلِكَ إلا دَحَلَ اجنّةه200» «مَن لَقِىَ اللّه لا يُشْرلهُ به ميا دحل 
اجنّة2"00) احَمْسٌ صَلَوَاتِ َتَبَهُنَّ الله عَلَ الْعبَادٍ فَمَنْ جاءَ بين 1 يَضَيّمْ 


مِنْهنكشّيئا امنْتخْمَافًا بِحَفَهِنَ كَانَلَهُ عِنْدَ اله عَهْدَ أن يُدْخِلَهُ انه 
«مَنْ كان مِنْ أَهْل الصّيّام دُعِيّ مِنْ بَاب الْرَّانِه(*»: وهكذا في أحاديث 


متنوعة. 
فإذًا الأحاديث التي فيها دخول الجنة بالإثبات: تارة يراد منها 
الدخول الآولي» وتارة يراد منها الدخول المآلي» ويترتب مثل هذا على 
النفي؛ فإذا ني دخول الجنة عن عمل من الأعمال فإنه يراد به: نفي 
الدخول الأولي» أو نفي الدخول المالي؛ فيُنفى الدخول الأولي عن أهل 
التوحيد الذين لهم ذنوب يُطهّرون منها إن لم يغفر الله عل لهم. وذلك 


سس سي 


كاف نوه : ليذلا نت 0*. وترله: يشل ال 


(1) أخرجه البخاري ( لاكمه) ومسلم (44) من حديث أبي ذر وإ 

(1) أخرجه البخاري (114)» ومسلم (1") من حديث أنس وإ. 

(5) أخرجه أبو داود ( »)147١‏ وابن ماجه :))١80١(‏ والنسائي في الكبرى /١(‏ 147)) وأحمد في 
المسند (ه/ 16") والدارمي في سننه ( /ا/ا8١),‏ وابن حبان في صحيحة (0/ 017 والبيهقى في 
الكبري (1/ )55١‏ من حديث عبادة بن الصامت 2885 1 

(؛) أخرجه البخاري (/1451)» ومسلم )1١917/(‏ من حديث أبي هريرة وف . 

(9) أخرجه البخاري (5085): ومسلم )1٠09(‏ من حديث حذيفة وَإقع. 


الحديث الثاني والعشسرون 


"١‏ كت 
قَاطِعْ رَجم2(0) وقوله: «لأَيَدْخُلُ الجن ناه" وأشباه ذلك» فهل 
المعنى هنا أنه لا يدخل الجنة أبدًا؟ الجواب: لا؛ بل المعنى أنه 
لا يدخلها أولاً. 
وأما الذين يُنفى عنهم الدخول المآلي؛ أي: لا يدخلوما أولاً 
ولا مآلآ» فهؤلاء هم أهل الكفر الذين لا يؤولون إلى الجنة أصلاً 
ومأواهم النار خالدين فيها؛ ى) في قوله صبك: + لخن لجَنة ويلح 
ْمَل ف سَوْكْيَهاِ 4 [الأعراف: 5٠‏ ]» وقوله وَك: ج مَعَد حَرَم لمعيه 
لْجنَةَوَمَأوهُ الكَذمَمَلطيت و نأتصكحار 4 [الائدة: ؟/9]. 
فتحصل لنا كقاعدة عامة من قواعد أهل السنة في فهم آيات 
وأحاديث الوعيد: أن الآية أو الحديث إذا كان فيه إثبات دخول الحنة 
على فعل من الأفعال؛ فإِنْ هذا الإثبات ينقسم إلى: 
دخول أولي: بمعنى: أنه يُغفر له فلا يؤاخذ, أو أنه ليس من أهل 
الحسابء أو أن الله كْنَ خفف عنه فيد خلها أولاً. 
ودخول مآلي: بمعنى أنه سيؤول إلى دخول الحنة. 
وهكذا عكسه أنه لا يدخلها أولآء أو لا يدخلها أولاً ومآلا على 
حد سواءء وهذا من القواعد المهمة عند أهل السنة التي خالفوا مها 


)١(‏ أخرجه البخاري ( )0 ومسلو (”98؟) من حديث جبير بن مطعم وإ8. 
(؟) أخرجه مسلم )٠١8(‏ من حديث حذيفة ول. 


بحم 0 شرحالأمرعين النووية 
فرق الضلالة مشل: الخوارج30, والمعتزلة20, وغيرهم من فرق 
المبتدعة. 


إذا تقررت هذه القاعدة فهذا الحديث فيه ذكر دخول الجنة على 
أنه لا يزيد على هذه الأعمال شيئًاء وم يذكر في ذلك أنه فعل الزكاة» 
ولا أنه أتى بالحج» ومن ترك الزكاة فهو من أهل الوعيد» ومن ترك 


)١(‏ هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي وإ( حين جرى أمر المحكمين» واجتمعوا بحروراء من 
ناحية الكوفة؛ وفيهم قال الني وَل ١جقرُ‏ أُحذكٌمْ صَلاة صَلائةُ مع صَلائِِم وَصيَامُمَعَ مَعّ بهم 
يفَوَوُونٌ الْقَرْآنَ اجاور تَرَاقِيهُم يمرْقُونَ من دين كه يَمْرْقٌ السّهُمْ من 55 خرجه 
البخاري ( ١56)؛‏ ومسلم )1١54(‏ من حديث أبي سعيد الخدري 23 هه وكل من خرج على 
الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياء سواء كان الخروج في أيام الصحابة على 
الأئمة الرافلدين» أو كان بعدهم على التابعين با حسان والأئمة في كل زمان. انظر: مقالات 
الإسلاميين (ص 4» 85), والفرق بين الفرق (ص 85)» والملل والنحل (5/ .)1١4‏ 

(5؟) هي إحدى الفرق الضالة الخالفة لأهل السنة والجاعة؛ ورأس هذه الفرقة واصل بن عطا 
الغزال» كان تلميدًا في مجلس الحسن البصري: فأظهر القول بالنزلة بين المنزلتين وأن صاحب 
الكبيرة ليس بمؤمن ولا بكافره وانضم إليه عمرو بن عبيد» واعتزلا مجلس الحسن فسموا معتزلة . 
لذلك؛ ويلقبون بالقدرية لإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم وإنكارهم القدر فيها؛ وقد افترقت 
المعتزلة إلى فرق شتى جمعهم القول بنفي الصفات» والقول بخلق القرآن» وأن العبد يخلق فعل 
نفسه؛ وطم أصول خمسة جعلوها بمنزلة أركان الإيران عند أهل السنةء وهى: التوحيد؛ والعدل» 
والنزلة بين المنزلتين» والوعد والوعيدء والأمر بالمعروف والنهي عن النكر. وإنما أرادوا هذه 
المسميات معاني باطلة. أنظر: الملل والنحل ٠ /١(‏ - 9”)) والفرق بين الفرق (ص18, 4# 
54 والبدء والتاريخ (8/ ؟4١),‏ وسير أعلام النبلاء(8/ 555)) ووفيات الأعيان (8/5). 


الحج فهو من أهل الوعيدء وهكذاء فإذا تقرر هذا فقوله: (ول أَزِد على 
ذلك شيئًا: أَأَدْخُلٌ الجميّة؟ قال: ١نَعَم4)‏ محمول على أحد توجيهين: 

الأول: أنه في قوله: (/ أَزِدْ على ذلك شيًا) يعني: أنه فعل 
الواجبات التي أوجب الله كَيْكَه فندخل الواجبات في قوله: (حرّمتٌ 
الحرام)؛ لأنَ ترك الواجبات حرام؛ فهو إِذَّا حرم ترك الواجبات؛ معناه 
أنه فعلها. 

الغاني: أن هذا الحديث يفهم مع غيره من الأحاديث؛ كقاعدة 
أهل السنة في نصوص الوعد والوعيد: أننا لا نفهم نضا من نصوص 
الوعد أو من نصوص الوعيد على حدة بل نضمه إلى أشباهه فيتضح 
المقام» فيكون إِذَا دخوله للجنة مع وجود الشروط وانتفاء الموانع. 

أو يقال: دخول الجنة هنا -مع اقتصاره على ما ذكر أنه سيفعله- 
دخولا مآلياء وإذا أتم فإنه يدخل دخولاً أوليّاء ولا بد أنه إذا كان على 
ذلك النحو فإنه من أهل الجنة؛ لأن الله عه هو الذي وعده بذلك» 
وبلغه رسوله يَلَِاة. 

قوله: (إذا صَلَيْتُ المكتوبات) تدل على تعلق ذلك بالصلوات 
الخمسء وهذا تُخرج النوافل» كذلك قوله: (صّمْتٌ رمضانً) تعلقه 
بالشهر الواجبء وهذا يُخرج النوافل. 

2 وقوله: (وأَخْلَلتٌ الحلال) هذا اختلف فيها العلماء على قولين: 
القول الأول: وهو الذي ذكره النووي في آخمر ذكره للحديث 


حيث قال: (ومعنى أحلّلتٌ الحلالٌ: فَعَليهُ مُعتَقدًا حِلَّه) فهذا وجه عند 
أهل العلم. 

والقول الثاني: أنه اعتقد وم يفعل» فمعنى قوله: (أخْلّلتٌ 
الحلال) يعني: اعتقدت حل كل ما أحله الله كه وليس في نفسي 
اعتراض على ما أحل الله كبك وهذا أحد المعنيين(© . 

والمعنى الأول الذي ذكره النووي أن إحلال الحلال يقتضي أن 


0 


تفعلء أو أن تعملء أو أنْ تأتي الحلال الذي أحله الله كَيْنَ لك, وألا 
تستنكف عنه؛ بمعنى أن من حرم على نفسه شيئًا من ا خلال مطلقَا فإنه 
لم يحل الحلال فعلاً. هذا المعنى ليس بجيد عندي؛ لأن فعل كل حلال 
متنع؛ قد لا يستطيعه كل أحد؛ لأن الحلال - وللّه الحمد - كثير جدّاء 
والمباحات كثيرة» ففعله باعتقاد حله هذا صعب. ومثل هذا الرجل 
السائل لا يعلّق بكل شيء» وهذا أيضًا ما يكون في غير الاستطاعة. 

والوجه الثاني الذي ذكرناه أن قوله: (أخلّلتٌ الحلال) يعني: 
اعتقدت حلَّه فلم يأتِ في نفسي ريبٌ من أنَّ ما أحل الله عله فهو 
حلال» فهذا ظاهر الحديث, وهو أولى؛ لأنه لا يلزم عنه لوازم غير 
حدة. 


0 


(١)انظر:‏ صيانة صحيح مسلم (ص ))١48‏ وشرح النووي على صحيح مسلم 0١18 /١(‏ وجامع 
العلوم والحكم (ص8١5).‏ 


١‏ 2 81 يف8 ار للممطرز ييه 
أماقول الرجل: (وحرّمتٌ الحرام) فتحريم الحرام يشمل 


ك أن تعتقّد حرمته. | 
©« أن تفعل ما اعتقدته من ترك المحرمات. 
فمن اعتقد حرمة الحرام وفعل الحرام فهو من أهل الوعيد؛ 
يعني: من أهل العصيانء وأما من لم يعتقد حرمة الحرام فهو كافر؛ لأنه 
م يصدّق الله ل في خبره» أو لأنه اعتقد غير ما أمر الله ل باعتقاده؛ 
فإن الاعتقاد بتحريم المحرمات فرض من الفرائض» وعقيدة لا بد 
منها؛ لأن معناه الالتزام بأمر الله ود وأمر رسوله وَتَيِةِ والانتهاء عا 


كاه ٠‏ صَلانَ 
بى عنه الله وَيّك و:بى عنه رسول الله وََئِةُ. 


جر( ري 
م لج (زونيسى 


الحددث الثالث والعشسرون 


الحديث الثالث والعشرون 
عن أبي مالك الحارثٍ بن عاصم الأشعري”" فلع أن رسول الله 
مَكِذةٍ قال: «الطَّهودُ شَطْءُ الإيَانء والْحَمْدُ الله كاه الميرَانَ وَسْبْحَانَ الث 
وَاخْحَمْدٌ شْه مَلنْ - أَوْ: تتلا - ما يَإْنّ بن السّماءِوَالأْضء وَالْصَلاةنُونٌ 
وَالصَدَفَة بُرهَانٌ» وَالصَّبْرْ ضِيَاء وَالْقَوْآنْ حجةٌ لك أَوْ عَلَيْكَ كل النَّاسِ 
12011100 قا رواه مسلم©. 


الثم سح 
ب 


)١4 كذا نسبه النووي هنا وفي رياض الصاحين (ص‎ )١( 
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (؟/ 119) ترحمة الحارث بن الحارث: "وقد أخرج أبو القاسم‎ 
الطبراني هذا الحديث بعينه بهذا الإسناد في ترجمة الحارث بن الحارث الأشعري في الأسماء؛ فإما‎ 
أن يكون الحارث بن الحارث يكنى أيضا أبا مالك» وإما أن يكونا واحدًا والأول أظهر؛ فإن أبا‎ 
مالك متقدم الوفأة». اه.‎ 
وقال في ترجمة أبي مالك الأشعري (؟١/ 758) (أبو مالك الأش.عري له صحبة» قيل: أسمه‎ 
الحارث بن الحارث» وقيل: عبيد الله وقيل: عمرو» وقيل: كعب بن عاصم؛ وقيل: كعب بن‎ 
كعب» وقيل: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم.‎ 
قلت: أبو مالك الأشعري الذي روى عنه أبو سلام الأسود وشهر بن حوشب ومن في طبقتها‎ 
هو الحارث بن الحارث الأشعري والفصل بينه| في غاية الإشكال حتى قال أبو أحمد الحاكم في‎ 
ترجمته أبو مالك الأشعري أمره مشتبه جدا».اه.‎ 

(؟) أخرجه مسلم (7؟) من طريق زيد عن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري وَإ. 


شرح ألأمرسين النووية _ 


هذا الحديث حديث عظيم جدًاء وألفاظّه جوامع كلم للمصطفى 
يكلِكٌ وهو من الأحاديث التي تبر النفسّ» وتدخل القلب بلا 
استعذان» يعنى: أن فيه ما يرقق القلب» ويحمل على الطاعة بتأثيره على 
كل نفس» وألفاظه تدل عليه وهى ألفاظ عظيمة للغاية اشتملت على 
أحكام كثيرة ووصايا عظيمة» دخلت في أبواب كثيرة من أبواب 
الدين. 
ست | | .0م 0 5-5 5 

فقوله وَكَلِيّ في أوله: «الطهورٌ شَطْرُ الإيّان» المقصود بالطهور 
هنا: التطهر؛ فإِنّ صيغة فُعول المقصود منها الفعل» يعني: ما يُفعل» 
: ع ا : : 0 
فالطهور هو التطهر؛ كىا أن الفطور هو فعل الإفطار» والسّحور هو 
الفعل نفسه وهكذا. 

بخلاف الطهور بالفتح: فإنه ما يُتطهر به؛ يعني: الماء يُسمى 
طهورًاء وأكلة السحر تسمى سَحورًا بالفتح» والقطور يسمى فطورًا 
بالفتح إذا كان المراد الذي يؤكلء أما الفعل نفسه فهو: طّهور للطهارة» 

000 

وسُحور للتسحر ... وهكذاء فقوله وَيَيِةٌ: «الطهورٌ) يعني: التطهر. 

وهذا اختلف فيه العلماء على قولين(20: 

القول الأول: أن المراد بالطّهور هنا: التطهر من النجاسات 


))2٠٠١ /7( وشرح النووي على صحيح مسلم‎ 20 /١( انظر: مشارق الأنوار للقاضي عياض‎ )١( 


الحديث الثالث والعشسرون 


المعنوية» أو ما يَنجّس القلب والروح والجوارح: من الشرك؛ والرياءء 
وفعل المحرمات. ورك الواجبات» وأشباه ذلك. وهذا أخذوه من 
قول الله كْك: +[ وَيَبَكَعظْهَرَ )4 [المدثر: 14]؛ على أحد تفسيرين(©!؛ فإن 
التُطهير هنا فسر بأن المقصود به التطهير من الشرك والنجاسات 
المعنوية» وفسر أيضًا قوله كَبْكَ: + إِنَّهُمْ أنَاّينَطهَرُوتَ 4 [الأعراف : 
5 بالامتناع عن فعل الفاحشة0©. وهذا التفسير له مأخذه من 
القرآن» وظاهر دليله من أن الطهارة هنا المقصود منها: طهارة القلب» 
والجوارح» واللسان من المحرماتء أو من ترك الواجبات. وكونها على 
هذا المعنى شطر الإيمان؛ لأن الطهارة ترك» والإيمان قسمان: فعل» 
وترك. فصارت الطهارة بالمعنى هذا شطر الإيمان» يعني: نصفه؛ لأنه 
إما أن تترك أو تفعل» فإذا طهرت نفسك وجوارحكء يعني: جعلتها 
طاهرة ما حرم الله جِلةْ في القلب واللسان والجوارح» فقد أتيت با هو 
نصف الإيان» وهو الترك» فيبقى الأمر. 


)١(‏ انظر: تفسير الطبري (75/ 144 - 147)» وتفسير البغوي (4/ *40)» وتفسير القرطبي 
(58/14)» وتفسير أبن كثير (4/ ؟55)) والدر المشور (4/ 8؟" - 1؟")) وتفسير السعدي 
(ص 8468). 

)١(‏ أنظر: تفسير الطبري (8/ 3578): وزاد المسير (*/ /17؟7): وتفسير القرطبي (1/ 115)) وتفسير 
ابن كثير (؟/ »)57١‏ والدر المنثور (/ 445)) وتفسير السعدي (ص507). 


وهنا نقول: لإذا نبه على الترك ولم ينبه على الفعل» وهو الإتيان 
بالواجبات؟ 

الجواب: أن الترك أعظم؛ فإن ترك المحرمات أعظم من الإتيان 
بالواجباتء لهذا تجد أن كثيرين يأتون بالواجبات» ولا يصبرون على 
المحرمات - نسأل اللّه العافية والسلامة - ومن يترك المحرمات فإنه 
يسهل عليه أن يأ بالواجبات. 

القول الثاني: أن (الطّهوٌ) هنا المقصود به الطهارة يالماء أو بها هو 
بدل الماء» والطهارة تكون: طهارة كبرى» أو صغرىء» يعني: غسل 
الجنابة؛ أو غسل المرأة من الحيض والنفاس. أو الطهارة الصغرى 
بالتطهر للصلاة. 

وهنا جعلها شطر الإيمان؛ لأن الله عليه جعل الصلاة إِيماناء 
فقال: + وَمَاَانَآلَهُإِيْضِيمَ بستكم 4 [البقرة: 47 ]١‏ يعني: صلاتكم: 
فحين أمر الله عل المسلمين أن يتوجهوا إلى القبلة بعد بيت المقدس» 
قالت طائفة: كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك وهم يصلون نحو 
بيت المقدسء ولم يدركوا الصلاة إلى الكعبة؟ فأنزل ا 
ألَهِيْضِيعَإِيسَتَكمْ 4 يعني : صلاتكه20). والصلاة مفتاحها التطهر؛ فإنها 


)١(‏ انظر: تفسير الطبري (؟/7١)‏ زاد المسير »)١88 /١(‏ وتفسير البغوي /١(‏ 4؟١))‏ وتفسير 
القرطبي (؟/ /181)» وتفسير ابن كثير :)١41 /١(‏ والدر المنثور /١(‏ 747). 


لاتصح إلا بالطهارة» فلها شروط قبلهاء وما واجبات وأركان ان فيهاء 
فم| قبلها أعظمه في فعل العبد الطهارة؛ فصارت شطرًا بهذا الاعتبار. 

فيكون إذًا قوله: «الطّهودٌ شََطْءُ الإيَانِ» يعني: التطهر شطر 
الإيمان الذي هو الصلاة؛ لأن الصلاة رأ س أعبال الإييان. 

وهناك تفسيرات أخر لأهل العلم؛ ب يعني اختلفوا في هذا اختلاقا 
كثيرًاء لكن هذان قولان مشهوران في هذا المقام. 

قال يكل : «والْحَمُدٌ له كلا الميرّانَ»: (الْحَمُدُ) هذه كلمة فيها 
إثبات الكمالات؛ لأن حمد بمعنى: أثنى على غيره ب| فيه من صفات 
الكمال؛ فحمد لفلان صنيعه يعني: أثنى عليه بصفات كَمُل فيها ب) 
يناسب البشر لأجل صنيعه. ومنه يدخل في الحمد بهذا الاعتبار أنه 
يثني عليه شاكرًا له يعني: باللسان. ف (الحَمْدٌ ُو معناها: أن جميع 
أجناس المحامد هي لله جل استحقاقًا(©. 

وإذا تقرر ذلك؛ فإن موارد الحمد التي يُتنى بها على الله عل 
عظيمة كثيرة جماعها في خمسة موارد : 


)١(‏ قال اين القيم آله في نونيته: 
وَهُوَاخَِدفَفُلح!دروَاقِعمٌ أو تان مَفؤرضاً مَدَى الأزْمَانٍ 
قلا الوجج و جِيكَه وَنظِيرَة مِنَعَي رما دولا محسبَانِ 
راط ةف بكالة وميه كل الحَامِدٍ وَصفٌ ذِي الإحسَانٍ 
انظر: النونية بشرح ابن عيسى (؟/ 518). 


. الأول : أنه يحمد جل عل تفرده في الربوبية؛ إذ لارب معه يملك 
هذا الملكوت ويدبره ويصرفه. فيثنى على الله مَك بتفرده بالربوبية» 
ويثنى عليه حك بآثار تلك الربوبية في خلقه» وإذا تأمل المثني على الله 
لله بذلك وجد أنه أثنى على الله مل بكل آثار ربوبيته في خلقه التي 
منها: خلقهم» ورزقهم.؛ وأحياؤهم. وإماتتهم» وتدبيره الأمر؛ وما 
يحدث في ملكوت السماوات والأرض من أنواع ما يقدره الله وَبْك؛ فهو 
المحمود على كل حال. 

وهذا الحمد قد استغرق الزمان كله. بل حمده خَللهٌ كائن قبل أن 
يكون محلوق» فهو عله المستحق للحمد قبل أن يوجد حامد؛ وذلك 
لعظم أوصافه عله ومنها هذا المورد ألا وهو تفرده ع في ربوبيته . 

الثاني: أنه جل محمود على تفرده في ألوهيته فهو عله الإله الحق 
المبين» لا إله يعبد بحق إلا هو سبحانه؛ فهو الإله الحق في السراء» وهو 
لله امق في الأرض» وكل إله عبد في الأرض فإنا عبد بغير الحق؛ 


عبد بالبغي والظلم والعدوان» ومن ب يستحق العبادة الحق وحده دونا 
سواه هو الله َه فيتنى عليه جل بذا الأمر العظيم ألا وهو توحده 
عله في إطيته. 


الثالث: أنه م يجحمد على ما له من الأسراء والصفات التي خي له 
عل على وجه الكمال؛ فهو ول له الأسماء الحسنى والصفات العلى؛ له 
الأسماء التي لا يرائله في معانيها ولا فيما اشتملت عليه من الصفات 


الحديث الثالث والعشسرون بم 

أحد؛ وله عله من الصفات ما لا يشاركه فيها على وجه التمام والكمال 
أحدء فهو َل ذو الأسماء الحسنى والصفات العلاء قال #له: 
«(عَلْتعْدَلدْسَييًا )4 [مريم: 68]» وقال يُل: « وَلَمَيَك لَمَكُفْوا 
أَحَدُ 4 [الإخلاص: 15]» فليس له عله سميء؛ وليس له مشل 
ولا مثيل في نعوت جلاله وكماله وجماله. فهو عل نحمد - يعني: يُثنى 
عليه- بها له من الأسماء الحسنى والصفات العلى» وكذلك يثنى عليه 
بكل اسم على حده. ويثنى عليه بكل صفة له على حدة» وهذا مما 
تنقضي الأعمار فيه لو تأمله الحامدون. 

الرابع: أنه جل تحمد على شرعه وأمره؛ قال يِل: + أَلالهآلَلقٌ 
وَاَلْدَس 4 [الأعراف: 184]. وقال: فد انلعل عبر لكب وَل 


سوس و ع رص 


يحعل لسرعوجا [الكهف: ١‏ فهو يل تحمد على شرعه وعلى أمره» 
يعني: تحمد على دين الإسلام الذي جعله ديئًا للناس» ويحمد على هذه 
الشريعة؛ شريعة محمد يَيَيِيْكٌ فيُتنى عليه عله بإنزاله الكتاب؛ كما أثنى 
على نفسه بقوله: كملعب والكك بو يمل لمُعوماً)4 
ويثدى عليه عل ب أمر به في كتابه من الأوامر وبما نهى عنه من 
النواهي؛ إذ أوامره عَلِلهٌ ونواهيه في كتابه وفي سنة رسوله. أي: في 
شريعة الإسلام شريعة محمد لَك فكل أمر يستحق به َل أن يحمد 
عليه. 


وهذالااشك نما يفتح على قلوب أهل الإيمان أنواعًا من 


92 شرسالأ مسي التووية 2< 
/ 0 أ أذ ربعيل 5 
المعارف» وأنواعاً من محبة هذا الدين» ومحبة الشريعة» ومحبة الأحكامء 
فأهل العلم يحمدون الله عل على كل حكم تعلموه؛ وعلى كل حكم 
علموه؛ وعلى كل مسألة من مسائل العلم فهموهاء فأهل العلم هم 
لأخهم يعلمون عن الله عله ما لا يعلمه غيرهم من العوام أو من غير 
المتعلمين . 
الخامس: أنه عله حمود على خلقه وقدره؛ وهو عَكلل له تصريف 
. ]0 ا 00 0-5 حارس )ع كيام ولت عر ممم 
هذا الملكء وله في كل شيء قدر؛ كا قال وَبك: ‏ إِتَأكل سو لَه 
در 4[ القمر:؟14]» وله يله أوامر كونية في ملكوته منها: الإنعام على من 
شاء أن يُنْهِم عليهم؛ ومنها: المصائب على من شاء أن يبتليهم... وهكذاء 
فهو َل محمود على خلقه وقدرهء وكل أنواع تقديره عله يستحق أن 
يثنى عليه بهاء وهذا النوع بعضه يستحضره الناس حين| يقولون الحمد 
لله - يعني: على ما أولاهم يه من نعمة - فيحمدون الله ون يعنى: 
موارد الحمد. 
أما أهل العلم المتبصرون با يستحقه عَلِلةْ من الأساء والصفات» 
الحمد أكثر من ذلك الذي يستحضره أكثر الخلق من أن الحمد لا يكون 
إلا على ما أولوا من النعمة؛ وله ذا النبي وَكَيَِةٌ كان محمد الله َل في 


المحديث اثالث والعشسرون 


“ام كت 
السراء والضراء؛ ويحمده عل إذا أتته نعمة» وإذا جاءه ما لا يسره حمد 
الله وك ويثني على الله حَكلة باستحقاقه للربوبية على خلقه؛ ويثني على 
الله جل باستحقاقه للعبادة من خلقه وحده دونم| سواه ويثني عليه 
عل بأنواع من الثناء. 

ومن المهمات أن يستحضر الحامد لله خَلةِ هذه الموارد» وإن 
لم يمكنه ذلك لضيق وعاء القلب عنده فإنه يستحضر شيئًا فشيعًا منهاء 
حتى يُعود قلبه على الثناء على الله عَلةْ في جميع أنواع الثناء عليه ا 
الذي يستحقها . 

وقوله هنا: (لله) اللام هنا للاستحقاق؛ وضابطها أنها تأت بعد 
المعاني دون الأعيانء (الحمد لله) يعني: الحمد مستسيق لله قا 
و(الله) علج على المعبود بحقء فلا يُسمى به إلا من يستحق العبادة 
وحده دونم) سواه؛ الموصوف بأوصاف الكمال سبحانه؛ أما غيره غ8 
مما عبد من الآهة التي عبدّت بالباطل والبغي والظلم والعدوان فإنها 
يطلق عليها البشر إلهأء يعني: معبوداًء أما الاسم (الله) فهو علم على 
المعبود بحقء أما المعبودات بالباطل والظلم والطغيان فلم يَدَّع أحدٌ 
أنه يسميها اللّه؛ ولهذا قال المشركون: # أَجعزا اساقطة لهم كانه 15 

اب #آص: 19 وقال الله صِبَكَ : +[ إتمْمكافوَأإايلَ لهل هلاه . 

يسْتَكْيرُوقَ 4 [الصافات: ه"]. (لا إله إلا الله) يعني : لا أحديستحق 
العبادة الحقة إلا الله يق (يستكبرون) لأنهم اتخذوا آلحة من دون الله 


مجح د خ#السصى 
جه ومعه. 

فقوله: «الْحَمُدُ ينوه يعنى: الحمد المستحق لله َل الذي أ أثني 
عليه به يملا الميزان» فإذا قال العبد: (الحَمْدَ لنّه)؛ فإن هذه تملأ الميزان؛ 
كما جاء في حديث أبي هريرة وَل الذي رواه البخاري وغيره؛ أن 
النبي وَكلِْهٌ قال: اكلِمََانِ فيان عَلَ اللسَانه تَقِلََانِ في الميرّانِ 
حَبِيتَانٍ 3 الرحمن: م سَبحَان الله وبِحَمْدِه سْبْحَانَ الوا الْعَظِيم»0", 
فالحمد إثبات» وكا سيأق في سَبْحَانَ الوا حئة دلوا أن الحمد 
والتسبيح متلازمان. 

وقوله: «تَلاُ الميرّانَ» على قاعدتنا: أن المَلءَ هنا على ظاهره حسى 
وليس ملنًا معنويًا؛ كا قاله طائفة”» وهذا نوع من التأويل؛ لأن 
الدخول في الأمور الغيبية ب لا يوافق ظاهر اللفظ هذا نوع من التأويل 
المذموم. 

فنقول إِذَا: (الْحَمْدُ لله ئلا الميرّانَ) على ظاهرهاء وهو أن الله عل 
يأ ببذه الكلمة فيملاً بها الميزان» والله ل يمعل الأعمال - التي هي 
أقوال واعتقادات وحركات - يوم القيامة في الميزان فيزتّباء فيثقل بها 


.)5194 ( أخرجه البخاري (5405): ومسلم‎ )١( 
))1١١/( انظر: شرح الطحاوية لابن أبي العز (ص 474)؛ وشرح النووي على صحيح مسلم‎ )1( 
) /4( والديياج على مسلم (؟/ ؟١)) ونحفة الأحوذي‎ ))5١١ وجامع العلوم والحكم (ص‎ 


الحددث اثالث والعشسرون 


ويخف بها ميزان آخرين. 

وهنا نظر أهل العلم في قوله: «مَْلاً الميرّانَ» لماذا صارت تملأ؟ 
على تفسيرين27©: 

الأول: أن تملا نفهم منه أما لا توضع أولاً» يعني: لايؤتى 
بالحمد أولا فتوضع في الميزان» وإنما الذي يؤتى به الأعمال فتوضع في 
الميزان» فيؤتى بالحمد فتملاً الميزان. 

الثاني: أن الإيمان والدين نصفان: نصف تنزيه» ونصف إثبات 
الكمالات» والتنزيه فيه التسبيح» أي: تنزيه الرب َل عن النقص في 
ربوبيته» أو إلهيته؛ أو أسائه وصفاته .. إلى آخره؛ فهذا فيه إبعاد عن 
النتقائص» والحمد إثبات للكمالات» فإذا وُضعت «سبحَانٌ اللو؛ أولاً 
ذ «الْحَمْدُ لله تأني ثانيّا فتملاً الميزان» ونفهم من قوله وَل «كَلِمَتَانٍ 
حَفِيقَكَانِ عَلَ اللّسَانِء تَقِيلنَانِ في الميرّانِ يتان إِلَ الرَحْمَنٍ: سُبْحَانَ 
الله وَبِحَمْدو سُبْحَانَ اله الْعَظِيم) أن التسبيح أكثر من جهة وضعه في 
الميزان؛ فيكون الحمد تعمة لذلك. 

وقد يتأيد هذا بشيء؛ وهو أن التسبيح يختلف عن الحمد» وهو أن 
التسبيح فيه تَحِْيّةه ومعلوم أن التخلية بلا شيء يوضع محلها أنها ليست 
محمودة؛ بمعنى أنه إذا قال أحد: أنا سأخلي هذا المسجد مما فيه من 


.)88 /4( وفيض القدير‎ ))3١5 جامع العلوم والحكم (ص‎ )١( 


مج . . . . للسصضى 
الأشياء» والدواليب» والفرش» ونحو ذلك. ل يكن محمودًا بفعله إلا 
إذا قال: وآ بغيره ماهو أحسن منه فأضعه فيه. فالتسبيح تنزيه. 
والتنزيه قد يكون ناتجًا عن فُصور في إثبات الكمالات لله وك فيقال: 
إن الله َبِكَ منزه عن كذاء ومنزه عن كذاء ومنزه عن كذا. ثم لا يوصف 
الله حل بشيء؛ فلهذا كان التسبيح والحمد متكاملان: فالتسبيح تخلية: 
والحمد بالنسبة للقلب َحْلِية» والتخلية تسبق التحلية37)؛ كا هو مقرر 
في علوم البلاغة. 

فالتسبيح قد جاء في نصوص كثيرة مضافا إلى الله وَبْلُه بمعنى 
سلب النقائص ونفيها عن الله 8# في: ربوبيته» وإلهيته» وأسائه 
وصفاته» وفي قدره وأمره الكوني» وفي شرعه وحكمه الديني» في هذه 
الخمسة تقابل بها الخمسة التي فيها إثبات الكالات في الحمدء فكل 
واحدة منها نرّهت عن الله يل جاء الحمد بإثبات الكبال اللائق باللّه 
عل علّها. 

وهذا لو فقهه العبد لكان «سُبْحَانَ الله وَالْحَمُْدٌ لله في لسانه 
أعظم من أي شيء يشتغل به عنهاء من غير ذكر الله عله والقرآن 
العظيم» فهي كلمة خفيفة لكنها عظيمة؛ لأنْ فيها الاعتقاد الصحيح في 


)١(‏ انظر: فتم الباري ))284١ /1١(‏ وعمدة القاري (؟؟/ )١‏ وسيل السلام (117/4١؟),‏ والرد 
على القائلين بوحلة الوجود (ص"9). 


المحددث الثالث والعشسرون | 2 7 
الله عل في الربوبية والإلهية» والأسماء والصفاتء وفيها إثبات تحليل 
الحلال وتحريم الحرام؛ وفيها الاعتقاد الحسن في القدرء وفيها الاعتقاد 
الحسن فيه| يتصرف الله ع به في ملكوته. إلى آخر ذلك من المعاني. 

لهذا قوله َكََِةِ : «وَالْحَمْدٌ لله ئلا الميرّانَه يكون هنا الملّءٌُ بعد 
التنزيه وهو التسبيح. 

قال: (وَسَبحَانَ اللو وَاخحَمْدٌ ْو مَلدنٍ - أَرْ: ثلا - مابَيْنَ السّماء 
وَالأَرْضٍِ» سبحان الله يعني تنزيها لله عل عن النقائص في ربوبيته» 
وإلهيته» وأسمائه وصفاته» وشرعه ودينه؛ وعن أمره الكوني وقدره. 
و «الْحَمْدُ للو؛ إثبات الكمالات لله يْكَ فهماء متكاملان. 

قال: همَلآنٍ -أَو: مَلا- ما بَيِنَ السّماءِ وَالأَرْضٍ»» إذا كان اللفظ 
«مَلآنْ) فكل واحدة على اعتبار» وإذا كان اللفظ المحفوظ «تَْلأه -وهو 
الأظهر- فإن «شَبحَانَ الله وَاخْحَمْدٌ لله كلمة واحدة؛ لأن مدلوها 
واحدء وهو كما ذكرنا التنزيه والإثبات. 

قوله: «لا مايَئنَ السَّهاءِ وَالأرَضٍ» ما المقصود بذلك؟ . 

الجواب: إذا أطلق لفظ (السّماء) هنا فالمقصود به السماء الدنياء 
والسماء تطلق في النصوص ويراد بها العلو بعامة؛ ى) قال الله وبْكَ: 
ف التسمل 0 توق كلها كل نْباِذنِمَيَّهمَا 4 [إبراهيم: 4 7 1], 
فقوله: 9 ورْعْهَافألسَسمَله 4 يعني: في العلوء كذلك قوله: ل َأمِم من 


.  ةيوونلانيعرسألا شرج‎ 66 ١ 
4) يعني من في العلوء وقوله: + وَيَِرل نَمل‎ ]١6 فَالشَمَلهِ 4 [الملك:‎ 
[النور: 157 يعني من العلو.‎ 

وكذلك قول الشاعر: () 
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناهوإن كانواغضاباً 

فإذا أطلق لفظ (السّماء) فإنه قد يراد به العلو» وقد يراد به واحدة 
السباوات وهي السباء الدناء وخاصة إذ وبل بالأرض» فقوله هنا 
دتتلا ما بين بن سما وَالأَرْضٍ» يعني ي: أنها تملاً هذا الفراغ الكبير الذي 
بين السماء والأرض» لم؟ لعظم + هذه الكلمة؛ ولمحبة الله جَال لماء 
ولحمل الملاتكة لها تقرّيًا إلى الله ويك 

قال: «وَالْصَلاَهٌ ثُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرِمَان» وَالصَّبرُ ضِيَاءٌ» هذه 
الثلاثة: الصلاة» والصدقة» والصيرء اقترنت هنا بثلاثة ئة أنواع من أنواع 
النور هي: النورء والضياء والبرهان» فدرجات ما تحسه العين من 
الأنوار ثلاث: أوها النورء ويليها البرهان» والثالث الضياء. 

فالقمر نور؛ كا في قوله وبك: ( وم َالْقمرَِن لئس 
يجا 4 [نوح: 5 وقوله صَبك: © وَالْفمرَنوا :)ونس : 8]» فالقمر 
(1) هذا البييت للشاعر الجاهلٍ معاوية بن مالك بن جعقرء المعروف بمعود الحكاء. انظر: غريب 


المحديث لا بن قتبسة /١(‏ 0 والإيضاح في علوم اليلاغة للخطيب القزويني (ص ")0 
ولسان العرب (94/ 984), 


الحددث الثاذث والعشسرون 

لحت 
يوصف بأنه نور» وهو الذي يعطي الإضاءة بلا إشعاع محسوس. 

والبرهان أشعة بلا حرارة» أعظم درجة من النور» وأقل درجة 
من الضياء. 

وأما الضياء فهو نور مسلط شديد يكون معه حرارة. 

فهذه ثلاث مراتب من أنواع النورء فإذا تأملت قوله كلد هنا: 
دوَالْصَلاةٌ تُورٌ وَالِصَدَقَةُ بُرَهَان وَالصَّبرُ ضِيّاء وجدت أنه مُرئَبٌ على 
أحمل ما يكون من الترتيب؛ فإن الصلاة سبقت الصدقة؛ ولهذا سبق 
النور البرهان» والصبر لا بد منه للصلاة وللصدقة ولكل الطاعات» 
ولكن الصبر محرق كشدة حرارة الضياء. والضياء نور قوي فيه حرارة 
ونوع إحراق؛ فلهذا جعل الصبر ضياء؛ ولم يجعل الصلاة ضياء»ء لكن 
الصلاة نور؛ لأن فيها إعطاء ما يحتاجه العبد براحة وطمأنينة» وجعل 
الصدقة برهانًا؛ لأن البرهان أشعة بلا حرارة تنعكس في العين يكون 
معها شيء من المعاناة» والصدقة فيها إخحراج المال» وهو محبوب 
للنفس» وهذا يحتاج إلى شيء من المعاناة. ٠‏ 

وقد وصف الله جَللِة وصف القرآن بأنه نور في قوله تعالى: ؤ[ قَدٌ 
جاء كم يرب الَو ور وَصكِتنب ميرك 4 [الائدة: »1١©‏ ووصف 
التوراة بأنها ضياء في قوله: ج وِلِعَدَءَايسَامومى وهدروة الْمْرمانَوضِيَكه 
كميقت *[الأنبياء: 44]» وقد ذكر المفسرون تفسير ذلك حيث 
قالوا: إن التوراة فيها آصار وأغلال على بني إسرائيل؛ لهذا سماها الله 


ا له دس 
ل ضياء مناسبة ما بين الضياء ووجود التكاليف العظام على بني 
إسر ائيل» قال: +( يطل ون اديت كادوأ حرمنا حلم يبت يلت لحم 
وَيصَدجِمْ عَنْسَبي ل هديا 4 [النساء: ]١٠١‏ فجعل التوراة ضياء؛ لأنَّ 
فيها هذه الشدة. 
وكذلك جُعِل الصبرٌ ضياء؛ لأن من تحمل شدة الصير يشبه من 
تحمل شدة الضياء» وأيضًا أثره أنه يكون معه الضياء. 
وهذه الثلاثة يحتاج إليها العبد يوم القيامة أشد الحاجة؛ حين 
تكون الظلمة دون الجسره ويعبر الناس على الصراط؛ حيث اليوم 
العصيب والأمر المخيف. فتكون معه الصلاة وهي نور والصدقة 
وهي برهان» والصبر وهو ضياءء يتنقل به إلى رؤية الأمكنة المسافات 
البعيدة» أعاننا الله مَل على كربات يوم القيامة. وبهذا يظهر عظم قول 
المصطفى ويد وجوامع كلمه ككل . 
والصبر ى) هو معلوم ثلاثة أنواع: 
© صير عل الطاعة. 
© وصبر عن المعصية. 
© وصبر على أقدار النّه المؤلمة. 
والصير هو الحبسء يعني: 
© حبس القلب والجوارح على الطاعات. 
9 حبس القلب والجوارح عن المعاصي. 


الحددث الثااث والعشسرون 


حبس القلب والجوارح على الرضا بأقدار الله عل المؤلمة. 

وقد سبق تفصيا الكلام في معاني ا لصم حين شرح قوله وَلياو: 
و 07 55 2 27 م ٠.‏ 
«وَاعَلّمْ أن النضرَ مَعَ الصّيْرَهء فليراجء0©. 

5 28 إالىظ و ئ2 بم وم اصريو اس ٠.‏ ا 2 8 

قال: «وَالْمَرَان حجة لك وعليك». فالقران حجة لك إذا تلوته 
حق تلاوته؛ بمعنى: تلوته فآمنت بمتشامه» وعملت بمحكمه. 
وأحللت حلاله؛ وحرمت حرامه؛ وقد يكون القرآن حجة على العبد 
حيث يقوده يوم القيامة» فيزج بمن قرأه فخالف ما دل عليه من حق 
الله عل إن لم يغفر له ويصفحء فيزج بصاحبه إلى النار» فالق رآن إما لك 
أو عليك» فطوبى لمن كان القرآن حجة له. 

8 سس | )ا ل يي 00 0 8 .© 

وقوله َه (احجة لك» أي يمحاج لك؛ وهذا جاء يي أحاديث 
4 8 صَيَزْأ دل 8 ا ل ا ا ع هس )كلسم ص يك اماس 
أخر؛ كقوله وَيَكَِةٌ: «اقرَءٌوا القرَآن؛ فَإِنَهُ يَأتي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا 
لأَصْحَابهء اقْرَءُوا الزَهْرَاوَيْنِ الْقَرَةَ وَسُورَةَ آل عِمْرَانَ؛ قزمم تايان يَوْمَ 
الْقِيَامَة كام حََامنَانِء أو كأَمهُا خَياتانِ أَوْ كَءُا ركان مِنْ طَيْرِ صَوَافٌ 
تحَاجحَانِ عَنْ أَضْحامبيً)...206 فَالْقَرْآن «حَجَةٌ لَك أَوْ عَلَيْكَ»؛ هذا يعظّم 
القرآن عند من عمل به» ويضعف القرآن عند من تركه تلاوة وعملاً. 

8 3-9 .6 
قال: كل النّاسٍ يَغْدُو). الغدو هو: السير في أول الصباح: 


(1) راجع (ص 184). | 
(1) أخرجه مسلم (404) من حديث أبي أمامة الباهل وَإقع. 


خط سمه ولب خخ الى 


والرواح : الرجوع في آخر النهار» قال : «فبَائِعٌ د َفْسَهُ فَمُعْتِقَهَاا يعني : 
باع فس لله ل فم يلط عليها وى وز يدها للشيطانة يل 
جعلها على ما يحب الله خَلة ويرضىء فأعتقها ذلك اليوم. 

قال: (أوْ مُوبِقهَاا بأن غدا فعمل بها لم يرض الله عله فخسر ذلك. 


0 
الحديثالر والمشرون م ويم 1 


: الحديث الرابع والعشرون 

وعن أبي دَرٌ اإففاري وَل عن رسول الله وك فا > يَرُوِبِهِ عن 

رَبّهِ كي أنه قال: ايا عِبَادِي إن حَرّمْتٌ لظم عَلَ تفْيي» وَجَعَلَْهُبيَكُمْ 
حدما قل تَظَاحُوا. 

, دي كُلكُْ صَال | مَن ديه فاستهدوني أَهْدِكُمْ. 

. دِيء كُلَكُمْ جَائِمٌ إِلأَمَنْ أَطْعَمتهُ قَاسءَ ل ي أَطَعِدْكُمْ. 


ع2 م و 


ادي م تخطء و 0 
غَفِرْلَكُمْ يي إنكم لنْ تبهو ي فْتَضُرٌّونِ» وَل 
تي لفعُوني. 
يَاعِبَادِي لَوْ أن أوَلَكُمْ وآخركم؛ وإنسكم وَحِدْكُمْ كَانُوا عَلَ 
أ قَى َلْبٍ رَجُلٍوَاحدِمِْكْه ما زاد ذلك في ملكي شيا 

يَاعِبَادِي» لو أن أوَلَكُمْ وآخركم وَإِنِسَكُمْ وَحِدَكُمْء كَانُوا عَلَ 
َفْجَرِ قَلْبِ رَجل وَاحِدٍ مِنْكُمْه مار 3 نَقَصّ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي سَينًا. 

ياعباديء لَوْ أن ولَكُمْ وآحركم وَإِلْسَكُْ وَحِدَكُمْ قَامُوافي 
صَعِبدٍ وَاحِلِه فسَأُونِ» َعطيْتُ كُلَ وَاحدٍ الت ما نَقَصَ تَقَص ذَلِكَ يما 
عِنْدِيء إلا ك) يفص المخيط ذا َيل لبر 

ياعِبَادِي» نا هي أل أ أخصِيهًا لكُنْء ّم أوَفيكُمْ يّاهَا. 


9 
عله اس وس 


7 عل رم سه © 
قَمَنْ وَجَدَ حَيْرًا فَلْيَحْمَدٍ الله» وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَء فَلآيَلومَنٌ إلا 


7 
8 ١ 
+ ١ ا‎ 

١ 
05 9 
6١ 


ع 


ُو 


ُ ألا مربعين العووية 
0 رواه مسلو(©. 


الشرح: 
هذا الحديث حديث عظيم في بيان حاجة العبد وافتقاره إلى ربه 
كبك وما يحبه الله َل من العبد وما يكرهه. 


وهذا من الأحاديث القّدْسية؛ لأنه صُدَّر بقوله: «فيا يَرُوبهِ عن 
رَبّه 1 والذي يروي عن الله ل هو المصطفى يلك وهذا يعني 
أن الحديث القذمي يرويه النبي يكَكِةِ عن ربه تل بهذا اللفظ؛ لأنها 
رداية والرواية تكون بالفظ؛ لأن هذا هو الأصل؛ وهذًا فاحاديث 
القدسي الذي يُنْمَى إلى الرب َكل من الكلام؛ وليس من القرآن يعني 
في| يقول فيه المصطفى : عبد «قَالَ اللّهُ تَعالٌ؛. أو «قَالَ ره 
وَجُل2 وأشباه ذلك. 

فمثل هذا يُسمى حديئًا قُدْسِيا ومعنى كونه قدسيًا: أنه جاء من 
القدوس كبك, يعني: أنه حديث مطهر عالٍ على كلام الخلق» وهذا في 
معناه العام. 

أما الحديث القدسي من حيث الاصطلاح فقبد اختلف فيه 
العلماء» وعباراتهم متنوعة؛ والذي يتفق مع اعتقاد أهل السنة والماعة 


(1) أخرجه مسلم ( لالاه؟). 


أن الحديث القدسي من حيث اللفظ هو من الله وك وأنَ النبي عَلَِل 
يرويه بلفظه. وليس له وَبَيِيقٌ أن يَغبّر لفظه(©. 

وبعض أهل العلم قالوا: إن معناه من الله وَبكَ ولفظه من 
المصطفى ولي أبييح له أن يغير في لفظه0©. 

وهذا القول لا دليل عليه؛ لآنّه جاء ذلك بالنقل: قال الله 
تَعَالَ»» «قَالَ رَبُكُمْ عرَّ وجل والصحابة يقولون: «فيا يَنْمِيه إلى ربه» 


عضوم 


ايَلْعْهُ عَنْ ربوك اليرُوِيهِ عن ربوك وهذه كلها من ألفاظ الأداء في 
الرواية» وليس نَم مايدل على أن المعنى من الله كَكْكَء وأن النبي كلاه 
يتصرف في الألفاظ با يؤدي به المعنى؛ إذ لا دليل عليه ىا ذكرناء 
ولا حاجة للنبي كله في ذلك. 

وأيضًا هذا القول -وهو أنه من حيث اللفظ من النبى 
هكد والمعضى من الله وَبْكَ - يتفق مع قول الأشاعرة 0 


)١(‏ انظر: قواعد التحديث (ص18.16)) وشرح الأربعين للعلامة ابن عثيمين ته (ص ؟؟؟). 

(؟) انظر: فيض القدير (4/ 5548 - 225948 والتعريفات للجرجاني (ص .)١١"‏ 

() نسبة إلى أبي الحسن علي بن إسعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم الأش.عري» ولد سنة ستين 
'وماثتين» نشأ على مذهب المعتزلة» وتلمذ على أبي علي الحبائي زوج أمه؛ ومفى على ذلك صلرًا 
من ححياته. ثم ترك مذهبهم وتيرأ منه وسلك طريقة ابن كلاب» واتتشر مذهبه ثم رجع عنه إلى ْ 
مذهب أهل الحديث» واتتسب إلى الإمام أحمد؛ وألف في مذهب أهل السنة: الإيانة» والموجزء إلا 
أنه بقيت عليه بقَايا من مذهب ابن كلاب. توفي ببغداد سنة أربع وعشرين وثلائائة» قاله 


- شرح الأ مريعين النووية _ . 
والاتريدية27» والمعتزلة» وأشباه هؤلاء في أن الله جلك كلامه كلام 


و 


نفسي» بمعنى: أنه يلقي في روع جبريل المعاني» أو يلقي في روع 
المصطفى يَلَكِلْةٌ المعاني» ويعبر عنها جبريل با يراه» ويعبر عنها 
المصطفى كَل با يراه. 

فالمعتزلة يقولون: القرآن كلام جعله الله يصدر من جبريل وهو 
تلوق أو كلام جعله َل محلوقًا هكذا مكتوبًا ثم أخذه جبريل 
مكتويًا. 

والأشاعرة يقولون: إن كلام الله عله من حيث الصفة كلام 


الذهبي» ويقال: بقي إلى سنة ثلائين وثلا ثمأثة. انظر: تاريخ بغداد (11/ 45*)؛ ووفيات الأعيان 
1/١‏ وسير أعلام النبلاء( /1١8‏ 88). والبداية والنهاية /1١(‏ 1817)؛ وش رات الذهب 
"). 

)١(‏ هم أصحاب عمد بن محمد بن محمود. أبي منصور اللاتريدي» المتكلم» وماتريد قرية من قرى 
سمرقند له كتاب التوحيدء وكتاب المقالات» وكتاب تأويلات القرآن؛ توفي سنة ثلاث وثلاثين 
وثلائائة بسمرقند» ومن المسائل التي اشتهر ال|تريدية با لخلاف فيها: مسألة الاستثناء في الإيهان» 
والاستثناء في الكفرء ومسألة القرآن هل الله وق يتكلم بمشيئته وقدرته أم القرآن لازم لذاته: 
وغير ذلك من مسائل الصفات. انظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (7/ 6 ومجموع 
الفتاوى (/ا/ 1" - 2/455 ومنهاج السنة (؟/ 57)» وانظر: رسالة الماتريدية للشيخ ش.مس 
الذين الأفغاني تقلتله. 


الحديث المع والعشسرون 


[ ١غ"‏ تي 
بذات الله وده وهذا المعنى ألقي في روع جبريل ظَإكك» وجبريل 
يي فهم هذا المعنى وعبر عنه. وإذا كان من جبريل وليك فإن 
جبريل يليم من مخلوقات الله هَبْكَ فيكون الكلام الذي قاله - عند 
الأشاعرة ومن شابههم - هو كلام جبريل لا كلام غيره. 

وهذا هو تعبيرهم؛ فإنهم يقولون: إن جبريل يكم حكى كلام 
الله أو عبر عن كلام اللّهء أما كلام الله الذي هو الحرف والصوت وما 
يُسمع .. إلى آخره؛ فإن هذا قديم» وأما بعد أن تكلم به في القدم فإنه 
أمتنع عن الكلام» وأصبح ما يريده يقوم بذاته معنى» ثم يلقى في دوع 

. وو ا 

جبريل دون كلام يسمع منه حقيقه. 

ولهذا عندهم القرآن عبارة عن كلام الله كيك وليس هو بكلام 

والذي يتفق مع عقيدة أهل السنة والجماعة في كلام الله جل أن 
الحديث القدسى لفظه ومعناه من الله وَيْكَ ول يتَحَيّد بتلاوته: فيصح أن 
نعرف الحديث القدسبي بأنه: ما رواه المصطفى وَكَيِةٌ عن الله بك بلفظه 
ومعناه وم يتعبد بتلاوته. يعني: لم يكن بين دفتي المصحف. فهذا هو 
الحديث القدمي. 

أما أن تجعل لفظه من المصطفى وَيَئِْةٌ» فهذا لا يتفق مع عقائد 
أهل السئة والجماعة. 

قال: (فِيا ييه عن رَيّهِ وك أنه قال: يا عِبَادِي)» فالمتكلم بهذا هو 


شرج الأمرعين التووية _ 


| ؟6* | 
الرب َكل وهذا النداء (يّا عِبّادِي) فيه التودّد للعبادء ولفت النظر إلى 
هذا الأمر العظيم» وهذه الوصية العظيمة. 

قال: هيا عِبَاِيء إن حرّْتُ الظلم عل تفيي»: ودله خَل أن يحرم 
ما شاء على نفسه أو على خلقه فالوجوب والتحريم والحق يصحٌ عند 
أهل السنة والجماعة أن يجعلها الله جل على نفسه. فيحِقٌ حمًا على 
نفسه. أو يوجب واجبًا على نفسه. أو يحرم أشياءَ على نفسه. وهذه كلها 
جاءت بها الأدلة» فالله ع أَحَنَّ حمًا على نفسه في بعض الأشياء؛ ى) 
في قول النبي كَلَِةٌ: «وحقٌ العبادٍ عل الله أن لا يُعذْبٌ مَنْ مَاتَ 
لامُشركُ بالله شيئاة!©» وحرم أشياء على نفسهء ومنها الظلم كما في هذا 
الحديث؛ وهذا هو المتقرر في مذهب أهل السنة والجماعة؛ أما غيرهم 
فإنهم يجعلون الله عل مُترّها عن أن يَخْرُم عليه شيءٌ) أو أن يجب عليه 
شيء. 

والذي حرم على الله هو الله وَبْكَ» وهو َل يحق من الحمق على 
نفسه ما شاءء» ويوجب على نفسه ما شاء. ويحرم على نفسه ما شا 
وهذا با يوافق صفات المول كك ويوافق حكمته. ومشيئته في بريته. 
فالله يلآ حرم الظلم على نفسه» ومعنى كونه خرم الظلم على نفسه أي: 


0 أخرجه البخاري (885؟)) ومسلم (0؟) من حديث معاذ بن جبل وإ8. 


الحديث اربع والعشسرون لكا 

وفي القرآن نصوص كثيرة فيها أن الله و3 لا يظلم الناس شيئًاء 
وأنه لله لم يْرِدْ الظلم, ول كَخْيَرَ الظلم على العباد؛ كما في قوله ككل: 
5 وقوله: 2 وَمَا هيرب ظطَْمَالَادٍ )4 [غافر ١:‏ "1]» وقوله: ل وَمَا َه 
يريد ظُلَمالَعيكِينَ )4 [آل عمران: 4١٠]؛‏ وقوله: ل فَلَايداكُ ل مولا 
هَضْمًا )4[طه: 7١١1.؛‏ وقوله: +( إِنَّأمَّه لَايْظلِمُ الئاس سَيْكا وَلِكيَالناسَ 
أَنفسَم ب مون )4 [يونس: 4 4 1» والآيات في ذلك كثيرة. 

فالله عله وصف نفسه بأنه لا يظلم أحدًا شيئّاء وأن الظلم ليس 
إليه» وأنه لا يريد الظلم وَل والظلم المنفي عن الله عله هو الظلم 
الذي يُفمَّر بأنه: وضع الأمور في غير مواضعها؛ لأن الظلم في اللغة بأن 
يوضع الشيء في غير موضعه؛(2 ولهذا قيل للحليب الذي خُلط بلبن 
حتى يروبءف لط قبل أن يبلغ ما يصلح به قيل له: ظليم» يعني: أنه 
ظُّلمِ حيث وُضع الخلط في غير موضعه وقبل أوانه. 

ومن ذلك قول الشاعر: 9) 


(١)انظر:‏ مقاييس اللغة لابن فارس (7/ 57”): والقاموس المحيط (ص 454١)»؛‏ ولسان العرب 
امتوسضنف 1 

(5) انظر: غريب الحديث لابن قتيبة /١(‏ 488)» وتاريخ دمشق (517/ 170)) ومجمع الأمثشال 
(؟/505). وجمهرة الأمثال (1/ :)165١‏ ولسان العرب /١5(‏ 9/8؟). 


وقائلةٍ ظلمتٌ لكم سقائي وهل يخفى على العْكَدٍ الظليمٌ 
ومنه أيضا سميت الأرض التي حفرت لاستخراج ماء وليست 
بذات ماء قيل لها: مظلومة؛ كقول الشاعر - وهو من شواهد النحو 
المعروفة-:0(© 
إلا الأواري لأيّاما أيينْهِا والتّوي كا وض بالمظلومة الجلد 
المقصود أن هذه الادة في اللغة دائرة على وضع الشيء في غير 
موضعه اللائق به وغير هذا التفسير كثير, فالمعتزلة يفسرون الظلم 
بأنواع» والأشاعرة يفسرون الظلم بأنواع» وعند أهل السنة هذا هو 
تعريف الظلم» فقد قال بعضهم: إن الظلم هو التصرف في ملك الغير 
أو في اختصاصه بغير إذنه). 
وهذا نوع من وضع الشيء في غير موضعه» وليس هو بتعريف 
للظلم؛ ولهذا يورد عليه أشياء في بحث معروف في القدر في مبحث 


الظلم» وفي اللغة. 


)١(‏ من شعر النابغة الذبياني؛ وهو أبو أمامة زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع؛ أحد شعراء 
الجاهلية ا مث.هورين ومن أعيان فحوكم . انظر: إصلاح المنطق لابن السكيت (ص417)؛ 
والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (7”/11)» ولسان العرب (175/5). 

(؟) انظر: قواعد العقائد للغزالي (ص 4١5)؛‏ ورسالة في معنى كون الرب عادلا (ص ١17١‏ وما 
بعدها)ء والتعريفات للجرجاني (ص 421816 والتعاريف للمناوي (ص ”497). 


المقصود من هذا أن الله لله قال: (إنّ حَرَّم نت لظم عل يي »: 
ينو حزمت أن اصع شين خب عرض ال ب حل في 
منعت نفسي من ذلك. وهذا يدل على أن الله َل لو أراد إنفاذ وضع 
الشيىء في غير موضعه لكان له ذلك سبحانه» وكان قادرًا عليه؛ لأنه 
ل قال: جز وَمَاَمِيريدُ ظُماعبَادٍ 4 [غافر: ١‏ "]» فهو يبل لم يرد ذلك. 
وهذا الحديث أيضًا دال على أنه قادر على أن يفعل» ولكنه حرم ذلك 
على نفسه» ومنع نفسه من ذلك» وهذا من كرمه ويك وإحسانه 
وفضله» وإنعامه؛ ومزيد مثيه على عباده. 

قال: (إِن حَرَّمدٌ مْتُ الطلمَ عَل تفي وَجَعَتُهُيَْتَكُمْ رما 
كارك انه غ2 مالظ عل تفي رجمل الل باو الما 
محرمًا؛ لأنه وله يحب العدلء» وقد أقام السماوات والأرض على العدل 
- كبا قرر ذلك أهل العلم - ولا يصلح لما إلا العدل» والعدل ضد 
الظلم؛ لأن العدل وضع الشيء في موضعه. والظلم وضع الشيء في 
غير موضعه. 

فالله َل أجرى ملكوته وأجرى خلقه على العدل. وهو: وضع 
الأشياء في مواضعهاء وعلى الحكمة» وهي: وضع الأشياء في مواضعها 
اللائقة مهاء الموافقة للغايات المحمودة منها. فتحصّل من هذا أن الله 
عله يبحب العدل ويأمر به؛ كا قال يَكل: + إِذَّألَهَيأْمْرُالْمَدِوَالاِحْسن 
مَإيتَآىٍ ذِى الْقُرَقَ 4* [النحل: .]14٠‏ والله وَل حرم الظلم ى) في هذا 


م شرج الأمرسين النووية _. 


الحديث» وفي آيات كثيرة مر بعضها. 


فإذا تبين ذلك؛ فإن الله وله جعل جعل الظلم بين العباد محرمًاء فقال: 
«فَلاتَظَامُوا»» وهنا نظر أهل العلم في سبب قوله: «إنْ حَرَّمْتُ الظلَم 


رح م6 


عَلَ نَفِيِي)؛ لأنه قال بعدها الوَجَعَلئه بَينَكمْ حرم ؛ قَلاَ تَظَاُوا»» وهذا 
فيه بحث واسع في أثر أسماء الله َل وصفاته التي اتصف بها كله على 
بريّته» فالأسماء والصفات لما آثار في الملكوت». وآثار في الشريعة: 
وآثار في أفعال عَلِْ في بريته. وهذا نوع من هذه الآثار؛ وهو أنه فل 
لما أقام ملكه على العدل» وحرّم الظلم على تقسه؛ أمير عبساده 
بالعدل» وحرم الظلم فيا بينهم» والعباد مكلفون. فإذا وقع منهم 
الظلم كانوا غير منفذين لمراد الله الشرعي» وإن كانوا غير خارجين 
على مراد الله الكوني؛ فلهذا يكون الله عله قد توعدهم إذ ظلمواء 
وقد نباهم عن الظلم. 

فإذًا الظلم بأنواعه محرم؛ والظلم درجات» يجمعها مرتبتان(©: 

المرتبة الأولى: ظلم النفسء وظلم النفس قسمان: 

القسم الأول: ظلم النفس بالشرك» وهو ظلم في حق الله وَيْكَ؛ 
ال وضع ادلي شي موث حولي امن تاج .ل مشرك 
ظالم لنفسه؛ كى| قال صَنْك: +[ لين ءَآمَْوا وَل يسو إيستَهُ مظنو وْلتِكَ كَمْ 


.)556 /4( وفيض القذير‎ ))8:4 /١1( انظر: جامع العلوم والحكم (ص 4؟5)) وتفسير ابن كثير‎ )١( 


ديش ا ارين #3 مسي 103 همتطل خخ جح نه 
الَْمَنُوَهْممُهْسَدُوةَ 4 [الأنعام: 85]. 

القسم الثاني: ظلم النفس بارتكاب الحرام» والتفريط فيم| أوجب 
الله يك وعدم أداء الحقوق: مما يعرضها للعذاب والبلاء با لا يصلح 
لماء وهذا ظلم للنفس؛ لأن من حق نفسك عليك أن تسعدها في الدنيا 
والآخرة» فإذا عرضتها للمعصية فقد ظلمتها؛ لأنك لم تجعلها سعيدة؛ 
بل جعلتها معرضة لعذاب الله عَللة. 

المرتبة الثاثية: ظلم العباد» وهو: التفريط» أو تضييع حقوقهم 
بعدم أداء الحق | الذي أوجبه الله َل لهم؛ فمن فرّط في حق والديه فقد 
ظلمهم؛ ومن فرّط في حق أهله فقد ظلمهم, يعني: لم يكن معهم على 
الأمر الشرعي» بل ارتكب محرمّاء أو فرط في واجب فقد ظلمهم» ومن 
اعتدى على أموال الناسء أو على أعراضهمء أو على أنفسهم: أو على ما 
يختصون به» فقد ظلمهم؛ وهذا كله محرم. | 

فإِذًا الظلم بأنواعه حرام؛ ولا يجوز للعبد أن يظلم أحدًا شيئًاء 
وإنما يأخذ الحق الذي له. 

قال عل بعد ذلك :همَلاتَاكُوا0» يعني: لا يظلم بعضكم بعضًا. 

ثم قال : ذا عِبَادِي؛ © لَكُمْ صَالٌ إلا مَنْ عدَيتةُ»: يعني : أن الأصل 
في الإنسان من حيث حيث الس أنه ظلوم وجهول؛ وا سيا الضلال؛ 
قال يْكَ: جز إِنَاعَرَضَا ألم نَدَعَلَ اتوت وَالْارض وَالْجبَالٍ فايص أن 


حل عه عرس 2 و ص 
ِ- 
8 


ينبا وَمَلَها لضن تدكا ظَلُومًا جَهُولًا 4 [الأحزاب: 1077 


م 


فالأمانة هي أمانة التكليف. ولما كان الإنسان ظلومًا جهولاً كان 
الأكثر فيه أن يكون ضالاً؛ ولهذا أكثر الناس ضالونء وهذا جاء في 
القرآن في نصوص كثيرة. 

قوله هنا «مُلكُمْ صَالٌ إلا مَنْ هد هَدَيْتَهُ» يدل على أن الأمر الغالب 
في عباد الله أنهم ضالونء إلامَنْ مَرَ لله عل عليه بالهداية» وهذه 
الهداية تُطلب من الله وَبكَء قال: «فاستهدون أَهْدِكُمْ». يعني: اطلبوا 
مني الهداية أهدكم إليها . وهذايدل على رغبة ابن آدم في الهداية إن 
طلبها من الله َيْكَ فلا بد من ابن آدم أن يسعى في أسباب الهداية» فإذا 
رغب فيها وفقه الله وك وهذا مرتبط بمسألة عظيمة من مسائل 
القدّرء وهي أن الله له يعامل عباده بالعدل» وحص طائفة منهم 
بالتوفيق» وهو أنه يعينهم على ما فيه رضاه فل؛ ىا في قوله 38: 

وَوجَدَكٌ صَالَا فَهَدَئْ 4[الضحى: 7] يعني: كان قبل البعثة ضالاً 

فهداه إلى الطريق 

فقوله: ُلك َال إلأء مَنْ هَدَيْنَهُ فاستهدون أَهْدِكُْ) يعني 
اطلبوا مني الهداية أهدكم إليهاء فا هداية يطلبها كل أحدء يطلبها 
السابق بالخيرات» والمقتصدء وأا نفس كا يمي عليه أ بك 
الهداية من الله ظَْكَ؛ ولمذا فرض الله عله في الصلاة سورة الفاتحة 
ومن أعظم ما فيها قوله عَلل: +[ آَمْدَِاضٌِ لتقم )4 [الفاتحة: 5]» 
فطلب الهداية للصراط المستقيم هذا من أعظم المسائل وأجلهاء يعني: 


الحديث الرإيع والمثسرون 


| 594 أت 
أعظم ما تطلبه من الله جل أن تطلب منه الهداية إلى الصراط المستقيم» 
والهداية مرتبتان0©: 


المرتبة الأولى: هداية إلى الطريق» بمعنى: الإرشاد إليه» والتوفيق 
له والهداية بمعنى الإرشاد منها شيء قد جاء به الرسول يلك فهداية 
الدلالة والإرشاد تمت وقامتء ومنها الحداية التي تسأل الله عَللِة أن 
يعطيك إياهاء أن تكون مُرْشَدَا إليها؛ لأن الالتفات إلى الإرشاد نوع 
من الاهتداء؛ فهداية النبي وَكَِلَةٌ والهداية التي في القرآن موجودة بين 
ظهراني المسلمين | يُمْقّد منها ثيىء وله الحمد» لكن من الذي يوفق إلى 
أن يَرْشّد إلى هذه الهداية؟ 

فإذًا هذه المرتبة ليست هي الهداية التي بمعنى أن بدي غيرك 
وهي مرتبتان أيضًا: 

الأولى: هداية الدلالة والإرشاد» يعني: أن تطلب من الثه جلة أن 
يدلك ويرشدك على أنواع الهداية التي جاء بها المصطفى وَلكِاةٌ. 

الثانية: هداية التوفيق» فإذا دُلِلت عليها تسأل اللّه أن يوفقك 
لاتباعها. 

المرتبة الثانية: الهداية إلى تفاصيل الإيهان والإسلام؛ وما يحب الله 
عله ويرضى؛ لأن تفاصيل الإيمان كثيرة» وتفاصيل الإسلام كشيرة؛ 


وتفاصيل ما يحب الله ع ويرضاهء وما يسخطه ويأباه كثيرة متنوعة. 
فكونك تسأل الرب عل أن يديك هذا خروج من نوع من أنواع 
الصَّلالة؛ لأن عدم العلم ب| يحب اللّهء وما فيه الهداية» هذا نوع من 
البعد عن الصراط. 

المقصود أن هذا النوع من الهداية بأن تطلب من الله عل أن 
هديك إلى تفاصيل الصراط؛ وتفاصيل الإيمان» وتفاصيل الإسلام» 
وتفاصيل الاعتقاد؛ حتى تعلمه فتعمل به فتكون مرتبتك عند النّه 
علي أعلى. 

قال قَيْكَ: «فاستهدون أَمْدِكن) وهذا من أعظم المطالب؛ نسأل 
الله َي أن يهدينا سواء السبيل. 

قال:(يَا عِبَادِي كُلّكُمْ جَالِمٌ إِلأَمَن أَطْعَمْحُة فَاسْتَطْعِمُونٍ 
أَطْعِمْكُمْ»» الرزاق هو الله #ل, والرّزْق منه» والأرزاق بيده يصرفها 
كيف يشاءء؛ فهو الذي إذا فتح رحمة فلا مسك طا؛ كم قال في فاتحة 
سورة فاطر: <( ةيد كلامتي لهسأومإشيةملامزيزكة 
مب )4 [فاطر: ؟]» ومن ذلك: الأرزاق التي تُسد يبا الجوارح, 
فقال ويك: اكُلُكُحْ جَانمٌ إلأمن أَطْعَنة؛ َاستطيهون أَطْعِمَكُيْ؛ 
وإطعام الجائع» ورَرّق الفقير» وأشباه ذلك. 

هذه من سأل الله غَللةْ إياها فإن الله يله يعطيه. سواءً كان كافراء 
أو مسلءّاء أو عاصياء أو صا ًا؛ لأن ذلك من آثار الربوبية» وربوبية 


احديث الدع والعشسرون م 
الله لك غير خاصة بالسلم دون الكافر:أوبالصائم دود الطائم. 
فاجميع سواء في تعرضهم لآثار عطاء الله عل بأفراد ربوبيته» فيرزق 
َل الجميع؛ ويهب الأولاد للجميع» ويجيب دعوة المضطر من الجميع؛ 
وهكذا في أفراد الربوبية» مَنْ استطعم الله َل وسأله الطعام» وسأله 
الرزق؟ فإن الله ع قد يجيب دعاءه. 

قال: «يآ يآعبَاوِي» كُلَكُمْ عَار لصن كَسَوْ * كَسَوْنّة؟ فاستكسوى ي كسك 
وهذا على نحو ما سبق. 

قال: ايا ِبَادِيء إِنَُمْ طون باللّيْلٍ ولاه الخطأ هنا بمعنى 
الإثم؛ لأن الخطأ الذي هو بمعنى الخطأ أو عدم التعمد هذا معفو عنه؛ 
وهنا قال: كم تْقُونَ لل الها ونا أَغْفِرُالذُوبٍ جِيماه. 
فالخطيئة المقصود بقوله: اتُخْطِنُونَ أي تعملون الخطيئة؛ وهذا معناه 
العمل بالإثم» وهذا يغفر بالاستغفار والتوبة والإنابة. 

فليس المراد: الخطاً؛ لأن الله عا عفا عن هذه الأمة الخطأ 
والنسيان وما استكرهوا عليه. 

كما جاء في آخر سورة البقرة: + وَبْنَا لا مُوَاحِدْ من ينآ أَوَ 
لَعُمكا 4 [البقرة: 85؟]. 

وكما جاء في حديث ابن عباس وها أن النبي كله قال: إن 


م ل 
الله وَضَعَ عَنْ مي الخخَطأ وَالتّسيانَ وما اسْتُكْرهُوا علَيه200. 

قال: «وَأنا أَغِْدُ ليوب ججبيمًا فَاسْعَفْفدُوني أَعْفِرْلَكُهْه» هذا مقيد 
باهو غير الشركء أما الشرك فإن الله َل لا يغفره إلا لمن تاب 
وأَسْلّم» أماغير الشرك مما هو دونه؛ فإن الله له يغفره إذا شاءء والله 
يله يتوب على من تابء قال كلل: +( كُلْ يبد ىَآلذنَأسرَفُواعكَأنفسهم 
َامتتَظو ْنم أَنْوإِدَآنهَفرلدوْبَجِِيعًا )4 [الزمر: 107 أجع 
المفسرون من الصحابة ومن بعدهم أنها في التائيين2: فهو و يغفر 
الذنوب جميمًا لمن تاب» وقوله عله في سورة النساء: +( إدَأَه لمر 
عر بوَيَفْيوْمَادُوس كلك لِمََيكَآدوَمنِمُفْرِة باه فقَدَصَلَصَكَلابِيدا )4 
[النساء: 11١5‏ فالشرك غير داخل في المغفرة» وقوله: ل وَيَغْفْرما 
دو ذلك لِمْيسَهُ »4 يعني : في حق غير التائب. 

فحصل لنا أن من تاب تاب الله عليه فيغفر اللّه ذنبه أيّا كان 
سواء كان شركًا أو ما دونه ومن لم يتب فإن كان مشركًا فإن الله عله 


وا 


)١(‏ أخرجه ابن ماجه( 5048)): وابن حبان في صحيحه (7509/15): والطبراني في الكبير 
( 2117174 والحاكم في المستدرك (؟/515)» والدارقطني في سننه (4/ ))737١‏ والبيهقي في 
الكبرى (/9/ 0785 , 

(؟) انظر: تفسير الطبري (8/ 4)118 وتفسير البغوي (4/ 284 88)) وتفسير أبن كثير (1/ 17 
1 ) والدر المنثور (9/ 5"؟, /2)71797 وتفسير السعدي (ص ؟18). 


احديث الرإع والعشررون © < 

لايغفر الشرك» وإن كان ذنبه ما دون الشرك فإنه تحت المشيئة؛ إن شاء 
غفر له» وإن شاء عذّيه بذنبه. فقوله هنا : «وأنا أَعْفِدُ الذُيُوبَ جمِيعًا 
مقيد بم| سبق. 

قوله «فَاسْتَغْفِرُونٍ أَغْفِرْ لَكُمْ) يعني ي: اطلبوا مني المغفرة» فأنا 
أغفر ذلك لكم. 

قال: فيَاعِبَاوِيء إنكم لَنْ يعوا ضُرّي كَتَظُرُون» وَلَنْ تبلْهُوا 
تَفْعِي فَتَنْفَعُونٍ»: وهذا لأجل كمال غدى ال مولى كَبْك؛ فإن الله ولا ذو 
الكمال في أسمائه وصفاته» ومن أسياته العَني» ومن صفاته الْغِنى» فهو 
ل غني عن العباد ولن يبلغوا نفعه ولن يبلغوا ضره فللاً؛ بل هو الغني 
عن خلقه أجمعين20©. 

قال: «أنكم لَنْ تبْلْمُواهُرَي َتَضُرُّون) وَلَنْ تَبْلْعُوا تَفْعِي 
َتَنقَعوني» فهو كل أجل وأعظم من أن يؤثر العباد فيه نفعًا أو ضرًاء بل 
هم المحتاجون إليه المفتقرون إليه من جميع الجهات. 

قال: هيا عِبَادِيء لَوْ أن أوَلَكُمْ وآخركم؛ وإنسكم وَجِنَكُمْ؛ كَانُوا 
عَلَ أَنْقَى كَلْبِ رَ جُلٍ وَاحِدِِْكُمْ؛ ما زاد ذلِكَ في مُلكِي شين يعني: أن 


)١(‏ قال ابن القيم يله في نونيته: 
وَهُوَالعَيِي بذَاتَِدَقَقِنَاوُهَا يَدَّلَهكَاجُووَالحسَان 


أنظر: النونية بشرح أبن عيسى (18/5؟). 


تقوى العباد ليس المنتفع منها الرب كيك بل هم المنتفعون. فهم 
؛ وهم المحتاجون أن يطيعوا ربهم سبحأنه» 
وهم المحتاجون أن يتقربوا إليه» وأن يتذللوا بين يديه وأن يّروا الله 
عله من أنفسهم خيراء وأما الله يل فهو الغني عن عباده الذي 
لا يحتاج إليهم؛ لأنه وله الكامل في صفاتهء والكامل في أسماته» الذي 
لايحتاج إلى أحد من خلقه؛ تعالى الله وتقدس عا يقول الظالمون علوًا 
كبيرًا. 

قال: هيا عِبَادِي؛ لو أن أوَلَكُمْ وآخركم وَإِنسَكُمْ وَحِنَكُمْ كَانُوا 
عَلَ أفْجَرِ قَلْبٍ رَجُلٍ وَاحِدِمِنْكُمْ؛ مَاتَقَص ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيناه. 
فالذي يعصي الله عله لا يضر إلا نفسه. والله كل لا يحتاج لطاعته 
ولا يضرّه أن يعصيه؛ ومهذا يعظم العبد الرغب في الله ق؛ لأنه قلا 
هو ذو الفضل والإحسانء وذو المنة والإكرام؛ والعباد هم المحتاجون 
إليه. 

قال : (يا يا عباديء لَرْ أن أوَلَكُمْ وآخركم» َإنَْكُْوَ و حكن قَامُوا 
في صَعِيدِوَاحِِ» وني أطت كل وَاحِلٍ مشالدة؛ ما تقض ذَلِكَ با 

عِنْدِي ءإلاك) يِنْقصٌ ' الميخيَط ذا أَدْحِلَ الْبَْرَ». المخيط المراد به الإبرة 
السميكة» إذا أدخلت في البحر ثم أخرجت؛ فإنها لا تأخذ من ماء 


المحتاجون أن يتقوا الله يقل 


البحر شيئًا. فلو أن أول العباد وآخرهم» وإنسهم وجنهم, كانوا في 
صعيد واحد» فسأل كل واحد مسألته» فأعطى اللّه كل واحد ما سأل» 


ما نقص ذلك من ملك الله عل شيئًاء إلا ىا تنقص بر لخدي 
إذا أدخلت في البحر ثم خرجت؛ فإنها لا تنقص من البحر شيثًا يذكر. 
ذلك لأن ملك الله له واسعء وملكوته عظيم؛ وحاجات العباد 
ليست بشيء في جنب ملكوت الله كك؛ فإنهم يُعْطَوْنَ ما في الأرض» 
يعني: بعض ما في الأرض يكفي العباد أجمعين» وملك الله حل واسعء 
وقد دلت السنة على أن (السموات السبع في الكرمي كدراهم سبع 
ألقيت في ترس( يعني: أنها قليلة محدودة الحجم والحيزء وأن 
الكرمي أعظم منها بكثير» وجاء ف في السنة أيضًا أن: همَا الْكُرِْي في 
لعش إلا كََلفَةِنْ حَدِيد ايت مين ظَهْرَانٌ فَلدَوفي الأرْضي»70©, 
قكم: «العرش لا يقدر أحد قدره إلا الله )70 
فحاجات العباد متعلقة بالأرض والساء التي تقرب منهم. فإذا أعطي 
كل أحد ما سأل فإنه يعطى مما في الأرضء. وهذا شيء يسير جدًا 
بالنسبة لها في الأرض» فكيف يكون بالنسبة إلى ملكوت الله ق؟ 
قال: فيا عبَادِيء إِنََّا هي أَعَْالْكُمْ) يعني: أنْ المقصود من إيجاد 


)١(‏ أخرجه الطبري في تفسيره (8/ 226١‏ وأبو الشيخ في العظمة (1/ 8417): والذهبي في العلر 

(ص )1١7‏ من حديث زيد بن أسلم وَ. 
(؟) أخرجه الطبري في تفسيره (7/ )٠٠‏ وأ بوالشيخ في العظمة (؟/ 55) من حديث أي ذر وإه.. 
(5) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (5/ ١؟19)؛‏ وعبد لله بن الإمام أحد في السنة (5/ 404), 


والذهبي في العلو(ص "7)» موقوقًا على ابن عبلس 2483 


الابتلاء والتكليف را جع إلى أعمالكمء فلم يخلق الله عه الخلق لأجل 
أن ينفعوه؛ أو لأنه يخشى منهم أن يضروه أو لأنه له ممتاج أ أن 
يعطيهم؛ إنما المقصود ابتلاؤهم بهذا التكليف بهذا الأمر العظيم؛ وهو 
عبادته 0 مائة عل التمواريوا رض 
و كنت 1 ييه مامد ينبا لاضن 4 [الأحزاب: 501 
3-8 وَمَا حلت نوا لاضن إلا يدود (2اماآ ريد ونيم من يَدَقوَمآ 
ِب أن يُظوِمُوو (2) إنَّأمّه هَ هوَالررَاتُ المي مَوَوَآلمَيِينُ 4ه [الذاريات: 5ه - 
0 فغنى الله يل عن عباده أعظم إلغنى» وهم محتاجون إليه» 
والابتلاء حصل بخلقهم. فابتلى اللّه العباد بحياتهم» ونتيجة هذا 
الابتلاء أن أععالهم ستحصى: (إِنََّا هي أَعَالَكُمْ أخصِيهًا لكو 
والإحصاء بمعنى العدٌ التفصيل والحفظ؛ لأن الإحصاء له مراتب» 
منها: 

© العد التفصيل. 

© والحفظ وعدم التضييع 

كما قال ويك: « لَعَدَحَصَد وَعَدَّهمَ عدا 02 وكلهُْ “انيه يوم 

لقيَمَوِهَرْدًا )4 [مريم: 44. 140]؛ وقال صك: ( وحص فل ووعكا 4 ١‏ 
[الجن: 8؟1) والإحصاء يشمل معرفة التفاصيل وكتابة ذلك ويشمل 
أيضا الحفظ وعدم التضبيع فقوله : وإنَّا هي أحَالْكُمْ أخصيهًا حصيها» يعني: 
كنب عليكم اله وأعزتكم أياها بخاص يها وأحفظها كم 


المحديث الر|هم والعشسرون 

فلا تضيع. 

قال: ف أَوَئْكْمْ يما الحسنات بالحسئات» والسيئات يما يحكم 
اله كَبْكَ فيهاء فمن فعل السيئات فهو على خطر عظيم» ومن فعل 
الحسنات فهو على رجاء أن يكون من الناجين. 

قال: «قَمَنْ وَجَدَّ ترا فَْيَحْمَدٍ الله وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذّلِكَ 
فَلينُومَنٌَ إلاتَفْسَهُ)؛ لأنّ العبد هو الحسيب على نفسه. قال 3 #كل 
بعَاكبَتْرَِئةٌ 4 [المدثر: 47]» فكل نفس تعلم ما عملت وصوابها 
وخطأها ولو ألقت المعاذير» فال وُثلة: +[ لانن صر )ولو 
لق معَاوِيرَه # [القيامة: 4 .]١8-١‏ 

قال: (قَمَنْ وَجَدَ حَيرًا فَلْيَحْمَدِ الله؛ يعني: فليئن على الله ؛ 
لأنه أعانه على ذلك» (وُمَنْ وَجَدَ غَيْرَذَِّكَ فَلاَيَلُومَنَ إِلأَتَفْسَهُ)؛ لأن 
العبد هو الذي جنى على نفسه. والله 8 أقام الحجة» وبين المحجة» 
وسلك بنا السبيل الأقوم. 


| ري 
الس والمشروه 02 ونيم 09 


الحديث امس والعشسرون 


الحديث الخامس والعشرون 
عن أبي ذَرِ وَإقع - أيضا- : أن نَاسَا من أصحاب رسول الله وك 
الوا لل :يا رسول الله دعب أهل الدُوربالأجوره يُصلُون كا 
نُصِلٌٍ» ويصومون كما نصوم؛ ويَكَصِدَّقون بمُضول أمواهم. قال رسولٌ 
الله مكلك : لويس قد جَعلَ الله لَكُمْ ما تَصَدّفُوَ إِنَبِكُلٌ كل كني 
صَدَقَة َه وَكُلٌ تكبيرةٍ صَدَكَة وَكُلّ كحوبدَةٍ صَدَكَةُ وكُلٌ يْليلَة صَدَ صَدَقة 
َم ِيمْرُوفٍ صَدَقَه َه وَكفِي عَنْ المذكر صَدَفَةٌ بض أعي 
صَدَقَّة). قالوا: يا رسول الله يأ أعذنا هو وه ون نُله فيها أجر؟! 
قال: «أَيْتمْلَوْوَضَعَهَا ني حَرَام؛ أكَانَعَلَي ور فَكَذَلِكَ ذا وَضَعهَا 
في حلي كا لجن . رواه مسله©. 


0 0 2 
هذا الحديث عن أبي ذرٌ قَلِك: (أن أناسًا من أصحاب رسول الله 
مَتَتَلْابنُه - ” سه مََيَيَااندَ 4 2 0 
يَكِيدِ قالوا للدي :يا رسول الله ذَهَبَ أهلٌ الدَتُور بالأجور). 
يعني: أن أهل الغنى ذهبوا بالأجر عند الله وَبك؛ لأن لهم أموالاً 
يتصدقون بباء والصدقة أمرها عظيم. 
٠. ٠.‏ ره 5 5 
وقالوا: (يُصِلُون كا تُصِلٌء ويصومون كبا نصوم؛ ويكتَصدّقون 


(1) أخرجه مسلم .)10١5(‏ 


شرح الأمرعين ا 


ط] 85٠‏ ) 
بفُضول أمواهم)» يعني: أن الله عله ميزهم بأنهم يتصدقون» فهم 
يصلون ىا نصلي» ويصومون كما نصوم, لكن قيزوا عنا بالصدقة, 
فذهبوا بأجور الصدقة. فالنبي وَلكِلْةِ بين هم أن معنى الصدقة واسع. 
فقال: «أَوَلَيْسَ قَدُ جَعَلَ الله لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ»؛ وهذا فيه الحث على 
سماع ما جعل الله عله للفقراء» بل لعامة المسلمين - الأغنياء والفقراء 
جميعًا - من أنواع الصدقات التي لا تدخل في الصدقات المالية. 
وهذا مبني على معنى الصدقة في الشريعة؛ فإن الصدقة في 
الشريعة ليست هي الصدقة بالال» والصدقة بالمال نوع من أنواع 
الصدقة» فالصدقة هي: إيصال الخير والنفع للغير؛ ولهذا يوصف الله 
جل بأنه متصدق على عباده؛ كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي عَلَِ 
لما سألوه عن مسألة القصر في السفر وقالوا: يا رسول الله ها نحن قد 
أمناء والله َل يول في سورة النساء: «[ فيس عَلتَكْد جاح أن قصر أو 
لصّكوة إن ح نيف يم لذن كوا 4 [النساء: ».]١٠١١‏ وقد أمنًا. فقال 
ككيِْةِ: «صَدَفَةٌ تَصَدَقٌ الله يبا عَلَيَكُمْء فَافبنُوا صَدَكَته20, فالله غلا 
يتصدق على عباده» بمعنى يوصل الخير وما ينفعهم لمم فالصدقة 
إيصال الخير للغير» وقد يكون هذا الإيصال متعديّاء وقد يكون لازمّاء 


)١(‏ أخرجه مسلم (185) من حديث عمر بن الخطاب تق 


المحددث الخامس والعمشسرون تلك 

1_1 
يعني: قد يوصل العيد الخير لنفسه فيكون متصدئًاء وقد يوصل احير 
لغيره فيكون متصدقًا على غيره» فالصدقة معناها في الشريعة عام 
ومنها الصدقة بالمال؟ فإنها إيصال الخير والنفع للغير 

قال: وإيكُلُ تسرحةٍ صَدَقَة َكل كبر صَدَكة وجا 
صَدَفَة وَكُلٌ عَوليلَةِ صَدَفَةه م ل 
الذكر اللساني» فمثل بها على أنواع الذكر الأخرى؛ لأن هذه أفضل 
الذكر؛ كما ثبت في الصحيح أنه وك قال: «أَحَبٌ الْكَلام إل الله أريعٌ: 
سبْحَانَ الى وَالحَمْدٌ ل ولا إِلَهَ إل الك وَالنه لَه أكيَب20. فهذه الأربع 
هي أحب الكلام إلى الله فهي أعظم ما تتقرب به إلى الله مَل من 
الذكرء وتتصدق به على نفسكء فقال: (إنَّ كل تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةا؛ لأن 
فيها الأجر العظيم» فتصل بالتسبيحة نفسَكٌ بأنواع الخير والأجر 
كذلك التحميدء والتهليل؛ والتكبير. 

ثم انتقل َك إلى نوع من الصدقة متعدء فقال: 9وَأمْرِبَمعْرُوفٍ 
صَدَقَة تبي عَنْ المدكَرٍ صَدَقَةه وهذا تمثيل لأنواع الصدقات التي فيها 
تعدي النفع؛ فذكر الأمر با معروفء والمعروف هو ماعُلم حُسْنه؛ 
وأمر به في الشريعة» فما عرف في الشريعة حُسْنه فهو معروفء والمتكر 
ضده هو: ماعُرف في الشريعة سوؤه ونكارته» فمن أمر با عرف في 


2ه 


)١(‏ أخرجه مسلم (/1151) من حديث سمرة بن جنلب وَإل8. 


الي ا عت 
الشريعة حسنه فقد أمر بالمعروف» وأعلاه التوحيد» ومن نهى عم| 
غرف في الشريعة نكارته فقد نبى عن المنكر وأعلاه الشرك بالله كبك 
وكل أمر بمعروف صدقة» وكل نبي عن المنكر صدقة» وتعليم العلم 
يدخل ني ذلك فهو من أنواع الصدقات» فمن لازم العلم تعلمً) 
وتعليًا؛ فإنه يتتصدق في كل لحظة تمر عليه على نفسه» وكذلك على 
غيره؛ ولهذا أهل العلم أعظم الناس أجورًا إن صلّحت نياتهم. 

قال: هوني بُضْع أَحَدِكُمْ صَدَكَة البْضع المراد به في اللغة بععض 
الشيء؛ لآن البضع والبعض فيها قلب (بَ ضَصّع)» و(بَعَ ضَّ) يعني 
البعضء واليضع مقلوبة هذه عن الأخرىء فمعنى البضع البعض» 
ولكنهم كنوا به عن بعض ابن آدم؛ وهو فرجه؛ وهذا من شريف 
الكلام؛ حيث يُذكر ما يستحيى من ذكره ولا يحسّن ذكره في كلمات 
تدل عليه» ولا يكون لها وقع يناني الأدب في السمع. © 

فقوله: «وَفي بُضِع أَحَدِكُمْ صَدَقَةَه يعني: فيم| يأتيه المرء بفرجه 
وهو دَّكَرُ الرّجل صدقة؛ فاستغرب الصحابة رضوان الله عليهم 
وقالوا: (يا رسول الله أبن أَحَدُّنا شَهِرَهُ ويكونٌ له فيها أجرٌ؟!), 
المراد بالشهوة هنا ماء الرجل الذي ينزله» يعني: المراد تمام الشهوة 


(1) انظر: مقايس اللغة لابن فارس ,»٠ /١(‏ وما بعدها)؛ والمصباح المنير /1١(‏ دق اقل ولسان 
العرب (17/4). 


الحديث الذامس والعشسرون ظ 

قالوا: (ويكونٌ له فيها أجرٌ؟!) يعني: ءال شهرة ووم 
ويكون له بذلك أجر؟! 

فقال وَيََِِ: درا ثم لوْوَضَعَهَا - يعني : شهوته - في حرام 
والذي يُوضع هو الماء؛ لهذا سرت الشهوة ة هنا بأنها الماء» وهذا يسمى 
استدلال العكسء أو قياس العكس ”27 قال: «أكَانَ عَلَيْهُ وزْرٌ؟»: قالوا: 
بلى. قال: «َكَذَلِكَ إذَا وَضَعهًا في الال كَانَ لَه أَجْرٌ» وهذا يعني: أن 
ما يفعله المرء من هذه الأفعال التي هي من قبيل الشهوات إذا أتى بها 
الحلال» وابتلى الله عله العبدَ ببذه الشهوة فجعلها في الخلال؛ وباعد 
نفسه عن وضعها في الحرام» أنه يؤجر على ذلك» وهذا هو الظاهر. 

واختلف أهل العلم في هذه المسألة؛ هل يؤجر بإتيانه الحلال 
بلا نية» أم يؤجر بإتيانه الحلال بنية» على قولين0©: 

فقالت طائفة: هذه الشهوات التي ابتلى اللّه بها العبد إذا جعلها في 
الحلال فإنه يؤجر عليها بلا نية» على ظاهر هذا الحديث» وتنفعه النية 
العامة» وهي نية الطاعة» أو نية الإسلام؛ فإنه بالإسلام يحصل له نية 


(1) انظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/ )١199‏ وشرح النووي على صحيح مسلم (831/19)) 
وشرح الأربعين لابن دقيق العيد (ص /91)» والديباج على مسلم (78/9). 

(؟) انظر: جامع العلوم والحكم (ص177؟)) وفتح الباري (214/1 ول لازو (ه/ 3117). وعملة 
القاري (1/ 2"19)؛ وفيض القدير (5/ 41"). 


الطاعة لله لله فيا يأتي وفيما يذرء وهذه نية عامة. 

وقال آخرون: هذا الحديث محمول على غيره من الأحاديث» وهو 
أنه يؤجر إذا صرف نفسه عن الحرام إلى الحلال بنية» فإذا صرف نفسه 
عن مواقعة الزنا إلى مواقعة الحلال بنية؛ فإنه يؤجر على ذلك؛ لأن 
الأحاديث الأخر» والقواعد العامة» وكذلك بعض الأيات تدل على أنه 
نما يؤجر عل ما يبتخى به وجه الله تلذ» وقد ثبت في الصحيح أن النبي 
يد قال: (إنّكٌ لَنْ فق تَفَقَهَ بد تتفي يا وج اكه إلا أَجِرْتَ عَلَيَْا 0 
وقال ع2 ف آية النساء: ع جم و فيصكم من وا امن أ عَرَئَة 
أَوْمَعَرُوٍ أَوَإِضْلْ بَتتَآلدّاس 58 ل كَإْبيِعَاءَ مضا تٍاللَوفَسَوقَ 
وش هِكََرَاعَظِيمًا 4[النساء: 1١١4‏ فدلت الآية على اشتراط ابتغاء 
مرضاة الله ودلٌ الحديث أيضًا على أنْ النفقة إذا ابْتَغيٌ مها وجه النّه؛ 
فإن العبد يؤجر عليهاء فحمل أكثر أهل العلم هذا الظاهر من الحديث 
على غيره من النصوص مما يكون العبد به منصرقًا عن الحرام إلى الحلال 
بنية» فإذا قام في قلبه أنّه لن يأ الحرام» بأن الله أباح له الحلال ليقتصر 
على الحلال دون الحرام؛ فإنه يؤجر على ما يأتي من الحلال» ويؤجر علي 
شهوته ببذه النية» وإنما الأعمال بالنيات. 


)١(‏ أخرجه البخاري (855)) ومسلم (15148) من حديث سعد بن أبي وقاص وإ. 


لثم 
ب ل (فرَيَ 
لم (جم (زوئيى 
الحدث السأدس والعشسرون أ 2 لفاك كت 
الل سه سه 
الحديث السادس والعشرون , 
وعن أبي هريرة نف أن النبي وَكلِْةٌ قال «كُل سُلامى ين الئاس 
مركو ع صم 0 7 راع رى ي# 7 202 
عَلَيْهُ صَدَفَةُ كل يوم تَطْلّحُ فيه | 3 لسَّمْسٌ: تَعْدِلُ بن انين صَدَكَة ونين 
الرَجُلٌ في دَابْته فتَحْوِلَهُ عََيهَا أَوْ تَرْهَعْلَهُ عَكيْهَا منَاعَهُ صَدَفَة وَالْكَلِمَةُ 
الطَّيَبةٌ صَدَقَة ويكُلٌ خُطْوَةٍ شيا إِلَ الصَّلآةٍ صَدَقَة وَْيطُ اذى عن 
الطَرِيقٍ صَدَقَةه. رواه البخاري ومسلم (©. 


الشرح: 

هذا الحديث من حيث تفاصيل الصدقات يكفي عنه ما مر معنا 
في الحديث السابق؛ لأن هذه الصدقات المذكورة في هذا الحديث: 
بعضها من الصدقات الذاتية» وبيعضها من الصدقات المتعدية» لكن 
الذي هم منه قوله وَلِاوٌ: دكُلُ شلاقى من النَّاسٍِ عَلَيْو صَدَفَده 
والسلآمَى هذه المقصود منها: العظام أو المفاصل. فَمِنْ أهل العلم من 
قال: العظام؛ ومنهم من قال: مفاصل العظام؛ يعني: الصلات بين 
العظم والعظمء أو العظام أنفسهاء فعظام الإنسان كثيرة» والله عله مَن. 
عليه بهذهء فخلقك في أحسن تقويم» وجعلك في تصرفك في عظامك, 
وما ابتلاك به في شكر هذه النعمة. جعلك في محط الابتلاء؛ فهل تشكر 


.)1١١4( أخرجه البخاري (1448)) ومسلم‎ )١( 


أم لا تشكر؟ 

فقوله: : كل سلآمى من النَّاسِ» يعني : كل عظم من أعظم ابن 
آدم أو كل مفصل من مفاصل جسد ابن آدم عليه صدقة: فقوله: 
(عَلَيّهِ) تَعلم من الأصول أنها من ألفاظ الوجوب. فيدل على أن شكر 
هذه النعمة واجب؛ فشكر نعمة البدن» ونعمة العظامء ونعمة المفاصل 
واجبء دل على الوجوب قوله: «كُلُ سلامى ين النَّْسِ عَلَيْ صَدََد 
يعني : : يجب عليه على كل مفصل أن يتصدق بصدقة تقابل تلك النعمة؛ 
وتكون شكرًا لهاء وهذه مثال لبعض الصدقات. 

والصدقة الواجبة التي بها يخلص المرء من الإثم في عدم شكر 
نعمة البدن: ألا يستعمل هذه المفاصل في معصية الله ويك فإذا مر عليه 
يوم سَلِمّ فيه من فعل المحرمات بهذه المفاصلء أو سَلِمٌ من ترك أداء 
الواجبات»؛ واستعمل المفاصل في أداء الواجبات» فقد أدّى الشكر 
الواجب في ذلك اليوم؛ فكل مقتصد - يعني: فاعلٌ للواجب تاراءٌ 
للمحرمات - في يوم قد أدى شكر ذلك اليوم الواجبء الذى يجب 
عليه لنعمة البدن. 

ثم هناك شكر مستحبء وهو: أن يأتي بأنواع الصدقات 
المستحبة: القولية» والعملية» والالية» وأن يأتي بنوافل العبادات 
المتنوعة. ٠‏ 

فَإِذًا الصدقات نوعان: واجبة»؛ ومستحبة» فالواجبة هي أن 


الحددث السادس والعشسرون 

تستعمل الآلات في الطاعة» وأن تبتعد بها عن الحرام؛ فإذا فعلت ذلك 
فقد أديت شكر تلك الالات. 

قال: «كُلّ يوم تَطْلُعُ فيه الشّمْسُ» »كلمة ايوم قد تأت في 
النصوص وفي اللغة ويراد بها أكثر من يوم؛ فيكون عدة أيام إذا كان 
يجمعها شيء واحد؛ كم أنه يقال: ساعة» وقد تكون ساعات كثيرة» 
وهذا له فوائدّه المعروفة في اللغة» والبلاغة.المقصود أنه قال هنا :هك 
يوم تطح فيه فيه السَّمْسٌ)» فلم| قيده بطلوع الشمس علمنا أن الوجوب 
يوميٌ» يعني: كل يوم من طلوع الشمس إلى طلوعها في اليوم التالي 
-يعني كا نقول: في كل أربع وعشرين ساعة- يجب عليك تجاه نعمة 
البدن» وهي: المفاصل» والعظام» أن تشكر الله عل عليها. فَمثل جلي 
بقوله: «تَعِْلُ ييْنَ انين صَدَقَةا: يدخل في العدل الحكم بينها بالعدل» 
وكذلك الصلح فيا يُصلح به؛ ىا قال كلا : < أو إضلح بترت الئاس )»4 
[النساء: 4 99]» وأشباه ذلك من الأعمال الخيرة. 

قال: (وَمُعِينُ الوَجْلٌ في دَابيهِتَحْمِله عَليها أو تَرْهُلَهُعََيّهَا متَاعَهُ 
صَدَقَةه, فالإعانة في كل ما مُحتاج إليه هذا من أنواع الصدقات: تعينه في 
سيارته بإصلاح شيء فيهاء أو في الإركاب» وتساعد كبير السن أو 
المحتاج ... إلى آخره» كل هذا من أنواع الصدقات التي يحصل بها شيء 
من شكر نعمة المفاصل والعظام. 

قال: ١‏ وَالْكَلِمَةُ الطَيبَةٌ صَدَفَةٌ وَيكُلٌّ حَطْوَة تيه إِلَ الصَّلذةٍ 


َم شسرج ألا مربعين النووية 


صَدَفَة وهذا واضح. وقال: (وَقِيطٌ الأدّى عَنِ الطَريقٍ صَدَقَةا هذه 
كلها أمثلة متنوعة للصدقات اللازمة والمتعدية» وجاء في رواية, في 
الصحيح: «ويجزئ من ذلك ركعتان يركعههما المرء من الضحى)(", فإذا 
استعملت هذه المفاصل في ركعتين تركعهما من الضحى فقد أديت 
الشكر المسمتحب لهذه المفاصل. 


)١(‏ أخرجه مسلم )77١(‏ من حديث أب ذر و 


0 
ع ١ض‏ قري 
المحددث السام والعشرون (لن (ج (لزوئيس 
عن النوّاسِ بن سَمْعانٌ وإ عن النبِيّ يَكَلِةٍ قال: «الَبنّ سن 
للق وَالإِنُمُ مَاحَاكَ في تَفْسِكَء وَكَرِهْتٌ أَنْ يَطَلِمَ عَلَيِّ النَّسُ». رواه 
مسله0©. 
وعن وَابصة بن مَعَبَدِ َه فال: أتيثٌ رسول الله وَكلِةِ فقال: 
«جِنْتَ تَسْأَلٌ عَنِ الْير؟) قلت : نعمء قال : وإسْتفيٍ قَلْبَكَ؛ الْبِرّمَا 
اطْمَاَنْتْ ث ِلَب التَفْسُء وَاطْمَأنَ لَه القَلْبُ وَالِنُمُ ممما حَاكٌ في النَفْسِء 
وَتَرَدّدَ في الصَّدْي وَإِنْ فاك د التَامٌ رةه حديث عد ن» زويناه في 
مسندي الإمامين أجل بن حنبل والدارمي» بإسناد حسن7). 


الشرح: 
هذا الحديث من الأحاديث الجوامع؛ وهو حديث التوّاس هع 
عن النبي يَككِةٍ قال: اليدحْسْنٌ الخلّق) والبر أنواع ©: 

* برّفيما بين العبد وبين ربه كبك 


(1) أخرجه مسلم ( 881 1). 

(؟) أخرجه أحمد (4/ 7717) والدارمي (؟/145). 

(5) انظر: جامع العلوم والحكم (187)» وشرح الأربعين النووية للعلامة ابن عثيمين بيَعَائَهه 
(ص 5517). 


» وبر فيا بين العبد وبين الناس. 

فالبر الذي بين العبد وبين ربه عله هو بالإيهان» وإتيان أوامر 
الله جل المختلفة وامتثاهماء واجتناب النهي؛ كما قال عل في سورة 
البقسرة: +[ وَلكِنَئِرَ ماص مويو الي والمكهحكة وَالْككوَالئىَ 
وََاقَ ألْمَالَعَلَ مج وى الْشُرْص وتنم وَالْمسكينَ وَبنَ امل وَاَلمَِاِنَ 
وف الوا وَأَفَاماصَلَوَمَاقَ الَكَةَ 4[البقرة: 1171]» فذكر البر الذي 
يجب على العبد لله كل وهذا النوع من البر يأتي في القرآن كثيراء والله 
عله هو الذي جعل هذا براه فيوصف العبد بأنه من الأبرار إذا امتثل ما 
في هذه الآية» وابتعد عم| يكرهه الله بق . 

أما البر مع الخلق؛ فهذا جماعه حسن الخلق؛ ولهذا قال عَكِاةٌ: 
«البٌِ حُسْن الخُيُقه؛ فجَمَعَ البر في عبارة وجيزة وهي: «حُسْنٌ الخُلّقَ) 
وحُسْنٌ املق يجمعه بذل الندى» وكف الأذىء وأن تحسن إلى الخلق» 
وأن تجزي السيئة بالحسنة وأن تعامل الناس بم| فيه عفو عن المسيء» 
وكظم للغيظ» فمن كان باذلّا للندى؛ غير منتصر لنفسه. كامًا الأذى 
مقدمًا المعروف للخلق فهو من ذوي حسن الخلق فيا بين الناس؛ فإن 
جمع إليه ما يستحب من ذلكء» وما يجب من حقوق العباد كان حسن 
الخلق عنده شرعيا. ٠‏ 

فحسن الخلق الذي يكون فيه امتثال لم جاء في الشرع من صفات 
عباد اللّه المؤدين الحقوقه وحقوق عباده» هذا يكون معه البرء فالير إذًا 


مج ا ل يي سس ١‏ #7 أ 
درجات؛ لأن الإيمان بالله. والملاتكة» واليوم الآخرء وإقام الصلاةء 
وإيتاء الزكاة .. إلى آخره. هذا درجات» ومعاملة الخلق درجات. 

فتحصّل من ذلك أن درجة البر تختلف بإختلاف حسن الخلق» 
والبر إذا أردته فهو حسن الخلق؛ لأنك بذلك تؤدي حقوق الخلق 
الواجبة والمستحبة. 

قال: وَالِنْمُ مَاحَالك في َفْسِكَ» وَكَرِهْتَ أن يَطَلِعَ عَلَيِْ النَاسُ»» 
عَرَفَ الإثم - وهو ما يقابل البر - بشيئين: شيء ظاهرء وشيء باطن. 
وهذا من الميزان الذي يمكن تطبيقه, وهو كَكِلَةٌ الرؤوف الرحيم بهذه 
الأمة» فقال: «وَالإِنُمُ مَاحَاكَ ني تَفْسِكَه وهذا أمر باطنء ثم قال: 
«وَكرِهْتَ أَنْ يَطَلِمَ عَلَِْ النَّاسُ) وهذا أمر ظاهرء فإذا أتبيت إلى شيء 
مشتبه عليك فحاك في نفسك. هل هو من الإثم أم من البر؟ وترددت 
فيه ولم تعلم أنه من البر» وانضم إلى ذلك الظاهر أنك لو فعلته كرهت 
أن يطّلع عليه الناس» فهذا هو الإثم.. 

فالإثم يجمعه شيئان: 

الأول: شيء باطن متعلق بالقلب» وهو أنه يحوك ني النفس» 
وتتردد في فعله النفس. 

الثاني: شيء في الظاهر» فإذا فعلته كرهت أن يطلع عليه الناس. 

وهذا وصف عظيم منه وَلَيِيْةٌ لبر والإثم. 

فالبر: حسن الخلق يبذل الندى» وكف الأذىء؛ والعفو عن 


المسبيء» والصفح عن المخطئ في حقه. 

والإثم: ما حاك في نفسك وجهه. وكرهت أن يطلع عليه الناس» 
في] لو فعلته ظاهرًا. 

وفي الرواية الأخرى :عن وَابصة بن مَنْبَدِ َه قال: أتيثُ 
رسول الله َيةٌ فقال: اجِنْْتَ ؟ َل عَنِ الْبر؟» قلت: نعم» قال: 
«إشتفت قَلْبَكَ؛ الب ما اطْعَادثْ ن إَِيه اْسُء وَاطْمَانَ ِل الَْلْبُء وَالإِْمُ 
مَاحَاكَ في الكنْسِء وَكَرَد في الصّدْرِه» وسبق بيان أن البر نوعان: بر 
متعلق بحق الله» وبر متعلق بحق العباد. فالحديث الأول ذكر فيه وَل 
البر المتعلق بحق الناسء فقال: «البر د حُسْنٌ انق وهنا ذكر البر بعامة 
فقال: لإسْتَفتٍ قَلْبَكَ) يعني: عن البرء هل هذا الشيء من البر أم ليس 
من البر» هل هو من الطاعة أم ليس من الطاعة ؟ 

ثم قال: « الما اطْمَانتْ إِلَيِّْ التَفْسُء وَاطْمَانَ لي الْقَلْبُ6 يعني 
أنه لم يحدث في القلب تردد من هذا الشيء ء المعين» ولا يكره أن يَطلِعَ 
عليه الناس» وهذا يعم جميع أنواع الطاعات» وقابله بالإئم حيث قال: 
«وَالإِئُمٌ ما اك ني النفْسٍِء وَتَرَدّد في الصّذْرِ وَإِنْ أقْمَاكَ النّاسُ 
وك نجعل وَل علامة للا بان «مَا حَاكَ في النَفْسِء وَتَرَدد في 
الصَّدْرٍ» على نحو ما ذكرناء (وَنْ أفْتَاكَ الثاس وَأيُوكَ»؛ وهذا يدخل في 
ذلك جميع الأنواع التي تدخل في المتشاهات التي سبقت في حديث 
النعمان بن بشير و 4. 


الحديث السام والعمشسرون 


5525959515959511591ئ5ئ5س225ش2 الى 

فالإثم تفرغ منه إذا كان الشيء يحوك في الصدرء ولا تطمئن إليه 
النفس؛ لأن المسلم بإيمانه ودينه وتقواه تطمئن نفسه إلى ما فيه الطاعة» 
وأما ما فيه شبهة» أو ما فيه حرام» فيجد أنه خائف منه؛ أو أنه متردد 
فيه» ولا يستأنس بشيء فيه تعريض لمحرم أو اشتباه؛ لأنه قد يقع في 
الحرام. 

قال: «وَإِنْ أَفمَاكَ النَّاسٌُ وَأَفْتَوك» يعني: قد تذهب إلى مفتٍ 
تستفتيه في شأنك» ويفتيك بأن هذا لا بأس به» ولكن يبقى في صدرك 
التردد» والمفتي إنما تفتي بحسب ما يظهر له من السؤال» وقد يكون 
عند السائل أشياء في نفسه لم يبدهاء أولم يستطع أن يبديها بوضوحء 
فيبقى هو الحَكّم على نفسه؛ والتكليف معلَّقٌ به وإماطة النواب 
والعقاب معلقة بعمله هوء فإذا بقي في نفسه تردد» ولم تطمئن نفسه إلى 
إباحة من أباح له الفعل» فعليه أن يأخذ بم| جاء في نفسه. من جهة أنه 
يمتنع عن المشتبهات, أو عم تردد في صدره. 

وهنا يبحث العلماء بحثًّا معلومًا يطول» وهو بحث أصولي 
وكذلك فقهيء في أن ما يتردد في الصدر ويِجِيك فيه. ولا يطمئن إليه 
القلب» هل هو إثم بإطلاق» أم أن بعض أنواعه إثم؟ 

والتحقيق في هذا أن المسألة فيها تفصيل 20: 


(1) انظر: أصول السرخسي (؟/ ))١87‏ وجامع العلوم والحكم (ص 554)) والاعتصام للشاطبي 


اتلك شريجألاٌسربعين النووية 

الحالة الأولى: أن يكون التردد الذي في النفس واقعًا عن جهل من 
صاحبه بالحكم الشرعي أو بالسنة» فهذا لو تردد في شيء جاء النص 
بحسنه أو بإباحته أو بالأمر به؛ فإنه يكون عاصيًا لو لم يفعل؛ أو يكون 
ملومًا لولم يمتثل للسنة. 

وقد جاء في صحيح مسلم أن النبي كَكَلِيْةٌ أمر ناسًا بالإفطار في 
السفر» فبقي منهم بقية لم يُفطرواء فقيل للنبي وَليِيةٌ: إِنَ أناسا لم 
يفطروا. فقال: (أُولَيِكٌ الْعْصَاةٌ. أُولَيِكَ الْعْصَاف0©. 

فهذا يدل على أن الأمر إذا كان من السنة بوضوح؛ فإن تركه 
لتردد في الصدر من الشيطان.ء فلا اعتبار لهذا النوع من التردد؛ كمن 
يكون في سفر فيقول: أنا لن أقصرء في نفسي شيء من القصر. مع توافر 
الشروط بها دلت عليه السنة بوضوح؛ فإن هذا تردد لا وجه له. وإذا 
كان الشيء دل القرآن الكريمء أو السنة على مشروعيته» ثم بقي في 
نفسه تردد من هذا الشيء» فمثل هذالم يستسلم أولم يعلم حكم الله 
لك فلا قيمة لهذا النوع. 

الحالة الثانية: أن يقع التردد من جهة اختلاف المجتهدين في 


١64 /”(‏ وما بعلها), والتقرير والتحبير (؟/ 7ام). 
)١(‏ أخرجه مسلم ( )١115‏ من حديث جابر بن عبد الله وم 


الحددث السام والمشسرون 
مسألة» فاختلف المجته دون في تنزيل واقعة هذا المستفتي على 
النصوصء فمنهم من أفتاه بكذاء ومنهم من أفتاه بكذاء فهذا ليس 
الإثم في حقه أنْ يزيل تردد نفسه» وليس البر في حقه أن يعمل ب) 
اطمأنت إليه نفسه خارجًا عن القولين» بل البر في حقه ما اطمأنت إليه 
نفسه من أحد القولين؛ لأنه لا يجوز للعامي أن يأخذ بقول نفسه مع 
وجود عالم يستفتيه» بل إذا استفتى عالَاء وأوضح له أمرّه وأفتاه؛ فإن 
عليه أن يفعل ما أفتاه العالم به» فإذا اختلف المفتون؛ فإنه يأخذ بفتوى 
الأعلم الأفقه بحاله. 
الحالة الثالثة: وهي التي يُتَرَّل عليها هذا الحديث» وهي أنه 
يستفتي المفتي» فيفتيه بشيء لا تطمئن نفسه لصوابه في| يتعلق بحالته» 
فييقى مترددًا؛ يخشى أنه لم يفهم؛ يقول: هذا أفتاني لكن المسألة فيها 
أشياء أخر لم يستبنها. أو يقول: هذا المفتي لم يستفصل مني. أو: هذا 
المفتي لم يستوعب المسألة من جهاتها. 
فإفتاء المفتي للمكلف لا يرفع التكليف عنه في مثل هذه الحالة؛ 

8 ِ 
وإنما ينجو بالفتوى إذا أوضح مراده بدون التباس فافتي؛ فإنه يكون قد 
أدى الذي عليه بسؤال أهل العلم امتثالا لقول الله وََكَ: + مَمَسَلوا هل 

لذو إِنَمُثْرَلاسَلمُوْنَ 4 [النحل: 47]. 
وأما إذالم يستفصل المفتي» أولم يحسن فهم المسألة فاستعجل 
وأفتاه» وبقي ني قلب المستفتي شيء من الريب من جهة أن المفتي 


0 شرح لمعن الوية 
م يفهم كلامه؛ ولم يفهم حاله؛ أو أن هناك من حاله ما لا يصلح أن 
يبينه» أو لم يستطع بيانه؛ فإن هذا يدخل في هذا الحديث بوضوح من أن 

ذكئا اك ة اليش ؛ تكو ف اكد كان أَماكَ الكّنثك مَأ له 
«الإثم مَا حاك في النمسء وَتَرَّدْدَ في الصدر. وَإِن فتاك الناس وآفتو 6 


42 
جر( قري 
احديث الثأمن والعشسرون 9 كه ل رويس | مح 
الحديث الثامن والعشرون 000 

عن بي تجح العرباض بن سار ربة وَإقت قال: وَعَظَنَا رسول الله 
كه مرعظة ولت متها القلوث» دكت منها العيوةٌ ققلنا: يا 
رسول الله؛ كنا توعظة مود أاوناء قال: : «أوصيكُْ يفْوَى الله عر 

وجل وَالسَنع وَالطأة وإ تئر َلك عب هن هش م 
مَسَبرَى اخلاقا كثراء فليم بسي سن الخلقاء الرَاشِينَ الْْهْدِيينَ 
عَضُوا عَََْا بالنََاجِذِ» وَإِيَاكُمْ وَححْدَكَاتِ الأمُورء فإِنَّ كل يذْعَةٍ ضَلَكةً). 


رواه أبو داوود والترمذي» وقال: (حديث حسن صحيح)(2. 


الشرح: 

هذا الحديث أصل في بابه؛ في بيان الاستمساك بتقوى الله َب 
والوصية بذلك» والاستمساك بالسمع والطاعة؛» وبالسنة» وبطريقة 
الخلفاء الراشدين المهديين مِنْ بعد 3 2 

قال العرباض بن سارية وإ : (وَعَظَنَا رسولٌ الله يكل 
موعظة)» الوَعْظُ هو التذكير بالأمر والنهي؛ وبحقوق الله عل فيا أمر 


,)١1؟5‎ /4( أخرجه أبو داود (/24501): والترمني (5175؟)) وابن ماجه (؟4 "4 54)) وأحمد‎ )١( 
والدارمي (58)) والطبراني في الكبير (5177), وابن حبان (01/8/1١)؛ والحاكم في المستدرك‎ 
.)1١4 /1٠١( الطالفلةة والبيهقي في الكبرى‎ 


ش رجألا مرعين النووبة 
نه وتهبى عنه» وهذا يكون معه غالبا التخويفه. فالموعظة قد تكون 
بترغيب» وقد تكون بترهيب» والغالب عليها أن يكون معها التخويف 
من عدم امتثال الأمرء أو بإرتكاب النهي» وقد جاء ذكر الموعظة في 
القرآن في عدد من المواضع.ء والمفسرون فسّروها باتباع الأمر» أو 
بالتذكير باتباع الأمر» والتذكير بإجتناب النهي:؛ وقالوا: إن لفظ 
(وَعَظ) بمعنى جَعَلٌ غيره في عِطَةٍ. والعِظَهٌ نوعٌ مما يحصل به الاعتبار, 
وذلك من آثار الاستجابة للتخويفه أو التهديدء أو الإنذارء أو 
الإعلام» وما شابه ذلك؛ فلهذا قُسّرت الموعظة فيي] جاء في القرآن بأنها 
امتثال الأوامر واجتئاب النواهيء وإلقاء ذلك بشىء من التخويف 
منهما. 

وَعَمَتٌ الموعظة أمور الترغيب والترهيب»ء فيقال: هذه موعظة 
إذا كر بالله وبالآخرة» وبأمر الله ونبيه» وبعقوبة المنتهي عن الأمر» أو 
المرتكب للمنهيء فمن ذكر بالعقوبة في الآخرة أو في الدنيا صار 
واعظًا. | 

والموعظة في الشرع تشمل العلم كله» فكل علم موعظة؛ والقرآن 
كله موعظة» فالوعظ في النصوص لا يختص بالترغيب والترهيبء أو 
بذكر أمر الجنة والنار» أو بالزهديات» ونح و ذلكء» ودليل ذلك قول 
الله َب : تام آلنّاسُ قد جَدَنَحْ مَوْعِظْدَيّن ريح وَسْنَاءٌلْمَاف ألصُدُور 


ل عر ا 


وهدىورمهمة ُلْمَؤْمِيِينَ 4 [يونس: 1]. والموعظة التى جاءت من الله 


ا محددث الثامن والعشسرون 


| ولام أك- 
والشفاء هو: القرآن» وهو يشمل المسائل العلمية ويشمل الأمر 
والنهيء وكذلك في غير ذلك من الآيات التي فيها ذكر الموعظة. 
فالرسل وعظوا أقوامهم؛ ى قال يل في الأمر والنهي: 2 وَإِدْمَاتَ أمه 
ِنَم ل يعَطُوءَ مما أتمم هيك أوْممَْيْممْعَدَابامَدِيدًا 4 [الأعراف: 4 ,]١5‏ 
قوله وَبْكَ: للم يعِظُونَ 4 ني الموعظة التي حصلت بالنهي؛ حيث نبوهم 
عن فعلهم بالصيد يوم السبت» فصار النهي موعظة. 

إذَا الأمر بالمعروف موعظة؛ والنهي عن المنكر موعظة في 
النصوص الشرعية» وتعليم العلم والعقيدة موعظة؛ لأن هذه كلها إذا 
استقبلها المرء استقبالاً حسئًا فإنها تعظه؛ ويكون في قلبه خوف 
وإجلال لربه َيْك. 

فإِذًا قوله: «موعظة» هذه تشمل المسائل العلمية» والمسائل 
العملية» والتتخويف من النار» والترغيب في الجنة .. إلى آخر ذلك. 

المقصود من هذا أن قوله هنا: (وَعَظَنَا رسول الله وَكَلِْدٌ موعظة 
وَجِلّت منها القلوبُء وذَّرفّت منها العيون) سَبِّبَ وجل القلوب. 
وسَيِّبٌ أن العيون ذرفتء فاشتملت الموعظة على أشياء منها: 
التتخويف والوعيدء ومنها: أنه نبههم أنه سيفارقهم» فجمع وكيد لهم 
بين الإشعار بمفارقته وبين تذكيرهم بأمر الله وك وبحدوده وأوامره.. 
والتخويف من مخالفة ذلك. 

قال: (وَجِلّت منها القلوبُء وذَّرفّت منها العيونٌ): وجل القلوب 


© ١ 


أعظم من خوفها؛ لأن الوجل خوف وزيادة» وهو الخوف الذي معه 
اضطراب وتردد في هذا الأمر؛ يعني: أنه خاف منه مع كون القلب 
راغبًا راهبًا في هذا الأمرء فهناك درجات فيه: الرهبة» والخوف» 
والوجلء كلها داخلة في معنى الخنوف» لكن لكل واحدة مرتبتها. 
وتقديم وجل القلوب علي زرف العيون مقصود؛ لأن القلب إذا وجل 
ربا يتبعه دمع العين» فالوجل يسبق دمع العين» وهذا يبين لك رقة 
قلوب الصحابة رضوان الله عليهم وأنهم كانوا إذا ذكروا ووعظوا أن 
قلوبهم كانت لينة تسجيب» فتوجل القلوب من التذكير» وتزرف 
العيون خشية لله عله ومحبة للنبي وَلِلةٌ. 

قال: (فقلنا: يا رسول الله؛ كنا مَوعظةٌ مُوَدّع)؛ يعني: لم) 
اشتملت عليه من الإشارات» ولما كانت عليه من أنها جامعة. 
فاستشفُوا أها موعظة مودع لمهمم, فكأنه يِل ججمع لهم ما يحتاجون: 
وأرشدهم بذلك بأنه رب! فارقهم؛ لأنه جمع أشياء كثيرة في مكان 
واحد. 

قال: (قأوضنا)» وقد سبق بيان معنى الوصية. 

قال عَككِاة: «أوصيكٍْ بَِْرَى الله عز وجل»» والتقوى: هي وصية 
الله للأولين والآخرين» وقد سبق بيان معنى التقوى بأن تجعل بينك 
وبين عذاب الله وسخطه وعقايه في الدنيا الآخرة وقاية» وهذه الوقاية 


بامتشال أوامره واجتناب نواهيه؛ والعمل بسنة المصطفى عَلَلِْهِ 


اتحديث الثامن والعشسرون 
والتقوى في كل مقام بحسبه نقد رت القوى بعلةتضي تميق 
ذكرهاء ومن أحسنها قول طلق بن حبيب #َوَلَْهه : «تقوى الله: أن 
تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله 
على نور من اله تخشى عقاب الله»(©. فجمع في هذا التعريف بين الترك 
والعلم والنية» وهذا هو حقيقة التقوى ني الأوامر والنواهي. 
قال: (وَالسَّمْع وَالطاعة»: إذا أطلق السمع والطاعة فيراد مبما: 
أولاً: الاستجابة لمن له حق أن تجاب» وأعظم ذلك: الاستجابة 
دنه عليه ولرسولهء وطاعة الله عَللْ وطاعة رسوله وَل وقد قال 
تلفي حت نيه ١‏ يمو له يلول وَوَلأَِئاعكي ما 
لمكم مَا حلشم ود يعو تدوأ وماك الول إلا ابلك 
ألْيِيت ). [النور: 4 9]» ومعلوم أنَّ الرسول وَككِةِ أمر بالاستجابة» 
وفي القرآن في غير ما آية الأمر بالاستجابة لله وللرسولء وكذلك أمر 
الله عل بطاعته وطاعة رسوله عَكَلِةُ. 
ثانيًا - وهو المقصود هناء وهو الذي يكثر تَرْداده تخالفة لما كان 
عليه أهل الجاهلية-: السمع والطاعة لولي الأمرء لإمام المسلمين أو 
لمن أنابه أو كان أميرًا من أمرائه» فإن السمع والطاعة شريعة ماضية؛ 


(1) راجع (ص 754). 


وأمه أَمَرَ الله خَل به. 

والسمع معناه: أن يسمع لأمر ولي الأمر وأن يستجيب له فيما 
أمر. 

والطاعة معناها: أن يطيع من ولاه الله َل أمر الناس» وأن 
يعتقد أن هذه الطاعة طاعة لله عله أو لرسوله. 

فالسمع والطاعة حقان للإمام أو للأمير؛ وهما من ثمرات البيعة؛ 
لأن البيعة عقد وعهد على السمع والطاعة» فتحصل بالمباشرة وتحصل 
بالإنابة» فالإمام المسلم إذا بايعه طائفة من أهل العلم» ومّنْ يُصار 
إليهم في الحل والعقد؛ فإنَ في بيعتهم له على السمع والطاعة» وعهدهم 
له أن يسمعوا ويطيعوا في ذلك مبايعة بقية المسلمين» وعلى هذا جرت 
سنة المصطفى كَلَكِلُةٌ وسنة الخلفاء الراشدين. 

فالسّمْع وَالطاعَة لا فرق بينهما وبين البيعة» ومن فرق بين البيعة 
وبين السمع والطاعة في الحقوق التي للإمام المسلم أو للأمير المسلمء 
فلا دليل له من سنة المصطفى وَيَيِْةٌ ولا من عمل الصحابة والتابعين» 
ولا من قول أهل السنة والجماعة؛ أتباع السلف الصالح من عقائدهم. 

إذا تبين هذاء فإن السمع والطاعة لولي الأمر مشروطة في 
النصوص بأنبا سمع وطاعة في غير معصية: أما إذا أمر العبد بمعصية» 
فإنه ل سمع ولا طاعة؛ لأنه حيتئذٍ يكون ما أمر به معارضًا لأمر الله 
َه وأمر الله عل هو المقدَّم» وطاعة ولاة الأمور إن) تجب تبعًا لطاعة 


الحددث الثامن والعشسرون 


الله ولطاعة رسوله يَيَيِبكَ ولا تجهب استقلالاً؛ ولذا قال الله صَكْنَ: 
+( يبه نامثو يعوا لم يعوا لول اريت 4 [النساء: 58], 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وآخرون(©: 
كرر الفعل لأوليعوأ» في قو له 55ا: +( أَطِيمُوا لله وأطِيعوايولَ ) ؛ لأن الله 
عل يطاع استقلالاً الحقه. والرسول وَيَئِْةٌ أيضًا يطاع استقلالاً لحقه 
يعني: لا نعرض كلامه وبي على القرآن» وأما ولي الأمر فلم يكرر له 
الفعل «ِيما». قال غَل: وول حيدم 4 لأن طاعته تجب تبعًا 
لطاعة الله وطاعة رسوله عكَفِيّهٌ ولا تجهب استقلالاً» فإذا كان أمره فيه 
معصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» فحينئذ يطاع ولي الأمر في 
غير المعصية» وغير المعصية هي الحالات التي يجتهد فيهاء أو يكون 
أمره أو نبيه فيها ليس بظاهر أنه معصية لله عل وللرسول كله فيطاع 
في المسائل الاجتهادية. 


)١(‏ انظر: منهاج السنة النبوية (/ 410")» وإعلام الموقعين (1/ 48 قال ابن القيم بلته: «فأمر 
تعال بطاعته وطاعة رسوله؛ وأعاد الفعل إعلامًا بأن طاعة الرسول تجهب استقلالاً من غير 
عرض ما أمر به على الكتاب» بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاء سواء كان ما أمر به في الكتاب أولم 
يكن فيه؛ فإنه أوتي الكتاب ومثله معد ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالاً» بل حذف الفعل» 
وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول إيذأنا بأمهم إنم| يطاعون تبعًا لطاعة الرسول؛ فمن أمر 
منهم بطاعة الرسول وجبت طاعته: ومن أمر بخلاف ما جاء به الرسول فلا سمع له ولا طاعة» 


أ.ه, 


. قال طائفة من العلماء» من الشافعية ومن غيرهم: حتى وإن كان 
ما أمر به تجا عل أحد أقوال الأئمة فإنه يطاع؛ لأنه يَقَصّد حيتئذ 
بوجه شرعي المصلحة في التزامه وعدم مخالفته. وهذا أمرٌ بِينْه والعلماء 
في| كتبوا في السياسة الشرعية قرروا ذلك» وهي مسألة عظيمة. 

وهنا نتبه إلى أن بعض أهل العلم قد يُعبر في هذا المقام بقوله: 
يطاع ون الأمر المقسط العادل في غير المعصية» ويطاع ولي الأمر الجائر . 
فيا يُعلم أنه طاعة. وهذا التعبير عبّر به بعض أهل العلم وفيه نظر من 

الجهة الأولى: أن النصوص ليس فبها تفريق في الطاعة بين ولي 
الأمر المقسط العادل وبين ولي الآمر الجائر؛ بل قال النبي وَل في ولي 
الأمر الجائر: مَسْمَءٌ وَتْطِيِعٌ لأمير وَإِنْ ضْرِبَ ظَهُوُكَ وَأَعِدَ مَانْكَ 

, فَاسْمَعْ وَأَطِمْ)20: وهذا يدل على إطلاق السمع والطاعة في هذا 
المقام. 

والتنبيه الثاني على هذا الكلام: أن هذا الكلام يمكن أن يحمل على 
حمل صحيح يوافق النصوصء وهو أنَ الأوامر الشرعية فيها أن يأتي 
الإنسان العدل وألا يعين على الظلم» قال وَكْكَ: + وتماونوا عل لير 


)١(‏ أخرجه مسلم ( )١1881‏ من حديث حليفة وق 


امحديث الثأمن والعشسرون 

وكوي وَلَا َو وَعلَا لم والْعْدُونٍ )4 [الائدة: ؟]؛ وولي الأمرإذا > إذا كان 
عادلاً - يعني غالب أوامره على العدل وعلى الطاعة - فإنه حينئذ 
لا يُستفصل فيا أمر به هل هذا موافق لأمر الله أم ليس بموافق؟ لأن 
الأصل أنه لا يأمر إلا بموافق» فهذا يطاع دون بحث في المسائل 
المتعدية» فيخص الكلام في يتعدى إلى غيره؛ كأن يقول مثلاً: خَدٌ 
أرض فلان» أو يقول خذ من فلان مال كذاء أو صادر سلاح فلان» أو 
افعل كذاء فهذا إذا كان ولي الأمر مقسطًا عادلاً فإنه لا يستفصل؛ لأن 
الأصل في أوامره أنها على وجه شرعي 

وأما إذا كان غير ذلك بأن كان معلومًا عنه الظلم والتعدي على 
الحقوقء فإِنَّ هذا الكلام ممن قاله من أهل العلم يمكن أن يُحمل على 
الأوامر المتعدية؛ لأن ولي الأمر إذا كان ظالً يتعدى على الناس؛ فإن 
المسلم لا يطيعه حتى يعلم أن ما أمر به طاعة» فيحمل قوله ويطاع ولي 
الأمر في] يعلم أنه طاعة إذا كان متعديًا على الغير» يقبول فيم| فيه فعل 
بالغير» فهذا يحتاج إلى استفصال وإلى بيان. 

وهذا ما يمكن أن يحمل عليه هذا الكلام ممن قاله من أهل العلم» 
مع أن النصوصء وقول عامة أهل السنة» والمدون في كتب العقائده أنه 
لاتفصيل في هذه المسألة بل يُسمع ويُطاع في غير المعصية: في أي 
مسألة لا يظهر فيها أنها معصية فإنه يطاع في ذلك» فإذا أمر بمعحصية 
سواء أكانت للعبد في نفسه؛ كأن يأمره بالرشوة مثلاء أو أن يأمره 


بمقارفة حرام؛ أو أن يأمره ب لا يحل شرعًا؛ فإنه لا يجوز له أن يطيعه في 
ذلكء فإن أطاعه فإنه آثم ولا يعذر بذلك» وكذلك في الأوامر المتعدية, 
إذا أمره أن يفعل فعلاً بالآخرين» ويعلم هذا المأمور أن هذا الفعل 
معصية؛ فإنه لا يجوز له أن يطيعه في ذلكء فكونه يتحمّل ما يأتيه من 
تخالفة الأمر أسهل من أنه يخالف أمر الله عََلٌ وتقدست أساؤه. 

وقد جاء في الأحاديث بيان أن: «الطّاعَةٌ في المُعْرُونٍ)270, 


والمعروف هو ما ليس بمعصية؛» يعني: ما عرف في الشرع حسنه وهو 
ما ليس بمعصية؛ ولحذا جاء في أحاديث أخر بيان أن الطاعة تكون في 
غير المعصية؛ وعلى هذا اعتقاد أهل السنة والجماعة في امتثالهم لهذه 
الوصية العظيمة. 

إذا تبين ذلك فطاعة الأمير أو ولي الأمر تتعلق بحالات ثلاث: 

الأولى: ما وجب بأصل الشرعء فإنه يطاع فيه الأمير لأمر الله 
له بذلك؛ وليست الطاعة هنا في الواجب من حقوقه؛ بل هو يطاع 
لحق الله عله في طاعته فيها أوجب. 

الثانية: أن يأمر أو ينهى عن مباحء أو فيا فيه اجتهاد» أو عن 
مكروه أو ما أشبه ذلك؛ فإنه يطاع هنا لحقه هو؛ لأن الله جَلِةٌ جعل له 


السمع والطاعة. 


)١(‏ أخرجه البخاري ( ٠474)؛‏ ومسلم )١84٠(‏ من حديث علي بن أبي طالب وَلإغ. 


الحديث الثأمن والعشسرون 


الثالثة: أن يكون أمره بمعصية أو نبيه عن واجب. فهنا لا طاعة 
له؛؟ لأن طاعة الله جل حق مقدم على طاعة غيره ممن جعل الله جل له 
الحق» فمثلا: طاعة الوالدين» وطاعة المرأة لزوجهاء وطاعة الإمامء 
وأشباه هؤلاء من جعل الله عل لهم حقا في السمع والطاعة؛ فإنهم 
يطاعون في غير المعصية؛ يعني: فيما جاء في الشريعة أنه غير محرم. 

قال: ووَإِنْ تَأمّر عَلّكُمْ عَبْده» يعني: غلب عبدٌ على الإمارة» فدعا 


لمبايعته» أو دعا لأنِيُسمع له ويطاعء فهنا يجب أن يُسمع له ويطاع. 

لهذا فالإمارة أو الولاية أو الإمامة الشرعية تنعقد عند أهل السئة 
والجماعة بأحد أمرين : 

الأول: ولاية الاختيار؛ وذلك باختيار أهل الحل والعقد له ثم 
بيعتهم له» وهذه أفضل أنواع الولاية لو حصلت لا يعدل عنها إلى 
غيرهاء فلا يكون على الأمة إلا من تار لماء وولاية الاختيار هذه 
منها: ولاية الخلفاء الراشدين - أبي بكرء وعمرء وعثان» وعلي - 
يلكي وكذلك ولاية معاوية بن أبي سفيان ل] تنازل له الحسن 
بالخلافة؛ فإنها كانت ولاية اختيار» ثم بعد ذلك لم يصر ولاية اختيار 


إلافي أزمنة محدودة وفي أمكنة متفرقة ليست عامة ولا ظاهرة. 


وسنانه» ويدعو الناس إلى بيعته؛ فإن هذا تلزم بيعته؛ لأنه غلب» وهذه 
لسو ولاية تغلبء قال العلماء©: #وهذا النوع من الولاية تلزم به 
الطاعة وجميع حقوق الإمامة». لكن هذا ليس هو الأصلء وليس 
مختارّاء بل هو لدرء الفتنة وللالتزام بالنصوص؛ فإن النصوص أوجبت 
طاعة الأمير وعدم الخروج عليه» وهذا غلب على الناس ودعاهم إلى 
طاعته» فلا يجوز أن يتتخلف عن مبايعته مهما حصل. 

وتنوعت الولاية في زمن الخلفاء: 


فكانت ولاية أبي بكر وبق بنص من رسول الله وَل 
وبالاجتماع عليه. 

وولي عمر وَليعُ بنص من أب بكر وَقيهُ ثم بالاجتماع 
وولي عشان وق بأن جعل عمر الولاية في ستة نفر 
اختاروا عثمان من بينهم؛ ثم بايعه الناس. 

وعل وَإُِعُ لم يجتمع الناس عليه وإنما بايعه من كان في 


(1) قال ابن قدامة تله في لمعة الاعتقاد (ص *”): ومن ولي الخلافة» واجتمع عليه الناس» ورضوا 
به أو غلبهم بسيفه ختى صار الخليفة؛ وسمي أمير المؤمنين؛ وجبت طاعته. وحرمت مخالفته؛ 
والخروج عليه وشق عصا المسلمين) اه. وانظر: مؤلفات الشيئع الإمام محمد بن عبد الوهاب 
لله في العقيدة (ص .)1١١‏ 


اا سس سس 


الحديث الثأمن والعشرون 


الشف ١‏ 
المدينة. 

وهذا فيه أن الولاية الشرعية تحصل بالتنصيص عليه من الوالي 
قبله» وهو الذي أخذه معاوية وَإليعِ حين عقد البيعة ليزيد بن معاوية 

في حياته ولاية للعهد. فلزمت ذلك في حياته واستمرت بعده. 
فولاية التنصيص هذه إن كان بعدها اختيار من أهل الحل والعقد 
صارت ولاية اختيار» وإن كانت من جهة الغلبة بأن لا يستطيع أحد أن 
يخالف وإلا فعل به وفعل صارت ولاية تغلب؛ ولهذا يعدون ولاية 


يزيد بن ٠‏ معاوو به من ولاية التغلب ولي ت ولا نة اإلاضه متيار» بيخللاف 


يرد و ودابا يسما صيار» بعخار 
معاوية وه فإنه خير ملوك المسلمين» وولايته كانت بالاختيار؛ لآن 
الحسن يي تنازل له عن الخلافة وعن إمرة المؤمنين» فاجتمع الناس 
على معاوية سنة إحدى وأربعين» وسُّمي ذلك العام عام الاجتماع أو 
عام الجماعة؛ فالمقصود من ذلك أن حصول الولاية الشرعية يكون 
بولاية الاختيار أو ولاية الإجبار والتغلب. 

والولاية فيها أفضل وفيها جائزء أما الأفضلء فأن تجتمع في ولي 
أمر المسلمين الشروط الشرعية التي جاءت في الأحاديث؛ وهي كونه 
مكلمًا مسنّاء عدلاً. حراء ذ» كراء عانًء مجتهداء شجاعاء ذا رأي 
وكفاية» سميعًاء ناطقّاء قرشيًال»» ونحو ذلك من الشروط المعتبرة 


)١(‏ أخرج البخاري (58:1). ومسلم )١870(‏ من حديث ابن عمر وُه أن البي وَلئهٌ قال: 


م شرب ألسربعين النووية 
العا ان تكلم عليه لفقا 
وهذه الشروط في ولاية الاختيار» أما ولاية التغلب فإنما لدرء 
الفتنة يُقر الوالي ولو كان عبدًا حبشيًا؛ ى) في حديث أب ذر وَإلِه» الذي 
1 - 1 دي م ج“ قن ا 00 مه 
في الصحيحء قال: (إِنْ تحلييلي أَوْصَانِ أن أ سْمَعَ وَأَطِيعَ وَإِنْكَانَ عبد 
مح يجَدَعٌ الأطرَافي)27, وهذه عامة 2 ولاية التغلب» وفي الرواية الثانية: 
:مما وَأَطِِعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلٌ حَبَيِيٌ كأ رَأْصَهُ ييه 5" وهذه فيها 
بيان أن اجتماع الشروط المعتبرة - أن يكون قرشيًا عالمًا ونحو ذلك - 
يكون في ولاية الاختيار أمافي ولاية التغلب فلا يُنظر إلى هذه 
الشروط؛ لأن المسألة مسألة غلبة بالسيف. 
فينبغي تحرير هذا المقام» وظهور الفرق بين ولاية الاختيار 
وولاية التغلب» وكل منهم| ولاية شرعية عند أهل السنة والجماعة يجب 


دلا يرّلُ هذا الأمرفي فُرَْشٍ مَا يقي مِنْهُمْ الانه. 
(1)انظر: المحل لابن حزم (9/ اليه وتفسير ابن كثير /١(‏ */1)) و شرج النووي على صحيح مسلم 
:)١49 /5(‏ وروضة الطاليين(١١/45)»‏ وفتح الباري (101//1 )١314.-‏ والروض اربع 


ف لفت 
(1) أخرجه مسلم (148): وأخرجه البخاري (195) من حديث أنس وَبِقِيهِ قال: دقل الَنْ يكل 
لأبي كر اشم وَأَطِمْ وَلَوْ بي كن َأْسَهُويكًا. 


(9) أخرجه البخاري ( 259 147/) من حديث أنس وإ4. 


المحدث الثأمن والعشرون 


معها حقوق الأمير كاملة» فالنصوص أوجبت طاعة ولاة الأمر؛ كا 
جاء في قول الله يك : +( أوليموا واوا لول وا لش ودك 4[النساء : 
,؛ قال ابن القيم له وغيره: ”م يأمر الله لله بطاعة أولي الأمر 
استقلالاً بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول 
إيذانا بأنهم إنه) يُطاعون تبعًا لطاعة الرسولء فمن أمر منهم بطاعة 
الرسول وجبت طاعته» ومن أمر بخلاف ما جاء به الرسول فلا سمع 
له ولا طاعة)20©»: فليس لهم الحق في أن يحلوا حلالاً» ولا أن يحرموا 
حرامّاء ولا أن يأمروا ب) لم يبحه الله وْكْ؛ فإن أمروا بمعصية فلا طاعة 
لمخلوق في معصية الخالق» يعني: أن طاعة ولاة الأمور طاعة واجبة في 
غير المعصية» وهذا الذي دلت عليه النصوص أن الأمير يطاع في غير 
معصية» والنصوص مافرقت بين ولاة العدل وولاة المور؛ فإنها عامة 
في كل أمير ولي أمر المسلمين. 

وهكذا عقائد أهل السنة يرون طاعة ولي الأمرء وأن حقوقه 
كاملة سواءً كان برًا أو فاجرّاء يعني: سواء كان عادلاً أم ظاناء 
فالتصوص أوجبت طاعته وحرمت الخروج عليه وحرمت أيضًا 
طاعة الأمير في المعصية؛ لأن حق الله كَْنَ أوجب. فإذا أمر بمعصية 


.) 4875 انظر: إعلام الموقعين (48/1)) وتيسير العزيز اميد شرح كتب التوحيد (ص‎ )١( 


شي رادها 


يفهم من ذلك أن أهل السنة والجماعة جعلوا طاعة الأمراء في 
أر بعة أشياء من الحكم التكليفي: الواجبات» المستحبات. المباحات»: 
المكروهات. 
وهذه الأربعة جارية أيضًا في حق ولاية الوالد على ابنه؛ فإنه يُطاع 
في الواجب. والمستحبء والمباح» والمكروه. إذا قال لابنه: افعل كذا. 
وهو مكروه؛ فإن طاعته واجبه» وفعل المكروه لا إثم فيه» فيرجح 
جانب الواجب لآنه أرجح من جهة الحكم. 
ييقى الحكم التكليفي الخامس وهو ما تي عنه تبي تحريم؛ فإنه 
لا يطاع فيه؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 
وبعض أهل العلم فرق» وقال: الولاة قسمان: 
»© ولاةعدل. 
« وولاةجور. 
فولاة العسدل يُطاعون في غير المعصية» وأماولاة الجور فلا 
يطاعون إلا في يُعلم أنه طاعة؛ أما ما لا يُعلم أنه طاعة فإنهم 
لا يُطاعون فيه؛ لأنه لا يؤمن أن يأمروا العبد بمعصية» فلابد أن يعلم 
أن هذا طاعة حتى يطيع. ظ 
وهذا القول فيه مخالفة للنصوص وهو موجود في بعض كلام 


الحديث الثأمن والعشسرون 


| “9 لي 
شيخ الإسلام ابن تيمية #َيَللنَه”»؛ وشيخ الإسلام حين ذكر هذا 
الكلام أراد به ما قيل في منعه حين مُنع من القول بعقائد السلف 
الصالح. ومنع شيخ الإسلام ينه إذ ذاك فيه معصية؛ إذ لا أحد في 
وقته قام بنشر عقيدة السلف الصالح مثله» فلو مُنع واستجاب للمنع 
مطلقًا فإنه يكون انطفاء لعقيدة السلف الصالح» وقد رأى في وقته أنه 
لا أحد يقول بعقيدة السلف الصالح وينشرها بين الناس؟؛ فلهذا ذكر 
شيخ الإسلام هذا التفريق» وهو من اجتهاداته» وأكثر أهل العلم على 


خلافه» وشيخ الإسلام معذور فيا قال؛ لأنه رأى ما تشتد الحاجة إليه 
في وقته؛ بل هو من الضروريات»ء فبيان عقيدة السلف الصالح أعظم 
من حاجة الناس إلى الأكل والشرب والمسكن والملبس» وليس نَم من 
يقوم ها في وقته؛بل منذ انتهاء القرن الرابع المهجري لا أحد يقوم 
بعقيدة السلف الصالح بظهور وتفصيل إلا ما كان من أفراد ليس لهم 
جهد وجهاد, يعني: ليسوا بمرتبة شيخ الإسلام في الظهور والبيان. 
والنبى َكَكِلْكٌ وعد هذه الأمة بأنها لا يزال طائفة منها ظاهرة على 
الحق 7 وهذا التفريق بين طاعة الإمام العدل في غير المعصية» وطاعة 


)١(‏ انظر: مجموع الفتاوى (9؟/195). 
(؟) كا في حديث معاوية وَْقه الذي أخرجه البخاري (541"): ومسلم )٠089/(‏ أن اللبي مَك 
ال: «لايرَّلُ من يني مهمد أ اله لايَقْدْهُمْ م حَدَحُمْ وَلامَنْ حَلفَهُم على يَأهُمْ أذ 


م شرموألا مردعين النووبة 
إمام الجور والظلم فيا يُعلم أنه طاعة» هذا التفريق غير صحيح؛ لأنه 
تالف للنصوص إلا في حالة معينة» وهي ألا يوجد من يقوم ليبين 
الناس الواجب عليهم من جهة الاعتقاد ومن جهة العبادة» فإذا كان 
ليس ثم من يقوم بتبيين ما يصحح للناس عقيدتهم وعبادتهم؛ فإنه 
يقال: إنه لا يُطاع في ذلك. لأن طاعته في ترك بيان العقيذة المتعينة على 
هذا الفرد. أو بيان العبادات المتعينة على هذا الفرد. هذه معصية: 
فرجع الأمر إلى الحال الأولى» وصارت المسألة ب| دلت عليه النصوص 
أن الولاة يُطاعون في غير المعصية في الأحكام الأربعة التكليفية» وإذا 

فلاشك أن وصية النبي وَلكِْةٌ هذه من أعظم الوصايا؛ لأن 
صلاح الدين إنم| هو بملازمة طاعة ولاة أمر المسلمين؛ ىا بين ذلك في 
حديث عبادة بن الصامت وله الذي رواه مسلم بقوله: «إلا أَن ترا 
كُفْرَابَوَاحَا عِنْدَكُمْ مِنْ الله فيه بُرْهَانُ200» يعني: إذا رأيتم كفرًا ظاهرًا 
ظهورًا مبينًا عندكم فيه من اللّه برهان جلي واضح لا لبس فيه 
ولاغموض؛ فإنه يجوز لكم حينذاك الخروج ولا يجب. 


اللو وَهُمْ على ذَّلِكَ1. 
)١(‏ أخرجه البخاري ( 85٠لا‏ /) ومسلم (17:8). 


الحديث الثأمن والعشسرون 


قال: (فإنهُ من يَحِيشُ م َكُمْ قَسَيرَى اخلاهًا كديرًاة؛ يعني : سيرى 
اختلامًا على الأمراء» فوصيته يِه للمسلمين أن من عاش فرأى 
الاختلاف» فعليه بالسمع والطاعة وإن تأمر عليه عبد» وجاء في 
أحاديث أخر بيان بعض هذا الاختلاف» وما يحصل من الفرقة وأشباه 

لكء يجمعها أن الاختلاف اخمتلاف على الدين» أو اختلاف على 
الأميرء فمن رأى الاختلاف الكثير عما كانت عليه سنته يكل فإنّ 
عليه أن يلزم التقوى» وعليه أن بلزم السمع والطاعة. 

قال: (فَعَلَيَكُمْ بسني وسُئَة الخُلمَاء الرَاشِدِينَ المهدِيين»؛ يعني 
ابحثوا عن سنتي والزموهاء فا أوصيت به في سنتي فالزموهء وهذا هو 
الواجب على العباد حين الاختلاف: إذا اختلفوا في العقائد فعليهم أن 
يبحثوا في سنة المصطفى عكَلِلٌْ وإذا اختلفوا في الشرائع وفي الأحكام 
فعليهم أن يبحثوا في سنة المصطفى وَيَِيدٌ وإذا كثر الاختلاف بينهم في 
أمور الفتن والآراء .. إلى آخره» فعليهم أن يرجعوا إلى سنة المصطفى 
َي وسنة الخلفاء الراشدين؛ فإن فيها النجاة» ول نرٌ مسألة من 
المسائل التي من أجلها اختلف الناس في تاريخ الإسلام كله. من أوله 
إلى يومنا هذا إلا وني السنة بيائهاء لكن يؤتى الناس من جهة أنهم 
لايرعَبون في امتشال وصية المصطفى وَبَئْبٌ وأمره ونهيه وبيانه؛ هذا 
أوصى كلل هذه الوصية العظيمة؛ فقال: فعَلَيَكُمْ ِسَبَيِي). 


ص 


والسنة المقصود بها هنا: المدي والطريقة التي كان عليها النبي 


يكل والسنة بيان للقرآن؛ فما كان من كلامه وَكَِيٌْ وما كان من أفعاله 
فإِنَّ في ذلك السنة» وهذا فيه بيان واضح لمعنى القرآنء حيث قال وَبْكَ: 


11ل 2 


ٍ(وَأَرَدليَكَ انكر ميق دين ما رك لهم وَلّهُمْيتَكرُوت » [النحل : 
15 الذكر هنا هو سنة المصطفى كَكِلْة. 

قال: «وسَئَة الحُلمَاء الرَاشِدِينَ الممُدِيينَ»؛ وهم الذين خلفوا 
المصطفى يلي في ولاية الأمر على طريقته يليه والخلفاء الراشدون 
من بعده أربعة: أبو بكر» ثم عمرء ثم عثمان» ثم علي وق 
ووصفوا بأنهم راشدون؛ لأنهم قاموا بالرشدء والرشد: هو العلم 
باحق والعمل به» فسموا راشدين؛ لأنهم كانوا علماء في الحق عملوا به 
وليست هذه الصفة إلالمؤلاء الأربعة» وفي عمر بن عبد العزيز أنه 
خلاف» هل يعد من الخلفاء الراشدين أم لا؟ والذي عليه نص كثير 
من أهل العلم كأحمد وغيره(2 أنه من الخلفاء الراشدين؛ لأنه علم الحق 
فعمل به» وعامة الولاة ليسوا على ذلك» بل منهم من لا يعلم الحق 
أصلاً ومنهم من يعلم الحق فيخالفه لأهواء وشهوات ونوازع مختلفة. 

وهنا تنبيه على مقالة ربه| ترد على ألسنة بعض الحُتَّابِ» وهي غير 
سليمة من جهة مكانة الصحابة رضوان الله عليهم. غير متفقة بالجملة 
مع عقائد أهل السنة والجماعة فيم| نفهم من عقائدهم. وهي قولهم عن 


(1) أنظر: جامع العلوم والحكم (ص 514). 


الحديث الثامن والعشسرون | 0 : 
عمر بن عبد العزيز لَك : إنه خامس الخلفاء الراشدين. وهذا ليس 
بسديد؛ لأن معاوية ووه أعظم منزلة من عمر بن عبد العزيز لله 
وإذا كان ثم خامس للخلفاء الراشدين فهو معاوية؛ لأنه أحق بهذا 
الوصف من عمر بن عبد العزيز» لكن عمر وصفه جماعة من أهل 
العلم بأنه خليفة راشد» ومعاوية بحسب الاعتبار أنه اجُتّمع عليه؛ فإنه 
خليفة راشدء لكن لما جعل الأمر ملكا في بنيه كان أهل العلم يعبرون 
عنه بأنه ملك راشدء فهو خير ملوك المسلمين على الإطلاق2(7) وهو 
خليفة؛ لأنه خلف من قبله على الحق؛ وليس ثم خامس للأربعة 
الخلفاء» فإذا قيل: إِنْ عمر بن عبد العزيز لله خليفة راشد. هذا 
حقء ولكن لا يُقال: هو خامس الخلفاء الراشدين؛ لأن معاوية أحق 
منه هذا الوصفء لو كان هذا الوصف سائعًا. 


٠. 


)١(‏ قال شيخ الإسلام ابن تبمية يله في منهاج السنة النبوية (5/ :)١80‏ «ولا ريب أن السئة الذين 
توفى رسول لله لي وهو عنهم راضصء الذين عينهم عمر و لا يوجد أفضل منهم؛ وإن كان 
في كل منهم ما كرهه؛ فإن غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم؛ ولحذالم يتول بعد عثمان وَتيه خير 
منهء ولا أحسن سيرة: ولا تولى بعد علي وق خير منه» ولا تولى ملك من ملوك المسلمين 
أحسن سيرة من معاوية وَلإِي كا ذكر الناس سيرته وفضائله» وإذا كان الواحد من هؤلاء له 
ذنوب فغيرهم أعظم ذنوبًا وأقل حسنات فهذا من الأمور التي ينبغي أن تُعرف؛ فإن الجاهل 
بمنزلة الذباب الذي لايقع إلا على العقيرء ولا يفع على الصحيح. والعاقل يزن الأمور جميعًا هذا 
وهذا» اه. وانظر: شرح الطحاوية لابن أبي العز (ص 848). 


-7 


أما الخلفاء فهم أربعة؛ لقوله وك «خلاقَةٌ الْضُوَةئَلانُونَ 
سَنَةه0'): ف) بعد ذلك إنها هو وصف لأجل التّحبيب في خلال الأمراء 
وأوصاف الولاة. 
قال: «المْمُْدِيين» يعني: الذين من الله عليهم فهداهم للحق 
فعملوا به. 
قال: اع عَضُوا عَلَيْهَا بالتَوَاحِذْ»» والوَاجِذ هي الأضراس» وأشد 
ما يكون الاستمساك إذا أراد المرء أن يستمسك بشيء بأسنانه أن يعض 


عليه بأضراسه؛ لأنها أشد الأسنان» فقوله: «عَسُواعَليْهًا بالْوَاجِذِ» 
يعنى: كونوا مستمسكين مها على أشد ما يكون الاستمساك بسنته عند 
الاختلاف؛ فإن في هذا النجاة» وهذا مجرّب في كل ما مر في تاريخ 
الإسلام من تقلبات وفتن, فإِن من أخخذ ببذه الوصية نجا في دينه 
ودنياه. 

5 سك على ع ره سه ُو مجاه 

قال: (وَإِياكم وَمحَدَثاتٍ الأمُورِ» هذا تحذير ونبي؛ ومن الصيغ 
التي يفهم منها النهي أو يُعبر بها عن النهي صيغة (إياك)؛ كما قرره 
علماء الأصولء فقوله: «وَإِياكُمْ وَعْحْدَنَاتٍ الأمُورِ؛ في معنى قوله: 


(1) أخرجه بهذا اللفظ: أبو داود ( 4545)» والحاكم في المستدرك (7/ 85١)؛‏ وأخرجه بنحو هذا 
اللفظ : الترمني(5؟؟؟)), والنسائي (8/ /ا4)؛ وأحمد في السند (8/ 1؟؟)) وابن حبان في 
صحيحه (18/ 8")» والطبراني في الكبير )١(‏ من حديث سفينة وإ 


الحديث الثامن والعشسرون 


2 
لا تقربواء أو لا تأتوا محدثات الأمور. فهو نبي عن محدثات الأمور. 
والمحدثات جمع محدثة: وهي كل ما أحدث بعده وَلِةِ على غير 
مثال سابق له» وهذه المحدثات التي أحدثت على قسمين: 
الأول: محدثات من قبيل المصالح المرسلة» وقد سبق بيان معناها 
وضوايطها ني أواكل هذا الشرحء فهذه لا تدخل في المحدثات 
المذمومة؛ لأنها محدثة لغة» ولكنها ليست بمحدثة شرعًا؛ لأن لها 
الدليل في الشرع الذي دل على اعتبارهاء وهو كونها من المصالح 
المرسلة» وأشباه ذلك؛ على الضوابط التي سبق ذكرها في ذلك المقام. 
الثاني: محدثات ب أحدث في الدين مع قيام المقتضي لفعله ني 
عهده وَليَِدِ وثّركء ف| ثُرك في عهده من العبادات أو نما يُتقرب به إلى 
الله كك مع قيام المقتضي بفعله ولم يُفعل» فهو محدثة في الدين» وبدعة. 
وهذا القسم هو الذي يتوجه إليه قوله وَكةّ: «وَإِيَاكُمْ وَححْدَنَاتٍ 
الأُوي» فَإِنَّكُلّ بِدْعَةِ صَلاَكدٌ فيكون المنهي عنه هي: الضلالات من 
البدع» وهي البدع في الدين» وأما البدع من حيث هي في اللغة؛ فإنها قد 
تكونء ولا ينهى عنها في الشرع؛ كما قال عمر وإ حين جمع الناس 


ع 


0 
ىم 


على إمام واحد: (نِعْمَتِ البدعة هَذْوِ؛(2) فجعلها بذعة يعني: في اللغة؛ 
فليست كل بدعة في اللغة بدعة في الشرع؛ لأنها قد تكون بدعة لغة» . 


,.)١؟4 سبق تخرئجه (ص‎ )١( 


شرح الأ مريسين العووية 
ولاتكون بدعة شرعًا؛ لدخوها في تعريف المصالح المرسلة» أو في 
العفو العام» أو ما أشبه ذلك. 

أما ما يتقرب إلى الله به من العبادات» وقد قام المقتضى بفعله في 
عهد النبي َيِل ول يتفعل؛ فإنه من البدع المحدثات؛ ومن البدع 

ٌ 0075 ا 1 

الضلالة» فقال هنا: «قَِنَ كُلَّ بدْعَةٍ صَلاَلَةه وهذه الكلية من صيغ 
العموم» وهذا يدل على إبطال قول من قال: إن من البدع في الدين ما 
ليس بضلالة. وهو ما أحدثه العز بن عبدالسلام في الأمة من تقسيم 
البدعة إلى حمسة أقسام: واجبة» ومستحبة» ومباحة» ومكروهة: 
ومحرمة. فتبعه الناس على ذلكء وانتشرت البدع على هذا التقسيم 
بقوله: إِنَ من البدع ماهو واجبء ومن البدع ما هو مستحبء وأشباه 
ذلكء؛ وقد سيق بيان فساد هذا القولء والرد عليه في بداية هذا 


الشرح7"©. 


)١(‏ راجع (ص ١1١١‏ وما بعدها). 


5 
يه 


97 
جر جل ري 
الحديث التاسع والعشسرون 9 كم بم ويج 

الحديث التاسع والعشرون 
عن مُعاذٍ بِنٍ جَبَلِ وَإْقْعُ قال: قلتٌ: يا رسول اللهء أخبرني بعملٍ 
يُدَخِلَنِي الجنّة ويباعِدُنٍ عن النار. قال: «لَمَّدْ سَأَلْتَ ءَ عَنْ عَظِيم) مإ 
يد عل من ير رَهُ الله تَعَاى عَلَيّه تعد لله لا مكرك بو َي ؛ وَتُقِيمُ 
الصَّلاَة وَتُوْتٍ الزّكَاقِِ وَكَصومٌرَمَضَانَ 0 ليت ّم قال: «ألآ 
أَمْلّكَ عَلى أَبوَ وَابٍ الخر؟ الصَّوْمُ جُتَ وَالصَّدَ الصدقة مم اللي عر مشي 
الم الثاره وَصَلاةٌ الرّجُلٍ في جَوْفٍ الليل»» ثم تلا قوله 8: +( تتجاق 
نويه لصاح 4 حتى بلغ: : يمون 4 [السجدة: 15+ 1١7‏ ثم 
قال: «آلا أخبرٌكُ بِرَأْسِ الأَمْرِء وعمودوء وَوْروَة سَتَاو؟» قلت: بلى يا 
رصو ل الله قال: «رَأْسُ الأمْر الإ سْلاَم وَعَمُودُه الصَلاة وَذْرْوَةٌ سَنَامه 
لجهَاة» ثم قال: :آله أخ ردك بمَلاك ذَلِكَ كُلّ؟ك» قلت: بلى يا رسول 
الله تكد يلِسَانه وقال: «كففٌ عَلَيْكَ هذاه قلت: يا نَبِيّ الله؛ وإنًا 
كواحذون با تلم به؟ فقال: 9 كِلَئْكَ أَمّكَ كاماد وَكز يكت لقا 
في الثَارِ عَلَ وُجُوهِهِمْ -أو قال: عَلَ مَتَاخِرِهِمْ- إِلَحَصَاْدٌ لْيِتَهجًا. 

رواه الترمذي» وقال: (حديث حسن صحيح)(". 


(1) أخرجه الترمذي(5515). والنسائي في الكبرى (458/5): وابن ملجه ( 00997 / 
وأحمد في المسند (8/ 781 وعبد الرزاق في مصنفه /1١(‏ 62194 وابن ن أبي شيبة في مصنفه 
»)"١ /(‏ والطبراني في الكبير »)١١6(‏ والحاكم في المستدرك (؟/ 224417 والبيهقي في شعب 


الشرح: | 

هذا الحديث فيه ذكر أشياء من أبواب الخير» وهو من الأحاديث 
العظيمة التي لكل جملة منه شواهد كثيرة؛ ولهذا هو حديث حسن 
بمجموع شواهده لجمله المختلفة. 


0 


قال معاذ بن جبل وَإقِيه: (قُلْتٌ يَارَسُولَ الله أَخْيرني يعمل 
مدعني اجنَةَ ويتَاعِدُني عَم التّاِ) هذا فيه ما ينبغي التأدب به لأهل 
العلم؛ لأن معاذ بن جبل وإ من أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام؛ 
بل هو أعلم الأمة بالحلال والحراه”"؛ فهو من أهل العلم» وهذا يدل 
على أن طالب العلم ينبغي عليه أن يكون حريصًا على ما يقربه من الجحنة 
ويباعده عن النار؛ لآن للعلم شهوة وعنفوانًاء وقد يصرف صاحبه عن 
السعي في الغاية من العلم؛ وهو ما يقرّب من الجنة؛ وما يباعد عن 


الإبمان (/ 8" ). 
(1) أخرج الترمذي (٠709)؛‏ والنسائي (507/8)؛ وابن ماجه :))١84(‏ واليهقيفي الكبرى 
7 06/7 )من حديث أنس وَل أن البي وَل دل: كرحم كيني بأيتي بو بخر وَأَد كفي 
أثر الل مر وأصدَفهُمْ حياء لمهم بالخلالي درام معاد بن بل واْرْضُهُم ذيدُ بن 
يت وَأَُْم أي ولك أ ين و دو الم بر عييدة بن ابخرام». " 


امحددث التاسع والعمشسرون م 


النار» وقد قال وهب بن منبه7" ونه "إن للعلم طغيانا كطغيان 
المال»0, فالعلم يطغي إذا ُ يكن صاحيبه بلسي ى فيا بة يقرّبه إلى الحنة» 
ويباعده عن النار. 


فالعلم له مقتضيات كثيرة» وأصحاب العلم وأهل العلم وطلبة 
العلم ينبغي لهم أن يكونوا ألين الناس في غير تفريط» وأن يكونوا أبصر 
الناس» وأحق الناس بالحكمة والأخذ بم يقربهم إلى الله كك فهم 
القدوة» وهم البصراء في العلم والعمل؛ لهذا سأل معاذ وإ هذا 
السؤال» وذلك من حكمة الله جل أن يسأل ليُبِضّر أهل العلم جميعًا بها 


ينغي أن يكونوا عليه. 
لنار), فقال النبي وكل: لد يي 0 


)١(‏ هو وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن سحسار من أبناء فارس» كنيته أبو عبد الله كان ينزل ذمار 
على مرحلتين من صنعاء» كان ثمن قرأ الكتب ولزم العبادة وواظب على العلم وتجرد للزهادةة 
ولد سنة أربع وثلاثين» ومات سنة ثلاث عشرة وماثة. 
انظر: مشاهير علاء الأمصار (ص ؟؟١):‏ وتاريخ دمشق (77/ 55) وطبقات الحفاظ 
(ص 48). 

(؟) أخخرجه ابن المبارك في الزهد (ص »)١9‏ والإمام أحمد في الزهد (ص 771): وأبو خشيمة في العلم .. 
(ص 55)» وأبو نعيم في الحلية (4/ 88)؛ والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب 
السامع (؟/ 15"5). 


يسّرَهُ الله تَعَالى عَلَيّه فهذا السؤال العظيم - ما يقرب إلى الحنة» ويبعد 
عن النار - سؤال عظيمء وهو شاق من حيث الامتثال» لكنه يسير على 
من يسره اللّه عليه. فإذًا نفهم من هذا أن ثم كلفة في أن يمتثل المرء 
بمقتضى العلم» ولكنه يسير على من يسره الله عليه فإذا أقبل العبد 

يسر الله عله عليه الأمر» ى) قال 3# < كَمَامنَ عط ولق (5)وَصَدق لتق 
سيسمر 4 [الليل: ه - 1]» فتيسير الله عله أمور الخير للعبد 
يكون بثيء يبذله العبد. 

قال يِل «وَإِنْهُ ليَسِيرٌ عَاَ عَلى مَنْ يَسّرَهُ الله تَعالى عَلَيُوة» ثم فَصَّلٌ 
فقال: ١تَعْبَدُ‏ الله لا تُشْركُ به قينا يعني: : أن تتوجه بجميع أنواع 
العبادات إلى الله له وحده. فإذا دعوت دعوت الله وإذا سألت 
سألت الله وإذا صليت صليت لنه» وإذا استغغت تغثت استغثت بالله. وإذا 
أعظمت الرجاء أعظمته بالله» وكل العبادات القلبية» واللسانية» 
والعملية بالجوارح» تكون لله لله وحده. ولا يكون لمخلوق فيها 
نصيب. 
قال اَعْبدُ الله لا تُشْرِلكُ به سينا يعني : كبير الشرك وصغيره 
وخفيه؛ لأن كلمة سينا نكرة جاءت في سياق النفي فتعم كل ما كان 
في معناهاء فلا يشرك بأي شيء: لا يشرك بالهوىء لا يشرك بالمخلوق 
من البشرء لا يشرك بالملاتكة, لا يشرك بعظيم؛ لايشرك بصالحء 
لا يشرك بجني؛ بإنسي» بشجرء بحجره بأي نوع نما خَلّق الله بك 


وهذا لاشك أنه عظيم؛ ولكنه يسير على من يسره الله عليه. فعبادة الله 
له وحده دونم| سواه هذه غاية إرسال المرسلين» ونفي الشرك ونبذه 
والتخلص منهء أيضًا مما جاء به المرسلون وأقاموا رسالاتهم عليه 
وهذا يتنوع؛ فيا كان من قبيل الشرك الأكبر فظاهر وجوب اجتنابه: 
وأن من فعله فهو مشرك كافر تارك للدين مع اجتماع الشروط وانتفاء 
الموانع» وما هو أقل من ذلك - الشرك الأصغر والخفي - يجب على 
العبد أن يسعى في تجنبه؛ وأن يجاهد نفسه على ذلك؛ والشرك الأصغر 
يدخل فيه يسير الرياء» والشرك الخفي أيضًا يدخل فيها أشياء. 
والشهوة الخفية» والتسميع» والمقاصدء وأن يكون قصد المرء الدنيا في 
يأ ويذرء وني الأمور الدينية وطلب العلم؛ وأشباه ذلك ما يراد به 
وجه لله. 

فعبادة الله وحده لا شريك لهء هذه حاصلة إن شاء الله عند 
الموحد» لكن يخاف على الموحد من أنواع الشرك الأصغر والخفيء أي: 
ما يكون من يسير الرياء» والتوجه لغير الله في ذلك» فهذه عظيمة؛ ىا 
قال الشاعر: (© 


(1) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (؟/ لققيةة من كلام صلة بن أشيم؛ وأخرجه ابن سعد في 
الطبقات الكبرى (/!/ )١87‏ عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عسعس بن سلامة؛» وانظر: 
زاد المعاد لابن القيم [(فرةا نارف وإغاثة اللهفان له (؟/ ة وممتاح دار السعادة (7/ ا 


66 شسرالأمربعين التووية 
فإ تَنْحُ منْها تَنْحُ مِنْ ذِي عَظِيِمَةٍ وإلأفإنٍ لآ إخانك ناجيا 

يعني: أن هذا الأمر شديد» ويجب أن توطن نفسك على إخراج 
المخلوقين من قلبك» وأن يكون القلب خالصًا لله متوجها لله؛ في 
تحركه» وسكناته» وأمره؛ ونبيه» وفي تصرفك مع أهلكء ومع أقاربك, 
وفي الأمور العامة والخاصة» فإذا كان كل شيء لله تم الإخلااص. 


رعو م 


قال: ١وَيْقِيمُ‏ الصَّلاةٌ وَتُوْت الزّكَاِه وَتَصومُ رَمَضَانَ وتحج 
الْييْتَ6: وهذه الأربعة سبق بيانها في أول الشرح. 

ثم قال: «آلا أدلَكَ عَلى أَبو وَابٍ الخبر؟ الصُوم مجن الصوم يريد 
به صوم النفل؛ لأنه قدم صيام رمضان, وقوله: «جُنَةً) يعني: وقاية؛ 
يقي العبد مما يسخطه الله ويك لأن الصيام فيه تذكير بحقوق الله كبك 
وحقوق عباده. فهو جنة من نفوذ الشيطان إلى العبد. وكما جاء في 
الحديث أنه وَكِِةٍ قال: (إذَا جاء رَمَضَانُ تحت أَبْوَابُ الجَةِ وَعْلَقَتْ 
أَبْوَابُ النَارِ وَصّقّدَتْ الشََّاطِينُ) 7" وقال وَكِةِ في حق من لم يجد طولاً 


وقد أورده الإمام الجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب لله في كناب التوحيد نقلاً عن ابن 
القيم في كلام طويل. انظر: كناب التوحيد؛ باب قوله تعال: # يَظْنُو ِأنوْحَالحَقّظنَ 
هيه )14ل عمران: 184] (ص 87مع فتح الجيد)» وانظر أيضًا: يقظة أولي الا عتبار 
للقنوجي (ص7517). 

(1) أخرجه البخاري ( 3858 /ا791)؛ ومسلم )1١9/8(‏ من حديث أبي هريرة 8 . 


المحديث التأسع والمشرون للم 
«وَمَنْ 1 يَسْتَطِعْ فَعَلَْه بالصّوْم قَنَهُلَهُ وجَاءٌه("» فالصيام جنة, 
يعني : 0 الاجتنان؛ لآن الجنة والاجتنان هو الحاجز أو الغطاء 
الذي يَقِيء ومنه قيل للجنين: جنينًا؛ لأنه في غطاء واستتار» وقيل 
للمجن: مجن.. إلى آخره. 
قال: (وَالصَّدَكَةُ تُطُّفِحٌ الْحَطِيعَةً؛ كََ يُطْفِئٌ الَّاءُ الَّارَاء الصدقة 
بأنواعها تطفئ الخطايا: الصدقة بالقول وبالعمل» الواجبة والمستحبة» 
والصدقة بالمال» كل هذه تطفئ المخطايا؛ لأنها حسنات. والله عله قال: 
ج لمتكي يذوبد العا 16[هود: 4ه وقد بينا معنى قولٌ النبي 
كلو «إنَّى الله حي كنْتَ َع السَيئَ الحَسَنََ تَْحْهاء وَََالِقٍ اناس 
بخلقٍ س0 فإذا فهمت معنى الصدقة العام الشامل؛ فإنه كلم 
حصلت منك خطية فعليك بكثرة الصدقات. والخطايا لا تحصى؛ لأنه 
ما من حال تكون فيه إلا ولله َل أمر ونبي في ذلكء وقَلٌ منْ يكون 
متثلاً للأمر والنهي في كل حالة» فلا بد من الإكثار من الصدقات؛ 
لأنها أبواب المخير» قال: «وَالصَدَقَةٌ تُطُفِيمٌ التطِيئة؛ كا يُطْفِيمٌ الَْاهُ التّارَه 
فالنار إذا شبت فإنك تأتي بالاء فتطفئهاء وهذا مثال الحسنات بعد 
السيئات. 


)١(‏ أخرجه البخاري ( :)١14:08‏ ومسلم ( )١40١‏ من حديث ابن مسعود وإ. 


زفة راجع (ص 156 ), 


قال: «وَصَلآَةٌ الرَجُل في جَوْفٍ الليل»؛ يعني: أن يقوم الليل 
القيام المستحبه وقيام الليل على درجات» وأعلاه أن يكون كقيام 
المصطفى يِه الذي جاء في آخر سورة المزمل: ‏ إَِّرَيّكَ يدنك هوم 
أَدقمِ كل قبل ونِصَمَ ويه وَطَيْمَديِنَ أن ممَكَ )4 [المزمل: :]7١‏ فأفضله ما 
. كان بعد نصف الليل إلى الفجر» وبعده من أول ثلث الليل الآخر إلى 
الفجرء ثم هكذا مراتب با يتيسر للعبد» فصلاة الرجل في جوف الليل 
هذه من أعظم أبواب الخير» وبها يحصل للمرء من النور في قلبه. 
وحسن تعامله مع ربه؛ وخمشيته له. والزهد في الدنياء والرغب في 
الآخرة؛ ما لا يدخل تحت وصف -أعاننا الله وجميع المسلمين على 
ذلك- فإن صلاة الرجل والمرأة في جوف الليل هذه يكون معها التدبر 
للقرآن» وحسن مناجاة الله» والدمعة التي ُسْبَلُ من خخحشية الله وَبْك؛ إذ 
يكون المرء في ذلك على يقين من أنه إن قام لله عل وحده. فتَعْظّم 
الصلة, ويَعْظُّمِ التعلقء ويَعْظُّم إخبات القلبء والرجاءء؛ والرهبة» 
والمدوف. ويؤثَُر القرآن في القلوب تأثيرًا عظيًاء فأصحاب الليل هم 
أهل التقوى. 


« تجَاقَ جموبهم ع نالمضا يدَعون ريه حتوفا وطمعا وَهمًا ررْقتهُم 
فون 23 قلا تلم تنس تا لخن لم من كه َي جر يساكاثوأ تعلو »ه 
[السجدة: 295 /11]» وهذا من فضل الله عله عليهم. . 


امحددث التاسم والعسشسرون ش 
قال معاذ ©#: (ثمّ قال: «آلا أخيرك برأس الْأَمْره وعمودى 
وَؤْرْوَة سَتَاو؟» قلت: بلى يا رسول الله قال: درَأْسٌ الأَمْرِ الِسْلهم)؛ 
لأن الأمر - الذي هو الدين - رأسه الإسلام» فإذا قُطع الرأس فلا 
حياة» فإذا ذهب الإسلام فلا حياة للمرء في الدين» فقال: (رَأْسٌ الأمر 
الإِسْلام»؛ وهو الاستسلام لنّه بالتوحيدء والانقياد له بالطاعة» والبراءة 
من الشرك وأهله. 
قال: اوَعَمُودُةُ الصّلاةُ) العمود هو ما يقوم عليه البناء» فإذا كان 
ثم أشياء يقوم عليها البناء؛ فإِنَ بالصلاة يقوم بناء الدين» وقوله: 
«عَمودُه»؛ لأن الصلاة هى الركن العملى الذي به يحصل الامتشال 
لمقتضيات الإيمان العملية؛ يعنى: بركن الإيمان الذي هوالعمل» 
فالإيان: قول واعتقاد وعمل» والعمل عموده الصلاة. فإذا ذهبت 
5 5 8 5 عم 0 
الصلاة فلا قيام في ذلك؛ لهذا قال عمر وَإتْهُ: «لا حَظ في الإسلام ين 
ا 52 1 0 5 200 ص 1 
ترك الصَّلاةٌ(2: وثبت عنه يَكَكَدِ أنه قال: (إن بَيْنَ الرجل وَبَيْنَ الشَّدكِ 
وَالْكُفْر ترك الصّلاق»7». 


)١(‏ أخرجه مالك في الموطأ (1/ 3”): عبد الرزاق في مصنفه (/ 118 )» وابن أبي شيبة في مصنفه 
(48/0). والمروزي في تعظيم قبر الصلاة (؟/ 847)» والدارقطني في ست (؟/36): 
والبيهقي في الكبرى /١(‏ /ا0"). ش 

(؟) أخرجه مسلم (87) من حديث جابر و8. 


ججح ----- الى 
: لوَذْرْوَةٌ سَتَامِهِ هاه وهذا تشبيه للأمر بِالجَمّل» والجَمّل 
أعلاه ذروة السنام» والجمل متحرك» والجهاد أيضًا يبعث على 
الانتشارء فهو سبب انتشار الإسلام؛ وامتداد الدخول في الدين» فمثل 
كدكِْةٌ الدين بالجمل» وجعل الجهاد من هذا الجمل ذروة السّنام؛ لأنه 
بارز بين متميز. 
فالإسلام تميز من بين الأديان كتميز الجمل بذروة سنامه بالجهاد» 
فالحمل متميز بالسنام بعامة وبذروة السنام» والإسلام تميز بالجهاد في 
سبيل اللّهء والجهاد أنواع؛ والمراد به هنا: جهاد الأعداء؛ وهو على 
مرتبتين: واجبة» ومستحبة» والواجب أيضًا على قسمين: واجب عيني» 
وواجب كفائي؛ كا هو معلوم في مكانه من الفقه(©. 
قال: (ثم قال: ألا أخووك, بِمَلدك ذَّلِكَ كُلّ؟» قلت: بلى يا رسول 
اللهء كَأَحَدَّ بلِسَانِههِ وقال: «كفٌ عَلَيْكَ هَدَاه)» فاللسان هو أعظم 
الأعضاء رما لأنه سهل الحركة» كثير الخطاياء فباللسان يحصل 
الاعتقاد الزائفء وباللسان «إ إن الرَجْلَ لَيتكلَمُ بالْكلِمَةٍ لاير رَى يا بَأْسَا 
َموي با سَبْعِينَ حريقًا في التَارو7, وباللسان تحصل العداوات» وقد 


.)8077 والموافقات (؟/ 107): وإعانة الطاليين (؟/‎ 25٠١ /١( انظر: الإمهاج للسبكي‎ )١( 
وأحمد في المسند (7857/75) من حديث أبي هريرة وَل#» وأصله في‎ 37١4 ( (؟) أخرجه الترمذي‎ 
البخاري (5518): ومسلم (19444)) وفيه: إن اعد ليتكلم با كليم من 'سَخَط ادلو لا بلقي‎ 


الحديث التاسع والعشمريون ع 'ث 
قال الله جبك: +[ وَل لعبَاوى يَثُونوا ألىى ِى حس قن ليطن يَرَمْ يتب 4 
[الإسراء : 87 ]» وباللسان يحصل الوقوع في المؤمنين والإيذاء بغير 
حقء وقد قال وَْك: ج وَالدَينموُوت الْمؤمنيت وَالْمُؤْمِكدت يعَيرمَا 
أكسبوا فق أحتَملوا هتنا وإشَاميمًا 4 [الأحزاب: 108]. والإيذاء 
أعظم أنواعه ما كان باللسان» وقد أوذيت عائشة وَري باللسان ب) 
بلغ مها المبلغ في قصة الإفكء, وباللسان يحصل نشر الخير. وباللسان 
يحصل نشر الشر. 

فإذا حاسب المرء نفسه على لسانه. حصل له ملاك هذ! الأمرء 
وهو أنه ملك عليه دينه» وأما إذا أطلق لسانه في كل شيء؟ فإنه يضر 
نفسه ضررًا بالعَّاء ولا يملك على نفسه دينّه» واللسان قد جاءت 
الأحاديث الكثيرة في بيان شأنه. وقد سبق بيان بعض ذلك. 

قال: «كفٌ عَلَيكَ هَذًَاك يعني: أمسكء فالكلمة إذا لم تعلم أنها 

من الحق الذي تؤجر عليه» فاتركها؛ لأنها عليك وليست لكء. قال: 
(قلت: ياتِيّ الله ونا لوا نحذون بها تكلم به؟ فقال «لكِلَيْكَ أُْكَ)؛ 
لأنه ل يتوقع من معاء 0 الفقيه- أن يسأل 

هذا السؤال, فقال : ككلئك أَكْكَ يا معا » يعني: استغراب من هذا 


ببس شرح الأ مربعين التووية 
السؤال الذي لم يتوقع من معاذ أن يسأله» ثم قال: (وَهَل يكب الناسّ 
٠‏ 2 صيّاه 3 كععسى*؟ جره 
في انار عَلَ وجُوحِهمْ - أو قال: عَلَ مَتَاخِرِهِمْ - إِلأحَصَائد الْسِيَتِهِمْ». 
فكثير من المسلمين يستنكف أن يعمل عملا محرمًا من الكبائر 
بجوارحه» فيستنكف أن يأكل الرباء ويستتكف أن يشرب الخمر» 
ويستنكف أن يأتي كبيرة الزناء ويستنكف أن يأتي كبنيرة السحرء 
ويستنكف أن يأتي كبيرة قذف المحصنات الغافلات» ويستنكف أن 
يأ كذا وكذا من الكبائر» ولكنه في كبائر اللسان يقع فيها بلا مبالاة؟ 
فيقع في النميمة من دون أن يشعرء فينقل كلاماء وبه يفرّق بين المرء 
وأخيه؛ يقول: سمعت فلانًا يقول فيك كذا وكذاء وهذه نميمة أن تنقل 
كلامًا يوقع الضغينة والشر في نفس مسلم على أخيه المسلم» وهي 
الحالقة7"» والغيبة محرمة» وهي عند كثير مسن أهل العلم كبيرة» 
ومدارها على اللسان» وقد قال َك + ولام بَعضكِ بعْضا يِب 
مرك ران بأ كل لَحمَلحه مَيِما افَكْهسمُوهُ 4 [المعجرات: 5)ء قال 
طائفة من أهل العلم: ل| شبّه الغيبة بأكل لحم الميت دل على أنها من 


(؟) كما في حديث الزبير بن العوام وق الذي أخرجه الترمذي ( ١5851)؛‏ والإمام أحمد في السند 
(9617/9). وأبو داود الطيالسى في مسنده (ص 7؟)» وعبد بن حميد في مسئله (ص"57) أن 
لبي وك ل: دكب ربكن 415 الأقم فبك لسَدُ وابغضاء بي للق لا نول تق الدع 
كلذك الي 0000 


احديث التأسع والعشسرون م 


| "اع ك 

الكبائر؛ لأن المشبه به كبيرة» فيأخذ المشبه حكم المشبه به30), 
وهكذاني أصناف شتىء فم| وُجدت العداوات والبغضاء إلا 
باللسان» وما تفرقت الأمة إلا باللسان قبل الأعمال» فاللسان هو مدار 
الأمر وعموده وذروة سنامه قال: (بلى يا رسول الله)؛ قال: «كففٌ 
عَلَيِكَ هَذَاة فهذه وصية عظيمة» وسبب تعذيب كثيرين في النار: أنهم 
م يكفوا ألسنتهم عما لا يحل لهم؛ فلهذا علينا أن تَخْدَّرَ اللسان أعظم 
الحذر» فنوصي ببذه الوصية التني أوصى بها المصطفى هئيه بقوله: 


ا 


كف عَلَيَْكَ هَذَاه. 

فأوصي نفسي وجميع المسلمين بأن نكف ألستتناء إلا عن شيء 
علمنا ست فإذا خاطبنا إخوانناء فلنخاطبهم بالتي هي أحسن؛ ىا 
قال : حي وق[ لْصبَادى يَفُولواألتى حمسن 4 [الإسراء: 187 فأحسن ما 
تجد من اللفظ قَلْهُ لوالدك ووالدتك» وإخوانك؛ وأخواتك» وأهلك» 
ولإخوانك المؤمنين بعامة؛ لأنه هذا تبعد مدخل الشيطان في التفريق 
ما بين أهل الإيران. 

وما حصل في تاريخ الإسلام وفي زماننا هذا من أمور منكرة إلا 


ةا 


- وسبل السلام (4/ 157): وتيسير العزيز الحميد شرح‎ »)876 - 6/١ /٠١( انظر: فتح الباري‎ )١( 
.)"817 كتاب التوحيد (ص‎ 


بسبب إطلاق اللسان فيم) لا يُعلم أنه من الحق» وكلٌ يتكلم بها شاء» 
فحصل مالم تحمد» نسأل الله جل أن يلزمني وجميع المسلمين ما فيه 
صلاحنا في قلوبنا وألسنتنا وجوارحنا. 


22 
ثري 
ع الى 
الحريث الثلاثون 2 ليم (لرورم ف 
الحديث الثلاثون 

وعن أب تَعْلبة الحُسّنِي جُرْنُومَ بن ناشر وف قال: قال رسول الله 
يك إن الله تَحَالَ قََرَض قَرَائِضَ قلا تُضَيحُومَاء وَحَدَّ َُدُودًا 
َل تَعْتَدُوهَاء وَحَرمَ أَشَْاءَ فلا تَتهَكُوهَاء وَسَكْتَ عَنْ أَشْيَاء رَحْمَةَ لَكُمْ 
غَيْرَنِسْيَانِ قلا تَبْحَنُوا عَنْهَا». حديث حسن» روأه الدارقطنى وغيره("). 


الشرح: 

هذا الحديث أيضًا من الأحاديث الأصول العظيمة؛ عن أبي ثعلبة 
الخشني» واسمه: جرثوم بن ناشرء وجرثوم وجرثومة معناها: الأصل 
الذي يرجع إليه» فهو اسم له دلالته القوية في اللغة © يعني: هو أصل 
لغيره» وليس هو كلمة ذم. 

قال: «إنَّ الله تَحَالَ قَرَض قَرَائْصضَء قَلا تُضَيحُوهًا يُعَنَى هنا 
بالفرائض: ما جاء إيجابه في القرآنء» «فَرَضُ» يعني: أوجب واجبات 
«قَلا تُضَيْعُوهَا» والمعلوم أن كلمة «قَرَضَّ» في القرآن قليلة» والفرض 


)١(‏ أخرجه الدارقطني في ستنه (4/ ”18 2١84‏ والطبراني في الكبير (884) وني مسند الشامين 
(78/4*)» وأبو تنعيم في الحلية »)١7/4(‏ والحاكم في المستدرك (9/4؟21» والبيهقي في 
الكبرى (١1/؟1١).‏ 

(9) انظر: غريب الحديث لابن قنيبة (448/1) والنهاية في غريب الحديث والأثر /١(‏ 184), 
ولسان العرب (؟١/48))‏ والقاموس المحيط .)١4:8(‏ 


قليل في الكتاب والسنة؛ ولهذا ما دل القرآن على وجوبه فهو فرضء 
فقرله وَكطِِ: (إنَّ الله تَعَالَ فَرَض قَرَائِضء فَلاتُضَيُحُوهَاه يعني: ما 
أوجبه الله حك في القرآن» فم| ثبت وجوبه في القرآن فيسمى فرضًا مبذا 
الحديث. 

. وهذا ذهب الإمام أحمد وجماعة من أهل العله”" إلى أن الفرض 
أعظم من الواجب من جهة أن ما أوجب الله عله يقال له فرض» وما 
دلت السنة على وجوبه يقال له واجب. إلا إذا أتى بصيغة الفرض» 
ففرّق بين الفرض والواجب من جهة الدليل لا من جهة المرتبة» فهما 
من حيث الحكم التكليفي شيء واحد» حكمهما الوجوبء الفرض 
واجب والواجب فرضء لكن ما كان من جهة الدليل من القرآن سمي 
فرضًاء وما كان من جهة الدليل من السنة سمي واجبًا . 

وقال بعض أهل العلم: إن الفرض أرفع درجة من الواجب» 
وهو المعروف من مذهب أب حنيفة آنه فإن الفرض عنده ما ثبت 


بدليل قطعي» والواجب ما ثبت بدليل غير قطعي؛ فحصل عنده أنه 


)١(‏ انظر أقوال أهل العلم في الفرق بين الفرض والواجب. في: المسودة لآل تيمية (ص 48) 45)؛ 
وجامع العلوم والحكم (صل/الا؟)؛ وفتح الباري (؟/ 484): والتبصرة للفيروز أبادي 
(ص ؛ق 46), والإحكام للآمدي (1/ 15 - 141)) والتمهيد للأسنوي (ص ١ه‏ 9ه), 
والقواعد والفوائد الأصولية للبعلي (ص "5 54). 


الحدرث الثلاثون بم 

فرّق بين الفرض والواجب من جهة الدليل عليه ومن جهة مرتبته؛ 
فالفرض عنده أرفع من الواجب. 

وعلى القول الأول فإن الفرض والواجب من حيث المرتبة ثىء 
واحدء لكنهما من حيث الثبوت مختلفان. 

وقال طائفة من أهل العلم - وهو قول الجمهور-: إن الفرض 
والواجب واحد من حيث الدليل عليهما ومن حيث المرتبة» فيقال: 
الصلوات الخمس فرائضء ويقال: هي واجبة» ويقال: صوم رمضان 
واجب ويقسال: فرض. ويقال: الحج واجب وفرضء ويقال: بر 
الوالدين واجب وفرض... وهكذا على هذا القول الغالث وهو القول 
المعروف المشهور؛ لأن الفرائض والواجبات معئاهما واحدء فالفرض 
معناه: الواجب. 

ولمذا نقول: إن قوله َك إن الله تَعَاكَ فَرَض فَرَائِضَ 
فَلاتُضَيْحُومَاه يعني: ما أوجبه الله جل في القرآن» فنهى ولد عن 
تضييعه؛ وما أمر به اللصطفى وَلَِْةُ فهو من حيث اللزوم والإلزام 
بعدم تضبيعه بدليل خارج عن هذا الدليل» وهو بدليل قول الله بْق: 
+ ]1ك البَولْسَخْ دوم عَتْمانَهُوا 4 [الحشر: 7]؛ ويقوله 
يك: ج( اليو الله وَالُسُولَ مكُح يحوت 4 [آل عمران:؟"١]:‏ 
والآيات كثيرة في هذا الباب» وبقوله يَيَئِةٌ: دألا إن أُوتِيتُ الْكِتَابٌ 


و 


وَمِغْلَهُ مَعَهُ إلى أن قال: «ألا وَإِنَ مَا حَوّمٌ رَسُولُ اللو يك ِل مَاحَرَمَ 


لله(" في الحديث المعروف؛ حديث تحريم الحمر في خيبر. 

المقصود أن قوله: «قَلاتُضَيُحُوهًا» يعني: امتثلوا وأدوا هذه 
الفرائض ولا تضيعوها بعدم الامتثال» فإن الله ما فرضها إلا لتُمْيكل 
وهذا يدل على أن من ضيّعها أَيْم؛ لأنه نبى عن التضييع» وهذا داخل 
ضمن قاعدة: (ترك الواجب محرم) . 

وهذا اللفظ: وجل خَدُودًا قلا تَعْتَدُومًا» يدخل فيه البحث من 
جهات كثيرة» لكن تلخص ذلك بتقرير قاعدة عامة في فهم نصوص 
الكتاب والسنة التي جاء فيها لفظ «الحد» و «الحدوداء وهي: أنها 
جاءت على ثلاثة أنواع من الاستعمال7©: 

الأول: أن يؤتى بلفظ الحدود بإطلاق» يعني: بلا أمر أو نبي 
بعدها؛ كقول» :3 ل[ وإلك حُ ُو ةن وم جيلع مسوك 4 
[النساء: 1]. 

الثاني: أو تأي ويكون بعدها النهي عن الاعتداء؛ كقوله وَيْقَ: 


.م يخس َه #مري 00000 5 
+ وَتَلك دود الله ومن ينعد ملو اله ققد 2 َفْسَهُه )4 [الطلاق: 3 


,)١89 /4( أخخرجه أبو دود( 4504): والترمني (5554), وابن ماجه (؟١), وأحمد في المسند‎ )١( 
وابن حبان(١/ مخل/ والطبراني في الكبير (١؟/ 367 والبيهقي في الكبرى (9/ ؟9") من‎ 
حديث المقدام بن معد بكرب وَاك‎ 


(1) انظر: جامع العلوم والحكم (ص .)18١‏ 


م لب 00 ل ره 
وكقوله: « يَلْكَحْدُود موهلا تَتَدُوهَا “4 [البقرة: 94؟؟] . 

الثالث: أن يكون بعد ذكر الحدود النهي عن المقارية ال 
البقسرة التي فيها ذكر الصيام والاعتكاف: 2 يَنْكَ حَدُود) 
تَعربوَها © [البقرة: /141]. 

فهذه ثلاثة أنواع في القرآن . 

وفي السنة أتى «الحد» أيضًا ويراد به: العقوبات المقدرة» أو يراد 
به: الذنوب التي عليها عقوبات» يعني: المحرمات التي يجب في حق 
من اقتحمها أن يعاقّب. 

إذا تقرر ذلك فنرجع إلى تأصيل هذا في أن «الحدود» لفظ 
استعمل في الكتاب والسنة» واستعمل في كلام الفقهاء» وهذه الأقسام 
الثلاثة السابقة إن) هي لنصوص الكتاب والسنة» وأما التعبير بالحدود 
في كتب أهل العلم وأهل الفقه فهذا استعال اصطلاحي ليس هو 
استعمال الحدود في نصوص الكتاب والسنة . 

إذا تبين هذا فالنوع الأول: إذا ذُكِرَت الحدود بلا كلمة بعدهاء 
يعني: نبي عن الاعتداء؛ أو ذكر بعدها النهي عن الاعتداء» فإن المراد 
بالحدود هنا الفرائض أو ما أن به فا أذن به فرضًا كان» أو مستحًاء 


أ 3 


أو مباحّاء فالحدود هنا يراد ها هذه الأشياء؛ ولهذا جاء بعدها: + هَل 


وها 


تمتَدُوهَا )4# فالذي يخرج من دائرة المأذون به إلى خمارج عن المأذون به 
فقد تعدى الحد وخرج عنه. وهذا الحد هو حد المأذون به. 


قوله: ِيَْكَعْدُوهُ )4 جاء بعد بيان ما فرض الله عَلةُ في التركات: 
+( بوص كد هه ف ولد كم 4[النساء: .]1١‏ لنَا أمَهَا في آينين قال: 
1 ا وَمَ يع الَمَوَرَسُولَهه 4# يعني : هذا ما أمر الله 
له به وشرعه. وهذا معناه: أن هذه حدود المأمور؛ ولهذا عمّبها 
بالطاعة فقال: # وَمَر بطع اللْمَوَرَسُولَه: 4. 


سم داه العو م 


وقوله: # ولك حدود الله ومن يعد حدود أللَه فقد ظلم نَفْسَهُ »4# هذه 


أ ل 
0 


الحدود هي: ما أن به وأمر به هذا هو النوع الأول . 

فالحدود هنا ليست هي المحرمات» الحدود هي: ما أذن به يدخل 
فيها الواجبات والمستحبات والمباحات . 

والحدود بالمعنى الثاني: إذا جعلت للمحرمات فلها ضابطان: 

الأول: أن يكون بعدها: ل« فَلاتفربوها *. 

الثاني: أن يكون معها ذكر عقوبة. 

وهذا يعني: أن الحدود هنا هي: المحرمات؛ لهذا ناسب أن يكون 
معها النهي عن الاقتراب ؤَرَزْكَ حَدَودُ الله فلا تمَربِوها #4 يعني: 
المحرمات لا تُقرب ولا يقترب منهاء فهذا نوع؛ ولأجل هذا النوع فإن 
العقوبات التي شّرعت تطهيرًا لمن انتتهك المحرمات قيل لها: حدود 
من قبيل رؤية هذا النوع دون غيرهء وهذا شائع كثير في اللغة وفي 
الشريعة. 

فإذًا العفوبات التي شّرعت لمن ارتكب محرمّاء فقارب أو انتهك 


الحديث الثلاثون م 
دوه الله للعقوية: حده آنه دل في الحد وقيل ها سكوب لأ 
اقتحم الحدود. 

والحدود بالمعنى الثالث: وهو العقوبات التي جاءت في بعض 
الأحاديث؛ فهذه المراد منها ما جعل في الشرع له عقاب يعينه» فيقال: 
حد السرقة» حد الخمرء إلى آخره» كا قال عَالَِِ: «لا يلَدُ أَحَدٌ قَوْقٌّ 
عَشَوَةِ أَسْوَاطٍ إلافي حَدٌ مِنْ حُدُود النّها(2» قوله : (إلا.في حَد مِنْ دود 
النّوه؛ يعني: إلا في معصية جاءت الشريعة بالعقوبة فيهاء ويدخل في 
هذا: الحدود والتعزيرات عند الفقهاء. 

فقوله وَكئِنَةٌ في هذا القسم الثالث: : الايد أحَدٌ قَوقّ عَكَرَ 
أُسْوَاطِ) يعني: تأديباء فلا يحل لأحد أن يؤدّب من أبيح له تأديبه 


فوق عشرة أسواط «إلافي حَدٌمِنْ خُدُود اللّواء يعني: إلا في عقوبة 
جاء الشرع بهاء إمأ أن تكون حدًا على اصطلاح الفقهاءء» أو تكون 
تعزيرًا. ظ 

وهذا بحث طويل في كتاب الخدود ومعرفة ا حدود والتعزيرات 
في الفقه لكن لعل فيها سبق من إيجاز وتبسيط ما يجتمع به شمل ما أراد 
الفقهاء باصطلاحهم «الحدود»». وما جاء في النصوص بكلمة 
«الحدودة. 


)١(‏ أخرجه البخاري ( 584 1844)؛ ومسلم (1708) من حديث أبي بردة الأنصاري ولق 


إذا تقررت هذه القاعدة وهذا التحقيق في فهم هذه الكلمة التي 
أشكلت على كثير من العلماء» ولعدم فهمها ذهبوا إلى مذاهب شتى؛ 
نقول: إن قوله يَكئِيةِ: «وَحَدَّ حدُودًا فَلاَتَعْمَدُومًاه هنا الحدود 
-على ما سبق بيانه- هي ما أن به من واجبات ومستحبات وما أشبه 
ذلك؛ لهذا قال: «ححدَّ خَدُودًا فَلاتَعْتَدُوهَا» يعني: لا تعندي في] 
أذن لكء فكن في دائرة الواجب والمستحب والمباح؛ ولا تتتقل منه 
إلى غيره. 
فقولهفي أول االحديث: (فَُرَض فَرَاِئْضِء قلا تصيْعُوماا 
يعني: امتشل الفرائضء وأدٌّ الواجبات» وقوله بعد ذلك: احدّ 
خَدُودًا فَلاتَعْتَدُوهَا؛ أي: كُنْ في دائرة المستحب والمباح ولا تتعده 
إلى غيره . ٠‏ 
ثم قال: «وّكَرم أَشْيَاء» فَلا تََهَكُوهًا» وهذا من العطف المغاير؛ 
لأن التحريم غير تعدي الحدود؛ كما سبق من بيان فهم نصوص 
الكتتاب والسنة في هذه المسألة المهمة؛ فم حرم الله عله نهانا النبي 
بد أن ننتهكه؛ والتعبير بالانتهاك أيضًا يفيد بالاعتداء وعدم المبالاة 
من انتهك المحرمات. ٠‏ 
قوله: «وَحَرمَ شيا يفيد أن هذه المحرمات قليلة؛ ولهذا تجد أن 
أصول المحرمات في الأطعمة قليلة» قال وَلِه: ٍْ قل لَه أجِدف مَآ أو إل 
ُحَرَمَا عل عو يَلَِمَهُة إل أن يكو ممه أو دَمَا مَسفُوحًا َو لَحَمَ زر 


المحديث اثلاثون 


نوجس أَرْنْسَمًا أَجِلَّ لمَير َه يو هَمَنِ أضطرٌ غَيُربَاغْ بلغ وَلَاعَادِ ريلك 
عَمُرةيكٌ )4 [الأنعام: 48 ]١‏ و اللحرمات بعامة؛ ك] قال 0 قَُ 


5 


0-7 


تَصالوًا كَل مَاحَرَمرَبُست عَِكَسكُمْ ألا ريو كينا ورألولد: إن خسم 
002 ولا تَعَكوَااة وَلدَدَكُم ور مق نحن ررق ِ كام قا ليق 
ماهم ده ابطر ولا تَقدُنوا نفس الى حم هلحي ملك 
وَصَكَحبوِلََدمَوَوْنَ )4 [الأنعام: 1١5١‏ أو محرمات في اللباس فهي 
عدودة بالنسبة لجال وبالتسيةللنساء أو كرات في الأشرية مي 
أيمًا محدودة أٌ رمات ت في المنازل فهي محدودة» أو محرمات في 
الراكب فهي عدوهة. 

لهذا: المحرمات أشياء قليلة بالنسبة لغير المحرمات؛ لأن دائرة 
المباح - ولله الحمد - أوسع؛ لهذا قال: «وَخَرمَ أَشْيَا هذه الأشياء 
قليلة فعجيب أن تُنْتَهكء فيكون هذا المنتتهك لحذه المحرمات في نفسه 
شيء جعله ينتهك هذا القليل ويُغْرَى بهذا القليل؛ ولهذال حَرّم الشرع 
شيئ ذه لبن آم سفعة في حيانه حاجية دين 0 
لأ حرمه رسول كل أشياء ف لاحاجة لابن آه يه 
يتلذذ فيها بأشياء كثيرة تغنيه عن ا حرام . 

قال: «وَسَكُتٌ عَنْ أَشْيَاء» أي: أن الله سكتء وهذا السكوت 


الذي وٌصِفَ الله عله به ليس هو السكوت المقابل للكلام؛ يقال: 
تكلم وسكت. وإنما هذا سكوت يقابّل به إظهار الحكم؛ فالله عل 
سكت عن التحريم» بمعنى: لم يظهر لنا أن هذا حرامٌ» فالسكوت هنا 
من قبيل الحكمء سكوت عن الحكم وليس سكونًا عن الكلام. 

وقد أخطأ في هذا من قال: إن هذه الكلمة يُسْتَدَلُ بها على إثبات 
صفة السكوت لله وكَ. وهذا مالم يأتفي نصوص السلف في 
الصفات» وهذا الحديث وأمثاله لايدل على أن السكوت صفة؛ لأن 
السكوت قسمان: 

الأول: سكوت عن الكلام؛ وهذا لا يوصف الله جه به» بل 
يوصف الله يل بأنه متكلم ويتكلم كيف شاءء إذا شاءء متى شاءء 
وصفة السكوت عن الكلام هذه لم تأت في الكتاب ولافي السنةء 
فنقف على ما أوقفنا الشارع عليه ولا نتعدى ذلك . 

الثاني: السكوت عن إظهار الحكم؛ أو إظهار الخبر» وأشباه ذلك» 
فلو فُرضٍ - مثلاً - أن أتكلم الآن باسترسال وسكت عن أشياء وأنا 
مسترسل في الكلام؛ بمعنى: أني | أُظهر أشياء أعلمها تتعلق 
بالأحاديث التي أشرحهاء فسكوي في أثناء الشرح عن أشياء لم أأظهرها 
أوصف فيه بالسكوت: فتقول مثلاً: فلان سكت في شرحه عن أشياء 
كثيرة لم يبدها لأجل أن المقام لا يتّسع لها. 

مع أني مسترسل في الكلام» ففي هذا المثال السكوت عن إظهار 


امحديث الثلاثون 

لمكم يدل عل السكوت الذي يِف لبه في هذا الحليت وله 
عله له المثل الأعلى؛ فنصفه با وصف به نفسه أو وصفه به رسول هلله 
لا نتجاوز القرآن والسنة» فنصفه بالكلام ولا نصفه بالسكوت الذي 
هو يقابل به الكلام» وإنما يجوز أن تقول: إن الله جَلْةُ سكت عن أشياءء 
بمعنى: أنه وله م يظهر لنا حكمها. 

وقوله: «وَسَكَتٌ عَنْ آَشْيَاء» يدل على أن هذه الأشياء قليلة: 
«رَحُمَةَ لَكُوْ غَيْرَ نِسْيَانِ؛ السكوت بعد إظهار بعض أحكام القضال 
رحمة لا نسيانء والله ه ع ليس . بنسيٌ؛ 5 كا قال ا ل: +( وَماكانَ ريك 
صا 4 [مريم:54]. وقال: :يضق ا ]ل 

له وَل ليس بذي نسيان؛ بل هو الحفيظ العليم الكامل في صفاته 

وأسمائه يقل وجل وتقدس ربنا . 

فإذًا هناك أشياء ل ين لنا حكمهاء فالسكوت عنها رحمة غير 
نسيان» أمرنا وَكلَِةِ ألا نبحث عنها فقال: (قَلاتَبحَنُوا عَنْهَاه. 

إذا تقرر هذا فالأشياء المسكوت عنها أنواع: 

النوع الأول: مالم يأت التنصيص عليه من المسائل لكنها داخلة 
في عموم نصوص الكتاب والسنة, أو في الإطلاق» أو في مفهوم 
الموافقة» أو مفهوم المخالفة» أو في المنطوقء أو أشباه ذلك مما هو من 
مقتضيات علم أصول الفقه . 

فهذا النوع مثمادلت عليه النصوص بنوع من أنواع الدلاللات 


م شسرب ألا مربعين التووبة 
المعروفة في أصول الفقه» فلا يقال عنه إنه مسكوت عنه؛ لأن الشريعة 
جاءت ببيان الأحكام من أدلتها من الكتاب والسنة بأنواع الدلالات؛ 
ولهذا العلماء أدخلوا أشياء حدثت في عمومات النصوص ففهموا منها 
الحكم؛ أو في الإطلاق» أو في المفهوم؛ وأشباه ذلكء وإذا أردنا أن نسرد 
الأمثلة فهي كثيرة يضيق المقام عنها تراجعونها في المطولات. 

النوع الثاني: أشياء مسكوت عنها لكنها داخلة ضمن الأقيسة» 
يعنى: يمكن أن يقاس المسكوت عنه على المنصوص عليه وقد ذهب 
جمهور علاء الأمة إلى القول بالقياس إذا كانت العلة واضحة 
واجتمعت فيها الشروطء أو كانت منصوصًا عليهاء فإذا كان القياس 
صحيحًا فإن المسألة لا تعد مسكوئًا عنها . 

النوع الثالث: أن تكون المسألة مسكونًا عنهاء بمعنى: أنه لا يظهر 
إدخالها ضمن دليل» فكانت في عهده وَلَيِْكٌ وم يَنَضّ على حكمهاء ولم 
تدخل ضمن دليل عام؛ فسَّكِتَ عنهاء فهذا يدل على أنها على الإباحة؛ 
لأن الإيجاب أو التحريم نل عن الأصلء فالأصل أن لا تكليف. ثم 
جاء التكليف بنقل أشياء عن الاأصلء فلابد للوجوب من دليل» ولابد 
للتحريم من دليل؛ فما شسّكِتَ عنه فلا نعلم له دليلاً من النص من 
الكتاب والسنة» ولا يدخل في العمومات» وليس له قياس» فهذأ يدل 
على أنه ليس بواجب ولا يجوز البحث عنه. 

ولهذا ل) سأل أحد الصحابة النبي يَليِةٌ عن احج وقال: أفي كل 


الحددث الثلاثون 


ودزردككللكككللللككلبككلكلكلكللككككككك 25ر2 2 270101012232 
عام يا رسول الله ؟ أنكر النبي يَككلِ عليه؛ لأن هذه مسألة مسكوت 
عنهاء ثم وجه الخطاب للسائل بألا يبحث عنهاء فسكت عن وجوب 
الحج هل يتكرر أم لا يتكرر ؟ والأصل أنه يحصل الامتثال بفعله مرة 
واحدة» فقال النبي وَكُِِ: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلهَا اسْتَطَعدُم نم قَالَ 
ذَرُونِ ما تَرَكْكُمْ200» يعني: إذا تركت البيان فاسكتوا عن ذلك؛ وقد 
ثبت في الصحيح أن النبي وَلكِيْةٌ قال: إن أَعْظَمَ الُسْلِِينَ جُرْمَا مَنْ 
سَالَ عَنْ عَيْءِ 1 يحرمْ فَحْرُمَ من أَجْلٍ مشاليو»”. وقد قال وبك: 
٠+‏ يكآيها الدرح ءامنا لا مَسواَنَ ألضيآة إن د لى توم إن مَستُواعتها 
عن لمان بد لَكُم عمَا أمَدعَئهَا )4 [المائدة: ]٠6‏ 

فإِذًا هذا النوع مماسكت عنه لا يسوغ لنا أن نبحث ونتكلف 
الدليل عليه ونلحظ أحيانًا من بعض الأدلة التي يقيمها بعض أهل 
العلم أن فيها تكلفًا للاستدلال على الحكم في المسألة» فإذا كان الدليل 
لا يدخل فيها بوضوح فإنها تبقى على الأصل: «وَسَكْتَ عَنْ أَشْيَاَ 
رَحْمَهَ لَكُمْ غَيْر نِسْيَانِء فَلاَتَبْحَقُوا عَنْهَااء وهذا من رحة الله عله 


بعبأده. 


(؟) أخرجه البخاري (00284, ومسلم (.788؟) من حديث سعد بن أبي وقاص 3إ08. 


ري 
(لم (نم ونس 


الحديث الحادي والثلاثون 
وعَنْ أبي العَبّاس سَهْل بْنِ سَعْدٍ السَاعِدِيّ َع قال: جَاءَ رَجَلٌ 
إلى الي َل فَقَالَ: يا رَسُولٌ الئه دلي عَلَ عَمَلِ» إِذَا أن عَمِلتَه أَحَبَني 
النَق وَأَحَبّنِي الناسٌء فََالَ «ازْمَدْ في الدَنياء تيك النة. وَازْمَدْ فِيَا عِنْد 


6 
ما سر و 


امحديث الحادي والثلاثون 


الناسء بك الناس». حديث حسن, رواه ابن ماجه» وغيره بأسانيد 


00 


الشرح: 

هذا الحديث فيه ذكر الزهد في الدنياء والزهد فيا في أيدي 
الناس» وهو حديث أصل في بيان كيف يكون المرء محبوبًا عند الله 
د وعند الناس» وهو أيضًا من أحاديث الوصايا؛ لأن النبي وَل 
أجاب عن سؤال مضمونه طلب الوصية. 

قال سهل بن سعد وَإِ: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبِيَ و فَقَالَ: يا 
رَسُولٌ التو ذلني عَلَ عَمَلِ» إِذا أن عَعلتَُ أحَبَنيَ ال وََحبَيِي الناش)» 
وهذا السؤال يدل على علو ال همة؛ لأنّْ محبة الله عله غاية المطالب. 
ومحبة الناس للمرء أو للعبد معناها أداء حقوقِهمء والدين قائم على 


)١(‏ أخرجه ابن ماجه( ؟١41)»‏ والطبراني في الكبير ( 591/7): وأبو نعيم في الحلية (5/ 88؟), 
والبيهقي في شعب الإعان (1/ 45”). 


© شح الأسرعين النووية 
أداء حقوق الله وأداء حقوق العبادء فمن أدى حق الله عله أحبه الل 
ومن أدى حقوق العباد وعاملهم بالعدل والإحسان؛ فإنه يثوب بمحبة 
الناس له. وهذا الذي يجمع بين الطرفين هو الصالح من عباد اللّه؛ لأن 
الصالح هو الذي يقوم بحق الله وحق العباد» والصلاح هو القيام 
بحقوق الله وحقوق الناس» فهذا الحديث فيه ما يحصل به محبة الرب 

وقوله: (دُلَِي عَك عَمَلء ذا أنا عَوِلْنُهُ أَحَبّيِي اللّه) فيه تنبيه إلى 
أصل» وهو أن همّة المرء ينبغي أن تكون مصروفة لما به يحب الله العبدء 
ولاتكون مصروفه لمحبته هو لله كفن فكثير من العباد يحبون الله كك 
بل كل متدين بالباطل أو بالحق؛ فإنه ما تَدَيّنَّ إلا لمحبة الله بن وليس 
هذا هو الذي يميز الناس» وإنم| الذي يميز الناس عند الله عل هو: مَنْ 
الذي يبه الله ويد وقد قال بعض أئمة السلف رحمهم الله: ليس 
الشأن أن تجب. ولكن الشأن كل الشأن أن تحّب00©. يريد أن محبة العبد 
لربه عَِةْ تحصل إما بموافقة مراد الله» أو بمخالفة مراد الله فالنصارى ٠‏ 
يحبون الله وعبّاد اليهود يحبون الله وعبّاد الملل يحبون الله وعبّاد 
جهلة المسلمين يحبون الله ولكن ليس هؤلاء بمحبوبين لله عل إلا إذا 
كانوا على ما نحبه الله عله ويرضاه من الأقؤال والأعيال. 


()انظر: النبوات (ص ”/1)؛ وتفسير ابن كثير /١(‏ 6 


الحديث الحادى والثلاثون للم 
- 1 كه 


فحصل من ذلك أن السعي في محبة اللّه للعبد هو المطلب» وهذا 
إنا بالرغب في العلم» ومعرفة ما يحبه الله عل ويرضاهء فإذا عرفت يم 
يحب الله َل العبد حصل لك السعي في محابٌ الله كك وقد قال 88 
0 هل إن متسر عون أله ترون يمح جك الله ويفور 51 دوي “4 [آل عمران: 
١‏ فصرفهم عن الدعوة إلى البرهان. 

قال: (دُلّنِي عَلَ عَمَلء ذا عَولْتهُ أَحَبيِي اللَهُ)؛ وفي هذا ما يشعر 
أن الصحابي فقه أن محبة الله حل للعبد تكون بالعمل؛ وهذا لاف ما 
يدعيه بعضهم أنه يكتفي بأ يقوم في القلب» وإن كانت الأعمال مخالفة 
لذلك: بل إنما يحصل حُبٌّ اله عل للعبد بعمل قلبي» وعمل بدني من 
العباد. وقد قال يك: +( ضَوْق بق أله بقوو مهم ومحبُوته: أو حل الْمُؤمنينَ 
عرو عل كفت يدوت ف سي أله 4 [المائدة: 4 © ]الآية. 

فِالوَكةٌ: ««زْمَدْفي الدَنيا كنك الله (يجِبَّ) هذه مجزومة, 
ولكن لأجل التقاء الساكنين صارت مفتوحة: ولا تقرأها بالضم؛ لأنَّ 
المعنى يتغير» كا تقول: لم تحب فلان كذا؛ لأن احرف إذا كان مشددًا 
ودخل عليه جازم؛ فإنه يصبح مفتوحًا لأجل التقاء الساكنين؛ وكا هو 
معلوم في النحوء واييّكَ» مجزوم جواب الطلبء أو جواب الأمر. 

قال: «ازْمَدْني الدَّئْياء تْنّكَ اللك وَازْهَدْ فِيَا عِنْد الاسء مَك 


النئّاس» الوصية جمعت الزهد. 

والزهد في اللغة7؟: هو الأمر القليل الذي لا يؤبه له وكذلك 
زَهِدَ في الشيء؛ يعني: إذا جعله شيئًا قليلاً لا يؤبه له» وسعر زهيد: إذا 
كان قليلاً لا يُلتفت إليه ... وهكذاء فالزهد في الدنيا أن تكون الدنيا في 
القلب غير مرفوع بها الرأس» يعني: ألا تكون الدنيا في القلب. 

واختلفت عبارات العلماء كثيرًا في تفسير الزهد”» ففسر طائفة 
الزهد بأن تكون فيا في يد الله عله وبعطاء الله أوثق مما في يدك» يعني: 
أن يصح اليقين بأن ما عند الله وكَ أوئّق ما في يديك؛ وهذا تفسير 
روي عن بعض الصحابة» وروي مرفوعا أيضًا للنبي وَلَلِِهِ لكن 
الصحيح أنه موقوف على أبي مسلم الخولاني» قال فيه: «ليس الزهادة 
في الدنيا بتحريم الحلال؛ ولا إضاعة المالء إنما الزهادة في الدنيا أن 
تكون بأ في يدي الله أوثق مما في يديك؛ وإذا أصبت بمصيبة كنت أشد 
رجاء لأجرها وذخخرها من أنها لو بقيت لك96©, وهذا يعني أن ما عند 
الله جل في الدنيا مما وعد به عباده» وما عنده في الآخرة» تكون الثقة به 


(1) انظر: لسان العرب (*/ 198)» ومختار الصحاح (ص .)١١5‏ 

(؟)انظر: كتلب الزهد الكبير للبيهقي (؟/ ثلا ١‏ وطريق المجبرتين (ص #45 وما بعدها)؛ 
ومدارج السالكين (1/1 وما بعدها)؛ وجامع العلوم والحكم (ص 184): وسبل السلام 
.)17١/4(‏ 

(؟) أخرجه الإمام أحمدني الزهد (ص18١).‏ 


الحديث الحادي واثلاثون “6 لج 
أعظم مما تمارسه في الدنياء وهذا ينشأ عن قلب عظم يقينه بربه َك 
وعظم يقينه وتصديقه بوعده ووعيده» وعظم توكله على الله وبق 
وهذا حقيقة الزهد. 
وأيضا فسر الزهد بأنه: الإعراض عن الحرام والاكتفاء 
بالحلال» وهذه طريقة من قال: إن كل مقتصد من عباد الله زاهد. 


يعني: كل من ابتعد عن الحرامء وأقبل على الحلال» فاقتصر عليه فإذه 
زاهد» وهذا عندهم زهد في المحرم» فيصح الوصف بأنه زاهد إذا زهد 
في المحرمء وهذا نوع من الزهدء وليس هو الزهد في نصوص الشريعة. 

ومنهم من فسر الزهد بعامة بأن الزهد ترك الدنيا والإقبال على 
الآخرة» ترك الدنيا بفضول مباحاتهاء والإقبال على الآخرة والتعبد» 
فالزاهد هو الذي ترك الدنياء وأقبل على الآخرة» وهذا أيضا من 
التعاريف المعروفة؛ لكنه ليس بصحيح؛ لأن الصحابة - رضوان الله 
عليهم - هم سادة الزهاد؛ و يتركوا الدنيا؛ واستعملوا المباحات؛ 
وعملوا با يحب الله عل ويرضاهء وأخذوا نصيبهم من الدنيا؛ كما قال 
الله فك : +( لبي فيمَآءاتنلك أنه لد رَالآيفرة وكام تبك يبت 
لديْيًا 4 [القصص: 717]. 

وأيضا فسر الزهد بتفسيرات كشيرة متعددة منها قول شيخ 
الإسلام ابن تيمية كته وهو أصح ما قيل في الزهد لصِحَّة اجتماعه 
مع ما جاء في الأحاديث» وما دلت عليه الآيات» وكذلك ما كان عليه 


حال الصحابة وحال السلف الصالح - رضوان الله عليهم - » قال: 
«الرُّهْد تَرْكُ مَا لا يتمع في الآخرَة200: فمن كان بقلبه الرغبة في الآخرة» 
وأنه لا يعمل العمل إلا إذا كان نافمًا له في الآخرة» وإذا لم يكن نافعًا له 
في الآخرة» فإنه يتركه. فهذا هو الزاهد» فعلى هذا يكون الزاهد غتيّاء 
ويكون الزاهد مشتغلاً ببعض المباحات؛ إذا كان اشتغاله بها نما ينفعه 


في الآخرة. 

ولهذا قال وَكِبةِ: «رَوَّحِوًا القُلُوبَ ساعةً بَعدَ ساعَةه”» فمن 
استعان بشيء مر ن اللهو المباح عا لى قوته في الحق. فهذا لا مخرج عن 
وصف الزّهادة؛ لأنه لم يفعل ما لا ينفعه في الآخرة» وهذا حاصله أن 
إقباله على الآخرة فقطء فلا يتآثر بمدح الناس» ولا يتأثر بذمهم. 
ولا بئنائهم ولا بترك الثناء» وإنها هو يعمل ما ينفعه في الآخرة» ويترك 
الاشتغال بكل المباحات؛ لأن الاشتغال بكل المباحات لا يستقيم مع 
ترك الرغبة في الدنياء وكل المباحات لا تنفع في الآخرة» وإنما الذي 
ينفع بعض المباحات. 

ولهذا ذهب قائل هذا القول وهو الشيخ تقي الدين ابن تيمية 


)١(‏ انظر: مجموع الفتاوى /1١(‏ 2518 ومدارج السالكين (؟/ 0)٠١‏ وعذة الصابرين (5؟5). 
(؟) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب /١(‏ ”9”)) والديلمي في الفردوس (؟/ *6؟) من حديث 
أنس وَي. ويشهد له مافي صحيح مسلم (:7/0؟) قوله وكُِ: هيا حَنْظلةُ سَاعَةٌ وَسَاءَةح. 


امحديث الحادي والثلاثون 


#اللنه إنى أن الاشتغال بفضول المباحات والإكثار منها لا يجوزء 
يعني: أنه كلما أقبل عليه مباح غشيه دون مُوَارَبَة فقال هذا لا يجوز 
وهو من اختيارات الشيخ تقي الدين ابن تيمية #لتّكه!»» واستدل 
بقوله لا مولا تسن تنك ِل مَا متنا يوه عنما َنم وهر فيو اليا 


تح فد وَررْفُ ريك حَي َب )4 [طه: .]١١‏ والاستدلال ظاهرء حيث 
ني كلئِلْ والنهي لأمته على وجه التبع» أن يمد المرء عينيه إلى ما متع 
به الخلق من زهرة الحياة الدنياء ومن مذ عينيه إلى ما متع به الخلق من 
زهرة التياة الدنيا؛ فإنه يفوته الزهد في الدنيا؛ لأنه لابد وأن يحصل 
بالقلب نوع تعلق بالدنياء وهذا خلااف الزهادة. 

فتحصل من ذلك أن الزهد ليس معناه الفقر» وليس معناه ترك 
المال» وإنما الزّهد حقيقة في القلب بتعلقه بالآخرة» وتجانبه وابتعاده عن 
الدنياء من حيث التعلق» فيتعامل بأمور الدنيا على أنها في يده» وليست 
في قلبه» فيتخلص قصده ونيته في كل عمل يعمله في أن يكون نافعًا له في 
الآخرة. 

فإذا عامل - مثلةٌ - بالبيع والشراء؛ فإنه يستعين به على الحق» 
وعلى ما ينفعه في الآخرة؛ وسثل الإمام أحمد له عن الرجل يكون 


)١(‏ انظر: مجموع الفتاوى /١١(‏ 2)4:8 (397//59)؛ وجامع العلوم والحكى (ص ”45؟). 
2 مع العلوم ص 


شرح الام سين النووية - 


4 ومع الس سم م م م سب تنبت 
معه ألف دينار: هل يكون زاهدًا؟ قال: «نعم بشرط ألا يفرح إذا 
زادت» ولا يحزن إذا نقصت)220» فقد يكون الرجل عنده مال وفير 
جداء ولكنه إذا نتققص لم يتأثر» وإنْ زاد لم يفرح بزيادته» فتكون زيادته 
ونقصه عنده واحد لإقباله على الآخرة؛ وإنما حصل هذا بيد 
فيستعمله فيه| ينفعه في الآخرة. 

وهذا من الأمر العظيم الذي فات إدراكه على كثير من الناس في 
هذه الأمة» فظنوا أن الرّهادة: الإعراض عن المال» والإعراض عرًا 
يحصل للمرء به نفع في الآخرةء وسّئل الحسنء فقيل له: من الزاهد ؟ 
قال: «الزاهد الذي إذا رأى أحدًا قال: هذا خير مني»”"» وهذا من 
عظيم المعاني» التي افترَعَها الحسن #مْللتَه فالزاهد إذا رأى أحدًا من 
المسلمين ظن أنه خبر منه عند الله وَيْدْء وهذا يعني أنه غير متعلق 
بالدنياء مزدرٍ نفسه في جنب الله كبك غير مترفع على الخلق» وهذا إنها 
يحصل لمن من الله عليه فعمر قلبه بالرغبة في الآخرة» وبالبعد عن 
التعلق بالدنيا. ش 


(1) انظر: عدة الصابرين (ص 275؟): وجامع العلوم والحكم (ص :.)595١‏ والقصد الارشد 
(9617//1)» وفيض القدير (4/ 77). 

(1) أخمرجه ابن الأعرابي ني الزهد وصفة الزاهدين (ص8١))‏ والبيهقي في شعب الإيهان (5/ 5:01)؛ 
وثي الزهد الكبير له (؟/ 075 وانظر: جامع العلوم والحكم (ص .)55١‏ 


المحديث الحادي واثلاثون 


إذا تقرر هذاء فقوله وَككِِ: «ازْمَدْ في الدّنيا ييكَ الله الزهد في 
الدنيا معناه أن تكون الدنيا قليلة حقيرة في قلبك. فلا تُرفعٌ بها رأساء 
يعني: أن العبد إذا فعل شيئًا لايفعل للدنياء وإنها يكون لله وك 
فيقلب حامِده وذامه من الناس» سواء رضي عنه الناسء أو لم يرضوا 
عنه؛ فإنه يعامل ربه عَلل ب| أمر به من التصرفات والأعمال. 

فالزاهد من كان تله بالآخرة؛ وأخرج الدنيا من قلبه» أو قللها 
من قلبه؛ لأن (ازْهَدُ) معناه قلل» وإذا كان كذلك حصلت له محبة اللّه؛ 
لآنه إذا اجتمع في القلب الرغبة في الآخرة؛ فإن الزهد يكون مع 
الإقبال على النّه وك والابتعاد عن دار الغرور. 

قال: «حِنّكَ الله وحَُبٌ الله جل صفة من صفاته» التي يثبتها 
أهل السنة والجماعة له على الوجه الذي يليق بجلال الله وعظمته» وقد 
جاء إثباتها في القرآن في آيات كثيرة» وكذلك في السنة» فهو 42 يحب 
كما يليق بجلاله وعظمته؛ يحب لا لحاجته لمحبوبه؛ أو لضعفه مع 
محبوبه؛ وإنما يحب عله لخير يسوقه إلى من يحب» فحبه َل كمال 
لا الحاجة؛ بل هو عن كمال غنى» وعن كمال اقتدار» فيحب عبده 
لتقرب العبد منه» وحبه عله للعبد من ثمراته أن يكون مع العبد المعية 
الخاصة. ْ 

قال كَلََِِ: «وَازْهَدْ فِيَا عِنْد الناس محْبَكَ النَاسٌ)؛ يعني: لا يكن 
قلبك متعلمًا في في أيدي الناس» فإذا فعلت ذلك» فأخرجت ماني 


شسرح ألا مربعين النووية 
أيدي الناس من التعلق ومن الاهتام» وكان ما عند الناس في قلبك 
لاقيمة له» سواءً أعظم أم قل؛ فإنّه بذلك يحبك الناس؛ لأنْ الناس 
يرون فيه أنك غير متعلق ب! في أيديهم؛ لا تنظر إلى ما أنعم اللّه به 
عليهم نظر رغبة» ولا نظر طلبء وإنم| تسأل الله عل لهم التخفيف من 
الحساب» وتحمد الله عله على ما أعطاك؛ وما أنت فيه؛ فهذا إخراج ما 
في أيدي الناس من القلب» وهذه حقيقة الزهادة فيه عند الناس. 
وإذا فعل ذلك المرء أحبه الناس؛ لأن الناس جبلوا على أنهم 
لايحبون من نازعهم ما يختصون به ما يملكونء أو ما يكون في أيديهم: 
حتى إذا دخلت بيت أحد. ورأيت شيئًا يعجبك» وظهر عند ذلك أنك 
أعجبت بكذا وكذا؛ فقد يكون في نفس ذاك الآخر بعض الثىء»؛ وهذا 
يعكر صفو المحبة» فوطن نفسك على أن ما عند الناس في قلبك شيء 
قليل لا قيمة له» حقير لا قيمة له مهما بلغ» وهذا في الحقيقة لا يكون إلا 
لقلب زاهد متعلق بالآخرة لا ينظر إلى الدنياء أما من ينظر إلى الدنيا؛ 
فإنه يكون متعلقًا بها في أيدي الناسء فإذا نظر إلى ملك هذا تعلق به 
وإذا نظر إلى ملك هذا تعلق به» ولا يزال يسألء أو ينظر إليه؛ أو يتمنّع 
به حتى لا يكون محبوبًا عند الناس. 
فإذَاهذه الوصية جمعت مايكون فيه أداء حق الله ويك 
. 502 8 تن شلك 5 
والتخلص من حقوق الناس» فح الله له عظيم» وطريقه أن تزهد 
فيا ابتلى به الخلق من الدنياء وأنْ تقلل الدنيا في قلبك» وكذلك أن 


المحدرث الحادى واثلاثون 
سسسب سس لج أ 


تقلل شأن ما في أيدي الناسء فتكون معلقًا بالآخرة. 

فهذه الوصية العظيمة لا شك أننا بحاجة إليهاء خاصة في هذا 
الزّمن الذي صار أكثر الخلق معلقين بالدنيا في قلومهم؛ وينظرون إذا 
نظروا على جهة المحبة للدنياء وهذا ما يَضعف قلب المرء في تعلقه 
بالآخرة» وتعلقه به| يحب الله جه ويرضى. فعظموا الآخرة وقللوا من 
شأن الدنياء فبذلك يكون الزّهد ال حقيقي»ء والإقبال على الآخرة» 
والتجانف عن دار الغرور. 


5 
له 


07 
امحديث اتاني والثلاثون م ل 0 24 
جس- ‏ > سس ل ل او 
وعن أب سعيلٍ الخخذري وَتج أن ابي قال: (لْآَصَوَرَ 
وَلَآَضِْرَارَة. حديث حسن روأه ابن ماجه. والدارقطني مُسنَدًاء وروآه 
مالك في الموطأ مُرسِلا عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي وَللِك 
فأسقط أبا سعيد» وله طرق يُقَوّي بعضُها بعضًا(©. 


الشرح: 

هذا الحديث من الأحاديث الجامعة التي جمعت أحكامًا كثيرة؛ 
وقاعدة من قواعد الدين عظيمة» ومن جهة ثبوته تنازع العلماء فيه»ء هل 
الصواب فيه الوصل أم الإرسال؟ وقد أشار النووي كته إلى بععض 
هذا الاختلاف؛ والصواب أنه حديث حسن لكثرة شواهده؛ 
والإرسال فيه لا يعل الوصل”22؛ لأن لكل منهم| جهة بها هو معروف 


)١(‏ أخرجه أبن ماجه( 541)» وأحمد في المسند(9*/1")» وأبو يعلى في مسنله (4/ /81؟), 
والطبراني الكبير ( 118:5) من حديث ابن عباس وَرْققُه وأخرجه من حديث أبي سعيد 
ال+دري وَؤقع: الحاكم في المستدرك (؟/55): والدارقطني في سته (73//5), والبيهقي في 
الكبرى (5/ 589). وأخرجه مالك في الموطأ مرسلاً (؟/ 9/48). 

(؟) قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص :)"١4‏ قال الشافعي في المرسل: إنه إذا استند من 
وجه آخر» وأرسله من يأخذ العلم عن غير من يأخذ عنه المرسل الأول؛ فإنه يقبل» وقال 
الجوزجاني: إذا كان الحديث المسند من رجل غير مقنعء يعني: لا يقنع برواياته» وشد أركانه 


في علل الحديث» وليس من شرط هذا الشرح التعرض لتحقيق مثل 
هذه المسائل. 
قال رسول الله وَكَِِ: «لآَصَرَرَ وَلَآَضِرَارَه وقوله: (لَأَصَرَرَ) 
(لآ) هنا نافية للجنسء ومن المعلوم أن النفي لا بد أن يكون متسلطًا 
على ثبيء» وقد تسلط هنا على الضرر والضرار» لكن أين الخبر ؟ 
الجواب: (/ا) النافية للجنس تطلب خييرًا - كما هو معلوم - وقد 
تحذف خبرها إذا كان معلومّاء وقد شاع ذلك كثيرًا » يعني: إذا كان 
يدرك فلا يُذكر اختصارًا للكلام؛ ىا جاء في عدة أحاديث عن النبي 
بَيِلِ؛ كقوله: «لأَعَذُوىَ وَل طِيرَة وَلَآَهَامَة وَلآصَهرَ)70©» فالخدر 
كله محذوف,» وكذلك في كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)» خبر (لا) 
النافية للجنس غير مذكور» وحذف الخبر شائع كثير في لغة العرب؛ كيما . 
قال ابن مالك في الألفية» في آخر باب لا النافية 0 
وَشَاعَ ني ذَا البَابٍ إِسْقَاطُ ا كبر إِذَ الرَادّمَعْ سَقُو 
فإذا ظهر المراد مع السقوط جاز الإسقاط. 


المراسيل بالطرق المقبولة عند ذوي الاختيار» استعمل؛ واكتفي به؛ وهذ! إذا لم يُعارض بالمسند 
الذي هو أقوي منهااه. 

(1) أخرجه البخاري (81/01)) ومسلم ٠ ٠(‏ من حديث أي هريرة إ. 

(1) انظر: شرح أبن عقيل على ألفية ابن مالك (1//ا/ا8). 


المحديث الثاني واثلاثون ' 0ه 

إذا تقرر هذا فما المراد هنا؟ المراد أنه لا ضرر كائن في الشريعة» 
وهذا النفي منصب على جهتين: 

الجهة الأولى: جهة العبادات؛ فإن الشريعة لم يأت فيها عبادة 
يحصل بها للمرء ضررء فلا ضرر في الشرع يعني: أن الضرر منتدفب 
شرعًا فيا شرع في هذه الشريعة» ففي العبادات لم يُشرع لنا شيء فيه 
ضرر على العبد» ولا مُضارٌة على العبد» ففي الصلاة - مثلاً- : المريض 
يُصل قائًا؛ فإن تضرر بالقيام صلى قاعداء ويتطهر بالماء؛ فإن كان الماء 
يضره انتقل منه إلى التراب ... وهكذا في أشياء متنوعة؛ فلم تُشْرع 
عبادة فيها ضرر بالعبد؛ بل إذا وجد الضرر جاء التخفيف. 

الجهة الثانية: ني الضرر شرعًا في أمور المعاملات والأمور 
الاجتماعية» وذلك يرجع إلى جانبين: 

الأول: جانب التشريع» وذلك بأن يأتي نفي الضرر في نفس 
الأحكام الشرعية» وهذا من جهة الشارع؛ كأحكام النكاح» وتوابعه .. 
إلى آخره؛ مشال ذلك: قوله عله في بيان العلاقة الزوجية: «إوَلَا 
عسكوْهُنَّ ضراو لَِعَْدُوأ 4 [البقرة: »]7١‏ وقوله في الرضاعة: إلا 
تَصَسآدوَاِدَهبودِهَا وَلَا مولُودُ ولو )4 [البقرة؛ 177 وقوله في 
الوصية : + بعد وَصِية بوص با أوْدَينِ َيرمْصصارٌ * [النساء: ؟١]»‏ 
فجاء نفي الضرر في نفس الأحكام. 


0 5 
الغاني: جانب المكلف» أن يطلب بالنص الشرعي نفي الضرر 


ل من العباد» يعني: أن العباد - أيضًا - إذ نمي وجود الضرر 
والضرار شرعًاء فهم أيضًا لا يجوز لهم أن يسعوا في الضرره ولا في 
الضرار؛ لأن هذا منفي شرعا. 

إذا تبين هذا فيا معنى الضررء وما معنى الضرار؟ 

احتلفت عمارات العلماء في ذللك» وثي الشرق ما بين ضور 
والضرار ”© 

القول الأول: أن التكرار هنا للتأكيد: فالضرر والشرار بمعنى 
واحد» وهو إيصال الأذى للغير. 

القول الثاني: أن الضرر والضرار مختلفان» فالضرر هو الاسمء 
والضرار هو الفعل» يعني نفي وجود الضررء ونفي فعل الضررء 
فيكون على هذا القول: الضرر متجه إلى الشريعة» والضرار متجه إلى 
المكلفء فلا فعل للضرر والإضرار مأذون به شرعاء ويؤيد هذا ب| 
جاء في بعض الروايات: «لْأَصَرَرَ وَلاإضرَارح 220 يعني: بالغير. 

القول الثالث: إن الضرر هو إيصال الأذى للغير با فيه منفعة 
للمُوصلء» والضرار إيصال الأذى للغير بم| ليس لموصل الأذى نفع 


(١1)انظر:‏ التمهيد لابن عبد البر(١؟/‏ 188), وجامع العلوم والحكم (ص ))"١04‏ وعمدة القاري 
(9/ 158))؛ وسبل السلام ("/ 85). 
() أخرجه الدارقطني في سننه (5/ 8؟؟) من حديث ابن عبلس وأبي سعيد الخدري وَقي. 


. اتحديث الثاني واثلاثون 


فيه» يعني: أن الضرر على هذا القول هو أن تُضِرٌ بأحد لكي تنتفع: 
فإذا وصله أذى معين انتفعت أنت بذلكء؛ إما في الأمور الالية» أو 
غيرهاء أما النوع الثاني - وهو الضرار-: أن توصل الأذى - نسأل الله 
العافية - دون فائدة لك ولا مصلحة» وهذا قول عدد من المحققين 
منهم: العلامة ابن الصلاح» وقبله ابن عبد البر» وجماعة من أهل 
العلم» وهذا التعريف أولى وأظهر لعدة أمور منها: 

الأول: أن فيه تفريقا بين الضرر والضرار» والأصل في الكلام 
التأسيس لا التأكيد. 

الثاني: أن لفظ الضرر يختلف عن لفظ الضرار في أن الضرر ظاهر 
منه أن الموصل لهذا الضرر متتفع به» وأما المُضَارٌ بالشيى فإنه غير 
منتفع به لمعنى المفاعلة في ذلك» وهذا أيضًا من جهة اللغة بين. 

الثالث: أن الأفعال مختلفة» لااضرر ولا ضرار إذا اتتفى في 
الشرعء يعني: نفي إيصال الأذى للمكلفء وهذا يشمل الحالات التي 
ذكرنا جميعًا. 

وقد سبق بيان في أول الكلام على هذا الحديث أن نفي الضرر 
راجع إلى جهة الشرع في العباداتء وإلى المكلف في المعاملات وما 
بعدهاء وإذا قلنا: إنه لا ضرر في الشريعة؛ ففي الشريعة لا يصل أذى 
لأحد لانتفاء المؤذي؛ فإن الله حل لا ينتفع بأذى عباده» بل هو وَل 
يبتليهم لحكمة يعلمها وَبْدْ فالضرر منفي في التشريعء وكذلك 


شرج الا مين النووية 


هط ١ئ:‏ 


الإضرار أيضًا منفي في التشريع. 

إذا تقرر هذا؛ فإن الضرر والضرار فيا يدخل في فعل المكلف 
على قسمين: 

الأول: أن المكلف يُدخل الضرر على غيره؛ وهو لا ينتفع بهذا 
الإدخال» يعني يكون مُضارًا » وهذا بإجماع أهل العلم لا يجوز ومحرم؛ 
يعني: أن يضر غيره ب| لا نفع له فيه» وهو المضارة على تعريفناء وهو 
الضرار» وهذا له أمثلة كثيرة في الفقه معلومة. 

الثاني: أن يدخل المكلف الضرر على مكلف آخر على وجه ينتفع 
هو منه وهذا اختلف فيه العلماء» هل يسوغ مثل هذا أم لا يسوغ ؟ 
على قولين(©: 

القول الأول: لايجوز الضررء فإذا أدخل على غيره ضررًا على 
وجه ينتفع هو منه؛ فإن الحديث دل على انتفائه» يعني: أن هذا غير 
معتبر. وهذا مذهب ججماعة من أهل العلم - منهم أبو حنيفة, 
والشافعي» رحمهم اللّه - قالوا: إن إدخال الضرر على أي مسلم؛ و 


(١)انظر:‏ الأم للشافعي ("/ 144)) ومختصر اختلاف العلماء للطحاوي (4/ 8؟: 75)) والا ستذكار 
لابن عبد البر (9/ 157: 19)) والكاني في فقه ابن حنبل (؟/ ؟١5):‏ والغني (4/ 4؟*)) 


وجامع العلوم وللحكم (ص 5 ١"؟)؛‏ والمواشّات للشاطبي (؟/ 744), والفروع لابن مفلح 
2551/5 17)) ومغني المحتاج (؟/ 754). 


٠‏ الحديث اثاني والثلاثون 


7غ © 

لك فيه انتفاع؛ فإنه لا يجوزء ويجب إزالة الضررء ووجوب الضمان لو 
حصل ما يوجبه. مثاله: أن يحتاج إلى فتح نوافذ لتهوية بيته على جهة 
بيت جاره» والجار يتضرر من فتح هذه النوافذ؛ لأنه بها يطلع الجار على 
حرمات جاره؛ فهذا عند أبي حنيفة والشافعي ممنوع؛ لأنه الآَهَرّر). 
وقد دخل الضرر على الغير. 

مثال آخر: يحتاج أن يشعل نارًا في بيته لغرض من الأغراض» 
فيتأذى بها جاره» فهذا ضرر وأذى وصل إلى الجار» وهو منتفع بذلك» 
عند هؤلاء هذا الضرر منتفي يجب رفعه؛ وإذا اشتكى الجار جاره عند 
القاضي أمره بإزالة ما يلحقه من أذى. 

القول الثاني - وهو قول الإمام أحمدء ووافقه مالك في بععض 
المسائل-: أن إيصال الضرر للغير ينقسم إلى قسمين: 

القسم الأول: أن يكون معتادًاء والمصلحة فيه ظاهرة» فيجوز أن 
يفعله؛ لأن الناس لا يمكن أن يفعلوا فيا بينهم أشياء إلا وتم أذى 
يصيب الآخر منه» فحين يبني لا بد أنه يشب نارّاء ويعمل أشياء» يصل 
إلى الجار منها ولو رائحة كريبة» لكن هذا شيء معتاد لا بد منه» يريد أن 
يُعمر مثلاً بجانب جاره لا بد له من عمال يعملون من الصباح» وهم 
يضربون حتى يتأذى الجار» لا يستطيع الجار أن ينام صباحًا من جراء 
العمل» فهذا عمل معتاد ومثل هذاء ولو وصل الضرر إلى الجار - عند 
الإمام أحمد - فهو غير منفي؛ لأنه لا تصلح أمور الناس إلا بهذا. 


١‏ القسم الثان: أذيكون الغرر غير معتاد: والصلحةفيه غي 
ظاهرة؛ فإنه يجب إزالته» وذلك في أشياء كثيرة» كا في المثال الذي سبق 
ذكره في مسألة فتح أبواب وشبابيك على الجار» فعند الإمام أحمد هذا 
مجرت العادة به؛ لأن الغرف تحتاج إلى تهوية .. إلى آخره» فلا يُمنع 
منهء وهو المعمول به عندنا في ضوابط معلومة:؛ وأما إذاعمل عملاً 
يُوصل إليه الضرر بشيء غير معتاد؛ فإنه لا يُقَرٌّ عليه مثا ل: أن يحفر 
قلِيبًا بجنب قليب صاحبه فيسحب الماء عليه؛ والماء لمن سبق؛ فلهذا 
يؤمر المتأخر بأن يزيل هذا الضرر؛ لأنه غير معتاد. ولا مصلحة فيه 
ظاهرة له؛ لأن مصلحة الأول متقدمة عليه. 

مثال آخر: لو أراد أن يحفر في بيته» أو يبني» يذهب يأتي بديناميت 
مثلا أو مواد شديدة الانفجار يتضرر معها بيت المجاور بتهدم بعضه. 
أو بخلل في أركانه؛ أو في أسسهء أو ما شابه ذلكء فهذا ممالا يكون 
معتادًاء فيُمنع منه» وهذا القول - قول الإمام أحمد - هو التحقيق؛ 
وهو الصواب؛ لأن العمل جرى عليه؛ ولأن مصلحة الناس لاتتم 
إلا مهذا. 

فتحصّل لنا من هذا أن الضرر والضرار مختلفان» وأن هذا له 
معنى» وهذا له معنى» وأن الضرر والضرار منتفيان في التشريع» 
وكذلك يجب على العباد أن لا يضر بعضهم بعضّاء وأن الضرر منه ما 
هو للعبد فيه مصلحة, فهذا لا يجوز باتفاق» والضرار الذي لا مصلحة 


المحديث الثاني واثثلاثون 


للعبد فيه» ولم تَجْر به العادة فهذا أيضًا منفي» وأما ما يحصل به نوع أذى 
مع بقاء المصلحة» وجريان العادة بذلك؛ فإنه لا يُنفى شرعاء ولا يجب 


رج ري 
م (ج (زونيسى 


اتحديث الثالث والثلاثون 


الحديث الثالث والثلاثون 
وعن ابه ن عباس و أن النبي يَكلِدِ قال: الويُمْطَى الناس 
ِدَعْوَاهُمْ لأدّعَى رِجَالٌ أْوَالَ ف قوم وَدِمَاءَهُم وَلْكِنِ اليه عَلَ المدّعِي؛ 


ومدام 


وَالِيَمينَ على م عن يكرا . حديث حسن رواه البيّقي وغيره هكذاء 


وبعضه في الصحيحين20. 


الشرح: 

قال وَيَيِْدٌ: الَو يُعْطَى النَاسٌ بِدَعْوَاهُمْ» يعني: لو كانت المسألة 
في الحكم مبنية على مجرد الدعوى؛ فلأجل البغضاء والشحناء بين 
الناس سيأتي من يدعي مال غيره» بل ويدعي دمه» فإذا مات من مات 
بأية طريقة جاء من ادعي أن فلانًا هو القاتل» ولو أعطي الناس بمجرد 
الدعوى بلا بينة الحصل خلل كثير في الأمة وفي الناس؛ لأن نفوس 
الناس مبنية على المشاحة» وعلى البغضاء؛ وعلى الكراهة» فقد ينتج من 
ذلك أن يدعي أناس أموال قوم ودماءهم. 

فقال وَليكٌ: «لوَ يَعْطَى الناس يِدَعْوَاهُمْ» يعني: بلا بينة على ما 
ادعوا الآدَعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ قَوْم وَدِمَاءَهُم»؛ وهذا الادعاء بلا بينة 


.)1911( وأخرج بعضه البخاري ( ؟458): ومسلم‎ .)١87 /١١( أخرجه البيهقي‎ )١( 


م شسرحالأثمربعين النووية 
كوضر؟ وهذا كان لزاًا عل المدعى أن يأن بابينة. وعنّب علب 
كتفسير لذلك, فقال وَيَِةِ: «وَلكِنِ البَنةٌ عل المذّعِيء وَاليَوينُ عَلَ مَنْ 
أنُكَرَ»: قوله: «الييئةُ» اسم لكل ماين الحق ويظهره؛ على الصحيح 
المختارء فالبينات إِذَا كثيرة» فالشهود من البينات» والإقرار من 
البينات» والقرائن الدالة على المسألة من البينات» وفهم القاضي 
باختبار أيضًا للمسألة باختبار يختبر به الخصمينء فيظهر به له وجه 
الحق. هذا من البينات. 

فَإِذًا البينات على الصحيح ليست منحصرة في أوجه من أوجه 
الثبوت» بل هي عامّة في كل ما يُبِين الحق ويظهره؛ وهذه تستجد مع 
الأزمان» وكل زمن له بينات تختلف عن الزمن الذي قبله» فلا بد في 
البينات من رعاية الحال» ورعاية البلاد» ورعاية أعراف الناس ... إلى 
آخره. 

فإذا تقرر هذاء فالبينة في اللغة: اسم للبيان» وما يبين به الشيء: 
يقال له: بينة» © وأرفع منها البرهان» وأرفع من البرهان الآية» وقد 
قال كْك: م[ مَاتَمَسَِبيَكَوَوَمَا رارق ايان تولك 4 [هود : 
6 يعني: ما جئتنا بشيء يبن أنك صادق في ذلك» يعني: في دعوى 


.)77 انظر: كتاب العين (8/ ١58)؛ ولسان العرب (1/ 57): وتختار الصحاح (ص‎ )١( 


الحديث الثالث والثلاثون 


النبوة والرسالة ِ وَمَا تارق لاك )و وقال بكَ: 7 
بكي لزكتوا ين أ الكتب والتذركي تكن حر يليه( مولي 
أمَئلوأحفامْطهرَةٌ )4 [البينة: 0 جم ابيدة دي ارول وق 
الآية الأولى البينة يؤتاها الرسولء فتنوعت البينة؛ لأن البينة اسم لم) 
يظهر الحق ويدل عليه؛ فلهذا قيل للرسول إنه بيئة» وللكتاب إنه بينة» 


وللشاهد إنه بينة» وهكذا. 
فالبينة إذا ص على التحقيق-: أسم عام جامع لكل ما يَبِينَ الحق. 
ويظهره. 


يعبرون عن ذلك بقوهم: البيئة على المدعي؛ واليمين على المدَّعَى عليه 
وهذا من باب التصرف في العبارة» وروي أيضًا في بعض روايات هذا 
الحديث؛ وأجمع أهل العلم على ما دل عليه هذا الحديث: من أن البيئة 
على المدعي» وأن المدعي لا تؤخذ دعواه ولا يلتفت لها من حيث 
مطالبته بشيء» حتى يأتي ببينة تثبت له هذا الحق. 

والمدعِي والمدعى عليه انختافت فيها عبارات أهل العلم لكن 
الصواب أن المدعي مَنْ إذا سكت ترك والمدعى عليه من إذا سكت لم 
يترك» ويُعير طائفة من أهل العلم في كتب الفقه؛ عن المدَّعِني والمدّعَى 
عليه بالداخل والخارج» المقصود أن المدعي في قوله: «وَلَكِنِ الَبئةُ عَلَ 
المدّعِي) هو من إذا سكت عن القضية ثّرِك؛ لأنه هو صاحبهاء فيدعي 


على غيره شيئًاء فلو سكت عن هذه الدعوى ثُرَك؛ إذ لا مطالب له 
بشىء. 


1 وقد ينقلب المدعي مدعى عليه إذا كان الخصم لاا يسكت عنه 
فإذا سكت أحد الخصمين. وبسكوته يترك» صار مدعيّاء وإذا سكت 
وبسكوته لم يترك صار مدعى عليه» وقد ينقلب المدعي إلى مدعى عليه 
في بعض الحالاات. 

قال: (البيَةٌ عَلّ المدّعِي» يعني: إذا أتى أحد وقال: أنا أدعي على 
فلان بأنه أخذ أرضىء أو أخذ سيارتيء أو أخذ من مالي كذا وكذاء أو 
أني أقرضته بكذا وكذاء وأطالبه برده؛ فيقال: أين البينة التي تثفبت 
ذلك» هل عندك شهود؟ هذا نوع من البينات» هل عندك ورقة مشهود 
عليها؟ أو أشباه ذلك تثبت ذلكء ما دليلك؛ أو ما بينتتك على هذا؟ 
فيأتي بالبينة» فلا ينظر إلى دعواه مجردة حتى يأ ببينة. 
وهناك بعض الحالات لا يكون نّم بينة للمدعي: وهي الأمور 
امالية» فيتوجه فيها اليمين على المدعى عليه؛ يعني: أنه يقول: هذا 
خصمي أخذ شينًا من مالي؛ فيقول الخصم: ليس له عندي شيء. فهنا 
أنكر المدعى عليه أحقية المدعي بشيء. ولا بينة للمدعي على ذلك؛ 
فيرى القاضي أن تتوجه اليمين إلى المدكره يعني: إلى المدعى عليه الذي 
. يقول: ليس له عندي شيء. وهذا معنى قوله: (وَاليَمِينٌ عَلَ مَنْ أنُكَرَه 
أو «الْيَِينُ عل المُدَعَى عليه يعني: من طُولبٍ بحق فأنكره» ولا بينة 


الحددث اثثالث واثلاثون 
واضصحة ثعة دل عليه وان هناك نوع بينة ولكتها م تكمل» كي 
القاضى أن هناك حاجة لطلب اليمين؛ فإنه تتوجه اليمين للمدعى 
عليه؛ لأنه منكر. 

نفهم من هذا أن المدعي لا يطالب باليمين؛ لأنه هو صاحب 
الدعوىء فإنما عليه البينة» كذلك المدعى عليه إذا أنكرء فإنم| عليه 
اليمين» ويبرأ طبعّاء وإذا كان المدعى عليه عنده بينات أخرى فيدلي بهاء 
وتكون بينة أقوى من بيئنة خصمه. 

غم لقصود من هذا الحديث أن الشر يعة جاءت في القضاء بإقامة 
الغدل والحق» وأن هذا إنم| يكون باجتماع القرائن والدلائل والبينات 
على بوت الحق لأحد الخنصمينء وأن الحاكم لا يحكم بمجرد رأيه ولا 
بعلمه. فلا يجوز للقاضي أن يحكم بعلمه» وإنما يحكم بم| دلت عليه 
الدلائل» فلو أتاه رجل من أصدق الناس وأصلحهم وقال: لي على 
فلان كذا وكذا ولا بينة؛ فإنه لا يحكم بعلمه في ذلك» ولو كان هو يعلم 
بعض ما في المسألة من الأمورء فلا بد من البينة من المدعي» ولا بد من 
إثبات ذلك فيحكم له. أو اليمين على من أنكر في بعض المسائل. 

وقد ثبت في الصحيح أن النبي يله قال في الخصومة وإدلاء كل 


قَضَيْتٌ لَهُبِحَقٌ أخيه سينا ِمَوْلِهِ فنا أقطع لَه قِطْعةٌ قِطْعَةٌ منْ النَارِه(©: فحكم 
القاغي لا تبعل حا لمي لبي له اش ويمضر العواء يعون ل 
القاضي إذا حكم» فمعناه أن من حكم له فإن له الحق مطلمّاء ولو كان 
مبطلا ني نفس الأمرء وهذا باطل؛ لأن النبي َل قال : «فَمَنْ قَطَعْتٌ 


ذه قَإِنّا 


لَه مِنْ حَقّ أيه سا فلا يَأخذُْ نا ْنَا أقطع لَه 4 به قِطْعَة مِنْ انار يعني 
أن المرء لا يحصل له الحق بمجرد حكم القاضي» بل لا بد أن يعلم هو 
أن هذا حق في نفسه» أو أن المسألة مترددة يحتاج فيها إلى حكم القاضي» 
أما إذا كان مبطلاٌ خلا يجوز له أن يستحل الأمر بحكم القاضي؛ فإنا 
هي قطعة من النار يأخذهاء وما أعظم ذلك. 


(1) أخرجه البخاري (598؟: ٠558)؛‏ ومسلم (1017) من حديث أم سلمة وإلة. 


ا 
ل( رويس 


الحديث الرم واثلاثون 


الحديث الرابع والثلاثون 
وعن أبي سعيدٍ لحري وق قَالَ: سمعتٌ رسول الله مَك 


اه 


يقول: امَنْ رَأَى نكم مذكرا ليه ِو قن ليَستَطِعْ قِسَانه؛ قن 


ص 


َيْمَطِعْ َي وَدلِكَ أضعَفُ الإبيان». رواه مسلم”". 


الشرح: 

هذا الحديث حديث عظيم أيضًا في بيان وجوب الأمر بالمعروف 
والنهي عن المنكرء قال جَلَكِيدٌ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا َِْغَيْرهُ يّدو 
وفقه هذا الحديث مهم جدًا؛ وذلك أن قوله: همَنْ َأَى مِنُكُمْ متُكراا 
هذا شرطء أما جواب الشرط فهو: الأمر بالتغيير باليد «قَلْمكَيرْهُ يدوا 
وهذا الأمرعلى الوجوب مع القدرة» وأما فعل الشرط «رَأَى) فهو 
الذي تعلق به الحكمء وهو وجوب الإنكاره فهذا الحديث فيه مسائل: 

أولاً: الشرطء وهو شرط الرؤية لوجوب التغيير. 

ثانيًا: وجود المنكر. 

ثالعًا: التغيير. 

والمنكر هو: ما علم قبحه بالشرعء أو أن تكارته كانت بالشرع: 
لا بمقتضى الهوىء أو مقتضى ما يكون من اجتهاد ناقصي العلم. 


.)49( أخرجه مسلم‎ )١( 


ففي قوله: «مَنْ رَأَى مِنكُمْ مُْكرا» ليس معنى #رأى» هنا علمء 
وإنما معناها رؤية البصر؛ لأنه عداها إلى مفعول واحدء و(رأى) إذا 
تعدت إلى مفعول واحد كانت رؤية بصرية «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ كرا 
فتفسيرها ب (علم) ليس بصحيح. فالرؤية هنا التي علق عليها وجوب 
الإنكار هي الرؤية البصرية» فيجب أن تنكر باليد؛ فإن لم تستطع 
فباللسان؛ وذلك إذا رأيت المنكر بعينيك مع شرط القدرة(©. 

أما إذا لم تره ولكن سمعته سماعًا حققًا؛ كأن سمعت امرأة 


تصرخء أو سمعت بسراع محقق رجل يراود امرأة» أو سمعت سماعًا 
محققًا ملاهي .. ونحو ذلكء فهذه ألحقها أهل العلم بالرؤية؛ لأنها 
متيقنة بحاسة السمع كتيقن المرئي بحاسة الرؤية» وأما غير ذلك ما 
تبر به المرء» فليس المجال فيه مجال إنكار» وإنما يجب الإنكار على من 
رأى أو سمع ساعًا محقمّاء أماامن أخبر فمجاله مجال النصيحة 
والنصيحة غير الإنكار» فالنصيحة عامة ومن النصيحة الآمر بالمعروف 
والنهي عن المنكر؛ فإن الأمر والنهي ما كان نصيحة لما شروطها ولا 
أحواها بم جاء في الشريعة» أما النصيحة فهي عامة؛ كما جاء في الحديث 
الصحيح الذي سبق في أول الشرح أن النبي وليل قال: «الْدَينُ 
التتصيحةٌ» قلمما ثلانّا قال الصحابة: لمن يارسول الله؟ قال: هينف 


)١(‏ انظر: شرح الأربعين النووية للعلامة ابن عثيمين نه (ص87"). 


َِكِكابِو وَلِرَُولِو وَلأَقِعَةالمسْلِمِينٌ ”© فالدين ل 
نصيحة» والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم تشّمل الأمر والنهي: 
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعض النصيحة لكن له شروط 
خاصة» فهو كالمخصص من العام؛ والتخصيص من العموم بشروطه 
هذا له أحكامه المعروفة» فليست كل أحكام النصيحة جارية على الأمر 
بالمعروف والنهي عن المنكر, وليست كل أحكام الأمر بالمعروف 
والنهي عن المنكر جارية على النصيحة؛ بل الأمر بالمعروف والنهي عن 
المنكر نصيحة لعياد الله ولأئمة المسلمين ولعامته ولكن بشروطه 
الشرعية. 

ومن الفروق بين النصيحة وبين الأمر بالمعروف والنهي عن 
المنكر: 

أولاً: أن النصيحة تكون سرًا وتكون مجملة بدون تحديد. هذا 
الأصل فيها كا قرره أهل العلم؛ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 
قديكون في بعض أحواله سرًاء ولكن الأصل فيه أن يكون علناء 
فيكون الأمر والنهي إذا رُؤي المنكر أو ّمع سماعًا محققَاء والنصيحة 
تكون بأوسع من ذلك؛ بها إذا رُؤي أو سُمع أو أخبر أنه حصل كذا 
وكذاء والأمر بالمعروف يكون في) إذا حصل المتكر أمامك. أما إذا 


.) ١9 سبق تخريجه (ص‎ )١( 


حصل في غيبة عنك فإنه يعود إلى الأصل العام وهو النصيحة؛ لأن 
النبي كيه قيد وجوب الإنكار بقوله: ١مَنْ‏ رَأَى مِنْكُمْ مُتُكراهء فمن 
رأى وجب عليه؛ ومن لم ير بل سمع أو قيل له: حصل كذا وكذا. 
فالمجال فيه مجال نصيحة 

ثانيًا: أن النصيحة تحتاج إلى تثبت واستفصالء والأمر والنهي بما 
أنه حصل أمامك فإنك متيقن منه؛ يعني: أن النصيحة لمن يحتاج 
النصيحة تكون ب) علمته وتَبَبّتَ منه» وأما الأمر والنهي فهو لابد فيه 

من اليقين» فالأمر بالمعروف والنه لتهى عن المتكر متعلق بالمتكره وأما 
التصيحة فهي متعلقة بمن تفع من الأمر أو النهي عن المدكر» ققوله: 
امَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُُكراه متعلق بالمتكر وليس فيه ذكر لفاعل المنكر. 

قال: «قَلْبْكَيْرْةُ: يعني: ليغير المتكرء أما الواقع في المتكرفهذا 
مقامه فيه تفصيل : 

الحالة الأولى: أن يكون المنكر الذي رآه من أهل الحسبة» يعني: 
من نواب الوالي في الإنكار» فهؤلاء حالهم غير حال عامة الناس» فهذا 
له أن يُعاقب بتخويل السلطان أو ولي الأمر له فإذا رأى الفاعل 
للمنكر له أن يعاقب بحسب ما ججعل له من السلطة في ذلك؛ أما عامة 
الناس - يعني: غير أهل الحسبة - فهؤلاء في حقهم لابد أن يفرقوا بين 
الذكر وفاعل التكر» ذا لذكر يهب إنكاره» وأما من قا به كر فها' 
المقام فيه مقام نصيحة» قال 3# + أدع ِل سلريك لَكمة والمووظة 


الحديث المإيم والثلاثون 
:5١/( - 2‏ ك 


كَلْسَئَومْح د لَه يال حي أَحْسَنُ 4[النحل: 5؟١].‏ 

مثال ذلك: إذا رأيت مع أحد المسلمين أمرًا منكرّاء أو رأيته 
يوارس أمرًا منكرّاء فإنكار المنكر بتغييره باليد إن أمكنك أو باللسان» 
أما صاحب المنكر الواقع فيه فهذا تستعمل معه الرفق والأناة» وما هو 
أنفع وأصلح له. 

وههذا قال العلماء: إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يشترط 
له ثلاثة شروط: 
الأول: ل: قبل أن يأمر وينهيء وهو | العلم. 

الثاني: حين يأمر وحين ينهي» وهو الرفق. 

الثالث: بعد أن يأمر وبعد أن ينهي» وهو الصبر. 

فثم ثلاثة شروط: علم قبل» ورفق مقارن» وصبر بعده؛ | 
نال يقل« بق أ الصكزة وأ المتئوف انه ع الشكر أي كما 
أصَابكَ إن كين الور #[لقان: »]١٠‏ فلابد من الصبر بعد الأمر 
والنهي؛ لأن الآمر والناهي يخالف ما يشتهيه الخلق» فأكثر الناس ولو 
من المسلمين تبع لأهوائهم» فيحتاج من يأمر وينهى إلى الصبر» ولابد 
من رفق مقارن بمن عمل المنكر» والإنكار للمنكر نفسه هذا لابد فيه 
من قوة (مَنْ رَأى مِنْكُمْ مُْكَرًا لْيعَيرُ لغيه بيدِوه» فلا يكون فيه مثل ما يقول. 
أهل العصر مجاملة في المتكر نفسه» أما فيمن فعله فهذا تهاديه وتدعوه 
بالتي هي أحسن» وتحجز بينه ودين المنكر بحسب ما تقضى ي المصلحة. 


شسرح لا مريعين التووية 


إذا كان كذلك فتعلق المتكر بفاعل المدكر يحتاج أيضًا إلى تفصيل؛ 
ذلك أن المنكر مع فاعله تارة يكون منفكّاء وتارة يكون ملازمًا؛ فإن 
كان منفكمًا بمعنى أن المعصية منفكة عن فاعلها أو المنكر منفك عن 
فاعله» مثل أن تدخل على أحد - نسأل الله لنا وللمسلمين العافية 
والسلامة والهداية - تجد أمامه كأس حمر أو تجده يسرقء أو تجده ينظر 
إلى صورة عارية أمامه .. ونحو ذلك,. فهذه الجهة فيها منفكة؛ لآن 
كأس الخمر منفصل عمن يريد أن يشربه» والصورة العارية منفصلة 
عمن يريد أن يشاهدهاء والمال الذي يريد أن يسرقه منفصل عنه. 
فإنكار المنكر هنا بأن تغير هذا الذي بين يديه بيدك؛ فإن لم تستطع 
فبلسانك» بمعنى: تحجزه عن ذلك باللسان.ء وأما من كان مريدًا لإتيان 
هذا المتكر فهنا إذا كان منفكًا فيكون معه النصيحة والرفق والأناة 
فالمنكر نفسه لا تكن رفيمًا به» وأما من وقع فيه فلابد فيه من الرفق لأن 
النبي ليه قال: «إنَّ الَف لايِكُونُ في مَيْءِ إلا زَائَهُ وَل مُْرَعٌ مِنْ مَيْءِ 
إلا شَائَّةُ20©: هذا بحسب تحقيق المصلحة؛ فإن كانت المصلحة هنا في 
أن تكون رفيقًا في إتكار المنكرء ورفيقًا أيضًا في تعليم أو دعوة أو 
نصيحة من فعل هذا المنكر أو من يريد أن يواقعه؛ فإن تحقيق المصلحة 
ودرء المفسدة في هذا المقام لابد منهاء ولكن الأصل أن الإنكار يكون 


)١(‏ أخرجه مسلم ( 18954) من حديث عائشة وَ. 


قرة إلا كان ثمة مفسدة سشكولن» قتكون وني في الأمر والتهي وف 
إنكار المنكر والإنكار على من واقعه. 

الحال الثائية: أن يكون المنكر ملازمًا لصاحب المنكرء مثل أن 
يكون حالقًا للحيته» أو يكون مسبلاً لإزاره» أو يكون لابسًا لذهبء أو 
يكون سكرانء أو ما شابه ذلك» فهذه فيها اختلاط المتكر بفاعله 
لا تستطيع أن تغير فتجعل الحليق ملتحيّاء ولا أن تجعل المسبل مشمرّاء 
هذا ليس بمستطاع» فيكون هنا الإتكار باللسان» ويكون الإنكار باليد 
لأهل الاختصاص لمن له ولاية أو باللسان» ويكون هنا الرفق والأناة 
في الأمر والنهي. 

وفي قوله َلُِ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُتْكَرًا فلْيمَيْرْهُ يدوا بيّنا معنى 
(رأى)»» وأن الرؤية هنا بالبصر أو بالسماع المحقق» أما الخبر غير المتيقن 
فلابد فيه من التثبت ثم من النصيحة؛ والنصيحة تكون سرّاء والأمر 
والنهي يكون بحسب الأحوال التي سبق بيانها. 

وفي قوله: «منكرًا» المكر المراد هنا هو ما علم نكارته بالشريعة» 
وهذا يدخل في صورتين: 

الأولى: ما كان يجمعًا عليه. 

الثانية: ما كان تلمًا فيه ولكن الخلاف فيه ضعيف» فهذا ينكر. 

في أجمع عليه واضح» مثل: الزنا والسرقة والرشوة .. إلى آخره 
فهذا يُتكر» وما اختّلف فيه ولكن الخلاف فيه ضعيف أيضًا ينكره؛ وما 


شرح حرطن بي 


اخدّلف فيه والخلاف فيه قوي هذا لا نكر بل لا يجوز إنكاره» ولكن 
يناظر فيه ويجادل فيه ويبحث فيه. 

مئال ماكان الخلاف فيه ضعيمًا: النبيذ الذي تبيحه الحنفية 
ويبيحه بعض الأوائلء أو العصير الذي اشتد وصار مسكرّاء يعني: 
بقي ثلاثة أيام في حر حتى صار مسكرّاء فإن طائفة من أهل العلم 
يبيحونه. 

وكذلك من الأمثلة: إباحة الفوائد الربوية» يعني: إباحة الفوائد 
البتكية والعمولات,. والمنفعة من وراء القرضء أو تفصيل أنو اع 
القروض من قروض صناعية وقروض استهلاكية» ونحو ذلك» هذه 
فيها خلاف» ولكن الخلاف فيها عندنا ضعيف؛ لأنه ليس حجة لمن 
خالف في هذه المسائل حجة واضحة؛ فهذه تلحق بالمسائل المجمع 
عليها فتدكر» ولا تدخل في قول من قال: لا إنكار في مسائل الخلاف. 

أما ما كان الخلاف فيه قويّاء فهذا لا ينكرء مثل: قراءة المأموم 
للفاتحة في الصلاة» فإن الخلاف في ذلك قوي: هل تجب قراءة الفاتحة 
على المأموم أم يتحملها عنه الإمام؟ فهذا خلاف قوي معروف». 
وكذلك من المسائل التي فيها الخلاف القوي: زكاة الحلي؛ وإعفاء 
اللحية بعدم أخخذ شيء منها أو بها زاد عن القبضة» ونحو ذلك من 
المسائل» هذه المسائل اختلف فيها العلماء» ومذاهب الأئمة فيها 
معروفة؛ فما كان من هذه المسائل الخلاف فيها قويًا؛ فإن الباب فيها 


باب دعوة ومجادلة لا باب إنكار. 0 
وقال بعض أهل العلم: لا إنكار في مسائل الخلاف. وهذا القول 
يحتاج إلى تفصيل» فقد يتبين لنا - بها سبق - أن هذا القول على إطلاقه 
غلطء بل الصواب فيه تفصيل القول في مسائل الخنلاف؛ وذلك أن 
نقول: مسائل الخلاف تنقسم إلى قسمين: 
©« مسائل الخلاف فيها ضعيف» فهذه ينكر فيها. 
ه ومسائل الخلاف فيها قويء فهذه لا إنكار فيهاء بل يناظر 
ويّناقش المخالف. 
ولمذا قَيّد طائفة من أهل العلم هذا القول» فقالوا: لا إنكار في 
مسائل الخنلاف إذا كان الخلاف قويّاء أما ما كان الخلاف فيه ضعيفا 
فإنه ينكر. 
وتشاءبها عبارة قول من قال: لا إنكار في مسائل الاجتهاد. 
ومسائل الاجتهاد غير مسائل النلاف» مسائل الاجتهاد التي 
اجتهد فيها أهل العلم في نازلة من النوازل» ويكون الاجتهاد فيها في 
إلحاق النازلة بالنص» أما مسائل النلاف فهي ما كان الاجتهاد فيها 
راجعًا إلى فهم النصء فإذا كان الفهم راجعًا إلى النص - مثل المسائل 
التي ذكرناها آنا - فهذه تسمى مسائل الخلاف» فيقال: لا إنكار في 
مسائل المخلاف إذا كان الخلاف قويّاء وأما مسائل الاجتهاد فلا إنكار 
فيها مطلقًا بدون تفصيل؛ لأنه اجتهد» ومادام أنه اجتهد في النازلة 


: 5 شرح الأ سربعين النووية 
ليلحقها بالنصوص ولا نص فيهاء فليس لأحد المجتهدين أن ينكر على 
الآخر اجتهاده. إلا إذا كان اجتهاده في مقابلة النص. أو في مصادمة 
القواعد الشرعية على ما هو معلوم في أصول الفقه. 

قال: «مَلْيُعَْرْهُ يدو هنا أوجب تغيير المنكرء وهو إيجاب مشروط 
بعلمه بأن هذا منكرء وبأن المصلحة متيقنة» فإذا غلب على ظنه أن 
الإنكار لا ينفع فهل يجب الإنكار أم لا يجب؟ 

اختلف العلاء في هذه المسألة على قولين(©: 

الأول: قالت طائفة: يجب الإنكار لأنه هو الأصلء ولا دليل 
يخرج هذه المسألة عن أصلها. وهذا أصح الروايتين عن الإمام أحمد 
#اله وهو قول أكثر أهل العلم. 

الغاني: أن رائي المتكر إذا غلب على ظنه عدم الانتفاع بإنكاره؛ 
فإنه يستحب له أن ينكر ولا يجب. ومال إلى هذا فيم| يُفهم من كلامه: 
شيخ الإسلام ابن تيمية ##لله واستدل هذا بقوله كَنْكٌ: +[ هَدَدْدإن 
تفع اليك * [الأعلى: 4]: قال: معنى الآية إن نفعت الذكرى فذكرء 
فأوجب التذكير. ويدخل فيه الآمر والنهى إذا غلب على ظنه 
الانتفاع به. ْ 


(١)انظر:‏ شرح النووي على صحيح مسلم (؟/ ؟؟)) وجامع العلوم والحكم (ص "؟7), وفتح 
الباري (9/ "ف 314). 


ومفهوم الآية أنه إذا م يغلب على ظنه الانتفاع فإنه لا يجب عليه 
ويكون الحال إذَا على الاستحباب» وهذا القول أظهر عندي وأصح» 
وهو قول جماعة كثيرة من أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم» ويؤيده 
أن الصحابة - رضوان الله عليهم - دخلوا على ولاة بني أمية» ودخلوا 
على بعض الأمراء في زمنهم» فوجدوا عندهم منكرات فلم ينكرواء 
فحُمل ذلك على أنه غلب على ظنهم عدم الانتفاع بالأمر والنهي؛ لأنه 
أولى من أن يحمل على أخهم تركوا واجبًا. 

وإذا قلنا: إنه لا يجب. يبقى الاستحباب حماية للشريعة» وصيانة 
هذا الواجب الشرعي» وكما جاء في الحديث: (إن ول ماكحل افص 
عل بَنِي | إِسْرَائِيلَ كانَ الوَجُلُ يلْقَى الرّجُلَ كبقل َا مَذَا انّقِ الّه وَدَعْ 
ا تتم َه لايَلُ لَه لك لَك يكرت أكيلة 
وَشَرِيبهُ وَقِدَهُ قا فََلُوا ذلك صَرَبَ الله قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ000. 
ني هذاحل جهة الاستحباب دان إذا غلب عل الى أن لتم 
بإنكار المنكر» مثل ما يُرى اليوم من وجود النساء كاشفات الوجه في 


)١(‏ أخرجه أبو داود ( 45*5)»: والترمذي :)27١48(‏ وأبن ماجه(5:05): وأبو يعلى في مسئده 
(158/48)» وعبد الرزاق في تفسيره (1/ 194)» والطبري في تفسيره (5/ 218 والطيرانيٍ في 
الأوسط (1/ 155): والييهقي في الكبرى (١1/؟5)‏ وشعب الإيران (5/ 16 من حديث ابن 
مسعود وَل وهذا الحديث “يروى مرسلاً ومتصلاء قال الدارقطني في العلل (ه/ ؟9؟): 
« اللرسل أصح من المتصل؟اه. 


شيج الأسعيناللووية _ 


ط| 4ة: ) 
المستشفيات: أو في بعض الأسواق» أو في المطارات؛ أو السيارات؛ فإن 
هذا منكر» لكن يغلب على الظن أن بعض أولئك النسوة لاينتفعن 
بالإتكار» فمن غلب على ظنه أن المرأة التي رآها على ذلك لا تنتفع 
بالإنكار؛ فإنه لا يجب عليه الإنكار» بمعنى: لا يأثم إن ترك الأمر 
والنهي. 

وعمل أكثر أهل العلم على هذاء ولكن القول قول أكثر أهل 
العلم - كا ذكرنا - هو الإيجاب مطلقًا. 

وتأثيم المسلمين فيه حرج سيها مع ظهور الدليل في قوله: + مَدك 
إن تفع زكري 4[الأعلى: 15» وما ذكرنا من عمل الصحابة وأهل 
العلم. 

قال: ١فَليُعَيرْه‏ وذلك إذا تيقن بأن المصلحة راجحة» ولا يكفي 
أن يغلب على ظنه حصول المصلحة؛ بل لابد أن يتيقن أن المصلحة 
راجحة» وأن المفسدة زائلة أو مهملة؛ تحقيقًا للقاعدة المعروفة: الدرء 
المفاسد مقدم على جلب المصالح»("؛ وضابطها أنه إذا استوت 
المصلحة والمفسدة فدرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة, وأما إذا 
كانت المصلحة راجحة والمفسدة مرجوحة ضعيفة» فهنا لا نقول: درء 


() انظر: الإهاج للسبكي (؟/ 58 والاعتصام للشاطبي (؟/778): والموافقات له(؟/ ))15٠‏ 
وعون المعيود (1/ 551؟). 


المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ بل تحصيل المصلحة راجح؛ لأنه ما 
من مصلحة يراد تحصيلها إلا وتكون مخالفة لأهواء الخلق» فلابد أن 
يكون ثم نوع مفسدة» فقد تأمر بالمعروف أو تنهى عن المدكر فيغضب 
ذلك الذي تأمره أو تنهاه» لكن تحققت المصلحة بإزالة المنكرء وقد 
تكون هناك فتنة أو قطبعة رحم أو اختلاف في القلوبء لكن المفسدة 
الحاصلة بغضبه وما شابه ذلك لا تُقابل بالمصلحة الراجحة. 

فقول من يقول من أهل العلم: «درء المفاسد مقدم على جلب 
المصالح» هذه قاعدة صحيحة فيا إذا تقاربت المصلحة والمفسدة» أو 
تساوت المفسدة والمصلحة؛ أما إذا كانت المصلحة راجحة ببقين» 
والمفسدة مرجوحة وضعيفة جدًا بيقين؛ فإن هذا لا يقال فيه: درء 
المفاسد مقدم على جلب المصالح. لأنه ما من مصلحة يراد تحقيقها إلا 
ولابد أن يحصل شيء من مفسدة بتحقيقها؛ لأن الشريعة لم تأت على 
موافقة أهواء الخلق. 

قوله: اقَلْيعَيرْهُ» هذا اللفظ لا يساوي (فليزله)» فالتغيير في الشرع 
لايساوي الإزالة» ويدل عليه أنه قال: (قِنْ 1َيَسْتَطِعْ)) يعني: إن 1 
يغير بيده فليغيره «قَِلِسَانْهِ» ومعلوم أن تغيير المنكر باللسان قد يكون 
معه إزالة وقد لا يكونء وهذا من توسعة الله ع على هذه الأمة؛ 
فيجب التغيير ولكن الإزالة لا تجبء إلا إذا كانت مستطاعة. 

فمن أنكر منكرًا بلسانه يكون قد غير» والأمة إذا كانت تأمر 


بالمعروف وتنهى عن المتكره وتغير المنكر باللسان؛ ولا تقره 
ولاتسكت عليه؛ فإنها تكون مغيرة لا يلحقها الوعيد الذي جاء في 
قولالله يك +( و الْدنَحكَدَووا أْمِنْبَوح إِمَرِدِيلَ عل ليسانٍ داور 
وَحِ أبن مَرْيّمٌ دَِكَ يمَا عَصُوأ وَحَكَانُوا يَعَتَدُورت (8) كَاُوا لا 
يَتَسَاهَوْس عن مُنحكر فَعَلُوهُ 4 [الائدة: 1/4 4/] فمن غير باللسان 
وأنكر ا المنكر ونمهى عنه؛ فإن هذا يكفيه» ويحصل به التغيير إلا إذا 
استطاع التغيير باليد؛ فإنه يكون مخاطبًا بتغييره باليد» أما التغيير بالقلب 
فله ضوابط» منها 

الأول: أن يكره المنكر ويبغضه. 

الثاني: ألا يرضى بحصوله. 

الثالث: أن يفارق المكان إن كانت مفارقته راجحة من حيث 
المصلحة. 

هذا بعض ما يتعلق بالأحكام المهمة في هذا الحديث. 

وهنا مسألة مهمة تتعلق بالفرق بين نصيحة الولاة» والأمر 
بالمعروف والتهي عن المنكر للولاة؛ بل لعامة الناس. 

وقد سبق بيان أن النصيحة تكون سرّاء وأن إنكار المتكر الأصل 
فيه أن يكون علنّاء وقد جاء في بيان هذا الأصل قوله عَكَئِيْ في الحديث 
الصحيح: «مَنْ أوادأنْيَنْصَعَ لِسْلْطَانٍ يأمْرِ قَلا يي لَهُعَلاتِيَة َلَكِنْ 
بأد يك فيكة كربو كنكل يِه َذَاكوَلاكَانَ كذ أمى الذي عله 


ل رهذا الحديث إسناده قوي وم يصب من ضضعف إسناده ول 
شواهد كثيرة ذكرها ال هيثمي في مجمع الزوائد"» ويؤيده ما جاء في 
الصحيحين من أنه قيل لأسامة بن زيد وإ[#: ألا تدخل على عثان 
َع فتكلمه؟ فقال أسامة: (نَكُْ لبوْنَ أي لا أكلُّمُهُ إلا أسْوعْكُم إن 
كلمي الو مون أذ فح لوأل من قتعا 204 وهذا موافق 
لهذا الأصلء وهو أنه ما يقع في ولاية الوالي من مخالفات للشرع فهذا 
بابه النصيحة؛ لأنه لا يتعلق برؤية له أو ساع محقق» أما من رأى 
السلطان بنفسه يفعل منكرًا فإنه مثل غيره يأمره وينهاه» وأمر وني 
السلطان يكون عنده ولا يكون بعيدًا عنه؛ كما جاء في الحديث: اسيك 

الشهَدَاءِ عم بْنْ عَبْدِ الِب وَوَجُلٌّ قَامَإلَ إِمَامٍ جائر ثر قَأَمَ 200 


100 


فقتله)20). 


(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند (6/ 0# 4): والبخاري في التاريخ الكبير (/9/ 18)» وابن أبي عاصم 
في السنة (؟/ ؟85)ء وابن عدي في الكامل (4/ 76): والطبراني في الكبير :)35٠١1/(‏ والحاكم في 
المستدرك (”/ 02)514 والبيهقي في الكصبرى (8/ :)١١5‏ واين عساكر في تاريخ دمشق 
(/41/ 1751) من حديث عياض بن غنم وإ 

(9) انظر: مجمع الزوائد (ه/ 9كك :5"1), 

(”) سبق تخرئحه (ص 155). 

(4) أخرجه الحاكم في الستدرك (*/ 8١؟)‏ من حديث جابر وَل وقال: « صحيح الإسناد وم 
رجاه اه وتعقبه الذهبي وقال: 0 سنده ضعيف"اه. انظر: سير أعلام النبلا لا “اق 
ونصب الراية (4/ :)1١‏ وللحديث شاهد أخرجه أبن عبد البر في التمهيد (1/ 84) 88) من 


فأمر ونمي السلطان يكون فيم| رأيته منه بنفسك أو سمعته منه 
ساعًا محققاء فتدكر بحسب الاستطاعة» وبحسب القدرة» بحسب ما 


يتيسر علنًا أو غيره. 

وأهل العلم فرقوا في هذا المقام - با سبق بيانه - بين النصيحة 
في يقع في الولاية» وبين ما يكون منكرًا يفعله السلطان بحضرة 
الناس» وقد ورد كثير من الآثار والأحاديث أنكر فيها الصحابة وأنكر 
فيها التابعون على ذوي السلطان علنًاء وكلها بدون استثناء يكون فيها 
أن المنكر عل بحضرتبم» ورأوه أو سمعوه ساعًا محققًا. 

مثال ذلك: ما أنكر الرجل على مروان في تقديمه خطبة العيد على 
الصلاة("» فهذا شيء سّمع منه؛ فأنكره عليه علنّاء فإن السلطان إذا 
فعل منكرًا فإنه يتكر عليه ولو كان بحضرة الناس» بشرط أن يؤمن أن 
يكون ثم فساد أعظم منه مثل مقتله» أو فتنة عظيمة» أو نحو ذلك. 

وكذلك ما حصل من الإنكار على عمر وَل في لبسه الثوبين» 


حديث أبن عباس وَإفقها. 

)١(‏ روى مسلم (45) عن طارق بن شهاب, قال: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة: مروان» 
فقام إليه رجل» فقال: الصلاة قبل الخطبة» فقال: قد ترك ما هنالك» فقال أبو سعيد: أما هذا 
فقضى ما عليه» سمعت رسول لله عَللِدِ يقول: لامَنْ رأى نكم كد َليعَيرة يده 6 الحديث. 


المحديث الرإيع واثلاثون 


[( “50 كت 


وكذلك ما حصل من الإنكار على معاوية(2» وأشباه ذلك كثير؛ فإن 
باب النصيحة غير باب الإنكار» باب الإنكار يكون برؤية سواء كانت 
رؤية المنكر من السلطان أم من عامة الناسء أما باب النصيحة فهو في) 
يقع في الولاية. 

وقد أفاض ابن رجب ##اللثه في تحقيق هذه المسائل في شرحه 
لحديث «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ متْكَرَاه0© وكذلك ابن النحاس”" في كتابه 
(تنبيه الغافلين»؛ وقد جاء رجل لابن عباس ويم فقال له: آمر أميري 


بالمعروف؟ قال: ِإنْيذْت أذ يشلك فَلامُونتَ 4 بَ الإمَامَ » فَإِنْ كُنْتَ 
لا بْدٌ فَاعِلا فيا بيتك وَبَييَه900). 


وكلام السلف إذا تأملته يدور على هذا الفرق ما بين النصيحة 


)١(‏ انظر: التمهيد لابن عبد البر »)7١/4(‏ وتاريخ دمشق (51/ 2151 والوافي بالوفيات 
(15/ لها وسير أعلام النبلاء(؟/ 97). 

(1) انظر: جامع العلوم والحكم (ص "7١‏ وما بعدها). 

(؟) هو يحي الدين أحمد بن إبراهيم بن أحمد الشيخ الإمام العلامة القدوة ابن التحاس الدمشقي 
الشافعي» توفي سنة أربع عشرة وثاناثة. انظر: شذرات الذهب (7/ 306): وكشف الظنون 
(4417/9)» وانظر: تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أعمال المالكين 
(ص ١5‏ -ه"), 


(4) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (9/ .)87١‏ 


كذلك من المسائل المهمة أن الأمر والنهي يجب على العين أو على 
الكفاية» بشرط أن يأمن أن يؤذى أذى لا يناسبه: يأمن أن يقتل» أو 
يضربء أو يجلد» أو يسجن؛ فإن خاف على نفسه القتل أو السجنء أو 
خاف على نفسه قطع الرزق» أو نحو ذلك؛ فإنه لا يجب عليه» ويبقى 
باب الاستحباب. 

وهذا نص الإمام أحمد وله يشترط في الوجوب أن يأمن على 
نفسه؛ فإن خحشي فتنة فإنه لا يجب عليه؛ بل يستحب إن قوي على 
البلاء» وليس كل أحد يقوى على البلاء» وليس من الإيذاء الذي 
يُسقط وجوب الأمر والنهي السبء أو الشتم, أو إشاعة الإشاعات 
الباطلة على الآمر الناهي» هذا لا يُعذر به» بل يجب عليه أن يأمر وينهى 
ولو قيل في عرضه ما قيلء إلا إذا كان ثم إيذاء لا يتحمله في نفسه؛ أو 
في رزقه؛ أو ما شابه ذلك. 

وهنا تنييه على مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيا 
يحصل في هذه الآزمان في بعض البلاد من قتل أو تفجير أو نحو ذلك» 
أو خروج على ولاة الكفر أو على الدول الكافرة» وهذه المسألة مهمة» 
ومن المعلوم أنه مادام أصل الإسلام باقياً على أئمة المسلمين ول 
يرتدوا عن الإسلام؛ فإنه لا يجوز الخروج عليهم» ولا الإعانة بالخروج 
عليهم؛ ولا التثبيط عنهم» هذا أصل عند أهل السنة والجماعة. 

وأما دول الكفر أو ولاة الكفر فإن الخروج عليهم جائز» لكن 


المحديث الرام واثلاثون 
صطلت-م- - / مغ أت9© 


جوازه مع القدرة وتحقيق المصلحة ودرء المفسدة» والمصلحة والمفسدة 
في ذلك منوطة بقول الراسخين في العلم - كما سبق بيان ذلك - 
وليست منوطة باجتهاد المجتهد؛ وههذا ذكرنا من كلام شيخ الإسلام 
أن من دخل في هذا الأمر غير متيقن أن المصلحة ستكون وتزول؛ 
وغير متيقن بأنه سيكون بعد المنكر خير؛ فإنه لا يجوز له ذلك. 

وقد ذكر ابن القيم لله أن مراتب إنكار المنكر أربع فقال(©: 

«الأولى: أن يزول ويخلفه ضده. 

الثانية: أن يقل وإن لم يزل بجملته. 

الثالئة: أن يخلفه ما هو مثله. 

الرابعة: أن مخلفه ما هو شر منه. 

فالدرجتان الأوليان مشروعتان؛ والثالشة موضع اجتهاد. 
والرابعة محرمة» 

فها يحصل من أمر بالمعروف وخبي عن المنكر بتفجير ونحوه في 
بعض البلاد يقول أصحابه: فيه إنكار منكر. ولا يُشترط في إنكار 
المنكر عندهم الشروط التي ذكرناء ويقولون: فيه تحقيق مصلحة ودرء 
مفاسدء» وتحو ذلك. 

فنقول: إن قاعدة أهل السنة أن تحصيل المصلحة في هذه المسائل 


.)4/( انظر: إعلام الموقعين‎ )١( 


ودرء المفسدة منوطة باجتهاد أهل العلم؛ لأن هذه مسائل متعلقة 
بالعامة» وهي مسألة يتبعها قتل وأذى على الغير والمنكر إذا كان 
إنكاره يسبب أذى على غيره ل يجز أن ينكره إلا برضى الآخرين؛ لأنه 
قد تعلق بهم» وأما إذا كان سيناله الأذى على نفسه فقط بإنكاره المنكر 
مثل من يقوم إلى سلطان جائر فيأمره وينهاه فيقتله» فنقول: لا بأس إذا 
رضيت بذلك لنفسك» وهذا خير الشهداء؛ ىا قال النبي عَيِيكٌ أما إذا 
كان بإنكاره المتكر سيؤذى غيره من الناسء أو ستنتهك أعراض» 
ويكون هناك بلاء؛ فإنه لا يجوز الإنكار باتفاق أهل العلم. 

فإذا كان الإنكار بمثل هذه المسائل فإنه لا يجوز باتفاق أهل 
العلم؛ لأنه قد تعدى الضررء وإذا تعدى الضرر فإنه لا يجوز إنكاره 
بمثل هذه التي فيها الإنكار بأبلغ ما يكون من أنواع الإنكار باليد. 

فتحصلنا من ذلك أن المصلحة والمفسدة منوطة بفهم أهل 
العلم» وأن أهل العلم هم الذين يقدرون المصالح والمفاسد؛ فلا يجوز 
لأحد أن يدخل في مثل هذه المسائل أصلاً إلا بفتوى من أهل العلم 
وأهل العلم لا يفتون في هذه الأمور بالجواز؛ لأن تحريمها معلوم من 
أصول الشريعة بتعدي الضرر؛ ولأن مفسدتها أعظم بكثير من المصالح 
التي نُظَن؛ بل كثير من أبواب الخير وكثير من الأذى حصل بسبب 
اجتهادات» أو بسبب عمل من لم يأمر وينه على ما توجبه الشريعة» 


والعباد يؤاخذون بذنوبهم. 


الحدمث الرايم والثلاثون 


| لال أك 
ومقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج إلى تفصيلات» 
ومن نظر كتب أهل العلم في هذا وجد الضوابط؛ لأن من نفائس العلم 
معرفة ضابط هذا الحكم. وألا تؤخذ المسائل بإجمالء وألا تكون 
العاطفة هي الغالبة في الحكم على المسائل» فلابد أن يكون هناك توازن 
بين الغيرة والعلمء خاصة في مسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 
حتى يكون فهمنا للنصوص موافقًا لطريقة ونهج أهل السئة والجماعة. 


00 
الححديثالحاسس واثلائون نج ونس - 


الحديث الخامس والثلاثون 
أي هُرَيْرَة وإ قَالَ: قَالَ وَسُولُ الله وَكلةِ ١لا‏ تَاسَدُواء 
77 عر ولجاقشواء 15507 بَرُواء وَلأَيبِحْ بَعْضْكُمْ عَلَ بَبُع 
بَغْضرء وَكُونُوا باد اللو| إخرااء انيع أشر امي لابظيفة. 
ولي يعْذُلْهُ وَلايكْذِبِفُ وَلايْقِدْهُ. المَقُوَىَ مَهْنَا مَهُنَاه. وَمُشِ دإ صَدْرِه 
ثلث - َرَت ايحَسبٍ اثرة ىء من اشر أن يخقِرَ أححاه المشيمء كل المسلم 


َه 


عَلَ الممشلِم حَرَامٌ دم مد وَمَالَهُ وَعِرْضْةُ» . رواه مسله7". 


ا 


الشرح: 

هادا الحديث أصل في حت المسلم على المسلم وفيا ينبغي أن 
يكون بين المسلمين من أنواع التعامل» وقول هعَكئاة: «لا خحَاسَدُواء 
وَلَاَتَتَاجَشُوا..» إلى آخره؛ هذا نبي وكا هو معلوم أن النيهي يفيه 
التحريم في مثل هذا(" فقوله وَليْاوٌ: «لأنحَاسَدُوا» يعنى أن الحسد 
حرّم؛ وقد جاءت أحاديث كثيرة فيها بيان تحريم الحسد وأنه يكم 
وَاخحْسَدَ كن الحَسَدَ يَأكُلُ الحَسَنَاتٍ كما تَأكُلُ الَارُ الحطبَ»0: وكذلك 


.)1815 ( أخرجه مسلم‎ )١( 
وما بعدها).‎ ١95 انظر: الذخيرة (856/1)؛ والإمباج (؟/55)» وإرشاد الفحول (ص‎ )١( 
أخرجه أبو دأود ( 450)) وعبد بن حميد في مسنده (1/ 418)» والبيهقي في شعب الإيمان‎ )*( 


التناجش حرم وقد نهى النبي يَلِةِ عن النّجْشٍ والنّجَشٍ في غير ما 
حديث» وكذلك التباغضء والتدابر» وأشباه هذا مما يزيل المحبة» أو 
يزيل الإلفة بين المسلمين؟ فإنه منوع منع تحريم. 

قوله: «لآتَحَاسَدُوا)» الحسد فُسِّر بعدة تفسيرات: (0, ومنها أن 
الحسد: تمني زوال النعمة عن الغير» وأيضًا من الحسد أن يعتقد أن هذا 
الذي أنعم انله عليه ليس بأهل لهذه النعمة» ولا يستحق فضل الله 
َي ولهذا فحقيقة الحسد: اعتراض على قضاء الله عله وعلى قَدَرِه 
ونعمته؛ فلهذا كان «الحَسَدُ يَأكُلٌ الْحَْسَنَات» كبا تأكل التَادُ الحطّبٌ». 
فليس الحسد مقتصرًا على أنه يأثم به صاحبه فقط» بل يذهب بعض 
حسنات صاحبه؛ لأنه ينطوي على اعتقاد خبيث وعلى ظنّ سوء باللّه 
يده حيث قام في قلبه أن هذا ليس بأهل لفضل الله جل ونعمته. 
ونحو هذا ما يستعمله بعض العامة حيث يقول بعضهم: هذا حرام أن 
يعطى كذا وكذاء هذا حرام أن تكون عنده هذه النعمة» هذا حرام أن 
يكون عنده المال» وأشباه ذلك ما فيه ظن سوء بالله بْكَ» واعتراض 


(555/8)» وابن عبد الير في التمهيد (5/ 4؟7١)‏ من حديث أبي هريرة وَإ. 1 

)١(‏ أنظر: زاد المسير (1/ »)١15١‏ وشرح النووي على صحيح مسلم »)1١15/15(‏ وفتح الباري 
))4875/1٠١(‏ وعمدة القاري (؟/ لاه)؛ والتعاريف للمناوي (ص 18؟): والديباج على مسلم 
(5/ 500), وتحفة الأحوذي (81/5). 1 


المحديث الخامس واثلاثون بم 
- | ١م؛‏ ك 


على قدر اللّه؛ وعلى نعمته» وعلى رزقه الذي يصرفه كيف يشاء. 

فالواجب على المسلم أن يفرح لأخيه المسلم بما أنعم الله عليه. 
وقد سبق في الحديث: لأ يُؤْونُأَحَدُكُمْ حَنَى يِب لأَخِيومَا نب 
لِتَفْسِو0(): والحسد بضِدٌ ذلك؛ فإن الحاسد لا يحب لأخيه ما يحب 
لنفسه» وهو بين أمرين: إِمَّا أن يتمنى زوال النعمة عن أخيه أو أنه 
يعتقد ويظن أن أخاه ليس بأهل لم) أعطاه الله ظَلَق. 

قال: 9وَلَا تَتَاجَشُوا:ء وهذا أيضًا مهي يدل على تحريم النّجْشِ» 
وقد تقرر في الأصول أن النهي إذا تسلط على المضارع: فإنه يعم أنواع 
المصدر؛ لأن المضارع عبارة عن حدث وزمنء فتسلط النفي أو النهي 
على الحدث؛ والحدث نكرة فعم أنواعَاء فقوله: («لآَتَحَاسَدُوا» يعم جميع 
أنواع الحسد» وقوله: (وَلاَتَاجَشُوا» يعم جميع أنواع النجْش بالسكون. 
أو النجّش بالتحريك. 

والنجّشء أو النجُْش فس بعدة تفسيرات» وأعمها التفسير 
اللغوي”©: وهو أن النجُش: هو السعي في إبطال الشيء بمكر واحتيال 
وخديعة» وهذا عام يشمل جميع أنواع التعامل مع المسلمينء فَإِذًا قوله: 


(1) راجع (ص .)5١19‏ 
(0) انظر: العين للخلميل (8/5”)+ وغريب الحديث لابن قتيية(0)144/1 ولسان العرب 
(5/ 81" والمصباح المنير (؟/ 844). 


0001 


«وَلهَ ينا جَشُوا» أي: لاايسعى بعضكم مع بعض بالخداع؛ والحيلة» 
والمواربة» وأشباه ذلك من الصفات المذمومة. 

ويدخل في هذا النجُش الخاص» وهو المستعمل في البيع بأن يزيد 
في السلعة من لا يرغب في شرائها؛ لآن هذا سعي في ازدياد السعر 
بمكر وحيلة وخداع؛ فسُمّيَ ذلك بالنجّشء أو النجّش؟ لأنه فيه المكر 
والمخداع والحيلة» فيمنع ويحرم أن يسعى المسلم مع إخوانه المسلمين 
بالحيلة» أو الخداع» أو المكرء بل المسلم مع إخوانه يسير على نية طيبة» 
وعلى أن يحب لهم ما يحب لنفسه وألا يخدعهم, ولا يغرر بهم بل 
يكون معهم كما يحب أن يكونوا معه؛ وزيادة المرء في السعر» وهو 
لا يريد الشراء حين السّوم على السلعة هذا من أنواع ال حيلة والخداع؛ 
ولهذا فهر مَنهي عنه وحرم» يأثم به صاحيّه إثم المحرمات7". 

قال: «وَلاَ تبَاعَضُوا؛ والتباغض هنا أيضا عام في كل مايكون 
سببًاالحدوث البغضاء من الأقوال والأعمال» فكل قول يؤدي إلى 
البغض: فأنت منهي عنه؛ وكلٌ فعل يؤدي إلى التباغضء فأنت منهي 
عنه؛ فالمؤمن مأمور بأن يسعى ب فيه المحبة بين إخوانه المؤمنين» وأما 
ما فيه من التباغض» فهو حرام أن يسعى فيه بقوله؛ أو قلمه؛ أو كلامه. 


(١)انظر:‏ التمهيد لابن عبد البر (؟١/48"))‏ وشرح النووي على صحيح مسلم ))189/1١(‏ 


[ الحديث الخامس واثثلاثون 0 1 
أو عمله: أو إشاراته؛ أو لحظه؛ حتى إن الرجل لا يسوغ له أن يبغض 
أي مسلم كان؛ لأنه قد أحبه لما معه من الإسلام والتوحيد» وهذا يجبر 
غيره» وإن أبغضه بغضًا دينيًا لبدعة فيه أو ما شابه ذلك؛ فهذا لا حرج 
فيهء لكن البغض الدنيوي هو الذي مُهى عنه هنا. 

فإذا كان سبب البغض دينيًا مشروعاء فهذا مطلوب ولا بأس به 
لكن بالنسبة للمسلم؛ فإنه لا يبغض بالجملة» بل يجتمع في حق المسلم 
مايكون معه الحب له» وهو ما معه من الإيمان والتوحيد والطاعة» وما 
يكون معه البَغض له؛ وهو ما قد يكون يقترفه من الإثم والعصيان» 
فالمؤمن والمسلم يجتمع في حقهم الموجبان في الدين الحب والبغض» 
فقوله: (وَلا تَبَاعَضُواكء يعني: لا تسعوا في| فيه التباغض في أمر الدنياء 
أما إذا كان لأمر شرعي وديني؛ فإن هذا مطلوبء ولا يدخل في هذا 
النهي. 

وحتى الرجل مع أهله ينبغي له أن يسعى فيا فيه المودة والمحبة» 
وألا يبغض» وإذا حصلت البغضاء؛ فإنه ينظر إلى الخصال الحسنة في 
أهله؛ كا قال النبي َكل «لأيَفْرَكُ مُؤْمنٌ مُؤْوِئةً. إن كر مِّْهًا خُلُقًا 
رَضِيّ نا آَكَرٌ)200) يعني: لا يبغض مؤمن مؤمنة. 

وهكذا قاعدة عامة أن المؤمن لا يسوغ له أن يبغض مؤمنًا بعامة: 


. من حديث أبي عريرة وطق‎ )١458( أخرجه مسلم‎ )١( 


فإن كره منه شيئًا ينظر إلى ما معه من الخير والإيمان والطاعة» فيعظّم 
جانب طاعته لله على نصيب نفسه. وحظ نفسه. فتنقلب البغضاء عنده 
هونا ماء ولا يكون بغيضًا له بغضًا تامّاء أو ما يوجب المقاطعة أو 
المدابرة. 

قال كِلِِدٌ: «وَلاَدَابْرُوا» يعني: لا تسعوا في قول أو عمل تكونوا 
معه متقاطعين؛ لأن التدابر معناه: أن يفترق الناس كل يولي الآخر 
دبره» وهذا يعني القطيعة واليجران» وهجر المسلم وقطعه حرام إذا 
كان لأمر دنيوي. 

فا هجر ينقسم إلى قسمين(2©: 

الأول: هجر لأمر الدين» وهذا له أحكامه المختصة؛ وضابطها: 
أنه يجوز هجر المسلم لأجل الدين إذا كان فيه مصلحة لذلك ال هجرء 
وهذا كا هجر النبي وَلَبَِِ اللخلفين الثلاثة في غزوة تبوك29: وأمثال 
ذلك. 


الثاني: اطجر لغرض دنيوي» فيهجر المسلم أنحاه لويذاء أذام» أو 


)١(‏ انظر: التمهيد لابن عبد البر(5/ /7؟1)) وشرح النووي على صحيح مسلم (117/15)): وجامع 
العلوم والحكم (ص إفيةة وفتح الباري (0/ 0005 )2 وسبل السلام (151//4)) 
وعون المعيود /١"(‏ 11/4). 

(5) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (4418)؛ ومسلم ( 1789) من حديث كعب بن مالك 


احديث الخامس .والثلاثون. . 


لشيء وقع في قلبه عليه» فالحجر إذا كان للدنيا فللمسلم أن هجر أخاه 
للدنيا إلى ثلاثة أيام» وما بعدها حرام عليه أن ييجره: وقدثيت عنه 
َيِه أنه قال: (لا مجر م مُسْلِمٌ أححاهُ قَوْقَ كلآثء يَلَْقِيَانِ فيعض هذا 


عدسسبت وس 


مره 


وَيُمْرِضُ هَذًا. وََرْيْهُما الَذِي يَبْدَأ بالسَّلم7©, قال العلماء: هذا 
الحديث نص على تحريم ال هجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال؛ 
ويفهم منه جواز ا هجر في الثلاث الأول؛ ذلك لأن الآدمي مجبول على 
الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك» فعفي له عن ال هجرة في هذه الثلاث 
ليذهب ذلك العارض » وخير الرجلين الذي يبدأ بالسلام. أما الجر 
لأمر الدين فهذا بحسب المصلحة؛ قد يكون هجرانا إلى أسبوع» أو إلى 
شهرء أو يوم؛ بحسب ما تقضي به مصلحة المهجور. 

قال: «وَلأَيِعْ بَْضْكُمْ عل بَيْع به ي4؛ مثل أن يقول لمن أراد أن 
يشتري سلعة بعشرة: أنا أعطيك مثلها بتسعة» أو لمن أراد أن يبيع سلعة 
بعشرة: أنا آخذها منك بإحدى عشر. وأشباه ذلك؛ يعني: يغريه بألا 
يشتري من أخيه» أو أن يبيع عليه قفي هاتين الصورتين حصل بيع 
على بيع المسلم» وهنا حرم النبي وَل ذلك بقوله: «وَلاَيِعْ يَعْضْكُمْ 
عل بَبْعِ يَعْضِ»» وهذا مشروط بأن يحصل بين البائع والمشتري انفصال 
وتراض. 


)١(‏ أخرجه البخاري (/501/1): ومسلم (850؟) من حديث أبي أيوب الأنصاري 8غ. 


١‏ كانه أذ يأن رجل إل صاحب دكان ويقول: أريد أن أشتري 
منك هذه السلعة بكذاء فيتفاصلان على أنه سيشتريها بكذاء ويتفقان 
على سعرهاء وارتضى كل منه با اتفقا عليه فيأتي آخر ويقول لمن أراد 
شراءها: أنا أعطيك مثلها بأقل ما اتفقت عليه, أو يآتي للبائع ويقول: 
أنا أشتريها منك بثمن أعلى مما اتفقت عليه... أو أشباه ذلك» فإذا كان 
هناك رضا من صاحب السلعة ومن أراد شراءهاء وتفاصلا على إتمام 
البيع؛ فإنه يحرم هنا أن يدخل أحذّء فيتدخل في هذا البيع إذا تفاصلا 
وتراضياء يعني: أن مقدمات عقد البيع تمت بالاتفاق على الثمن» 
والعزم على الشراء؛ فإنه لا يجوز لأحد أن يَدْخُلء ونفهم من هذا أنه 
لا بأس أن يتدخل قبل أن ينعقد هذا التراضي» وهذا يعني: مادام 
أنه بفترة النظر كأن ينتقل من دكان إلى دكان. وأشباه ذلك» فهذا 
لا بأس به. 

فيشترط لتحريم بيع المسلم على بيع أخيه بم| كان فيه تفارق 
بالقول أو انفصال في القول بالعزم على الشراء؛ أو العزم على البيع» 
فإذا حصل العزم وأجابه البائع أو المشتري؛ فإنه لا يجوز التدخل في 
ذلك. ٠‏ 

مثال ذلك ما جاء في قول النبي وَلِِلِ: «لايخْطْبَ الوَّجُلُ عل 


خطبة أخيه»20 فإن المرء إذا تقدم إلى أحد خاطبًاء وسمع به فلان من 
الناس» سمع أن فلانًا خطبء فإن ردوا عليه بالرضا؛ فإنه لا يجوز 
لأحد ممن علم أنهم أجابوه ورضوا به أن يأتي ويقول: أنا أريد ابنتكم؛ 
لكن قبل أن يجيبوه بالرضا له أن يدخل كخاطب من الخطاب» وهكذا 
في هذه المسألة في قوله: (لا يه َع بَحْضْكُمْ عَلَ بَيْع بع بَعْضٍ». 

قال عََلِنْه: كرجا لقو اشرق 7 : حققوا أخوة الدين؟ إذ 
قال الله كيل لل مُؤْممُونَ وَالْمَؤْمئتُ بمْس ف وآ بض [التوبة: ١/]ء‏ 
وقال: [ إِتَمَالْموسوت يحو . ري “4 [الحجرات: .]٠١‏ 

نم قال: ليع أ اميم لايَظْلِمُة»: يعني: لا يظلمه في ماله 
ولا يظلمه في عرضه؛ ولا يظلمه في أهله. ولا يظلمه في أي أمر اختص 
بهء بل يعدل معه» ويكون خليفته في ماله وأهله وعرضه؛ ولهذا جاءت 
الشريعة - وهذا من محاسنها العظيمة - بأن يتحلل المرء من إخوانه فيا 
وقع منه عليهم من المظال وقد ثبت في الصحيح أذ النبي 5 قال: 
من كانت لهُمظلِمة لخم من رض ه أزمَيْءِ فَلَتَحَلَلَهُ منْهُ ايوم قبل 
أن لايكُونَ دِيارٌ وَلادِرْمَع2"(0. (مظلمة) بكسر اللاء يعني: من اغتاب 
إخوانه» أو وقع في أعراضهم: أو اعتدى على بعضهم. فعليه أن يرد 


)١(‏ أخرجه البخاري ( ؟4١8):‏ ومسلم ( )١417‏ من حديث أبن عمر وك 
(؟) أخرجه البخاري ( 445؟) من حديث أبي هريرة وَإ. 


35 سس 
هذه المظالم؛ فإن كان في ردها مشقة عليه» فيوسط أحدًا.. إلى آخره. 

المقصود أنه يجب أن يرد المظالم» وفي الغيبة تفصيل للعلماء من أنه 
إذا ذكر لمن اغتابه أنه قد اغتابه» وهذا يؤدي إلى حصول منازعة 
ومشاقة في إخباره بغيبته إياه وطليه تحليله؛ فإنه يترك هذا الإخبارء 
ويكتفى منه بالاستغفار لهء وكثرة الدعاء له لعلها أن تشفع له في 
تكفير غيبته أو النيل منه. 

فالستحب أن يتحلل المرء من ظلمه في عرضه أو ماله» فيقول 
له: أنا أخطأت في حقك حللنى. ويستحب لمن طُلب منه التحليل أن 
يعفو عمن ظلمه؛ ولا يستفصل منه عما قاله في حقه أو تعدى به عليه 
ويستحب أن يقول له: حللك الله وأباحك ما عملتء والله عله يتول 
جزاء من عفا عمن ظلمه. 

فهذه من صفات المؤمنين» أما من مات من أهل التوحيد 
فيستحب أن يقال في حقه: اللهم حلله؛ لعله ينجو بذلك ويخف 
عليه الحساب. 

والمؤمنون يحب بعضهم بعضّاء وإن كان المؤمن قد يخطئ ويعصي 
ويظلم لكن قلب المؤمن مع إخوانه» فلا يجب أن تكثر عليهم 
الذنوب» وأحيانًا يكون الظلم عظيّاء ورد القول السيى بمثله جائز» 
لكنه ليس الأفضل؛ ىا قال كلك: +( لاحب أله الْجَهَرَ السو مِ امول إلا 
مَنَلمَ )4 [النساء: 8١44‏ يعني: من ظلم فإن الله عله أباح أن تُجهر له 


الس من القول من جهة الجا لكن لبس هو الأنضل» إن) لان الأفضل 
أن يعفو الرجل عمن ظلمه. وقد ثبت عن النبي لِك أنه قال: 9وَمَا زَّادَ 
انه عَبْدَا بِعَفُو إلاعِرَاة”22 فالذي يعفو لا يظن أنه ينقص بل هو يعتزء 
يظهر الله ل له منارا لأنه تخلص من حظ نفسه وفعل ساكل الله 
له إليه. 

قال: ولا يَْذُلهُه الخذّلان ترك الإعانة والنصرة”"» والمسلم ولي 
المسلم» يعني: أن المسلم حب للمسلم ناصر لهء وخذلانه له ينافي عقد 
المولاة الذي بينهم|؛ ولهذا تضمن عقد المولاة في قوله يَدلاً: +( وَالْمَؤْمنونَ 
وَالْمؤْمَتُ بسع وليه بَعْضٍ * [التوبة: ١‏ أن خذل المسلم للمسلم 
ليون إذا كاك فى مشدرت ايه ويتصره و 

قال: (وَلَاَيَكُذْبَهُ» يعني: لا يقول له: أنت كاذب. وكلم أخبره 
بخير قال: هذاكاذب وأنت كاذب . لأن الأصل في المسلم أنه 
لاايكذبء وقد سأل أبو الدرداء و النبي وليه فقال: يا رسول 
الله هل يسرق المؤمن؟ قال: «قد يكون ذلك». قال: فهل يزني 
المؤمن؟ قال: «بلى وإن كره أبو الدرداء»» قال: هل يكذب المؤمن؟ 


(1) أخرجه مسلم (8088؟) من حديث أبي هريرة وَل . 


قال: (إنم| يفتري الكذب من لا يؤمن200؛ لأن الكذب خصلة تستحكم 
من صاحبها؛ وتستمر معه» فيكون معه خصلة من خصال النفاق» وأما 
مايقع من زنا الشهوة» ومن سرقة الشهوة» وأشباه ذلك» فإنها عارض 
يعرض ويزول»ه ويرتفع معه الويمان حتى يكون فوق صاحبه كالظلة» 
ثم إذا فارق المعصية عاد إليه9"©» وأما الكذب فإنه إذا استمر بصاحبه» 
فإنه يَدُلُ ويهدي إلى الفجورء والفجور مهدي إلى النار9» فقوله هنا 
وَكبلةّ: «وَلاَ يَكْذْبهُ) يدخل فيه أن يُكذبه في الحديث. 

قال: «وَلاَ يقر يعني: لا يحتقر المسلم أخاه المسلم؛ , 
خاطره أن هذا وضيعء وأن هذا أقل قدرًا منه» وأن هذا مرذول؛ إما 
لأجل نسبء أو لأجل صناعة. أو لأجل بلد. أو لأجل معنى من 
المعاني؛ بل الإسلام هو الذي رفع المسلم؛ وجعله مكرما محصوصًا من 


بأن ياتي في 


)١(‏ أخرجه هذا اللفظ ابن جرير في تبذيب الآثار (؟/ :)١"8‏ وأخرجه مختصرًا: ابن أب الدنيا في 
الصمت (ص 997؟)) والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 077؟). 

(؟) كمافي الحديث الذي أخرجه أبو داود ( 42455٠‏ والترمني ( 3578): والمروزي في تعظيم قدر 
الصلاة /1١(‏ 484)) والحاكم في المستدرك (١/؟/ا‏ والبيهقي في شعب لإيان (؛ / 57 من 
حديث أبي هريرة وه أن النبي بَكلِ قال: وإذَا وت الْرجل كحرج نه الإيانُ كان عليه كَالظلةٍ 
دا لطم رَجَمَ إل الإيَان». 

(*) كما في حديث ابن مسعود ول الذي أخرجه البخاري ( 5034)؛ ومسلم (1601) وفيه 00 
لكذِبَ يني إل الْمُجْورِ وَإِنَ المُجُورَيَندي إِلَ الثّر...». 


بين الخلائق؛ وهذا فإن المسلم عند الله لكريم عزيز وتحقير امس 
يخالف أصل احترام المسلم لم) معه من التوحيد والإيان» فبدن المسلم 
يحمل عقيدة التوحيد» وحسن ظن باللّه» ومعرفة بالله» وعلم بالله 
بحسب ما عنده من الإسلام والإيمان والعلم» وهذا ينبغي معه ألا 
يُحتقر» بل يُحترم لم| معه من الإيهان والصلاح. 
وهذه يتفاوت الناس فيهاء فكلم| كان الإيوان» والصلاحء 
والإسلام؛ والتوحيدء والطاعة؛ والسنة؛ أعظم في المرء المسلم» كان 
أولى بأن يكرم ويعزء وأن يبتعد عن احتقاره؛ ويقابله المشرك؛ فإنه مهما 
كان من ذوي المال» أو ذوي الجاه» أو ذوي الرفعة؛ فإن جسله فيه 
روح خبيئة حملت الشرك بالله ييل والاستهزاء بالثه له ومسبة الله 
كك والمحب لله عه يكره ويحتقر هذا الذي معه الاستهزاء بالل 
والنيل من الله وك وادعاء الشريك معه. 
قال: «التَقْوَىَ مَهُنا؛ وأشار إل صَدْرِهِ ثَلآتَ مَرَاتِ؛ٍ لأن التقوى 
2 . قال: «بكسب امرىء من ادر أن يرا الُسَلِم كُلّ 
عَلَ المُسْلِمِ > َرَامُ: دَكهُ وَمَالّهُ وَعِرْضُه: فدم المسلم حرام أن 
را فق 
عرضه حرام أن يُنال منه بغير حق» فالنيل من أعراض المسلمين بالغيبة 
والنميمة» أو التصرف في مال المسلم بغير إذتهى أو الاعتداء على شيء 
من أملاكه. وكذلك الاعتداء على دمه - وهذا أعظمّه - هذا كله 


022 7 13335555555252252ههه سه" 
حرام. والشريعة جاءت بتحقيق هذا الأمر فيا بين المسلمين» وؤ 
مجتمع الإسلام بأن تكون الدماء حراماء والأموال حرامّاء والأعراض 
حرامًاء وقد ثبت في الصحيح من حديث أب بكرة َع أن البي كَلَئلة 
قال في خطبته يوم عرفة: نماكم وأموالكم وأغْراضَكمْ بَنَْكُم 
حرام؛ كحرمة يووكم هذاء في شَهِركمْ هذاء في بَلْدِكمْ هذا)20, 


(1) أخرجه البخاري (51)؛ ومسلم (1598). 


١ل‏ ري 
م( ونيم -- 


الحديث السادس والثلاثون 


الحديث السادس و الثلاثو نََ 
وعن أبي هريرة وق قال: قال رسول الله َكل «مَنْ نفس عَنْ 


سَئَرَهُ اله في الدَئيا وَالأَحْرَة وَاانَهُ في عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ في عَوْنٍ 
حيو وَمَنْ سَلَكَ ريما يَلْتِّسُ فيه عِلّاء سَهَلَ التة له بو طريقًا إِلَ اليه 
وَمَا اجْتَمَعَ قَوٌْفي بَْتِ مِنْ يُبُوتِ الوه يَدلُونَ كِكَاب الله وَيتَدَارَسُوَه 
بَْتَهُمْ إِلتَرلَتْ عَلَيْهُمُ الشكينة وَعَشِيْنْهُمْ الإحْمَةُ وَحَفْيْهُم املاَيِكَةُ 
وَذْكَرَهُمْ الله يمن عِنْدَه وَمَنْ أبطأ به عَمَلْهُ ل يُسْرِغ به تَسَبهُ). روأاه 


مسلم بهذا اللفظ7©. 


قال وك «مَنْ تَفْسَ عَنْ مُؤْمِنِ كُرْبَة من كُرَبٍ الذَنْيَاء نَفْسَ الله 
عَنْهُ كُرْبَةٌ مِنْ كُرَبٍ يوم الْقِيَامَةه الكربة: ما يكون معه الضيق والضنك 
والشدة على المسله7"؛ وهذا ناسب معها أن يقول: اتَْسَ)؛ لأنها 


.)5554( أخرجه مسلم‎ )١( 
.)775 وتختار الصحاح (ص‎ »)71١ /١( (؟) انظر: لسان العرب‎ 


فيه و جهة هه ومن جهة مأ حول فتستحكم عليه حي تيقب 
الأرض الواسعة فإذاننّس عنه فبقدر ذلك النفيس يكون الثواب. 
قوله: : «كُرْبَةً» هذا فيه إطلاق؛ بء: يعنى: أي كربة من كرب الدنياء 
فيدخل في ذلك الكرب النفسية» والكرب العملية ية)؛ وما يدخل تنفيسه 
في الكلمة الطيبة» وما يدخل تنفيسه في المال» وما يدخل تنفيسه في بذل 


الجاه ... إلى آخره؛ فتنفيس الكربة عام» والكرب هنا أيضًا عامة؛ فمن 
نفس عن مؤمن كربة بأن يسر له السبيل إلى التخلص منهاء أو خفئف 
عليه من وطأة الكربة والشدة والضيق الذي أصابه. كان جزاوه عند 
الله ل من جنس عمله؛ لكن في يوم هو أحوج إلى هذا التنفيس من 
الدنيا؛ ولهذا كان الثواب في الآخرة» فقال وك انس اده نه كرَةٌ من 


كُرَبٍ يَوْم الْقَِامَة. 
قال* : ١وَمَنْمَسَرَ‏ عل مُعْسِرِ يَسْرَ الله عَلَيّه في الدَنْيا وَالأَجرَعه. 


العسر هو الذي عليه حق لقره ل يستطي أ002 والتيسير على 
المعسر يكون بأشياء منها: أن يعطيه مالاً ليفك به إعساره» أو أن يكون 


الحق له فيضعه عن ال معسر» فيخفف عنه» وقد قال كَك: + وَإنكات 
إع م 4 رج صر عير 
دؤْعَسَرَوَ فَنْظِرَة إل مَنِسَرَةٍ م #[البقرة :538 ] + فَالَت لتيسير على المعسر من 


0041 انظر؛ لسان العرب (؟/ 65) ومختار الصحاح ((ص‎ )١( 


المحديث السادس واكلاثون 


الأمور المستحبة» ومن فضائل الأعمال» ومن الصدقات العظيمة. 

فقوله: (وَمَنْيَسْرَ عَلَ مُعْس) يعني: خفف عنه شأن إعساره 
بإعطائه مالآ أو بإسقاط بعض المال الذي عليه» أو بإسقاط الال كله 
أو السعي له في التتخلص من الإعسارء لِيسّرَ الل عَلَيْها جزاءً وفاقًا على 
مايسرء «في الدّئيا وَالأَخْرَة وهذا من الثواب الذي جعل في الدنيا 
والآخرة» فلا بأس من أن يقصده المسلم في أن ييسر على إخوانه رغبة 
فيم| عند الله ويك ورغبة في أن يُيسر عليه في الدنيا والآخرة؛ لأن هذا 
-كها سبق في شرح حديث م الأمال بالتيّاتِ»- لا يناني الإخلاص؛ 
فإن العمل إذا رتب عليه الثواب في الدنياء أو في الدنيا والآخرة: 
وجاءت الشريعة بذلك؛ فإن قصده مع ابتغاء وجه الله ويق, 
والإخلاص له؛ لا حرج فيه. 

قال: الوَمَنْ سر مُسْليَ)) هذا جميع المسلمين سواء أكانوا مطيعين 
صاحين؛ أم كانوا فسقة؛ فإن الستر على المسلم من فضائل الأعمال» بل 
جعله طائفة من أهل العلم واجبًّا ©؛ فإن المسلم الذي ليس له ولاية 


)١(‏ قال ابن عبد البر في التمهيد (/ /59*): ١‏ السئر واجب على اللسلم في نخاصة نفسه إذا أتى فاحشة؛ 
وواجب ذلك عليه أيضًا في غيره؛ مالم يكن ساطانًا يقيم الحدودا اه. وانظر: الحلى لابن حزم 
(148/11)» وفيض القدير(1/ 115118)؛ وشرح الأربعين التووية للعلامة ابن عثيمين 
جتلقه (ص "١‏ 311). 


الأ العروف والتهي عن انكر يجب علي أن يست أخاء الم 
أو يتأكذٌ عليه أن يسترء فإذا علم منه معصية كتمهاء وإذا علم منه قبيحا 
كتمه» وسعى في مناصحته و تخليصه منه. 

وأما أهل الِْسْيّة - أهل الأمر با معروف والنهي عن المنكر - 
فإههم يجوز لهم أن يعلموا هذا فيما بينهم؛ لكن لا يجوز لهم أن يتحدثوا 
بها قد يقترفه بعض المسلمين من الذنوب والآثام والقاذورات 
والمعاصي؛ لأن هذا أيضًا داخل في عموم الستر لكن الحاجة إلى تأديبه 
قائمة» فهؤلاء لهم أن يتداوّلوا أمره بحسب الحاجة الشرعية» وهذا 
ينبغي التنبيه عليه كثييرًا لمن يلي مثل هذه الأمور في أنهم قد يتوسعون 
في الحديث عن أهل العصيان؛ وعمن يقبضون عليه من يرتكب جرمًاء 
أو يرتكب ذنبّاء أو معصية: فُمثل هؤلاء ينبغي لهم أن يكتموا القضايا 
التي يتداولونها فيم| بينهم» وألا يذكروا شيئًا منهاء إلا لمحتاج إلى ذلك 
الحاجة الشرعية. 

قال َكِلَة: «وَالنَه في عَوْنٍ الْعَبْدِ مَا كَانَ عدف عَوْنٍ أخِيه» هذا 
فيه حث على أن يعين المرء أخاه بأعظم حث؛ حيث جعل أن العبد إذا 
أعان أخاه كان الله في عونه» فإذا كنت في حاجة أخيك كان الله في 
حاجتك. وإذا أعنت إخوانك المسلمين» واحتجت إلى الإعانة؛ فَإنّ 
الله يُعينك؛ وهذا من أعظم الفضل والثواب. 

قال: «وَمَنْ سَلَكَ طرِيقَا يَلْتَمِسٌ فيه علا سَهَلَ ادئة لَه به طَرِيقًا إِلَ 


3-1 


الحديث السادس واثلاثون م 
الجن وهذا فيه الحثٌ والترغيب على سلوك طريق العلم؛ والرغب 
فيه» فأي طريق من طرق العلم سلكته؛ فإنّ الله عله يسهل لك به 
طريقًا إلى الجنة» بشرط إخلاصك في طلب العلم؛ لأن العلم باب من 
أبواب الجنة» والجنة لا تصلح إلا لمن علم حق الله وَيك؛ فمن طلب 
العلم» ورغب فيه مخلصًا لله بده سهل الله له به طريقا إلى الجنة. 

قال: «وَمَا اجْتَمَعَ قوم في بَْتِمِنْ يُبُوتٍِ الكو يَدْلُونَ كاب اللّى 
َيََدَارَسُوئَه يهم إِلأَرَلَتْ عَلَيْهُمْ السّكِيئة؛ قرله: (رَمَا اجْتَمَمَ قَوْما 
استُدل به على أن هذا لا نص به قوم من قوم؛ فيصلح أن يكون هؤلاء 
المجتمعون من العلماء» أو من طلبة العلم» أو من العامة» أو من العبّاد 
أو من غبرهم؛ فالمساجد تصلح للاجتاع فيها لتلاوة كتاب الله 
ولتدارسهء فإذا اجتمعت أية فئة لأجل تلاوة كتاب اللّه وتدارسه؛ 
فإنهم يتعرّضون لهذا الفضل العظيم. 

قال: «في بَيْتِ مِنْ بِيُوتٍ اللوا والمراد بذلك المسجدء والمسجد 
بيت الله» إضافة تشريف للمسجد؛ لأنه بيت يُطلب فيه رضا الله غَلل. 

قال: ايَيْلُونَ كتَابٌ اللو هذا حال أولشك يتلون كتاب الله 
والمقصود بذلك أن يتلو واحد منهم والبقية يسمعون؛ كأ كان عليه 
هدي السلفء أما التلاوة الجاعية فهي محدثة ولا تقر» وإنما الذي كان 
عليه عمل الصحابة» ومن بعدهم أنهم يجعلون قارئا يقرأ القرآن» - 
ثم يستمع البقية» وقد يتناوبون القراءة فيم| بينهم ويتدارسون كلام 


شر ألا بع التووية 


انه 5م00 , 

قال: «إلأَتَرلَت عَلَيْهُمُ السّكِيئةُ»» والسْكِيَةٌ هي الطمأنينة, 
والروح والرحمة التي تكون من الله هبك وقوله: «تَرّلْتْ عَلَيْهِمُا نفهم 
منه أنها من عند الله َه وهذا فيه تعظيم لها. 

قال: (وَ عَشِيتْهُُ الرَحمَةُ وهذا فيه أن الرحمة صارت لهم غِشَاء 
يعني: أنها اكتنفت هؤلاء من جميع جهاتهم» فلا يتسلط عليهم شيطان 
وهم على تلك الحال؛ بل الرحمة اكتنفتهم من جميع الجهات فصارت 
عليهم كالغشاء؛ وهذا من فضل النّه العظيم عليهم. 

قال: ا وَحَفَْهُمُ الملمَيَكَة» يعني: أحدقت بهم بتراص» حيث 
لا ينفذ إليهم من الخارج» وهذا كا قال كَيْكَ: :«( تالمح 010 
منْحول الْعَرْش سحن حمَرَيَهم #[الزمر: ا]ء فِحَفف الملائكة لا 
الذين يتلون كتاب الله يعني: أنهم أحدقوا بهم من جميع الجهات» 
وتراصوا بحيث كانوا حافين بهم؛ وهذا يدل على أن هؤلاء تعرضوا 
لفضل عظيم؛ لا يتسلط عليهم وهم إِذْ ذاك شيطانء إلا ما كان من 
هوى أنفسهم والقرين 

قال: وَذْكَرَهُمُ الله فِيمَنْ عِنْدَُ» والذّكر هنا معناه الثناء» يعني 


.)”18 - "44 انظر: شرح الأربعين النووية للعلامة ابن عذيمين فته (ص‎ )١( 


المحديث السادس والثلاثون 


4 © 
أثنى الله عليهم فيمن'عنده. ومن عنده؟ هم الملائكة المقربون؛ كى) قال 
كك ني آية النساء: ل( يستكت الْمَييحٌ أن يكرت عَبْدَا َه و1 
الْملهَكةٌ ألْمَيوْنَ 4[النساء: 1177 فالملائكة المقربون هم الذين عند 
الله ويك : +[ وَمَنْ عند لَامستَكرودَعن عادو وَلَايسْسَحِرُونَ 4 [الأنبياء : 
6 

قال: لوَمَنْبَطأ به عَمَلُهُ لَيُسْرِع ِو نَسَبْة فيه أن التفاخر 
بالأنساب» والظن أنه بالنسب يكون المرء محبوبًا عند الله َك هذا 
جاءت الشريعة بإبطاله؛ إن الأمر على التقوى والعملء قال الله ول 
إن عكفتك رين درق وَجَعتكي سْمو آل تن رين ده 
أَقَدَكُمْ 4 [الحجرات: 11» فالتقوى هي مدار التفضيل؛ ومدار 
التفاضل بين الناس. 


جر (ض بوي 
الحدث الساع راون م اجن (رويس جح 


الحديث السابع والثلاثون 
وعن بن عباس فق عن رسول الله وا تومه عن 
ك وَتَعَالَ» قَالّ: [١‏ : إن لله وجل تب الحْستاتٍ وَالسَيَاتِء ميقن 
يه تك بحس لمعه اله ل 2 حَسَنة كاله ِنَم 
ها فَحَِلًَا كبا الله عند عَثْرٌ حَسََاتٍ إِلَ سَبْ أن ضِحْفٍ إل أضعَاٍ 


تيار 


سر 
إن 


كتير وَإِنَ , بسَيكَة فلم يَعْم يَعْمَلْهًا كَتَبَّمّا الله عِنْدَهُ حَسَئَةٌ كَاملَةٌ وَإِن هم 


ببَا فَعَوِلَهَا كَتَبّهَا الله سَيئَةٌ وَاحَِدَةً). رواه البخاري ومسلم ذه 
الحروف2". 


قوله: (فِي يَرُويه عَنْ رَبّوِ تبَارَكَ وَتَعَالَ) يعني: أن هذا حديث 

قدسي. 
0 كه 00 سن عد ل اس 

قال: (إن الله كتبّ الْحَسَنَاتٍ وَالِسَيئَاتِء ثُمْ بين ذْلِكُ4 يعني: كتبها 
عنده؛ فبينها في القرآن: بين ما تكون به الحسنة» وما تكون به السيئة؛ 
يعني: بين العمل الذي يكتب للمرء به حسنة» والعمل الذي يكتب 
للمرء به سيئة. 

قال: لقَمَنْهَمّْ بِحَسَئةٍ ِحَسَئٍَ فلم يَعْمَلَا يَعْمَلْهًا ...؛ إلى آخره؛ استدل به على 


.)1"1( أخرجه البخاري (5451)؛ ومسلم‎ )١( 


أن الملكين اللذين يكتبان ما يصدر عن العبد يعلمان ما يجول في قلبه» 
فالحَم معلوم للملكء وهذا بإقدار الله جل لمماء وإذنه بذلك. 

وقد كان بعض الأنبياء يعلم ما في نفس الذي أمامه؛ والنبي عله 
أخبر رجلا ب! في نفسه؛ | سبق في حديث وابصة بن معبد وَلإُع قال: 
أتيتٌ رسول الله وَكَئِيْةٌ فقال: «جِيْتٌ تَسْأَلُ ء عَنِ الْبن؟20, وهكذا 
حصل من عدد من الأنبياء» فهذا من أنواع الغيب الذي بطلع الله عل 
إياه من شاء من عباده؛ فالملائكة أطلعهم الله ع على ذلك؛ كما قال 


1 نم 5ك ره 


ل: + عدلم ألْعَيبِ فلا يظهر عل عَووء أمدا )لام أَرتصَى من رسُولٍ »# 
[الجن: 7-75؟]: و(رسول) هنا يدخل فيه الرسول الملّكي؛ 
والرسول البشري. 

قال: «قَمَنْهَم بِحَسَئَة فَلَمْ يَْمَلْهًا كَبِبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَئةٌ كَاملَةًا؛ 
لأن الهم نوع من الإرادة» وإرادته للحسنة طاعة» فيكتبها الله جل له 
حسنة كاملة من رحمته ومنه وكرمه. 

قال: 9وَإِنْ مَمْ يها فَحَوِلََا كبا الله حَزْ وجل عِنْدَهُ عَْرَ حَسَنَاتٍ 
إِلَ سَبْائَةِ ضِعْفِ» يعني: أنه إن هم بالحسنة فعملهاء فأقل ما يكتب له 
عشر حسنات» وقد يصل ذلك إلى سبععائة ضعف بحسب الحال» وقد 


(1) راجع (ص4""). 


سبق بيان تفاصيل ذلك في أوائل هذا الشرح”(2)؛ فإن المسلمين 
يتفاوتون في ثواب الحسنة» منهم من إذا عملها كتبت له عشر أضعاف؛ 
ومنهم من إذا عملها كتبت له مائتي ضعف»ء ومنهم من تكتب له أكثر 
من ذلك إلى سبعمائة ضعفء بل إلى أضعاف كثيرة» وهذا مختلف 
باختلاف العلمء وتوقير الله كبك والرغب في الآخرة؛ ولمذا كان 
الصحابة - رضوان الله عليهم - أعظم هذه الأمة أجورّاء وأعظمها 
منزلة» وقد ثبت عنه وَكَِكِ أنه قال: «قَوَالذِي تمي بده لَوْ أنْقَقَ أحَدَكُمْ 
ِل أَحُدِ دَّهَبَ) مَابَلََ مُدَ أحَدِهمْ وَلَاتَصِيفَه2"0» يعني: أخهم مع قلة ما 
ينفقون وما عَمِلواء فإنهم أعظم مما لو أنفق أحدكم, وهذا في متأخري 
الإسلام؛ فكيف بمن بعدهم؟ وهذا يختلف باختلاف حسن الإسلام 


وحسن اليقين إلى آخره. 
قال: 9وَإِنْ هم بِسَيكةِه يعني: أراد سيئة» «فلَمْ يَعْمَلْهَا هذا فيه 


تفصيل 9©: 


أولاً: إن تركها من جراء الله ويك يعني: خشية للّه ورغبًا فيا 


(1) راجع (ص ؟/اك 01/7). 

(؟) أخرجه البخاري ("/51”): ومسلم ( 4١‏ من حديث أبي سعيد الخ دري وله وأخرجه 
مسلم ( 840؟) من حديث أب هريرة . 

(") انظر: شرح الأربعين النووية للعلامة ابن عثيمين يله (ص .)501١ 517١‏ 


عنده؛ فإنها تكتب له حسنة؛ كم| ذكر في هذا الحديث» وقد جاء في لفظ 
آخر أنه وَكبِدِ قال: (إِنّا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ200» فإذا ترك السيئة التي هم 
بهاء فتركها يعني: أنه لم ينفذها عملاً لله وبق فهذا تُكتب له حسنة؛ 
لآن إخلاصه قلب تلك الإرادة السيئة إلى إرادة حسنة» والإرادة الحسنة 
والهم بالحسن يكتب له به حسنة. 

ثانيًا: أن ميم بالسيئة فلا يغملها؛ لأجل عدم تمكنه منهاء والنفس 
باقية في رغبتها بعمل السيئة» فهذا وإن لم يعمل؛ فإنه لا تكتب له حسنة 
في ذلك؛ بل إِنْ سعى في أسباب المعصية؛ فإنه تكتب عليه سيئة؛ كما 
جاء في الحديث: إذًا الى الحُسْلَانِ ِسيَْيهمَ فَالَْايلُ وَالْقيُولُ في التَّارِاء 
قالوا: يا رسول الله هذا القاتل فم| بال المقتول ؟ قال: (إِنَّهُ كَانَ حيصا 
عَلَ قَنْلِ صَاحبهه("» قال العلماء: إذا تمكن المرء من أسباب المعصية» 
وصرفه صارف عنهاء خارج عن إرادته؛ فإنه يجزى على همه بالسيئة 
سيئة؛ ويكون مؤاخ ذا بها بدلالة حديث: ه«هَالَْاِلٌ وَامُقَتُولُ في 
التّارو». ٠‏ 


)١(‏ أخرجه مسلم (9؟١)‏ من حديث أبي هريرة و 

() أخرجه البخاري (71): ومسلم (884؟) من حديث أبي بكرة وَإلقة. 

(5) انظر: تفسير ابن كثير (1/ 194): شرح النووي على صحيح مسلم (16/؟١)»‏ وجامع العلوم 
والحكم (ص 84”)؛ وفتح الباري (9/11؟7): وعمدة! لقاري (1/ 517 ونيل الأوطار 
(0/ 501). 


قال: 9وَإنْ هَمَّ با فَعَلَهَاء كَتبهَا الله سَيَْةَ وَاحِدَّة وهذا من عظيم 
رحمة الله عله بعباده المؤمنين أهم إذا عملوا سيئة لا تضاعف عليهم: 
بل يكتبها الله عله عليهم سيئة واحدة» وأما الحسنات قتضاعٌف 
عليهم؛ ولهذا لا يبلك يوم القيامة إلا هالك» ولا ترجح سيئات أحد 
على حسناته إلا هالك؛ لأن الحسنات تضاعف بأضعاف كثيرة» وحتى 
الهم بالسيئة إذا تركه تقلب له حسنة» والسيئة تكتب بمثلهاء فلا يظهر 
بذلك أنْ يزيد ميزان السيئات لعبد على ميزان ال حسنات إلا وهو 


خاسرء وقد سعى في كثير من السيئات» وابتعد عن الحسنات. 


جر (إاتج قري 
لل (ج (زوميسى 


الححددث الثامن والثلاثون 


الحديث الثامن والثلاثون 
وعن أب هريرة وق قال: قال رسول الله يَكَيِْةٌ: «إن الله تعالى 
قال: مَنّْ عادى لي ولا فقد آنه بالحربٍ» وماتقرّبٌ إل عبدي بشيء 
أحبٌّ إلي مما افررّضْته عليه؛ وما يزالٌ عبْدي يتَقَربٌ إل بالتُوافلِ حتى 
أحّهء فإذا أحيَييّه كُنْتُ سَمْعَةُ سَمْعَهُ الذي يسمعٌ به وتصرّه الذي يبر به» 


ويدّه التي يبطِشُ بها » ورجله ال لتي يمشثي بباء ا ولنْ سألني لأعطيئّهء ولئن 
استعاذني لأعيدّنه». رواه البخاري (©. 


الشرح: 

: عالط 80> اخالدء صَلايَه . وك 94 5 , : 

هذا حديث عظيم أيضًا قال فيه النبي وَلَئِيْةّ: إن النّه قال فهو 
حديث قدسيىء قال: امَنْ عادى لي وَليا فقد آذّنْته بالحزب». قوله: 
«عادّى؛ يعنى اتخذ الولى عدواء وهذا معناه أنه أبغضه. قال العلماء9): 
إن أبغض الولي لما هو عليه من الدين» فهذا ظاهر دخوله في الحديث» 
وأما إن عاداه لأجل الدنياء وحصل بينه وبينه خصومات؛ لأجل الدنيا 
فهذا فيه تفصيل: 

© إن صار مع الخصومات بغضاء وكره؛ فإنه يُحَشَى عليه أن 


,) 65 ( أخرجه الببخاري‎ )١( 
؟8”).‎ /1١( انظر: فتح الباري‎ )( 


يدخل في هذا الحديث. 
© إن كانت الخصومات بدون بغضاء؛ فإنه لا يدخل في هذا 
الحديثء يعني: لا يكون مؤذنًا بالحرب. 
وذلك لأن سادات الأولياء من هذه الأمة قد وقعت بينهم 


خصوماتء فتخاصم عمر وأبو بكر في عدة مجالس» وتخاصم ابن 
عباس» بل العباس وعلي» وحصل بينهم خصومة وترافع إلى القاضي؛ 
أولياء اده ع2 ل يدخل قٍِ هذا الحديث» وأما إذا أبغض وليًا من أولياء 
الله كَيْكَ؛ فإنه مؤذن بالحرب. يعنى: قد أذنه الله عله بحرب من عنده: 
: ا 5 ِ 9 

وإيذانه بالحرب معناه أنه أعلم وأنذر بأنه سيعاقب من الله يك؛ إذ 
حرب الله عله إيصال عذابه ونكاله لعباده. 

٠ 5‏ لح ها رم م 3 ٠.‏ 5 

قال: «مَن عادى لي وَليا». والولي له معنى في اللغة وهو: المحب 
الناصر؛ كما في قول الله صَكَكَ: + يلكي الله ورسوله ولْدينَ امثوا لدقِيمُوتَ 
الكو رون أركزء وخ تكغرة (2 وترير1 ألشروش آذ ر انيما كايو بَ م 
هَمَالْمَيبونَ )ه [المائدة: هق كهل فالولل هوالناصر» والوؤلاية بالفتح 
هى المحبة والنصرة: أما الولاية بالكسر فهذه هى الإمارة» هذا في 


الحديث الثامن واثثلاثون 6 
اللغة0©: فالولي هو المحب الناصرء تقول: هذا ولبي. يعني: محب لي 
وناصر لي» ومنه قول الله صَبْك: <( وَالْمؤْمبُونَ والْمؤوئت بتشخ أولياة بض 
[التوية : 1/ا]. 1 | 

أما في الاصطلاح فالولي عند أهل السنة هو: كل مؤمن تقي ليس 
بنبي2"0» يعني: أن الولي كل من عنده إيمان وتقوى. والإيمان والتقوى 
تتفاضل» فتكون الولاية - يعني محبة الله وَولاً لعبده؛ ونصرته له - 
متفاضلة؛ وإنما يُقصد بالولي من كَمّل بحسب استطاعته الإيمان 
والتقوى» وغلب عليه في أحواله الإيمان والتقوى؛ وذلك لقول الله 
م الاك ولاه امه لا زف عَلَيوم وَلَاهُمْ محرت 09 اندي 
مُأ كوأ يتقو 4 [يونس: 5-57]. فجعل الأولياء هم 
المؤمئون المتقون. 

فمن عادى مؤمنًا متقيًا قد سعى في تكميل إيانه وتقواه بحسب 
قدرته؛ ولم يعرف عنه ما يمخدش كمال إيمانه» وكمال تقواه؛ فإنه مؤذن 
بحرب من الله يعني: مُعلّم ومهدد بإيصال عقوبة الله عله له؛ لأن 


| .)"”:"5 والمصباح المنير (؟/ 08177 وتختار الصحاح (ص‎ »)5:05 /١8( انظر: لسان العرب‎ )١( 

(؟) انظر: منهاج السنة النبوية (18/1)) ومجموع الفتاوى (؟/ 4؟5)؛ وجامع العلوم والحكم 
(ص ١5”)ء‏ وفتح الباري /١١(‏ 547): وشرح الأربعين للعلامة ابن عثيمين به 
(ص /7087). 


م شرج أل مربعين النووية 


. هذا الولي محبوب لله جه منصور من الله د والواجب أن تحب المرء 
لمحية الله عَلْل له. 

قال: «وَمَا تَقَرّبَ إِلَ عَبْدِي بِنَيْءِ أحبٌ إل با افرَضْتُ عَلَيْدا 
يعني: أن أحبٌّ القرُبات إلى الله عله التي يتقرب إليه بها العبد: أن 
يتقرب بالفرائض» فأحب القربات إلى الله وبقَ: الصلوات الخمس 
حيث تُصل وتقام؛ والزكاة المفروضة:؛ والصيام المفروض, والى 
المفروضء والأمور الواجبة» وكل أمر افترضه الله خَلِةِ على العبد 
فالتقرب إليه به هو أحبٌ الأشياء إليه َيْك. 

وهذا خلاف مايأتي لبعض النفوس من أنهم يحصل عندهم 
خشوع وتذلل في النوافل ما لا يحصل في الفرائض» يل ويرجون 
بالنوافل ما لا يرجون بالفرائضء وهذا خلاف العلم؛ وأحب ما 
يتقرب إلى الله لل به ما افترضه سبحانه. فافترض الله خَلِل الفرائض؛ 
لأنه يحب أن يُتعبد بها. 

قال: «وما يزالٌ عبْدي يقب إل بالتُوافِل حتى أَحيّهه. يعني: أن 
العبد صار له كثرة النوافل وصنَاء بحيث كثر منه إتيانه بنوافل 
العبادات من: صلاة؛ وصيام؛ وصدقات» وحجء وعمرة» وأشباه 
ذلك. 

قال: «حتى أَحيّه وهذا يدل على أن محبة الله ل تلب بالسعي 
في طاعته بأداء النوافل» والسعي فيها بعد أداء الفرائضء والتقرب إلى 


المحديث الثامن واثلاثون 

الله علو مبا. 

قال: «فإذا أحبّبته» لمحبة الله خَللةْ لعبده أثر» ف] هذا الأثر؟ قال: 
«كُنْتُ سَمْعَهُ الي يَسْمَعٌ يه وَبَصَرَهُالَذِي مُبْصِر به وَيَدَهُ لي يَبْطِشُ يبا 
وَِجْلَهُ لي يَمْيِي هذا فسره علماء ا لحديث وعلماء السنة بأن يوفقه 
ويسلده في سمعه؛ وي بصره؛ وفيا يعمل بيده» وفي| يمشثي إليه 
برجله20) فمعنى قوله: (كُنْتٌ سَمْعَهُ» أي: أوفّقه في سمعه؛ وهذا ليس 
من التأويل؛ لأن القاطع الشرعي النصي أن الله جل لا يكون بذاته 
سمعًاء ولا يكون بذاته بصرًاء ولا يكون بذاته يدّاء ولا يكون بذاته 
رجْلاً عله وتقدس وتعاظم ربنا - فدل ذلك على أنه يُوفْق في سمعه 
ويُسدد فلا يسمع إلا ما يحب الله عل أن يَُسمّع ولا يبصر إلا ما يحب 
الله عل أن يُبِضَرء ولا يعمل بيده ولا يبطش بها إلا بها يحب الله جل أن 
يعمل أو يبطش بهاء وكذلك في الرجل التي يمشي بها. 

وغلاة الصوفية استدلوا هذا على مسألة الحلول("., وهناك رواية 
موضوعة مكذوبة زادوها في هذا الحديث بعد قوله: ويد اَي يَبْطِشُ 
ا وَرِجْلَهُ الي يَمْشِى»؛ وهي: «حتى يقول للشيء: كن فيكون» هذه 
موجودة في بعض كتب الحديث مسندة» لكنها موضوعة يستدل بها 


() انظر: مدارج السالكين (7/ 19)» وتفسير ابن كثير (؟1/ .)88١‏ 
() انظر: الجواب الصحيح (/ 5*4) ومجموع الفتاوى .)58/٠١(‏ 


لتك شرج الأمربعين النووية 

ا في أن الله عَلِلةٌ يعطي الأولياء ملكوته يتصرفون فيه بما 
يريدون» وهذا باطل من جهة الاستدلال وباطل من جهة الأصول 
القطعية الدلالة على أن الله لا ينازعه أحد في ملكه؛ وليس له شريك. 

قال: «ولنْ سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيلّنه) يعني: 
وعزتٍ وجلالي لئن سألني لأعطينه ما سأل؛ لأن اللام في قوله: «لن» 
هذه واقعة في جواب القسم» ويكون قبلها قسم 

وجاء في بعض روايات هذا الحديث أنه قال: (وٌمَا تَرَددْتُ عَنْ 

ْنا َاعِله روي عن كن تمس المُؤْمِنِ يَكْرَه الو 3 تَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَنَهُ 
ولايد لَهُ مِنْهُ2770» فذكر التردد مضاقًا إلى الله ْكَء فهل التردد صفة لله 
عل أم لا؟ , بعض أهل السنة لا يضيف التردد إلى الله جَلِةْ صغة؛ لأن 
التردد ينقسم إلى محمود ومذمومء وإطلاق إضافة الوصف فيا ينقسم 
إلى محمود ومذموم الأصل خلافه؛ لأن الأصل ألا يضاف إلى الله 0/2 
إلااما هو محمود. والتردد قد يكون عن نقص علم. والله عله مئزه عن 
ذلك. 


ولهذا ذهب من ذهب من أهل العلم إلى عدم إثبات صفة التردد 


(1) أخرجه: ابن أبي شببة في مصنفه (1/ 14؟) وابن أبي الدنيا في الأولياء (ص 4) وحلية الأولياء 
(18/6") والقضاعي في مسند الشهاب (؟/7؟”) والبغوي في شرح السنة (8/ ؟؟) بألفاظ 
متقارية. 


إل له قل لأمم جعلوا منشا ترد عن عدم علم؛ أو عن جه أو 
عن عدم قدرة» أو عن عدم قوة على إنفاذ الشيء» وأشباه ذلك» فمنعو 
وصف الله غَلة بالتردد. 

والقول الثاني عند أهل السنة: أن التردد صفة من صفات الله 
له بحق. وأن حقيقة التردد ليس معناها أنها تنشأعن 
جهل أو عن عدم قوة أو قدرة؛ كا قاله الأولون» بل حقيقة التردد أنه 
تردد الإرادة في أي الأمرين أصلح للعبد. أو في أي الأمرين أوفق 
للحكمة» أو نحو ذلكء أو تردد الإرادة في المصلحة المقتضية لذلك. 

وتردد الإرادة ليس ناشئًا عن الجهل وعدم العلم أو نحو ذلك 
فهذا منزه عنه الرب عل وإنما هو ناشئ عن محبة الله لاختيار الأصلح 
لعبده؛ فلهذا وقع التردد بين الصالح والأصلح. يعني: في الاختيار. 

وإذا كان كذلك؛ فإن التردد على هذا يكون كالاً؛ لأنه لم ينشأ عن 
جهل؛ ولاعن عدم قدرة» أو عدم قوة» وإنم| هو راجع إل الحكمة. 
ومقتضى قدر الله وحكمته سبحانه. 


مل وأن تردده 


وهذا الثاني هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية قله(" وعزاه إلى 


)١(‏ شئل شيخ الإسلام مله عن التردد ما معناه في هذا الحديث؟ فأجاب: «قد رد هذا الكلام طائفة» 
وقالوا: إن للّه لا يوصف بالتردد» وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور» وله أعلم بالعواقب. 
وربما قال بعضهم: إن الله يعامل معاملة المتردد. والتحقيق: أن كلام رسوله حق» وليس أحد 


السلف وإل مذهب سلف هذه الأمة. 

قال: ليكرَهُ الْموْتَ وَأنا أَكْرَهُ مَسَاءَئَةُ). ووصف الله بأنه يكره جاء 
في القرآن والسنة في أحاديث كثيرة» مثل قوله وَل في آية سورة التوبة: 
# ول حكرء لله الهم َتَبَطهُمَوقيِلَ أفْضدوأمَمَالقدجيرت »> [التوبة: 
5 ]) فكره لله عل هذايتعلق بالأعيان - أ الذوات - وبالصفات» 
وهو صفة اختيارية» وهو هنا في الحديث يتعلق بالمساءة: فيَكْرَة المت 
وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ وَلا بل لَهُ من 


أعلم بلله من رسوله. ولا أنصح للآمة منهء ولا أفصح ولا أحسن بين منه. فإذا كان كذلك كان 
التحذلق والمكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوأهم أدبًاء بل يجب تأديبه وتعزيزه» ويجب 
أن يصان كلام رسول لله يََيُ!. |.ه. انظر: مجموع الفتاوى .)١115 /١8(‏ 

وقال في مجموع القناوى (١٠/88):١فبين‏ أنه يتردد؛ لأن التردد تعارض إرادتين» وهر يق 
يحب ما يحب عبله» ويكره ما يكرهه» وهو يكره الموت فهر يكرهه؛ ى) قال: وأا أكْرَهُ مَسَامتةه: 
وهو وَل قد قفى باللوت» فهو يريد أن يموت؛ فسمى ذلك تردداء ثم بين أنه لا بد من وقوع 
ذلك؟.اءه. 


2 
قر 


0 
0 


الحديث التاسع والثلاثون 

وعن ابن عباس وها قال: قال رسول الله كَكَيدٌ: دإِنْ الله تجَاوَرٌ 
لي عَنْ أمتِي الخطا وَالمسْيَان» وَمَا اسْبْكْرهُوا عَلَيْه». حديث حسنء رواه 
ابن ماجه والبيهقي وغيرهم(". 

الشرح: 

هذا الحديث أيضا فيه بيان فضل الله عله و رحمته بالمؤمنين. 

قوله: ون اله تَجَاوَرٌي) يُفهم منه أن هذا من خصائص هذه 
الأمة» فغيرنا من الأمم إذا همّ العبد بحسنة لم تكتب له حسنة؛ وإذا هم 
بسيئة فتركها لم تكتب له حسنة» وكذلك في خصائص كثيرة» ومنها: 
التجاوز عن الخطأ والنسيان» فرحم الله عل هذه الأمة بنبيها لَك 
وتجاوزلما عن الخطأ والنسيان» ولما نزل قول الله جل في آخر سورة 
و ل 
يمه 4 [البقرة: 4 شق ذلك على الصحابة رضوان الله عليهي: 
حتى نزلت الآية الأخرى» وهي قوله فل في آية سورة البقرة: ج لَا 
)١(‏ أخرجه ابن ماجه( 5:48).: وابن حبان في صحيحه (15/ 25؛ والطبراني في الكبير 


( 11774). والحاكم في المستدرك »)5١5/5(‏ والدارقطني في ستنه (4/ 40١7١‏ والبيهقي قي 
الكبرى (/1/ 5ه" ). 


لتك شرح الأسربعين النووية 
فكت انس لا وْسََها لهَامَاكسبَت وَعَلَامَاامَْسَيَتْ ينا لَاموَايِذْ مان 
يمآ أوْلَعْطاا 4[البقرة: ]7١85‏ فدعابها الصحابة رضوان الله 
عليهم, فقال الله وَبكَ: «قَدُ فَعَلْتُ00. 

فهذا المحديث في معنى قوله ويك ينا لَامُوَاحِذْتَآ إن سيآ أو 
ْمَأ 4 دل ذلك على أن من أخطأ؛ فإنه لا إثم عليه» ومن نسي فلا 
إثم عليه» لكن هذا مختص بالحكم التكليفيء أما الحكم الوضعي؛ فإنه 
يؤاخذ بخطئه وبنسيانه يعني: ما يتعلق بالضماناتء فإذا أخطأ فقتل 
مؤمنًا خطأ؛ فإنه يؤاخذ بالحكم الوضعي عليه بالدية وما يتبع ذلك» 
وأما الإثم فإنه لا إثم عليه؛ لأنه أخطأء وكذلك إذا أخطأ فاعتدى على 
أحد في ماله» أو في جسمه. أو في أشباه ذلك؛ فإنه لا إثم عليه من جهة 
حق الله هيد أما حق العباد في الحكم الوضعي؛ فإنهم مؤاخذون به؛ 
يعني: أن الآية والحديث دلا على التتجاوز في) كان في حق النه؛ لأن الله 
هو الذي تجاوزء وتجاوزه عله عن حقه متعلق بالحكم التكليفي؛ ى) هو 
معروف في بحثه في موضوعه في علم أصول الفقه(©. 


)١(‏ أخرجه مسلم 2978 5؟1١)‏ من حليث أب هريرة» وابن عباس وَإ2ه. 

(0) انظر: شرح العمدة لشيخ الإسلام ابسن تيمية (*/ 88): وإعلام الموقعين ))٠١6/9(‏ 
والمواققات للشاطبي :)18١ 144 /١(‏ وشرح الأربعين للعلامة ابسن عديمين يتنه 
(ص 86"). 


المحددث التأسم والثلاثون آم 


والخطأ غير النسيان» وكذلك ما يُكره عليه يختلف عنهماء فالخطأ: 
إرادة الشثىء وحصول غيره من غير قصد لذلكء والنسيان: الذهول 
عن الشيء. 

5 2 3 ف ع 25 - 5 
وقوله: (وَمَا اسْبْكْرَهُوا عَلَّيُو) يعنى: عملوا شيئًا على جهة 
د اده خم ة © ممان؟ ميس من سم لاس 
الإكراءء والله مله قال: 9 إِلَامَنْأصَكرءوَكَلْبهْمُْظمَينا لايم وَللِكن 
من سح بالْكْفْرِصدَْافَمََنهِرْحْضَبٌ قِ لَه 4 [النحل: .]٠١5‏ 


و 
عي 


27 
26 


الحديث الأربعون 
عَمَرَ وَإفكه قَالَ: أَحَدَّرَ سُولُ الَو وك بِمَْكبَِيّ قَقَالَ: 
فزي للك كك عر اع عي 
وَكَانَ ابْْ عُمَرَ (لكها يقل : ددا أَمْسَيتَ بيت قلا تَمَظِرْ الصّبَاح وَإذَا 
أْصْبَحْتٌ فلا تَظِرْ لسَاء وَحذْمِنْ صِحتِكَِلرَضِك وَمِنْ حَيَاتِكَ 
لَوْتَكَ». رواه البخاري (©. 


الث حم: 

هذا ديت حديت ابن عمل َيه ووصية النبي وَل له. به 
حياة القلوب؛ لأن به الابتعاد عن الاغترار مبذه الدنيا بشباب المرء» أو 
بصحته؛ أو بعمره؛ أو با حوله. 

قال ابن عمر وليكما: «أخَلَ رد سُولٌ اللو وك بمنْكبيّ 1 وهذايدل 
على الاهتمام بابن عمر وكان إذ ذاك شابًا صغيرًا في العشر الثانية من 
عمره؛ قال: (أَخَلَّ رَسُولُ لو وَكَبِدِمَنْكَبَيّ فَقَالَ: كن في الدييا كَانْكَ 
عَرِيبٌ أَوْعَايِرُسَولٍ)» وهذا من أعظم الوصية المطابقة للواقع لو 
عقل الناس؛ فإن الإنسان ابتدأ حياته في الجنة» ونزل إلى هذه الأرض 
ابتلاء» فهو فيها غريبء أو عابر سبيل» فزيارة الجنس البشري بأجمعه 


.)5415( أخرجه البخاري‎ )١( 


للدنيا هذه زيارة غريب» وإلا فإن مكان آدم ومن تبعه على إيأنه.) 


وتقواه» وتوحيد الله يْك؛ والإخلاص له؛ هو الجنة» وإنما أخرج آدم 
من الجنة ابتلاءً وجزاء على معصيته» وهذا إذا تأمله العبد المسلم وجد 
أنه حقيق به أن يوطّن نفسه. وأن يربيها على أن منزله الجنة» وليست 
الدنيا منزلاً» بل هى دار ابتلاء» وهو غريب أو عابر سبيل؛ كما قال 


20 


وسكا * 

وما أحسن استشهاد ابن القيم #كْلئته؛ إِذْ ذكر أن حنين المسلم 
للجئة» وأن حبّه للجنة» ورغبه فيهاء »هو بسيب أنها موطنه الآول» وأنه 
هو الآن سبي للعدو» ورحل عن أوطانه بسبب سبي إبليس لأبينا آدم 
يلكي وهل يرجع إلى داره الأولى أم لا؟ . حيث قال مَوَة ننه : (1) 
فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيهاالمخيم 
ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم 
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى وشطت به أوطانه فهو مغغرم 
وأي اغتراب فوق غربتنا التي لها أضححت الأعداء فينا تحكم 

وما أحسن قول الشاعر(): 


() انظر: حادي الأرواح (ص7)؛ مقتاح دار السعادة (1/ »))٠١‏ وطريق الحجرتين (ص ؟85). 
(؟) من شعر أبي تمامء انظر: الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني /١4(‏ ؟4): والبيان والتبيين للجاحظ 
(ص ””8): وخزانة الأدب وغاية الأدب لابن حجة الحموي /1١(‏ 147). 


امحديث الأنمربعون م 
قل قُوَادكَ حَيثُ شِئتٌ مِنَ وى ما الح بٌإِلالِلِحَبي ب الأَوّلٍ 
وهو الله غَللة. 

كم مَنزِلٍ في الأرض يَالْفُهُ الى وَحَنِتهُ الأول مَسرِلٍ 

وهي الجحنة. 

وهذا إنه) يخلص له قلب المنيبين إلى الله عل دائيّاء المخبتين له 
الذين تعلقت قلوبهم بالله حبًا ورغبًا ورهبًا وطاعةً وتعلقت قلوبهم 
بدار الكرامة بالجنة» ويعملون لما وكأنها بين أعينهم: فهم في الدنيا 
كأنهم غرباء؛ أو كأنهم عابرو سبيل» ومن كان على هذه الخال -غريب» 
أو عابر سبيل- فإنه لا يأنس بمُقامه؛ لأن الغريب لا يأنس إلا بين 
أهله؛ وعابر السبيل دائى) على عجل من أمره. وهذه حقيقة الدنيا؛ فإنه 
لو عاش ابن آدم ما عاش» فقد عاش نوح بيك ألف سنة» منها 
تسعمائة وحخسون سنة في قومه ى| قال الله عَلة: + هَيِتَ فِهحَ لق سوك 
يت عام 4[العنكبوت: 4 ]١‏ ثم مضت وانتهتء؛ وعاش أقوام 
مئات السنين ومضوا وانتهواء وعاش قوم مائة سنة» وثانين» وخمسين. 
وأربعين. 

فالحقيقة أنهم غرباء وعابرو سبيل» مروا هذه الدنيا وذهيواء 
والموت يَصَبَّح المرء ويمسيه» فيجب على المرء أن ينتبه إلى نفسه: 
وأعظم ما يُصاب به العبد أن يصاب بالغفلة عن حقيقة الدنياء فإذا مَنّ 
اللّهُ عليك بمعرفة حقيقة الدنياء وأنها دار غربة» وأنها دار ابتلاء» ودار 


اختبار» ودار مر وليست دار مَقَر؛ فإنه يصحو قلبكء وأما إذا غفل 
عن هذه الحقيقة؛ فإنه يُصاب قلبك في مقاتله» أيقظنا الله وإياكم من 
أنواع الغفلات. 

ابن عمر زع كان يوصي بمقتضى الوصية؛ فيقول: (إِذا 
أَنْسَيْتَ قلا تَْْظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذًا أصْبَحْتٌ قلا تَمَظِرْ المسَاء)» يعني: 
0 
قيل في حماد بن سلمة”2 #يَألدنه: «لو قيل له: إنك تموت غدًاء ما قدر 
أن يزيد في العمل شيئاة'»» وهذا يكون باستحضار حق الله غ1 
دائّاء وأنه إذا تعيد» فإنه يستحضر ذلكء. ومخلص فيه لربهء وإذا 
خالف أهله يكون على الإخلاص وامتثال الشريعة» وإذا باع أو 
اشترى يكون على الإخلاصء ويكون على الرغب في إتيان الحلال؛ 
وهكذاني كل أمر يأتيه؛ فإنه يكون على علم؛ وهذا فضل أهل 


)١(‏ هو حماد بن سلمة بن دينار» الإمام العلم أبو سلمة البزار: الخرقي؛ البطائئي» شيخ أهل البصرة» 
كان إمامًا رأصًا في العربية فصيحًا بليعًا كبير القدر, شديدًا عل المبتدعة» صاحب أثر وسنة» وله 
تصانيف في الحديث» توفي سنة سبع وستين وماثة؛ انظر: الطبقات الكبرى (1/ ؟58) والوائي 
بالوفيات (88/1)) والعبر /1١(‏ 548؟4؛ وسير أعلام النبلاء(7/ 444): والأتساب 
(؟/85").: وشذرات الذهب /١(‏ ؟35)» وطبقات الحفاظ (ص 44). 

(6) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 560)» والمزي في تهذيب الكال (// 558)؛ وذكره ابن الجوزي في 
صفة الصفوة (9/ 51") وابن حجر في تبذيب التهذيب (7/ ؟١).‏ 


الحددث الأسربعون 


أ : هت 
العلم أنهم إذا تحركوا وعملواء ففي كل حال يكونون فيه 
يستحضرون الحكم الشرعي فيه؛ فيمتثلون» أو يفعلون» وإن أذنبوا 
فسرعان ما يستغفرون» فيكونون بعد الاستغفار أمثل مما هم قبله» 
وهذه مقامات؛ ولذا قال: (وَخُذْ مِنْ صِحتِكَ لَرَضِكٌ وَمِنْ حََاتِكَ 


ِلَوْتِكَ». 


را قري 
2 (لزوئيس 


المحديث الحادمي وألأ”مبعون 


الحديث الحادي والأربعون 
وعن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص وَبْقِكُم قال: قال 
رسول الله وَكَِيْةٌ: ١لا‏ يو مِنُ أَحَدَكُم حتى يكونٌ هوا تبعَا لما جِفْتٌ بوه. 
حديث صحيح. رُؤيناه في كتاب الحجة بإسناد صحيه() 


هذا حديث حسن؛ ىا حسّنه النووي وقال: (حديث صحيح)؛ 


وسبب تحسينه: أنه في معنى قول الله كَبْكَ: ف( 5 فلا ويك لابو مِنْو رحو 


تا 


يكوك فِما سجر ييْتَهُرْنُم لا يدوا نميهم جاسم قدت 
وَيُسَلْموأْشَلِيمًا 4[النساء: 158]» وتحسين الحديث لمجيء آية فيها معناه 
مذهب كثير من المتقدمين من أهل العلم؛ كابن جرير الطبري؛ وجماعة 
من حَُذَاق الأئمة والمحدثين. 

قوله: لآ يُؤْمِنَ»؛ هذه تكثر في النصوص؛ ويراد منها هنا نفي 
كمال الإيمان؛ لأنْ الإيمان له كمال وله حدٌ أدنىء أمّا الحد الأدنى منه 


م- 


)١(‏ رواه البغوي في شرح السنة »)5١7 /١(‏ وابن أبي عاصم في السنة /١(‏ ؟21» والبيهقي في المدخل 
إلى السنن الكبرى (1/ 188)» وقال: ١‏ تفرد به نعيم بن حماد»» والخخنطيب في تاريخ بغداد 
رةه وانظر تعليل الحافظط ابن رجحب للحديث في جامع العلوم والحكم (ص 407" 
84" ). 


فهو الذي يصمٌ به الإسلام» فكل أحد مادام أنّهِ يصدق عليه اسم 
الإسلام وأنه مسلم فمعه من الإيهان ما يصحّح به ذلك الإسلام وهو: 
إيهانه بالله وملاتكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه 
من اللّه تعالى» وكمال الإيان هو نهايته. يعني: الإيان المطلقء فلا يؤمن 
حتّى يكون هواه تبعًا ل) جاء به الرسول وَلَيلّه فمن كان هواه ومحبته 
في كل مسألة من مسائل حياته» وفي كل أمر من أمورهء تابعًا لما جاء به 
الرسول وكيك فقد كمل إيهانه. وقد قال يي «كَمْلَ من الوّجَالٍ 
كَثِيره27؛ وهذا كمال من جهة الطاعة» لكن قد يأتي ما يجعله ناقصضًا 
بذنب آخرء ولكن إذا خالف العبد وغلبته نفسه. وصار في هواه بتعض 
المسائل في غير طاعة اللهء وفضل غير طريقة النبي وليه فاختار 
المعصية» واختار التفريط في الواجب, فهذا ينقص من إيانه بقدر ما 
فوت من واجبات الويمان. 

وزيادة الإيهان ونقصانه أصل عند أهل السنة والجماعة يخالفون 
به الخوارج ومن يُكمُرون بالذنوب» وينبغي أن يعلم هنا أن أهل السنة 
يقولون: ١لا‏ تمر بذنب»» ويقصدون بذلك لايُكمّرون بعمل 
المعاصي؛ أما مباني الإسلام العظام التي هي الصلاة والزكاة والحج 


)١(‏ أخرجه البخاري (١741)؛‏ ومسلم 431 ؟) من حديث أبي موسى وإع. 


الححديث الحادي والأمربعون 


ففي تكفير تاركها والعاصي بتركها خلاف مشهور عندهه22) فقوهم: 
إن أهل السنة والجماعة يقولون: لا تُكَمّر بذنب مالم يستحله بإجماع. 
يعني: المعصية. أما المباني العظام؛ فإن التكفير عندهم الخلاف فيه 
مشهورء يعني منهم من يُكفْر بترك مباني الإسلام العظام أو أحد تلك 
المباي» ومنهم من لا يُكفر. 

كذلك ينبغي أن يعلم أن قولنا: العمل داخل في مسمى الإيمان 
وركن فيه لا يقوم الإيمان إلا به. نعني به جنس العمل» وليس أفراد 
العمل؛ لأن المؤمن قد يترك أعمالاً كثيرة صا حة مفروضة عليه ويبقى 
مؤمنّاء لكنه لا يُسمى مؤمنًا ولا يصح منه إيمان إذا ترك كل العمل» 
يعني: إذا أتى بالشهادتين وقال: أقول ذلك وأعتقده بقلبي وأترك كل 
الأعمال بعد ذلك وأكون مؤمئًا. فهذا ليس بمؤمن؛ لأن ترك العمل 
مُسقط لأصل الإيهان» يعني: ترك جنس العمل مُسقط للإيمان» فلا 
يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصح إيانه إلا ولا بد أن يكون 
معه مع الشهادتين جنس العمل الصالحء جنس الامتثال للأوامر 
والاجتناب للنواهي. 

كذلك الإيمان مرتبة من مراتب الدين» والإسلام مرتبة من 
مراتب الدين» والإسلام فسر بالأعمال الظاهرة؛ كا جاء في المسند أن 


)١(‏ راجع (ص 856 خلا 81ل). 


5 > التووية 
ابي ى عل قال: «الإشلامٌ عَلانيَةٌ وَالإيينُ في الْقَلّبِ)230» يعني: أن 
الإييان ترجع إليه العقائد, أعمال القلوب» وأما الإسلام هو ما ظهر من 
أعمال الجوارح. 

فليعلم أنه لايصح إسلام عبد إلا ببعض إيهان يصحح إسلامه؛ 
كا أنه لا يصح إييانه إلا ببعض إسلام ب يصحح إيانه» فلا يتصور مسلم 
ليس بمؤمن البتة» ولا مؤمن ليس بمسلم البتة» وقول أهل السنة: إن 
يكون معه شيء من الإيمان أصادٌ بل لابد أن يكون معه مُطلق الإبيان 
الذي به يصح إسلامه؛ كما أن المؤمن لابد أن يكون معه مُطلق الإسلام 
الذي به يصح إيانه - ونعني بمطلق الإسلام جنس العمل - فبهذا 
يتفق ما ذكروه في تعريف الإيمان من أن كل مؤمن مسلم دون العكس. 

فإذًا هاهنا - كما يقول أهل العلم - عند أهل السنة والجماعة 
حمس نونات: 


)١(‏ رواه أحمدفي مسنده (7/ 91"8), وابن أبي شسيية في مصتفه (5/ 187) وأيو يعلى في مسنده 
.)"0١ /0(‏ وقال مققه حسين أسد: إسناده حسن. اه. وفي إسناده علي بن مسعدة الباهلي» قال 
فيه البخاري: فيه نظر. وقال ابن عدي: أحاديئه غير محفوظة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال 
ابن معين: صالح. ووئقه الطيالسي. وقال الذهبي: فيه ضعف. وقال ابن حجر: صدوق له 
أوهام. انظر في ترحته: التاريخ الكبير (5/ 94؟)» والضعفاء للعقيلٍ (/ :)58٠‏ والكامل لابن 
عدي (8/ ؛»؛ والكاشف للنهبي (؟/80). 


المعديث الحادى والامر عون م 
يثاحادي وا ل :0ه 
النون الأولى: أن الإيمان قول اللسان, هذه النون الأولى يعني 
اللسان. 

الثانية: أنه اعتقاد الجنان. 

الثالثة: أنه عمل بالأركان. 

الرابعة: أنه يزيد بطاعة ال ر حمن. 

والخخامسة: أنه ينقصن بطاعة الشيطان وبمعصية ال رحمن. 

والإيان متفاضل» كلم) عمل العبد طاعة زاد إيوانه» وكلما عمل 
العبد معصية نقص إيانه» فبقدر المعصية ينقص الإيمان» وبقدر إيهانه 
ومتابعته وإحداثه للطاعات يزيد إيانه» سواء كانت طاعات القلوب 
من الاعتقادات والأعمال؛ أو طاعات الجوارح من الأعمال الصالات» 
فإن الإيهان يزداد بذلك» فإذا عمل معصية نقص الإيمان. 

كذلك الناس في أصل الإيران ليسوا سواء بل مختلفون, فإيران أبي 
بكر ليس كإيمان سائر الصحابة؛ ولهذا قال التابعي الجليل أبو بكر 
شعبة7 القارئ المعروف: «ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام» 


)١(‏ هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سال الخياط مولى واصل بن حنان الأسديء الكوني القارئ: غابت 
كنيته على اسمه؛ توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة وله ست وتسعون سنة. انظر: تاريخ بغداد 
15/ الام والمتظم (9/ ؟1؟), ومعجم الأدباء (؟/ ا#*”)ء والواقي بالوفيات /9١(‏ 187)ء 


ولكن بشىء وقر في قلبه)37©» وهذا مستقى من بعض الأحاديث أو من 
بعض الآثار» يعني: أبو بكر الصديق ويه كان معه من أصل الإيمان 
ما ليس عند غيره فَيُغَلَطُ أهل السنة من قال: «إن أهل الإيمان في أصله 
سواءء وإنما يتفاضلون بعد ذلك في الأعمال»("» بل هم مختلفون في 
أصله. 


وفْهُمٌ معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان يمنع من الدخول في 
الضلالات من التكفير بالمعصية؛ أو من التكفير بها ليس يمكفرء فلو 
فهم المسلم معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان حصّن لسانه وعقله 
من الدخول في الغلو في التكفير» واتباع الفرق الضالة التي سارعت في 
باب التكفير فخاضت فيه بغير علم» فكفروا المسلمين» وأدخلوا في 
الإسلام والإيهان من ليس بمسلم ولا مؤمن. 

نقوله وَكِيِةٌ هنا: الا يُؤْمِن أَحَدكُمْ حَتّى يَكُونَ هَوَاهبَعَا )ا حِدْتٌ 
و في دلالة عل أن لدان بخص وعل أن الأعبال مبرة ف الإران: 
وعلى أن الطاعة أيضًا من الإيمان. 


))١١8 ذكره شيخ الإسلام أبن تيمية في منهاج السنة (5/ 0597 واين القيم في المنار المنيف (ص‎ )١( 
وذكره العراقي في تخريج الإحياء. وقال: (رواه الترمني الحكيم؛ وقال في النوادر: إنه من قول‎ 
وكشف الخفاء للعجلوني‎ »)77 /١( بكر بن عبد الله المزني». انظر: المغني عن حمل الأسفار‎ 
(8/5؛؟).‎ 


(؟) راجع (ص 84). 


وقوله: اكت يحون وما حت بد الموى: ما ينتار لمر 
ويرغب فيه في أموره كلّهاء فدل ذلك على أنْ الإيمان يوجد ويتنوّع. 
ويكون كاملاً في بعض الناسء ناقصًا في البعض الآخر» ونفي كال 
الإيمان لا يراد منه نفي مقاربة الكمال» ولكن قد يكون نفي لأكثر 
الإيمان» فإذا قال أهل العلم: هذا فيه نفي لكمال الإيمان. لا يعني أنّه 
نفي لمقاربة الكمال» بل قد يكون نفيًا لأكثر الإيمان؛ ولهذا في حديث 
الزاني والسارق والّذي يشرب الخمر قال فيهم يَِليِةٌ: «لأيَرْني الزَّانٍ 
حِينَ يني وَهُوَ مُؤْون770» فحين الزن يُنفى عنه اسم الإيمان» فلا يزني 
وهو مؤمن بالله وَبْكْ لكنه مسلم» وهذا لمن غلبته شهوته؛ وذلك لأنْ 
الإييان يعود إليه إذا كانت شهوته غليته في المحصية. 

أمّا إذا كان العبد دائً) على هذه الحال؛ كالمدمن ونحو ذلك. فإِنّه 
عند كثير من أهل العلم ينفى عنه اسم الإيمان» ويبقى معه اسم 
الإسلام» ويكون معه من الإيمان ما يصحّح به الإسلام - يعني: الحد 
الأدنى - لكنه لا يسمى مؤْمنًا عند المقارنة بين الإسلام والإيمان» قال 
بعض أهل العلم: «فمن كان مديًا للرغبة والرضا بالمعصية؛ كالزنا أو 
شرب الخمر أو السرقة: فإِنْه ينفى عنه اسم الإيهان» ويكون مسلءًا». 
أمّا عند الإطلاق العام فلا ينفى عنه الإيمان» ولكن.نقول: هو 


(1) أخرجه البخاري ( 5/8 ؟)2 ومسلم (/81) من حديث أبي هريرة وإ. 


مؤمن بإيهانه فاسق بكبيرته» ولو كان مصب | مداومًا عليها. 

ولهذا قال الله صَيك: +( فَالْ تراب اناقل ل موْصِموأ ولك مُووأمَلمنَا 
تدخ الاين فَمنُويم 4 [الحجرات: 4 »]١‏ ذلك لأنَّ اسم الإسلام 
غير اسم الإيمان» فقوله َيَِيةٌ: «لأَيَرْنِ الزَّان حَينَ يَزْنٍ وَهُوَ مُؤْمِنَ) 
يفسره الحديث الآخر الذي جاء في السنن» وهو قوله وكيد (إذَا زَنَى 
الرَجُلُ تحرج مِنْهُ الإيمَانُ كان علَيْه كَالظُلُةِ مدا الْقَطَعَّ رَجَعَ إَِيْ 
الإِيَان»70؛ لأنه حين الزنى لا يكون معه من الإيمان بالله واليوم الآخر 
إلا الحد الأضعف, حيث أتت الشهوة فأبعدت أو رفعت معظم ذلك 
الإيهان» ول يبق معه إلا ما يصحح به إسلامه ويبقيه في دائرة الإسلام» 
فإذا نزع وراجع نفسهء وعلم أنه عاص» رجع إليه الويهان. 

وهذا بخلاف القائم على المعصية مدي عليها؛ كالمدمن لشرب 
الخمرء والمدمن للزناء الذي يرضى بذلك ويسرّه. فإنّه يسلب عنه اسم 
الإيهان» ويبقى عليه اسم الإسلام؛ مالم يستحل تلك الأمور فينفى عنه 
اسم الإسلام أصلاً؛ لأنّه يكون مرتدًا بذلك. 


() سبق تخريجه (ص .)45١‏ 


2 
جلي تفري 
احديث الثأني وألأثمربعون م (نِيٌ (روريى 


الحديث الثاني والأربعون 
وعن أنس بن مالك وق قال: قال رسول الله جِيَئِيْهُ: «قالّ الله 
تعالى: يا ابن آدمَ إِنْكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَسجَوَْي غَمَرْتْ لَك عَل ما كان مِنكٌ 
ولا أبالي» يا ابن 1د لَوْبَلَمّت ذُنُوبْكٌ عَدَانَ السَّماء كم اسْتَفْفَْئني غَفَرْتُ 
لك يا ابن آم إنْكَ لَوْ يي بُرَابِ الأْض حَطَيَا ثم لَقِيتبِي لا شُفْرِكُ 
للق 


|[ “ايام أت 


هي ا ا ء 5 
بي شيئا لا تبتك بقرابها م مَغْفِرَة». رواه الترمذي» وقال: حديث حسن 


الشرح: 

قال رسول الله يََئِيةِ: «قالّ الله تعالى: يا ابن آدم) المقصود بابن 
آدم هنا: المسلم الذي اتبع رسالة الرسول الذي أرسل إليه؛ فمن اتبع 
رسالة موسى يكم في زمنه كان منادى بهذا النداء» ومن اتبع رسالة 
عيسى يكام في زمنه كان منادى مبذا النداء» وبعد بعثة محمد يليلد 
الذي يحظى على هذا الأجر وعلى هذا الفضل والثواب هو من اتبع 
المصطفى وَلَِيٌُ وأقر له بختم الرسالة» وشهد له بالنبوة والرسالة» 


)١(‏ أخرجه الترمذي ( »)”84٠‏ والطبراني في الأوسط (4/ )*١18‏ من حديث أنس و قال أبو 
عيسى: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجهاء وأخرجه من حديث أي ذر وَإك: 
أحمد في مسنده (8/ ))١44‏ والدارمي (59848؟). والبزار (4/ *40). والحاكم في المستدرك 
(4/ 555). وقال : (هذا حديث صحيح الإسناد وم خرجاه!. 


واتبعه على مأ جاء به. 

قال غ]9: «يا ابن دم إِنْكَ مَا دَعَوْنَنِي وَرَجوْتَنِي) غَمَرْتٌ لَّكَ عل 
ماكان منكَ» وَل أبَايه؛ وهذه الجملة في معنى قول الله :كل 
يباو أل ترفو ع أنشهم لا تقمطوأ وِن 2 أهَهِ أله يمف ردوب 
جِيعًا 4 [الزمر: ”18 فالعبد إذا أذنب وسارع إلى التوبة» ودعا الله 
ل أن يغفر له» ورجا ما عند الله كَبْكَ؛ فإنه يغفر له على ما كان منه من 
الذنرب مهما كانت بالتوبة؛ لأن التوبة تَجَبِبٌُ ما قبلها؛ كما قال النبى 
كِ: «الدَائتٌ مِنْ الذَّْ كُمَنْ لا دب [ه00. 1 
وقوله: دإِنْكَ ما دَعَوْتِي وَرَجَوْئَنِي) فيه أن الدعاء مع الرجاء 
موجبان لمغفرة الله وَْكّه وهناك من يدعو وهو ضعيف الظن بربه. 
لايحسّن الظن بربه» وقد ثبت في الصحيح أن النبي كَلكِلَدِ قال: «قَالَ 


2 


وَل اند طن بي بي فظني قا قت0؟» والعبد إذا دعا 


:)194 /١١( والبيهقي في الكبرى‎ 1١74١ ( والطبراني في الكبير‎ »)458٠0 ( أخرجه ابن ماجه‎ )١( 
وأبو نعيم في الحلية (4/ ١6١؟) من حديث ابن مسعود وبي قال المنذري في الترغيب والترهيب‎ 
ورواة الطبراني رواة الصحيح»اه. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس وَقكُم‎ ١ :2)48/4( 
.) 57" /8( أخرجه البيهقى في شعب الإيان‎ 

(؟) أخرجه هذا الافظ الإمام أحمد ني المسند (*/ :)59١‏ والدارمي ني سننه ( 1/9؟): وابن حبان في 
صحيحه (؟/ ))40١‏ والطبرانٍ في الكبير »)21١(‏ والحاكم في المستدرك (4/ 14؟) من حديث 
وائلة بن الأسقع وَك. وأخرجه البخاري ( 074:8 ومسلم ( 18178؟) من حديث أبي هريرة 


امحديث لثأني وال مبعون ١‏ 0 : 
الله عَللةِ مستغفرا لذنبه» ويرجو من الله أن يغفر له» ومستحضراً أن 
فضل الله عظيم» وعظم رجاؤه باللهء وأيقن أن الله غ8 سيغفر له 
وعَظُّم ذلك في قلبه. حصل له مطلوبه؛ لأن في ذلك إحسان الظن 
بالله» وإعظام الرغب بالله ويك والعبد المذنب حين طلبه المغفرة 
وقبول التوبة تجتمع عليه عبادات قلبية كثيرة توجب مغفرة الذنوب» 
فضلاً من الله جَلة وتكرّماً. 

قال: «عَمَرْتُ لَكَ) والمغفرة: غمّر الشىء بمعنى سيره فهي سر 
الذنب وسثّر أثر الذنب في الدنيا والآخرة؛ والمغفرة غير العفو وغير 
التوبة؛ فإن الله عَِةْ من أسمائه العفوء ومن أسمائه الغافر والغفار 
والغفور» ومن أسمائه التواب» وهذه تختلف؛ ليس معناها واحذاء 
بخلاف من قال: إن معنى العفو والمغفرة واحذءه والعفو والغفور 
معناهما واحد. هذا ليس بصحيح. بل الجهة تختلف والمعنى فيه نوع 
اختلاف مع أن بينهما اشتراكًا. 

فالعفو هو: عدم المؤاخذة بال جريرة» فقد يسيىء وسيئته توجب 
العقوبة» فإذا لم يؤاخذ صارت عدم مؤاخذته بذلك عفوًا. 


وأما المغفرة فهي: ستر الذنوب أو ستر أثر الذنوب» وهذا جهة 


وَل وليس فيه: «كَلَْظُنَ بي ما شَاء). 


م ١‏ الح ا3333ظت انم 
أخرى غير تلك؛ لأن تلك فيها المعاقبة أو ترك المعاقبة على الفعل» 
وهذه فيها الستر دون تعرض للعقوبة. 

والتواب هو: الذي يقبل التوبة عن عباده» ومعنى ذلك أنه يمحو 
الذنب ولا يؤاخذ بالسيئات إذا تاب العبد وأتى بالأسباب التي تمحو 
عنه السيئات» فهذه ثلاثة أسماء من أسمء النّه الحسنى: (العفو)» 
(الغفور)» (التواب)»؛ لكل اسم دلالته غير ما يدل عليه الاسم الآخر. 

والمقصود من ستر الذنب أن يستر الله ع أثره في الدنيا 
والآخرة» وأثر الذنب في الدنيا العقوبة عليه» وأثر الذنب في الآخرة 
العقوبة عليه» فمن استغفر الله ع غفر الله له يعني: من طلب ستر 
الله عليه في أثر ذنبه في الدنيا والآخرة ستر الله عليه أثر الذنب» أي 
حجب عنه العقوية في الدنيا والآخرة. 

قال: (يا ابن 51 لَوْبَلَعّت ذُُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ) يعني: من كثرتها 
وتراكمها بلغت عنان السماء» أي: السحاب العالي. 

قال: : نّم اسْتَغْمَرْئتِي غَقَرْتُ لك» وهذا ما يجعل العبد المنيب 
يحب ربه عله أعظم محبة؛ لأن الله العظيم الذي له صفات الجلال 
والجمال والكمال» والذي له هذا الملكوت كله وهو على كل شيء 
قدير» وعلى كل شيء وكيل» من عظيم صفاته وجليل النعوت 
والأسماء يتودد إلى عبده بهذا التودد؛ لا شك أن هذا يجعل القلب عيبا 
لربه وُه متذللاً بين يديه؛ مؤثرًا مرضاة الله على مرضاة غيره كل. 


الحددث الثاني والأمر يعون 


تعون , 
7 د اسمس 1 عه لى 5 خ ري مكلك || سه ره دهي 
قال: (يا أبن ادَمَ» لو بلغت ذنوبك عنان الساء ثم استغفرتَنِي 
غَمَرْتٌ لكَ» وهذا فيه االحث على طلب المغفرة؛ فإنك إذا أذنبت 
فاستغفرت» فقد ثبت في الحديث أن النبى عَيَلِيَةٌ قال: ما أَصَكَ مَنْ 
اسْتَعْهَهَ وَإِنَ عَادَ في الْيوْم 7 سَبَعِين مج000 فمع ألا ستغفار والندم يمحو 
الله جل الخطايا. 


مرك بي شين لأتبكَ بِقرَابَا مَغْفِرَةً) يعني: لو جاء ابن آدم بملء 
الأرض خطاياء ثم لقي الله عل خلصًا له الدين لا يشرك به شيئًاء 
لا جليل الشرك ولا صغيره ولا خفيه؛ بل قلبه خلص لله ويك ليس 
فيه سوى الله كنك وليس فيه رغب إلا إلى الله وك وليس فيه رجاء 
إلا رجاء الله كبك لا يشرك به شيئًا بأي نوع من أنواع الشرك؛ فإن الله 
عله يغفر الذنوب جميعًاء قال سبحانه: ١ثُمٌ‏ لَِييَيِي لأ شُشْرِكُ بي شيعا 
ابتك بعُرَايَا مَغْفِرَة» يعني بملء الأرض مغفرة» وهذا من عظيم رحمة 
الله َكل بعباده؛ وإحسانه لهم. 


)١(‏ أخرجه أبو داود( 1814): والترمذي (889): وأبو يعلى في مسنده (1/ 4؟1)» والبزار في 
مسنده (1/ 11/1)) والقضاعي في مسند الشهاب (؟/١1١)؛‏ والبيهقي في الكبرى /٠١(‏ 18/8) 
من حديث أبي بكر 5ُ. وهو حديث حسنء حسنه الحافظ ابن كثير في تفسيره (4088/1)» 
والحافظ ابن حجر في الفتح (1/ ؟؟1). وله شاهد أخرجه الطبراني في الدعاء (ص 807) من 


حديث ابن عباس وَإفكه. 


الخائمة 

اللهم لك الحمد على أسمائك وصفاتك, وعلى ما أنعمت به علينا 
من شريعة الإسلام؛ وما أنعمت به علينا من بعثة نبيك محمد وَلكِلْةٌ 
ولك الحمد على ما مَنَنْتَ به علينا من سلوك طريق سلفنا الصالح؛ وما 
مننت به علينا من مغفرةٍ للذنوب» وكسب للحسنات ومحو للسيئات» 
اللهم لك الحمد على آلائك العظيمة» فأنت سبحانك للحمد أهل» لك 
الحمد ملء السموات» وملء الأرض» وملء ما بينهما» وملء ما شعت 
من شيء بعد» أنت ربنا عليك توكلناء وإليك أنبناء وإليك المصير. 

اللهم نسألك أن تغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرناء وأن تجعل 
التوحيد حجة لنا لا حجة علينا. اللهم نسألك أن تهدينا جميعا إلى أقوم 
طريق» ونسألك أن تجعلنا ممن يفرح بإخلاص الدين لك» ويفرح بهذا 
العلم الذي هو علم التوحيد» ويفرح بعلم العقيدة ويظهره على غيره؛ 
لأن ذلك هو الأساس. اللهم علمنا علا نافعا واختم لنا بالصالحات» 
واغفر لنا جميعا إنك جواد كريم. 

وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد. 


ري 
فهر س الأحاددث والتاس ١ن‏ (زونيس 


فهرس الأحاديث والآثار 
طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 


إتّق الله حيْمً) كَنْتَ 111 
2 3 2 را جيمه >8 03 : 


أجَرهُ على قدر نيه رضن 
أَحَتّ الْكَلأم إلّ اله ديه قوم 
حَبَ الكلام إلى الله أرَبَع 


2 
ام 


احْمَظٍ الله نجه أمامَكٌ برام 
أَدِ الَمَائَة 148 
ذا بق الْعَبْد ل تُفبلُ لَهُ صَلاةٌ ١‏ 
ذا أَحْسَنَ أَحَدُكُْ إِسْلامَهُ فَكُلُ حَسَئَةيَحْمَلْها لل 
ذا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسّنَّ إِسْلامُةُ 0" 
إذَا التَقَى المُسْلَان بِسَيْميِهَ 04-5ه 
إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَّحَتْ أَبْوَابُ الجن 5-5 
إِذَارَنَى الرّجُلُ حَرَجَ مِنْهُ الإيئان 4 لان 
إِذَا عَم بَ أَحَدَكُم فَلْيَسْكُتْ همه؟ 


م 2م نش الع مم 
إذا عضب أحدكم وهو قائم 6" 


3 


٠. 2‏ 2 - 
إذا قمت في صضلاتك ا 
إِذَا كَانَ لَكَ صَدِيقٌ ١6‏ 
إِذَّامَجَ بالنطفة يُْمَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَهَ ل 


هت شرع لمعن الووية 
5 لم اسمس سس ٠ ٠‏ للللبب ب ب _-ب_ب--ب-ب-ب ا ب لبتم 
طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 
أرأيتَ إذا صَلَيْتٌ المكتوباتِ 24 
الإِسْلامُ عَلانِية وَالإِيَان في الْقَلْبِ 53 


اسْمَعُوا وَأَطِيِعُوا ل 
أَصَدَقٌ كَلِمَةٍ قَاهَا السَّاءِدُ كَلِمَة ليد 20 
اعْدُدْ سِسَّا بيْنَ يَدَيْ الْسَاعَةَ باه 
أغط فلانًا 14 
اغزُوا ياسْم النّوفي سَبِيلٍ النّه بض 
َكتَْْدَمَا َال: لا إلهإِّا الله فك 

قرَءُوا الْقَدْآنَ؛ ياي َم ةيم غرف 
5111100 ذ احنا 
ألا نما حو وَصُولُ لهك ِل ا حرا الله 4.24 


سوام من فِيَاكُم اليا 4 


َلَيْسَ قَدْ صَلَيْتَ مَعَنَا 0 
أَمَا إن كَل بنَاءِ و 
ِ َه م 2 0 
أُمِرْتٌ أَنْ أَقَاتِلَ النّاسَ 70-8" 
آمرْكُمْ بالإييان بالنّه 3 
ءَ كمه سه مس 2 
أمِرْنًا أن تَسْجُد سَْعة طم ل 
أن أَعْنَى الشّرَكَاءِ عَنْ الشّرْكُ 76 
8 ع َه 
إن أحدكم مْمَعْ حَلْقَهُ حَلْقَةة في بَطْنِ أمه أرْبعِينَ يَوْءَا ا 


هرس الألحادث و م 


0 م بم 


طرف الحديث والأثر رقم صقي 
ِنَ أَعْظَمَ المسْلِوِينَ جُرْمًا كا با؟ع 
دَللبََتَ دلاخل . فق 
إن لله جاور لمي مَا حَدَنّت و سه ش طق 
إن اله تجَوَرَ لي حَنْ متي الَأ وَالدَسيانَ هزه 
لهال رض راي ألا قثو 41١8-45‏ 
إن للحي كيم يشي و عبد 0" 
إِنَ الله عَرّ وَجَلَ قَالّ: إي فك الل ضض 
إن الله عَرَ وَجَلَ كَنَبَ الحَسَنَاتٍ وَالِسَيئَاتِ ذه 
إن اهَل مَنْ عَادَى بي ولي َقَد آذه ارب 46 - لاءهة 
إن الله كنب الحْسَانَعَلَ كل مَْء باه 
إِنَّ الله وَضَعَ عَنْ أَمَتِي الخطَا نم 
لياه إخوة لِعَلاتٍ هم 
أَنَبَنِي إِسْرَائِيل حَرَجُوا برجا فلحل 
-141--١ 3 -‏ 
إِنَ الخَلالَ بن ون الخَرَام بين 0 
إن خفت أن يَقْلَكَ 44 
إِنَ الرَجْل يتكلم بالْكَلِمَةِ لا يرَى يها بَأسَا 576 
إن الرَفْقَ لايَكُونُ في مَيْءٍ إلا رَاَهُ 1 


ل موام و ع 
إذَ امون لبك سنن شُلْقَه ا 


ط]| 6:5 الح ا 33 لاسا 1 


طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 


إن الي عار عل بَني !لْصَطَلِق 17 
إنَ أَوَلَ مَا دَحَلَ النَقْصُ عَلَ بَنِي إسْرَائِيلٌ 53 
إِنَبيْنَ الرَجُلٍ وَبئنَ الشّرْكِ وَالَُمرٍ 40-7 
إنَّ بلي أَوْصَان أن آسْمَعَ وَأَطِيعَ الوم 
اكز راك اس لام خا .4 


أن رجلاً قال للنبيّ وَليْاةٌ: صني 1" 
إن العقْلَ في القَلْبِ 65 


نك كف لل تتفي اتن انه لحت م 

م تحَتَصِمُونَ !1 وَل بَْضَحْمْ لحن شه 5-7 
شر أل كل لاأميلك 5لا بلا 
ِنْ لِلْعِلْم طُغَْان 55 


إِنَّا الأعمَالٌ بالبيّاتٍِ ١9-1‏ 
إنَّا الأعهال بالنيّة 0" 


2 


4م 
- 
رن 
: 
1١‏ 
0( 
41 
4 
١‏ اها 
0 فت 
04 
م 
32 
١‏ 
إحلآك 
ماع هم 
١‏ 
الخديكم تنكم اك لكين 


فه مس الأحاددث وأ الثثاس 


طرف الحديث والأثر رقم الصف 


را مس 8 ٠‏ 6س سم 0 م م 
من يوس ونم أبرى اخولاةا كرا 01 
ًٌ ا 00 - 


مح محم 
9 جم 
6 لضفا 

2 

ل 

3 

١ 05 
5 5 23 
207 
ا‎ 


<١ 
لنذا نيمسا فصا‎ 


ياك والحسَّد 4 
يا اناس إِنَّ الله طٌٌُُ لا يقبَلٌ إلا طَينا أ 
بحَسَب امْرئ من الشَّر ١4‏ 


البو سن ادق لضن 
37 بي الإسْلام على حمس 41 
بين نَحْنُ جُلُوسٌ ِفْدَ وَسُولٍ | توك 811-66 


التَائْبُ مِنْ الدَنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَه لاه 
تَسْمَعُ وني لأمير وَإِنَ ضُربَ طهر كن 
وى الف أن تَْمَلَ يطاعَةٍ اله حجن اليس 
ِلك عَاجِلٌ بُشْرَّى المؤمن لفن 
تَلاثُ دَعَوَاتِ مُسَْجَابَاتٌ لا شك فِيهنَ ال 
نان في النّاسٍ هما ِِمْ كُفرٌ 0 
جِدْتَ تال حَنِ الْبرَ 8 كمه 
جَائْرنُه يوم وَلَيْله ١‏ 15" 


الجيران ثلاثة: فجار له حق وهو أدنى الجيران 4 


طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 
احج عَرَقَة ا اههو 00 
حَفَتْ اَن بالمكَاره ل 
الاك لا يأتي إلا حير 4" 


َه ١‏ شرق 


حمس صَلَوَاتٍِ كَتَبَهُنّ اللَّهُ عَلَ الْعِبَاد ام 
الخواتيم ميراث السوابق 18 


دَعْ مَا يَرِيبكٌ إِلَّ مَا لَيَرِيبُكَ ؟0 
دَعْهُ فَإِنْ الحَيَاءَ مِنْ الإيَانٍ 1 
دع الوَاحِدَ الّذِي يَرِيبكَ ." 


3 


الْدَينُ النصِيحَةٌ /اه-وهع 
ذَهَبَ أهلٌ الدُثُور بالأجور م 
رَوَجِوًا القَلُوبَ ساعَةً بَعدَ ساعة 3 
ارهد تَرْكُ مَا لا يتمع في الْآخرَة 64 
سَمٌّ اللّه وَكُلَ بِيَِييِكٌ وَكُلَ يما يَلِيكَ 0ك 


احا 1 ا سي 0417 ملللتخللشغت "تع 0 يه 
طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 
سَيك الْشْهدَاء حمَرَة بْن عد المُطْلِبٍ ف 

صَلَّ قَاتَا إن 1 تَسْنَطِمْ فَقَاعِدَا ١‏ 
الطّاعَةٌ في المُمْدُوفٍ م 
الطّهِوبٌ صَطْءْ الإيَان ل قل 


لس جر ةمه 
شم م 8 
العافية 6أجزاء >6" 


العرش لا يقدر أحد قدره إلا الله هم 
العَمَلُ بالئية 0" 


َعهْدُ الذي با وَبينَّهُمْالصَّلاةُ 1 
اث اوس ع سعد 3 20 

َإِن الصّدْقٌ طْمَأْنِيئةٌ وَإِنّ الْكَذْبَ ريبة ا" 
فَأَنَا من يَرى 2 4" 
0 0 9 هه سس 8< 

أ شَرْطٍ لَيْسَ في كتَابٍ الله فَمُوَبَاطِلٌ م 


ٍِ 
1 © ركه م مهي 


0 
فلقد رايت بعض أولَيئْك :8 


3 
0١ 


َوَالذِي تَفْمِي بِيَدِِلَوْأنَْقَ أحَدُكُمْ مثل أَحد دَعَنا مه 

قَالَ اله عَرَّ وَجَلٌّ : أَنَا عِنْدَ ظَنّ عَيْدِي ع ماه 

كَدَرَ النَهُ المعَادِيرَ لل 

قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم م -با١؟؟‏ 
>6 م راو علي 


كَانَ أُصْحَابٌ محمد يَكَئِي لايرون من الأعمال شيئا 1١‏ 


2 > نم ” .ره 2هس تك . تمتو اشء. 5 
كَانَ الوَّجُلْ فِيمَن مَبْلَكُمْ مُحْمَرُ لَه ني الأزض 0" 
كَنَبَ الله مَقَادِيرَ الخلائق 0 


طرف الحديث والأثر 
كف عَلَيْكَ هَذَا 
عل شلامى من لاس عل صَدَكهُ 


َلِمََانِ حَفِفَتَانِ عَلَ اللَمَانِ 

كَمُلَ مِنَ الرّجَالٍ كير 

كُنْتُ أَدْخُل بيوت البي َكل 

كن في الدنيا كأنك غريبء أو عابرٌ سَبيل 
لآ تَحَاسَدُواء وَلَاَتَتَاجَْشُواء وَلاَتَبَاعَضُوا 
لائرْجِعُوابَمْدِي كُفَارَ 

لا تقُومٌ السّاعَةُ حََّى كرْجَ نار 


4 3 


اتوم السَاعَه حنَّى تَضطرِب ألِيَاتْ تَ نِسَاءِ دَوْسِ 


لاتَقومٌ السّاعَة ةَ حَنّى تُقَاتِلُوا اليَهُودَ 
لاحَظ ني الإشلام من تَرَكَّ الصَّلاةَ 
لآصَرَرَوَلاَضْرَارَ 

لأَعَدُوىَ وَلاَطِرَة وَل هَامَةَ وَلَا صَفْرَ 


سم وم 


رقم الصفحة 
5801-5807 
وم 
5ذ55-وه 
عضن 
605 
ثم 
2516 
فلاء 
"5-91؟؟ 
يف 
73 
كا 
8ك 
545-05 
5 
و؟ 
"84١‏ 
١-0‏ 
55 


يم صس الأتحاددث والكنا 


4 8 


طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 
ور 0110000111 
لاَيؤْمِنُ أَحَدكُم حتى يُكونَ هواهٌ هم؟ه 
ايت عبد أذْكُون من اين 0 
لا مد أحدٌ قَوْقَ عَشَرَةأسْوَاطٍ إلافي حَد 3 
15 هم ار ميم لالاده؟؟ 
١ب‏ لجل عل بط أيه /اء 
بل الي قي جم ١‏ 
2 ام 
لدَيَدْخُلُ اله تام 0 
لا يَرَالُ لِسَانُكَ رَطبًا 0 
ايل ين أت كاي 6 
يرن الزن جين ير وَهُوَ مُؤْمِن 2 
ل ركد مو مؤي 6.4 
يبل الله صَلاة حك 4 
لا يَْبلٌ الله صَلاةٌ حاقض إلا بار 0 
1 1" 
لايَيجُر مُسْلِبٌ أَحَاهُ فَوْقَ كَلَثْ 0 
يحي أت لي ا 
قد حَمْتُ أن أبعت رجالا ِل مذ الأمْصَارٍ ١‏ 


م شر الام بعد" ال ودة 


طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 
النّهُ أحق أن يُسْيَحَيَا منةُ هم 
اللهم إن كنت كتبتني شقيًا فاكتبني سعيدًا 14 
َنْ يَغْلِبَ عَسْرٌ يُسْرَيْنٍ لحك 
لَؤقُلتُ تع لوَجَبَثْ ا 
لو قيل له: إنك موت غدًا 0 
لو كان لي دعوة مستجابة يك 
َو يَعْطَى الناس يِدَعْوَاهُمْ ش ا 
سَلْءُ الشاهد متكمُ العَائِتَ ١7‏ 
١6١ 0‏ 
ل ن الزهَاةفي لديا يريم الخلا 2 
لَيْسَ الشّأنُ أَنْ تحب غرف 
َ ص ‏ امَطق إن عا في الْيَوْم سَبْعِينَ مَرَةِ ااه 
مَا زَالَ يُوصِينِي جْرِيل 1 ارق 
مَا سَبَقَهُم أبُو بكر كدر سام 2ه 
مَائَيْءٌ أَهْوّنَ عِنْدِي ٠‏ من الورع امل 
مَا الك رمي في العَرش إلا كحلََةِِنْ م حَدِيدٍ 6م 
مَامِنْ عَيْدٍ قَالَ لا إِلَه إلا النّهُ نع مَاتَ | لض 
ما بسكن عَنْهُ فاجتزيوة 4 


الَاهِرُ الْقَرْآنِ مَعَ | صَهَرَةِالْكِرَام الْرَرَةِ م 


ظ فهمرس الاأحاددث والاثاص 60 
طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 
الملائكَة من نُورٍ 0 

مَن ابْتَدَعَ بدَعَةَ ١‏ 

مَنْ أَنَاكُمْ وَأَمْرْكُمْ جمِيعٌ عَلَ رَجُل وَاحِدٍ دل 
مَنْ أتى عَبَانًا مََله عَنْ عَئْء ' 2 
مَنْ أَحْدَتٌ في أَمْرنًا ها مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ وَدٌ ١184-7‏ 


مَنْ أَرَادَ أن يَنْصَحٌ لِسُلْطَانٍ 6 الاع 
ئَ أَىَ 20 


مَنْ آمَنَّ الله وَرَسُولِهِ م 
0000 - - 2 12004 
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يَعنْبه الل 


من حَلفَ فَقَالَ في حَلِفه بام 
مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُْكَرًا فلْيَُيرْهُ بيد 6- لامع 


2 


من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ ان 
لَه في رزقه ١م‏ 


مَنْ َوه أن ير إل رَجُلٍ من أَهْلٍ اجتّ 3 
0 2 1 1 7ه 


من سَنّ في الإسلام سه حسّنة 


من صَل يُرَاِئِي فَقَدَ أَشْرَكَ 14 
ره مم ” مين رهس سه آمو نت 

مَنْ عمل عملا ليس عليه إمرنا فهو رَد ١١58-١‏ 
مَنْ قعل قتيلا لَه عليه بينَة وم 


- 


مَنْ كَانَ يُؤْمِنٌّ بإلله وَالِيَوم الآخر ضف 


مَنْ كَانَمِْ أَهْل الصَّيّام دْعِيَ مِنْ بَابٍ اران م 


طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 
مَنْ كَانَتْ لَّهُ مَظلِمَة لأخيه مِنْ عِرْضِه 414 
مَنْ كَظَمَ غَِظَا وَهْوَ قَاوِرٌ عل أَن يُنْقِدَهُ و" 
مَنْ لَقِيّ الله لا يُثْرِكُ به شّيًْا دحل ال ا" 
َنْ نفس عَنْ مُؤْمِنِ كُربَةَ مِنْ كُرَبٍ الدَنيا 1 
مَنْ يذ شن يماي نه 54 
تَضّرَ الله امْرَءًا ١‏ 
١ 37‏ 0 
نَعَمْ بشَرْطٍ ألا يَفْرّح 352 
ِعْمَتِ الْبدْعَةٌ هَذِهٍ 0006 
نا أن أل وَسُوَ الل َك عَنْ َي ما 
هُوَ طَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيدٌ ١٠6‏ 
وَاخيَاءُ شمْبَة من | لإِيَانٍ 4 
وَاخْد كله في يَدَيْكَ فى 
َال لا يؤْمِنَ وَالنَّه لا يُؤْمِنُ وَالنّه لا يُؤِْنُ الى شعرض 
وَإِنَ الكَذْبَ يَيْدِي لِلْمُجُور م 
وحق العبادٍ على الله 4 
وَعَظنَا رسول الله وك موعظة - بام 
وَلكِنََا عَلَ قَدْرِ تَمَقَيِكِ أَوْ تَصَبِكِ فق 


9 
سه 


وَمَا تَرَدَدْتْ عَنْ َيْءِ نا ماعل ْ 14 ١؟اه‏ 


فهر سالأحاددث والثرا 


2 2 جسم 


طرف الحديث والأثر رقم الصفحة 
وَمَا راد النَّهُ عَبْدًا عَمْر إلا عرًا 6ط 
وَمَنْ ل يَسْتَطِعْ فَعلَيْه بالصّوْم فَإنَّهُلَهُ لا 
وَيجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَئَان مودعم 
يا ابنَ آدَمَ إِنَكَ ما دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَيِي غَمَرْتٌ لَك وله 
يا حَنْظَلّة سَاعَةَ وَسَاعَة يق 
يا رسول الله أخبرني بعملل يلي الب ١‏ 
تشرل قوذتي عل ستل أنَاعوك ُ 3 
5 رَسُولَ الل قل في في الإشلا م قو .م 
يَارَ 0 للك 
يَاسَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكْ ١‏ 
اباي إن حَرّْتُ الظُلمَ عل تفي ا 
باغُلام؛ إي أعَلمكَ كَلَاتٍ ْ باابا؟ 
يَا مُصَرّف الْقَلُوبٍ تَبّتْ قَلبِي عَلَ طَاعَتِكَ 1" 
ا مُقَلّبَ الْقَلُوبٍ تَبْتْ قَلبِي عَلَ دِينِكَ 5 
تَقِرٌ أَحَدكم صَلاتَهُ مَعَ صَلاعِمْ بم 
يَكْتْبُ أن المر يط 14" 
يكب مِنَ المريض كُلٌّ ؟ ِ 1" 


ل 00 0 
32 2 53 


00 ِ 
فهرس المصادمن وام | 9 2 0 ويس © 


فهرس المصادر وألمراجعم 


.١‏ اجتاع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية: للومام 
شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم 
الجوزية» دار الكتب العلمية» الطبعة الأول 4 5٠‏ ١ه.‏ 

". الاستيعاب» يوسف بن عبد الله بن عبد البر» تحقيق علي محمد 
البجاويء دار الجيل» بيروت» الطبعة الأولى 84١‏ ١ه.‏ 

*. الاعتصامء أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبيء المكتبة 
التجارية» مصر. 

54. الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد. أحمد بن الحسين البيهقي» تحقيق 
أحمد عصام الكاتبء دار الآفاق الجديدة» بيروت» الطبعة الأولى 
١.5١أه.‏ ' 

ه. الآداب الشرعية» أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدمي» تحقيق 

. شعيب الأرناؤوط» مؤسسة الرسالة» بيروته الطبعة الثانية 
110ه. ش 

5. أبجد العلوم» صديق بن حسن القنوجيء تحقيق عبد الجبار زكار» 
دار الكتب العلمية» بيروت» طبعة 191/8م. 

. الأحاديث المختارة» أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي» 
تحقيق عبدالملك ابن دهيشء مكتبة النهضة الحديئة» مكة المكرمة» 
الطبعة الأولى ١٠١4١اه.‏ 

4. أحكام القرآن» محمد بن عبد اللّه بن العربي» تحقيق محمد عبد القادر 


عطاء دار الفكرء لبنان. ش 

4. أخصر المختصرات. محمد بن بدر الدين بن بلبان الدمشقي» تحقيق 
محمد ناصر العجميء دار البشائر الإسلامية» بيروت» الطبعة 
الأولى 5415 اه. 

.٠٠‏ آداب الفتوى» يحيى بن شرف النوويء تحقيق يسام عبد الوهاب 
الجابي» دار الفكرء دمشق. الطبعة الأولى 5٠8‏ ١ه.‏ 

.١‏ أدب المفتي والمستفتي» عثمان بن عبد ال رحمن الشهرزويء المعروف 
بابن الصلاح» تحقيق موفق عبد الله بن عبد القادر» مكتبة العلوم 
والحكمء بيروت» الطبعة الأولى /ا٠‏ 54 ١ه.‏ 

؟. الأدب المفرد» محمد بن إسماعيل البخاريء تحقيق محمد فؤاد 
عبدالباقي» دار البشائر الإسلامية» بيروته الطبعة الثالئة 
8كهم. 

*. إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصولء محمد بن علي 
الشوكاني» تحقيق شعبان محمد إسماعيل؛ دار الكتبي» الطبعة 
الأول 51 ١ه.‏ 

4. الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية» لجلال الدّين 
عبد الرّحمن بن أبي بكر السّيوطيء دار الكتب العلمية» طبعة 
8ه ش 

06 أصول السّرخسيء لأبي بكر محمد بن أحمد السّرخسي» حقق أصوله 
أبو الوفاء الأفغاني» دار المعرفة» بيروت. 
5. الأصول في النحوء أبو بكر محمد بن سهل ين السراج. تحقيق 


فه رس المصادس وا مراجع ١‏ 0 
عبد اا حسين الفتلٍ. مؤسسة الرسالة» بيروتء. الطبعة الثالئة 
4ه 

.١‏ أضواء البيان؛ محمد الأمين الشنقيطي؛ مكتب البحوث 
والدراسات» دار الفكرء بيروت» طبعة 41١8‏ ١ه.‏ 

4 الأغانيء لأبي الفرج الأصبهاني» تحقيق علي مهنا وسمير جابر» دار 
الفكر» بيبروت. 

8. الأمء للإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعيء دار المعرفة» 
بيروت» الطبعة الثانية “95١ه.‏ 

.٠‏ الأنسابء أبو سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي 
السمعاني» تحقيق عبد الله عمر البارودي. دار الفكرء بيروت» 
الطبعة الأولى ١55/8‏ م. 


.١‏ الأوسطء أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر» صغير أحمد حنيف» 
دار طيبة» الرياض» الطبعة الأولى. 

؟*. الإبانة عن أصول الديانة» أبو الحسن الأشعريء تحقيق فوقية 
حسين محمودهء دار الأنصار القاهرة؛ الطبعة الأولى /91١ه.‏ 

*"؟. الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية» عبيد الله محمد بن بطة العكبري 
الحنبلي» تحقيق عثمان عبد الله الأثيوي» دار الراية للنشرء الرياض» 
الطبعة الثانية 414 ١ه.‏ 

4 الإبهاج؛ علي بن عبد الكافي السبكيء دار الكتب العلمية» بيروت» 
الطبعة الأولى 4 4٠‏ ١اه.‏ 

8. إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام تقي الدين ابن دقيق العيد. 


55 


ا" 


50 


68 


ره 


يض 


ف 


.”*5 


تحقيق حسن أحمد إسبر» دار ابن حزم» الطبعة الأولى 477 ١ه.‏ 


الظاهري» تقديم إحسان عباس.ء دارالآفاق الجديدة» بيروت» 
الطبعة الثانيق 4٠١9‏ ١اه.,‏ 

الإحكام في أصول الأحكام.؛ لعلي بن محمد الآمدي, المكتتب 
الإسلامي» طبعة؟ 5٠‏ ١ه‏ تعليق الشيخ عبد الرزاق عفيفي. 
إرشاد الفحولء محمد بن علي الشوكاني» تحقيق محمد سعيد 
البدري» دار الفكر بيروت. الطبعة الأولى 4157 ١ه.‏ 

الإصابة في تمييز الصحابة؛ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني» تحقيق 
علي البجاويء دار الجيل» الطبعة الأولى 4١7‏ ١ه.‏ 


دار المعارق» القاهرة» الطبعة الرابعة. 

إعانة الطالبين» أبو بكر بن السيد محمد شطا الدمياطيء دار الفكرء 
بيروت. 

إعراب القرآن» أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس» تحقيق زهير 
زاهد, عالم الكتب. بيروت. 

إعلام الموقعين عن رب العالمين» للإمام شمس الدين أبي عبد الله 
محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الدمشقي» تحقيق 
محمد محيي الدين؛ دار الفكرء الطبعة الثانية /54١ه.‏ 

إغاثة اللهفان من مصاتد الشيطانء للإمام شمس الدين أبي عبد 
الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الدمشقي, تحقيق 


فهرس المصادم وال ماج 


محمد حامد الفقي؛ دار المعرفة» بيروتء الطبعة الثانية. 
". إيضاح الدليل» محمد بن إبراهيم بن جماعة» دار السلام للطباعة. 
ك". الإيضاح في علوم البلاغة؛ للخطيب القزويني» تحقيق سيج 
غزاوي؛ دار إحياء العلوم؛ بيروت» 
”. الإيهان الأوسط. شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمة؛ دار 


طيبة. 
” الإيمان الكبير» شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمة» المكتب 
الإسلامى. 


الإيمان» محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده» تحقيق علي بن محمد 
الفقيهي؛ مؤسسة الرسالة» بيروت؛ الطبعة الثانية 4:5 ١ه.‏ 

٠‏ . البدء والتاريخ» المطهر بن طاهر المقدسي» مكتبة الثقافة الدينية» 
بور سعيك. 

١‏ . بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» علاء الدين أبو بكر بن مسعود 
الكاساني الحنفيء دار الكتب العلمية:؛ بيروت» الطبعة 
الثانية" ٠‏ 4 ١ه‏ 

؟. بدائع الفوائد» للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر 
المعروف بابن قيم الجوزية» هشام عطا وعادل العدويء مكتبة 
نزار مصطفى البازء مكة المكرمة, الطبعة الأولى 51١5‏ ١ه.‏ 

4 . بداية المجتهد ونهاية المقتتصد, لمحمد بن أحمد بن رشد القرطبي؛ 
طبع دار المعرفة» الطبعة الرابعة» 94١ه.‏ 

5 البداية والنهاية» لعماد الدّين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير» 


ع 


ك5 


لا 


6 


6 


,6* 
65 


05٠‏ )ا 


شرح الا مربعين التووية 


مكتبة المعارف» بيروت» الطبعة السادسة 4٠08‏ ١ه.‏ 

البر والصلة» الحسين بن الحسن المروزيء تحقيق محمد سعيد 
بخاريء دار الوطن» الرياض»ء الطبعة الأولى 5١19‏ ١ه.‏ 

البيان والتبيين» للجاحظ؛ تحقيق فوزي عطويء دار صعب» 
بيروت. ْ 

التاريخ الكيير» محمد بن إسماعيل البخاريء تحقيق السيد هاشم 
الندويء دار الفكرء بيروت. 


. تاريخ بغداد» الخطيب البغدادي» دار الكتب العلمية» ببروت. 


٠‏ تاريخ مدينة دمشق» ابن عساكر» تحقيق حب الدين أبي سعيد عمر 


بن غرامة العمريء دار الفكر» بيروت» طبعة 9968١م.‏ 


. تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة» تحقيق محمد زهري النجارء دار 


الجيل» بيروتء طبعة 85 ١اه.‏ 

التبصرة في أصول الفقه لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف 
الفيروزآبادي الشيرازي» شرحه وحقّقه محمد حسن هيتوء دار 
الفكر دمشق 

تبيين كذب المفتري فيها نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعريء لأبي 


القاسم عبلي بن حسن بن هبة اللّه ابن عساكر الدمشقي»ء دار 


الكتاب العربي. 
التحرير والتنوير» محمد الطاهر بن عاشور» دار سحنون» تونس. 
تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي» لمحمد عبدال رحمن بن 
عبدالرحيم المباركفوريء الطبعة الحجريةء دار الكتاب العري» 


فهرس المصادس وا م | 1 


ات 


65 


/اة. 


مه . 


684 
كك 


أك 


5 


[( اده أح©ه 


بيبروت. 

تحفة المودود بأحكام المولود» للإمام شمس الدين أبي عبد الله 
محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الدمشقي؛ تحقيق عبد 
القادر الأرناؤوط. دار البيان» دمشقء الطبعة الأولى ١91١ه.‏ 

تدريب الراوي» عبد ال رحمن بن أبي بكر السيوطيء تحقيق عبد 
الوهاب عبداللطيف» مكتبة الرياض الحديثة؛ الرياض. 

تذكرة الحَفّاظء للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثان الذهبي 
المشقي» تصحيح تحت إعانة وزارة المعارف للحكومة العالية 
الحندية» دار الكتب العلمية» بيروت» طبعة 1/4١اه‏ 

الترغيب والترهيب» عبد العظيم بن عبد القوي المنذري» تحقيق 
إبراهيم شمس الدين» دار الكتب العلمية» ببروت: الطبعة الأولى 
1ه 

التعاريف, محمد عبد الرؤوف المناوي» تحقيق محمد رضوان الداية. 
دار الفكر المعاصرء بيروت» دمشقء الطبعة الأولى 51١‏ ١ه.‏ 
التعريفات» علي بن محمد بن علي الجرجاني» تحقيق إبراهيم 
الأبياري» دار الكتاب العربيء بيروتء الطبعة الأولى 5٠8‏ ١ه.‏ 

تعظيم قدر الصلاة» محمد بن نصر المروزي» تحقيق عبد الرحمن 
عبدالحبار الفريوائي» مكتبة الدار المذينة المنورة» الطبعة الأولى 
هم ش 

تغليق التعليق على صحيح البخاري» لشهاب الدين أحمد بن علي 
بن حجر العسقلاني» تحقيق سعيد القزقي؛ دار عمار» الطبعة 


الأول 6٠8‏ اه. 

'". تفسير ابن أبي حاتم تحقيق أسعد محمد الطيبء المكتبة العصرية 
صيدأ. 

4". تفسير ابن جرير الطبري؛ دار الفكر بيروت؛ طبعة 408١ه.‏ 

68. تفسير ابن كثير دار الفكر» بيروت» طبعة 1ه85اه. 

5. تفسير البغويء تحقيق محمد النمرء وعثمان صميرية» وسليهان 
الحرش. 

/51. تفسير السعدي» مؤسسة الرسالة» بيروت» طبعة ١1؟45١اه.‏ 

4. تفسير القرطبيء, طبعة دار الشعب. القاهرة» وطبعة دار الكتاب 
العربي» بيروت. 

48. تفسير عبد الرزاق الصنعاني» تحقيق مصطفى مسلم محمد. مكتبة 
الرشدء الرياضء الطبعة الأولى ١٠4١ه.‏ 

.٠‏ تقريب التهذيب, أحمد بن علي بن حجر العسقلاني» تحقيق محمد 
عوامة» دار الرشيد» سورياء الطبعة الأولى 4٠5‏ ١ه.‏ 

١‏ التقرير والتحبير» ابن أمير الحاج» دار الفكرء بيروت» طبعة 
هم 

؟. التلخيص الخحبير في ريج أحاديث الرافعي الكبيرء لأبي الفضل 
شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني؛ تصحيح عبد الله 
هاشم الياني» المدينة المنورة» طبعة 854 ١ه.‏ 

*"". التمهيد في تخريج الفروع على الأصولء جمال الدّينَ عبدالرحيم بن 
الحسن الإسنوي» حققه وعلق عليه محمد حسن هيتوء مؤسّسة 


فهمرس المصادس والمر| 5 
م لظت ططلاج._ 2 


الرّسالة» بيرؤت. الطبعة الرابعة/ا* 84 ١ه‏ 

4 التمهيد؛ يوسف بن عبد الله بن عبد البر» تحقيق مصطفى بن أحمد 
العلوي ومحمد عبد الكبير البكريء وزارة عموم الأوقاف. 
المغرب» طبعة /41*١ه.‏ 

8/. تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أعمال 
الهالكين» محيي الدين أحمد بن إبراهيم بن النحاسء تحقيق هيثم 


طعيمى» طبعة 4 457 ١ه.‏ 
كلا مهذيب الآثار» أبو جعفر محمد بن جرير الطبري» تحقيق محمود 
شاكرء مطبعة المدني؛ القاهرة. 


/ا/ا. تبذيب الأسماء واللغات. لأبي زكريا يحي بن شرف النوويء دار 
الكتب العلمية» بيروت. 

. تهذيب التهذيب» أحمد بن علي بن حجر العسقلاني» دار الفكر» 
بيروت» الطبعة الأولى 5٠8‏ ١ه.‏ 

4. تهذيب الكمال» يوسف أبو الحجاج المزي» تحقيق بشار عواد 
معروف» مؤسسة الرسالة» بيروتء الطبعة الأولى ٠٠54١ه.‏ 

٠‏ التوحيد وإثبات صفات الرب ويْدَء لي بكر محمد بن إسحاق بن 
خزيمة» تحقيق عبد العزيز إيراهيم الشهوان. دار الرشد بالرياض» 
طبعة 8414 ١ه‏ 

١‏ الثقات» أبو حاتم محمد بن حبان البستي» تحقيق السيد شرف الدين 
أحمد. دار الفكرء بيروت. الطبعة الأولى 88١ه.‏ 


؟. ثلاثة الأصول وأدلتهاء الإمام محمد بن عبد الوهاب, المكتب 


0-2 شح الأسرعين النووية 
الإسلامي» بيروت» الطبعة الثالثة /91١ه.‏ 

”. جامع بيان العلم وفضله؛ للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد البر 
النمري, تحقيق أبي الأشبال الزهيريء دار ابن الجوزيء الطبعة 
الأول 54١41١اه.‏ 

0 جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديئًا من جوامع الكَلِمء 
لللإمام زين الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي» 
تحفيق طارق عوض اللّهه دار ابن الجوزيء الطبعة 
الثانية 4٠٠‏ ١ه.‏ 

8. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: للخطيب البغدادي» تحقيق 
محمود الطحان؛ مكتبة المعارف» الرياض» طبعة 5٠8“‏ ١ه.‏ 

5م/. الجرح والتعديل» أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي» دار 
إحياء التراث» بيروت. الطبعة الأولى ١/ا١ه.‏ 

67. جمهرة الأمثال؛ أبو هلال العسكري. دار الفكرء بيروتء طبعة 
4ه 

4. جمهرة أشعار العربء أبو زيد القرشي» تحقيق عمر فاروق الطباع» 
دار الأرقم» بيروت. 

4. ججمهرة خطب العربء أحمد زكي صفوت. المكتبة العلمية» بيروت. 
. الجواب الصحيح؛ شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية 
ا حراني» تحقيق علي سيد صبيح المدنيٍ» مطبعة المدني» مصر. 

.١‏ الجواهر المضية في طبقات الحنفية» عبد القادر بن محمد بن نصر اللّه 
الحنفي. نحقيق عبد الفتاح محمد الحلو مطبعة عيسى البأبي 


الحلبي» مصرء الطبعة الأولى949١ه.‏ 000 

5. حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» للإمام شمس الدين محمد بن أبي 
بكرء المعروف بابن قيم الجوزية» دار الكتب العلمية» بيروت. 

*. الحسنة والسيئة» لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية 
ا حراني» تحقيق محمد جميل غازيء» مطبعة المدني» القاهرة. 

4. الحكمة والتعليل في أفعال الله الشيخ محمد بن ربيع المدخلي. مكتبة 
لينة للنشر والتوزيع» دمنهورء الطبعة الأولى 59 ١ه.‏ 

8. حلية الأولياء» أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني» دار الكتاب 
العربي؛ بيروت» الطبعة الرابعة 6٠8‏ ١ه.‏ 

35 خزانة الأدب وغاية الأرب» لابن حجة الحمويء تحقيق عصام 
شقيوء دار ومكتبة ا هلال» بيروت» الطبعة الأولى. 

7 . المخنصائصء أبو الفتيح عثمان بن جنيء عالم الكتب» بيروت. 

. خلق أفعال العباد» محمد بن إساعيل البخاري» تحقيق عبد ال رحمن 
عميرة» دار المعارف» الرياض» طبعة 98١ه.‏ . 

8. الدر المنثورء عبد ال رحمن بن جلال الدين السيوطيء دار الفكرء 
بيروت» طبعة 945151١م.‏ 

. درء تعارض العقل والنقل» لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن 
تيمية» تحقيق محمد رشاد سالم» دار الكنوز الذهبية» الرياض» طبعة 
"اهم 

0 الدراية في تخريج أحاديث المهداية» أحمد بن علي بن حجر 
العسقلاني» تحقيق السيد عبد اللّه المدني» دار المعرفة» بيروت. 


٠١ ؟‎ 


الدرر الكامنة بي أعيان الائة الثامنة» أحمد بن على بن حجر 
العسقلاني» تحقيق محمد سيد جار الحقء دار الكتب الحديثة» 
القاهرة, الطبعة الثانية 868" اه. 


. الديباج على صحيح مسلمء لجلال الدّين عبد الرّحمن بن أبي بكر 


السّيوطي» تحقيق أبو إسحق الجوينى الأثرى» دار ابن عفان 


. الذخيرة؛ شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي» تحقيق محمد 


حجيء دار الغرب» بيروت, الطبعة الأولى 5 155م. 


. ذيل تذكرة الحفاظ؛ أبو المحاسن محمد بن علي الدمشقي؛ طبعة 


دار الكتب العلمية؛ بيروت. 


. ذيل طبقات الحفاظ؛ عبد ال رحمن بن أبي بكر السيوطيء دار 


الكتب العلمية» بيروت, الطبعة الأولى ١8٠7‏ ه. 


. الرد القائلين بو حدة الو جود سلطان القارى» 
أن بو كد بي سن يا« لي 


رضاء دار المأمون للتراث» دمشقء الطبعة الأول 5418 ١ه.‏ 


. رسالة في معنى كون الرب عادلاً» أحمد بن عبد الحليم بن تيمية 


الحراني» الإدارة العامة للطبع» الرياض» الطبعة الأولى 4٠١‏ ١ه.‏ 


. رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار» محمد بن إساعيل 


الصنعاني» تحقيق محمد ناصر الدين الألباني» المكتب الإسلامي؛ 
بيروتء الطبعة الأولى © 4٠‏ ١ه.‏ 


. اللروح؛ للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر 


المعروف بابن قيم الجوزية» دار الكتب العلمية؛ بيروت» طبعة 
هه 


فهمرس المصادمي وال مرا ٠‏ م 


١‏ الروض المربع» منصور بن يونس بن إدريس البهوتي» مكتبة 
الرياض الحديثة» الرياض»ء طبعة ٠79١ه.‏ 

101 روضة الطالبين وعمدة المفتين» لأبي زكريا يحي بن شرف 
النووي» أشرف على طبعه زهير الشاويشء المكتب الإسلامي» 
بيروت» الطيعة الثانية© 15٠‏ ١ه‏ 

. روضة المحبين ونزهة المشتاقين» للإمام شمس الدين أبي عبد الله 
محمد بن أب بكر المعروف بابن قيم الجوزية» دار الكتب العلمية» 
بيروت. طبعة 4١7‏ أه. ش 

14 روضة الناظرء لابن قدامة المقدسي» تحقيق عبد العزيز عبد الرحمن 
السعيد؛ جامعة الإمام محمد بن سعود. الرياضء الطبعة الثانية 
8ه 

© . رياض الصالحينء لأبي زكريا يحي بن شرف النوويء تحقيق 
شعيب الأرنؤوط» مؤسسة الرسالة» الطبعة السادسة /1٠6١ه.‏ 

. الرياض النضرة. أبو جعفر الطبريء, تحقيق عيسى عبد الله محمد 
مانع الحميري؛ دار الغرب الإسلامي» الطبعة الأولى 995١م.‏ 

7 زاد المستقنع في اختصار المقنع» أبو النجا موسى بن أحمد 
المقدسيء تحقيق علي محمد الهندي» مكتبة النهضة الحديثة» مكة 
المكرمة. 

. زاد المسير» أبو الفرج عبد ال رحمن بن الجوزي الحنبلي؛ المكتب 
الإسلامي, بيروت» الطبعة الثالئة 4 8٠‏ ١ه.‏ 

85 زادالمعاد في هدي خير العباد» للإمام شمس الدين أب عبد الله 


محمد بن أبي بكر المعروف يابن قيم الجوزية» تحقيق شعيب 
الأرنؤوط وعبدالقادر الأرنقؤوط»ء مؤسسة الرسالة» مكتبة المنار 
الإسلامية» الطبعة الرابعة عشر لا٠‏ 4 ١ه.‏ 

3 الزهد الكبير» أحمد بن الحسين البيهقي» تحقيق عمر أحمد حيدر» 
مؤسسة الكتب» بيروت» الطبعة الثالثة 595١م.‏ 

١‏ الزهد» للإمام أحمد بن حنبل الشّيباني» تحقيق محمد السعيد بن 
بسيوني زغلول. دار الكتاب العربي » الطبعة الثانية 4:9 ١ه.‏ 

5 الزهدء لعبد اللّه بن المبارك» تحقيق حبيب ال رحمن الأعظمي» دار 
الكتب العلمية» بيروت. 

3:5 الزهد.ء هناد بن سري الكوفي» تحقيق عبد ال رحمن عبد الجبار 
الفريوائىء دار الخلفاء للكتابء الكويت»ه الطبعة الأولى 
اما 

4. سبل السلام شرح بلوغ المرام» لمحمد بن إسماعيل الأمير 
الكحلاني الصنعاني اليمني» تحقيق فواز أحمد زمزلي» إيراهيم محمد 
الجمل» دار الكتتاب العربي. 

78 !. السنة لابن أبي عاصمء تحقيق محمد ناصر الدين الألباني» المكتب 
الإسلامي» بيروت» الطبعة الأولى ٠٠5١ه.‏ 

05 السنة للخلال - دار الراية للنشر والتوزيع - الرياض. 

7 السنة» عبد الله بن أحمد بن حنبل» تحقيق محمد سعيد سالم 
القحطاني» دار ابن القيم» الدمام» الطبعة الأولى 555 ١ه.‏ 


١58‏ سنن أبن ماجهء تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي» دار الفكر» بيروت. 


8. السنئن الأبين» محمد بن عمر الفهريء تحقيق صلاح بن سالم 
المصراتقي» مكتبة الغرباء الأثرية» المدينة المنورة» الطبعة الأولى 
1ه 

٠‏ . ستن الترمذيء تحقيق أحمد محمد شاكرء دار إحياء التراث» 
بيروت. 

. سنن الدارقطنيء تحقيق السيد عبد الله هاشم المدني» دار المعرفة» 
بيروتث. 

“1 سئن الدارمي» تحقيق فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلميء دار 
الكتاب العربي» بيروت. الطبعة الأولى 5٠‏ ١ه.‏ 

3# السنن الصغرى للبيهقي» تحقيق محمد ضياء ال رحمن الأعظمي» 
مكتبة الدار» المدينة المنورة» الطبعة الأولى ١51١ه.‏ 

5 السنن الكبرى للبيهقي, تحقيق محمد عبد القادر عطاء مكتبة دار 
البازء مكة المكرمة» طبعة 4 4١‏ ١1ه.‏ 

السئن الكبرى للنسائي» تحقيق عبد الغفار سلبان البنداري» 
وسيد كسروي حسن. دار الكتب العلمية» بيروت» الطبعة الأولى 
هم 

. سنن أب داود» تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميدء دار الفكر 
بيروت. ش 

/ا"١.‏ سنن النسائي (المجتبى)» أحمد بن شعيب أبو عبد ال رحمن 
النسائي» تحقيق عبدالفتاح أبو غدة» مكتبة المطبوعات» حلب؛ 
الطبعة الثانية 4٠5‏ ١اه.‏ 


ردم 


5١5: 


: شرح السيوطي لسنن النسائي» تحقيق عبد الفتاح أبو غدة» مكتب 


. سير أعلام النبلاء» شمس الدين الذهبي» تحقيق شعيب 


الأرناؤوط ومحمد نعيم العرقسومي» مؤسسة الرسالة» بيروت» 
الطبعة التاسعة 1١5415‏ ه. 

شذرات الذهب. لابن العاد الحنبلي» تحقيق عبد القادر 
الأرناؤوط ومحمود الأرناؤوطء دار ابن كثير» دمشقء الطبعة 
الأول 4١٠5‏ اه. 

شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك. بباء الدين عبد الله بن 
عقيل» تحقيق محمد محيي الدين. دار الفكر» سورياء طبعة 


2 20 


. شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية» تقى 


الدين ابن دقيق العيد» دار ابن حزم الطبعة ألثانية 5 زه 


. شرح الأربعين النووية» للعلامة محمد بن صالح العثيمين» 


إشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين. دار الثريا 
أءة 8 


تحقيق زهي رالشاويش وشعيب الأرناؤوط؛ المكتب الإسلامي» 
الطبعة الأولى» ٠894"اه‏ 


8 


المطبوعات» حلبء الطبعة الثانية 4٠5‏ ١ه.‏ 


. شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفيء المكتب الإسلامي» 


بيروت» الطبعة الرابعة ١‏ 179ه. 


5 . شرح العمدة (في الفقه الحنبلي)» لشيخ الإسلام أبي العباس أحمد 
بن عبدالحليم بن تيمية الحرّاني الدمشقي» تحقيق سعود العطيشان» 
مكتبة العبيكان» الطبعة الأولى؟ 41١‏ ١ه‏ 

7 . شرح القصيدة النونية» أحمد بن إبراهيم بن عيسىء تحقيق زهير 
الشاويشء المكتب الإسلامي» بيروت. الطبعة الثالثة ٠5‏ 5١ه.‏ 

. شرح النووي على صحيح مسلم. دار إحياء التراث» بيروت» 
الطبعة الثانية ؟78:5١اه.‏ 

9 . شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي» تحقيق أحمد سعد حمدان» 
دار طيية» الرياض» طبعة ٠‏ 4١ه.‏ 

٠ت‏ .. شرح علل الترمذيء أبو الفرج عبد ال رحمن بن أحمد بن رجب 
الحنبل» تحقيق همام عبد الرحيم سعيدء مكتبة المنار الأردن» 
الطبعة الأولى /1٠5١ه.‏ 

9. شرح قطر الندىء لابن هشام الأنصاريء تحقيق محمد حيبي 
الدين» القاهرة» الطبعة الحادية عشرة 87 ١ه.‏ 

5 . شرح منتهى الإرادات» منصور بن يونس البهوتيء عالم الكتب» 
بيروتء الطبعة الثانية 14945م. 

*8. شعب الإيمان» أحمد بن الحسين البيهقي» تحقيق محمد السعيد 
بسيونيٍ زغلولء دار الكتب العلمية» بيروت. الطبعة الأولى 
هم 

4 . شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل؛ للإمام 


شمس الدين أب عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم 


يخ عين التووبة 
الحوزية الدمشقيء تحقيق محمد بدر الدين الحلبي» دار الفكر» 
بيروت» طبعة 978" ١ه.‏ 
تحقيق محمد عبد اللّه الحلوانني ومحمد كبير شودريء دار ابن حزمء 
بيروت. الطبعة الأولى 41١/‏ ١اه.‏ 


165 . صحيح ابن حبانء تحقيق شعيب الأرناؤوط» مؤسسة الرسالة» 
بيروت» الطبعة الثانية 4195 ١ه.‏ 

.١61/‏ صحيح ابن خزيمة:» تحقيق محمد مصطفى الأعظمي. المكتب 
الإسلامي» بيروت» طبعة ٠9١ه.‏ 

. صحيح البخاريء تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي» دار السلام للنشر 
والتوزيع» الرياضء الطبعة الأولى 411 ١ه.‏ 

8. صحيح مسلم» تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي» دار إحياء التراث؛ 
ببروت. 

. صريح السنة» ابن جرير الطبري» تحقيق بدر يوسف المعتوق» دار 
الخلقاء للكتابء الكويت» الطبعة الأولى 8٠8‏ ١ه.‏ 

9. صفة الصفوة» أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي» دار 
المعرفة بيروت. طبعة89١ه‏ 

. الصلاة وحكم تاركهاء للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن 
أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الدمشقي» تحقيق يسام عبد 
الوهاب الجابي» دار الجفان والجابي» بيروتء الطبعة الأولى 
اه 


“1 الصمتء عبد الله بن محمد بن أبي الدنياء تحقيق أبو إسحاق 
الحويني؛ دار الكتاب العربي بيروت. الطبعة الأولى 4٠١‏ ١ه.‏ 

4. صيانة صحيح مسلم؛ ع مان بن عبد ال رحمن الشهرزوري 
المعروف بابن الصلاحء تحقيق موفق عبد القادر؛ دار الغرب 
الإسلامي» بيروت» الطبعة الثانية48 4٠‏ ١ه.‏ 

16 الضعفاء والمتروكينء لأبي الفرج بن الجوزيء تحقيق عبد الله 
القاضيء دار الكتب العلمية» بيروت؛ الطبعة الأولى 4١5‏ ١اه.‏ 

5. الضعفاء الكبير. محمد بن عمر بن موسى العقيلٍ» تحقيق 
عبدالمعطي أمين قلعجيء دار المكتبة العلمية» بيروت» الطبعة 
الأول 4٠١4‏ ١ه.‏ 

7 طبقات الحفاظء عبد ال رحمن بن أبي بكر السيوطيء دار الكتب 
العلمية» بيروت,» الطبعة الأولى 4٠7‏ ١ه.‏ 

. طبقات الشافعية» لأي بكر بن أحمد بن محمد ابن قاضى شهبة» 
تعليق عبدالعليم خانء عالم الكتبء الطبعة الأولى؛ 506 

4. طبقات الشافعية الكبرى» تاج الدين بن عبد اللّه بن عبد الكافي 
السبكيء تحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلوو 
هجر للطباعة والنشرء الطبعة الثانية 517 ١1‏ ه. 

الطبقات الكبري» لابن سعد, تحقيق محمد عبدالقادر عطاء دار 
الكتب العلمية» بيروت. 

طبقات المفسرين» عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي» تحقيق علي 
محمد عمرء مكتبة وهبة» القاهرة» الطبعة الأولى 1795م. 


شسرح الأ ربعين النووية 
؟. طبقات فحول الشعراء» محمد بن سلام الجمحيء تحقيق محمود 
محمد شاكرء دار المديٍ» جدة. 

7 . طريق الهجرتين وباب السعادتين» للإمام شمس الدين أبي عبد 
الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الدمشقيء تحقيق 
عمر بن محمود أبو عمر» دار ابن القيم» الدمام» الطبعة الثانية 
85 ١ه‏ 


4 العبر في خبر من غير» شمس الدين الذهبي» تحقيق صلاح الدين 
المنجد» مطبعة حكومة الكويت» الكويت. 

8 العجالة في الأحاديث المسلسلة» أبو الفيض محمد ياسين الفاداني» 
دار البصائر» دمشق, الطبعة الثانية ©19/82م. 

5. عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين؛ للإمام شمس الدين أبي عبد 
الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الدمشقي, تحقيق 
زكريا علي يوسف. دار الكتب العلمية» بيروت. 

العرش وما روي فيه» محمد بن عثمان بن أبي شيبة» تحقيق محمد بن 
حمد ا حمود؛ مكتبة المعلاء الكويت. الطبعة الأولى 5٠5‏ ١ه.‏ 

العظمة. لأبي محمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف 
بأبي الشيخ الأصبهاني» تحقيق رضاء الله بن محمد إدريس 
المباركفوري» دار العاصمة:» الرياضء الطبعة الأولى 5٠8‏ ١ه.‏ 

8. العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» لجمال الدين أبي الفرج عبد 
ال رحمن بن الجوزي» تحقيق خليل هراسء. دار الكتب العلمية» 
بيرؤتء. الطبعة الأولى 4٠7"‏ ١ه.‏ 


فهرس المصادس والمم| . 


[ دلاد اس 


6 العلل الواردة في الأحاديث النبوية» على بن عمر أبو الحسن 


.1415 


. ١8 


. ١1م“‎ 


. ١85 


6م 


كلا 


. ١ثا/‎ 


الدارقطني. تحقيق محفوظ ال رحمن. دار طيبة الرياض» الطبعة 
الأول ه١4‏ اه. 

العلم» للحافظ أبي خثيمة زهير بن حربء تحقيق محمد ناصر 
الدين الألباني؛ المكتب الإسلامي» بيروت» الطبعة الثانية 
“اد ةاوه 

العلو للعلي الغفار في إيضاح صحيح الأخبار وسقيمهاء لشمس 
الدين الذهبى» تحقيق أبو محمد أشرف بن عبد المقصود؛ مكتبة 
أضواء السلفء الرياضء الطبعة الأولى 515 ١ه.‏ 

عمدة القاري شرح البخاريء بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد 
العينى» دار إحياء التراث» بيروت. 

عمل اليوم والليلة» لي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي 
الخرساني» تحقيق فاروق حمادة» مؤ سسة الرسالة» الطبعة الثانية» 
كدةأه 


. عون المعبود شرح سئن أبي داود» للعلامة أبي الطيب شمس الحق 


العظيم آبادي» دار الكتب العلمية» بيروت. الطبعة الثانية 
96امم. 
العين» لأبي عبد ال رحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي» مؤسسة 


الأعلمي للمطبوعات. 


غريب الحديثء لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري» 
دار الكتب العلمية» بيروت,. الطبعة الأولى #٠04‏ ذه 


8 غريب الحديث. لأبي الفرج عبد ال رحمن بن علي بن الجوزي. 
تحقيق عبدالمعطي أمين القلعجي. دار الكتب العلمية بيروت» 
الطبعة الأولى 5٠8‏ ١ه.‏ 

84. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء» جمع وترتيب 
أحمد بن عبد الرزاق الدويشء دار العاصمةء الرياض. 

186 فتح الباري بشرح صحيح البخاري, أحمد بن علي بن حجر 
العسقلاني» تحقيق محب الدين الخطيبء دار المعرفة» بيروت. 

.١‏ فتح القدير شرح الجامع الصغير محمد عبد الرؤوف المناوي » دار 
الفكرء بيروت. 

7 . فتح المجيد شرح كتاب التوحيد؛ لعبد ال رحمن بن حسن آل 
الشيخ» تحقيق محمد حامد الفقي» مكتبة السنة المحمدية؛ الطبعة 
السابعة 1/17" ١ه.‏ 

١5‏ . فتح المغيث بشرح ألقية الحديث» للحافظ زين الدين عبد الرحيم 
العراقي. 

4. فتح المغيث شرح ألفية الحديثء محمد بن عبد ال رحمن السخاوي» 
دار ألحد. 

8. الفردوس بمأثور الخطاب» لأي شجاع شيرويه بن شهردار بن 
شيرويه الديلمي» تحقيق السعيد بن بسيوني زغلولء دار الكتب 
العلمية» بيروت» طبعة 4٠05‏ اه. 

5. الفرق بين الفرقء عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغداديء دار 
الآفاق الجديدة» بيروتء الطبعة الثانية 51/97 1م. 


فهرس المصادس والمراجع 0) 
: |[ لالام أت 
7 الفروع؛ لشمس الدَّين أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي» 

مراجعة عبد الستّار أحمد فراح؛ عالم الكتبء بيروت. لبنان» 
الطبعة الرابعق 5 ٠4١اه‏ 

. الفروقء. لشهاب الدين أبوالعباس أحمد القرافي» مبامشه «إدرار 
الشروق» لابن الشاطء و«تبذيب الفروق» لمحمد علي؛ وضع 
فهارسه روأس قلعه جىء دار المعرفة» ييروت. لبنان. 

8 الفصل في الملل والأهواء والنحل» لأبي محمد علي بن محمد ابن 
حزم الظاهريء تحقيق محمد إبراهيم نصرء وعبد ال رحمن عميرة» 
شركة مكتبة عكاظ للنشر والتوزيع» الطبعة الأولى؟0٠5١ه‏ 

ا الفهرستء. محمد بن إسحاق بن النديم؛ دار المعرفة» بيروت» 
طبعة م4ة"اه. 

1 . فيض القدير» عبد الرؤوف المناويء المكتبة التجارية» مصرء 
الطبعة الأولى 85" اه. 

؟50. القاموس المحيط والقابوس الوسيط الجامع لما ذهب من كلام 
العرب شاطيطء لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادى» 

1# قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث, محمد جمال الدين 
القاسمي» دار الكتب العلمية. بيبروت. طبعة 899" أه. 

5.,. قواعد العقائد» أبو حامد الغزالي» تحقيق موسى محمد علي عام 
الكتب» ببروت. الطبعة الثانية 5٠8‏ ١اه.‏ 

”ا القواعد الكبرىء» للعز بن عبد السلام. 


القواعد والفوائد الأصولية وما يتعلق بها من الأحكام الفرعية: 
لابن اللحام أب الحسن علاء الدين علي بن عباس البعلي الحنبلٍ؛ 
تحقيق وتصحيح محمد حامد الفقيء دار الكتب العلمية» بيروت»؛ 
لبنان» الطبعة الأولى 4٠7‏ ١ه.‏ 

7 الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة» سمس الدين 


محمد بن أحمد أبو عبد الله الذهبي الدمشقي» تحقيق محمد عوامة» 
دار القبلة للثقافة» جدة؛ الطبعة الأول “41 ١ه.‏ 

االكاني في فقه الإمام أحمد» لموفق الدين أبي محمد عبد اللّه بن أحمد 
بن قدامة المقدمي الحنبلي؛ المكتب الإسلامي؛ بيروت» الطبعة 


الرابعة 4٠8‏ ١ه‏ 
84, الكامل في التاريخ لابن الأثير» تحقيق عبد اللّه القاضي» دار 
الكتب العلمية» بيروت. 


5٠‏ الكامل في ضعفاء الرجال» لابن عديء تحقيق يحيى مختار غزاوي» 
دار الفكر» بيروت,. الطبعة الثالثة 4٠8‏ ١ه.‏ 

5 الكبائر» شمس الدين الذهبي» دار الندوة الجديدة» بيروت. 
5 كتاب سيبويه؛ أبو البشر عمرو بن عثان بن قنير» تحقيق 
عبدالسلام محمد هارون. دار الجيل» بيروتء الطبعة الأولى. 
كشاف القناع» منصور بن يونس البهوتي» تحقيق هلال مصيلحي» 

دار الفكر» بيروت» طبعة 5٠57‏ ١ه.‏ 
4 كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستةء لنور الدين علي 
بن أبي بكر ال هيشمي» تحقيق حبيب ال رحمن الأعظمي» مؤسسة 


فهر س المصادس والمر اس 


الرسالة» الطبعة الأولى 155ه. 

6. كشف الخفاء ومزيل اللباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة 
الناس» إسماعيل بن محمد العجلونيء تحقيق أحمد القلاش» 
مؤسسة الرسالة؛ بيروت. الطبعة الرابعة 4٠8‏ ١ه.‏ 

035»,. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» لحاجي خليفة: 
مصطفى بن عبدالله أبو طاهر القسطنطنيء دار الكتب العلمية» 
بيروت». طبعة 517 اه. 

7" الكفاية في علم الرواية» الخطيب البغدادي» تحقيق أبو عبد الله 
السورقيء وإبراهيم حمدي المدني» المكتبة العلمية» المديئة المنورة. 

. لسان العرب. للإمام العلامة ابن منظور جمال الدّين أبوالفضل 
محمد بن مكرم الأنصاري الإفريقي ثمّ المصري» دار صادرء 
بيروت. الطبعة الأولى. 

4 لسان الميزان» أحمد بن علي بن حجر العسقلاني» تحقيق دائرة 
المعارف النظامية - الهند» مؤسسة الأعلمي» بيروتء الطبعة 
الثالئة ٠5‏ ؟ أه. 


لعة الاعتقاد؛ عبد الله بن قدامة المقدسى» تحقيق بدر بن عبد الله 
البدرء الدار السلفية» الكويت. الطبعة الأولى 4٠5‏ ١ه.‏ 

0" المبدع في شرح المقنع أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مفلح 
الحنبلي» المكتب الإسلامى» ببروت» طبعة 4٠٠١‏ ١اه.‏ 

ضف المبسوطء للإمام أبي بكر محمد بن أحمد السّرخسي الحنفي» دار ش 
المعرفة» الطبعة الثالثة /8١1هم‏ 


!م شسرحالأمرعين التووية 

المجروحين من المحدثين والضعفاء» أبو حاتم محمد بن حبان 
البستي» تحقيق محمود إبراهيم زاهد, توزيع دار الباز» مكة 
المكرمة. 

4 ". مجمع الأمثال» أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري» تحقيق محمد 
محيي الدين» دار المعرفة» بيروت. 

8 . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» نور الدين علي بن أبي بكر الميئمي؛ 
دار الريان للتراثء القاهرة» وبيروت. 

5. مجموع الفتاوى» لشيخ الإسلام ابن تيمية» تحقيق عبد ال رحمن بن 
محمد بن قاسم النجديء مكتبة ابن تيمية» الطبعة الثانية. 

المجموع شرح المهدَّبء لأبي زكريا يحي بن شرف النووي؛ 
مبامشه «فتح العزيز شرح الوجيز» لأبي القاسم عبد الكريم بن 
محمد الرّافعي: و«تلمخيص الحبير» لأبي الفضل شهاب الدين أحمد 
ابن علي بن حجر العسقلاني» دار الفكر. 

4 المحدث الفاصلء» الحسن بن عبد ال رحمن الرامهرمزي» تحقيق 
محمد عجاج الخطيب, دار الفكر» بيروت» الطبعة الثالئة؛ 4٠‏ ١ه.‏ 

4 المحل. لأبي محمد علي بن محمد بن حزم الظاهريء تحقيق لجنة 
إحياء التراث العربيء دار الآفاق الجديدة» بيروتء لبنان. 

.٠‏ مختار الصحاح, محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي» تحقيق 
محمود خاطرء مكتبة لبنان ناشرون. بيروت» طبعة ©419١ه.‏ 

.*١‏ مدارج السّالكين بين منازل إِيّاك نعبد وإيّاك نستعين» للإمام 


شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بأبن قيم 


الجوزية الدمشقي» تحقيق محمد حامد الفقّى » دار الكتاب العربي» 
ببروتء الطبعة التانية *11"845ه. 

”3 المدخل إلى السئن الكبرى, أحمد بن الحسين الييهقي. تحقيق محمد 
ضياء ال رحمن الأعظميء دار الخلفاء للكتابء الكويت» طبعة 
5ه 

*'"”. المدونة الكبرى؛ للإمام مالك بن أنس الأصبحي» رواية سحنون 
بن سعيد التنوخي» عن عبدالرحمن بن قاسمء ومعها مقدّمات ابن 

رشدءه لبيان ما اقتضته المدونة من الأحكام؛ دار الفكر. 

4 المراسيلء أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني» تحقيق شعيب 
الأرناؤوط» مؤسسة الرسالة» بيروت. الطبعة الأولى 54٠08‏ ١ه.‏ 

5 المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري» تحقيق مصطفى 
عبدالقادر عطاء دار الكتب العلمية؛ بيروت. الطبعة الأولى 
5ه 

5. مسئد الإمام أحمد بن حنبل» مؤسسة قرطبة» مصر. 

/”. مسند البزار» تحقيق محفوظ ال رحمن زين الله مؤسسة علوم 
القرآن. بيروتء المدينة» الطبعة الأولى 4٠8‏ ١ه.‏ 

ا ". مسنئد الشاميين» أبو القاسم الطبراني» تحقيق حمدي بن عبد المجيد 
السلفي. مؤمسة الرسالة» بيروتء الطبعة الأولى 5٠4‏ ١ه.‏ 

"5 مسند أبي داود الطيالسي» لسليمان بن داود بن الجارود الطيالسي» 

دار المعرفة» بيروت. 


.٠‏ مسد أبي يعلى» تحقيق حسين سليم أسدء دار المأمون للتراث» 


دمشقء الطبعة الأولى 4 4٠‏ ١ه.‏ 

١‏ . مسند إسحاق بن رأهويه؛ تحقيق عبد الغفور بن عبد الحق 
البلوشى» مكتبة الإيمانء المدينة المنورة» الطبعة الأولى ؟ 5١‏ ١ه.‏ 

"5". مسند عبد بن حميد؛ تحقيق صبحي البدري ومحمود محمد خليل» 
مكتبة السنة» القاهرة؛ الطبعة الأولى 4١8‏ ١ه.‏ ش 

*4 . المسوّدة في أصول الفقه. لآل تيمية؛ مجد الدين أبو اليركات 
عبدالسّلام بن عبد اللّه بن الخضرء شهاب الذين أبو المحاسن 
عبدالحليم بن عبد السّلام» شيخ الإسلام تقيّ الدّين أبو العباس 
أحمد بن عبد الحليم؛ جمعها وبيّضها شهاب الذين أبو العباس أحمد 
ابن محمد الحرّاني الدّمشقي الحنبلي» حقق أصوله وفصّله وضبط 
شكله وعلّق حواشيه محمد محي الدَّينء دار الكتاب العربي؛ 

بيروت. 

4 . مشاهير علماء الأمصار» محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم 
التميمي» تحقيق فلايشهمر, دار الكتب العلمية» بيروت» طبعة 
69امم. | 

© . مثشكل الحديث وبيانه» أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك» تحقيق 
موسى محمد علي» عالم الكتبء بيروت. الطبعة الثانية 948١ه.‏ 

5 . مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه» تحقيق محمد المنتقى 
الكشناويء دار الكتب العربية» بيروت» الطبعة الثانية 8٠‏ ١ه.‏ 

47 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير» أحمد بن محمد بن علي 
المقَري الرّافعي الْفيُومي» المكتبة العلمية» بيروت. 


64. مصنف ابن أي شيبة؛ تحقيق كال يوسف الحدوت: مكتبة الرشد 
الرياضء الطبعة الأول 8٠9‏ ١ه.‏ 

8 . مصنف عبد الرزاق الصنعاني» تحقيق حبيب ال رحمن الأعظمي. 
المكتب الإسلامي» بيروت» الطبعة الثانية 4:5 ١ه.‏ 

مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى» لمصطفى السيوطي 
الرحيباني» مع حاشية الفقيه العلامة حسن الشطيء طبع على نفقة 
على بن عبد الله آل ثاني» حاكم قطرء منشورات المكتب 
الإسلامي. 

5" معارج القبول» حافظ بن أحمد الحكمي» تحقيق عمر بن محمود أبو 
عمرء دار ابن القيم؛ الدمام» الطبعة الأولى ١٠١4١ه.‏ 

5 المعارفء أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة» تحقيق ثروت 
عكاشة:؛ دار المعارف. القاهرة. 

*ه ؟. معاني القرآن» لأي جعفر النحاسء تحقيق محمد علي الصابوني» 
مطبوعات معهد البحوث العلمبة ومركز إحياء التراث» جامعة أم 
القرى» مكة المكرمة:» الطبعة الأرلى ١٠549١ه‏ 

4 ؟. معجم الأدباء» أبو عبد اللّه ياقوت الحمويء دار الكتب العلمية؛ 
بيروت» الطبعة الأولى 41١١‏ ١ه‏ 

4 المعجم الأوسطهء أبو القاسم لطبراني» تحقيق طارق بن عوض 
الله» وعبد المحسن ابن إبراهيم الحسيني» دار الحرمين» القاهرة» 
طبعة 8١51١ه.‏ 

5 معجم البلدان» أبو عبد الله ياقرت الحمويء دار الفكر» بيروت. 


51 ؟. المعجم الصغيرء أبو القاسم الطبراني» تحقيق محمد شكور. المكتب 
الإسلامي» بيروتء الطبعة الأول 4٠8‏ ١ه.‏ 

المعجم الكبير» أبو القاسم الطبراني» تحقيق حمدي بن عبد المجيد 
السلفي؛ مكتبة العلوم والحكم, الموصلء الطبعة الثانية 4 ٠5١ه.‏ 

. المعجم الوسيط» لجمع اللغة العربية بمصرء بإشراف عيد 
السلام هارون» طبعة دار إحياء التراث العري» بيروت. 

6 معجم ما استعجم؛ عبد اللّه بن عبد العزيز البكريء تحقيق 
مصطفى السقاء عالم الكتب» بيروت, الطبعة الثالئة 6٠5‏ ١ه.‏ 
.١‏ معجم مقاييس اللغة, لأبي الحسين أحمد بن فارس. دار إحياء 

التراث العربيء بيروت» طبعة؟؟47١ه.‏ 
5 مغني اللبيب عن كتب الأعاريبء جمال الدين بن هشام 
الأنصاري» تحقيق مازن المبارك» ومحمد علي حمد اللّهء دار الفكرء 


دمشق» الطبعة السادسة. 
55# مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج» شرح الشربيني 
(نحمد الخطيب)؛ دار النكر» بيروك. 


4 المغني (شرح مختصر الخرقي)» لموفق الدين أبي محمد عبدالله بن 
أحمد ين قدامة المقدمي الدمشقي الحنبلي دار الفكرء بيروت» 


الطبعة الأولى8 4٠‏ اه. 
58 المغني عن حمل الأسفار للعراقيء مكتبة دار طبرية» 
طبعة 8 ١‏ 5 اه. 


555 مفناح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة: للإمام شمس 


فهرس المصأدس والمرا 


/ا5؟. 


5514 


و ؟. 


نفقد 


ا 


56 24- 


6ه اه 
الدين محمد ابن أبي بكرء المعروف بابن قيم الجوزية» دار الكتب 
العلمية» بيروت. 

مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين» أبو الحسن علي 
الأشعريء تحقيق هلموت ريتر» دار إحياء التراث» بيروت» 
الطبعة الثالثة. 

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد. أبو إسحاق برهان 
الدين إبراهيم ابن محمد بن مفلح الحنبلي» تحقيق عبد الرّحمن بن 
سليان العثيمين» مكتبة الرشدء الرياضء الطبعة الأولى» ١٠49١ه‏ 


. الملل والنحل» أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني» تحقيق 


محمد سيد كيلانىء دار المعرفة» بيروت» طبعة 5٠4‏ اه. 


٠‏ المنتظم لأبي الفرج بن الجوزيء دار صادرء بيروت. 
. منهاج السنة النبوية» لشيخ الإسلام ابن تيمية» تحقيق محمد رشاد 


سالم» مؤسسة قرطبة» الطبعة الأولى 5 5٠‏ ١ه.‏ 

المنهل الروي» محمد بن إبراهيم بن جماعة» تحقيق محيي الدين عبد 
الرحمن رمضان. دار الفكرء دمشقء الطبعة الثانية 5٠5‏ ١ه.‏ 
المهذب في فقه الإمام الشافعي, لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن 
يوسف الفيروزآبادي الشيرازيء دار الفكرء بيروت. 

الموافققات في أصول الشريعة» أبو إسحاق إبراهيم بن موسى 
الشَّاطبِي اللّخمي الغرناطي الالكي » تحقيق مشهور حسن آل 
سلان. 

موطأ الأمام مالك» تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي» دار إحياء 


0 التراثء مصر. ش 
ميزان الاعتدال في نقد الرجال» شمس الدين الذهبي» تحقيق علي 
عوضء وعادل عبد الموجود؛ دار الكتب العلمية؛ بيروت» الطبعة 


الأولى55١م.‏ 
5 النبوات» لشيخ الإسلام ابن تيمية المطبعة السلفية» القاهرة. 
طبعة 85 ١ه.‏ 


. نصب الراية لأحاديث الهداية» عبد الله بن يوسف الزيلعي» 
تحقيق محمد بن يوسف البنوري. دار الحديث» مصرء طبعة 
/اهاه. 

64 النهاية في غريب الأثرء لابن الأثير» تحقيق طاهر أحمد الزاوي 
ومحمود محمد الطناحيء المكتبة العلمية» بيروت» طبعة795١ه.‏ 

. نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار» محمد بن علي الشوكاني» دار 


.١‏ همع اطوامع» جلال الدين عبدال رحمن السيوطي» تحقيق 
عبدا حميد هنداوي. المكتبة الفوقية» مصر. 


87 الواني بالوفيات» صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي, تحقيق 
أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى. دار إحياء التراث» بيروت» 
طبعة 7١‏ 4١ه.‏ 

8 الورعء عبد الله بن محمد بن أبي الدنياء تحقيق محمد بن حمد 
الحمودء الدار السلفية؛ الكويتء الطبعة الأولى /50١ه.‏ 

8 الورعء للإمام أحمد بن حنبل الشيبان» تحقيق زينب إبراهيم 


فريس الصاد م والماج “امه ىللاي __ ل بححححيياليم ا 
القاروط» دار الكتب العلمية» بيروت. الطبعة الأولى 85٠7‏ ١ه.‏ 
8. وفيات الأعيان وأنباء أبناء زمان» أبو العباس شمس الدين أحمد 
بن خلكان» تحقيق إحسان عباسء دار الثقافة» لبنان. 
05" يقظة أولي الاعتبار» صديق بن حسن القنوجيء تحقيق أحمد 
حجازي السقاء مكتبة عاطفء القاهرة» الطبعة الأولى ١784‏ ه. 


0 
ع 79 


فَهْرَس الْموْضْوعَات 
الوض-سوع لصفحة 
مقدمة الناشر ممم مم مم ممم مم ممه ممم مم مم ممم ممم ممم مم ل ل 8# 
مقدمة الشارح ...... 0 
أصول ومراتب طلب العلم 00 
بيان سبب اختيار أحاديث الأربعين» وأنها جوامع كلم تدور عليها أمور 
الدين ممه مم مه ممم م ممه ممه ممم مم م م ممه ممه وو ممم ممم ممه وم لم ل 0 لآ 
مقدمة الإمام النووي موه ممم ممم مهم نمو مه م ممم عموه مو فل 20 18 
الحديث الأول: نيا الأعيال بالئْيّاتِ» 100 
ثلاثة أحاديث يدور عليها الإسلام فلمم و ة ممم وم ة رمام ا 8 3 
عمل المكلف دائر على امتثال الأمر واجتناب النهي لو 951 
أقوال العلماء في معنى قوله وَكَِِ:دإنا الأمال بالييّات» 91 
بيان المقصود بالأعمال ققم ممه م ممه ممم مم مه مم ممم هم م ا 2 84 
أقسام العموم عند الأصوليين ممم ممه م مه ممه مم وم مم م 98 
بيان المقصود بالنية ومواردها في النصوص لمم ممه مع 8 
تقسيم النية في الشريعة ومواردها في النصوص م 811 
شرط قبول العمل أن يكون خالصًا لله هل ا 


بيان أحوال بطلان العمل الذي خالطته نية فاسدة 8 


بيان الأعمال التي يتعلق بها نية مع نيتها دلهكل م 1و 
إرادة الثواب الدنيوي بالأعمال التي جعل الشارع عليها ثوابًا في الدنيا 


لا يُعد شركًا موه ممه مهمه مم ممه م مهمه مهمه ممعم ممم م ممم ف ا #5 
معنى اللمجرة العام والخاص لمم وم ةم ممم ممم ممم وروم رمم مم م 1 #6 
الحجرة الواجبة والمستحية مومه ممم ممم ممه عم م هه 
الحديث الثاني: يوا نحن جُلُوسٌ عِنْدَ رَسْولٍ الله يَكلِل...» ان 
بيان سبب تسمية العلماء لهذا الحديث :(أم السنة) 1ك 
الاسم العام للإسلام يشمل: الإسلام والويان والإحسان 67 
هل الإسلام بمعنى الإيهان أم يختلفان؟ ممم م مهمه م ممعم 1 
حكم صبغ الشعر بالسواد واستحباب لبس الأبيض من الثياب رد 
بعض آداب العالم والمتعلم لمعه ممم مهمه ممم مجه مم ممم لم ممه 
أقوال السلف في تفسير كلمة (شهد) اك 
شهادة المسلم بأن لا إله إلا الله لا تستقيم مع كتمانها دون عذر شرعي .49 
الإسلام لاايصح إلا بقدر من الإيمان مصحح له 00 
بيان معنى الإيان وأنه قول وعمل واعتقاد قمع ةم لم م ممه ل لم ل 88 
أقرال السلف في زيادة الإيهان ونقصاته موم ممم ممم ممم 1720© 


القول المعتمد عند السلف أنهم يعبرون في الزيادة والتقصان عن الإيمان 


فه رس الموضوعات بم 


مد أل السة واجماة في ايان يسنم من الدخول ف الات 


قل مم ممه قم ممم ممم مم ممم عم ممم م ممم ممه ع ممه مم عام ممم لم ل 6 6 8 
قد يسأل المتعلم عن شيء يعرفه لإفادة غيره 6 
فهم الاصطلاحات على ضوء النصوص»ء فلا ينبغي أن تحَكّم 
الاصطلاحات على النصوص ان 
بيان أركان الإيمان الستة ومعرفة القدر الواجب والقدر المجزئ فيها... 17 
4 كن الأول: الإيان بالله 21000 

ن الثاني: الويان بالملائكة 0 
59 الثالث: الإيمان بالكتب ...... 0 
الركن الرابع: الإيان بالرسل لق مم ممه مم مهل 1 
الركن الخامس: الإيان باليوم الآخر 0 
الركن السادس: الإيان بالقَدّر خيره وشره ممعم ل هك 
بيان مراتب القدر ققومة ممم ممم ممم ممم م ممم ةمل ممم ممم مل ف ل أل 
بيان معنى قول العلماء: كل مؤمن مسلم» وليس كل مسلم مؤمتا» .... 54 
تنوع عبارات السَّلفِ في تفسير الإيمان وأنواعه لم كا 
القدر من جهة تقدير الله عله فهو خير محض 8/1 
بيان معنى الإإحسان ومراتبه 0 


مقام المراقبة مامه قم مه مه ممه مامه ممم عه ماله ممه وه ع ليا 


أشراط الساعة (الصغرى والكبرى) 00 


معنى قوله وَيَئِِ: «أنْ تَلِدَ الم رََتَهًا 1100 
حكم التطاول في البنيان وأحوال السلف في هذا مم م 8/4 
الحديث الثالث: ابي الإسْلامُ عل حمْس...» 00 
النبي وَكِةٌ مبلّْ عن ربه جل 0 
الإسلام الخاص والإسلام العام والفرق بينهم| ممم م ل ل ل م 
معنى الشهادة وشروطها فقمت معنم مم مم ممما ممم ممم مول م ةمل مم ل ل 
تفسير كلمة التوحيد (لا إله إلا اللّه) 000 
معنى شهادة أن محمدًا رسول الله 00 
الخلاف في تكفير تارك الصلاة وأقوال السلف في ذلك 8 
موارد لفظ (الكفر) في النتصوص على وجهين ف ممم 2 8# 
اتقسام أر كان الإسلام إلى: عبادات بدنية» وعبادات مالية» وعبادات 
مركبة بدنية ومالية قم ممه م ممه م ممه ممه ممم عم ممه ممم مم لم 8 8 
الحديث الرابع: «إن أحدكم مُجْمَعُ حلْقُهُ في بن أَمو ...» 917 
ألفاظ تحمل الحديث عند المحدثين 0 0 4 
من صفات النبي وَليِْةٌ أنه الصادق والمصدوق مم 49 


الأطوار التي يمر بها الجنين في بطن أمه 0 


. يان معنى التصوير والرء والخلق 00 
متى يخرج العلم بنوع اجنين عن اختصاص النّه لمآ 
متى نفخ الروح في الجنين» وما يترتب عليه من أحكام ل 1١6‏ 
ذكر الخلاف في نفخ الروح هل قبل كتابة الرزق والأجل أم بعدها؟ . ٠١1‏ 
أنواع تعلقات الروح مع البدن لمعه مم مه ممم هآ 
أنواع الكتابات فقو ممق ممم ممم ةم ممم ممم عملم ممم م مم ...111 


اللوح المحفوظ ممعم ة ممعم مم ممم ممم ممم ممم وموم ممم مم مامه ل 1315 
الخواتيم ميراث السوابق ممم مم ممم مم ممم ممم مم مم لل ل .2 119 
ثمرة الإيان بالقدر وممصم مهمو م ممم ةنمو ةنر ل ا ل ا 1117 
الحديث الخامس: «مَنْ أَحْدَتٌ في َمْرِنا هَذَا ...» 00 
أهمية هذا الحديث لمم مم م هوم ممه ممعم ممم مهمو 00 1394 
المحدثات والبدع قسمان ممم مه ممم مم ممم م ممه مم مم م ممع م 181 
معنى البدعة فقوم ممم ممم مم ممم ممت م متم نمم نمام م ا 6 1١85‏ 


الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة 0 
الحديث السادس: إن لحلل ين وإنَّ ارام ...1 ١4‏ 


المتشبهات في القرآن 00 
أحوال المشتبهات 0 
يجب على المؤمن المكلف ألا يأتي شيئًا إلا وهو يعلم حكمه ل 
الخروج من خخلاف العلماء إلى متيقن من الأمور المستحبة لل 
ذكر خلاف الفقهاء في مدة قصر الصلاة للمسافر 00 
ذكر الخلاف الفقهاء في الال الممختلط 0 


القلب هو معدن الإييان ا ا 0 


هل العقل في القلب أم في الرأس 0 
الحديث السابع: (الْدَينُ التصيحة» 0 


أهل الكتاب عترون بين ثلا أشياء 0 


فهمرس ا موضوعات 


شروط الكف عن قتال الكافر 0 


حكم الكافر الحربي؛ والمعاهل» والمستأمن 0 
كان النبي وليك لا يُقاتل قومًا حتى يؤذنهم ممم لل 
الكفر كفران: كفر ردة» وكفر نفاق 00 
الحديث التاسع: اما عبَينْكُْ عَنْهُ فَاجِتريُوة...) 0 
المنهي عنه قسمان: للتحريمء وللكراهة 00 
م يجعل الله جل إقامة ا حياة في شيىء منهي عنه 00 
النهي في الآداب الأصل فيه الكراهة إلا بقرينة تدل على التحريم .. 
الانتهاء عن المنهيات ليس فيه تحميل فوق الطاقة 0 
هل الانتهاء عن المنهيات أفضل أم فعل الأوامر؟ ل ا 


يجب اجتناب السؤال عن الأمور التي ليس وراءها طائل ل 
الحديث العاشر: «أيما لاس إِنَّ الله طَيّبُ لا يَقْبلُ إلا طيًا...) 00 
معنى قوله: (لايَقَيَلٌ) واستعماها في السنة 0 
تفسير الطيب من القول والعمل والاعتقاد م مع ع ع ل 
السفر من أسباب إإجابة الدعاء 0 
إجابة الدعاء للمؤمن والكافر؛ لأنها من آثار الربوبية 0 
إطابة المطعم من أعظم أسباب إجابة الدعاء 0 


أحو ال رفع اليدين بالدعاء 0 


١84: 


186. 


اخيل 


لتك" شر ألأ”مرمعين النووبة 


خاي لحادي عش فت من رول الله وَكَلِيةٌ: ددغ مَا يَرِيبُكٌ...6*١؟‏ 


الكلام على أثر ابن مسعود 687 ملم ممم ممم ممم مم م مم م 8 ه؟ 
لاشيء أسهل من الورع فموم م م ممم مم ممم ممه مم لوطهل ا 1 
الحديث الثاني عشر: هن حُسْن إسلام المرُ...) فممة م م 80 
معنى إحسان الإسلام» وأقوال العلاء فيه م لمم مه 11 
معنى العناية لغة وشرعا ققوم مم مم مم و ممه هوم ممم م وو ل وآ 
هل الملّكٌ يكتب كل ما يقوله العبد؟ مله مم م 819 
وجوب حرص العبد على حسن إسلامه لوم ممم هه مله مل 5195 
الحديث الثالث عشر: لأيُؤْمِنُ أحذكُ حَنَّى يِب ...» 914 
معنى قوله: 9لا يُؤْمِنُ أَحذكُؤة م مع ممم ع 819 
الأمور التي يجب على المسلم أن يحبها لأخيه ى! يحبها لنفسه لق 
الإيثار قسان: مستحب ومكروه قلمم و ممه م ع م ا #918 
الحديث الرابع عشر: «لأيِلُ دم امرئ مُسْلِم لأ يإِحُدى ثَلآث...1... نف 
حرمة دم ومال المسلم 00 / ممم م مم و ل 4 ؟9؟ 
الزاني له حالان لمم م مه ممه مله ممم م مه مم هم ل م #184 
اختلاف العلاء في الزاني الثيّب هل تجمع له بين الجلد والرجم أم يُكتفى فيه 
بالرجم؟ عه م م وم مم مه مم مه مق ممم مه ممم م م م مع ا 91954 


قتل النفس بالنفس هل هو عام أم مقيد؟ اشرق 


ٍ- 2 2 ٌِ رات 
معنى: «وَالتَارك لِدِييهِ اللُمَارقٌ لِلمجَاعة» ممر مم رام ممم م ل اك 


إنفاذ الحدود من مهام السلطان أو نائبه» وليس لكل أحد فرق 
من ينفذ الأحكام في بلد ليس فيه ولي أمر مسلم؟ #4 
الحديث الخامس عشر: «مَنْ كَانَ يُْمِن بالله واليوْم الآخر...» يرق 
الحقوق منقسمة إلى: حقوق الله وحقوق للعباد. مرق 
أشد شيء على الإنسان أن يحفظ لسانه ممعم عل م و 
تفسير قوله وَل : « فَليكْرِمْ جَارَهُ لمهم ممع 941 
مراتب الحيران ثلاثة 0 
الضيافة الواجبة ومدتها ممه م ممه ممه م ممه مم عله ع م م 0 48 ؟ 
الحديث السادس عشر: أن رجلا قال للنبيّ يَلِد: أْصني غ؟ 
أسباب تكرار سؤال الصحابة النبي مَلَيِدِ الوصية؛ واختلاف الإجابة 48 ؟ 
إذا أتت دواعي الغضب فاكظم غضبك مومه م ممم لم 581 
الكلام على أثر الإمام أحمد: «الْعَافِيَ عَمَرَةأَجرَاكِ كلا في الَكافلِ».. 0" 
بعض آثار الغضب 0 
وسائل علاج الغضب 0 
الحديث السابع عشر: (إِنَّ الله كتَبَ الإِخْسَانَ عَلَ كُلّ قئء...» ...... ١51‏ 
لفظ (كتب) وما تصرف منه يدل على أن المكتوب واجب 76 


كتابة الإحسان على الشيىء هل هي قدرية أم شرعية؟ لم ع 76 


أقسام الإحسان من حيث حقوق الخلق ملم و م م م 0 4 ؟؟ 


الحديث الثامن عشر: إن الله حَيْعً) كُنْت...» و 
تقوى الله أصل عظيم من أصول الدين لمر ةنرم ممم ء ةم ل 558 
أنواع التقوى في النصوص مم ممم ممه م ممه هوم ممم م م ل 114؟ 
مراتب التقوى مللم مم مر ممم ة ملم ةم م من ممم نم م ةا ل ةل ا من اك؟ 
إذا عظطمت السيئة وكبرت فلا يمحوها إلا الحسنات العظام لس ؟ 
أعظم ما يمحو الله عه به السيئات لم عه م ل لاع 


معنى قوله عَبَئِة: إن أجرك على قدر نصبك» م 8 
الحديث التاسع عشر: كنثٌ تخلفت التي يلك يومّاء فقال: هيا عُلام...1/1؟ 


هذه الوصية جمعت خخيري الدنيا والآخرة لم ةم ممه ل لل ل را ؟ 
حقوق الله عليه نوعان لم مه ممم ممم م م مم #4 
حفظ الله عل للعبد على درجتين فمم مم ةنمو ممم م ةرم ةم م 4/؟ 
أعظم المطالب التي يحرص عليها العبد أن يسلم له دينه ا الكن 
قرأتب الاستعالةٌ....ت. .تنمت تمصي تتم يميمت م اميم مما ا ا ؟ 


التوكل على الله وَدللة من أعظم مقامات الإيمان ل قم 


معنى قو لوليا انعرف إلى الله ..» قتع مه مم وم عم مهمه لط لا كل ؟ 
الفرق بين المعرفة والعلم موده مومه ممم مه ممم ممه ممم لم لل كا 
معنى معرفة الله للعبد في الشدة ممعم م لمم ممه ملم هملع ا 6 544 
تعريف الصبر لغة وشرعًا ممه م ممم ع عع مه مم م مه ممه لع ل 8 #8 
الصير الواجب والمستحب لمم ممه مهمه مم مه ممم مله ل ل 841 
الكلام على أثر الفضيل: لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا ني 
السلطان» فم مو ممه ممم ممم ممه ممه ممم نه مم ممم ممم ةنم م مو ةم ل 2 1:5 8آ 
الفرق بين الرضا الواجب والصير ممم مه مه مله عم ل 5848# 
الحديث العشرون: دن أَدْرَكَ النّاسُ مِنْ كلآم الدّةٍ الأول ؟ 
لحباء قارة يأتي بالحيلة» وتارة يأني بالاكتساب....................... 848 
معنى قوله كِكَلِاْةَ : ذا َتسْتحيٍ فَاضْنَْ نَعْ مَا شِدِّتٌّ) ع 894 
الحديث الحادي والعشرون: يا رَسُولٌ الله قل لي في الإشلام ...» كن 
طريقة القرآن أنه يحتج على ا مش ركين بمأ يقرون به من توحيد الربوبية على 
توحيد الإهية قم ممم ممم م ممم ممم م ممه ممم ممم ممق مه ةو م ا ا ا ا 1# 
تفسير قوله َلَكْْة: اقل آمَنْت بالله» قروم مهلوا لي 
معنى الاستقامة لمم مم م ممه م ممه م ممه ممه ممه مه مط ة ع ةا ل إ5وام# 
الحديث الثاني والعشرون: أن رجلاً سأل رسول الله َل قوم 


. 3 الووية 
م(-اااا- ‏ انتم 


دخول الجنة متنوع: دخول أولي» ودخول مآلي ان 
معنى قوله: (لم أزد على ذلك شيئا) عه ع م ل ل 8 لكا 
معنى قوله: (وأَخْلّلتٌ الحلال) ع م ع م ع 8 لس 
تحريم الحرام يشمل مرتبتين: اعتقاد حرمته. وترك الحرام 9 
الحديث الثالث والعشرون: «الطّهُوبُ شَطْدُ الإيان...» 14" 
معنى الطّهور» وأقوال العلماء في ذلك اس 
معنى الحمد لله وموارده الخمسة ممه م مم ممه له م ع ع ع 1 
معنى قولدصكلاة: دعلا الميرّانَ) م مه مه ا لاسي 
الفرق بين التسبيح والحمد لمم ممه ممم ممم مم مم مه طم ل 8 سي 
إذا أُطْلق لفظ (الصّراء) فقد يُراد به العلو وقد يُراد به واحدة السموات وهي 
السماء الدنيا مه مه ممه مم م مم مم ممع مم عه مقعم م عه ل ا سو 
مراتب النور وأوجه الشبه بينها وبين الصلاة والصدقة والصير ساسم 
أنواع الصبر ممه اه ممه ممم مه ممه ممم م مه ممه مم ل ل عاسو 
معنى قوله: (وَالْقَوْآنُ حَجّةٌ لَكَ أو عَلَيْكَ) رضن 
الحديث الرابع والعشرون: عن رسول الله وك فيا يَروِيه عن رَبّهِ كن أنه 
قال: هيا عِبَادِيء إن حَوَمْتٌ الظُلم عَلَ تَفْسي ...» اام 
معنى كون الحديث قدسيًا لغة واصطلاحًا ع ع لاس 


الخلاف بين أهل السنة وفرق المبتدعة في مسألة كلام الله ا رضن 


مراتب الظلم ودرجاته ان 


معنى طلب الحداية من الله وين ومراتبها م 0 م4 س8 
التوبة شرط لمغفرة الذنوب كن 
تقوى العباد ليس المنتفع منها الرب كَبْكٌ بل هم المنتفعون ان 
حاجات العباد ليست بشيء في جنب ملكوت الله عل 98 
ما المقصود من إيجاد الابتلاء والتكليف؟ م 81س 
معنى إحصاء الأعمال ومراتبه قم مم مع م عم ممم م م عع ع ع لهس 


الحديث الخامس والعشرون: أن نَاسَا من أصحاب رسول الله عَكَلِ قالوا 


معنى الصدقة في الشريعة لان 
أنواع الصدقات عم قم ممم ممه مم مم م ممم مه ممم ممم مم 81م 
هل يؤجر العبد بإتيانه الحلال بلا نية؟ ان 
الحديث السادس والعشرون: «كُلُّ سُلامى ين الئاس عَلَيِْ صَدَقة..) 6م 
معنى (سّلامَى) وكيف تكون الصدقة عليها؟ اشن 
الصدقات نوعان: واجبة ومستحبة قل 


الحديث السابع والعشرون: الب حُسْنُ التق ...) ممع ملم مم م 5م 


أنواع البر وم ممم ممه ممه وومةه ممم ممه م ممم معفم مم ةمعن ةمهم م ةلف ةل ل كم 
درجة البر تختلف باختلاف حسن الخلق مل م م ل لاس 
الإثم يجمع شيئان: شيء ظاهر» وشيء باطن ل ع قاس 
هل كل ما يتردد في الصدر ويحيك يه إثم أم لا؟ ل اس 
الحديث الشامن والعشرون: وَعَظَنَا رسول الله وَكَِهٌ موعظة, وَجِلّت منها 
القلوبٌ لمم م ممه ممه ممم م ممه م ممم ممه مم مم مم عم ل لط ل لاس 
معنى الموعظة وموردها في الشرع لمم مع مه ممه ةع مع وم مم لع ل الاسم 
الفرق بين الوجل والخوف ممم ممم ممم ممم مه ممه ممم ع هع ةم مط ل لام 
معنى السمع والطاعة والفرق بينهما ممم ل ‏ م ‏ ل ع اأطرما 
السمع والطاعة من ثمرات البيعة ان 
السمع والطاعة لولي الأمر في غير المعصية ل 
هل تجب طاعة ولى الأمر الجائر؟ فلم ممم ممه ممعم من ةم #816 
طاعة ولي الأمر تتعلق بحالات ثلاث ممه ممه م لل ارما 
أنواع الولاية الشرعية ممه ممه ممه ممه ممه ع ممه ممعم م مم مم ل ل ل الاأار» 
والولاية فيها أفضل وفيها جائز ان 
طاعة ولي الأمر بين الواجب والمباح والمستحب والمكروه كن 
صلاح الدين إن| هو بملازمة طاعة ولاة أمر المسلمين ويم 


هل عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين؟ قاس 


التحذير من المحدثات والبدع كن 
الحديث التاسع والعشرون: عن مُعاذٍ بن جَبَلٍ #8 قال: قلتّ: يا رسول 


الله أخيرني بعمل يُدخِلَنِي ال لل 00 
عبادة الله وحده دونما سواه هي غاية إوسال المرسلين طفع 
فضل صوم النفل وصدقة التطوع والصلاة في جوف الليل لل افع 
لا حظ ني الإسلام لمن ترك الصلاة فمم ممم ممم مم ممم م ممم 20 08 
فضل الجهاد قلقة مم م ممه ممم ممم ممه ممه مم مهم مم مم 4198 
إذا حاسب المرء نفسه على لسانه حصل له ملاك أمره ل 438 
الحديث الثلاثون: ١ن‏ الله تَحَالُ فَرَض فْرَايضص ل ع ل 438 
الفرق بين الفرض والواجب ممم ممم من ممم مهلم م0 918 
معنى الحدود ومواردها في الكتاب والسنة لع لم م0 434 
دائرة المباح أوسع من دائرة المحرم م م عه مم مم ع 63315 
أنواع السكوت. والرد على من أثبت صفة السكوت لله عل ع 
أنواع المسكوت عنه في الشريعة قم مم ممم ممم ممم م مم 378ع 


2 


الحديث الحادي والثلاثون: جَاءً رَجُلُ إلى النِيَ جك فقَالَ :يَارَسُولٌ الله 
ُلّني عَلَ عَمَل موه ممم ممه ممم م م م مم مم م ممه لم لل 478 


الدين قائم على أداء حقوق الله وأداء حقوق العباد للم 41758 


شرح الأمربعين النووية 


ظر 14 ا [ْ 

همّة المرء ينبغي أن تكون مصروفة لم| به يحب الله العبدء ولا تكون مصروفه 
لمحبته هو لله وبل لومم ممم وم مم ممم ممم ممم مم ةمول ا ل ا 6ق 
معنى الزهد لغة وشرعاء وأقوال العلماء فيه مومهم عع #15 
ذم تعلق القلب با في أيدي الناس مم ممم ع م م ل م ا اماع 
الحديث الثاني والثلاثون: «لَأآَضَرَّرَ وَلآَضِرَارَ) مع 4413 
نفي الضرر في الشريعة على جهتين قبم مه ممم ممم م معنو فم لم 0016 6737 6 
الفرق بين الضرر والضرارء وأقوال العلماء في ذلك ل ل 5 4 6 
أقسام الضرر والضرار في فعل المكلف ممم م ممم ممه لو 543 
الحديث الثالث والثلاثون: ١لو‏ يُعْطَى الئاس يِدَعَوَاهُمْ..) 51 
معنى البيئة لغة وشرعا ممرة فج ممم ممم مو ممم مر ةم ةم مما ل ل 5617 
البينة على المدعي واليمين على من أنكر ممه ممه لمهم 88# 
متى يتوجه اليمين إلى المدعى عليه معفم ممم ممم ءلم ةم م لم 206 8ع 
الشريعة جاءت في القضاء بإقامة العدل والحق ل 88 ع 
الحديث الرابع والثلاثون: «مَنْ رَأَى مِدْكُمْ مذكرا مره بيَيو...) لامع ' 
الفرق بين النصيحة وإنكار المنكر قم م ممم مم عه ممع ل ل طق ع 
أحوال الناس في إنكار المنكر ممه همهم م متم مومهم مو ل و .480 
شروط الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر ممم ممم لم ل 4111 


أحوال تعلق المنكر بفاعله قلم مم ممم ممم م ممم ممم نمم مول ل 417 


الفرق بين مسائل الاجتهاد ومسائل الخلاف 00 
تفسير قوله صَلينْةٌ: «كَليَغيرْه بيَدو) 0 
درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة 0 
تغيير المنكر غير إزالته 000 
ضوابط تغيير المنكر بالقلب 0 
الفرق بين نصيحة الولاة» والإنكار عليهم لامعممةة ةلو امةمم ءام ةنو ةرررم 
من أصول أهل السنة والجماعة منع الخروج على الولاة مول 
مراتب إنكار المنكر 00 
8 ري روصم بر بير 
الحديث الخامس والثلاثون: (لأَتَحَاسَدُواء وَلَا تَتَاجَشُوا..) ل 
معنى الحسد وأثره على العبد المسلم 00 


البغض الدنيوي والبغض الديني والفرق بينههما 0 
المجرقسان: هجر لأمر الدنياء وهجر لأمر الدين 0 


خذلان المسلم للمسلم ينافي عقد المولاة الذي بينه] ملل لل قََةٌ 


الأصل في المسلم أنه لا يكذب ممه مجع ممم مه ممه م مل لل ل قارع 
تحقير المسلم يخالف أصل احترامه لى) معه من توحيد وإيران 48 
الحديث السادس والثلاثون: ١مَنْ‏ تقس عَنْ مُؤْمِنٍ كُرية... .......... 647 
معنى الكرية ممم مع مهمه مم مم مم ممم م ممه مم مه ممم مم م ا لع 
أحوال التيسير على المعسر لمم مم ممم م ممم مم مم عم مم 0 446 
ستر المسلم من فضائل الأعمال موه ممم ممم عم ل 0 488 
الحث والترغيب على سلوك طريق العلم ع 0 480 
آثار ذكر اللّه وتلاوة كتابه على العباد ف مع م م ل ل لاقع 
التقوى هي مدار التفضيل والتفاضل بين الناس لع ع ع 
الحديث السابع والثلاثون: عن رسول الله َكل فيا يَزويه عَنْ رَبّهِ تَبَارَكَ 
وَتَعَالَء قَالَ: (إنَّ الله عَرّ وجل كَتَبَ الَسَنَاتِ وَالسّيكَاتِ...) ين 
تفاوت المسلمين في ثواب الحسنة لملم مهمه ةم ممعم مهملع ا 8197© 
متى تبدل السيئة با حسنة ممم ة ممم ممه مم ممم ممم مم م ةن ممما م 2.0060 5 66 
لا ترجح سيئات أحد على حسناته إلا هالك ملم عم ل ع قف 
الحديث الثامن والثلاثئون: قال رسول الله يَيَلِيِّْ: «إن الله تعالى قال: مَنْ 
عادّى لي وَليا...) 20000 


فهرص ال موضوعات إكتتكك 


معنى الولي والولاية لغة واصطلاحًا 20100 
الفرائض هي أحب القربات إلى الله وَكْكَ 10 
محبة الله مَل تجلب بالسعي في طاعته بأداء النوافل بعد أداء الفرائض ١٠ه‏ 
هل التردد صفة لله كن 0 
الحديث التاسع والثلاثون: (إن لله اود لي عَنْ أمتِي اخملا 8 
التجاوز عن المخطئ مختص بالحكم التكليفي لا الوضعي ون 
معنى الخطأ والتسيان والإكراه 00 
الحديث الأربعون: «كُنْ في الدنيا كَأنْكَ عَرِيبٌ... 1ه 
حنين العبد إلى الجنة سببه أنبا موطنه الأول لم ممم ممم 006 618 
أعظم ما يُصاب به العبد: الغفلة عن حقيقة الدنيا للم 6 691 
الحديث الحادي والأربعون: الا يُؤِْنُ أَحَذكُم حتى يكون هواةٌ...» .. 7ه 
كال الويان ونقصانه ممصم ممصم ممما م تمن ممم م ممم ل 6 هاه 
ترك جنس العمل مسقط للإيهان 0 
تفسير الإسلام والإيمان 0 
تفاضل أهل الإيمان فيه قم ممه ممع ممه م مم همه م ممه 0 858 


الحديث الثاني والأره بعون: قال رسول الله وَليِ: «قالّ الله تعالى: يا ابنَ آم 
نك مَا دَعَوتنى...») 23200 


2 


المقصود بابن آدم في الحديث قمم ممه وموم ممم ممه ممم و م م ل ل ل 4 اع 


التوبة تجب ما قبلها 0 
الفرق بين العفو والمغفرة والتوبة 0 
مع الاستغفار والندم يمحو الله عل الخطايا 0 
الخاتمة الوقن 
فهرس الأحاديث والآثار ممم م ممعم ممه ممم مه مم مم م 0 8413 
فهرس المصادر والمراجع للبم مفو ممم نمف فم م ةم ممم م مم60 00 6.006 88 هق 
فهرس الموضوعات اين 
ل 
0 
و 


92 2 0